لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-17, 01:48 PM   المشاركة رقم: 1496
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2017
العضوية: 325063
المشاركات: 121
الجنس أنثى
معدل التقييم: ثرثرة حنين عضو على طريق الابداعثرثرة حنين عضو على طريق الابداعثرثرة حنين عضو على طريق الابداعثرثرة حنين عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 336

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ثرثرة حنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

وجع يوجع قلبك يانوره دخلت ولدها السلحه على شيما علشان تجبرهم يزوجونها له غصب وطرقن من على اخشومهم بس متعب لها بعدي النشمي

عسى الجد بس يكون عنده عقل واعي ويزوجها متعب لاتروح البنت في الرجلين

نوره ذي حقيره والمفروض تنفى من العائله مثل مانفو عبد الله قبلها

معناته متعب هو صاحب المقوله وقاله لشيما

ياشيما ان فقدتي ناس واهل انا لتس وطن

وعشق وارضٍ خضرا تنبت شوق ووفاء

انتي بس ابتسمي افردي اديتس واستقبلي رداذ المطر خليه يهمس لتس منهو انا

انفظي شعرك من جروح الطغاه وتعالي اعطره بذل وعطاء

 
 

 

عرض البوم صور ثرثرة حنين   رد مع اقتباس
قديم 19-08-17, 12:23 PM   المشاركة رقم: 1497
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183220
المشاركات: 458
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عاليهمس الذكـرى ينااجيني عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 933

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الذكـرى ينااجيني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

السلام عليكم
صباح او مسسسساء الخير
لعلنا هالأيام ننشغل ونتأخخخخر عن البارتات والردود بس لازم نسسسجل حضوووو عاد ✋🏻

كريس وش اقووووول بس المدح فيك يتعب فهالمررره بسسسسكت احسن هههههه
لان مهما اكتب مايوفييييييييك الله يسعد قلبك بس ويخليك لنا تتحفينا ب جرعة جمال اسبوعيه 💜


شكلي جايييييه متأخره مره والنقاشات عندكم حاميه حاميه وفاتتني هههه بس لابد نعلق وندلي بدلونا وأن تأتي متأخر خير من أن لا تأتي 😹👋🏻
*نوير *
اما بالنسبه لشخصية نوير قريت كذا رد بس ماسعفني الوقت ادخل بكل الكلام بس على حسب اللي فهمته ب تكلم
نوير شخصيه حساسه وبنفس الوقت قويه وغالباً ذي طبيعة الأشخاص المصابين ب القولون العصبي يعني هالمرض متعب شفاء الله كل من يعاني 💔

*****يابنات فيه فرق بين القولون الهضمي اللي يتأثر بالأكل وتقدرين تتحكمين فيه ب شيء دافي او حتى مسكّن !!والقولون العصبي اللي احيان ينفع معه المهدى واحيان لا من تجربه مامعي قولون بس عايشت شخص فيه هالمرض الله يشافيها وكل من يعاني :(؟
ف نوير ماتنلام في تعاملها مع المرض هي شخصيتها كذا حساسه وغصب تتأثر وغصب يثور القولون لاكن ممكن انها تحاول تسترخي وتبعد عن الامور اللي تأثر عليها بس المشكله انها فعلاً دائماً وضعت بنص المشاكل ول وجه المدفع على قولة شيماء علي ❤ *** ~ > على فكره شئونهم فاقدينك❤

قريبتي تذكرني ب شخصية نوير مع بعض الاختلافات وياسبحان الله كم موقف اقرأه لنوير اقول بنفسي لو كانت مكان نوير كذا بتتصرف هههههه مع بعض الاختلافات صحيح التحليل الزايد للامور هذا شيء سيّء ويتعب صاحبه لاكن اتوقع ذَا طبع صعب التخلص منه بس يمكن ترويض النفس ولاتتوقعين يابنات ان شخصيات الروايات شخصيات كامله لا لابد فيه عيوب فالشخصييه فأنا اشوف اللي يعيب نوير التهور في ردات الفعل ولا الغضب والتحليل المواقف ذَا شي خارج ارادتها وطبع لاكن تقدر تتحكم ب ردات فعلها من خلال ترويض النفس على التحمل والهدوءءء ماعلينا مع كل هذا اشوف ان تصرفها مع خوات بتار طبيعي ولايحتمل تفسيرات اخرى لان موقفهم منها واضح ولا دخلت بنيتهم او اتهمتهم بالعكس فعلهم خطططا وتصرفاتهم واضحه
اما مع بتار فأنا من البدايه كنت اقول الاثنيييييييييين اخطأو وخطأ النوري شوي زايد عن الحد المعقول ،


اما مسألة ان النوري ضهرت لنا بالروايه بتناقضات لا أنا اشوف ان ذي النوري الحسسساسه القويه وَذَا الشيئين متتاقضين يمكن شوي لاكن هالشخصية والله انا أتعايش مع مثلها بالواقع بالمواقف القويه تظهر بكل قوه وتدافع عن نفسها وامها وخواتها لاكن هالشخصية رغم القوه اكثر شخص تأثر اكثر شخص حساس بعد هالشخصيات لما يكون الامر يمسهم وهذا شفناه في زواج نوير وبتار احيان يستسلمون ويصيرون اضعف من الضعف بعكس لو هالشي يخص وحده من خواتها كان شفتيها قامت وصارخت ودافعت ولا تعدي هالموضوع بس لأنها هي المعنيه بالموضوع تشوفييييينها حست ب قلة الحيله والضعف !!!

اخيراً النوفي ماعليه اشوفك ضالمه نوير بكلامك عنها ومتجاهله تصرف أهل بتار معها يعني طردت امها لها من المجلس ذي قويه وتنطيل الكلام عليها وحذف أكلها تحت الطاوله!!!! معقول المفروض انها تتقبل ذَا كله بدون اي ردت فعل مستتحيييييل !



اما الجزئييييه الاخيره اللي نزلت
ف مقول الا الله يسسسسود وجه نوره كانها اتهمت بنت اخوها وضرتها ب شرفها
ومتعب كفو ولا هي مسسستغربه منه
بس مسكينه ياشيماءءءء:(


كريس اعذرينا عاد اذ ماسعفنا الوقت لتعليق كافي على البارت كله ؛( ❤ يعطييييك الف عافيه

 
 

 

عرض البوم صور همس الذكـرى ينااجيني   رد مع اقتباس
قديم 20-08-17, 09:34 PM   المشاركة رقم: 1498
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ناقد أدبي



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233277
المشاركات: 2,614
الجنس أنثى
معدل التقييم: #الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي
نقاط التقييم: 7632

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#الكريستال# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

بســم الله الرحمن الرحيم
الله الله الكل ينتظرني .. يازينكم بس .. أحبكم

monefade
ياخطططيره وش هالتوقع ماشاء الله عليتس ..
يلا قراءة ممتعه .. لاتنسوني من دعواتكم


(43)

أرتخى جسدها .. عند آخر ماقاله .. نطقت بخيبه
" أنا أكرهك .. وعمري ماراح أسامحك على إللي هدمته مابيني وبين أبوي "
رد بأستفزاز
" هو سمع وحكم .. ما أجبرته وأنتي للحين تملكين الخيار "

أبعد الجوال عن أذنه وهو يجلس على كرسي جلد ضخم وسط فخامة المكتب والمكان إلي ينعزل فيه .. جسمه السمين وكرشته تملى مايمتلكه هالكرسي من فراغ بالكامل ..
يحرك يده بعدم مبالاه حتى يرمي جواله على الطاولة .. فوق الأوراق المكومه قباله ..
يجلس قباله شخص ظلت الأبتسامه الراضيه تعانق شفاته ..

" أعتقد الأمر محتاج له شوية وقت ! "

يقولها هالشخص .. حتى يرفع أيديه ممدوح .. تتشابك أصابعه مع بعض .. فيما هو يسند هالأيدين على أطراف الكرسي .. تحركت شفاته بصوته الغاضب
" كان من المفروض تفهمون هالعواد كيف يصون أختي ولا يحسبها جاريه عنده "

حك شاربه إلي يمتلى شيب يتخلله بعض الشعر الأسود .. ينطق وهو يتعمد يتجاهل النظر بهالممدوح
" والله أنتم من زوجتوه ...! "
رفع صوته
" ماكنت راضي .. أبوي من زوّجها ولاّ علي .. يحلم يشوف طيفها بعد "

تمايل بجسمه على طرف الطاولة .. وهو يسند بيده عليها .. يميل براسه أكثر لممدوح حتى ينطق بخبث

" إنت تفكيرك صحيح .. صح إني زوج أم هالعواد لكن لو بمكانك صدقني بيكون تفكيري نفس تفكيرك صح أن صارت بيني وبين أخوك مشاكل فالشراكة إلي سعينا لها لكن تظل ظروفكم غير .. وحياتكم تختلف عن حياة عواد وما أدري كيف أبصراحة كيف تم هالزواج "

يتحرك واقف .. حتى يطمّن ممدوح
" وترا ماتبيه من أمر المناقصه لبو فراس رفيقكك .. قدرت أحصل على من بيسلمها له "
ممدوح أبتسم بإندهاش : أكيد تمزح ..!
أبراهيم يرجع ينحني له : تعرف إن مافي شي يوقف لي .. لكن نبي نطيّب خاطر أم العيال
ممدوح بثقه وهو يضرب يده على الطاولة : منتهي الأمر ..
أبراهيم برضا تام : نشوفك أجل ..

يتحرك مابين أثاث هالمكتب الفخم .. صوب الباب الخشبي الكبير .. يسحبه حتى يوقف بصدمه من وقف قباله فارس بطوله .. يطالعه بنظرة حاده .. ثايره من شافه في مكتب أخوه !

فارس أندفع بصوت جاف : ماشاء الله .. منوّر المكان يا بو سعد !
إبراهيم بإرتباك واضح : هلا هلا

حرك عيونه صوب أخوه الجالس في آخر الغرفه على كرسيه بصمت .. يطالعه بغضب لحظات ويرجع يطالع أبراهيم إلي ظل جامد قباله .. كان خارج توقعاته هاللقا ..

فارس : إيش من عندك مصلحه جابتك لهالمكان
ممدوح وهو يفز واقف وبصوت حاد : فارس .. أبعد عن بو سعد خله يروح
فارس بعناد وتحدي .. يطالع إبراهيم : ذيلك هذا إلي يتحرك يمين ويسار ويدخل في أمور ماتعنيه .. بينقص قريب
ممدوح صرخ : فارس !

تحرك أبراهيم حتى يدفع فارس مع صدره .. بخطوات هاربه فالممر يتحرك .. لف فارس بصدمه يطالعه ولحظات يندفع بقوة داخل المكتب .. يوقف قبال ممدوح وهو ثاير .. منفعل

فارس : إيش جاب هالكلب عندك ..؟
ممدوح يرجع جالس على الكرسي بجسمه السمين : شي ما أتوقع يهمك
فارس حرك يده لورا بقوة وهو يأشر على الباب.. يصرخ : موب هذا أبراهيم إلي سرق فلوسنا وأتهمنا ظلم إننا ماكلين حقه .. موب هذا إلي حرّض جد عواد يسجن أبوك .. موب هذا إلي زوجته تتكلم في أختك عند الناس ظلم وبهتان .. !
ممدوح بضحكه ساخره : من سجن أبوي جد عواد .. ابراهيم ماله شغل .. بعدين أختك ماأحد قالها تاخذ إنسان بهالشكل ماقدر حتى يحقق لها الأستقرار المالي والنفسي .. طالع وضع خواتك وحياتهم والرفاهيه إلي يعيشون فيه .. وطالع بالمقابل ناديه إلي راحت تركض ورا قلبها .. ( توجه بأصبعه صوب فارس بإتهام صريح ) أنت من رميتها بهالشكل .. أختيارك وقناعتك هذي نتيجتها .. لكن الأمر هالحين طلع خارج السيطره .. وأنا قادر أجيب أختي مكرمه وبيدها خلاصها من أنسان مثل عواد ..
فارس بقهر : أنتم فاهمين الأمر غلط .. أختك كانت في بيت أم عبدالله لأنها كانت تبي تأدب عواد .. وكفلت أختك باللي تبيه وكأنها بنتها

تمايل ممدوح بشفاته .. حتى يحط يده على خده ..
" إيه .. وبعد ..؟ "
فارس : لا تدمّر حياة أختك عشان مصلحة دنيا .. من خسيس مثل أبراهيم .. هو كل همه يحقق أمنية زوجته بطلاق ناديه من عواد ..
ممدوح بنفي جازم : معاذ الله يكون بيننا مصلحه !
فارس : أبعد سلطتك عن ناديه .. وأبراهيم ما هرول عندك من عبث .. خبيث ونواياه فاسده .. هذا لو عنده بنت ماترك أحد يتدخل في شؤونها
ممدوح ببرود : الله يرزقه !
فارس : أنت تسمع إلي أقوله لك أو تتعمد تسكّر أذانيك
ممدوح : للأسف تركت لك الأمر وهذي آخرتها .. ناديه تعتقد أنها تقدر تسوي ماتبي حتى لو يوصل الضرر لنا .. إذا تبي تعال نروح لخواتك بيت بيت .. وأخليك تسمع إيش من كلام يسمعونه كل يوم عن أختك .. غير الأسئله من ناس تسوى وناس ماتسوى ..
فارس أنحنى بظهره مقترب من أخوه : أحذرك ياممدوح .. أحذرك تضر ناديه بأي شكل

ضرب المكتب بيده حتى يستدير بجسمه يبي يغادر .. لكن وقف من نطق ممدوح بثقه
" وإن أختارت أختك ترجع وطلبت الطلاق من عواد بإرادتها بعد بتعارض ! "

لف براسه صوب ممدوح .. وحواجبه أنعقدت بإستحالة هالأمر .. نطق
" هالشي من سابع المستحيلات "
ممدوح ضحك : سابع المستحيلات بهالزمن تتحقق .. ع العموم الأيام بيني وبينك ..!
.
.
.

يمسك جواله بأصبعين من أصابعه وهو يحركه بشكل دائري .. فيما عواد جنبه ياخذ نفس بعمق .. لحظات وينطق بضياع

" والله إن ماسواه أبوها كسرها حسبي الله على أبليسه .. وأنا ماعدت أدري وش بيدي .. تسني من أخذتها مكتوب علي وعليها الشقا .. يعني ماندخل بأمر صعب إلا أنرمينا منه ودخلنا بأمر أصعب .. "

رفع يده حتى يمسح على شعره وتطلع " أففف " من شفاته بمراره .. يحرك راسه متعب ببطء له ..
" حتسيت مع أخوها "
عواد بإندفاع : قصدك فارس .. متأكد لو عنده علم بيدق علي !
متعب : دقيت ولا لا ّ
عواد : لا
متعب مسك الجوال بكف يده مطبق عليه بأصابعه : وش تنتظر يا أخي .. المفروض أول شخص تدق عليه أخوها .. فيه شي مخلي أبوها يثور تسذا
عواد صد وهو يتكلم بحقد ظاهر : يابن الحلال أبوها ماحولك أحد بالعربي .. تاركن عياله على وجيههم .. من ربت وتعبت أمهم .. الأمر بيد هالممدوح الخسيس .. ترا هو من مزوّج خواته كلهم لعيال أكباريه
متعب أبتسم : وأنت ماجيت بعينه قد المقام

أنحنى عواد ماسك راسه .. ماعاد بيده حيله ..

متعب : تدري عاد
عواد نزل أيديه ولف له .. ساكت حتى يكمّل متعب
" مواجه الأمر خساره .. رح أبحث عن السبب إلي ترك الأمور تتضخم بهالشكل ومخلي أبوها يجي حامي "
عواد رفع صوته ثاير: من تحت ممدوح .. والله إنه حاشي راس أبوه لين قال آآآآآمين !
متعب رجع يأكد على نقطته : وممدوح ماهوب قايل شين تافه .. أكيد الأمر يسوى وأستغله

يدق جواله ومن شاف الرقم .. أنتفض واقف .. نطق وعيونه على الجوال
" دقيقه أبكلم وراجع لك "


أتسعت عيون عواد وهو يشوف متعب يتحرك بالمجلس الواسع .. وش هالمكالمه إلي تركته
في هالأهتمام ولا يبيه يسمعها .. يفتح الخط متعب .. يستقر الجوال عند أذنه حتى تزداد خطواته أتساع .. يطلع من باب المجلس .. يمشي وقباله الحديقه أنكشفت بالكامل له

متعب : هلا طارق
طارق : هلابك .. وينك ياولد ماعاد تنشاف
متعب : والله ماسك لي دوام توه جديد وشفتات .. تعرف الضغط يخليني أبعد شوي
طارق : أجل كلام ياسر صحيح ..؟
متعب بضيق : ليه حاتسن بشي
طارق : تخبر أجتمعنا من جديد .. وحضر هو وقعد يحتسي عنك بس ماعليك العيال زبدوا له وخلوه يسد فمه ولا ينطق بكلمه .. شايف نفسه ما أدري على وش بالضبط .. وماحتسى من بعدها .. شكله جاي بس عشان يقولنا هالسالفه يحسب أننا بنقول ليه ومدري وش .. مير أقولك .. حنا معك خلك قدام ولا عليك
متعب بصوت يخفي فيه الضيق : الله يسلمك ..
طارق : إلا بقولك .. أبوي ملزم يقطع علاجاته ويرجع للرياض عشانك .. المشكله إننا حاولنا نخليه يبعد هالفكره عن راسه بس رافض
متعب بإرتياح : يعني أبوك وأخيرا أرتاح لي..! أنا قايلن له .. لا صدّقتني باللي أقوله تعال للرياض
طارق بخوف : بس يامتعب أبوي رجالن تعباااان .. وأخاف جيته ذي مضرتها أكثر من نفعها .. وسفرته كلها عشان يكمّل رحلة علاجه ..
متعب : هو صحته تعبانه ..؟
طارق : آخر مره تعب حيل .. تخبر الشيبان وأبوي مريض وعنده ضغط وسكر .. أنا ما أدري وش بينك وبينه ومحترم كلامه لأنه قالي لا تدخل وطلب رقمك .. بس يامتعب إن كان الأمر يقدر يأجله شوي بس .. أبوي عنيد وما كل كلام يسمعه ..
متعب بحيره رفع يده .. يفرك جبينه : أنا مقدّر كلامك .. وأبوك من الرجال الوفيين .. وبإذن الله ماراح يحصل إلا الخير

أخذ نفس بقوة .. حتى يهز راسه وهو يستمع لكلام طاارق إلي ظل يوصيه على مايبي .. ينطق بصوت واطي .. " ماقصرت .. ياهلا " .. يوقف يستقبل بصدره الواسع
مساحه واسعه من العشب الأخصر والنخل الواقف بشموخ في أماكن متفرقه .. والأضواء
تحاوطه من كل أتجاه .. يدفن جواله في جيبه ويرجع للمجلس .. ومن دخل

عواد بفضول : وش هالمكالمه السريه ..؟
متعب بصوت بارد وهو ينحني جالس : لا هذا واحد من أخوياي
عواد بشك : يخليك تقوم تسذا وتطلع ..

رفع راسه .. يطالع لقدام .. لحظات ويقرر يفز واقف من جديد .. يتحرك بعبث صوب الطاولة ... ينحني ساحب القهوة مع فنجالين ..

متعب وهو يأشر بالقهوة لعواد : تتقهوى ..؟
عواد من شاف صمته وتجاهله نطق وهو يرجع بظهره لورا : أنت عندك شي بالسر غير سالفة شغلك إلي مالقيت تشاور فيها عبدالعزيز
متعب أبتسم لين بانت أسنانه .. صب له قهوة حتى ينزل الدله : ماهوب هذا عبدالعزيز إلي سلمته وصاة بنات خالي رحمة الله ..
عواد فجأه تغيّرت ملامح وجهه : ............................
متعب يشرب من الفنجان وهو يستمتع بهالحديث إلي فتحه عواد بدون تخطيط : ليش سكت !

صد عنه وغمامة الضيق بدت تحتويه .. كان يعرف وش قصد هالمتعب ..

متعب : ع العموم .. أستشارتي لأهل الأختصاص والحمل إلي الكل أختاره بقناعتهم.. خالي عبدالعزيز أكيد وهو بيني وبينك ماقصّر

ماكان هالكلام المعدود غير سوط يظهره متعب له .. هو إلي أرخى حبال هالأمانه يوم كان عليه يشدها
بقوة .. يثبت ولا يتراجع في لحظات .. أزدادت فيها نفوس البعض للشر والثقه
إن الظلام وحده من يدفن الأفعال والأحداث .. تضيع الكلمات فيه .. تتهاوي في عمق
" ياليت " و " لو " .. ويكتم هالندم إلي ظهر على نظرة عيونه .. حتى يرفع يده
ينطق وحواجبه تنعقد بقوة ..
" صب لي قهوة بس ! "

.
.
.

يمد يده بقوة صوب ذراعها وهي واقفه متكوره على نفسها .. يهزها بقساوة
" شوفي عاد .. نهاية الأمر أضبطي حالتس لا ألتفت عليتس وهالجوال الزفت أقسم بالله لا تشوفينه بيوم مكسورن فوق راستس ! "

تنتفض فوزيه بعبايتها الواسعه .. تتحرك صوبه حتى تسحبه بأندفاع واقفه مايبينه وبين البتول

فوزيه بخوف : وش فيك ..؟ ماهوب باقي إلا تمد يدك !
مشعل صرخ بعصبيه : بمد يدي تحسبيني ما أقدر ..
أم جلوي رفعت صوتها ثايره : أنتم جايين عندي عشان تاكلون بعضكم بعض ..؟

ألتفت مشعل بعيون .. غاضبه .. صوب أمه .. يأشر على البتول إلي تحركت واقفه ورا أختها .. تتمسك بعبايتها والدموع تتجمع بعيونها

مشعل : بنتتس بخور السوق هذي .. منبها جلوي .. ألف مره ولا تفهم .. وبسببها ينطلقون الحريم في بيت أم نوق .. ويفضحونا في بيت عزوته هم رجال هالعايله .. لا تسان ماحضر الأول ينوب الثاني ويكون راعي البيت !
أم جلوي بقهر حركت أيديها رافعتهم لفوق : لايسمعون صراخك خوالك تبي تفضحنا بعد أنت
مشعل وهو يحرك يده صوب ملامحهم بحده : شوفوا ذا الحين كلكم قاعدين .. كلكم سامعين ورب السما والأرض إن رجعت تغلط نفس الغلطة .. لايكون متصرف معها تصرف بتندم عليه طول عمرها ..

طالعها حتى يصرخ " سامعه " ولا ردت .. تحرك يجرها ويصرخ فيها
" سامعه أو لا " .. أنهارت تبكي وفوزيه نطقت بقهر " ردي "
البتول وهي تحاول تفك يده .. وبصوتها المنهار : سمعت .. والله سمعت !

دفها بدون نفس حتى تنحني صوب الجدار متمايله عليه بقوة ووجها يغرق بالدموع .. يتحرك جالس في مكانه وهو ينحني يفرك وجهه .. يحاول يتمالك أعصابه .. صرخ بقوة من زادت شهقاتها

مشعل : طلعيها من الغرفه لا أقوم أجلدها .. مغلطه وتبتسي قواة عين هي .. !

أنتفضت فوزيه حتى بسرعه تتحرك ساحبتها من الغرفه .. فيما كان يجلس هو على الكنب يتساند بظهره على الخداديات بألم وراه .. وهالخبر إلي كان المفروض هو أول من يعرف فيه .. صار فيه نقطة على السطر .. الغضب قادر يكبح جماحه داخله ويظهر الصمت والهدوء
وكأنه أعطى جزء من هالغضب الأسود داخله لمشعل حتى يقوم بالواجب أصبح قطعه من ثلج وراح يتهاوى فالظلام يحترق دون مايحس فيه أحد .. تحرك عيونها
أم جلوي صوب ولدها الكبير.. تمد يدها بسرعه له .. تحطها على ركبته .. تنطق برجا

" داخله على الله ثم عليك .. زوجتك لا تتعرضها بشي .. الأمر أنتهى "

تتسع عيونه بقوة حتى بصدمه يحركها لأمه .. وش قاعده تقول ..؟
وماصار سوط ماضرب غير رجولته ..
من بيرضى بأمه تطرد وتهان في بيته ..
أي رجوله بيقدر يدفعها بعيد ويقول ماصار شي ..
وأي أنفجارات من الغضب بيرضى يذوق مرارتها ويكتمها بهالشكل !
ولا زال هالمشعل يسرق منه حتى الكلام .. أول لف براسه صوب أمه .. نطق بصرخه
" نعم ! "
أم جلوي بدون ماتطالع مشعل : تسمعني ياجلوي .. زوجتك لا تتعرضها ..
جلوي بصمت ظل يطالع أمه : .........................
أم جلوي : تحمّلها عشان منصور .. الولد ماجاك إلا بعد صبر ومعاناه ..
مشعل حرك يده : وش قاعده تقولين يمه
أم جلوي صرخت فيه : أنت مالك شغل !
مشعل وهو يفقد السيطره على نفسه : الحرمه طاردتس وتقولين لولدتس لا تتعرض لها .. ليه أنتي ماهوب أمنا .. وإلي يدوس لتس على طرف نرميه ورا الشمس
أم جلوي لفت له : قم أطلع

فز واقف مثل المجنون حتى يروح للجدار ويضربه بقوة .. يصرخ
" الله ياخذ الذل والسكانه .. الله ياخذها "
تدخل فوزيه بخوف له .. تمسكه وبخرعه
" أنت وش فيك مانت قادر تتحمل "
مشعل وهو يختنق .. صرخ في وجهها : أنا بموت من الغبنه .. وخري عني

دفعها عن طريقه حتى تتمايل هي وتلف له تشوفه يتحرك بخطوات واسعه مغادر هالمكان .. لفت لأمها ودموعها بخوف تطالعها .. تحرك عيونها صوب جلوي إلي تحرك واقف .. قرر ينسحب فجأه وسط هالأنفجار .. والمواقف .. بنبره غاضبه رغم إنها ظهرت هاديه قبال أمه

" اليوم جيت ماهوب عشان أحتسي .. ولا عشان تشورين علي أترك زوجتي على ذمتي أو لا .. أنا هينا .. جيت عشان أسمع .. ووقت مابحتسي .. راح يكون وضعتس غير ..ووضعي غير ! "

أنقبض قلب أم جلوي بقوة .. نطقت بأندفاع
" وش قصدك .. ! "
وتحرك يسرع بخطواته .. حتى يعطيها ظهره .. يعبر فوزيه ..
" يلا أمشوا "
يقولها وهو طالع من الغرفه .. تحركت أم جلوي واقفه حتى تتسارع خطواتها صوبه .. تعترض طريقه قبل لا يطلع من البيت .. مسكت ذراعه بقوه وهو قام يتصدد عنها ..
" وش قصدك يا جلوي "
هزته بقوة وهي تشد على مسكتها له ..
" تكلم أشوف "
خلته يحرك راسه غصب لها .. ومن ألتقت عيونها بعيونه .. أندفعت بخوف
" أنت من جيت وأنت ساكت .. وش عندك ياجلوي .. وش عندك "

" مستعجله على خسارتي ! "

تنفست بقوة وهي تحس أنفاسها تضيق .. قالها بألم وعيونه فيها من الحسره ماهو قادر
يهز قوتها .. بلعت ريقها ودقات قلبها أندفعت متسارعه بدون سبب .. نطقتها بأستفهام والعبره تضخمت في صوتها .. غصب من مجرد خسارة هالجلوي .. !

" خسارتك ! "
هز راسه بقوة ..
" إيه خسارتي .. موعد الحتسي قريب لا تستعجلين عليه .. أقرب من ما تتخيلينه !"

حرك يده حتى يحطها على كفها يسحبها وهي متمسكه بثوبه .. ويتحرك تاركها .. ظلت واقفه في مكانها تطالع ظهره وهو يمشي بالحوش .. بطوله ونحافته .. لحظات وتمر فوزيه
من عندها ..
" مع السلامه يمه "
تقولها وهي تبوس راسها ويدها .. تتحرك ووراها أختها تشاهق بصوت خافت .. حطت يدها على صدرها تتحسس مكان هالخوف من كل ماقاله ولدها .. جمل قصيره أكتفى يرميها لكن أستقبلتها بقلب بدى يتسارع بعنف .. تبلغ ريقها بصعوبه .. تركض فجأه والعبره تنزع الراحه من صدرها حتى تسحب جوالها إلي على طاوله .. متصله على صاحبة الرقم والغضب يلوّث أفكارها .. ما راح يصير شي إلا من تحتها هي .. وحدها من راح يكون همها تدمرها .. وأول ما أنفتح الخط وسمعت " ألو " .. أندفعت
بالكلام في نبرة حاقده .. ثايره
" مايكفيتس أنتس هدمتي بيتي .. بعد تبين تفرقين بيني وبين عيالي الله يوريني فيتس يوم "
" خير إن شاء الله .. أم جلوي أحترمي نفستس أقول .. داقه منهده علي بالحتسي وش أبي في عيالتس أنا "

تكلمت بخوف ..
" وش قايله لجلوي عني أشوف .. يلا خليني أسمع "
ردت بأستغراب والأستهزاء يعلق بصوتها
" هو أنا قابلته عشان أقوله شي .. "
صرخت أم جلوي
" أنتي .... "
لكن قطعها نبرة نوره الواثقه .. وهي ترفع صوتها
" دقيقه .. دقيقه ولدتس هذا توه يصحى ويتذكر شين قلته قبل مايطيح .. الحمدالله والشكر صدز هالعايله ماهيب صاحيه "
أم جلوي بصدمه : وتعترفين إنتس قايله له
نوره بعدم أهتمام : والله أنا ولله الحمد مانيب راعية فضايح وقيل وقال .. ولأني أخاف ربي سبحانه وأبي الستر .. سترت على فعولتس قبل .. قبل يام جلوي أو تبيني أذكرتس !
أم جلوي وصوتها أهتز وهي تحاول تبلع ريقها .. ترتعش يدها فجأه : وش .. وش سويت أنا
نوره ضحكت بقوة وبأستهزاء :لا والله .. ياوقاحتتس ياحرمه .. وبقواة عين تقولينها لي .. شوفي أنا بإشارة مني والله لا أخلي أخوي يطلقتتس بالثلاث .. وهو ماطلقتتس غير طلقه من باب التأديب لأمثالتس ..
أم جلوي صرخت : لا تنسين إني أنا بعد أقدر أحتسي .. أقولهم من أخذ نسخه من أوراق جلوي وسلمها لعبدالله .. من إلي لعبت بعقله وأوعدته إن هو صح وأهله كلهم يبون فرقاهم .. من إلي لعبت على الحبلين .. من إلي تواصلت مع جهيمان وأمدحت له نوير .. وأخذت حقها كاش وبعدين جحدته .. والله يانوره لا أخلي يومتس أسود .. والفضايح أكثر !
نوره مستمره بالضحك : وش دليلتس .. عندتس دليل واحد .. طبعا لا .. للأسف وماحدن مصدقتس .. بينما أنا أقدر أثبت للكل إنتس أنتي وحدتس إلي تسان عندها نسخه وحده من الأوراق .. لأنتس تسوين نسخ بالسر من كل أوراق زوجتس .. وأنتس من سلمتيها لي ورحتي يم غرفة نوق ماخذه الأوراق ومحرقتها .. لأنها تثق فيتس ..
أم جلوي وصوت أنفاسها ظهر مسموع رغم ألتزامها بالصمت : .......................
نوره بتهديد : أنتي شكلتس للحين مانتيب مستوعبه من قاعده تحاولين تلعبين معه .. طيب يام جلوي .. تبيني أحتسي عن أم خيّال .. الحرمه التسبيره إلي جبتيها بالغصب لحد زواج أم خليل .. وعيالها محذرينها تطلع من بيتها .. هه ولاّ بعد ذي بتنكرينه .. !
أم جلوي أنهارت تبكي : الله يخليتس أستري علي
نوره وهي تضحك : أنتي مسكينه .. مير عيونتس ورقبتس لا ترفعينها لفوق .. لأني أقدر أعلمتس قدرتس .. وجربي يام جلوي .. جربي بس تسلمه تقولينها عني عند أحد .. ماهوب أقطعتس من حياة أخوي .. إلا والله لا أخليتس عند عيالتس ماتسوين شي .. وتنزلين من عيونهم كلهم .. ولا أحدن يلتفت لتس على سواياتس السودا
أم جلوي بأندفاع مجنون : نوره .. نوره .. تكفين
نوره بدون نفس أرفعت صوتها : يلااااااا .. عاد عطيتس وجه بزياده
أم جلوي بخرعه : ألوووو .. نوره .. نوره تكفين أسمعيني ..( صرخت ) نوره

أنهارت تبكي حتى تنزل الجوال .. ترفع أيديها وتضرب راسها بجنون
" يارب تستر علي .. يارب .. حسبي الله عليتس يانوره .. حسبي الله عليتس ..
حسبي الله عليتس "
.
.
.
بيت عمي كئيب بشكل غريب .. وصلت البتول فيه منهاره تبكي ودخلت غرفتها .. فوزيه على الصامت .. طالعتني بنظرة حزينه وراحت معتذره مني .. ما أدري وين جلوي .. سألتها .. لكنها أكتفت تهز كتوفها .. وهي ماشيه .. وش فيهم تسذا في حالة يرثى لها .. هذا أنا جالسه
على سريره أنتظره .. لابسه جلال الصلاه .. أطالع أشياءه .. أمسح على فراشه بكف يدي
وقلبي يصرخ " أطلعي " أتركي أشياءه .. بس أقاوم هالصرخات فيني وأعاند بالجلوس ..
مخدته .. علاجاته .. ريحة الأعشاب وخلطات جدتي له .. كلها تحاصرني .. ويخضع قلبي
لعنادي .. أخذ نفس بقوة .. ليش حاسه بقلق عليه .. أول مره تسذا يظل لساعه 11 برا
هالبيت .. أو لأن حريمه جوا .. رفعت عيوني للسقف .. وش فيني تسذا فيني قهر .. يالله !
فجأه أسمع صوت الباب يفتح .. أفز واقفه وأركض بسعاده طالعه من الغرفه بس بقوة أتراجع
وأدخل المجلس وأنا أغطي وجهي بخرعه .. ألصق فالجدار .. هذا مشعل .. أخلعت الرجال ..
يافشلتي ..

" يابنت عمي ترا جلوي قاعد فالبراحه إلي ورا بيتنا "

قالها وأنا أسمع صوت خطواته تتحرك .. أندفعت بسرعه
" أقدر أطلع له ...؟ "
نطق بصوته إلي حسسني أنه تعبان .. وكأن ماتسان له حيل ياخذ ويعطي تسثير
" دامتتس لابسه عبايتتس وش يضر ؟ "

وراح .. أبعدت الغطا عن وجهي وأنا متردده .. تسنه عطاني حرية الأختيار .. بس وش مقعده برا .. وش صاير ..؟
يالله .. ودي أروح وما أروح .. أحس شكلي غبي لا رحت .. حركت عيوني صوب سريره ..
ليش عالق معي ياجلوي .. ليش أحس فيك بعد كل مامر فينا من أشياء قدرت تضرب
خذلانها في أعظم ما كنت أحسب إني أملكه وتملكه أنت .. ليش أقرا شين فيك ياجلوي وأحسه
يكتم على صدري ماهوب صدرك .. يحمّلك ويحمّلني ما لا تطيق .. تحركت ببطء وخوف أتأكد إن مشعل راح .. أميل براسي أطالع السيب وأنا أغطي نص وجهي .. تحركت طالعه من المجلس .. والحمد الله
إن عبايتي تاركتها بغرفة التلفزيون ... لبستها بسرعه وطلعت أجر خطواتي بالعافيه صوب باب المدخل .. وأول ماطلعت .. هبت الهوا بقوة وصرت ألملم عبايتي .. لو أرجع أفضل لي ..
وأنتظره بغرفة المجلس بس ليش أنتظره ..رجعت من باب المدخل .. حتى أجر الباب ..
وقبل لا أسكره .. فتحته وطلعت .. أنا مانيب مرتاحه نهائي .. بقعد آكل بنفسي من الهواجيس .. فيه شي صاير ولازم أعرفه .. نزلت من الدرج ورحت أمشي صوب باب الشارع .. أرفع عبايتي وأحطها على راسي مثبتتها زين .. فتحت الباب وأول ماطلعت للشارع .. خفت .. من الهدوء .. تسن هالحاره مهجوره .. مافي صوت بشر ماغير الهوا
فوقي تلعب بأوراق الشجر .. نزلت ببطء للشارع وأنا أتلفت .. أطالع الشجر المستقره
قبال هالبيوت والسيارات .. آخذ نفس بقوة وقلبي من الخوف أحسه بيطلع .. رحت أصعد الرصيف من جديد .. أمشي بجنب الجدار وشوي ألصق فيه .. أردد
" أنتي قويه .. قويه يانوق مهنا شين يخوف بس بشوف وش يسوي وأبسحبه يرجع معي "
إيه .. صح .. هذا إلي بسويه .. رحت أكمل خطواتي أمشي على طول سور بيت عمي .. تاركه وراي باب الشارع .. وبيت جيراننا .. ألف لليمين .. لمساحه من التراب واسعه مابين
بيت عمي والبيت إلي جنبه .. وقفت أميل براسي .. وينه ذا ..؟
نزلت من الشارع للتراب .. حتى أسمع وراي صوت سياره تسنها تمشي بشويش .. حطيت
رجلي أركض وقلبي بينشلع .. ومن تعديت بيت عمي كله حتى أشوفه .. جالس على الكرسي بمسافه بعيده مره .. ومافي بيوت تسثيره ورا بيت عمي .. قبال جلوي شارع بعيد
عنه شوي .. فالجهه الثانيه للشارع مره البيوت ماشاء الله تصميمها وأنوارها شي شي موطبيعي .. تركته وقمت أتفرج ع أنوار ذيك البيوت .. لفيت بخرعه وراي .. من نزلت السياره للتراب .. نطقت " يمه " وحطيت رجلي هالمره أركض بكل قوتي له .. ومن سمع
صوت خطواتي لف بخرعه يطالعني .. وصلت له حتى ألصق بالكرسي وأجر ملابسه متمسكه
فيها بقوة .. وأنا لافه براسي لورا للسياره الغمارتين .. إلي نورها صار يملى هالمساحه إلي حنا واقفين فيها .. نطق بصوت غريب
" بسم الله عليتس .. وش بلاتس تسذا مخترعه ! "
مرت من جنبنا السياره .. صوب الشارع إلي قبالنا .. ثواني وتصعد هالشارع حتى تزيد من سرعتها بشكل جنوني وتبعد عننا فجأه .. فيني رجفه عجزت أسيطر عليها مدري
وش جى على بالي .. على بالي أبنخطف ..
" نوق ! "
لفيت براسي أطالعه وأنا شاده على ملابسه نطقت والعبره خانقتني
" خفت من السياره ياجلوي "
ضحك وتسنه ماله حيل حتى للضحكه .. يرفع أيديه .. يجر أيديني بقوة متمسك فيها ..
يرفعها حتى يبوسها .. وينزلها من جديد .. يثبتها على صدره ويضغط عليها بقوة
" كل أهل هالحاره نعرفهم .. والنعم فيهم "
رجعت أتلفت أطالع البيوت البعيده عننا .. والظلام يحوطنا في هالمكان .. أتأكد أننا بأمان .. لا والله ماظنتي بأمان .. أستغفر الله وش يضمن ماحدن يتعرَض لنا بشي وحنا تسذا بعيدين
عن كل شي .. لو صرخنا ماحدن سامعنا .. سحبت أيديني من كفوف أيديه وأنا أتحرك بخوف لورا الكرسي ..
" خلنا نرجع للبيت .. وش مقعدك بالخلا لحالك "
حرك أيديه بسرعه ماسك عجلات الكرسي ..يمنعني و راسه لف لورا ..
" نوق تسان فيتس خوف أدق على فوزيه تطلع تنتظرك أو حتى مشعل لكن أنا بظل هنيا! "
ملت براسي له .. أطالع ملامح .. حسيت بقلبي يعتصر منها .. عيونه أبد ما تسانت طبيعيه .. نطقت أبستوعب نبره صوته وأنا من الخرشه ماركزت فيها .. قلت أبي أسمع صوته .. أخلي هالأحساس فيه يصحى من جديد فيني ..
" فوزيه نايمه "
" مشعل توي مخليه يتركني لحالي .. ماأمداه ينام ! "
وأكتشفت صوته .. والحزن يطل فيه بعيون ماتعرف النوم .. تجاهلت نظرات الحزن فيه .. نطقت بهدوء وأنا أحاول أبعد عني هالخوف
" وبتخليني أترك لحالك "
ضحك .. وهو يفك أيديه عن العجلات .. يسندها على أطراف كرسيه .. يشبك أصابعه مع بعض
" عمرتس ماعطيتيني هالخيار .. تسان بالإجبار تخليني لحالي .. يستهويتس البعد "
رفعت عيوني بعبث وتسني أحاول ألقى مخرج من شفافية هاللقا معه .. أطالع البيوت إلي قبالي .. لحظات وأحرك عيوني لليمين .. لمسجد يبنى ..
أبوابه مفتوحه .. وهي دايما مفتوحه حتى لو كانت بهيئتها مغلقه .. طال صمتي وهو صمته
أنتظار لجوابي .. لكن ماكنت أبي أحتسي .. تندفع الهوا صوبنا بقوة .. تحرك عبايتي وأطراف شماغه المرميه بعبث فوق راسه .. والظلام يغطينا بعيد عن أنوار هالبيوت والشوارع ..

" للحين تبين فرقاي ..! "

أنقبض قلبي بقوة .. لدرجه وتسن قوة كهربائيه تسذا أنفضت جسمي بلا رحمه ..
صمّتني .. خلتني أعيش ثواني بمنطقه تسني عايشه فيها لحالي .. هالرعشه تعرّي روحي
تحسسني إني بطيح .. بموت بهمي وأنا في داخلي من يعيش يحمل صفاتنا .. هويتنا
من بعد كل هالخراب .. فيه بنعرف من نكون .. أنا وأنت !
صور .. صور لأول مره أشوفها مابيني وبينه .. لكل ماعشناه .. لكل ماجمعنا .. أثار عشره نحتت بشكل غريب على ماضينا وحاضرنا .. مدري ليش لأول مره تنهض مابيننا ..
تسنها تقول لي أنا هينا .. ما أموت .. لكن أنتي تتجاهلين من أنا ..!
سحبت أيديني من الكرسي منزلتها لتحت .. وعيوني تعلقت بشماغه .. بصوته إلي يتخبى
ورا هالشماغ مع ملامحه .. أندفعت من شفاته أنفاس يزفرها بقوة ..

" تذكرين يانوق يومنتس .. عزمتيني للأستراحة طالبه الطلاق .. مهيئه للوداع أفضل ماعندتس .. أنا لو بسوي نفستس هالحين .. عمري ماراح أكون راضي لأني لو بعطيتس كل ماعندي بعد ماراح أوصل لمرحلة هالرضا .. روحي على مافيها من أخطاء معلقه كلها
في طرف روحتس .. عمرنا ماراح نقدر ننسى أو نتناسا وش تسان بيننا .. والدليل إنتس لا زلتي مثل قبل .. كل مافقدتيني وأنا ماعطيتس خبر .. رحتي تدوّرين عني .. توي كنت أقول بنفسي بتجي .. بتجي العصلا .. بتطلع مابين هالجدارين إلي وراي .. وجيتي "

ضحك .. وكأنه يستهزي بمشاعره .. ساحب أيديه من أطراف هالكرسي حتى يحطها بحضنه لكن فجأه طال الصمت مابيننا .. نطق بصوت يختنق بقوة .. ينهار .. مخليني وراه .. ولا ألتفت لي
" أنا آسف لأني جرحتتس .. لأني تسلب وحمار وعمري ماكنت أستاهلتس .. آسف لأني لو بعطيتس عمري كله هالحين ماهوب نافعتس ... ولاهوب مخفي جروحنا وفعولي .. ولاهوب
دافع من راستس فكرة إني خسيس ونذل وحقير .. "

يتحرك راسه .. وكأنه يمسح دموعه في حين إني واقفه في مكاني جامده .. مصحّي كل مافي صدري .. مبعد الغبار .. يفتح الأبواب والشبابيك الحزينه .. روحي تثقل وما أدري وين بتمدد
قباله وبهالثقل .. وما أدري وش تركه في هالحاله .. ؟
مستعد على أنه يقول كل الكلام إلي أنتظرته يقوله ..
مورطني في زحمة مفاجائاته وأنا إلي كنت أحسب إني أبعدت ..
سحب هوا من خشمه فركه بقوة ..
" يشهد الله إني حبيتتس .. فاللحظة إلي كنتي فيها تتحملين فقري .. كنت أتمنى فيها نعيش بأحسن حال وأعوضتس عن كل صبرتس ... وفاللحظة إلي كنتي تسمعين حتسي الناس وتشوفين إني أعوضتس عنهم .. كنت أقطع علاقاتي في كل من أهله حتسوا عنتس .. وأقول بكتفي فيتس .. بس كسرتس لأني ما أستاهلتس .. ظلمتس يوم إني طلبت تبررين والمفروض إني أخبيتس بصدري حتى عن ظلم أبوتس .. وحتى يومني أحتسي هالحين .. مابيدي أبعد الحزن والأذى عنتس .. خسران في كل حالاتي .. كلها يانوق ! "

رفعت يدي .. أكتم شفاتي لا تشهق .. وهو بحتسيه هذا تسنه نثر آخر مابقى بيننا
من حزن .. من مآسي وحتسي ...

" أنا يوم أجبرتتس تجين هنيا كنت متمسك بآخر شي بيننا .. لكنه أنفلت من بين أيديني هالحين .. وماعدت يانوق أبي أظلمتس أكثر .. لأني تأكدت من ظلمي ومابقى غير الدليل .. ولا يهم .. هالدليل كرت خسران قبال ماخسرناه .. النتيجه وحده .. ! "

تحرك من على الكرسي ببطء واقف .. ألتفت يمي .. يقترب مني بطوله .. رفعت راسي بعيون غرقت بالدموع من جديد.. تسان فرحان بالتغيير إلي يشوفه فيني .. قال لي أن لو تسان وراه أنتقام بيرضى .. وين هالرضا .. وينه !! رفع أيديه بقوة يضمني لصدره .. ينطق بحزن
" تكفين تسامحيني وتغفرين لي قلة فعولي معتس "
مال براسه يبوس كتفي .. ولحظات يبوس راسي .. وأنا أنهار على الأخير .. ما أدري ليش يقول تسذا .. وش صاير .. ؟!
أبعدني عنه حتى يحضن وجهي .. يحركها بالغصب صوب ملامحه .. يطالع عيوني إلي من ورا البرقع تغرق بالدموع .. أنهرت لأني ما أتحمله يبتسي .. ما أتحمله أبد بهالحزن والهم ..
غصب عني .. غصب .. قرّب وجهه من ملامحي .. ينطق وهو يحاول يبتسم
" أبي وعد منتس بس .. وعد بسيط وأخير لا طلبتتس تروحين معي في يوم لا تعارضين "
هز راسه .. يأكد لي
" ولا تسأليني وين باخذتس .. لا تسألين .. توعديني "
لقيتني أهز راسي .. حتى يسحب راسي لصدره .. يلف أيديه بقوة حوله .. ينطق وهو ينهار فجأه
" أنتي حره من هالحين .. روحي يانوق بعيد عني وعن ماضينا .. روحي وفكي نفستس
.. عيشي هالحياه بالطول والعرض .. وعمرتس لا تلتفين لورا .. خليه لي كله .."

تسان ودي أصرخ فيه وأقوله .. ما أقدر .. ما أقدر وأنت تركت فيني ماهو بيربطني فيك العمر كله .. أنا حامل ياجلوي .. حامل بحلمنا من بعد صبر وعمر ماهوب سهل .. حامل وعلى كل ماصار قدّر الله إنك ترجع .. وأحمل .. ويكتمل حلمنا بعمر تسبير .. بس ماقدرت أقول شي .. كنت أبتسي بقوة .. أسحب جسمي عنه وأعطيه ظهري مبتعده .. أحط يدي على فمي وأنا أهتز بقوة .. أنهار أكثر وأكثر ..
أنا أسفه ياجلوي لأني ماقدرت أتجاوز النسيان وأنسى ..
ماقدرت
والله ماقدرت !
.
.
.
الساعه 7:5

يفتح باب دورة المياه حتى يتقدم بخطوة وفانيلته البيضا تلصق في جسمه المبلل على الأخير .. بشرته السمرا وصلابة ملامحه يتخللها آثار النوم إلي لا زالت عالقه فيه .. يتقدم أكثر بخطوة حتى يرفع أيديه .. يفرك وجهه فيهم .. يرفعها أكثر لشعره إلي يرتمي من نهايته قطرات مويه تطيح على رقبته وصدره .. تتحرك شفاته بصوت مسموع
" لاااااااااإله إلا الله .. محمد رسول الله "
يتحرك أكثر في هالغرفه البارده متوجه لطرف السرير .. ينحني جالس ويسحب جواله من الطاولة .. يفتحه حتى تنعقد حواجبه بأستغراب من الرقم الظاهر على برنامج الواتس ..
ألف رساله واتس !
وأول ما دخل البرنامج حتى يلقى أغلب الرسايل من قروبات العايله .. ورسايل أعتذار
وترجي .. يحرك بأصبعه على المحادثات بدون مايدخل عليها .. حتى يطلع من البرنامج
بدون أهتمام .. يرمي جواله على الطاولة ويتمايل بظهره لورا منسدح .. !
وش متوقعات .. إن رسايل الأعتذار بالواتس بترد قدر الإهانه .. أو تدخّل عيالهم وبناتهم من باب الغلا بيعالج ماصار .. حرك يده لورا حتى يحطها تحت راسه .. تشدد عضلات يده بارزة بشكل واضح والتعب يحسه لازال
في جسمه .. متمركز في عظامه.. تستقر اليد الثانيه على بطنه وهو يمسح عليه ..
النومه إلي نامها أليمه .. يحس أنه ماشبع نوم بس لازم يصحى بهالوقت .. حرك راسه
للمكان إلي كانت فيه .. وين مختفيه ..من صحى ماشافها نهائي .. يفز معتدل بظهره .. وببطء يتحرك واقف .. يتقدم بخطوات بطيئه صوب الكنبه الطويله إلي تعتبر جزء من مقدمة السرير .. في باله يروح يشوف وين راحت .. بأي زاويه تختفي هالصغيّره ..
ماكفاها ماسوته أمس وش بعد بيشوف منها .. وش بقى شي ما أكتشفه .. ! يعبر هالكنبه
حتى يوقف من لمح شنطتها مرميه على الأرض .. بجنب طاولة صغيره ..
يظل يطالعها من تبادر لذهنه كلامها إلي قالته .. شنطة أختها وعد ! بفلوس تعرف من فلوسه .. الغبيه تحسب أنها بتخدش شي في نفسه القويه من هالكلام ..
هذا أقل مايسويه أنه يترفّع بروحه عن هالسخافات بالرد ..
ينحني ساحبها حتى يلقاها بخفة الريح .. فاضيه .. معقوله ما أخذت شي .. إلا
وش معنى هالشنطه يعني .. يمتلكه فضول حتى تستقر الشنطة بين أيديه .. يميل براسه يطالع إلي داخلها .. يدفن يده حتى يلمس سبحه .. ترتفع حواجبه بدهشه وهو يسحب يده
حتى تظهر له سبحته تتجمع حباتها بين كفه .. ينحني جالس على الطاولة ببطء وهو يتأمل هالسبحه .. هو يعرف إنها أيقنت بلاشك أنه بياخذها للرياض مثل ماقالت ..
كان يقرا الخوف والذعر في عيونها .. ومع هالشي تجاهلها من باب يأدبها
في الرد .. يرمي السبحه بيده الثانيه .. حتى يدفن الثانيه من جديد داخل الشنطه .. يسحب الكبك والساعه .. يلقى نفسه يضحك .. يضحك وهي ماشالت من أغراضها غير ذكرياتها .. في اللحظة إلي وهي بالسياره تعانده بالكلام والشعر .. !
هالصغيّره بتجننه لا محاله .. !
يرمي الشنطة على الأرض ويجمع أغراضه بيده .. يطالعهم بصمت .. تلوح في
باله فجأه ذكرى عابره .. يشوفها بفكره تميل براسها على كتفه .. هو إلي يجلسه على الكنبه في حالة تعب شديد .. متمايل
على طرف كنبه .. تجلس هي بجنبه . تميل براسها على كتفه .. شعرها الأسود
بنعومته ... يغطي كتوفها وظهرها .. تحط يدها على منتصف ذراعه .. متمسكه فيه .. تنطق فجأه
" وعدتني "
" وأنا على وعدي لكن بوش بالضبط "
يقولها وعيونه تتأمل ملامحها ..
تمسح على ذراعه لين ماوصلت لمعصمه .. وصارت بأصبعها الطويل تضرب الساعه ..
" أبي هذي "
تفاجأ من طلبها .. لساعه عاشت معه لأكثر من 10 سنين .. أول ساعه شراها بفلوسه .. وكان فخور بشعور الرجوله إلي تنتفخ بصدره وهو يشيل هالساعه طالع من المحل ..
الفوز بشي يحلم فيه من عرق جبينه يتعاظم بصدره .. لكن من وصل للبيت .. لقى أبوه
يستقبله عند الباب .. يصفعه بقوة ويرمي هالساعه بعرض الجدار .. يصرخ فيه
كيف يترك الرجال ومقابل الأبل ويروح .. يسأله عن سبب غيابه .. ومن قال عشان ساعه ..
كانت الصفعه الثانيه أقرب له .. لكن ما تراخى وهرب .. وقف يغرس رجوله الحافيه في الرمل وينزل أيديه بصلابه .. مستقبل صفعات أبوه بصدر مايهاب حتى الموت .. يضم أصابعه بقوة .. عيونه الثاير كما رمال هالصحرا .. تتوجه لأبوه وكأنه يقول .. هات ماعندك .. !
تتسع عيون أبوه من صلابته وتماسكه وعدم بكاه .. يحاول يدفعه عن طريقه آمره يفارق .. لكن يظل واقف .. ولا همه .. يصرخ فيه أبوه بسوط عدم التربيه وقلة الأدب .. لكن فجأه يتزلزل قدام ثباته ويغادر .. ومن ذيك اللحظة .. ظلت هالساعه شاهده على السعاده والألم فيه .. تكمَل ..
" وأبي بعد الكبك إلي تلبسه "
تقولها بدلع وماكان يقدر يرفض .. هو ماراح يبعد عن هالساعه.. هو فقط نزعها من يده حتى تصعد في قلبه ..
ماطلبت إلا ما يعيش عمر ماهو سهل فيه .. في حين أنه قابل ناس كثير ما أحد نهائي أشار لهالساعه .. حتى خواته .. ما قدرهم ربي عليه .. هو قول إن هالساعه أقرب مكان لها المتحف .. فيما هي طلبتها عشان تحتفظ فيها .. يجمع كفوفه مع بعض حتى يفز واقف .. راجع للسرير ..
يحطهم جنب بوكه .. ويتوجه لثوبه لابسه .. يتحرك أكثر واقف قبال المرايه .. يسكر الأزارير .. ينحني يفرك شعره من جديد حتى يلف للطاقيه المعلقه .. يسحبها مثبتها على راسه ... تابعها
بالشماغ إلي أرتمت أطرافه على كتوفه بهيبه .. يثبت العقال ويرمي الأطراف على السريع
لورا كتوفه .. يتحرك من جديد للطاولة .. يسحب جواله والساعه والكبك مع السبحه
حتى يدفنهم في جيبه ... يردد بهمس
" لاحول ولاقوة إلا بالله "
وهو يعبر اثاث الغرفه بطوله .. وأول ماطلع من الغرفه حتى يلمحها نايمه على السجاد الصغير .. تلبس عبايتها وشيلتها .. متكوره على نفسها من برد التكييف في هالشقه ..
تضم بأيديها المتراخيه القران إلي كان يتمايل على صدرها .. تحط تحت راسها خداديه صغيره .. وقف يتأمل هالصغّيرة الكبيره بنفس الوقت .. وعلى طول يتراجع بخطواته للغرفه .. يسحب اللحاف كله وطرف من شماغه أرتمى على صدره .. أسحبه بسرعه رافعه على راسه حتى بان شعره
من تحت الطاقيه .. يتحرك طالع من الغرفه .. يتقدم لها ببطء .. ينحني يغطي جسدها النحيف .. بهدوء وحذر من أنها تصحى .. ومن خلص أنحنى أكثر صوبها بدون مايجلس.. يتأمل تقاسيم وجها النحيفه أكثر .. ينحني براسه حتى يطبع قبّله بجنب شفاتها .. وهو يجذبه هالسكون فيها .. والنوم ينزعها من واقعها صوب سلطته يتحرك واقف .. طالع من الشقه ..

.
.
.
ترفع يدها حتى تعض على أصبعها الصغير ومجرد ماتتذكر كلمة
" البنت لك "
تحس لو أن زلزال يهز جسدها بقوة .. وش بتسوي ..؟
ماتبي هالمتعب .. تخافه .. وتخاف قربه .. مجرد مروره وهيئته في خيالها قادره تنزع الأطمئنان من ناحيتها تجاهه .. تتذكره زين كيف في أول يوم جى لبيتهم .. كان يحمل ملامح رجوليه خشنه .. قاسيه ..
قدر يكب الحليب قبالها ويرميه وكأنه قطعة بلاستيك في وجها .. !
هو جزء من قساوة والدها .. تحس بوجوده في محيطها إنها وحيده .. كيف بترتبط فيه ..كيف ..؟
تراودها أفكار مجنونة .. لوقف هالعهد الغبي لأنسان مستحيل بترضى فيه .. لو تروح لجدها وتطلب منه يسقط هالعهد بوصايته هو عليهن .. أو .. أو تروح ترتمي عند أقدام أمها
.. تقبّلهم .. طالبه منها تبعدها من شر هالمتعب وقربه .. أو تكلم جدتها ... عمها عواد !
أفكار وأفكار وحلول تتوصل لها فيما تلقى نفسها عاجزة أنها تقوم بحل واحد ..
يفتح باب غرفتها فجأه .. وهي تجلس على السرير بصمت .. تنوي وعد تكلمها بعصبيه لكن وكأنها كتمت كل شي من تأملت ملامحها .. تنطق بخوف
" أنتي تونسين شي ..؟ "
شيما هزت راسها بصمت وبوجه شاحب : ............
وعد حركت يدها بقوة صوب ملامحها : وجهتس تعبان مره وهالات سودا
شيما تحاول تبعد عنها هالشك : وش عندتس أنتي ذا الحين
وعد : أبي أحد يروح معي لجداني .. برسل لهم الفطور
شيما بصوت بالعافيه ظهر : أطلعي وأنا جاية وراتس !

ظلت وعد تطالعها متنحه وأختها أبد ماهي طبيعيه من أمس .. فيه شي تحاول تخفيه عنهم لكن يظهر على ملامحها وجها .. وبشك طلعت ببطء من الغرفه .. تحركت مبتعده عن الغرفه حتى تنزل من الدرج .. والأفكار تدور في راسها .. وأول ما نزلت للصاله ..

" من صاحي "
ترفع عيونها لأمها الجالسه بالصاله مقابلها .. صينية القهوة والشاي والفطور ..

وعد : شيما بس يمه أنتي شايفه حالتها ..؟
أم نوق بضيق : سألتها وأبتلشت فيها .. وليتني أخذت منها شي
وعد : أحسها بعالم ثاني
أم نوق : أنا مانيب مرتاحة إلا إليا زوجتكن .. هكا الساعه بكون مرتاحة ..
وعد والأبتسامه فجأه أرتسمت على شفاتها : شوفي يمه .. أنا ماعندي مير مانع الله يجيبه .. شيما تقول تحلمون أتزوج مافيه أحد بيملى عيني .. عهد تقول على حسب .. هيا بعد
أم نوق بضحكه : شفتي من تقول هالحتسي هي أولكن زواج
وعد ضحكت : تخيلي يمه ..
سكتت من طرى عليها شي .. حتى تنطق بأستغراب
" إلا نوير داقتن عليها وقالت لي بتجي وسحبت "
أم نوق بخرعه : وش هو .. !
وعد أنتفضت رافعه أيديها وخوف أمها أربكها : تقول مشتاقه وزوجها عنده شغل بيقضيه ترا مافي شي
أم نوق بسرعه حركت يدها : روحي هاتي الجوال .. بسسسرعه

تحركت وعد وصوت أمها المذعور أربكها بزياده .. تجيب لها جوالها من غرفة التفزيون ..

أم نوق : دقي على وليدي بتار .. مانيب داقتن على رفيقتتس المنقوصه .. إلي الله العالم جايبه الكارثه .. !
وعد تتنفس بتوتر : طيب .. والله يمه شكلتس أخلعني صاير شي وخايفه منه أنتي ...؟
أم نوق بعصبيه : دقي أشوف

تضغط رقمه .. تمد الجوال لها .. وعلى طول تاخذه أم نوق مستقر عند أذنها .. تنحني وعد بسرعه حتى تحط أذنها على الجوال .. يلتصق راسها براس أمها

بتار بصوته الرجولي المبحوح : هلا خالتي
أم نوق : صبحك الله بالخير ياولدي
بتار : هلا هلا .. أخبارتس ياخاله عساتس طيبه
أم نوق : لا تنشد إلا عن الطيب
وعد بقوة تضرب صدرها وتبعد عن أمها : يمه ياصوته يجنن .. رجوله ..

أنكمشت ملامحها بقوة أول ماسددت لها أم نوق ضربه بأقوى عندها على فخذها ..

أم نوق تعتدل بجلستها: أنت بشرني عن أهلك ..؟
بتار : ماعليهم .. بخير
أم نوق : ياوليدي أنتم هنيا عندنا بالرياض ..؟
بتار ضحك : لا ياخاله .. أنا قايله تسذا لنوير وهي صدقت .. يوم تدق عليها أختها وحنا ماسكين الطريق يم بريده
أم نوق وكأنها تهدي من روعتها : الحمدالله .. الله يطمن بالك باللي تحب .. ونوير وصاتي ياوليدي عندك ..
بتار وهو مايخفى عليه خوفها : ماعليتس ياخاله .. نوير بالحفظ والصون ومايمسها سو دامها تحت جناحي ورعايتي إلا دامتس دقيتي .. أبنشدتس .. نوير تقول الشعر !
أم نوق ضحكت : لايكون قالت القصيد عنك
بتار بصوت أنشرح سعاده : هه والله تسنها فاجئتني .. أثاريها شاعره وأنا مدري
أم نوق : والله ياوليدي من زمان ماسمعتها تقوله .. لكن الوكاد أنه أحيان وأحيان على حسب مزاجيتها
بتار : خالتس شاعر ويذكرون لي بعضن من أشعاره
أم نوق : هالله هالله .. بهذي صدقت
بتار : أنا هالحين متوجهن لها .. لا وصلت أخليها تدق عليتس ..؟
أم نوق : لالا .. أظني نايمه .. لني دقيت عليها ولا ردت علي .. ماقصرت ياولدي ..
بتار : ياهلا ..

يقولها وهو يوقف بسيارته الجيب تحت المواقف الخاصه .. يبعد الجوال عن أذنه مطفي السياره إلي ممتليه بريحة الأكل والفطور .. أكياس مكومه على بعض بالسيت إلي جنبه .. يفتح الباب ونظاره شمسيه سودا بشكلها الدائري تخفي عيونه .. يسكر الباب ويدور
حول السياره واصل للباب الثاني حتى يفتحه .. يدفن الجوال في جيبه .. يجمع الأكياس بأيديه وكان آخرها كرتون حامل لكوبين من الحليب .. يتحرك ببطء مسكر الباب برجله ..
يندفع متحرك صوب الفندق .. يدخل اللوبي صوب المصعد إلي أنقله للطابق السادس ..
يفتح المصعد حتى يندفع بطوله يمشي فالممرات لآخر غرفه .. يوقف قبال الباب حتى ينقل الأكياس في يده اليساره .. لليد اليمنى .. يسحب الكرت من جيبه .. يفتح فيه الباب ويدفعه
ببطء داخل .. يطالع مكانها الفاضي .. يلف مسكر الباب حتى يكمل خطواته الواسعه صوب
المطبخ الجانبي المفتوح على الصاله .. يحط كوبين الحليب على الرخام .. لحظات ويرفع الأكياس كلها على هالرخام مريحها .. يسمع صوت حركاتها داخل غرفة النوم .. ناداها بصوت عالي وهو يسحب نظارته الشمسيه ..

" النوري "

تطلع بسرعه بوجه عبوس .. ضايق .. تنطق بقهر
" بتار فيه أشياء ضايعه من شنطتي مهمه "

حرك جسمه بالكامل صوبها .. نطق وهو ولا كأنه يعرف عن وش تتكلم بالضبط
" مثل "
ردت بضيق وهي تتجاهل تقول ماهو ضايع
" شنطتي فاضيه يابتار .. فاضيه مافيها شي .. قلبت الشقه كلها .. مافي إلا أنها طايحه بسيارتك "
رفع أيديه يفركهم بدون أهتمام
" سيارتي توي نازل منها ما أنتبهت لشي غريب طايح فيها "

رفعت يدها تمسح على شعرها بضياع .. فيما هو أكتفى يأشر على الأكياس
" جايب لتس فطور على كيف كيفتس .. ورحت جبت لتس بجايم تلبسينها هنيا دامتس جيتي بدون أغراض .. وشريت أغراض ثانيه .. شامبو .. فوطتين يعني الأشياء الرئيسيه "

أتسعت عيونها وهي تسحب يدها من إطار الباب وتتقدم له بفستانها إلي واضح عليه أنه مبهذل بسبب نومتها .. تقترب منه .. تمد يدها اليسرى للأكياس .. تنطق وهي تحط يدها الثانيه على بطنها
" والله ميته جوع "
مد يده حتى يلفها حول خصرها النحيف .. يشدها له .. يلتصق جسدها بجسده ..

" وين صباح الخير "
أبتسمت ببطء حتى تنطق وعيونها تروح للأكياس بعبث
" صباح الخير "
رفع يده حتى يحطها تحت ذقنها .. يحرك راسها صوبه .. نطق وهو يشدها أكثر له
" قوليها وأنتي تطالعيني .. وأبتسمي بدال هالتكشيره "
مالت براسها على صدره
" يالله منك يابتار "
صوتها الخجل .. دفعه يتنازل عن فكرة إجبارها تقول مايبي بنظره مباشره .. يكفيه أنها لينه هالحين .. منتزع منها كل هيئه حاولت تتظاهر أمس أنها تملكها .. تحرك مقترب من الرخام .. وهي تمشي معه .. مايفصلها عنه غير مسافة أنفاسهم .. مد يده لكيس هيئته جميله .. حتى يقلبه
فوق الأكياس وتظهر البجايم .. عقدت نوير حواجبها حتى تلصق فالرخام وتسحب البجايم

" وش تحسبني بزر تجيب لي بجامة فله "
بتار وهو يكتم ضحكته : مدري ليش أعجبتني
نوير تحرك راسها له وبقهر : هذي تروح تشريها لريماس بنت أختك ماهوب لي ..
( سحبت البجامه الثانيه حتى تصرخ بقهر ) وش ذي .. وشششش !

أنحنى منفجر يضحك أول مامالت له تضربه فالبجايم ...

بتار : روحي بالله ألبسي ماهوب حقت فله .. لا البنت ذي أوم كشه
نوير : دورا .. دورا
بتار : يلا يلا وأنا أبقعد أرتب الفطور .. بسرعه تراني ميت جوع

سحبت البجايم حتى تروح تمشي .. لحظات وتوقف .. تذكرت الضايع وكأنه قربه عطاها مساحة نسيان مؤقته ماتتعدى الثواني للضايع الثمين لروحها .. تلف له
" بتار .. طيب أقدر أنا آخذ مفاتيح سيارتك وأنزل أدوّر عن إلي ضايع "
يوقف قبال أكياس الفطور .. وبدون مايطالعها
" روحي ألبسي وتعالي علميني باللي ضايع ! "
ظلت تطالعه وهو متكشخ بالشماغ .. يسحب الأكياس إلي يتردد صوتها بالمكان .. كيف بتقوله وش الضايع .. ! وتحت سطوة حضوره ودخلته عليها وفي عروقه تحس تسري رحمة ولطف
خلاف ما صار بينهم أمس .. تتحرك بحيره .. داخله الغرفه حتى تبدل ملابسها .. تلبس البجامه وصورة دورا الكبيره من قدام مخليه شكلها غبي ! .. توقف قبل المرايه تطالع نفسها بعدم أقتناع .. وش بتسوي في هالبجامه ذا الحين وهي مجبوره تلبس لأن الفستان فعلا بدى يضايقها .. تسمعه ينطق بصوت عالي
" ماصار لبس بجامه إن ماطلعتي جيتتس ! "
حست بالإحراج .. بحياتها ماعمرها لبست هالنوع من البجايم .. تحركت وهي تغصب نفسها تروح للباب ..مجنون .. بيقتحم عليها المكان لا فعلا قررت تعاند وتظل بالغرفه .. تفتحه وتطلع ببطء .. ماكان على الرخام إلي كيس واحد .. وهو يجلس
فالصاله .. ماتشوفه يفصل مابينهم جدار .. تحركت أكثر حتى تظهر لها الصاله الجانبيه كامله .. تشوفه يجلس لا زال بهيئته وأناقته يرتب الفطور على الطاولة .. يزول من ملامحه كل قناع للقساوة لبسه أمس قبالها .. تتقلص المسافات مابينهم .. وحواجز تتلاشى للعدم .. تعلن هدنة السلام مابينهم .. وروحها هالثايره تنجذب له دون قيود .. نطقت بإرتباك وهي تضغط على أطراف البجامه بأصابعها
النحيفه ..
" بتار "
رفع عيونه لها حتى يتسلق جسدها وهي تلبس بجامه واسعه بشكل دورا .. هالبرنامج الكرتوني إلي يجلس مع ريماس ويتابعونه دايما كل ما سمح له وقت يقضيه مع بنت أخته .. أبتسم وهي من بعد النومه يحسها هاديه .. قادره تاخذ وتعطي معه بدون حده وعصبيه ..
" والله حلوه "
رفعت أيديها تجمع شعرها الطويل كله وترميه لورا وهي تحاول تدفع الخجل والإحراج بعيد عنها
" لبستها مجبوره "
بتار برضى : يهمني أنتس لابستها .. تعالي جنبي
تحركت ببطء تقترب منه حتى تجلس جنبه .. وهو على طول أنحنى يقبّل رقبتها إلي كانت تنكشف
له .. تمايلت ببطء وهي تحاول تبعد شفاته عنها ..

بتار يقرر مايحرجها في هالقرب .. يسحب الكوب حاطه قبالها: وش قلتي الضايع
نوير بإرتباك واضحه: هي كانت بشنطتي

تحاول على قد ماتقدر تهرب من السؤال لكن لا مفر .. مال بجسمه فجأه يدفن يده في جيبه حتى يسحب السبحه مع الساعه والكبك .. مقربهم لها .. وهو يمد يده

بتار : هذولي !
نوير بصدمه وهي تسحبهم من بين كفه بسرعه : إيه
بتار وهو يتأمل ملامحها : هو عيب إنه تقولين إنتس تدوّرين عن هالأشيا
نوير بصمت نزلت عيونها تطالع أغراضه بحضنها : ....................
بتار بصوته الحنون : نوير !
نوير رفعت عيونها قالت بضعف كاشفه عن نوايها تحت سلطة نظراته : لأني كنت على بالي بتتركني زعلان عند أهلي

قالتها بسرعه .. بسرعه خاطفة فاجئته وكأنها تقاوم شي يخضعها للعناد .. للرفض ..

نطق وهو يتأملها بعشق
" بلاتس ماتعرفين بقدرتس "
نوير بضياع وهي ترفع هالأغراض من بين كفوفها .. تنطق : أحتاج أسمع .. أحتاج أعرف
بتار بشي من الدهشه ترتفع حواجبه : مافي شي بيوم وليله
نوير تنزل الأغراض بحضنها .. تنطق بصوتها المخنوق : تعبت من التفكير .. أنا تعبانه من كل شي صار .. كل شي لآخر مكالمه سمعتها من عمتي نوره
بتار بغضب وفجأه ملامحه ثارت : وش هو ..!
نوير طالعته بجمود : ....................
بتاره وعيونه تتسع بقوة : وش أنا قايلن لتس .. ( رفع يده بقوة حتى يضرب الطاوله وكل ماعليه تحرك .. يستمر يضربها ) مستمره تخالفيني .. وبعدين يعني بعدين !

زحفت عنه بسرعه وكأن شعور النفور وعدم التقارب مابينه وبينها يظهر من جديد
يلتبسها وكأنه ماغادرها .. نطقت بنبره جافه
" ليش عمتي لا ... ليش "
بتار رفع صوته : لأنها تبي تهدم بيتتس ومانتيب مبعده عن أمورها معكم .. خلاص لا تلفين وتدورين معي بهالعمه الزفت إلي رزقكم ربي فيها !
نوير حركت يدها بأندفاع : وهالحين رزقني في حموات يكرهوني .. ليش عمتي بتخرب حياتي وداقه علي تسأل أهل زوجتس ضايقوتس .. في عيونهم شر عليتس .. قلي .. جروحي مكشوفه لها ليش ..؟ ليش خواتك يكرهوني ليش ..

زحفت أكثر وأكثر مستمره تبتعد عنه لين ماوصلت لطرف الكنب .. صدت عنه وهي تتكتف قوة .. ظل ساكت .. فاللحظة إلي تحين لهم فالأقتراب .. يصير مايخليهم أقطاب متنافره ..غطى وجهه بكفوف أيديه .. حتى ينطق بصوت ثاير
" أستغفر الله "
تحركت واقفه حتى يبعد أيديه عن وجهه .. يرفع عيونه لها .. ينطق
" وين "
ردت وهي لا زالت متكتفه بقوة
" بروح للحمام "
تحركت لكن خطوات واسعه يدور حول الطاولة حتى يوقف قبالها معترض طريقها بصدره الواسع .. غاصبها تتراجع ..
" مانتيب رايحه لمكان .. أقعدي عارف لو دخلتي الحمام بتنقعين فيه "
حركت راسها بدون نفس
" بتار ... "
حرك يده لقدام
" أجلسي مانيب مخليتس تروحين لأي مكان "

رفعت حاجبها اليسار بتحدي وهي تطالعه بملامح ثايره .. لكن قبال نظراته الحاده تقرر تجلس .. تتحرك راجعه لمكانها .. وهو أنحنى رافع ثوبه .. يثني رجل ويجلس عليها .. والثانيه ظلت
نازله من الكنب .. مقابلها .. مد أيديه صوبها .. نطق بهدوء
" هاتي أيديتس "
نوير بعناد : لا
بتار بضيق وهو يحرك كفوف أيديه : يابنت الحلال هاتيها أشوف .. جاين في بالي أقولتس كل شي ثم مدري تسيف قلبتيها
نوير : بتحطها علي ...؟
بتار : من جاب طاري الغثا نوره ..
نوير صدت : ................
بتار : أنا ماصدقت تسذا تصحين مروقه عشان نعرف نحتسي إلا فجأه رجعنا لنقطه الصفر .. هاتي أيديتس .. يلا

أخذت نفس بقوة حتى تفك أيديها .. تمدهم صوب كفوفه .. وبسرعه حضنهم .. مال براسه يبوسهم ببطء .. رفع راسه يطالعها .. حتى يحط أيديها على ركبته ..
" شوفي خواتي يكرهونتس أو يحبونتس .. بسبب أو بدون سبب .. يهمتس محبتهم أو أنا أولا "
نوير : أنت ثم هم
بتار : أجل شوفي ماصار في بيت سعده .. صدمني ولا توقعته وهن كلهن راكبهن الغلط لكن تخليني معهم في ميزان الغلط .. لا هنيا فيه فرق !
نوير ظلت تطالعه : ..................................
بتار : لو تسان كل واحد بينحاسب على خطا أهله .. مابقى فالدنيا أحدن على صواب .. أنتي أتهمتيني بالردى معهن ..

فك أيديها حتى يحرك أيديه بأنفعال .. بصوت حاد ..

" وماهوب تسذا وبس إلا قمتي بأخطاء تتعمدين فيها تتحديني وهذي مصيبه .. أنا مانيب مهبول ولا شايفتن شيختي أقوال عشان تسوين ماتسوينه "

ظلت تطالعه .. يكلمها بأنفعال وكأنه يحملها الخطا وروحها تتهاوى في الظلام .. نطقت بصوت تبلع فيه غصتها
" أنت مستوعب وش إلي صار لي "

سكت صاد عنها يتنفس بحراره حتى تحرك راسها ببطء قباله
" لا تسان نيتك تعالج .. لا تحتسي تسذا مستهين بجروحي .. أنا عارفه إني غلطت "

بلعت ريقها بصعوبه وهي ترفع يدها لفوق

" ومستوعبتهن زين وكل مافي الأمر هو يمكن إني كنت مستقويه فيك وفجأه تسذا أنحط بموقف كلن يبي يهينني .. الأكل إلي سويته يطالعنه تسنهن منقرفات
منه ويتحدني بالحتسي .. ووحده أسمها غاده شالوها من الأرض شيل .."

بتار حراك راسه باستفهام صوبها : غاده !
نوير رصت على أصابعها بقوة والدموع فجأه غرقت بعيونها : غاده التسلبه إلي تبيك ويبونها خواتك لك .. لو ماكنت عطيه وش تسان بتكون في حياتك ..؟ هن قالنه لي بشكل غير مباشر
بتار ضحك : ماراح تكون إلا بنت عمي .. ولو تسانت غاده آخر من بقى من البنات .. عمري
ماراح أفكر فيها .. ولمعلوميتتس .. أنا قايله لهن ويعرفني ززين .. ماياخذ قلبي إلا من هو بقدرتس ومكانتتس .. وحشمتتس إلي إليا لبست حجابها .. طالعت ربها سبحانه ولبست مايرضيه .. ماهوب يصير حجابها زينتها

أقترب منها .. حتى يرفع يده .. يحضن خدها بكفه
" وأنتي لأني عارفن أنتس نادره .. نادره مابين العرب ياصغّيره ماراح أشوف غيرتس "
قالها بتأكيد
" عمري ماراح أشوف غيرتس "

يده الدافيه .. تلامس خدها الناعم .. كلامه قادر يهدم أسوار تبني ذاتها بنفسها .. تتطاول كما لو أن أفكار تحط الطوبة فوق الطوبه داخلها ... هاليوم إلي قضته بالأمس جعلها منهكه ..
أهتزت كتوفها فجأه .. نطقت بضياع قبال حنانه رغم كل ماسوته .. تجريحها فيه ..
إهانتها ..

" أنا أعتذر لك عن ماسويته والله غصب عني والله مابي أأذيك بشي ولا أبيك تتضايق مني أبد .. "

تمايلت بسرعه حتى تدفن وجها على فخذه .. تنفجر تبكي بقوة
" أنا منقه .. منقهره .. منقهر من ن.. نفسي ..ومن .. كــ .. كل شي "

حرك كفوفه حتى يحطها على شعرها المتناثر بحضنه بهاللحظة .. يبتسم ببطء
" والله مانيب فاهم ليش تحاولين تبعديني عنتس .. عمرتس لا تنتظرين مني يالنوري حتسي .. أنتظري فعول .. فعول وماعندي غيرها أقدمها .. هذي طبيعتي .. شين خالقه الله فيني "

يتحرك ظهرها من قو الشهقات إلي تحاول تكتمها .. يحس بدموعها تلامس جلده مخترقه
ملابسه .. يرجع يمسح على شعرها

" شفتي من قهرتس .. والله ما أخليه بس خليتس تسوين إلي أقوله لتس لا رجعنا الديره .. وتمسكي بقولي .. لا تصيرين نفس يومني أقولتس لا تردين على نوره وتروحين تردين ! "

حط أيديه على كتوفها رافعها غصب .. طالع ملامحها ..
" فهمتي "
نوير هزت راسها بسرعه : فهمت

ترفع أيديها وعيونه تتعلق في ملامحها .. تمسح الدمع من عيونها .. تفرك خشمها وهي تحاول تتنفس .. تنطق بقهر
" خواتك يكرهوني عشان طلقة الرصاص .. صح ..؟! "
نطق بحده
" ماهوب قدامتس أنا إلي مستقبلن الطلقه .. وش دخلهن .. شوفي النوري كل شي بتعرفينه بوقته .. كل شي .. بس دخيلتس خلي كل همتس أنا و أنتي وبس .. "

سحب يدها .. يطبع القبل على ظهر كفها .. لحظات وينتقل لذراعها يقبلها لين ما وصل لكتفها .. يسحب البجامه ببطء حتى تظهر له كتفها النحيفه .. يزحف وهو يميل براسها لها ..
يطبع قبله عميقه .. حست بقشعريره من منابت الشعر الخشن في عوارضه وإلي يلامس جلدها .. حركت كتفها بلا شعور لتحت تتملكها سطوة هالقرب وأنفاسه الحاره.. تميل براسها
حتى يضرب عقاله .. في حين يده الثانيه حاوطت خصرها .. رفع راسه حتى يحط خده على خدها بالغصب .. تقترب شفاته من أذنها .. يهمس بحراره وسط تأنيب الضمير إلي يحاول يخفيه

" عورتتس أمس "

نطقت بصراحه وبلا تردد .. بصوت مهتز " إيه "
يرجع يميل بشفاته على كتفها العاري .. يقبّلها .. ثواني ويرفع أيديه لها .. يسحبها تميل براسها على صدره .. يعتدل بجلسته .. تدفن أيديها حوالي جسمه وتميل براسها على صدره مثل مايبي .. يضمها .. تحاوط كتوفها أيديه ..

" نبي نفطر .. وننزل نشوف أمورنا برا .. وكل شي بنقدر عليه يالنوري دام أمورنا
أنا وأنتي بفضل من الله على مانحب .. "
نطق بتنهيده وثقل الهموم بدى يزيد وهي تتمسك فيه ..
" وماحدن بيقدر يبعدنا .. ماحد ! "

.
.
.
الرياض ..
الشمس تغيب بين هالغيوم الجزئيه إلي تغطي سما الرياض .. ترتفع درجات الحراره تدريجيا .. يمشي بخطوات متوازنه .. يلبس بنطلون جنز على بلوزة سودا مظهره بياض بشرته
بشكل لافت .. الهدوء والأناقه تحتويه وهو يمشي بشكل مستقيم .. شعره يتمايل على جبينه ..
يرفع يده المجروحه حتى يسحب نظارته أول ما أقترب من الكوفي بواجه زجاجيه .. يشيل بيده أيباد .. يدخل المطعم وهو يتلفت يبحث مابين الملامح عن شخص ما .. لحظات وترتفع يد من بعيد .. يناديه
" بادي "
أبتسم حتى يندفع بخطواته يعبر الطاولات يوصل له .. يدفن إطار نظارته في جيبه ويمد يده ببطء صوب هالشخص إلي وقف بإحترام له ..

بادي : صباح الخير دكتور

يصافحه الشخص بإبتسامه عريضه وهو متأنق بالثوب والشماغ .. ينطق برسميه
" دكتور ! .. كم مره لازم أقولك نادني بو إياد "
بادي بإحترام : تطلع مني غصب وش أسوي
بو إياد يأشر له يجلس : حياك
بادي وهو يسحب الكرسي والهدوء يحتوي كل شي حوله : عساني ما تأخرت
بو إياد : أبد الوقت وقتك

يحرك يده حتى يحط الأيباد على الطاولة وينحني جالس ..

بو إياد : وش تشرب ..؟
بادي : عليّ الطلب بما إني من عازمك
بو إياد رفع يده ينادي الكرسون : عازمني لكن مانت أكبر مني ..
بادي ضحك : ولأنك أكبر مني علي أحترمك وأضيفّك على حسابي
يقترب الكرسون واقف من عندهم ..

بادي بسرعه نطق : أثنين قهوة تركيه .. وسط

يسجل الكرسون الطلب حتى يتحرك تاركهم ..

أبو إياد بإعجاب : للحين تذكر وش أحب
بادي : إستاذي وأبوي الثاني .. عمري ماراح أنسى وش تحب
أبو إياد : يلا عطني ماعندك
بادي ياخذ نفس بقوة وهو يحط أيديه على الطاوله .. شابك أصابعه مع بعض : أنت عرفت إني ملكت
أبو إياد : إيه
بادي : لكن للأسف ماتعرف من أخذت ..؟
أبو أياد عقد حواجبه .. حتى ينطق بهدوء خالطه الشك : من ..؟
بادي : البنت إلي توفوا أهلها بحادث وكانت مع أخوها .. هالحين زوجتي
أبو أياد أتسعت عيونه بشكل واضح : ............................

حرك عيونه صوبه حتى من شاف صدمته .. نزل بنظره لأصابعه إلي بدى يلعب فيهم بعبث .. يحط أصبع فوق الثاني .. ينطق بحزن ..

بادي : أنا يادكتور لقيتها بالمستشفى تتهجم علي .. تتهمني إني قتّال أهلها .. ووقتها كنت متأثر بالحيل لأنه ذكرني بموت أهلي .. هي ماتدري إنها فالوقت إلي هربت من فك الموت غايبه عن الوعي .. كنت أسمع صراخ أهلها .. حاولت أنقذهم بس ماقدرت .. ما أدري ليش لقيت نفسي منجذب لها ..أبي أتزوجها .. أبيها لنفسي
أبو إياد مقاطعه : تعاطفت معها ..!
بادي رفع يده يمسح على شعره الكثيف مرجعه لورا : ........................
أبو إياد : هي شاركتك نفس الحزن .. أنت ماكنت واعي وتربيت عند أهل أبوك وكبر حزنك لكن هي .. واعيه للحزن .. هذا ماخلاك ترتبط بحزنها وتنجذب له
بادي يرجع يطالعه : يمكن .. تكسر خاطري .. ( رفع يده إلي فيها الشاش ) شف يدي جرحتها بيوم ملكتي عليها .. دخلت عليها ومعها سكين ما أظهرتها أول مادخلت عليها .. لا أنتظرتني لين أبعدت عنها .. حاولت تقطع شرايينها يادكتور .. لكن لحقت عليها فاللحظة الأخيره .. ولأني منعتها عضت يدي بقوة .. غرست أسنانها بجلدي .. حلفت أنها بتذبحني
أبو أياد والصدمه تحتويه : أنت طالبني عشان أمرها

.
.
.
كـــــــــــــــــــــت
وسعوا صدوركم .. فيه بارت ثاني ^ ^ .. أنزلوا لتحت

 
 

 

عرض البوم صور #الكريستال#   رد مع اقتباس
قديم 20-08-17, 09:37 PM   المشاركة رقم: 1499
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ناقد أدبي



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233277
المشاركات: 2,614
الجنس أنثى
معدل التقييم: #الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي
نقاط التقييم: 7632

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#الكريستال# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 


بسم الله الرحمـن الرحيم
هالبارت .. هديتي لكل من كان يطالبني بالإجازة في بارت أستثنائي .. أنا ما أقدر بأي شكل
أنزّل بغير يوم الأحد لكن لأنكم تستاهلون .. وعطيتوني كميات سعاده في كل وقت بردودكم .. قدرت أضغط ع نفسي .. والله لو تسان وقتي يسمح بأكبر من هالشي عمري ما بقصر معكم ..


(44)

يقترب الكرسون منهم .. حتى يحط فنجان القهوة قباله .. وقبال بو أياد .. ترتاح يد بادي على الطاولة ينطق بإندفاع ..

" إيه .. لأنك دكتور نفسي .. أبي أعرف أتعامل معها.. أبي أفهم وش فيها .. لقيتها بحاله تقطّع القلب ... شعرها مقصص بطريقه غبيه .. أنا متأكد أنها هي من قاصته وجدتها مالها قدره تمنعها .. ومتأكد إن السكين إلي كانت معها .. تبيها في صدري ماهوب في يدها ولا أدري ليش غيّرت رايها .. ؟ "

أبو أياد : شف بالأول .. أنا ما أقدر أعطيك أي تشخيص لين أشوفها حتى أقرر حالتها بالضبط وأثار صدمتها النفسيه .. تقدر تجيبها لعيادتي ..؟
بادي هز راسه بسرعه : إيه .. بعد العرس لكن أبي أستشارتك هالحين

حرّك بو إياد الفنجان حتى يرفعه لشفاته .. يشرب منه ويرجعه .. نطق بإهتمام
" الحاله إلي هي فيها .. تقريبا نسميها أضطراب مابعد الصدمه .. يحس فيه الشخص بالذنب لكونه حي و الآخرين مثل عايلتها ماتوا .. غير الذكريات المستمره الأليمه
للحادث .. الأعراض ممكن تستمر 4 أسابيع وممكن لشهر وثلاث شهور .. وممكن لأكثر من هالمده .. والعلاج بعد التشخيص .. أقدر أقولك عنه بشكل وافي "
بادي بفرح : يعني نقدر نعالجها ...؟
أبو إياد هز راسه برضا : إيه أكيد
بادي صد وهو يرفع أيديه يمسح على شعره : الحمدالله

يتكأ أبو إياد بيده على طرف الطاولة .. حتى يمسك الفنجان .. ينطق ببطء
" وإن تعالجت يابادي .. وراح هاللي كان يربطك فيها فكرت لحظتها وش بتكون بالنسبه لك "

سكت .. وظلت عيونه عالقه فالدكتور .. مفاجئه بالسؤال الأكثر تحديد
لو رحل حزنها إلي يمتلي فيه ..
من بتكون ..
من ياترا ...؟

.
.
.
منسدحه ساره على الكنبه وهي ترفع أيديها لفوق تتابع السناب بصمت .. يقابلها حمد وأمها على الكنبه الطويله في الجهه الثانيه ..

" يمه ... لو قررت أتزوج .. وكنت محتار مابين هيا والبتول .. من تختارين "

تنتفض هي بقوة حتى تميل بظهرها لقدام تصرخ فيه

" هيا طبعا .. ولا تفكر فالبتول "
حمد بخرعه : ليه
أم حمد بضيق : وش فيتس تصارخين هالحين ..؟
ساره ترفع يدها بإندفاع تتكلم : شف بلا لف ودوران .. البتول فيها طبع أقشر ماعمرها مسكت سالفه .. إلي أقوله تقوله للي تبي .. بس هيا .. هيا غير .. والله لو أخذتها ماراح تندم .. أضمنها لك .. تكفى رح أخطبها بس !
حمد بعصبيه : هو على كيفي تبين أروح أدرعم أخطب تسذا .. لازم أشاور أمي وأبوي وأنتي أصلا مشاورتس ماينفع
ساره تحط يدها على خصرها : ياسسسسلام .. قسم بالله لو أروح أصحي هالحين ريما أختي لا تقول لك هيا .. يكفي سوالفها وخفة دمها

صد عنها وكلام بادي عجز يتحرر منه وينفيه للنسيان .. نام وصحى والأفكار تتكاثر في عقله .. صارت ملاذه الوحيد .. وتفكيره إلي ماقدر يتخلص منه لساعات وساعات .. تمايل بظهره على الكنب حتى يرفع يده بضياع يحطها تحت راسه .. تمد أم حمد يدها صوبها .. مستقره على كتفه

أم حمد : شف يمه .. أبصراحه مناسبنا لبنات عمك عبدالله الله يرحمه مكسب لنا ... ماشاء الله تبارك الله .. البنات زين ودلال ويكفي حشمتهن وتربية أمهن لهن ..
حمد حرك عيونه لأمه : والبتول ..!
أم حمد : ماعليها خلاف بعد .. زين ودلال بس إذا تخيرني أنا أرجّح لك هيا .. والأمر يمه راجعن لك ..
حمد سحب يده حتى يفرك فيها وجهه ينطق بقهر : مدري يمه .. مدري ضااايع

نزل بيده بكل قهر في حضنه .. ينطق بحيره
" أبي أكمّل نص ديني وأتزوج عرضي من عرض هالناس بس ............."

أم حمد : وش رايك تشوفها الشوفه الشرعيه كود ترتاح لها أكثر
حمد بصدمه لف لأمه ووجهه تغيّر : من
أم حمد بأستغراب : من بعد .. هيا
حمد أشر على عمره : أنا !
أم حمد بقهر حركت يدها لساره : لا ذي
ساره أنفجرت تضحك : ياحظي .. هذا وأنت للحين ماتقوله بس حتسي .. وش فيك قمت تتراعد
حمد رفع يده يهزها : لالا .. شوفه لا تحلمون .. والله لا أروح فيها
أم حمد بخرعه : حمد
حمد برفض قاطع : لا تحلمووون .. أنا أبتزوج على باب الله .. مابي أشوفها إلا ليلة الدخله وكله يجي على بعض .. أما تبون تسذا وضعي بالقطاره .. لالا .. مسسستحيل
ساره أنفجرت تضحك بقوة : .............
أم حمد : وش فيك قمت تخربط .. وش قطارته يارب رحمتك .. ( ضربت أيديها في بعض )
هو أنت من صدز مرتبك ..!
حمد بسرعه وقف : شوفي يمه .. أنتي أختاري البنت إلي تناسبتس وأخطبيها ثم علميني

قالها حتى يتحرك بخطوات واسعه تاركهم .. وأم حمد ظلت في مكانها تطالعه بعيون أتسعت ..
إلي يناسبها !
ولا كأن هو إلي بيتزوج ..

أم حمد رجعت تطالع بنتها وهي تحرك يدها للباب إلي طلع منه ولدها : وش بلاه ..؟
ساره وهي تضحك : طاري الزواج يمه ماهوب سهل عنده ..
أم حمد هزت راسها بأسف : لا بالله ولدي ماهوب صاحي !

.
.
.

" شف أنا وخويي وولد خالتي .. توأم روحيا وجسديا .. بس الفرق أني أسمر وهو ماشاء الله أبيض "
يضم شفاته بقوة .. ويصد عن هالريان إلي جالس وراهم وماوقف كلام من تحركوا من بيته ..
يجلس على الكرسي إلي بجنب السايق .. يرفع يده حتى يسندها على الباب ويتمايل بجسمه عليها ... يحرك راسه معاذ صوب أخوه ..

معاذ : تسن حتسيه ماعجبك ..؟
متعب ببرود : طالع الشارع أحسن لك
ريان وهو يتقدم بسرعه .. يميل بظهره لين ماصار راسه بين سيت السايق
والسيت إلي يجلس عليه متعب : أنا نصيحتي .. لا ذبح أهلك الحر .. غط يدك في جركل مويه وبيثلج بسرعه
معاذ أنفجر يضحك : أعجبتني
ريان بحماس : يعني تنصحني أصير سامج ..؟
معاذ : هذا تخصصك أصلا بالحياه .. خل مشعل يعلن عنك بالسناب
ريان بدون نفس : يعلن عني ..!! أقول هالمشيعيل شايف نفسه علينا أصلا .. ماخذنا إلا مره عشان يعلن عن مطعم .. وبعدها مير ولا تسنه يعرفنا
معاذ يلف براسه يطالع ريان : أنت شفت .. ملاحظ عليه أنا .. لا بارك الله فالشهره لا تسانت تخليني تسذا ..
متعب لف براسه بحده حتى يعطي أخوه نظره غاضبه : ........................
معاذ بسرعه أعتدل جالس وهو يطالع لقدام : بدون ماتطالعني .. فهمت فهمت
ريان ولا أهتم لنظرات متعب الحاده : أنتظر عليه ... الرجّال شطب محله .. ويقول بسوي حفله أفتتاح وبيعزم أخوياه من المشاهير .. يعني بينسى أم أم أم وأبو ألي جابونا كلهم
معاذ : هو وش قال بيحط المحل له
ريان : كل يوم براي .. ماعمري سمعته قال أنا حاط محلي للشغله الفلانيه .. شكله يسمع هذرتن واجد .. عشان تسذا ماهوب مقتنع

مال بجسمه أول ماصرخ متعب
" خلاااااااص مابي أسمع صوت واحدن فيكم حتى سوالف نفس الخلق مافيه .. ما أسمع إلا سوالف مثل وجيهكم"
ريان بخرعه موجه كلامه لمعاذ : وش بلاه
معاذ بهدوء وبصوت كأنه يهمس فيه : أسكت لا يرميك من الشباك

صد عنهم وهو يتنفس بقهر حتى يعم الهدوء السياره .. ماكان يقدر يتحمل هذرتهم إلي بلا فايده .. كلماتهم إلي تنطلق مثل السهم .. متتابعه .. وهو بهالصباح عقله يزدحم بأفكار وأفكار كثيره .. مواجهات قادمه تحتاج برهان مايخطي هدفه .. الأمر أكبر من أنه يقدر يستهين فيه .. أي خطا في حساباته .. ممكن يخليه في موقف الرجل إلي حاول يطعن بنوايا خالته ..
وأتهامها بشي ماتسويه .. هو يعرف أنها مثل الزئبق قدرت تهرب من زمان لكل أتجاه بسهوله .. مستغله الظروف إلي كانت تساعدها بلا شك في تنفيذ ماتبي لكن هالحين مايبي يمسكها ويجبرها بالغصب تقول .. لا لا أمره أكبر .. يبي يدفعها تكون بين أربع جدران في مواجهة فعولها تحت أنظارهم كلهم .. هم وحدهم إلي يبيهم يعرفون أي جريمه أرتكبوها
في حق بنات هالضعيفه أم نوق .. وأي ظلم ذاقته زوجة جلوي .. وأي خبث كان يضخ الدم لعروق بنت أنجبوها وعاشت تحت جناحهم فيما قدرت تنفي من تبي ظلم وبهتان وأحقاد ماتبرر فعلتها أبد .. !
لحظات ويوقف معاذ بالضبط ورا سيارته

معاذ : هه وصلنا
متعب بقوة فتح الباب .. وبعصبيه : مابغيت !
ريان بصوت واطي : قسم بالله نفسيه

يدفع الباب متعب بقوة مسكره وسط حرارة هالشمس .. يتحرك بإنعقادة حواجب تظهر .. ترسم على تقاسيم وجهه صلابه وقسوة غريبه .. تظل عيون معاذ تلاحقه .. يشوفه يمشي
لين ما صار قباله ..

ريان : خلاص أمش
معاذ : لا ما أقدر .. بتأكد أنه راح أخاف يصير له ظرف تحت هالشمس ..

حرك راسه لورا .. يطالع ريان
" تعال أركب قدام .. وبنمشي لا مشى "

يرجع يطالع أخوه وريان وراه على طول فتح باب السياره .. ظل يسمع محاولات متعب يشغّل السياره لكن ترفض تشتغل .. محاوله ورا محاوله .. ولا كان فيها فايده .. وبسرعه يفتح الباب .. نازل .. يتحرك بطوله صوب سياره أخوه حتى ينحني براسه على خفيف .. يطالعه..
والشمس الحاره تشعل عليهم ألسنة اللهب رغم هالغيوم الجزئيه إلي تغطي السما فوقهم ..

معاذ : وش فيها ..؟
متعب بقهر : مدري .. تاركها شغاله أمس
معاذ : إذا وراك شغل مهم .. خذ سيارتي وهات سيارتك أنا أحاول فيها تشتغل وإن مانفع أخذتها الصناعيه .. !

محاولة أخيره حتى تشتغل فجأه ..
متعب رفع عيونه لأخوه : شف أنت .. سيده على البيت لا تلف وتدور
معاذ بسرعه أنحنى يبوس راسه : طيب على أمرك .. أنتبه لنفسك

وكأن هالأحترام .. المفاجئ .. أطفى في داخله براكيين الغضب إلي تثور وتخليه تحت قوة ضغط وغضب يحاول يكتمه ..
أبتسم ببطء حتى يطالع معاذ بدون مايقول له شي ..يعتذر بهالأبتسامه عن ثورة هالغضب إلي تاخذه بعيد عن أخوه أحيان .. ويغادره
.
.
.

تجلس بصمت على طاولة الأكل .. تضرب الملعقه إلي تحركها حافة الكوب .. مصدره صوت يرتفع .. تحركها بعبث والحزن لا زال يمتلك أرضها .. ملامحها .. يجلس هو قبالها
فاتح الابتوب .. وأوراق كثيره متناثره على الطاولة .. بشكل فوضوي .. ياخذ نفس بقوة وبأهتمام عيونه تتعلق على شاشة الابتوب .. يدق جواله معلن العصيان على حالة الصمت
إلي تحوطهم .. يسحب جواله بسرعه فاتح الخط ..

" ألو .. حياك الله يابو رياض .. إيه .. للأسف تأخرت تسثير .. هالأرض أنباعت قبل يومين بمليون ونص .. إيه .. طيب .. أبشر بالخير .. فمان الله "

يرمي الجوال على الطاولة ويرفع عيونه لها .. ينطق بحيره
" نجي أنا وياتس نهج "
ناديه بصوت واطي : نهج .. يعني كيف ..!

يفز عواد دافع كرسيه حتى يوقف .. يتحرك بخطوات واسعه صوبها .. يسحب كرسي ويجلس جنبها .. وبسرعه يسحب الملعقه من بين أصبعها الأثنين .. يرميه على الطاولة ويشرب كوب الحليب دفعه وحده .. أتسعت عيونها بقوة قبال حركته .. يحط الكوب على الطاولة
وهو يتنفس بإرتياح من كوب هالحليب إلي برد بلا فايده

" نهج يعني نسافر .. نبعد .. نترك كل مالنا هنيا ونشرد لأرض الله "
ناديه تظل تطالعه بوجه جاف .. بارد : .............
عواد يسحب الكرسي أكثر لاصق فيها : أنتي تعتقدين بالمعجزات ..؟
ناديه تهز راسها بالإيجاب : .........................
عواد : على أساس وش


رفعت رجلها حتى تثبتها على الكرسي .. فيما بقت الثانيه ثابته على الأرض .. أبعدت عيونها للجهه الثانيه .. تفكر .. لحظات حتى تنطق

" على أساس إن حنا من لحظة مانولد لحد ما نموت .. بنظل نعيش في زمن معجزات .. لأنها تصير حولنا .. نسمعها وندركها "

لفت تطالعه من حضن بكفه يدها اليسار إلي كانت أقرب شي له ..

عواد : أجل ليش الحزن بعيونتس .. ماهوب يمكن هالمعجزة .. تنزل عليتس .. تصلح مابينتس وبين أبوتس
ناديه بأختناق : مابيها تنزل ..
عواد بأندهاش : ليش ..؟
ناديه : لأنها لو نزلت بتكون فوق مابيننا ياعواد .. !
عواد بشك قاطع : أنتي عندتس شي مخبيته عني
ناديه سحبت يدها بقوة من تحت كفه .. نزلت رجلها حتى تفز واقفه : أنا تعبانه .. لا طلعت حط مفتاح المكتبه إلي مقفلها بالصاله .. لأني محتاجتها ..

تحركت .. لكن وقفت من مسك ذراعها .. ساحبها له

عواد : إن تسان عندتس شي أنا ما أعرفه قولي لي
ناديه بقهر : عواد وخر يدك عني .. لأني بالعافيه متحمله نفسي !
عواد ماتحمل تصرفاتها نطق بحده : أحتسي .. وش عندتس ..؟ أنتي تعرفين ليش أبوتس ثاير تسذا وجاين يتهددنا في بيتي
ناديه وهي ترفع حاجبها بأستنكار : بيتك !
عواد : بيتي وبيتتس .. بيتنا .. إلي هو
ناديه هزت راسها : بيتك أجل
عواد يرفع أيديه لفوق : يالله .. لا تعلقين على هالكلمه الصغيره وتنسين الشي المهم
ناديه بعصبيه : أتركني في حالي أجل
عواد يرفع صوته : لاااااا .. فيتس شي ..مانتيب طبيعيه
ناديه وهي تغمض عيونها .. تحرك أيديها بقوة : طيب موب طبيعيه بس لا تتكلم معي حاليا

تحركت معطيته ظهره وعيونه تصغر من ثورة هالدموع المنهاره إلي أندفعت تظهر غصب عنها .. تذكرها كيف بتظل محكوم عليها بعيون المجتمع والناس
" الشخص الغلط في المكان الغلط .. في الحياه الغلط "
هي إلي ظلت تمتلك حجج وبراهين ثابته .. فالحب وفي العلاقات ..مؤمنه أنه الحب والأمان إلهام قادم لا محاله .. حتى كسرتها الظروف .. وصارت تجبرها بالغصب تحت سلطة أخوها وهجران أبوها
أنها غلط .. غلط .. !
.
.
.
القصيم ..

يوقف بسيارته الجيب .. بنفس المكان إلي وقف فيها أمس .. لكن المكان كان فاضي وبعض المحلات مغلقه بهالوقت .. ومن طفت السياره .. أنحنت بسرعه ماسكه يده ..
تشد عليها بقوة .. تنطق بإحراج
" بسألك .. سؤالي الأخير "
ينطق بصوته المبحوح .. وهو يحرك راسه صوب عيونها المغطيه بشيلتها ..
" آمريني "
وبتردد
" ليش واقف هنيا "
حرك يده لقدام
" عشانك "

حركت راسها للمحل المفتوح وهي تتذكر سعر العقد إلي أمس .. تحس أنه شي خيال .. ليش يجبر نفسه يدفع هالمبلغ كله عشان عقد بس .. رجعت تطالعه .. تمد يدها وتحضن كفه بقوة .. ترفعها برجا

" بتار .. الله يخليك لا تدفع هالمبلغ "

نطق بأستفهام
" ليش "
وبإندفاع أكثر
" لأن مابي أحملك شين فوق طاقتك .. أنا مانيب راضيه "

سحب يده من بين كفوف أيديها .. حتى يحطها فوق راسها ينطق بنبره هاديه
" لو تسان حمولي بفلوس .. تسان من زمان دفعت ديني فيهن وأرتحت "

مالت براسها حتى تسحب يده من فوقها .. تتمسك فيها بقوة من جديد
" أنت وش بنيتك .. مانيب فاهمه تبي تراضيني فيه يعني .. عندي ذهبي وبفلوسك من الأساس .. خلنا بس نرجع للديره يابتار .. "

مال بجسمه لها حتى يبوس يدها بقوة .. ينطق
" ليتني فدا لقلبتس يابنت عبدالله .. أنزلي ولا تكثرين أسئله .. خليتس ماشيه بشوري لين
ماتعرفين وش قصدي "
أعتدل بجلسته .. فتح باب السياره حتى ينزل مسكره وراه .. تشوفه قدام عيونه يتحرك لين ماوصل لجهتها .. وقف بطوله وصدره الواسعه يطالع فيها ويأشر لها تنزل .. فتحت الباب بتردد .. تبعد عن الباب مسكرته وراه .. مد يده ناحيتها .. ومن حضنت كفه حتى يشد عليها بقوة ويتحرك داخل المحل ..

.
.
.
الرياض ..

تركض في وسط هالغرفه الحزينه المكتظة بريحة الفراق وماكان شي جديد عليها وعلى من فيها .. حتى تروح لأمها .. تنطق بصوت يختنق ..
" تكفين ياماما .. أقنعيها لا تروح "
مسكت ثوبها بقوة بكت
" ياماما ليش بتروح وتخلي خالي .. ليش .. ليش "

توقف فوزيه بصمت وصدمة القرار تعانق ملامحها وهي تطالع نوق إلي أنحنت صوب الشنطه .. تسحب غطاها وتسكرها .. كلمة " أنا بروح لأمي خلاص " تركتها في طرف أنهيار غريب .. لا السؤال كان له جواب ولا هالقرار جى في محله .. تعلق عيونها على هالنوق إلي كانت
تلبس عباه تغطي جسدها السمين .. تلف الشيله حول راسها .. يطيح طرف من شيلتها على ع الشنطه .. وبحركه سريعه ترميها على كتفها .. تعتدل واقفه .. واضح عليها أقتناعها بقرار الرحيل رغم أن ماكان له طاري .. تندفع بسرعه بلمح البصر صوب الشنطه .. تنحني ماسكتها بقوة أول مانوت نوق تسحبها من السرير
وتنزلها الأرض .. تصرخ فيها ..
" ليش ماتقولين لي وش صار بينتس وبين جلوي .. عشان حريمه جوتس في بيتتس ..؟ "
نوق برجفه أحتوت صوتها وهي تبي تطلع بسلام : ماله شغل
فوزيه بقهر : ماتنطقين .. ليش أنتي ساكته وهو تحت ساكت .. ليش ماتقولون
نوق بملامح تشيل الهم والحزن : ...............................
فوزيه سحبت يدها .. واقفه قبالها : عارفه وش معنى أنتس تلمين أغراضتس وتطلعين من بيتنا ..؟
نوق والعبره ظهرت تختنق في صوتها : أعرف
فوزيه بخيبه : أنتي شكلتس الأيام إلي فاتت قاعده تلعبين علينا وتوضحين إن أمورتس مع جلوي تحسنت .. عشان وش بالضبط .. تبين تنتقمين منه .. طيب وحنّا !
نوق أتسعت عيونها بصدمه : أنتقم ..؟
فوزيه بقهر : أجل ليش فجأه تسذا بتطلعين من البيت .. وش صاير
نوق بصوت واطي حيل وهي تجاهد تقولها : أخوتس أمس .. عطاني حريتي .. قالي روحي
فوزيه صدت عنها تضحك من سخف ماتسمعه : ........................
نوق تطالع فوزيه بحزن : أنا وأخوتس .. ( بلعت ريقها بقوة حتى تنطقها بمرارة غريبه تحس فيها لأول مره من بعد هالسنين ) عمرنا ماراح ننسى تسيف أفترقنا من قبل .. عمرنا .. ماراح .. ننسى جروحنا
فوزيه صرخت فيها : أجل خلاص يانوق خليتس قد كلمتتس وقد أختيارتس وهو بعد .. روحي وعمرتس لا ترجعين لهالبيت .. تعبنا حنا .. تعبنا منكم ..

تحركت مبتعده عنها .. حتى تصرخ وهي تأشر للباب .. وأميره أنهارت تبكي غصب عنها من هالفراق إلي أعترض أرضهم فجأه وعمره ماكان بالحسبان .. !

" يلا أطلعي .. أطلعي وإن تطلقتوا خلاص .. لا ترجعين له ولا هو يرجعتس .. ماصارت أصلا .. مشعل أخوي تسان صادز بكل كلمه قالها عنكم .. يوم قالت السالفه طالت ومصخت .. طالت ووصل فيها الضرر لنا حنا .. لجداني لأبوي "

أختنق صوتها فجأه وودها تقول تكفين لا تروحين مثل بنتها .. نطقت تجاهد وهي تسحب هوا لصدرها بقوة ..
" .. لنا كلنا .. "

كملت والصوت يرجع من العبره والقهر

" روحي أطلعي وخليها الأخيره .. الأخيره تفهمين أنتي أو لا "
يرتفع صوته الحاد .. وراهم فجأه
" وش له تصرخين عليها يافوزيه "
حركت عيونها له .. الواقف ورا أميره .. تطالعه يتساند بيده على أطار الباب .. يوقف على حافة الذكريات ولا دخل .. يتنفس بقوة .. وملامح وجهه واضح فيها الألم من كثر ماجاهد يصعد الدرج .. بلعت ريقها بصعوبه ولا تدري ليش قاعده تظهر أنها بكل هالسطحيه .. أنه دام عطاها حريتها .. هي تقدر ترحل ولا تلتفتت له .. تعلقت عيونها بملامحه .. حاجبه المرسوم .. إيماءات وجهه .. عوارضه .. شفاته .. عيونه .. عالمها الماضي وإلي أخذه منها الزمن ورحل .. لفت له فوزيه .. حركت يدها بأتجاهه .. تصرخ .. كان الكل يقدّر
حجم ألمها بفراقهم .. لأنها الطرف الوحيد من أهل جلوي إلي كان شاهد على مابينهم كما نوير ..

" يعني سمعت حتسيي .. تراه موجه لك أنت .. هالمره .. كل واحد منكم يفارق الثاني على مابقى فيه من كرامه أفضل له .. "

أندفعت بجسمها بقوة صوب الباب .. تجر أميره مع يدها .. تنطق بحرقه

" لا عمرتس تبتسين على أحد ماهوب داري عنتس .. أبتسي علينا لا رحنا تحت التراب ! "

تدفعها بقوة مطلعتها .. عابرته .. وهو ظل واقف عند الباب .. يرتفع صوت بناتها بقوة .. يبكن في غرفة نومها .. حرك عيونه صوب نوق إلي فجأه تحركت معطيته ظهرها ..
تسحب برقعها تلبسه .. تغطي عيونها الباكيه بشيلتها .. وتسحب شنطتها .. تتحرك تقترب منه .. تنطق بصوت أجهش فالبكا فجأه ..
" خلنا نمشي "
وطلعت تاركته .. يوقف وراها بصمت .. نزلت من الدرج تجر شنطتها .. تشوف البتول واقفه بصدمه وكأنها هي الثانيه ماهي مستوعبه الأمر .. تكمّل خطواتها إلي ترتجف صوب باب المدخل الخلفي .. تطلع للحوش
حتى توقف فجأه .. من أنفجرت العبره من شفاتها .. ترفع كف يدها تكتم الصوت لايسمعه
أحد ويدها كلها مغطيه بكم عباتها ..
كان حملها .. هدنة أبعدتها عن أمر الفراق المنتظر
لكن أنكتبت عليها .. ماتقدر تقول لا .. ماتقدر وهي من سعت لهالشي بالأول ..
ماعاد تقدر تتراجع ..
أصعب ماعليها أن في كل مره .. تقرر تبتسم .. تفرح .. تعلم بقرارة نفسها أنها خسرانه .. هو أدرك هالشي بالأمس ولا تحمل يسعى بخطواته لها .. كيف فيها هي إلي من البداية كانت تعرف من بداية مشوارهم بعد 15 سنه فراق .. أنها دايما خسرانه .. تنحني تسحب شنطتها وتتحرك تمشي فالحوش .. حتى توصل لباب الشارع المفتوح وكأنه متهيأ للرحيل .. مفتوح ينتظر وصولها ..ومن طلعت مستقبله الشارع بصدرها الواسع ..
تجمدت خطواتها فجأه .. وبعيون أتسعت.. ظلت تطالع سيارتهم القديمه .. إلي تنام بسلام تحت أغصان الشجر ..هي .. بهيئتها .. تفك شنطتها وتنزل تركض لها .. تقترب منها .. تمد يدها برجفه تلمس مقدمتها .. وأنفاسها تختنق ..
محتفظ بسيارتهم ...!!
رجعت تلمسها وهي تدرك كم أحتواها السوء بهاللحظة الواقفه قبال هالسياره ..
إلي أنجبرت تبتعد عنها .. لكنها رجعت محتفظة بهيئتها .. بدهشة فرحتهم أول ماشراها ..
ذكريات وذكريات تثور في منظر هالسياره ..لو ماكان لعبيد يموت ونادر .. ولا كان لأبوها
يفقد أهم مايملك من ذاكره .. هل كان هالجلوي بيظل محتفظ بذكرياتها بهالشكل ..
الأرض من تحتها تلتهب من حراره الشمس .. وسطح هالسياره حار .. تمشي وأطراف أصابعها تلامس سطح السياره .. تدور حولها .. تحاول تستوعب أنها هي ..
حتى توقف .. ترفع أيديها بقوة ودموعها تنزل من شافت معلّق على المرايه المستقره بالوسط
سلسال ذهب .. مثبت فيه أسواره .. وتصحى الذكريات ..
" شوفي أنا كنت من خمس شهور تسذا أجمع فلوس من وراتس "
" ياسلام .. خنت عهدنا يعني "
" أجمع القرش على القرش .. شريت فيهن سلسال وأسوارة ذهب .. مدري وش جاني يوم شفت خويي يوم جاه بنت راح وشرا لها أسواره .. سألت نفسي لو الله رزقني ببنت وش بعطيها وأنا رايح فيها وعلى قد حالي .. ثم عاد قررت أن بنتي بتستاهل إني أحط
القرش على القرش عشانها وأحرم نفسي من أشياء واجد .. مابي ينقصها شي "
" جلوي وش فيك .. هو أنت كل من شفت أحد جاه بنت ولا ّ ولد قمت تهوجس "
يرد بقهر
" شوفي طيب "
تصرخ
" شرييييت !! "

وتتلاشى الذكرى وكأنها من عدم .. يعتصر قلبها من ألم هالذكريات ..
ماتدري وش تقول .. أو وش تسوي .. هل عليها تروح له تركض أول مايطلع من الباب ..
تحضنه بقوة .. تقوله " ما أقدر أخليك " أو تمضي بهالطريق .. تتمنى لو تهب عاصفه
بهالوقت .. تاخذها معها .. تحمل كل مافيها من هشاشه وجروح وأنكسارات وترحل ..
بس دام هذه النهايه ليش تفر منها .. ليش تكذب على نفسها وتقول : نقدر نتجاوز مابينناّ!.. تفرك عيونها بقوة وتتحرك راجعه لمكان .. تنحني تسحب الشنطه وترميها بصندوق السياره .. تتقدم ببطء صوب هالسياره إلي ماكانت قطعه من حديد وبس .. كانت أكبر أحلامهم
هي يوم يمتلكونها .. تفتح الباب وتركب بالسياره .. تشوفه يطلع .. يمشي ببطء ..
وهي رغم أنها مسحت دموعها إلا إنها تنزل بلا إراده منها .. وقت طويل لين فتح باب السياره وأنحنى بصعوبه حتى يرمي بجسمه على السيت .. ينطق بألم
" لا إله إلا أنت "
يجر باب السياره بثقل لين ماتسكر .. يشغل السياره وهو ملتزم الصمت .. في قرارة نفسه أدرك إن الرحيل لا مفر منه دامها تبعته بهالصمت .. هذا آخر ماكان يمتلكه من ذكريات بينهم .. يركنها في أستراحته من سنين بالسر .. ولا كان أحد يدري فيها .. غابت عن ذكرياتهم لكن ماغابت عن قلبه وعينه .. !
تتحرك السياره حتى ينطق
" لا تستغربين لا طفت .. تراها من زمان ما أشتغلت .. عساها توصلنا يم بيتتس "

" بيتتس ! "
عقدت حواجبها وصدت بقوة تبلغ الغصه المره العالقه في صوتها .. تطالع بيت عمها وهم يعبرونه ببطء .. ترفع عيونها لشباك غرفتهم .. لصرخة فوزيه المقهوره .. هي تعرف إن
من غلاة فوزيه لها قالت هالكلام وجرحتها .. تعتذر لك نوق لأنها ماقدرت حتى لك
تخلي الفرحه تكتمل .. والأمور ترجع من جديد .. إلي يغيب ويموت مايرجع .. وإلي ينكسر
مايتصلح ..كان عليك تفهمين هالأمر في مابينهم من علاقه عابره .. إلي يواسيها إنها قدرت تاخذ من أغراضه .. ثوبه .. ومخدته .. لعلها تتقاوى فالبعد فيهن .. كانوا في هالسياره من قبل عشرين سنه .. يعيشون الحب في أعظم
معانيه .. وهذا هم من بعد مرارة الفقد والرحيل .. يرجعون في هالسياره
كبار على كل شي .. حتى على حبهم إلي كانت السياره هذي وحدها من تسمعه .. !
الحلم إلي كانوا يحلمون فيه تحقق .. وهالأسواره إلي تتحرك قبالها معلقه .. يمكن تكون من نصيب فيما ينبض في رحمها يكبر فالسر ولا تقدر تقوله لأي أحد .. تخاف من كل شي .. تتحمل هالسياره ثقل أرواحهم
قبل أجسادهم حتى توقف عند باب البيت ..
يسحب أيديه من الدركسون فجأه .. وهي تحس بموعد الرحيل حان .. ينطق بحزن
" مسامحتني يانوق "
هزت راسها بسرعه والعبره تتضخم في صدرها .. تنطق بصعوبه
" إيه "
حرك راسه لها .. وهو يشوفها تجاهد تدفع مشاعر الرحيل لا تحتويها
" ترا مسموح لنا نبتسي .. عادي يعني دام أننا في شي تسان أكبر أحلامنا مره "
ولا ردت ..
كمّل
" طيب مسموح لي أحضنتس لآخر مره "
ولا زالت جامده على الكرسي .. تحرك بصعوبه حتى يدفن يده ورا ظهرها ويسحبها بقوة
لها .. يلف أيدينه حوالي كتوفها .. يرتمي كتفها على صدره .. مال براسه
على راسها

" لا أنذكرت عندتس أدعي لي بالخير.. "

رجع يبوس راسها ويدها .. تبتعد عنه بصمت .. تفتح الباب وتنزل .. تسكر الباب وتروح للصندوق تجر شنطتها .. وهي تهتز بقوة تبكي .. تنزلها الأرض وعلى طول أبعدت السياره
تشيل ذكرياتها معه وترحل .. تحركت للبيت حتى تدخل من باب الشارع وتسكره بقوة .. تنهار تبكي .. ترجف بشكل مأساوي مظهره كل ما حاولت تمنعه من أنكسار وحزن فيها .. ليه ماكان له يبقى نفس ماهو .. ليه كسرها .. ليه كل ما أقفت من باب لقت مايخليها ترجع لنقطه لقاهم .. لذكرياتهم ..
وهذا هو راح.. معلن أنه ظالم وهي مظلومه ..
تطلع عهد من باب المدخل بخرعه وهي جادله شعرها ولابسه قميص روز
فضفاض عليها .. عيونها متسعه من صوت الباب إلي أتسكّر فجأه .. ترفع قميص الروز وتركض بقوة من شافت وضع نوق .. تقترب منها والشمس الحاره تاكل أجسدهم ..

عهد تحط يدها على كتف أختها وعيونها تطالع الشنطه : نوق !

تلف نوق بسرعه لها وتحضنها بقوة .. تنهار تبكي
" راح ياعهد .. راح بعد ما عرف إني مانيب ظالمه .. ولا سارقه .. أنتهى كل شي "
عهد غصب عنها بكت معها : بسم الله وش صاير .. زايريننا مافيكم إلا العافيه
نوق : والله ماتسان فيه شي بس فجأه تسذا صار كل شي ... صار فجأه خلاص أنتهينا
عهد صارت تحضنها بقوة : خلاص هدي .. هدي يانوق .. الله وحده أرحم منه ومن أي أحد وعارف وش من الضيم ذقتيه .. ماهوب دايما تذكريننا إن الله سبحانه إذا تأخر بالفرج فهو بينزل علينا باللي ينسينا همنا .. تذكرينه يوم قلتيه لنا لأن مالقينا أحد ياخذ أبوي وهو تعبان للمستشفى .. وأنقهرنا لأننا لحالنا .. غريبين في ديره مافيها أحد يعرفنا .. حنا كبرنا يانوق على هالحتسي .. أنا أذكرتس فيه .. تكفين لا تنهارين تسذا والله مايهون علينا !

ظلت تضمها بقوة وماهي قادره تتوقف عن الدموع ..
شي غريب داخلها يتوجع
يتألم من شبح هالفراق الغريب إلي لاح فجأه ماخذ منها كل مايذكرها
بماضيها ..

.
.
.

يمسك الدركسون بأيدين مذعورة ونظرة عيونه تعيش تحت سلطة الخوف .. صدره يرتفع وينزل بقوة .. يتعلق نظره على متعب إلي يجلس بشكل غريب على جانب الشارع العام تحت ألسنة هاللهب .. لحظات ويتمايل على الرصيف ..يشوفه يحاول يوقف بس مايقدر ..
والسيارات تعبره بدون أي أهتمام .. متعطله سيارة من هالعبث إلي قام فيها .. يتلفت
بجنون يبحث عن جواله .. ينحني يسحبه أول مالمحه تحت مرمي .. مايدري كيف طاح تحت .. يضغط رقم أمه .. يحط الجوال عند أذنه .. لحظات وينطق بإندفاع

" يمه .. متعب .. متعب "

نوره بخرعه : وش بلاه صوتك
فيصل : متعب يمه أشوفه .. هذا هو بالشارع طايح
نوره بصرخه : مات !
فيصل بذعر : لا .. تسنه تشنج أو مدري وش بلاه يتلوى على الرصيف
نوره : لايكون أتصل على أحد بس
فيصل بخوف : وش أسوي .. أخاف يموت من بلاه .. أو .. أو يصير شي ويحققون بسيارته
نوره بعصبيه : أمش وخله في حاله
فيصل وأنفاسه تزيد : ............................
نوره بصرخه : أنت وش له مراقبه ... تبي تودي نفسك بداهيه
فيصل وصوته يرتجف بقوة : قلت .. قلت بشوف وش بيصير أخذه أخوه لسيارته بعدين راح لكم مشوار .. ويوم طفت سيارته طلع يشوفها .. ماشفت معه جوال وهو برا .. ممددري .. يمكن معه .. مادق .. أو دق وأنا .. أنا مانتبهت وبيجي أحد يسعفه
نوره بقهر : تعال للبيت بسرعه .. تعال
فيصل صرخ : وأخليه .. !
نوره ثارت : ماهيب هذي فكرتك .. أو القول شي والفعل شي
فيصل والعبره تخنقه : أنا وش سويت .. وين كنت يمه وصرت وين .. أنا وين رميت نفسي فيه .. ( أنهار ) وين رميت نفسي يمه .. ويييييين ..؟
نوره : تعال بسرعه للبيت وأنا بعلمك وش بتسوي بسرعه تعال .. بسرعه وأترك عنك البتسا مثل الحريم

أبعدت الجوال عن أذنها بضياع .. أتصال أم جلوي عليها معلنه الحرب قلب كل أوراقها وأمورها .. حتى كل ماخططت له بخصوص ولدها راح .. ظلت جالسه تحاول تلقى مخرج
للأمر .. أخذت نفس بقوة حتى تتمايل على المركه بجنبها .. لحظات وتحرك جوالها تطالع
شاشته .. من طرت عليها فكرة كانت المخرج الوحيد للي يواجهه ولدها .. تضغط رقم وتحط الجوال عند أذنها .. وأول ما أنفتح الخط ..

نوره : هلا فضيه
فضيه : هلا نوره .. وينتس تراي عند أمي ..؟
نوره ترسم على شفاتها إبتسامه بالغصب : أنا دقيت عليتس أبي أسألتس
هو أنتم ماقررتم يعني تسوون حفله لبادي ..
فضيه بسعاده : الله يجزاتس خير يانوره يومنتس فكرتي بهالضعيّف .. إي والله نبيه نفرح
نوره : طيب .. العصر
فضيه بصدمه : أوما العصر .. نخليها باتسر ياخيه .. لو بعده بكم بيوم نبي حفلتن تسعده
نوره بدون نفس : يابنت الحلال كيكه .. وبإستراحة عواد تكفي
فضيه : لا والله مانيب معتس .. وين هالحين من بنمسك من هالعيال .. ماحدن فاضي
نوره ضربت صدرها : أنا .. أنا أجهز كل شي بنفسي !
فضيه أرتبكت غصب : طيب يانوره .. والبنات تسيف ناخذهن وين السيارات .. هذا لازم كله له ترتيبات .. ماهوب تسذا يجي حنا بناتنا واجد ..
نوره : شوفي أنا وأنتي مع بنتتس وبنات أم نوق وأمي نكفي
فضيه : نعم ! .. لا وين وبنات أخوي منصور وأم حمد وبناتها .. وزوجة أخوي عواد .. ماهيب زينه يا نسوي حفلتن تسوى و ناس تعزم وناس لا .. تبين الشرهات تاصل لنا
نوره : هي علي مره .. ومره عليتس .. يعني اليوم نسوي شين بسيط بإستراحة عواد يكون لي .. وأنتي عاد تتكفلين باللي بتكون تسبيره وش رايتس ..؟
فضيه بعدم أقتناع : نوره خلي الأمر واحد .. وش له هالبهاذيل
نوره نطقت بسرعه من شافت رفض أختها : ماهوب أنا اليوم الصبح شريت الكيك والحلا .. قلت أكيد مانتيب مانعه مادريت إن هذا حتسيتس .. !
فضيه : لاحول ولاقوة إلا بالله ..
نوره : تغيير جو يافضيه .. وش بلاتس .. عادي تسننا رايحين لمكان نجتمع فيه
فضيه بعد صمت : نشوف !
نوره :مافيه نشوف .. فيه بنجي مير دقي ع بنات أم نوق .. جيبيهن معتس وأنا بصير من يمر ياخذ أمي معي .. وبدق على عواد أعطيه خبر .. يلا مع السلامه

أبعدت الجوال عن أذنها حتى تنزله بقوة على المركه ..
تنطق
" أففففف مابغت توافق "
وعيونها أنعقدت بطريقه تظهر مافيها من شر وضيق ..
تفز واقفه ووتتحرك بخطوات واسعه طالعه من الغرفه .. يفتح باب المدخل حتى يدخل بو فيصل والتعب ياكل ملامحه ..

نوره بدون نفس : وش عندك جاي بهالوقت ..؟
بو فيصل وقف يطالعها وبدون نفس: في وحده بالعالم تستقبل زوجها بهالشكل
نوره حركت أيديها لقدام : تلومني هالبيت تسنه محطه عندك .. تمر وأنت ماشي
بو فيصل يتقدم أكثر دافع الباب وراه : أغرفي لي الغدا بس
نوره :أبي ألف وخمس
بو فيصل أتسعت عيونه : ليه
نوره : والله أبيها تسذا
بو فيصل صد عنها بطفش حتى يرفع يده : روحي روحي أغرفي غداتس ثم يصير خير

تحركت من قدامه صوب المطبخ حتى تلصق فالباب تنتظره يصعد الدرج .. تسمع جوالها فجأه يدق وبقهر رفعت عيونها للسقف تتحلطم بكلام غير مسموع .. زحفت بجسمها بخوف على الباب حتى تميل براسها تطالع زوجها يصعد الدرج .. يختفي من قبالها وبسرعه رفعت قميصها وراحت تركض لباب المدخل .. تفتحه بسرعه وتطلع تركض لباب الشارع ..
تفتحه على بطئ وتميل براسها تحت أشعة هالشمس الحاره .. تنتظر ولدها .. تبعد راسها عن الباب وأنفاسها تختنق من قو الحراره .. تمر الدقايق حتى تسمع صوت سيارته ..
ثواني و يندفع بجسمه داخل وهو بحاله يرثى لها من الخوف والرعشات ..
ومن شاف أمه .. أنحنى ماسك يدها

" يمه الولد طاح بالأرض مغمى عليه وتجمعوا عليه الخلق .. وش أسوي "

نوره وحالة ولدها أربكتها .. سحبت يدها من بين أيديه .. ماسكه كتوفه : شف يمه .. شف تروح مباشره لأستراحة عواد .. تعرف غرفة الشينكو المقفله في آخر الأستراحة .. تفتحها
وتخليك فالأستراحه .. تدق على خالك .. عبدالعزيز وقله ياخالي البنت تبيني وأنا أبيها .. تسذا هالكلمتين بس .. وإن سألك أي سؤال حاول تتجنب تجاوب عليه
فيصل رفع صوته منهار : متعب تهقين مات
نوره بقوة ضربت كتفه : حنا في مصيبتن تسبيره .. رح رح .. يلا قبل أبوك يشوفنا .. ويكشف أمورنا .. يلااااا
صارت تدفعه تطلعه من باب الشارع
" رح .. يلا .. "

.
.
.

" ياماما .. جوعان أنا "

يقولها ولدها وهو يجرها من الفراش رغم أنهاكها وتعبها ..

حسنا بصوت التعب : تبي من المطعم ..؟
عبدالله يرفع يده لفوق : أنا شميت ريحة غدا زينه فوق ياماما ورحت طقيت الباب .. طقيت الباب .. بس خاله الجازي طردتني .. قالت أنزل لأمك تسوي لك وأنا جوعان
حسنا بضيق : متى ..؟
عبدالله يتكتف : ماتبيني ..وأنا أبي آكل .. مابي مطعم

رجع يسحب يدها.. ببجامته السماويه .. أسندت بيدها على السرير ورفعت جسمها بصعوبه .. اليوم التعب فيها يفوق حملها وصبرها .. تحس بجسمها متخدر .. غثيان غريب ..
يحتويها .. تنطق بصوت واطي
" هات الجوال يمه "
يرفع أيديه لفوق حتى ينط بقوة وينطق
" يسسسس "
يتطاير شعره الناعم من قفزته العاليه وهي أبتسمت من حركته .. يطلع يركض من الغرفه بسعاده .. حتى يوصل لشنطة أمه المرميه فوق شنط سفرهم .. يسحب جوالها
ويرجع للغرفه .. يمد الجوال لها .. أخذته ببطء حتى تضغط رقم جلوي ..
يعطيها الجوال مغلق .. تبعد الجوال عن أذنها بصمت .. حتى تظل تطالع الجوال تبحث عن رقم .. لحظات وتضغط أتصال .. يرجع الجوال مستقر عند أذنها .. تمد يدها الثانيه
صوب عبدالله .. تبيه يجلس جنبها .. وبسرعه صعد السرير الواسع .. زحف لين ماأنسدح بجنبها .. ضمته بقوة وهي تلعب بشعره
" ألو "
صوته الرجولي الجاف أرتفع أول ما أنفتح الخط .. كانت تعرف إن رده هذا أقل ردة فعل للي صار أمس .. بلعت ريقها بصعوبه وبربكه أنطقت
" هلا مشعل .. أعتذر دقيت عليك بهالوقت "
مشعل برسميه : أمري يازوجة أخوي
حسنا بصوت التعب : جلوي أدق عليه ورقمه مقفل .. تعرف وينه ..؟
مشعل : لا
حسنا بإرتباك أكثر : طيب ممكن إذا عندك وقت .. تجي تاخذ عبودي عندكم .. يلعب مع بنات فوزيه
مشعل بكلمات معدودة منهي هالمكالمه : مسافة الطريق
حسنا : ماقصرت ..

أبعدت الجوال عن أذنها حنى تنحني تبوس راس ولدها ..

" يلا عبودي .. روح طلع من ملابسك الجديده "
عبدالله هز راسه بالرفض : ياماما أنا جوعان .. مابي أروح مع عمي
حسنا والعبره خنقتها : والله تعبانه يمه وإلي فوق داقه عليها الصبح ومعلمتها إني تعبانه لكن إلي مافيه خير وش نرتجي منه ربي لا يحوجنا لها من بعد اليوم .. ربي لا يحوجنا لها !

رفع يده وهو يبكي .. ساعات من الجوع أرهقت جسمه ومزاجيته .. وماكان يسد جوعه كوب حليب أو قطعة خبز .. أنحنت حسنا تحضنه بأيديها الثنتين .. تسحبه معها وهي تبعد اللحاف عن رجولها ..
" يلا تعال معي "
ومن أستقرت خطواتها بالأرض ورفعت جسدها واقفه .. تحس بدوخه .. توقف لثواني ..
تتحامل على هالألم وتتحرك طالعه من الغرفه ..
يمر الوقت حتى تسمع صوت بابها يطق وعبدالله لازال مستمر يبكي .. مسكته مع يده حتى تاخذه لباب المدخل .. تفتح الباب واقفه وراه .. يرتفع صوت مشعل المتفاجأه
من شكله .. أول ماتحرك واقف عند مدخل الباب إلي شبه مفتوح ..
" وراك تسذا .. "

يرفع عبدالله يده حتى بملامحه الطفوليه يحاول يمسح دموعه .. يبعدها عن خده الناعم
نور الشمس يندفع بقوة عليه .. مظهر بياض بشرته وخصلات شعره البنيه الامعه


حسنا بإرهاق : أنا تو راسلت فوزيه وعلمتها بكل شي .. والسموحة إن تسان أرهقتك بشي

ينحني مشعل بثوبه الأبيض والنظاره الشمسيه مثبه على شعره من ورا باب المدخل حتى يمد أيديه له ساحبه لصدره ..يحضنه بقوة

مشعل بسعاده : هذا الغالي مايتعبني بشي
عبدالله وهو يرفع عيونه لعمه ومن بين دموعه : بابا وينه
مشعل يعتدل واقف : نروح ندوّره لك وبس .. يلا خلنا نمشي

أبتسم وقبل لا يتحرك
" ترا مانيب مخليه عند فوزيه .. أباخذه معي تابعي سناباتي وبتعرفين وينه "
حسنا بصوتها المرهق : طيب مشعل .. لا تنسى تقرا عليه
مشعل : لا توصين حريص

.
.
.
يرفع عصاه بقوة حتى يضربها بالأرض وعيونه تمتلي بشرار الغضب إلي أنفجر بلا مقدمات صوب من هو يجلس قباله ..

" أسمعني عاد .. الأمر بالأول والأخير تحت شوري أنا .. "

يرفع يده بوجه أبوه

" هالحين يبه تقولي هالحتسي .. هالحين بعد ماتعبت بهالمحكمة .. من غيّر رايك .. عواد صح ..؟ "

ترفع أم عبدالله يدها بعصبيه
" عبدالعزيز خاف الله .. "

تجلس بجنب زوجها إلي ظل يطالع ولده بعصبيه ..

عبدالعزيز : أو لايكون البنات وأمهن ماتبي .. قالوها والله قالوها لي !
بو عبدالله رفع يده بتهديد : والله مايستلمها لا أنت ولا عواد .. أنا الغلطان يومني فكرت أخفف الحمول عني لني تسبيرن فالعمر .. وأثرني المخطي
عبدالعزيز بحده : أنت يبه متصلن علي عشان تقولي مانت كفو للوصاه !
بو عبدالله صرخ فيه : كلكم مانتم كفو .. كلكم
عبدالعزيز أنتفض واقف : أنا عارف من خلاك تغيّر رايك تسذا ودواه عندي ..
أم عبدالله شهقت : والله هذا النقص بعينه .. يارجّال أبعد عننا بشرك ورح أنشغل بعيالك وحياتك وبنات عبدالله حنا لها بإذن الله .. والله لا يحوجننا لك دام هذا فعلك
عبدالعزيز بصدمه : حتى أنتي يمه .. حتى أنتي !!
أم عبدالله وهي ثايره : أبوك ماقال لك شي .. مناديك يعلمك أن قلبه ما طاوعه يسلّم الوصاه لك ولا لعواد .. يبي ضميره مرتاح .. ويستلمها مثل ما أستلم الوصاه على بادي لين الله سبحانه أعانه .. لكن أنت .. حطيت أن فيه من مغيّرن رايه .. وخليته عواد مره ومرتن حولت على أم نوق وبناتها .. أنت وش تبي في أم نوق هاااا
عبدالعزيز حط أيديه على خصره وصد بغضب : ..............................
أم عبدالله : حرمتن ضعيفه لاقت من البهاذيل لين قالت بس .. ومير أعلمك لا أنت ولا غيرك يوصلون مواصيل تربيتها لبناتها
عبدالعزيز ضحك بأستهزاء : ........................................
بو عبدالله أنتفض مقهور من ضحكة ولده الشامته : عبدالعزيز !
عبدالعزيز حرك يده صوبهم : كلامكم هذا خلوكم متمسكين فيه .. وإن طلع ماهوب ضده الوصاه .. ( ضرب صدره ) ترجع لي
بو عبدالله : هالحتسي مير متأكدين منه وأنت من راح تخسي بقولك وفعلك .. ويالله خلنا نشوف
عبدالعزيز صار يحرك أصبعه السبابه وهو يأشر فيه لأمه : خليك شاهده أن أبوي موافق وبيسلمني الوصاه لا طلع مايخالف قوله

تحرك بخطوات واسعه طالع من المجلس وهم ظلوا جالسين في شعور الصدمه من ماقاله ..
ماكان اللقا إلا كلام هادي .. يشرح فيه أبوه أنه أستخار المره .. بعد المره .. وما أرتاح لكن هو قابل هالكلام بالرفض .. !
لفت له أم عبدالله بعصبيه .. حتى تنطق بحرقه
" شفت .. شفت آخرة فعولك .. وش له من البداية تعطيها عيالك .. أنت ماهان عليك تسلم رقبة بادي لهم .. خوفن من طمع النفوس ومن الظلم وقلة الفعول .. ويوم كبرت بالعمر مير أنخبلت .. ! "
تدخل فضيه وهي تشيل صينية القهوة والشاي بس توقف بأستغراب

فضيه : وين عبدالعزيز
بو عبدالله نفض يده بدون نفس بأتجاه الباب : راح عساه بشره مايعود
فضيه بخوف : أعوذ بالله يبه .. وش صاير ..؟
أم عبدالله : خليه عنتس بس .. وتعالي قهوي أبوتس


" السلام عليكم "

تتوجه عيونهم للواقف عند باب المجلس بإبتسامته الهاديه .. يميل براسه بتعب على إطار الباب

بو عبدالله وشوفة ملامح هالبادي تسعده : هلا هلا يابوك .. جيت بوقتك تفكني من أمورن تضيّق الخلق
بادي وهو يبعد عن إطار الباب ويدخل : أكلت علاجاتك
فضيه : هلا بالمعرس .. هلا وغلا ..

يتقدم بادي صوب عمته حتى يسلم عليها ويبوس راسها .. يتحرك رامي نفسه بجنب جده ..
يحط يده ورا ظهر بو عبدالله ...

بادي : من مضايقك يبه .. مانيب مذكرك بصحتك لنك أكيد تعرف إن هالأمور ماهيب نافعتك
أم عبدالله تميل براسها لبادي : مقابلين عبدالعزيز وتهاوش مع أبوك عشانه ماعاد يبيه يمسك الوصاه
بادي أبتسم حتى يطالع أبوه : يعني أقفيت
بو عبدالله رفع يده : أقفيت .. أقفيت أبدن ماتمسك هالبشريه بنياتي
بادي وهو يميل براسه لورا : وش تسنا نقول لك .. يبه من البدايه !
بو عبدالله : وأنا وش يعرفني إن هذي تاليتها

فضيه وهي تنحني تحط الصينيه على الطاولة .. تسحب الدله مع الفناجين وتقترب من أمها تصب لها قهوة

فضيه تحاول تغيّر الأجواء : ها بشرنا متى بتحدد العرس ..؟
أم عبدالله رفعت عيونها لبنتها : بالأول نروح نشوفها
بادي بإرتباك فاضح : مانتيب رفضتي هالشوفه
أم عبدالله : رفضتها قبل بس دامك ملكت وهذا نصيبك لابد نروح نشوف البنت
فضيه تقدمت لأبوها وبحواجب أنعقدت : بادي وراها يدك مغطيها بشاش

سحبها بسرعها حتى يدفنها مابين ركبه ينطق وهو يتصدد بعيونه بعيد عنهم

" لا بس ضربت يدي بالغلط "
بو عبدالله حرك راسه بعدم أقتناع : عند العرب ..؟
بادي : بالغلط يبه

تقترب منه فضيه تصب له القهوة .. تنطق بفرح
" ترا اليوم نبي نروح لأستراحة عواد .. مسويه لك نوره حفله سريعه على قدها "

بادي أتسعت عيونه وهو يمد يده للفنجان .. ياخذه : لي أنا !!
أم عبدالله : كثر الله خيرها يومنها فكرت تفرحك .. حفلتن بسيطه يمه
بادي أبتسم بذهول : إيه .. بس أنا على أساس بروح بعد العصر نسلم المهر ..
أم عبدالله رفعت يدها : لا لا لا .. ماتروح إلا حنا معك منها نشوف العرب والبنت وبعدين أنت ماتبي تلبسها الشبكة .. نفس يوم دخل بتار على نوير ولبسها هكا الذهب إلي إليا وقتك وهم يحتسون فيه
فضيه ضحكت : يمه بتار هذا الظاهر إنه له معزتن في قليبتس مالها قاع ..
أم عبدالله بثقه : الشيخه ما تعطي لصاحبها إلا الغلا والمعزة تسيف لا تسان راعيها ماهوب شيخته من خلت صيته بين العرب إلا فعوله ومراجله
بادي وهو يفرك رقبته : بس .. بس يمه أنا ما نيب شيخ ولا أبي ألبسها لا شبكه ولا شي

لفت أم عبدالله بحده صوبه حتى تطالعه بنظره خلته يرتبك أكثر

أم عبدالله رفعت يدها بتهديد له : شف عاد ..

تحركت بجسمها صوبه حتى تضرب أيديها على فخوذها وتنطق من قلب

" لا تسوي لي سواة هاللي يتسمى عواد .. نبي زواجن نفس الخلق والعالم .. لا تحسسوني إنكم فيكم بلا "
بو عبدالله لف صوب بادي حتى يأشر على زوجته : أسمع وش تقول
أم عبدالله : وأنا صادقه .. قلي ذا الحين واحدن من عيالنا تزوج نفس الخلق .. هذا جلوي تزوج بالحيله .. وعواد بالسر .. ( أشرت على بادي ) وخبلك هذا دق عليه رفيقه قاله تعال ثم شالك لحالك وراح للخرج يملك ماقدر يقول باتسر .. إلي بعده .. أنا وراي خوال وعمان يبون يفرحون معي .. والله يستر من الباقين .. ثم عاد يثبتونها براسي أزود من قبل
فضيه : يايمه .. عيالتس تسثير .. باقي متعب ومشعل .. وحمد وفيصل ومعاذ وريان .. زوجيهم مثل ماتبين ..
أم عبدالله رجعت تهدده : مير خذ العلم إياني وإياك تروح يم العرب وتسلمهم المهر بدوننا .. كلنا نبي نروح ونشوفها .. وترا مابقى غير ساعه ونروح للإستراحه .. نبيك تودينا أنا وفضيه والبنات ..

رص بقوة على الفنجان ورعشات الخوف تغتال راحته ..
دقات قلبه إلي بين ضلوعه تزيد بشكل يفضحه
كيف لو راحوا وشافوها بالشكل إلي شافه فيها
وش بيقولون .. !
بلع ريقه ورفع الفنجان بعبث حتى يشربه ببطء ملتزم الصمت

.
.
.

" والله .. ثم والله .. لا تندمين طول عمرتس يالخايبه أنتي ضيعتي رجالن تسانه أخطى من زمان فهو رجع مصلح خطاه .. لكن هه أستلمي .. جايتني أدربي ( تشيل ) براسها ولا بعد من قواة العين تبتسي عليه .. على وش تبتسين عليه .. ماهوب هذا إلي فيه وفيه "

أمي الله يطوّل بعمرها .. ماغسلت شراعي بالأرض وبس .. إلا داست علي وبهذلتني بالخناق .. خلتني أكره دموعي .. أحس بتساي مسلسل ماله داعي .. قاعده تسني مصفقوتن بجدار قبالها .. عبايتي فوق شنطة السفر إلي جنبي .. حسستني إنها مكبوته وشايله علي شين ماهوب سهل عاد جاك يازيد ماتتمنى .. لقتني داخله عليه قالبه عطيات !
أبتسي بتسى أستغفر الله تسن ميت لي أحد ومعي عهد ..
وأنتفضي يام نوق وأكفخينا بالنعال .. والله إني بغيت أقولها " أنا حامل " بس مسكت عمري وصرت أتخبى ورا عهد إلي قامت تهاوشها ليش تبتسين ..
الله لو شايفتنا عند الباب .. أظن طردتني أنا وعفشي وفوقهم عهد ..
أبي أحتسي .. أبي أقول شي عجزت .. كل مانفخت صدري بالهوا وبغيت أنطق قالت
" حستس تحتسين من زين الصوت ! "
وأنطم وأسكت .. حركت عيوني لعهد إلي تجلس جنبي وتفرك ظهرها .. والله ضعيفه
ذنبها الوحيد أنها لقتني عند الباب .. نطقت فجأه عهد
" يمه .. أطالبتس بتعويض "
" أنا بنت أبوي .."

أنتفضت أمي ساحبه العصاه إلي جنبها وأنا بخرعه صرخت ..
" لاااا "
وهذي الأخت بتحط رجلها وبتشرد .. أنحنيت لها حتى أجرها بالقوة لا تقوم .. قامت ترافس بالأرض وتصرخ
" خلاص بموت "
أول ماحطيت ثقلي أيديني وجسمي كله على ظهرها وأفرك ماينشاف إلا غبرتي عند الباب ...
" يايمه .. يايمه أستهدي بالله .. ترا إلي راح ماهوب جون كيوي .. حده جلوي "
قلتها وأنا ألصق بإطار الباب ..
أشرت علي أمي بيدها .. وأنا خلاص .. أظن صرت بعين أمي مجرمة حرب يادافع البلا .. ليه شايله علي تسذا ..
" أنتي .. أنتي ماجاتس دواتس للحين .. مبطيه عنه الظاهر "
رفعت عهد يدها بقوة لي تصارخ وهي متمدده على الأرض
" جون كيوي الله ياخذ أبليستس .. أسمه جون كيري .. كيري وبعدين زودن على أنتس مألفه بالأسم .. تضربين لأمي مثال فيه ..في واحدن تسافر ( كافر ) ! "

شهقت أمي حتى تضرب صدرها بقوة
" تسافر !! "
حركت عيونها لي وأنا بلعت العافيه .. يقالي أني صرت مثقفه من مقابل التلفزيون في بيت عمي .. وأثرني عمري مابطيح .. إلا أنبطح .. هذي الحقيقه ..

" ماتخافين الله .. تقولين أسم الكفار عندي "
" يمه ألحقي علي بروح المستشفى .. كسسر كسر بظهر "

تقاطعها عهد وهي ترجع أيديها لورا تبي تتلمس ظهرها .. لفت أمي العصا ولا جت إلا على رجولها ..
" تبين تتحرولين قومي برا عني يالله أشوف ."
فجأه تدخل وعد .. تحط يدها على خصرها وتهز راسها بدون نفس
" الحمدالله والشكر .. هذي وجيه تسانت قبل شوي فاتحه حنفية مناحة عندنا "

قمت أتلفت .. نطقت ..
" يمه في صوت .. في أحد حتسى "
طالعتها تحت وأنا أضرب كتفها
" وعد .. مساتس الله بالخير من فوق لتحت "
" هه هه هه .. خفيفة دم "
سحبت يدي لها وأنا أرفع عن كم قميصي ..
" شوفي دمي هذا لو يقوطر تسان أكبر مستشفيات المملكه يأجرونه "

طارت عيونها لفت لأمي وهي تأشر علي
" يمه تكفين .. خوذيها لمداويه .. بنتتس لايكون فيها وشرة بالراس "

صدت أمي عننا ماتبي تضحك .. ماسكه ضحكتها بس ماتبي تخرب هيبة الصراخ ..
لحظات وتكمّل وعد
" ترا عمتي فضيه دقت تقول أن بادي بيمرنا فيه حفله صغيره "

عهد وهي ترفع راسها : وين
وعد : بإستراحة عمي عواد

تدخل هيا ماره مابيننا ووراها شيما .. تشيل بيدها صحن فواكه .. تنطق من أنحنت جالسه بجنب أمي
" أنا عني مانيب رايحه "
دخلت أكثر ومايمديني بنحني بقول نفسها إلا صرخت أمي
" لا تقابليني أنتي "
تحركت بخرعه راجعه لمكاني .. قلت
" وأنا "
" ومن قالتس أنتس بتروحين "

تسن أمي صفقتني كف باللي قالته .. بس ماعليه مقبوله من أم نوق ..
تنطق شيما ببرود
" أنا بروح كود أغيّر جو "

ظليت أطالع ملامح وجهها إلي رايحه فيها من التعب وتسن أستغفر الله وراها همن
كاسرن ظهرها .. غريبه .. شي مايطمن فيها ..
رفعت أمي يدها
" دام فضيه وجدتكم معكم مايخالف أنتن بأمان عندي بس شوفن الطلعات والروحات لا تصير واجد .. "

تحركت عهد تركض طالعه من الغرفه وتسن ماهي إلي تون منبطحه قدامنا .. ترفع صوتها
" بروح أتجهز " تلحقها وعد وشيما .. تأشر أمي على أغراضي
" شيلي بليتتس ذي عني .. وحتسينا ترا ماخلص "

.
.
.
يوقف عند باب المكتبه وهي قباله تجلس على كنبه طويله .. تضم رجولها لصدرها ..
يرتاح على ركبتها مجلد كبير .. وعيونها ماتفارقه .. ماملت من هالحاله الغريبه إلي تهاوت فيها غصن كسير ..

" مساء الخير "
ردت ببرود
" مساء الخير "

أرتفعت حواجبه من هالنبره الغريبه في الرد عليه .. تحرك بخطوات واسعه صوبها لين ماوقف قبالها ..

" أنتي من جدتس من طلعت الصبح لحد العصر وأنتي مقابله هالمكتبه "

" عادي "

نطقتها بعيون تتحرك تقرا مابين سطور هالمجلد بدون أدنى أهتمام وتقدير له .. أخذ نفس يحاول يتجاهل تصرفاتها الغريبه حتى ينطق
" طيب الكل مجتمع في الأستراحة .. قومي خليني أخذتس لهم "

حركت عيونها له بنظرة قاتله تثور وسط ملامحها الناعمه
" شايف وضعي يسمح ..؟ "
نطق بحده
" لا تقعدين تسذا وتتصرفين هالتصرفات الغريبه إلي ماراح تقدم ولا تأخر من ماصار .. نحتاج صبر وبإذن الله بحل الوضع أنا "

رفعت الكتاب بدون نفس حتى تسكر المجلد بقوة .. تحطه جنبها وتتمايل بجسمها متوجهه له ..
" وكيف بتقدر "
حرك عواد كتوفه بضياع
" بقدر بس عطيني وقت "
ضمت شفاتها بقوة حتى تهز راسها .. تنطق
" طيب .. لك الوقت بس مابي أطلع ولا أبي أزور أحد ولا أشوف أحد "
عواد بضيق : ليه ..؟
ناديه ضربت راسها بدون نفس : عقلي يقولي كذا
عواد بحده : ناديه .. أحتسي زين ترا ماهوب أنتي لحالتس إلي قاعده تنضغطين أنا بعد وحمولي أكبر من حمولتس لكن لا كلمتتس بنفس شينه ولا قمت أتصرف بتصرفات مالها معنى !
ناديه رجعت تسحب المجلد مرجعته على ركبتها : بقرا لو سمحت
عواد رفع حاجبه اليسار بحده : ..........................
ناديه بهدوء صارت تفتح المجلد وتقرا : ..........................
عواد أشر بيده لها : خليتس تسذا ساكته ومتكتمه على الوضع بس مصيري ياناديه بعرف وش إلي في بطنتس ومخبيته عني

حرك يده حتى يضرب الكتاب بقوة ويتحرك مبتعد عنها .. هي إلي ظلت فاتحه عيونها بأتساعه تطالعه بصدمه لين ما أختفى من قبالها ..

.
.
.
فالحديقه الواسعه إلي تمتلي بظلال الشجر والنخل .. والمساحات الخضرا الواسعه .. ترفع يدهاا بتوتر وشي ينقبض له قلبها .. تفرك جبينها بقوة .. العبايه الواسعه ترتمي على كتوفها مع شيلتها ووراها يجلسون بنات خالها كلهم .. دقت عليه الظهر .. وهذي هي الساعه تقترب من خمس العصر ولا يرد .. ليش خايفه على أخوها ..؟
المشكله ماتبي تدق على أبوها وتشغله بخوفها أو تقول لأمها أي شي لأنها ماراح تتحمل ..
نقطة ضعفهم هو هالمتعب .. لا مسه تعب .. شالوا الهموم على كتوفهم بشكل لا يوصف ..
من شدة الخوف عندهم كانوا في الأيام الأولى من المرض يتناوبون عليه في كل ليله ..
كيف هالحين بتروح وتقولهم .. مع أنه وصاها تدق عليه .. رفعت عيونها للسما ..
نطقت بصوت شبه مسموع
" أستودعتك الله يامتعب .. أستودعتك الله "

" جوووووود "

تحرك راسها صوب أمها إلي واقفه عند باب قسم الحريم .. ترفع عباتها وهي تمشي على العشب حتى تنط صخور كبيره .. تمشي على الرصيف لها .. تقترب منها

فضيه : يمه .. متعب مادق عليتس ..؟
جود بربكه : ها
فضيه بخوف : يايمه أدق عليه فالبدايه يدق ذا الحين مقفل
جود بعبث : إيه هو قال بيتقفل جواله مافيه شحن
فضيه براحه : يعني كلمتيه
جود مجبورة تكذب : إيه
فضيه : طيب مر على البيت وتغدى ترا هو وراه حميه لازم يلتزم فيها وبالأكل المخصص له
جود تبلع ريقها حتى تضرب أيديها في بعض تهز راسها ..تحاول تبتسم : مايحتاج .. أكيد متغدي

أخذت فضيه نفس بقوة حتى تحط كفها على صدرها تنطق
" يارب لك الحمد "
جود وهي تلف لورا تطالع بنات خالها : يمه فيه قهوة وحلا .. وش بلاها خالتي سحبت علينا
فضيه : حاطه كل شي عند الرجال
جود بقهر ترفع يدها صوب أمها : طيب علمتنا نطلب لنا ماهوب تسذا
فضيه تنحني لها : قصري صوتتس .. إلي تبونه بيجي ..روحي أقعدي عند البنات .. يلا


صارت تدفها ومن تحركت .. لفت فضيه بجسمها داخله القسم أكثر تمشي فالممر صوب
الجهه إلي يطل منها هالقسم لجهة قسم الرجال .. تنحني نوره براسها في ظلام وحده من الغرفه وهي تستمع للي ينقال .. عيونها بخوف تنتقل يمين ويسار تتأكد أن مافيه أحد ..
وهي أول من دخل هالأستراحه عشان تكون في الأستقبال .. وتخطط على ماتبي تسويه ..
وبيدفن كل ما فعله ولدها .. مبعدته ومبعده نفسها عن الشر .. ترفع تنورتها وتندفع
بجسمها طالعه من الغرفه تركض صوب غرفة المجلس الطويله وهي تشيل بيدها أوراق فوق بعض تمسكهم بكل قوتها .. تبلع ريقها بخوف مجنون يرتعش له جسدها كله حتى تفتح اللمبات .. تقعد تتلفت
تبحث عن شنطة شيما إلي أستقبلتهم وهي تحاول تحفظ أي شنطة داخله فيها .. وبسرعه تركض لآخر الغرفه .. تجر شنطتها وتدفن فيها الأوراق .. تسكرها وترميها راجعه للمبات مسكرتها وهي لا زالت ترجف بشكل واضح .. أصواتها المرتعده يظهر بشكل فاضح ..
تطلع تركض والقسم خالي .. البنات مع جود برا وأمها مع فضيه عند الرجال أكيد ..
تمسك رقبتها بقوة وخطواتها تزيد أتساع .. تدخل الغرفه المظلمه من جديد .. وبطء تسحب جوالها إلي تعرف زين وين مكانه .. تتصل على من ينتظرها من الظهر في هالمكان ..
تحط الجوال عند أذنها وأول ما أنفتح الخط ..

" أسمع .. إن وصلك مني أتصال خلاص تروح تركض للغرفه وتسكرها عليك .. تفهم .. "
صرخت بصوت واطي تكتم فيه عصبيتها
" ماعاد عندنا حل .. تفهم أنت ماهوب وقت خوفك .. أخلص "

" نوره ! "

تنتفض بقوة ساحبه جوالها لتحت .. عيونها أتسعت بشكل غريب وهي تشوف أختها واقفه عند الباب .. كل شي قام ينتفض فيها وفضيه أنحنت بجسمها مشغله االلمبات .. وأول ما أنتشر النور في المكان إلي تخفي فيه خبث أفكارها وفعولها .. ظلت فضيه تطالعها
وماتدري ليش شكت بوضع أختها .. من وصلوا وهي تجلس بالظلمى وقليل طلعت عند أبوها وبادي مع أن الحفله حفلته !

فضيه : عندتس مشكله
نوره بجمود تحاول تتمالك نفسها .. بس ماتقدر : لا .. هو .. هــ .. هو بو فيصل

رفعت يدها إلي ترجف بشكل مجنون تلامس فيه رقبتها .. تفركها .. تغرز أصابعها في جلدها تحاول تثبتها

" زعلان "

تحركت فضيه بحزن على حالها .. توقف قبالها ..
" ياعمري ولا قلتي لأحد "
نوره تحاول تعدّل صوتها : لا عادي
فضيه تمسك يدها : تعالي أمشي كلنا قاعدين أبوي وأخواني قولي لهم والله لا يصلحون أمرتس .. هذولي عزوتنا ..
نوره تبي تتأكد : عبدالعزيز موجود ..؟
فضيه بضيق : إيه حلف عليه منصور يجي لأنه تهاوش مع أبوي
نوره : ليه ..؟
فضيه : أبوي خلاص .. قرر أن الوصاه مايعطيها أحد
نوره رفعت صوتها بصدمه : نعم !!
فضيه بأستنكار لردة فعلها : وش فيتس بعد أنتي .. لايكون معارضه
نوره : لالا .. فضيه ( قامت تنفض يدها بالهوا ) شوفي .. أنا بروح أشوف الباقي من الترتيبات
فضيه بضيق تحس أختها ماهي طبيعيه : ماهوب الحلا والكيك برا
نوره بطفش : فضيه خلاص .. أنتي أطلعي وأنا بلحقتس .. يلااا
فضيه : طيب لا تتأخرين

تحركت تاركتها واقفه .. تكتفت بحيره وكل ماتبيه هالحين كيف تستدرج شيما للمكان .. السرعه بالتنفيذ بيخليها تكسب وقت للباقي من الأمور .. تحركت طالعه حتى تطلع برا القسم .. تنادي بصوت عالي
" بننااااااااااات "
تسمع وعد ترد بصوت أعلى " نعااااام "

تميل بشفاتها بدون نفس حتى ترجع تنادي
" تعالن أبيكن يلا "

أرتفعت رجولها أكثر وهي تحاول تشوفهن من ورا الشجر .. لحظات وتسمع أصوات وكأنهن يشاورن بعض .. صارت ترفع جسمها
" يلاااااا تعالوا "
تشوف عهد تفز واقفه وشعرها المجعد يرتمي على كتوفها .. وجسدها تغطيه عباه فضفاضه
ترفع أيديها تشدهم وهي ماسكه شيلتها .. لحظات ثانيه وتوقف شيما بهدوئها و صمتها ..
الشمس تميل للمغيب .. ونورها الهادي يطل عليهم من على أغصان الشجر المرتفعه ..
يتحركون مقتربين منها ..

عهد : هلا عمه
نوره تأشر لداخل : فيه كراتين بالمطبخ أبيكم ترتبونها
شيما لفت لورا حتى تنطق بأستغراب : ليش ماجوا
نوره أنحنت تجرها وبإبتسامه : أبد أنتم تكفون .. يلا يمه أنا حرمتن تسبيره فالعمر مالي في شيل الكراتين ..
عهد وهي تلعب في شيلتها .. تجرها من أطرافها : لا عادي .. أمرن سهل ياعمه

تحركوا من قبالها داخلين وهي ظلت بخوف تطالع جود ووعد .. تاخذ نفس بقوة حتى تدخل وراهم وتسكر الباب .. لفت عهد بصدمه .. حتى تنطق
" ليش سكرتي الباب ..؟ "
نوره تجمدت واقفه : لا أنا بطّلع فطاير وحلا ولا نبي يخرب من الهوا .. لأننا بنرتبه

رفعت عهد حواجبها بقوة حتى تطالع أختها شيما إلي هزت كتوفها .. لحظات وتدخل فضيه ..
تتحرك يمهم .. كملت نوره خطواتها للمطبخ .. تروح تفتح الثلاجه إلي كانت مليانه بأنواع العصاير والفطاير .. يدخلون وراها البنات

شيما من شافت مابوسط الثلاجه : هذا يبي لنا يومين .. من مسوي فيها تسذا

تتحرك فضيه واقفه ورا شيما .. وهي تميل براسها تطالع الثلاجه

فضيه : الحمدالله والشكر من معبيها تسذا ..وبعدين وش تبين فالبنات .. يسوون ..؟
نوره وهي حاقده على تدخل أختها : أبيهن يرتبن معي
فضيه بسرعه مدت يدها لعهد : تعالي يمه .. روحوا روحوا برا تونسوا وأنبسطوا .. أنا أسنع هالشغله
نوره بعصبيه : فضيه وش فيتس نبي نخلص ترا
فضيه بضيق : بنات أخوي مايشتغلن
نوره حطت يدها على خصرها : ياسلااااام .. وش شايفتني مسويه ذا الحين كارفتهن ..؟
فضيه رفعت أيديها حتى تنفضهم بملل على أختها : أنا ماهوب هذا قصدي .
نوره وكأنها زعلت : إلا قصدتس بتخليني إني راعية الأوامر ها ..؟
عهد بطفش رفعت صوتها : وشش ذا بتقعدون تتهاوشون عشاننا .. خلاص خلاص بنرتب سوا كلنا
فضيه برضا : إيه تسذا ( أنحنت تمسك خدود عهد ) يسلم لي العقل
عهد نفخت صدرها : أعجبتس ياعمه ..

رفعت نوره يدها بتوتر وهي تشوف شيما وفضيه مع عهد .. بدوا شغل بهالثلاجه .. ولا كأنها تعبت وخططت .. أخذت نفس بقوة حتى تفرك جبينها .. لحظات وتنطق ...

" إلا شيما .. تروحين معي لبرا نجيب القهوة والشاي ..؟ "

رفعت فضيه عيونها لأختها حتى ترفع نوره قاطعه عليها بقهر
" فكينا يرحم الله والدينتس .. أنا جايبه قهوة ثانيه بس ورا "
فضيه حطت يدها على فكها : فيه وتاركه البنيات من زمان بليا قهوة وحلا !
نوره بتبرير : كنت مشغوله
فضيه بقهر : ماغير مقابله الغرف الظلمى .. مانتيب مضبوطه تسان زوجتس زعلانن مره علمي أبوي لا تسكتين
شيما بهدوء وهي توقف .. تهز كتوفها : إيه عادي أروح معتس
نوره حركت يدها براحه : أجل يلا
عهد رفعت يدها وبحماس قامت تحرك رقبتها : شوفي ترا بنسبح .. تعالي بسرعه دام إننا فاضيين
شيما وهي تسحب شيلتها مبتسمه : طيب

وقفت نوره تطالع في عهد حتى تتحرك تمشي ووراها شيما تلف الشيله حول
شعرها تغطيه ..

شيما : عمه دقيقه بروح أجيب نقابي من الغرفه

نوت تتحرك لكن أنحناءه منها حتى تمسك يد شيما بقوة أخلعتها ..

نوره : مايحتاج .. حطي شيلتتس .. شويات وراجعين
شيما وهي تتكور على نفسها .. بالعافيه نطقت : طيب

ماتدري ليش خافت فجأه من نظرات عمتها وحركتها .. ورغم هالشعور إلي أحتواها كانت خطواتها تقودها تمشي وراها صوب الباب إلي سكرته .. تفتحه وشيما سحبت عباتها حتى تثبتها على راسها .. يطلعون من القسم يمشون على الرصيف وهي لا زالت كاشفه عن وجها .. تعانق خطواتهم الرصيف وعلى يسارهم النخل والشجر يتنافسون في من ياخذ الفرصه
ويعانق أشعة الشمس الأخيره .. تدفع الهوا بعض غصون الشجر .. حتى تصدر صوت قوي .. لحظات أكثر حتى يرتفع ضحك عواد مع بادي ..
يبتعدون عن القسم داخلين على المكان إلي فيه غنم أمها وعنز وعد .. تشوفهم من بعيد وريحة الغنم تهب مندفعه صوبهم .. ينزلون يمشون على الرمل .. وقفت فجأه خايفه حتى
تلف ورا تطالع الشجر والنخل من بعيد .. والمكان كأنه شبه مهجور .. يحوطها الشنكو
والحديد من جهاتها الثلاث

شيما بخوف .. وقلبها أنخطف من هالشعور المرعب : عمه .. أبعدنا
نوره أبتسمت أشرت لقدام : شوفي هناك السياره ..
شيما صارت تأشر لورا : طيب وش جاب السياره هنيا والمداخل ورانا
نوره وقفت مأشره لها : تعالي يمه .. بسرعه لا نتأخر عليها ..

شبكت أصابعها ببعض ووقفت تلقي نظرة على المكان إلي داخلين فيه أكثر يحوطهم سياج وأشجار صغيره متمايله وكأنها ميته من الأهمال .. لونها الأصفر يعلن عن أي هلاك أحتواها
الشنكو بعضه واقف .. وبعضه مرمي على أكوام حديد .. تنزل بعيونها للرمل الناعم
إلي بدت رجولها تنغرز فيها .. ترفع عيونها بخوف من شافت عمتها أبعدت عنها .. لفت لورا والمسافه عن الأستراحة أبعد بكثير ... لمت عبايتها وبسرعه راحت تركض تلحق عمتها .. تشوفها دفعت باب شنكو ودخلت .. بلعت ريقها بصعوبه .. وهي تتمايل من الأرض
إلي ماعادت مستويه تحتها .. تميل براسها وهي تقترب من هالشنكو إلي وكأنه غرفه ..
تنادي بصوت يرجف
" عممممه .. عممممه وينتس "
وقفت تنتظر وهي تسمع صوت الغنم وراها .. بلعت ريقها بعبره والخوف بدى يحتويها بشكل كبير .. نطقت بعبره
" عمممه .. عممه وينتس "

" تعالي "
راحت تركض ماصدقت تسمع الصوت .. وأول مادخلت .. أندفعت بقوة حتى تطيح على الأرض .. ترتمي متمدده و " آآآآه " طلعت من شفاتها بألم .. حركت راسها إلا عمتها بلمح
البصر تجر الباب وراها تسكره .. أنتفضت بقوة تركض للباب .. تصرخ
" عممممه وش فيه .. ليش تسكرين الباب "
وبأقوى ماعندها قامت تضرب الشنكو.. وتبكي تصرخ بأعلى ماتقدر عليه
" عمااااااااه .. عماااااااه .. لا تتركيني هنيا .. أموووووت .. والله أموت "

ثواني حتى يرجع الباب وكأنه يفتح .. صارت تمسح دموعها وتبعد خطوتين لورا ..
أكيد ماقصدها تسكر عليها الباب .. يمكن كانت بتحميها من شي ..
تتنفس بصوت مسموع وهي تبكي ... يندفع باب هالشنكو ببطء ومن لمحت عيونه المتسعه
بخوف على الأخير وهو نازل براسه شوي وكأنه بيدخل مثل الحرامي .. حتى تفتح فمها
وعيونها المبلله بالدموع تتسع بقوة .. جمدت بمكانها والأرض بدت تتزلزل من تحتها ..
وقلبها يتسارع بالنبض للدرجه إلي حست فيها أنه مع كل نبضه ينتفض جسمها برجفة
تهزها وكأنها قطعة ورق في وجه الريح .. يدخل أكثر وهي متصلبه في مكانها .. تظهر ملامح وجهه .. جسمه وغمامه سودا تحتويها حتى ترتمي على الأرض غايبه عن الوعي .. !
تاركه للكارثه تشق طريقها في حياتها وحياة خواتها وأمها .. هم إلي أصبحوا بحاجة أرض غير هالأرض .. إلي وكأنها بدت تبث سموم الأحزان ولا تمل .. كأن العالم بهمومه
ماكان له يصحى إلا بصدورهم .. فيما هالقلب فيهم .. مايلقى له مكان يتوارى فيه
عن الهموم الغايبه .. والدمار .. صوت بكاهم المفجوع في قسم الحريم يرتفع .. تنحني وعد بكل قوتها تتمسك بشنطة أختها وهي تصرخ في عمها
" والله ماتاخذون أغراض أختي .. لمتى بنسكت لكم .. لمتى .. خلاص رجعونا للبيت مانبيكم .. مااااااااااااا نبيكم حنا .. وين أختي .. وين أخذتوها والله ما نتركم كلنا .. "

يثور بوجها حتى يرفع يده بقساوة صافعها بأقوى ماعنده تطيح فالأرض وهو يصرخ
بجنون
" أختتس طايحه حب غرام مع فيصلوه .. نعنبوكن ماتستحن يالتسلاب .. "

تركض فضيه بفاجعه صوب أخوها عبدالعزيز .. تدفعه بأيديها الثنتين .. تصرخ فيه
" وخر عنها .. وخر لا تمد يدك أشوف "
ولا همه .. شرارة الغضب بالمنظر إلي شافوه بعيونهم ماترك للكل وجه من كلام .. يتحرك بخطوات واسعه وهم مقفلين مخارج القسم كله وتاركين شيما برا .. تركض عهد بكل قوتها لجدتها
إلي جالسه تبكي من هول ماصار وسمعته من نوره وعبدالعزيز جود توقف قبالها في حالة صدمه .. بثواني أنقلبت
هالحفله البسيطة .. لمسألة شرف وعار .. !
تنحني بإنهيار عند ركبة جدتها .. بالعافيه تتكلم وهي تترجاها
" والله تسذب حتسي عمتي .. تسذب .. تكفين خليهم يطلعونها .. نبي نشوفها .. ليش سكروا علينا البيبان ليش .. وين بياخذونها .."

لفت بخرعه صوب الباب إلي طلع منه عبدالعزيز حتى تركض له .. ترجفه برجولها ويدها وهو يقفله

عهد بصراخ : أفتح الباب ... ( صرخت بقوة ) جااااااادي .. عمممممي عووووواااااااد .. تكفون أفتحوا الباب .. أفتحووووه .. طلعوا أختي طلعوهااااااا .. وين شيما .. شيمااااااااا ... شيماااااا

صارت تضرب برجلها باب الحديد ولا كانت تستوعب حجم الألم .. أهم ماعليها أختها تشوفها .. رفعت الجده يدها حتى تشهق فالبكا فجأه .. مالها حيل ولا قوة .. حتى هي دخلوها بالغصب .. تاركينهم وسط جحيم من الأفكار لا يطاق وصدمة ما أنقال تجعلهم
في منطقة الاشعور .. !
وماكان يخترق صمت هالأفكار غير صوت الأنهيار والبكا ..

وهناك تظل عقولهم .. تدور بجنون .. داخل دوامة أفكار تهز سمعة .. وحياة وبترميهم في معزل .. داخل طاحونة القيل والقال والفضايح بين العرب .. !
وفي لحظة ما .. عند تخطيطها المحكم لكل ما يربط ولدها ويدفعه للنجاة حتى لو أنداست أعراض بوحل العار .. ماكان يهمها توقف فالمجلس قبالهم .. أفرغت مابصدرها من أقاويل كذب وأفترا مستغله أغماءة شيما .. وهم قبالها مابين عقلهم والجنون
شعره وحده .... تضم بيدها يد ولدها .. إلي كان في حالة مبهذله من ماجاه من ضرب وهم يطلعونه من الغرفه .. يرمونه برا .. تصرخ بصوتها الأخير
" هم يبون بعض .. وقلت .. قلت لعبدالعزيز ورفض .. شوفوا آخرتها "

يظل عواد واقف .. ونار تشتعل في صدره .. يجلس بجنبه بو عبدالله إلي من عظم ماينقال ماقدر يظل واقف على رجوله .. المصيبه أكبر من الكلام .. ألم رهيب داخل صدره .. والأمر حصل في أستراحته .. راح الجنون يتعاظم في صدره .. ينزل كما الصاعقه
داخله .. وبادي بإنهيار يجلس على الأرض ... عيونه ودها لو تهجم على هالعمه .. تصرخ فيها .. كل ماتقولينه كذب .. كل ماتتهمين في بنت عمي كذب ..لكن المصيبه أنهم لاقينها بالغرفه مرميه مغمى عليها .. تتحرك عيونه صوب فيصل
إلي أنسحب مثل الكلب لهالمجلس .. ومافكه عن عواد وعنه غير عبدالعزيز .. يجلس منصور قباله بصمت وأنكسار غريب .. فجأه يدخل عبدالعزيز يصرخ .. مثل المجنون ..
وهو يفتح شنطتها قدامهم .. يفرغها وينحني ياخذ الأوراق يرميها بوجه عواد .. ومنصور ..

" هه هذي آخرة التربيه .. أقروا .. شوفوا صور ولد خالتها بشنطتها .. وتبون تبرونها من سواد وجها هذي آخرتها .. والله ما أخليها "

يطلع يركض من المجلس والجنون أحتواه حتى يدخل الغرفه راجف الباب برجله .. يلقاها متكوره على نفسها في زاويه الغرفه .. حتى تهوي عليها يده الثقيله .. يجرها مع غطاها
بأقوى ماعنده
" تبين ترمينا للعار يالتسلبه .. هذي آخرتها "

يعترض عواد طريقه مع منصور .. يصرخ عواد
" فكها أشوف .. فكها "
يحاولون فيه يبعد عنها وهي تتلوى بين قبضة يده ..
تحسه يقتلع شعرها من جذوره .. عاجزه عن النطق .. عن التنفس .. يجرها لداخل المجلس .. حتى يرميها بقوة ونوره تتحرك بخوف لاصقه فالجدار .. من هالمنظر إلي وصلت فيه بنت أخوها .. تشوفها مرميه على الأرض .. تنقاد للمجلس وكأنها حيوان .. تحس كما لو أن الأرض بدت تتهاوى من تحت رجولها .. يتحرك بادي يصرخ في عمه وهو يوقف مابينه وبين
شيما
" لا تلمسها تسذا "

يصرخ عواد وهو يوقف منحني لها ..
" أحتسي وش وداتس هناك "
ومن سمعت صوته .. أجهشت فالبكا .. صارت تزحف .. وتزحف مبتعده عنهم ..
مايصير أشبه بالمستحيل .. صحت على صراخهم .. على ضرب مابينهم وبين فيصل ..
وماحست إلا بعمها يجرها مطلعها للغرفه .. يرميها فيها وهو يشتمها بأقذر الكلمات ..
بأنجسها .. !
رجع عواد يصرخ مثل المجنون
" أأأحتسسسسسي "
غمضت عيونها وصرخت بقوة
" والله مدري عن شي .. مدري .. مدري "
وغابت في نوبة بكا هستيري ..أيديها تهتز بشكل عجزت فيه تغطي وجها .. صارت
تتكور فالزاويه.. فيما كان قبالها يجلس والحزن والأشمئزاز بنظرته تتجه صوبها ..ترفع عيونها فجأه .. توزّع نظراتها في هالوجيه .. الحاقده ..
الواجمه .. إلي همها تغسل العار .. جفونها المتورمه من البكا تتوزع مابين ملامحهم ..
والله ماهو ذنبها .. هي لقته قبالها .. يدخل عليها ..ترجع منهاره تبكي.. حتى يصرخ فيها عبدالعزيز ثاير
" بااااااااااااس .. مانبي نسمع صوتتس يالحقيره ولتس عين بعد تبين ترمينا للعار معه .. "
رفعت أيديها المرتجفه أول ماتحرك صوبها .. وكأنه يبي ينزع الصوت منها .. لكن أجسادهم إلي تعيش تحت هول الصدمه .. تعترضه دافعته بقوة عنه ..
عبدالعزيز : وخروا عني
عواد يصرخ فيه بجنون : ماتلمسها وحنا مافهمنا منها شي .. ماسمعناها

تبلع نوره ريقها ويدها اليسار بدت ترتعش من ماقاله هالعواد .. وهي إلي تعبت بالكلام ..عيونها متسعه واجمه من كل مايصير ..

يتحرك منصور بقوة دافعه .. وينطق باللي جاهد يبعده لكن إلي صار مايستره إلا الزواج .. حرك يده قاطع كل صراخهم ..

" خلوا الشيخ يجي بس ويتزوجون وخلاص تنتهي سالفتهم ! "
يفتح بادي فمه وعيونه بصدمه علقت بعمه منصور .. فيما عواد ظل واقف والنيران ماطفت صارت تلتهب أكثر داخله ..
وهي بأنتفاضه .. حاولت تستوعب ماقيل .. تغطي وجها .. تستره بصعوبه
تتزوج ..!
أتسعت عيونها.. والدموع البارده .. تتجمد في عيونها ... وروحها أظلمت .. زادت الدموع والشهقات ... وكلمات متقطعه تنطق فيها
" وال.. واللــ .. والله .. واللـــــ "

يصرخ عبدالعزيز يحاول يسكتها من جديد .. لكن وسط أرتفاعها .. يدخل بإندفاع
يعبرهم .. لين ما أستقر واقف .. بخطوات ثابته والعيون بصدمه ظلت تطالعه .. أنتفض فيصل من علقت عيونه بكتوفه هالداخل عليهم .. وهو صار معطيه ظهره .. يرفع الجد عيونه إلي لاح فيها الدمع متعلقه بملامح متعب .. يحرك يده فجأه يسحب العقال من راسه حتى ينحني راميه عند رجول
جده .. يجلس على ركبه .. تارك الكل وراه .. عواد إلي وقف مترقب للوضع وهو يتنفس
بقوة .. عبدالعزيز إلي جسمه العريض يوقف بصلابة الحديد وراه .. ينطق وسط المجلس وعلى مسمعهم كلهم ..

" مال لأحد حقن فيها غيري .. "
ضرب صدره بقوة وباليد الثانيه يأشر عليها .. المتكوره وراه بالزاويه
" أتسلمت لي بعطيتين وماتروح الحره للردى من تحت يدك ..ماتروح ! "

أتسعت عيون الجد .. ومتعب رغم الغليان داخله بغضب أسود يحس لو أن تحت سلطته بمعدته تتقلص .. رفع يده بكل ثبات في وجه جده وهو قابض على أصابعه .. حرك السبابه .. حتى ينطق بصوت رجولي أرتفع بحده
" عطيه من أم نوق " حرك الأصبع الثاني " وعطيه من جدتي " حرك يده لليسار
" وهالعطيتين ما يمنعهن إلا لئيم "
صرخ عبدالعزيز وراه ..
" أنت ماتعرف وين حنا لاقينهم.. ورا بالأستراحة "
متعب مستمر يطالع جده .. تتعلق عيونه بعيون جده
" أنت خليت جلوي يرمي عقاله عند العرب وزوجته بالحيله .. وأنا برمي عقال رفعتن لبنت خالي ! "
فز واقف .. حتى يتحرك بجسمه لعواد .. يرفع يده بتهديد
" أنت بالذات .. تذكّر وش أنا قايلن لك من زمان وأوزن الأمور بميزان العقل والرجوله وأعرف وش تركت .. ياخسارة ماكان بيدك وأفلته حتى تسان هذي آخرته ! "

يجمد عواد بمكانه وهو يسترجع بعقله ماقاله متعب من قبل !
معقوله هذا ماكان يقصده بس كيف ..؟
يحرك عيونه فجأه لها .. حتى بقوة يرص على أسنانه .. وقهر عظيم يجثم على صدره بهالحاله إلي شافه فيها .. بين من يكونون أهلها .. !
مايدرون أي جمرة تشتعل على صدره في هاللحظة .. ويكتمها بصبر أيوب .. كل مايبيه هالحين لو أنه يقتله .. يمزقه قطع بوحشيه لأنه قدر يمسها .. قدر يسكر الباب ويتنفس ماتتنفسه من هوا !
رفع يده يصرخ بصوته الرجولي الغاضب
" هالبنت عطيتي .. عطيتي أنا .. "
وبنظرة ناريه صوبها صوب خالته وفيصل إلي كانوا يغرقون في ظلام دامس .. ملامحهم تغيرت لوجه قبيح .. نطق بصرخه لهم
" في أحد يعترض !"

أنحنى عبدالعزيز بجنون حتى يجر الأوراق إلي مطلعها من شنطتها ويمدها له .. يصرخ فيه
ومنصور واقف من هول مايصير .. عجز يرد بكلمه .. يحس بعجز
" شف وش طحنا فيه "
سحب متعب الورقه حتى يرميها بلا مقدمات بوجهه .. ينطق بأستهزاء
" لو أرسل أختي تحط هالأوراق بشنطة بنتك .. وأتهمها إني أراسلها .. بتصدق "
عبدالعزيز صرخ بجنون : من قل فعولك ومراجلك يالخسيس
متعب ضحك بذهول : وليش ماتقوله للي وراك ..!

لف عبدالعزيز فجأه حتى ماتطيح عينه إلا على فيصل إلي وكأنه أشبه بالفرخ الصغير .. عيونه من أتساعه وكأنها بتظهر .. جسمه وراسه ينتفض بشكل مايدل على أتزان ولا على حقيقه ..
ونوره توقف كما لو أنها عصا خشب .. وجود هالمتعب بالعافيه إلي أرادوا سلبها منه
جعلهم في حاله لا وعي .. وماكان عندهم أي كلام ينقال .. فم الشر إلي أندفع بالبهتان أختفى بحضرة وجوده .. حرك راسه للجد ..

" الشيخ بيجيبه أبوي هالحين .. زوجني بنت عمي على سنة الله ورسوله وكل من هو هنيا صغير وتسبير بيشهد على زواجنا .. "

وكانت هذي تتمت حكايتهم .. من أصغر المنافذ إلي عمرها ماكانت مهيئه حتى تقذف حكايته في عالمها .. جاها يركض متلهف لأنقاذها من هالظلم العظيم ..
يحميها من هالعالم .. من التلاشي .. مستعد يوقف لها وقفة عز وأنتظار !
وهذا هو يجلس بجنب أبوه .. وجده .. والشيخ على يسارهم ..مع فيصل إلي أصر متعب يحضر هالملكه وهو من هول ماصار ضد كل ماخطط له يجلس في آخر المجلس .. شماغه يرجع لورا بشكل مبهذل .. أزارير ثوبه كلها مفتوحه .. يفرك أيديه بقوة و متعب يسدد له النظرات الناريه .. يهز رجله بقوة .. ينتظر بس اللحظة إلي يدخلون فيها .. ينقال له " مبروك " .. الكل عايش في حالة صدمه وغيبوبة فكر فيما صار .. لازالت وجيههم شاحبه .. يقذف الهم ملامحه على تقاسيمهم ..
يدخل منصور يشيل الدفتر بين أيديه و عواد يمشي وراه عيونه بغضب أسود تطالع فيصل .. يقترب منهم .. ينطق بإبتسامه باهته
" مبروك "
يفز الشيخ يبارك لهم ويطلع .. تاركهم في حزن من ماصار ..
متعب لف لجده يبي يأكد أنها أرتبطت فيه : هالحين شيما زوجتي
بو عبدالله يبلع ريقه والعبره تخنقه : زوجتك
متعب وهو ينطقها بغضب أسود : على سنة الله ورسوله
بو عبدالله وعيونه تبللت بالدموع : على .. سنة .. الله .. ورسوله ..

وبدا يمتلي وجع وألم ونار أنفجرت فجأه داخله .. وقلبه يحس أنه بدا يتقافز
بصدره بجنون .. يتحرك يهرول صوب فيصل .. حتى يهجم عليه بكل قوته .. يسدد له اللكمه بقبضة
يده .. ورا اللكمه .. الصرخات فجأه زادت .. يحس أيدينهم تدفعه بقوة عنه لكن ولا يهمه ..
صار يصرخ بأقوى ماعنده
" أستفرد بزوجتي التسلب .. وخروا عني وخروا .. ما أخليه ! "
الكل صار يغيب من عينه ولا عاد يشوف غير هالفيصل .. مد قبضته الحديديه حتى يجر شعره بقوة
وفيصل يحاول يدفعه .. يقاوم ضرباته مع اللكمات إلي يسددها له بقبضة يده ورجله ..
وبجنون جره مثل البهيمه من شعر راسه وصار يسحبه ويدفع بكل قوته كل من يعترض طريقه .. يحس بأيدين تلتف حول خصره .. بس النار أكبر .. وماحصل شي يخلي العقل بالكف .. ماكان لأحد يوقفه أو يترك هالفيصل ينفلت من قسوة قبضتة .. صار يجره وهو يرافس
بقوة حتى يطلع فيه لبرا .. شراسة نظراته أنفجرت بغضب أسود وهو كان يجاهد يكتم
هالنار يبي هالزواج يتم .. طاح شماغه من كثر مايحاول أبوه يرده ومنصور يفك يده
إلي ألتفت فجأه حول رقبة فيصل بإنحناءه وحده منه .. رماه على الأرض قبال قسم الحريم .. حتى يصرخ بقوة وهو يقفز عليه .. مثبت جسمه حوالي رجوله .. مسدد اللكمات له من جديد
" هذي لأنك نذل وهذي لأنك فكرت تضرها ياتسلب "
يصرخ مثل المجنون وهن المفروض تحت حمايته بعد كل ماعرفه .. كيف تركهن كل هالوقت وهو يعرف أن خالته سوت حفله وأخذتهن للمزرعه .. كيف قدر يجي متأخر بعد مانال منها الكل .. تجريح وضرب .. كيف .. كيييف !!
يسترجع تكورها في غرفة المجلس .. شهقاتها المكتومه .. على مشهد من الكل ..
يحس لأنكسارها مراره يذوقها .. تفتت أعصابه بوحشيه .. يزيد بالضربات
وهو يصرخ بقوة .. و الكل يسمع
" وهذي لتس ياشيما .. لتس .. لتس "
.
.
.
كـــــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه



 
 

 

عرض البوم صور #الكريستال#   رد مع اقتباس
قديم 20-08-17, 11:11 PM   المشاركة رقم: 1500
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9746
المشاركات: 282
الجنس أنثى
معدل التقييم: Electron عضو له عدد لاباس به من النقاطElectron عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 107

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Electron غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

ابداع ... ابداع ..
الصراحة ... الطريقة اللي جعلت شيما راح تتقبل فيها متعب روعة

 
 

 

عرض البوم صور Electron   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فمتى, وعود
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t203045.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 14-11-16 12:35 PM


الساعة الآن 09:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية