كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بسم الله الرحمـن الرحيم
هالبارت .. هديتي لكل من كان يطالبني بالإجازة في بارت أستثنائي .. أنا ما أقدر بأي شكل
أنزّل بغير يوم الأحد لكن لأنكم تستاهلون .. وعطيتوني كميات سعاده في كل وقت بردودكم .. قدرت أضغط ع نفسي .. والله لو تسان وقتي يسمح بأكبر من هالشي عمري ما بقصر معكم ..
(44)
يقترب الكرسون منهم .. حتى يحط فنجان القهوة قباله .. وقبال بو أياد .. ترتاح يد بادي على الطاولة ينطق بإندفاع ..
" إيه .. لأنك دكتور نفسي .. أبي أعرف أتعامل معها.. أبي أفهم وش فيها .. لقيتها بحاله تقطّع القلب ... شعرها مقصص بطريقه غبيه .. أنا متأكد أنها هي من قاصته وجدتها مالها قدره تمنعها .. ومتأكد إن السكين إلي كانت معها .. تبيها في صدري ماهوب في يدها ولا أدري ليش غيّرت رايها .. ؟ "
أبو أياد : شف بالأول .. أنا ما أقدر أعطيك أي تشخيص لين أشوفها حتى أقرر حالتها بالضبط وأثار صدمتها النفسيه .. تقدر تجيبها لعيادتي ..؟
بادي هز راسه بسرعه : إيه .. بعد العرس لكن أبي أستشارتك هالحين
حرّك بو إياد الفنجان حتى يرفعه لشفاته .. يشرب منه ويرجعه .. نطق بإهتمام
" الحاله إلي هي فيها .. تقريبا نسميها أضطراب مابعد الصدمه .. يحس فيه الشخص بالذنب لكونه حي و الآخرين مثل عايلتها ماتوا .. غير الذكريات المستمره الأليمه
للحادث .. الأعراض ممكن تستمر 4 أسابيع وممكن لشهر وثلاث شهور .. وممكن لأكثر من هالمده .. والعلاج بعد التشخيص .. أقدر أقولك عنه بشكل وافي "
بادي بفرح : يعني نقدر نعالجها ...؟
أبو إياد هز راسه برضا : إيه أكيد
بادي صد وهو يرفع أيديه يمسح على شعره : الحمدالله
يتكأ أبو إياد بيده على طرف الطاولة .. حتى يمسك الفنجان .. ينطق ببطء
" وإن تعالجت يابادي .. وراح هاللي كان يربطك فيها فكرت لحظتها وش بتكون بالنسبه لك "
سكت .. وظلت عيونه عالقه فالدكتور .. مفاجئه بالسؤال الأكثر تحديد
لو رحل حزنها إلي يمتلي فيه ..
من بتكون ..
من ياترا ...؟
.
.
.
منسدحه ساره على الكنبه وهي ترفع أيديها لفوق تتابع السناب بصمت .. يقابلها حمد وأمها على الكنبه الطويله في الجهه الثانيه ..
" يمه ... لو قررت أتزوج .. وكنت محتار مابين هيا والبتول .. من تختارين "
تنتفض هي بقوة حتى تميل بظهرها لقدام تصرخ فيه
" هيا طبعا .. ولا تفكر فالبتول "
حمد بخرعه : ليه
أم حمد بضيق : وش فيتس تصارخين هالحين ..؟
ساره ترفع يدها بإندفاع تتكلم : شف بلا لف ودوران .. البتول فيها طبع أقشر ماعمرها مسكت سالفه .. إلي أقوله تقوله للي تبي .. بس هيا .. هيا غير .. والله لو أخذتها ماراح تندم .. أضمنها لك .. تكفى رح أخطبها بس !
حمد بعصبيه : هو على كيفي تبين أروح أدرعم أخطب تسذا .. لازم أشاور أمي وأبوي وأنتي أصلا مشاورتس ماينفع
ساره تحط يدها على خصرها : ياسسسسلام .. قسم بالله لو أروح أصحي هالحين ريما أختي لا تقول لك هيا .. يكفي سوالفها وخفة دمها
صد عنها وكلام بادي عجز يتحرر منه وينفيه للنسيان .. نام وصحى والأفكار تتكاثر في عقله .. صارت ملاذه الوحيد .. وتفكيره إلي ماقدر يتخلص منه لساعات وساعات .. تمايل بظهره على الكنب حتى يرفع يده بضياع يحطها تحت راسه .. تمد أم حمد يدها صوبها .. مستقره على كتفه
أم حمد : شف يمه .. أبصراحه مناسبنا لبنات عمك عبدالله الله يرحمه مكسب لنا ... ماشاء الله تبارك الله .. البنات زين ودلال ويكفي حشمتهن وتربية أمهن لهن ..
حمد حرك عيونه لأمه : والبتول ..!
أم حمد : ماعليها خلاف بعد .. زين ودلال بس إذا تخيرني أنا أرجّح لك هيا .. والأمر يمه راجعن لك ..
حمد سحب يده حتى يفرك فيها وجهه ينطق بقهر : مدري يمه .. مدري ضااايع
نزل بيده بكل قهر في حضنه .. ينطق بحيره
" أبي أكمّل نص ديني وأتزوج عرضي من عرض هالناس بس ............."
أم حمد : وش رايك تشوفها الشوفه الشرعيه كود ترتاح لها أكثر
حمد بصدمه لف لأمه ووجهه تغيّر : من
أم حمد بأستغراب : من بعد .. هيا
حمد أشر على عمره : أنا !
أم حمد بقهر حركت يدها لساره : لا ذي
ساره أنفجرت تضحك : ياحظي .. هذا وأنت للحين ماتقوله بس حتسي .. وش فيك قمت تتراعد
حمد رفع يده يهزها : لالا .. شوفه لا تحلمون .. والله لا أروح فيها
أم حمد بخرعه : حمد
حمد برفض قاطع : لا تحلمووون .. أنا أبتزوج على باب الله .. مابي أشوفها إلا ليلة الدخله وكله يجي على بعض .. أما تبون تسذا وضعي بالقطاره .. لالا .. مسسستحيل
ساره أنفجرت تضحك بقوة : .............
أم حمد : وش فيك قمت تخربط .. وش قطارته يارب رحمتك .. ( ضربت أيديها في بعض )
هو أنت من صدز مرتبك ..!
حمد بسرعه وقف : شوفي يمه .. أنتي أختاري البنت إلي تناسبتس وأخطبيها ثم علميني
قالها حتى يتحرك بخطوات واسعه تاركهم .. وأم حمد ظلت في مكانها تطالعه بعيون أتسعت ..
إلي يناسبها !
ولا كأن هو إلي بيتزوج ..
أم حمد رجعت تطالع بنتها وهي تحرك يدها للباب إلي طلع منه ولدها : وش بلاه ..؟
ساره وهي تضحك : طاري الزواج يمه ماهوب سهل عنده ..
أم حمد هزت راسها بأسف : لا بالله ولدي ماهوب صاحي !
.
.
.
" شف أنا وخويي وولد خالتي .. توأم روحيا وجسديا .. بس الفرق أني أسمر وهو ماشاء الله أبيض "
يضم شفاته بقوة .. ويصد عن هالريان إلي جالس وراهم وماوقف كلام من تحركوا من بيته ..
يجلس على الكرسي إلي بجنب السايق .. يرفع يده حتى يسندها على الباب ويتمايل بجسمه عليها ... يحرك راسه معاذ صوب أخوه ..
معاذ : تسن حتسيه ماعجبك ..؟
متعب ببرود : طالع الشارع أحسن لك
ريان وهو يتقدم بسرعه .. يميل بظهره لين ماصار راسه بين سيت السايق
والسيت إلي يجلس عليه متعب : أنا نصيحتي .. لا ذبح أهلك الحر .. غط يدك في جركل مويه وبيثلج بسرعه
معاذ أنفجر يضحك : أعجبتني
ريان بحماس : يعني تنصحني أصير سامج ..؟
معاذ : هذا تخصصك أصلا بالحياه .. خل مشعل يعلن عنك بالسناب
ريان بدون نفس : يعلن عني ..!! أقول هالمشيعيل شايف نفسه علينا أصلا .. ماخذنا إلا مره عشان يعلن عن مطعم .. وبعدها مير ولا تسنه يعرفنا
معاذ يلف براسه يطالع ريان : أنت شفت .. ملاحظ عليه أنا .. لا بارك الله فالشهره لا تسانت تخليني تسذا ..
متعب لف براسه بحده حتى يعطي أخوه نظره غاضبه : ........................
معاذ بسرعه أعتدل جالس وهو يطالع لقدام : بدون ماتطالعني .. فهمت فهمت
ريان ولا أهتم لنظرات متعب الحاده : أنتظر عليه ... الرجّال شطب محله .. ويقول بسوي حفله أفتتاح وبيعزم أخوياه من المشاهير .. يعني بينسى أم أم أم وأبو ألي جابونا كلهم
معاذ : هو وش قال بيحط المحل له
ريان : كل يوم براي .. ماعمري سمعته قال أنا حاط محلي للشغله الفلانيه .. شكله يسمع هذرتن واجد .. عشان تسذا ماهوب مقتنع
مال بجسمه أول ماصرخ متعب
" خلاااااااص مابي أسمع صوت واحدن فيكم حتى سوالف نفس الخلق مافيه .. ما أسمع إلا سوالف مثل وجيهكم"
ريان بخرعه موجه كلامه لمعاذ : وش بلاه
معاذ بهدوء وبصوت كأنه يهمس فيه : أسكت لا يرميك من الشباك
صد عنهم وهو يتنفس بقهر حتى يعم الهدوء السياره .. ماكان يقدر يتحمل هذرتهم إلي بلا فايده .. كلماتهم إلي تنطلق مثل السهم .. متتابعه .. وهو بهالصباح عقله يزدحم بأفكار وأفكار كثيره .. مواجهات قادمه تحتاج برهان مايخطي هدفه .. الأمر أكبر من أنه يقدر يستهين فيه .. أي خطا في حساباته .. ممكن يخليه في موقف الرجل إلي حاول يطعن بنوايا خالته ..
وأتهامها بشي ماتسويه .. هو يعرف أنها مثل الزئبق قدرت تهرب من زمان لكل أتجاه بسهوله .. مستغله الظروف إلي كانت تساعدها بلا شك في تنفيذ ماتبي لكن هالحين مايبي يمسكها ويجبرها بالغصب تقول .. لا لا أمره أكبر .. يبي يدفعها تكون بين أربع جدران في مواجهة فعولها تحت أنظارهم كلهم .. هم وحدهم إلي يبيهم يعرفون أي جريمه أرتكبوها
في حق بنات هالضعيفه أم نوق .. وأي ظلم ذاقته زوجة جلوي .. وأي خبث كان يضخ الدم لعروق بنت أنجبوها وعاشت تحت جناحهم فيما قدرت تنفي من تبي ظلم وبهتان وأحقاد ماتبرر فعلتها أبد .. !
لحظات ويوقف معاذ بالضبط ورا سيارته
معاذ : هه وصلنا
متعب بقوة فتح الباب .. وبعصبيه : مابغيت !
ريان بصوت واطي : قسم بالله نفسيه
يدفع الباب متعب بقوة مسكره وسط حرارة هالشمس .. يتحرك بإنعقادة حواجب تظهر .. ترسم على تقاسيم وجهه صلابه وقسوة غريبه .. تظل عيون معاذ تلاحقه .. يشوفه يمشي
لين ما صار قباله ..
ريان : خلاص أمش
معاذ : لا ما أقدر .. بتأكد أنه راح أخاف يصير له ظرف تحت هالشمس ..
حرك راسه لورا .. يطالع ريان
" تعال أركب قدام .. وبنمشي لا مشى "
يرجع يطالع أخوه وريان وراه على طول فتح باب السياره .. ظل يسمع محاولات متعب يشغّل السياره لكن ترفض تشتغل .. محاوله ورا محاوله .. ولا كان فيها فايده .. وبسرعه يفتح الباب .. نازل .. يتحرك بطوله صوب سياره أخوه حتى ينحني براسه على خفيف .. يطالعه..
والشمس الحاره تشعل عليهم ألسنة اللهب رغم هالغيوم الجزئيه إلي تغطي السما فوقهم ..
معاذ : وش فيها ..؟
متعب بقهر : مدري .. تاركها شغاله أمس
معاذ : إذا وراك شغل مهم .. خذ سيارتي وهات سيارتك أنا أحاول فيها تشتغل وإن مانفع أخذتها الصناعيه .. !
محاولة أخيره حتى تشتغل فجأه ..
متعب رفع عيونه لأخوه : شف أنت .. سيده على البيت لا تلف وتدور
معاذ بسرعه أنحنى يبوس راسه : طيب على أمرك .. أنتبه لنفسك
وكأن هالأحترام .. المفاجئ .. أطفى في داخله براكيين الغضب إلي تثور وتخليه تحت قوة ضغط وغضب يحاول يكتمه ..
أبتسم ببطء حتى يطالع معاذ بدون مايقول له شي ..يعتذر بهالأبتسامه عن ثورة هالغضب إلي تاخذه بعيد عن أخوه أحيان .. ويغادره
.
.
.
تجلس بصمت على طاولة الأكل .. تضرب الملعقه إلي تحركها حافة الكوب .. مصدره صوت يرتفع .. تحركها بعبث والحزن لا زال يمتلك أرضها .. ملامحها .. يجلس هو قبالها
فاتح الابتوب .. وأوراق كثيره متناثره على الطاولة .. بشكل فوضوي .. ياخذ نفس بقوة وبأهتمام عيونه تتعلق على شاشة الابتوب .. يدق جواله معلن العصيان على حالة الصمت
إلي تحوطهم .. يسحب جواله بسرعه فاتح الخط ..
" ألو .. حياك الله يابو رياض .. إيه .. للأسف تأخرت تسثير .. هالأرض أنباعت قبل يومين بمليون ونص .. إيه .. طيب .. أبشر بالخير .. فمان الله "
يرمي الجوال على الطاولة ويرفع عيونه لها .. ينطق بحيره
" نجي أنا وياتس نهج "
ناديه بصوت واطي : نهج .. يعني كيف ..!
يفز عواد دافع كرسيه حتى يوقف .. يتحرك بخطوات واسعه صوبها .. يسحب كرسي ويجلس جنبها .. وبسرعه يسحب الملعقه من بين أصبعها الأثنين .. يرميه على الطاولة ويشرب كوب الحليب دفعه وحده .. أتسعت عيونها بقوة قبال حركته .. يحط الكوب على الطاولة
وهو يتنفس بإرتياح من كوب هالحليب إلي برد بلا فايده
" نهج يعني نسافر .. نبعد .. نترك كل مالنا هنيا ونشرد لأرض الله "
ناديه تظل تطالعه بوجه جاف .. بارد : .............
عواد يسحب الكرسي أكثر لاصق فيها : أنتي تعتقدين بالمعجزات ..؟
ناديه تهز راسها بالإيجاب : .........................
عواد : على أساس وش
رفعت رجلها حتى تثبتها على الكرسي .. فيما بقت الثانيه ثابته على الأرض .. أبعدت عيونها للجهه الثانيه .. تفكر .. لحظات حتى تنطق
" على أساس إن حنا من لحظة مانولد لحد ما نموت .. بنظل نعيش في زمن معجزات .. لأنها تصير حولنا .. نسمعها وندركها "
لفت تطالعه من حضن بكفه يدها اليسار إلي كانت أقرب شي له ..
عواد : أجل ليش الحزن بعيونتس .. ماهوب يمكن هالمعجزة .. تنزل عليتس .. تصلح مابينتس وبين أبوتس
ناديه بأختناق : مابيها تنزل ..
عواد بأندهاش : ليش ..؟
ناديه : لأنها لو نزلت بتكون فوق مابيننا ياعواد .. !
عواد بشك قاطع : أنتي عندتس شي مخبيته عني
ناديه سحبت يدها بقوة من تحت كفه .. نزلت رجلها حتى تفز واقفه : أنا تعبانه .. لا طلعت حط مفتاح المكتبه إلي مقفلها بالصاله .. لأني محتاجتها ..
تحركت .. لكن وقفت من مسك ذراعها .. ساحبها له
عواد : إن تسان عندتس شي أنا ما أعرفه قولي لي
ناديه بقهر : عواد وخر يدك عني .. لأني بالعافيه متحمله نفسي !
عواد ماتحمل تصرفاتها نطق بحده : أحتسي .. وش عندتس ..؟ أنتي تعرفين ليش أبوتس ثاير تسذا وجاين يتهددنا في بيتي
ناديه وهي ترفع حاجبها بأستنكار : بيتك !
عواد : بيتي وبيتتس .. بيتنا .. إلي هو
ناديه هزت راسها : بيتك أجل
عواد يرفع أيديه لفوق : يالله .. لا تعلقين على هالكلمه الصغيره وتنسين الشي المهم
ناديه بعصبيه : أتركني في حالي أجل
عواد يرفع صوته : لاااااا .. فيتس شي ..مانتيب طبيعيه
ناديه وهي تغمض عيونها .. تحرك أيديها بقوة : طيب موب طبيعيه بس لا تتكلم معي حاليا
تحركت معطيته ظهره وعيونه تصغر من ثورة هالدموع المنهاره إلي أندفعت تظهر غصب عنها .. تذكرها كيف بتظل محكوم عليها بعيون المجتمع والناس
" الشخص الغلط في المكان الغلط .. في الحياه الغلط "
هي إلي ظلت تمتلك حجج وبراهين ثابته .. فالحب وفي العلاقات ..مؤمنه أنه الحب والأمان إلهام قادم لا محاله .. حتى كسرتها الظروف .. وصارت تجبرها بالغصب تحت سلطة أخوها وهجران أبوها
أنها غلط .. غلط .. !
.
.
.
القصيم ..
يوقف بسيارته الجيب .. بنفس المكان إلي وقف فيها أمس .. لكن المكان كان فاضي وبعض المحلات مغلقه بهالوقت .. ومن طفت السياره .. أنحنت بسرعه ماسكه يده ..
تشد عليها بقوة .. تنطق بإحراج
" بسألك .. سؤالي الأخير "
ينطق بصوته المبحوح .. وهو يحرك راسه صوب عيونها المغطيه بشيلتها ..
" آمريني "
وبتردد
" ليش واقف هنيا "
حرك يده لقدام
" عشانك "
حركت راسها للمحل المفتوح وهي تتذكر سعر العقد إلي أمس .. تحس أنه شي خيال .. ليش يجبر نفسه يدفع هالمبلغ كله عشان عقد بس .. رجعت تطالعه .. تمد يدها وتحضن كفه بقوة .. ترفعها برجا
" بتار .. الله يخليك لا تدفع هالمبلغ "
نطق بأستفهام
" ليش "
وبإندفاع أكثر
" لأن مابي أحملك شين فوق طاقتك .. أنا مانيب راضيه "
سحب يده من بين كفوف أيديها .. حتى يحطها فوق راسها ينطق بنبره هاديه
" لو تسان حمولي بفلوس .. تسان من زمان دفعت ديني فيهن وأرتحت "
مالت براسها حتى تسحب يده من فوقها .. تتمسك فيها بقوة من جديد
" أنت وش بنيتك .. مانيب فاهمه تبي تراضيني فيه يعني .. عندي ذهبي وبفلوسك من الأساس .. خلنا بس نرجع للديره يابتار .. "
مال بجسمه لها حتى يبوس يدها بقوة .. ينطق
" ليتني فدا لقلبتس يابنت عبدالله .. أنزلي ولا تكثرين أسئله .. خليتس ماشيه بشوري لين
ماتعرفين وش قصدي "
أعتدل بجلسته .. فتح باب السياره حتى ينزل مسكره وراه .. تشوفه قدام عيونه يتحرك لين ماوصل لجهتها .. وقف بطوله وصدره الواسعه يطالع فيها ويأشر لها تنزل .. فتحت الباب بتردد .. تبعد عن الباب مسكرته وراه .. مد يده ناحيتها .. ومن حضنت كفه حتى يشد عليها بقوة ويتحرك داخل المحل ..
.
.
.
الرياض ..
تركض في وسط هالغرفه الحزينه المكتظة بريحة الفراق وماكان شي جديد عليها وعلى من فيها .. حتى تروح لأمها .. تنطق بصوت يختنق ..
" تكفين ياماما .. أقنعيها لا تروح "
مسكت ثوبها بقوة بكت
" ياماما ليش بتروح وتخلي خالي .. ليش .. ليش "
توقف فوزيه بصمت وصدمة القرار تعانق ملامحها وهي تطالع نوق إلي أنحنت صوب الشنطه .. تسحب غطاها وتسكرها .. كلمة " أنا بروح لأمي خلاص " تركتها في طرف أنهيار غريب .. لا السؤال كان له جواب ولا هالقرار جى في محله .. تعلق عيونها على هالنوق إلي كانت
تلبس عباه تغطي جسدها السمين .. تلف الشيله حول راسها .. يطيح طرف من شيلتها على ع الشنطه .. وبحركه سريعه ترميها على كتفها .. تعتدل واقفه .. واضح عليها أقتناعها بقرار الرحيل رغم أن ماكان له طاري .. تندفع بسرعه بلمح البصر صوب الشنطه .. تنحني ماسكتها بقوة أول مانوت نوق تسحبها من السرير
وتنزلها الأرض .. تصرخ فيها ..
" ليش ماتقولين لي وش صار بينتس وبين جلوي .. عشان حريمه جوتس في بيتتس ..؟ "
نوق برجفه أحتوت صوتها وهي تبي تطلع بسلام : ماله شغل
فوزيه بقهر : ماتنطقين .. ليش أنتي ساكته وهو تحت ساكت .. ليش ماتقولون
نوق بملامح تشيل الهم والحزن : ...............................
فوزيه سحبت يدها .. واقفه قبالها : عارفه وش معنى أنتس تلمين أغراضتس وتطلعين من بيتنا ..؟
نوق والعبره ظهرت تختنق في صوتها : أعرف
فوزيه بخيبه : أنتي شكلتس الأيام إلي فاتت قاعده تلعبين علينا وتوضحين إن أمورتس مع جلوي تحسنت .. عشان وش بالضبط .. تبين تنتقمين منه .. طيب وحنّا !
نوق أتسعت عيونها بصدمه : أنتقم ..؟
فوزيه بقهر : أجل ليش فجأه تسذا بتطلعين من البيت .. وش صاير
نوق بصوت واطي حيل وهي تجاهد تقولها : أخوتس أمس .. عطاني حريتي .. قالي روحي
فوزيه صدت عنها تضحك من سخف ماتسمعه : ........................
نوق تطالع فوزيه بحزن : أنا وأخوتس .. ( بلعت ريقها بقوة حتى تنطقها بمرارة غريبه تحس فيها لأول مره من بعد هالسنين ) عمرنا ماراح ننسى تسيف أفترقنا من قبل .. عمرنا .. ماراح .. ننسى جروحنا
فوزيه صرخت فيها : أجل خلاص يانوق خليتس قد كلمتتس وقد أختيارتس وهو بعد .. روحي وعمرتس لا ترجعين لهالبيت .. تعبنا حنا .. تعبنا منكم ..
تحركت مبتعده عنها .. حتى تصرخ وهي تأشر للباب .. وأميره أنهارت تبكي غصب عنها من هالفراق إلي أعترض أرضهم فجأه وعمره ماكان بالحسبان .. !
" يلا أطلعي .. أطلعي وإن تطلقتوا خلاص .. لا ترجعين له ولا هو يرجعتس .. ماصارت أصلا .. مشعل أخوي تسان صادز بكل كلمه قالها عنكم .. يوم قالت السالفه طالت ومصخت .. طالت ووصل فيها الضرر لنا حنا .. لجداني لأبوي "
أختنق صوتها فجأه وودها تقول تكفين لا تروحين مثل بنتها .. نطقت تجاهد وهي تسحب هوا لصدرها بقوة ..
" .. لنا كلنا .. "
كملت والصوت يرجع من العبره والقهر
" روحي أطلعي وخليها الأخيره .. الأخيره تفهمين أنتي أو لا "
يرتفع صوته الحاد .. وراهم فجأه
" وش له تصرخين عليها يافوزيه "
حركت عيونها له .. الواقف ورا أميره .. تطالعه يتساند بيده على أطار الباب .. يوقف على حافة الذكريات ولا دخل .. يتنفس بقوة .. وملامح وجهه واضح فيها الألم من كثر ماجاهد يصعد الدرج .. بلعت ريقها بصعوبه ولا تدري ليش قاعده تظهر أنها بكل هالسطحيه .. أنه دام عطاها حريتها .. هي تقدر ترحل ولا تلتفتت له .. تعلقت عيونها بملامحه .. حاجبه المرسوم .. إيماءات وجهه .. عوارضه .. شفاته .. عيونه .. عالمها الماضي وإلي أخذه منها الزمن ورحل .. لفت له فوزيه .. حركت يدها بأتجاهه .. تصرخ .. كان الكل يقدّر
حجم ألمها بفراقهم .. لأنها الطرف الوحيد من أهل جلوي إلي كان شاهد على مابينهم كما نوير ..
" يعني سمعت حتسيي .. تراه موجه لك أنت .. هالمره .. كل واحد منكم يفارق الثاني على مابقى فيه من كرامه أفضل له .. "
أندفعت بجسمها بقوة صوب الباب .. تجر أميره مع يدها .. تنطق بحرقه
" لا عمرتس تبتسين على أحد ماهوب داري عنتس .. أبتسي علينا لا رحنا تحت التراب ! "
تدفعها بقوة مطلعتها .. عابرته .. وهو ظل واقف عند الباب .. يرتفع صوت بناتها بقوة .. يبكن في غرفة نومها .. حرك عيونه صوب نوق إلي فجأه تحركت معطيته ظهرها ..
تسحب برقعها تلبسه .. تغطي عيونها الباكيه بشيلتها .. وتسحب شنطتها .. تتحرك تقترب منه .. تنطق بصوت أجهش فالبكا فجأه ..
" خلنا نمشي "
وطلعت تاركته .. يوقف وراها بصمت .. نزلت من الدرج تجر شنطتها .. تشوف البتول واقفه بصدمه وكأنها هي الثانيه ماهي مستوعبه الأمر .. تكمّل خطواتها إلي ترتجف صوب باب المدخل الخلفي .. تطلع للحوش
حتى توقف فجأه .. من أنفجرت العبره من شفاتها .. ترفع كف يدها تكتم الصوت لايسمعه
أحد ويدها كلها مغطيه بكم عباتها ..
كان حملها .. هدنة أبعدتها عن أمر الفراق المنتظر
لكن أنكتبت عليها .. ماتقدر تقول لا .. ماتقدر وهي من سعت لهالشي بالأول ..
ماعاد تقدر تتراجع ..
أصعب ماعليها أن في كل مره .. تقرر تبتسم .. تفرح .. تعلم بقرارة نفسها أنها خسرانه .. هو أدرك هالشي بالأمس ولا تحمل يسعى بخطواته لها .. كيف فيها هي إلي من البداية كانت تعرف من بداية مشوارهم بعد 15 سنه فراق .. أنها دايما خسرانه .. تنحني تسحب شنطتها وتتحرك تمشي فالحوش .. حتى توصل لباب الشارع المفتوح وكأنه متهيأ للرحيل .. مفتوح ينتظر وصولها ..ومن طلعت مستقبله الشارع بصدرها الواسع ..
تجمدت خطواتها فجأه .. وبعيون أتسعت.. ظلت تطالع سيارتهم القديمه .. إلي تنام بسلام تحت أغصان الشجر ..هي .. بهيئتها .. تفك شنطتها وتنزل تركض لها .. تقترب منها .. تمد يدها برجفه تلمس مقدمتها .. وأنفاسها تختنق ..
محتفظ بسيارتهم ...!!
رجعت تلمسها وهي تدرك كم أحتواها السوء بهاللحظة الواقفه قبال هالسياره ..
إلي أنجبرت تبتعد عنها .. لكنها رجعت محتفظة بهيئتها .. بدهشة فرحتهم أول ماشراها ..
ذكريات وذكريات تثور في منظر هالسياره ..لو ماكان لعبيد يموت ونادر .. ولا كان لأبوها
يفقد أهم مايملك من ذاكره .. هل كان هالجلوي بيظل محتفظ بذكرياتها بهالشكل ..
الأرض من تحتها تلتهب من حراره الشمس .. وسطح هالسياره حار .. تمشي وأطراف أصابعها تلامس سطح السياره .. تدور حولها .. تحاول تستوعب أنها هي ..
حتى توقف .. ترفع أيديها بقوة ودموعها تنزل من شافت معلّق على المرايه المستقره بالوسط
سلسال ذهب .. مثبت فيه أسواره .. وتصحى الذكريات ..
" شوفي أنا كنت من خمس شهور تسذا أجمع فلوس من وراتس "
" ياسلام .. خنت عهدنا يعني "
" أجمع القرش على القرش .. شريت فيهن سلسال وأسوارة ذهب .. مدري وش جاني يوم شفت خويي يوم جاه بنت راح وشرا لها أسواره .. سألت نفسي لو الله رزقني ببنت وش بعطيها وأنا رايح فيها وعلى قد حالي .. ثم عاد قررت أن بنتي بتستاهل إني أحط
القرش على القرش عشانها وأحرم نفسي من أشياء واجد .. مابي ينقصها شي "
" جلوي وش فيك .. هو أنت كل من شفت أحد جاه بنت ولا ّ ولد قمت تهوجس "
يرد بقهر
" شوفي طيب "
تصرخ
" شرييييت !! "
وتتلاشى الذكرى وكأنها من عدم .. يعتصر قلبها من ألم هالذكريات ..
ماتدري وش تقول .. أو وش تسوي .. هل عليها تروح له تركض أول مايطلع من الباب ..
تحضنه بقوة .. تقوله " ما أقدر أخليك " أو تمضي بهالطريق .. تتمنى لو تهب عاصفه
بهالوقت .. تاخذها معها .. تحمل كل مافيها من هشاشه وجروح وأنكسارات وترحل ..
بس دام هذه النهايه ليش تفر منها .. ليش تكذب على نفسها وتقول : نقدر نتجاوز مابينناّ!.. تفرك عيونها بقوة وتتحرك راجعه لمكان .. تنحني تسحب الشنطه وترميها بصندوق السياره .. تتقدم ببطء صوب هالسياره إلي ماكانت قطعه من حديد وبس .. كانت أكبر أحلامهم
هي يوم يمتلكونها .. تفتح الباب وتركب بالسياره .. تشوفه يطلع .. يمشي ببطء ..
وهي رغم أنها مسحت دموعها إلا إنها تنزل بلا إراده منها .. وقت طويل لين فتح باب السياره وأنحنى بصعوبه حتى يرمي بجسمه على السيت .. ينطق بألم
" لا إله إلا أنت "
يجر باب السياره بثقل لين ماتسكر .. يشغل السياره وهو ملتزم الصمت .. في قرارة نفسه أدرك إن الرحيل لا مفر منه دامها تبعته بهالصمت .. هذا آخر ماكان يمتلكه من ذكريات بينهم .. يركنها في أستراحته من سنين بالسر .. ولا كان أحد يدري فيها .. غابت عن ذكرياتهم لكن ماغابت عن قلبه وعينه .. !
تتحرك السياره حتى ينطق
" لا تستغربين لا طفت .. تراها من زمان ما أشتغلت .. عساها توصلنا يم بيتتس "
" بيتتس ! "
عقدت حواجبها وصدت بقوة تبلغ الغصه المره العالقه في صوتها .. تطالع بيت عمها وهم يعبرونه ببطء .. ترفع عيونها لشباك غرفتهم .. لصرخة فوزيه المقهوره .. هي تعرف إن
من غلاة فوزيه لها قالت هالكلام وجرحتها .. تعتذر لك نوق لأنها ماقدرت حتى لك
تخلي الفرحه تكتمل .. والأمور ترجع من جديد .. إلي يغيب ويموت مايرجع .. وإلي ينكسر
مايتصلح ..كان عليك تفهمين هالأمر في مابينهم من علاقه عابره .. إلي يواسيها إنها قدرت تاخذ من أغراضه .. ثوبه .. ومخدته .. لعلها تتقاوى فالبعد فيهن .. كانوا في هالسياره من قبل عشرين سنه .. يعيشون الحب في أعظم
معانيه .. وهذا هم من بعد مرارة الفقد والرحيل .. يرجعون في هالسياره
كبار على كل شي .. حتى على حبهم إلي كانت السياره هذي وحدها من تسمعه .. !
الحلم إلي كانوا يحلمون فيه تحقق .. وهالأسواره إلي تتحرك قبالها معلقه .. يمكن تكون من نصيب فيما ينبض في رحمها يكبر فالسر ولا تقدر تقوله لأي أحد .. تخاف من كل شي .. تتحمل هالسياره ثقل أرواحهم
قبل أجسادهم حتى توقف عند باب البيت ..
يسحب أيديه من الدركسون فجأه .. وهي تحس بموعد الرحيل حان .. ينطق بحزن
" مسامحتني يانوق "
هزت راسها بسرعه والعبره تتضخم في صدرها .. تنطق بصعوبه
" إيه "
حرك راسه لها .. وهو يشوفها تجاهد تدفع مشاعر الرحيل لا تحتويها
" ترا مسموح لنا نبتسي .. عادي يعني دام أننا في شي تسان أكبر أحلامنا مره "
ولا ردت ..
كمّل
" طيب مسموح لي أحضنتس لآخر مره "
ولا زالت جامده على الكرسي .. تحرك بصعوبه حتى يدفن يده ورا ظهرها ويسحبها بقوة
لها .. يلف أيدينه حوالي كتوفها .. يرتمي كتفها على صدره .. مال براسه
على راسها
" لا أنذكرت عندتس أدعي لي بالخير.. "
رجع يبوس راسها ويدها .. تبتعد عنه بصمت .. تفتح الباب وتنزل .. تسكر الباب وتروح للصندوق تجر شنطتها .. وهي تهتز بقوة تبكي .. تنزلها الأرض وعلى طول أبعدت السياره
تشيل ذكرياتها معه وترحل .. تحركت للبيت حتى تدخل من باب الشارع وتسكره بقوة .. تنهار تبكي .. ترجف بشكل مأساوي مظهره كل ما حاولت تمنعه من أنكسار وحزن فيها .. ليه ماكان له يبقى نفس ماهو .. ليه كسرها .. ليه كل ما أقفت من باب لقت مايخليها ترجع لنقطه لقاهم .. لذكرياتهم ..
وهذا هو راح.. معلن أنه ظالم وهي مظلومه ..
تطلع عهد من باب المدخل بخرعه وهي جادله شعرها ولابسه قميص روز
فضفاض عليها .. عيونها متسعه من صوت الباب إلي أتسكّر فجأه .. ترفع قميص الروز وتركض بقوة من شافت وضع نوق .. تقترب منها والشمس الحاره تاكل أجسدهم ..
عهد تحط يدها على كتف أختها وعيونها تطالع الشنطه : نوق !
تلف نوق بسرعه لها وتحضنها بقوة .. تنهار تبكي
" راح ياعهد .. راح بعد ما عرف إني مانيب ظالمه .. ولا سارقه .. أنتهى كل شي "
عهد غصب عنها بكت معها : بسم الله وش صاير .. زايريننا مافيكم إلا العافيه
نوق : والله ماتسان فيه شي بس فجأه تسذا صار كل شي ... صار فجأه خلاص أنتهينا
عهد صارت تحضنها بقوة : خلاص هدي .. هدي يانوق .. الله وحده أرحم منه ومن أي أحد وعارف وش من الضيم ذقتيه .. ماهوب دايما تذكريننا إن الله سبحانه إذا تأخر بالفرج فهو بينزل علينا باللي ينسينا همنا .. تذكرينه يوم قلتيه لنا لأن مالقينا أحد ياخذ أبوي وهو تعبان للمستشفى .. وأنقهرنا لأننا لحالنا .. غريبين في ديره مافيها أحد يعرفنا .. حنا كبرنا يانوق على هالحتسي .. أنا أذكرتس فيه .. تكفين لا تنهارين تسذا والله مايهون علينا !
ظلت تضمها بقوة وماهي قادره تتوقف عن الدموع ..
شي غريب داخلها يتوجع
يتألم من شبح هالفراق الغريب إلي لاح فجأه ماخذ منها كل مايذكرها
بماضيها ..
.
.
.
يمسك الدركسون بأيدين مذعورة ونظرة عيونه تعيش تحت سلطة الخوف .. صدره يرتفع وينزل بقوة .. يتعلق نظره على متعب إلي يجلس بشكل غريب على جانب الشارع العام تحت ألسنة هاللهب .. لحظات ويتمايل على الرصيف ..يشوفه يحاول يوقف بس مايقدر ..
والسيارات تعبره بدون أي أهتمام .. متعطله سيارة من هالعبث إلي قام فيها .. يتلفت
بجنون يبحث عن جواله .. ينحني يسحبه أول مالمحه تحت مرمي .. مايدري كيف طاح تحت .. يضغط رقم أمه .. يحط الجوال عند أذنه .. لحظات وينطق بإندفاع
" يمه .. متعب .. متعب "
نوره بخرعه : وش بلاه صوتك
فيصل : متعب يمه أشوفه .. هذا هو بالشارع طايح
نوره بصرخه : مات !
فيصل بذعر : لا .. تسنه تشنج أو مدري وش بلاه يتلوى على الرصيف
نوره : لايكون أتصل على أحد بس
فيصل بخوف : وش أسوي .. أخاف يموت من بلاه .. أو .. أو يصير شي ويحققون بسيارته
نوره بعصبيه : أمش وخله في حاله
فيصل وأنفاسه تزيد : ............................
نوره بصرخه : أنت وش له مراقبه ... تبي تودي نفسك بداهيه
فيصل وصوته يرتجف بقوة : قلت .. قلت بشوف وش بيصير أخذه أخوه لسيارته بعدين راح لكم مشوار .. ويوم طفت سيارته طلع يشوفها .. ماشفت معه جوال وهو برا .. ممددري .. يمكن معه .. مادق .. أو دق وأنا .. أنا مانتبهت وبيجي أحد يسعفه
نوره بقهر : تعال للبيت بسرعه .. تعال
فيصل صرخ : وأخليه .. !
نوره ثارت : ماهيب هذي فكرتك .. أو القول شي والفعل شي
فيصل والعبره تخنقه : أنا وش سويت .. وين كنت يمه وصرت وين .. أنا وين رميت نفسي فيه .. ( أنهار ) وين رميت نفسي يمه .. ويييييين ..؟
نوره : تعال بسرعه للبيت وأنا بعلمك وش بتسوي بسرعه تعال .. بسرعه وأترك عنك البتسا مثل الحريم
أبعدت الجوال عن أذنها بضياع .. أتصال أم جلوي عليها معلنه الحرب قلب كل أوراقها وأمورها .. حتى كل ماخططت له بخصوص ولدها راح .. ظلت جالسه تحاول تلقى مخرج
للأمر .. أخذت نفس بقوة حتى تتمايل على المركه بجنبها .. لحظات وتحرك جوالها تطالع
شاشته .. من طرت عليها فكرة كانت المخرج الوحيد للي يواجهه ولدها .. تضغط رقم وتحط الجوال عند أذنها .. وأول ما أنفتح الخط ..
نوره : هلا فضيه
فضيه : هلا نوره .. وينتس تراي عند أمي ..؟
نوره ترسم على شفاتها إبتسامه بالغصب : أنا دقيت عليتس أبي أسألتس
هو أنتم ماقررتم يعني تسوون حفله لبادي ..
فضيه بسعاده : الله يجزاتس خير يانوره يومنتس فكرتي بهالضعيّف .. إي والله نبيه نفرح
نوره : طيب .. العصر
فضيه بصدمه : أوما العصر .. نخليها باتسر ياخيه .. لو بعده بكم بيوم نبي حفلتن تسعده
نوره بدون نفس : يابنت الحلال كيكه .. وبإستراحة عواد تكفي
فضيه : لا والله مانيب معتس .. وين هالحين من بنمسك من هالعيال .. ماحدن فاضي
نوره ضربت صدرها : أنا .. أنا أجهز كل شي بنفسي !
فضيه أرتبكت غصب : طيب يانوره .. والبنات تسيف ناخذهن وين السيارات .. هذا لازم كله له ترتيبات .. ماهوب تسذا يجي حنا بناتنا واجد ..
نوره : شوفي أنا وأنتي مع بنتتس وبنات أم نوق وأمي نكفي
فضيه : نعم ! .. لا وين وبنات أخوي منصور وأم حمد وبناتها .. وزوجة أخوي عواد .. ماهيب زينه يا نسوي حفلتن تسوى و ناس تعزم وناس لا .. تبين الشرهات تاصل لنا
نوره : هي علي مره .. ومره عليتس .. يعني اليوم نسوي شين بسيط بإستراحة عواد يكون لي .. وأنتي عاد تتكفلين باللي بتكون تسبيره وش رايتس ..؟
فضيه بعدم أقتناع : نوره خلي الأمر واحد .. وش له هالبهاذيل
نوره نطقت بسرعه من شافت رفض أختها : ماهوب أنا اليوم الصبح شريت الكيك والحلا .. قلت أكيد مانتيب مانعه مادريت إن هذا حتسيتس .. !
فضيه : لاحول ولاقوة إلا بالله ..
نوره : تغيير جو يافضيه .. وش بلاتس .. عادي تسننا رايحين لمكان نجتمع فيه
فضيه بعد صمت : نشوف !
نوره :مافيه نشوف .. فيه بنجي مير دقي ع بنات أم نوق .. جيبيهن معتس وأنا بصير من يمر ياخذ أمي معي .. وبدق على عواد أعطيه خبر .. يلا مع السلامه
أبعدت الجوال عن أذنها حتى تنزله بقوة على المركه ..
تنطق
" أففففف مابغت توافق "
وعيونها أنعقدت بطريقه تظهر مافيها من شر وضيق ..
تفز واقفه ووتتحرك بخطوات واسعه طالعه من الغرفه .. يفتح باب المدخل حتى يدخل بو فيصل والتعب ياكل ملامحه ..
نوره بدون نفس : وش عندك جاي بهالوقت ..؟
بو فيصل وقف يطالعها وبدون نفس: في وحده بالعالم تستقبل زوجها بهالشكل
نوره حركت أيديها لقدام : تلومني هالبيت تسنه محطه عندك .. تمر وأنت ماشي
بو فيصل يتقدم أكثر دافع الباب وراه : أغرفي لي الغدا بس
نوره :أبي ألف وخمس
بو فيصل أتسعت عيونه : ليه
نوره : والله أبيها تسذا
بو فيصل صد عنها بطفش حتى يرفع يده : روحي روحي أغرفي غداتس ثم يصير خير
تحركت من قدامه صوب المطبخ حتى تلصق فالباب تنتظره يصعد الدرج .. تسمع جوالها فجأه يدق وبقهر رفعت عيونها للسقف تتحلطم بكلام غير مسموع .. زحفت بجسمها بخوف على الباب حتى تميل براسها تطالع زوجها يصعد الدرج .. يختفي من قبالها وبسرعه رفعت قميصها وراحت تركض لباب المدخل .. تفتحه بسرعه وتطلع تركض لباب الشارع ..
تفتحه على بطئ وتميل براسها تحت أشعة هالشمس الحاره .. تنتظر ولدها .. تبعد راسها عن الباب وأنفاسها تختنق من قو الحراره .. تمر الدقايق حتى تسمع صوت سيارته ..
ثواني و يندفع بجسمه داخل وهو بحاله يرثى لها من الخوف والرعشات ..
ومن شاف أمه .. أنحنى ماسك يدها
" يمه الولد طاح بالأرض مغمى عليه وتجمعوا عليه الخلق .. وش أسوي "
نوره وحالة ولدها أربكتها .. سحبت يدها من بين أيديه .. ماسكه كتوفه : شف يمه .. شف تروح مباشره لأستراحة عواد .. تعرف غرفة الشينكو المقفله في آخر الأستراحة .. تفتحها
وتخليك فالأستراحه .. تدق على خالك .. عبدالعزيز وقله ياخالي البنت تبيني وأنا أبيها .. تسذا هالكلمتين بس .. وإن سألك أي سؤال حاول تتجنب تجاوب عليه
فيصل رفع صوته منهار : متعب تهقين مات
نوره بقوة ضربت كتفه : حنا في مصيبتن تسبيره .. رح رح .. يلا قبل أبوك يشوفنا .. ويكشف أمورنا .. يلااااا
صارت تدفعه تطلعه من باب الشارع
" رح .. يلا .. "
.
.
.
" ياماما .. جوعان أنا "
يقولها ولدها وهو يجرها من الفراش رغم أنهاكها وتعبها ..
حسنا بصوت التعب : تبي من المطعم ..؟
عبدالله يرفع يده لفوق : أنا شميت ريحة غدا زينه فوق ياماما ورحت طقيت الباب .. طقيت الباب .. بس خاله الجازي طردتني .. قالت أنزل لأمك تسوي لك وأنا جوعان
حسنا بضيق : متى ..؟
عبدالله يتكتف : ماتبيني ..وأنا أبي آكل .. مابي مطعم
رجع يسحب يدها.. ببجامته السماويه .. أسندت بيدها على السرير ورفعت جسمها بصعوبه .. اليوم التعب فيها يفوق حملها وصبرها .. تحس بجسمها متخدر .. غثيان غريب ..
يحتويها .. تنطق بصوت واطي
" هات الجوال يمه "
يرفع أيديه لفوق حتى ينط بقوة وينطق
" يسسسس "
يتطاير شعره الناعم من قفزته العاليه وهي أبتسمت من حركته .. يطلع يركض من الغرفه بسعاده .. حتى يوصل لشنطة أمه المرميه فوق شنط سفرهم .. يسحب جوالها
ويرجع للغرفه .. يمد الجوال لها .. أخذته ببطء حتى تضغط رقم جلوي ..
يعطيها الجوال مغلق .. تبعد الجوال عن أذنها بصمت .. حتى تظل تطالع الجوال تبحث عن رقم .. لحظات وتضغط أتصال .. يرجع الجوال مستقر عند أذنها .. تمد يدها الثانيه
صوب عبدالله .. تبيه يجلس جنبها .. وبسرعه صعد السرير الواسع .. زحف لين ماأنسدح بجنبها .. ضمته بقوة وهي تلعب بشعره
" ألو "
صوته الرجولي الجاف أرتفع أول ما أنفتح الخط .. كانت تعرف إن رده هذا أقل ردة فعل للي صار أمس .. بلعت ريقها بصعوبه وبربكه أنطقت
" هلا مشعل .. أعتذر دقيت عليك بهالوقت "
مشعل برسميه : أمري يازوجة أخوي
حسنا بصوت التعب : جلوي أدق عليه ورقمه مقفل .. تعرف وينه ..؟
مشعل : لا
حسنا بإرتباك أكثر : طيب ممكن إذا عندك وقت .. تجي تاخذ عبودي عندكم .. يلعب مع بنات فوزيه
مشعل بكلمات معدودة منهي هالمكالمه : مسافة الطريق
حسنا : ماقصرت ..
أبعدت الجوال عن أذنها حنى تنحني تبوس راس ولدها ..
" يلا عبودي .. روح طلع من ملابسك الجديده "
عبدالله هز راسه بالرفض : ياماما أنا جوعان .. مابي أروح مع عمي
حسنا والعبره خنقتها : والله تعبانه يمه وإلي فوق داقه عليها الصبح ومعلمتها إني تعبانه لكن إلي مافيه خير وش نرتجي منه ربي لا يحوجنا لها من بعد اليوم .. ربي لا يحوجنا لها !
رفع يده وهو يبكي .. ساعات من الجوع أرهقت جسمه ومزاجيته .. وماكان يسد جوعه كوب حليب أو قطعة خبز .. أنحنت حسنا تحضنه بأيديها الثنتين .. تسحبه معها وهي تبعد اللحاف عن رجولها ..
" يلا تعال معي "
ومن أستقرت خطواتها بالأرض ورفعت جسدها واقفه .. تحس بدوخه .. توقف لثواني ..
تتحامل على هالألم وتتحرك طالعه من الغرفه ..
يمر الوقت حتى تسمع صوت بابها يطق وعبدالله لازال مستمر يبكي .. مسكته مع يده حتى تاخذه لباب المدخل .. تفتح الباب واقفه وراه .. يرتفع صوت مشعل المتفاجأه
من شكله .. أول ماتحرك واقف عند مدخل الباب إلي شبه مفتوح ..
" وراك تسذا .. "
يرفع عبدالله يده حتى بملامحه الطفوليه يحاول يمسح دموعه .. يبعدها عن خده الناعم
نور الشمس يندفع بقوة عليه .. مظهر بياض بشرته وخصلات شعره البنيه الامعه
حسنا بإرهاق : أنا تو راسلت فوزيه وعلمتها بكل شي .. والسموحة إن تسان أرهقتك بشي
ينحني مشعل بثوبه الأبيض والنظاره الشمسيه مثبه على شعره من ورا باب المدخل حتى يمد أيديه له ساحبه لصدره ..يحضنه بقوة
مشعل بسعاده : هذا الغالي مايتعبني بشي
عبدالله وهو يرفع عيونه لعمه ومن بين دموعه : بابا وينه
مشعل يعتدل واقف : نروح ندوّره لك وبس .. يلا خلنا نمشي
أبتسم وقبل لا يتحرك
" ترا مانيب مخليه عند فوزيه .. أباخذه معي تابعي سناباتي وبتعرفين وينه "
حسنا بصوتها المرهق : طيب مشعل .. لا تنسى تقرا عليه
مشعل : لا توصين حريص
.
.
.
يرفع عصاه بقوة حتى يضربها بالأرض وعيونه تمتلي بشرار الغضب إلي أنفجر بلا مقدمات صوب من هو يجلس قباله ..
" أسمعني عاد .. الأمر بالأول والأخير تحت شوري أنا .. "
يرفع يده بوجه أبوه
" هالحين يبه تقولي هالحتسي .. هالحين بعد ماتعبت بهالمحكمة .. من غيّر رايك .. عواد صح ..؟ "
ترفع أم عبدالله يدها بعصبيه
" عبدالعزيز خاف الله .. "
تجلس بجنب زوجها إلي ظل يطالع ولده بعصبيه ..
عبدالعزيز : أو لايكون البنات وأمهن ماتبي .. قالوها والله قالوها لي !
بو عبدالله رفع يده بتهديد : والله مايستلمها لا أنت ولا عواد .. أنا الغلطان يومني فكرت أخفف الحمول عني لني تسبيرن فالعمر .. وأثرني المخطي
عبدالعزيز بحده : أنت يبه متصلن علي عشان تقولي مانت كفو للوصاه !
بو عبدالله صرخ فيه : كلكم مانتم كفو .. كلكم
عبدالعزيز أنتفض واقف : أنا عارف من خلاك تغيّر رايك تسذا ودواه عندي ..
أم عبدالله شهقت : والله هذا النقص بعينه .. يارجّال أبعد عننا بشرك ورح أنشغل بعيالك وحياتك وبنات عبدالله حنا لها بإذن الله .. والله لا يحوجننا لك دام هذا فعلك
عبدالعزيز بصدمه : حتى أنتي يمه .. حتى أنتي !!
أم عبدالله وهي ثايره : أبوك ماقال لك شي .. مناديك يعلمك أن قلبه ما طاوعه يسلّم الوصاه لك ولا لعواد .. يبي ضميره مرتاح .. ويستلمها مثل ما أستلم الوصاه على بادي لين الله سبحانه أعانه .. لكن أنت .. حطيت أن فيه من مغيّرن رايه .. وخليته عواد مره ومرتن حولت على أم نوق وبناتها .. أنت وش تبي في أم نوق هاااا
عبدالعزيز حط أيديه على خصره وصد بغضب : ..............................
أم عبدالله : حرمتن ضعيفه لاقت من البهاذيل لين قالت بس .. ومير أعلمك لا أنت ولا غيرك يوصلون مواصيل تربيتها لبناتها
عبدالعزيز ضحك بأستهزاء : ........................................
بو عبدالله أنتفض مقهور من ضحكة ولده الشامته : عبدالعزيز !
عبدالعزيز حرك يده صوبهم : كلامكم هذا خلوكم متمسكين فيه .. وإن طلع ماهوب ضده الوصاه .. ( ضرب صدره ) ترجع لي
بو عبدالله : هالحتسي مير متأكدين منه وأنت من راح تخسي بقولك وفعلك .. ويالله خلنا نشوف
عبدالعزيز صار يحرك أصبعه السبابه وهو يأشر فيه لأمه : خليك شاهده أن أبوي موافق وبيسلمني الوصاه لا طلع مايخالف قوله
تحرك بخطوات واسعه طالع من المجلس وهم ظلوا جالسين في شعور الصدمه من ماقاله ..
ماكان اللقا إلا كلام هادي .. يشرح فيه أبوه أنه أستخار المره .. بعد المره .. وما أرتاح لكن هو قابل هالكلام بالرفض .. !
لفت له أم عبدالله بعصبيه .. حتى تنطق بحرقه
" شفت .. شفت آخرة فعولك .. وش له من البداية تعطيها عيالك .. أنت ماهان عليك تسلم رقبة بادي لهم .. خوفن من طمع النفوس ومن الظلم وقلة الفعول .. ويوم كبرت بالعمر مير أنخبلت .. ! "
تدخل فضيه وهي تشيل صينية القهوة والشاي بس توقف بأستغراب
فضيه : وين عبدالعزيز
بو عبدالله نفض يده بدون نفس بأتجاه الباب : راح عساه بشره مايعود
فضيه بخوف : أعوذ بالله يبه .. وش صاير ..؟
أم عبدالله : خليه عنتس بس .. وتعالي قهوي أبوتس
" السلام عليكم "
تتوجه عيونهم للواقف عند باب المجلس بإبتسامته الهاديه .. يميل براسه بتعب على إطار الباب
بو عبدالله وشوفة ملامح هالبادي تسعده : هلا هلا يابوك .. جيت بوقتك تفكني من أمورن تضيّق الخلق
بادي وهو يبعد عن إطار الباب ويدخل : أكلت علاجاتك
فضيه : هلا بالمعرس .. هلا وغلا ..
يتقدم بادي صوب عمته حتى يسلم عليها ويبوس راسها .. يتحرك رامي نفسه بجنب جده ..
يحط يده ورا ظهر بو عبدالله ...
بادي : من مضايقك يبه .. مانيب مذكرك بصحتك لنك أكيد تعرف إن هالأمور ماهيب نافعتك
أم عبدالله تميل براسها لبادي : مقابلين عبدالعزيز وتهاوش مع أبوك عشانه ماعاد يبيه يمسك الوصاه
بادي أبتسم حتى يطالع أبوه : يعني أقفيت
بو عبدالله رفع يده : أقفيت .. أقفيت أبدن ماتمسك هالبشريه بنياتي
بادي وهو يميل براسه لورا : وش تسنا نقول لك .. يبه من البدايه !
بو عبدالله : وأنا وش يعرفني إن هذي تاليتها
فضيه وهي تنحني تحط الصينيه على الطاولة .. تسحب الدله مع الفناجين وتقترب من أمها تصب لها قهوة
فضيه تحاول تغيّر الأجواء : ها بشرنا متى بتحدد العرس ..؟
أم عبدالله رفعت عيونها لبنتها : بالأول نروح نشوفها
بادي بإرتباك فاضح : مانتيب رفضتي هالشوفه
أم عبدالله : رفضتها قبل بس دامك ملكت وهذا نصيبك لابد نروح نشوف البنت
فضيه تقدمت لأبوها وبحواجب أنعقدت : بادي وراها يدك مغطيها بشاش
سحبها بسرعها حتى يدفنها مابين ركبه ينطق وهو يتصدد بعيونه بعيد عنهم
" لا بس ضربت يدي بالغلط "
بو عبدالله حرك راسه بعدم أقتناع : عند العرب ..؟
بادي : بالغلط يبه
تقترب منه فضيه تصب له القهوة .. تنطق بفرح
" ترا اليوم نبي نروح لأستراحة عواد .. مسويه لك نوره حفله سريعه على قدها "
بادي أتسعت عيونه وهو يمد يده للفنجان .. ياخذه : لي أنا !!
أم عبدالله : كثر الله خيرها يومنها فكرت تفرحك .. حفلتن بسيطه يمه
بادي أبتسم بذهول : إيه .. بس أنا على أساس بروح بعد العصر نسلم المهر ..
أم عبدالله رفعت يدها : لا لا لا .. ماتروح إلا حنا معك منها نشوف العرب والبنت وبعدين أنت ماتبي تلبسها الشبكة .. نفس يوم دخل بتار على نوير ولبسها هكا الذهب إلي إليا وقتك وهم يحتسون فيه
فضيه ضحكت : يمه بتار هذا الظاهر إنه له معزتن في قليبتس مالها قاع ..
أم عبدالله بثقه : الشيخه ما تعطي لصاحبها إلا الغلا والمعزة تسيف لا تسان راعيها ماهوب شيخته من خلت صيته بين العرب إلا فعوله ومراجله
بادي وهو يفرك رقبته : بس .. بس يمه أنا ما نيب شيخ ولا أبي ألبسها لا شبكه ولا شي
لفت أم عبدالله بحده صوبه حتى تطالعه بنظره خلته يرتبك أكثر
أم عبدالله رفعت يدها بتهديد له : شف عاد ..
تحركت بجسمها صوبه حتى تضرب أيديها على فخوذها وتنطق من قلب
" لا تسوي لي سواة هاللي يتسمى عواد .. نبي زواجن نفس الخلق والعالم .. لا تحسسوني إنكم فيكم بلا "
بو عبدالله لف صوب بادي حتى يأشر على زوجته : أسمع وش تقول
أم عبدالله : وأنا صادقه .. قلي ذا الحين واحدن من عيالنا تزوج نفس الخلق .. هذا جلوي تزوج بالحيله .. وعواد بالسر .. ( أشرت على بادي ) وخبلك هذا دق عليه رفيقه قاله تعال ثم شالك لحالك وراح للخرج يملك ماقدر يقول باتسر .. إلي بعده .. أنا وراي خوال وعمان يبون يفرحون معي .. والله يستر من الباقين .. ثم عاد يثبتونها براسي أزود من قبل
فضيه : يايمه .. عيالتس تسثير .. باقي متعب ومشعل .. وحمد وفيصل ومعاذ وريان .. زوجيهم مثل ماتبين ..
أم عبدالله رجعت تهدده : مير خذ العلم إياني وإياك تروح يم العرب وتسلمهم المهر بدوننا .. كلنا نبي نروح ونشوفها .. وترا مابقى غير ساعه ونروح للإستراحه .. نبيك تودينا أنا وفضيه والبنات ..
رص بقوة على الفنجان ورعشات الخوف تغتال راحته ..
دقات قلبه إلي بين ضلوعه تزيد بشكل يفضحه
كيف لو راحوا وشافوها بالشكل إلي شافه فيها
وش بيقولون .. !
بلع ريقه ورفع الفنجان بعبث حتى يشربه ببطء ملتزم الصمت
.
.
.
" والله .. ثم والله .. لا تندمين طول عمرتس يالخايبه أنتي ضيعتي رجالن تسانه أخطى من زمان فهو رجع مصلح خطاه .. لكن هه أستلمي .. جايتني أدربي ( تشيل ) براسها ولا بعد من قواة العين تبتسي عليه .. على وش تبتسين عليه .. ماهوب هذا إلي فيه وفيه "
أمي الله يطوّل بعمرها .. ماغسلت شراعي بالأرض وبس .. إلا داست علي وبهذلتني بالخناق .. خلتني أكره دموعي .. أحس بتساي مسلسل ماله داعي .. قاعده تسني مصفقوتن بجدار قبالها .. عبايتي فوق شنطة السفر إلي جنبي .. حسستني إنها مكبوته وشايله علي شين ماهوب سهل عاد جاك يازيد ماتتمنى .. لقتني داخله عليه قالبه عطيات !
أبتسي بتسى أستغفر الله تسن ميت لي أحد ومعي عهد ..
وأنتفضي يام نوق وأكفخينا بالنعال .. والله إني بغيت أقولها " أنا حامل " بس مسكت عمري وصرت أتخبى ورا عهد إلي قامت تهاوشها ليش تبتسين ..
الله لو شايفتنا عند الباب .. أظن طردتني أنا وعفشي وفوقهم عهد ..
أبي أحتسي .. أبي أقول شي عجزت .. كل مانفخت صدري بالهوا وبغيت أنطق قالت
" حستس تحتسين من زين الصوت ! "
وأنطم وأسكت .. حركت عيوني لعهد إلي تجلس جنبي وتفرك ظهرها .. والله ضعيفه
ذنبها الوحيد أنها لقتني عند الباب .. نطقت فجأه عهد
" يمه .. أطالبتس بتعويض "
" أنا بنت أبوي .."
أنتفضت أمي ساحبه العصاه إلي جنبها وأنا بخرعه صرخت ..
" لاااا "
وهذي الأخت بتحط رجلها وبتشرد .. أنحنيت لها حتى أجرها بالقوة لا تقوم .. قامت ترافس بالأرض وتصرخ
" خلاص بموت "
أول ماحطيت ثقلي أيديني وجسمي كله على ظهرها وأفرك ماينشاف إلا غبرتي عند الباب ...
" يايمه .. يايمه أستهدي بالله .. ترا إلي راح ماهوب جون كيوي .. حده جلوي "
قلتها وأنا ألصق بإطار الباب ..
أشرت علي أمي بيدها .. وأنا خلاص .. أظن صرت بعين أمي مجرمة حرب يادافع البلا .. ليه شايله علي تسذا ..
" أنتي .. أنتي ماجاتس دواتس للحين .. مبطيه عنه الظاهر "
رفعت عهد يدها بقوة لي تصارخ وهي متمدده على الأرض
" جون كيوي الله ياخذ أبليستس .. أسمه جون كيري .. كيري وبعدين زودن على أنتس مألفه بالأسم .. تضربين لأمي مثال فيه ..في واحدن تسافر ( كافر ) ! "
شهقت أمي حتى تضرب صدرها بقوة
" تسافر !! "
حركت عيونها لي وأنا بلعت العافيه .. يقالي أني صرت مثقفه من مقابل التلفزيون في بيت عمي .. وأثرني عمري مابطيح .. إلا أنبطح .. هذي الحقيقه ..
" ماتخافين الله .. تقولين أسم الكفار عندي "
" يمه ألحقي علي بروح المستشفى .. كسسر كسر بظهر "
تقاطعها عهد وهي ترجع أيديها لورا تبي تتلمس ظهرها .. لفت أمي العصا ولا جت إلا على رجولها ..
" تبين تتحرولين قومي برا عني يالله أشوف ."
فجأه تدخل وعد .. تحط يدها على خصرها وتهز راسها بدون نفس
" الحمدالله والشكر .. هذي وجيه تسانت قبل شوي فاتحه حنفية مناحة عندنا "
قمت أتلفت .. نطقت ..
" يمه في صوت .. في أحد حتسى "
طالعتها تحت وأنا أضرب كتفها
" وعد .. مساتس الله بالخير من فوق لتحت "
" هه هه هه .. خفيفة دم "
سحبت يدي لها وأنا أرفع عن كم قميصي ..
" شوفي دمي هذا لو يقوطر تسان أكبر مستشفيات المملكه يأجرونه "
طارت عيونها لفت لأمي وهي تأشر علي
" يمه تكفين .. خوذيها لمداويه .. بنتتس لايكون فيها وشرة بالراس "
صدت أمي عننا ماتبي تضحك .. ماسكه ضحكتها بس ماتبي تخرب هيبة الصراخ ..
لحظات وتكمّل وعد
" ترا عمتي فضيه دقت تقول أن بادي بيمرنا فيه حفله صغيره "
عهد وهي ترفع راسها : وين
وعد : بإستراحة عمي عواد
تدخل هيا ماره مابيننا ووراها شيما .. تشيل بيدها صحن فواكه .. تنطق من أنحنت جالسه بجنب أمي
" أنا عني مانيب رايحه "
دخلت أكثر ومايمديني بنحني بقول نفسها إلا صرخت أمي
" لا تقابليني أنتي "
تحركت بخرعه راجعه لمكاني .. قلت
" وأنا "
" ومن قالتس أنتس بتروحين "
تسن أمي صفقتني كف باللي قالته .. بس ماعليه مقبوله من أم نوق ..
تنطق شيما ببرود
" أنا بروح كود أغيّر جو "
ظليت أطالع ملامح وجهها إلي رايحه فيها من التعب وتسن أستغفر الله وراها همن
كاسرن ظهرها .. غريبه .. شي مايطمن فيها ..
رفعت أمي يدها
" دام فضيه وجدتكم معكم مايخالف أنتن بأمان عندي بس شوفن الطلعات والروحات لا تصير واجد .. "
تحركت عهد تركض طالعه من الغرفه وتسن ماهي إلي تون منبطحه قدامنا .. ترفع صوتها
" بروح أتجهز " تلحقها وعد وشيما .. تأشر أمي على أغراضي
" شيلي بليتتس ذي عني .. وحتسينا ترا ماخلص "
.
.
.
يوقف عند باب المكتبه وهي قباله تجلس على كنبه طويله .. تضم رجولها لصدرها ..
يرتاح على ركبتها مجلد كبير .. وعيونها ماتفارقه .. ماملت من هالحاله الغريبه إلي تهاوت فيها غصن كسير ..
" مساء الخير "
ردت ببرود
" مساء الخير "
أرتفعت حواجبه من هالنبره الغريبه في الرد عليه .. تحرك بخطوات واسعه صوبها لين ماوقف قبالها ..
" أنتي من جدتس من طلعت الصبح لحد العصر وأنتي مقابله هالمكتبه "
" عادي "
نطقتها بعيون تتحرك تقرا مابين سطور هالمجلد بدون أدنى أهتمام وتقدير له .. أخذ نفس يحاول يتجاهل تصرفاتها الغريبه حتى ينطق
" طيب الكل مجتمع في الأستراحة .. قومي خليني أخذتس لهم "
حركت عيونها له بنظرة قاتله تثور وسط ملامحها الناعمه
" شايف وضعي يسمح ..؟ "
نطق بحده
" لا تقعدين تسذا وتتصرفين هالتصرفات الغريبه إلي ماراح تقدم ولا تأخر من ماصار .. نحتاج صبر وبإذن الله بحل الوضع أنا "
رفعت الكتاب بدون نفس حتى تسكر المجلد بقوة .. تحطه جنبها وتتمايل بجسمها متوجهه له ..
" وكيف بتقدر "
حرك عواد كتوفه بضياع
" بقدر بس عطيني وقت "
ضمت شفاتها بقوة حتى تهز راسها .. تنطق
" طيب .. لك الوقت بس مابي أطلع ولا أبي أزور أحد ولا أشوف أحد "
عواد بضيق : ليه ..؟
ناديه ضربت راسها بدون نفس : عقلي يقولي كذا
عواد بحده : ناديه .. أحتسي زين ترا ماهوب أنتي لحالتس إلي قاعده تنضغطين أنا بعد وحمولي أكبر من حمولتس لكن لا كلمتتس بنفس شينه ولا قمت أتصرف بتصرفات مالها معنى !
ناديه رجعت تسحب المجلد مرجعته على ركبتها : بقرا لو سمحت
عواد رفع حاجبه اليسار بحده : ..........................
ناديه بهدوء صارت تفتح المجلد وتقرا : ..........................
عواد أشر بيده لها : خليتس تسذا ساكته ومتكتمه على الوضع بس مصيري ياناديه بعرف وش إلي في بطنتس ومخبيته عني
حرك يده حتى يضرب الكتاب بقوة ويتحرك مبتعد عنها .. هي إلي ظلت فاتحه عيونها بأتساعه تطالعه بصدمه لين ما أختفى من قبالها ..
.
.
.
فالحديقه الواسعه إلي تمتلي بظلال الشجر والنخل .. والمساحات الخضرا الواسعه .. ترفع يدهاا بتوتر وشي ينقبض له قلبها .. تفرك جبينها بقوة .. العبايه الواسعه ترتمي على كتوفها مع شيلتها ووراها يجلسون بنات خالها كلهم .. دقت عليه الظهر .. وهذي هي الساعه تقترب من خمس العصر ولا يرد .. ليش خايفه على أخوها ..؟
المشكله ماتبي تدق على أبوها وتشغله بخوفها أو تقول لأمها أي شي لأنها ماراح تتحمل ..
نقطة ضعفهم هو هالمتعب .. لا مسه تعب .. شالوا الهموم على كتوفهم بشكل لا يوصف ..
من شدة الخوف عندهم كانوا في الأيام الأولى من المرض يتناوبون عليه في كل ليله ..
كيف هالحين بتروح وتقولهم .. مع أنه وصاها تدق عليه .. رفعت عيونها للسما ..
نطقت بصوت شبه مسموع
" أستودعتك الله يامتعب .. أستودعتك الله "
" جوووووود "
تحرك راسها صوب أمها إلي واقفه عند باب قسم الحريم .. ترفع عباتها وهي تمشي على العشب حتى تنط صخور كبيره .. تمشي على الرصيف لها .. تقترب منها
فضيه : يمه .. متعب مادق عليتس ..؟
جود بربكه : ها
فضيه بخوف : يايمه أدق عليه فالبدايه يدق ذا الحين مقفل
جود بعبث : إيه هو قال بيتقفل جواله مافيه شحن
فضيه براحه : يعني كلمتيه
جود مجبورة تكذب : إيه
فضيه : طيب مر على البيت وتغدى ترا هو وراه حميه لازم يلتزم فيها وبالأكل المخصص له
جود تبلع ريقها حتى تضرب أيديها في بعض تهز راسها ..تحاول تبتسم : مايحتاج .. أكيد متغدي
أخذت فضيه نفس بقوة حتى تحط كفها على صدرها تنطق
" يارب لك الحمد "
جود وهي تلف لورا تطالع بنات خالها : يمه فيه قهوة وحلا .. وش بلاها خالتي سحبت علينا
فضيه : حاطه كل شي عند الرجال
جود بقهر ترفع يدها صوب أمها : طيب علمتنا نطلب لنا ماهوب تسذا
فضيه تنحني لها : قصري صوتتس .. إلي تبونه بيجي ..روحي أقعدي عند البنات .. يلا
صارت تدفها ومن تحركت .. لفت فضيه بجسمها داخله القسم أكثر تمشي فالممر صوب
الجهه إلي يطل منها هالقسم لجهة قسم الرجال .. تنحني نوره براسها في ظلام وحده من الغرفه وهي تستمع للي ينقال .. عيونها بخوف تنتقل يمين ويسار تتأكد أن مافيه أحد ..
وهي أول من دخل هالأستراحه عشان تكون في الأستقبال .. وتخطط على ماتبي تسويه ..
وبيدفن كل ما فعله ولدها .. مبعدته ومبعده نفسها عن الشر .. ترفع تنورتها وتندفع
بجسمها طالعه من الغرفه تركض صوب غرفة المجلس الطويله وهي تشيل بيدها أوراق فوق بعض تمسكهم بكل قوتها .. تبلع ريقها بخوف مجنون يرتعش له جسدها كله حتى تفتح اللمبات .. تقعد تتلفت
تبحث عن شنطة شيما إلي أستقبلتهم وهي تحاول تحفظ أي شنطة داخله فيها .. وبسرعه تركض لآخر الغرفه .. تجر شنطتها وتدفن فيها الأوراق .. تسكرها وترميها راجعه للمبات مسكرتها وهي لا زالت ترجف بشكل واضح .. أصواتها المرتعده يظهر بشكل فاضح ..
تطلع تركض والقسم خالي .. البنات مع جود برا وأمها مع فضيه عند الرجال أكيد ..
تمسك رقبتها بقوة وخطواتها تزيد أتساع .. تدخل الغرفه المظلمه من جديد .. وبطء تسحب جوالها إلي تعرف زين وين مكانه .. تتصل على من ينتظرها من الظهر في هالمكان ..
تحط الجوال عند أذنها وأول ما أنفتح الخط ..
" أسمع .. إن وصلك مني أتصال خلاص تروح تركض للغرفه وتسكرها عليك .. تفهم .. "
صرخت بصوت واطي تكتم فيه عصبيتها
" ماعاد عندنا حل .. تفهم أنت ماهوب وقت خوفك .. أخلص "
" نوره ! "
تنتفض بقوة ساحبه جوالها لتحت .. عيونها أتسعت بشكل غريب وهي تشوف أختها واقفه عند الباب .. كل شي قام ينتفض فيها وفضيه أنحنت بجسمها مشغله االلمبات .. وأول ما أنتشر النور في المكان إلي تخفي فيه خبث أفكارها وفعولها .. ظلت فضيه تطالعها
وماتدري ليش شكت بوضع أختها .. من وصلوا وهي تجلس بالظلمى وقليل طلعت عند أبوها وبادي مع أن الحفله حفلته !
فضيه : عندتس مشكله
نوره بجمود تحاول تتمالك نفسها .. بس ماتقدر : لا .. هو .. هــ .. هو بو فيصل
رفعت يدها إلي ترجف بشكل مجنون تلامس فيه رقبتها .. تفركها .. تغرز أصابعها في جلدها تحاول تثبتها
" زعلان "
تحركت فضيه بحزن على حالها .. توقف قبالها ..
" ياعمري ولا قلتي لأحد "
نوره تحاول تعدّل صوتها : لا عادي
فضيه تمسك يدها : تعالي أمشي كلنا قاعدين أبوي وأخواني قولي لهم والله لا يصلحون أمرتس .. هذولي عزوتنا ..
نوره تبي تتأكد : عبدالعزيز موجود ..؟
فضيه بضيق : إيه حلف عليه منصور يجي لأنه تهاوش مع أبوي
نوره : ليه ..؟
فضيه : أبوي خلاص .. قرر أن الوصاه مايعطيها أحد
نوره رفعت صوتها بصدمه : نعم !!
فضيه بأستنكار لردة فعلها : وش فيتس بعد أنتي .. لايكون معارضه
نوره : لالا .. فضيه ( قامت تنفض يدها بالهوا ) شوفي .. أنا بروح أشوف الباقي من الترتيبات
فضيه بضيق تحس أختها ماهي طبيعيه : ماهوب الحلا والكيك برا
نوره بطفش : فضيه خلاص .. أنتي أطلعي وأنا بلحقتس .. يلااا
فضيه : طيب لا تتأخرين
تحركت تاركتها واقفه .. تكتفت بحيره وكل ماتبيه هالحين كيف تستدرج شيما للمكان .. السرعه بالتنفيذ بيخليها تكسب وقت للباقي من الأمور .. تحركت طالعه حتى تطلع برا القسم .. تنادي بصوت عالي
" بننااااااااااات "
تسمع وعد ترد بصوت أعلى " نعااااام "
تميل بشفاتها بدون نفس حتى ترجع تنادي
" تعالن أبيكن يلا "
أرتفعت رجولها أكثر وهي تحاول تشوفهن من ورا الشجر .. لحظات وتسمع أصوات وكأنهن يشاورن بعض .. صارت ترفع جسمها
" يلاااااا تعالوا "
تشوف عهد تفز واقفه وشعرها المجعد يرتمي على كتوفها .. وجسدها تغطيه عباه فضفاضه
ترفع أيديها تشدهم وهي ماسكه شيلتها .. لحظات ثانيه وتوقف شيما بهدوئها و صمتها ..
الشمس تميل للمغيب .. ونورها الهادي يطل عليهم من على أغصان الشجر المرتفعه ..
يتحركون مقتربين منها ..
عهد : هلا عمه
نوره تأشر لداخل : فيه كراتين بالمطبخ أبيكم ترتبونها
شيما لفت لورا حتى تنطق بأستغراب : ليش ماجوا
نوره أنحنت تجرها وبإبتسامه : أبد أنتم تكفون .. يلا يمه أنا حرمتن تسبيره فالعمر مالي في شيل الكراتين ..
عهد وهي تلعب في شيلتها .. تجرها من أطرافها : لا عادي .. أمرن سهل ياعمه
تحركوا من قبالها داخلين وهي ظلت بخوف تطالع جود ووعد .. تاخذ نفس بقوة حتى تدخل وراهم وتسكر الباب .. لفت عهد بصدمه .. حتى تنطق
" ليش سكرتي الباب ..؟ "
نوره تجمدت واقفه : لا أنا بطّلع فطاير وحلا ولا نبي يخرب من الهوا .. لأننا بنرتبه
رفعت عهد حواجبها بقوة حتى تطالع أختها شيما إلي هزت كتوفها .. لحظات وتدخل فضيه ..
تتحرك يمهم .. كملت نوره خطواتها للمطبخ .. تروح تفتح الثلاجه إلي كانت مليانه بأنواع العصاير والفطاير .. يدخلون وراها البنات
شيما من شافت مابوسط الثلاجه : هذا يبي لنا يومين .. من مسوي فيها تسذا
تتحرك فضيه واقفه ورا شيما .. وهي تميل براسها تطالع الثلاجه
فضيه : الحمدالله والشكر من معبيها تسذا ..وبعدين وش تبين فالبنات .. يسوون ..؟
نوره وهي حاقده على تدخل أختها : أبيهن يرتبن معي
فضيه بسرعه مدت يدها لعهد : تعالي يمه .. روحوا روحوا برا تونسوا وأنبسطوا .. أنا أسنع هالشغله
نوره بعصبيه : فضيه وش فيتس نبي نخلص ترا
فضيه بضيق : بنات أخوي مايشتغلن
نوره حطت يدها على خصرها : ياسلااااام .. وش شايفتني مسويه ذا الحين كارفتهن ..؟
فضيه رفعت أيديها حتى تنفضهم بملل على أختها : أنا ماهوب هذا قصدي .
نوره وكأنها زعلت : إلا قصدتس بتخليني إني راعية الأوامر ها ..؟
عهد بطفش رفعت صوتها : وشش ذا بتقعدون تتهاوشون عشاننا .. خلاص خلاص بنرتب سوا كلنا
فضيه برضا : إيه تسذا ( أنحنت تمسك خدود عهد ) يسلم لي العقل
عهد نفخت صدرها : أعجبتس ياعمه ..
رفعت نوره يدها بتوتر وهي تشوف شيما وفضيه مع عهد .. بدوا شغل بهالثلاجه .. ولا كأنها تعبت وخططت .. أخذت نفس بقوة حتى تفرك جبينها .. لحظات وتنطق ...
" إلا شيما .. تروحين معي لبرا نجيب القهوة والشاي ..؟ "
رفعت فضيه عيونها لأختها حتى ترفع نوره قاطعه عليها بقهر
" فكينا يرحم الله والدينتس .. أنا جايبه قهوة ثانيه بس ورا "
فضيه حطت يدها على فكها : فيه وتاركه البنيات من زمان بليا قهوة وحلا !
نوره بتبرير : كنت مشغوله
فضيه بقهر : ماغير مقابله الغرف الظلمى .. مانتيب مضبوطه تسان زوجتس زعلانن مره علمي أبوي لا تسكتين
شيما بهدوء وهي توقف .. تهز كتوفها : إيه عادي أروح معتس
نوره حركت يدها براحه : أجل يلا
عهد رفعت يدها وبحماس قامت تحرك رقبتها : شوفي ترا بنسبح .. تعالي بسرعه دام إننا فاضيين
شيما وهي تسحب شيلتها مبتسمه : طيب
وقفت نوره تطالع في عهد حتى تتحرك تمشي ووراها شيما تلف الشيله حول
شعرها تغطيه ..
شيما : عمه دقيقه بروح أجيب نقابي من الغرفه
نوت تتحرك لكن أنحناءه منها حتى تمسك يد شيما بقوة أخلعتها ..
نوره : مايحتاج .. حطي شيلتتس .. شويات وراجعين
شيما وهي تتكور على نفسها .. بالعافيه نطقت : طيب
ماتدري ليش خافت فجأه من نظرات عمتها وحركتها .. ورغم هالشعور إلي أحتواها كانت خطواتها تقودها تمشي وراها صوب الباب إلي سكرته .. تفتحه وشيما سحبت عباتها حتى تثبتها على راسها .. يطلعون من القسم يمشون على الرصيف وهي لا زالت كاشفه عن وجها .. تعانق خطواتهم الرصيف وعلى يسارهم النخل والشجر يتنافسون في من ياخذ الفرصه
ويعانق أشعة الشمس الأخيره .. تدفع الهوا بعض غصون الشجر .. حتى تصدر صوت قوي .. لحظات أكثر حتى يرتفع ضحك عواد مع بادي ..
يبتعدون عن القسم داخلين على المكان إلي فيه غنم أمها وعنز وعد .. تشوفهم من بعيد وريحة الغنم تهب مندفعه صوبهم .. ينزلون يمشون على الرمل .. وقفت فجأه خايفه حتى
تلف ورا تطالع الشجر والنخل من بعيد .. والمكان كأنه شبه مهجور .. يحوطها الشنكو
والحديد من جهاتها الثلاث
شيما بخوف .. وقلبها أنخطف من هالشعور المرعب : عمه .. أبعدنا
نوره أبتسمت أشرت لقدام : شوفي هناك السياره ..
شيما صارت تأشر لورا : طيب وش جاب السياره هنيا والمداخل ورانا
نوره وقفت مأشره لها : تعالي يمه .. بسرعه لا نتأخر عليها ..
شبكت أصابعها ببعض ووقفت تلقي نظرة على المكان إلي داخلين فيه أكثر يحوطهم سياج وأشجار صغيره متمايله وكأنها ميته من الأهمال .. لونها الأصفر يعلن عن أي هلاك أحتواها
الشنكو بعضه واقف .. وبعضه مرمي على أكوام حديد .. تنزل بعيونها للرمل الناعم
إلي بدت رجولها تنغرز فيها .. ترفع عيونها بخوف من شافت عمتها أبعدت عنها .. لفت لورا والمسافه عن الأستراحة أبعد بكثير ... لمت عبايتها وبسرعه راحت تركض تلحق عمتها .. تشوفها دفعت باب شنكو ودخلت .. بلعت ريقها بصعوبه .. وهي تتمايل من الأرض
إلي ماعادت مستويه تحتها .. تميل براسها وهي تقترب من هالشنكو إلي وكأنه غرفه ..
تنادي بصوت يرجف
" عممممه .. عممممه وينتس "
وقفت تنتظر وهي تسمع صوت الغنم وراها .. بلعت ريقها بعبره والخوف بدى يحتويها بشكل كبير .. نطقت بعبره
" عمممه .. عممه وينتس "
" تعالي "
راحت تركض ماصدقت تسمع الصوت .. وأول مادخلت .. أندفعت بقوة حتى تطيح على الأرض .. ترتمي متمدده و " آآآآه " طلعت من شفاتها بألم .. حركت راسها إلا عمتها بلمح
البصر تجر الباب وراها تسكره .. أنتفضت بقوة تركض للباب .. تصرخ
" عممممه وش فيه .. ليش تسكرين الباب "
وبأقوى ماعندها قامت تضرب الشنكو.. وتبكي تصرخ بأعلى ماتقدر عليه
" عمااااااااه .. عماااااااه .. لا تتركيني هنيا .. أموووووت .. والله أموت "
ثواني حتى يرجع الباب وكأنه يفتح .. صارت تمسح دموعها وتبعد خطوتين لورا ..
أكيد ماقصدها تسكر عليها الباب .. يمكن كانت بتحميها من شي ..
تتنفس بصوت مسموع وهي تبكي ... يندفع باب هالشنكو ببطء ومن لمحت عيونه المتسعه
بخوف على الأخير وهو نازل براسه شوي وكأنه بيدخل مثل الحرامي .. حتى تفتح فمها
وعيونها المبلله بالدموع تتسع بقوة .. جمدت بمكانها والأرض بدت تتزلزل من تحتها ..
وقلبها يتسارع بالنبض للدرجه إلي حست فيها أنه مع كل نبضه ينتفض جسمها برجفة
تهزها وكأنها قطعة ورق في وجه الريح .. يدخل أكثر وهي متصلبه في مكانها .. تظهر ملامح وجهه .. جسمه وغمامه سودا تحتويها حتى ترتمي على الأرض غايبه عن الوعي .. !
تاركه للكارثه تشق طريقها في حياتها وحياة خواتها وأمها .. هم إلي أصبحوا بحاجة أرض غير هالأرض .. إلي وكأنها بدت تبث سموم الأحزان ولا تمل .. كأن العالم بهمومه
ماكان له يصحى إلا بصدورهم .. فيما هالقلب فيهم .. مايلقى له مكان يتوارى فيه
عن الهموم الغايبه .. والدمار .. صوت بكاهم المفجوع في قسم الحريم يرتفع .. تنحني وعد بكل قوتها تتمسك بشنطة أختها وهي تصرخ في عمها
" والله ماتاخذون أغراض أختي .. لمتى بنسكت لكم .. لمتى .. خلاص رجعونا للبيت مانبيكم .. مااااااااااااا نبيكم حنا .. وين أختي .. وين أخذتوها والله ما نتركم كلنا .. "
يثور بوجها حتى يرفع يده بقساوة صافعها بأقوى ماعنده تطيح فالأرض وهو يصرخ
بجنون
" أختتس طايحه حب غرام مع فيصلوه .. نعنبوكن ماتستحن يالتسلاب .. "
تركض فضيه بفاجعه صوب أخوها عبدالعزيز .. تدفعه بأيديها الثنتين .. تصرخ فيه
" وخر عنها .. وخر لا تمد يدك أشوف "
ولا همه .. شرارة الغضب بالمنظر إلي شافوه بعيونهم ماترك للكل وجه من كلام .. يتحرك بخطوات واسعه وهم مقفلين مخارج القسم كله وتاركين شيما برا .. تركض عهد بكل قوتها لجدتها
إلي جالسه تبكي من هول ماصار وسمعته من نوره وعبدالعزيز جود توقف قبالها في حالة صدمه .. بثواني أنقلبت
هالحفله البسيطة .. لمسألة شرف وعار .. !
تنحني بإنهيار عند ركبة جدتها .. بالعافيه تتكلم وهي تترجاها
" والله تسذب حتسي عمتي .. تسذب .. تكفين خليهم يطلعونها .. نبي نشوفها .. ليش سكروا علينا البيبان ليش .. وين بياخذونها .."
لفت بخرعه صوب الباب إلي طلع منه عبدالعزيز حتى تركض له .. ترجفه برجولها ويدها وهو يقفله
عهد بصراخ : أفتح الباب ... ( صرخت بقوة ) جااااااادي .. عمممممي عووووواااااااد .. تكفون أفتحوا الباب .. أفتحووووه .. طلعوا أختي طلعوهااااااا .. وين شيما .. شيمااااااااا ... شيماااااا
صارت تضرب برجلها باب الحديد ولا كانت تستوعب حجم الألم .. أهم ماعليها أختها تشوفها .. رفعت الجده يدها حتى تشهق فالبكا فجأه .. مالها حيل ولا قوة .. حتى هي دخلوها بالغصب .. تاركينهم وسط جحيم من الأفكار لا يطاق وصدمة ما أنقال تجعلهم
في منطقة الاشعور .. !
وماكان يخترق صمت هالأفكار غير صوت الأنهيار والبكا ..
وهناك تظل عقولهم .. تدور بجنون .. داخل دوامة أفكار تهز سمعة .. وحياة وبترميهم في معزل .. داخل طاحونة القيل والقال والفضايح بين العرب .. !
وفي لحظة ما .. عند تخطيطها المحكم لكل ما يربط ولدها ويدفعه للنجاة حتى لو أنداست أعراض بوحل العار .. ماكان يهمها توقف فالمجلس قبالهم .. أفرغت مابصدرها من أقاويل كذب وأفترا مستغله أغماءة شيما .. وهم قبالها مابين عقلهم والجنون
شعره وحده .... تضم بيدها يد ولدها .. إلي كان في حالة مبهذله من ماجاه من ضرب وهم يطلعونه من الغرفه .. يرمونه برا .. تصرخ بصوتها الأخير
" هم يبون بعض .. وقلت .. قلت لعبدالعزيز ورفض .. شوفوا آخرتها "
يظل عواد واقف .. ونار تشتعل في صدره .. يجلس بجنبه بو عبدالله إلي من عظم ماينقال ماقدر يظل واقف على رجوله .. المصيبه أكبر من الكلام .. ألم رهيب داخل صدره .. والأمر حصل في أستراحته .. راح الجنون يتعاظم في صدره .. ينزل كما الصاعقه
داخله .. وبادي بإنهيار يجلس على الأرض ... عيونه ودها لو تهجم على هالعمه .. تصرخ فيها .. كل ماتقولينه كذب .. كل ماتتهمين في بنت عمي كذب ..لكن المصيبه أنهم لاقينها بالغرفه مرميه مغمى عليها .. تتحرك عيونه صوب فيصل
إلي أنسحب مثل الكلب لهالمجلس .. ومافكه عن عواد وعنه غير عبدالعزيز .. يجلس منصور قباله بصمت وأنكسار غريب .. فجأه يدخل عبدالعزيز يصرخ .. مثل المجنون ..
وهو يفتح شنطتها قدامهم .. يفرغها وينحني ياخذ الأوراق يرميها بوجه عواد .. ومنصور ..
" هه هذي آخرة التربيه .. أقروا .. شوفوا صور ولد خالتها بشنطتها .. وتبون تبرونها من سواد وجها هذي آخرتها .. والله ما أخليها "
يطلع يركض من المجلس والجنون أحتواه حتى يدخل الغرفه راجف الباب برجله .. يلقاها متكوره على نفسها في زاويه الغرفه .. حتى تهوي عليها يده الثقيله .. يجرها مع غطاها
بأقوى ماعنده
" تبين ترمينا للعار يالتسلبه .. هذي آخرتها "
يعترض عواد طريقه مع منصور .. يصرخ عواد
" فكها أشوف .. فكها "
يحاولون فيه يبعد عنها وهي تتلوى بين قبضة يده ..
تحسه يقتلع شعرها من جذوره .. عاجزه عن النطق .. عن التنفس .. يجرها لداخل المجلس .. حتى يرميها بقوة ونوره تتحرك بخوف لاصقه فالجدار .. من هالمنظر إلي وصلت فيه بنت أخوها .. تشوفها مرميه على الأرض .. تنقاد للمجلس وكأنها حيوان .. تحس كما لو أن الأرض بدت تتهاوى من تحت رجولها .. يتحرك بادي يصرخ في عمه وهو يوقف مابينه وبين
شيما
" لا تلمسها تسذا "
يصرخ عواد وهو يوقف منحني لها ..
" أحتسي وش وداتس هناك "
ومن سمعت صوته .. أجهشت فالبكا .. صارت تزحف .. وتزحف مبتعده عنهم ..
مايصير أشبه بالمستحيل .. صحت على صراخهم .. على ضرب مابينهم وبين فيصل ..
وماحست إلا بعمها يجرها مطلعها للغرفه .. يرميها فيها وهو يشتمها بأقذر الكلمات ..
بأنجسها .. !
رجع عواد يصرخ مثل المجنون
" أأأحتسسسسسي "
غمضت عيونها وصرخت بقوة
" والله مدري عن شي .. مدري .. مدري "
وغابت في نوبة بكا هستيري ..أيديها تهتز بشكل عجزت فيه تغطي وجها .. صارت
تتكور فالزاويه.. فيما كان قبالها يجلس والحزن والأشمئزاز بنظرته تتجه صوبها ..ترفع عيونها فجأه .. توزّع نظراتها في هالوجيه .. الحاقده ..
الواجمه .. إلي همها تغسل العار .. جفونها المتورمه من البكا تتوزع مابين ملامحهم ..
والله ماهو ذنبها .. هي لقته قبالها .. يدخل عليها ..ترجع منهاره تبكي.. حتى يصرخ فيها عبدالعزيز ثاير
" بااااااااااااس .. مانبي نسمع صوتتس يالحقيره ولتس عين بعد تبين ترمينا للعار معه .. "
رفعت أيديها المرتجفه أول ماتحرك صوبها .. وكأنه يبي ينزع الصوت منها .. لكن أجسادهم إلي تعيش تحت هول الصدمه .. تعترضه دافعته بقوة عنه ..
عبدالعزيز : وخروا عني
عواد يصرخ فيه بجنون : ماتلمسها وحنا مافهمنا منها شي .. ماسمعناها
تبلع نوره ريقها ويدها اليسار بدت ترتعش من ماقاله هالعواد .. وهي إلي تعبت بالكلام ..عيونها متسعه واجمه من كل مايصير ..
يتحرك منصور بقوة دافعه .. وينطق باللي جاهد يبعده لكن إلي صار مايستره إلا الزواج .. حرك يده قاطع كل صراخهم ..
" خلوا الشيخ يجي بس ويتزوجون وخلاص تنتهي سالفتهم ! "
يفتح بادي فمه وعيونه بصدمه علقت بعمه منصور .. فيما عواد ظل واقف والنيران ماطفت صارت تلتهب أكثر داخله ..
وهي بأنتفاضه .. حاولت تستوعب ماقيل .. تغطي وجها .. تستره بصعوبه
تتزوج ..!
أتسعت عيونها.. والدموع البارده .. تتجمد في عيونها ... وروحها أظلمت .. زادت الدموع والشهقات ... وكلمات متقطعه تنطق فيها
" وال.. واللــ .. والله .. واللـــــ "
يصرخ عبدالعزيز يحاول يسكتها من جديد .. لكن وسط أرتفاعها .. يدخل بإندفاع
يعبرهم .. لين ما أستقر واقف .. بخطوات ثابته والعيون بصدمه ظلت تطالعه .. أنتفض فيصل من علقت عيونه بكتوفه هالداخل عليهم .. وهو صار معطيه ظهره .. يرفع الجد عيونه إلي لاح فيها الدمع متعلقه بملامح متعب .. يحرك يده فجأه يسحب العقال من راسه حتى ينحني راميه عند رجول
جده .. يجلس على ركبه .. تارك الكل وراه .. عواد إلي وقف مترقب للوضع وهو يتنفس
بقوة .. عبدالعزيز إلي جسمه العريض يوقف بصلابة الحديد وراه .. ينطق وسط المجلس وعلى مسمعهم كلهم ..
" مال لأحد حقن فيها غيري .. "
ضرب صدره بقوة وباليد الثانيه يأشر عليها .. المتكوره وراه بالزاويه
" أتسلمت لي بعطيتين وماتروح الحره للردى من تحت يدك ..ماتروح ! "
أتسعت عيون الجد .. ومتعب رغم الغليان داخله بغضب أسود يحس لو أن تحت سلطته بمعدته تتقلص .. رفع يده بكل ثبات في وجه جده وهو قابض على أصابعه .. حرك السبابه .. حتى ينطق بصوت رجولي أرتفع بحده
" عطيه من أم نوق " حرك الأصبع الثاني " وعطيه من جدتي " حرك يده لليسار
" وهالعطيتين ما يمنعهن إلا لئيم "
صرخ عبدالعزيز وراه ..
" أنت ماتعرف وين حنا لاقينهم.. ورا بالأستراحة "
متعب مستمر يطالع جده .. تتعلق عيونه بعيون جده
" أنت خليت جلوي يرمي عقاله عند العرب وزوجته بالحيله .. وأنا برمي عقال رفعتن لبنت خالي ! "
فز واقف .. حتى يتحرك بجسمه لعواد .. يرفع يده بتهديد
" أنت بالذات .. تذكّر وش أنا قايلن لك من زمان وأوزن الأمور بميزان العقل والرجوله وأعرف وش تركت .. ياخسارة ماكان بيدك وأفلته حتى تسان هذي آخرته ! "
يجمد عواد بمكانه وهو يسترجع بعقله ماقاله متعب من قبل !
معقوله هذا ماكان يقصده بس كيف ..؟
يحرك عيونه فجأه لها .. حتى بقوة يرص على أسنانه .. وقهر عظيم يجثم على صدره بهالحاله إلي شافه فيها .. بين من يكونون أهلها .. !
مايدرون أي جمرة تشتعل على صدره في هاللحظة .. ويكتمها بصبر أيوب .. كل مايبيه هالحين لو أنه يقتله .. يمزقه قطع بوحشيه لأنه قدر يمسها .. قدر يسكر الباب ويتنفس ماتتنفسه من هوا !
رفع يده يصرخ بصوته الرجولي الغاضب
" هالبنت عطيتي .. عطيتي أنا .. "
وبنظرة ناريه صوبها صوب خالته وفيصل إلي كانوا يغرقون في ظلام دامس .. ملامحهم تغيرت لوجه قبيح .. نطق بصرخه لهم
" في أحد يعترض !"
أنحنى عبدالعزيز بجنون حتى يجر الأوراق إلي مطلعها من شنطتها ويمدها له .. يصرخ فيه
ومنصور واقف من هول مايصير .. عجز يرد بكلمه .. يحس بعجز
" شف وش طحنا فيه "
سحب متعب الورقه حتى يرميها بلا مقدمات بوجهه .. ينطق بأستهزاء
" لو أرسل أختي تحط هالأوراق بشنطة بنتك .. وأتهمها إني أراسلها .. بتصدق "
عبدالعزيز صرخ بجنون : من قل فعولك ومراجلك يالخسيس
متعب ضحك بذهول : وليش ماتقوله للي وراك ..!
لف عبدالعزيز فجأه حتى ماتطيح عينه إلا على فيصل إلي وكأنه أشبه بالفرخ الصغير .. عيونه من أتساعه وكأنها بتظهر .. جسمه وراسه ينتفض بشكل مايدل على أتزان ولا على حقيقه ..
ونوره توقف كما لو أنها عصا خشب .. وجود هالمتعب بالعافيه إلي أرادوا سلبها منه
جعلهم في حاله لا وعي .. وماكان عندهم أي كلام ينقال .. فم الشر إلي أندفع بالبهتان أختفى بحضرة وجوده .. حرك راسه للجد ..
" الشيخ بيجيبه أبوي هالحين .. زوجني بنت عمي على سنة الله ورسوله وكل من هو هنيا صغير وتسبير بيشهد على زواجنا .. "
وكانت هذي تتمت حكايتهم .. من أصغر المنافذ إلي عمرها ماكانت مهيئه حتى تقذف حكايته في عالمها .. جاها يركض متلهف لأنقاذها من هالظلم العظيم ..
يحميها من هالعالم .. من التلاشي .. مستعد يوقف لها وقفة عز وأنتظار !
وهذا هو يجلس بجنب أبوه .. وجده .. والشيخ على يسارهم ..مع فيصل إلي أصر متعب يحضر هالملكه وهو من هول ماصار ضد كل ماخطط له يجلس في آخر المجلس .. شماغه يرجع لورا بشكل مبهذل .. أزارير ثوبه كلها مفتوحه .. يفرك أيديه بقوة و متعب يسدد له النظرات الناريه .. يهز رجله بقوة .. ينتظر بس اللحظة إلي يدخلون فيها .. ينقال له " مبروك " .. الكل عايش في حالة صدمه وغيبوبة فكر فيما صار .. لازالت وجيههم شاحبه .. يقذف الهم ملامحه على تقاسيمهم ..
يدخل منصور يشيل الدفتر بين أيديه و عواد يمشي وراه عيونه بغضب أسود تطالع فيصل .. يقترب منهم .. ينطق بإبتسامه باهته
" مبروك "
يفز الشيخ يبارك لهم ويطلع .. تاركهم في حزن من ماصار ..
متعب لف لجده يبي يأكد أنها أرتبطت فيه : هالحين شيما زوجتي
بو عبدالله يبلع ريقه والعبره تخنقه : زوجتك
متعب وهو ينطقها بغضب أسود : على سنة الله ورسوله
بو عبدالله وعيونه تبللت بالدموع : على .. سنة .. الله .. ورسوله ..
وبدا يمتلي وجع وألم ونار أنفجرت فجأه داخله .. وقلبه يحس أنه بدا يتقافز
بصدره بجنون .. يتحرك يهرول صوب فيصل .. حتى يهجم عليه بكل قوته .. يسدد له اللكمه بقبضة
يده .. ورا اللكمه .. الصرخات فجأه زادت .. يحس أيدينهم تدفعه بقوة عنه لكن ولا يهمه ..
صار يصرخ بأقوى ماعنده
" أستفرد بزوجتي التسلب .. وخروا عني وخروا .. ما أخليه ! "
الكل صار يغيب من عينه ولا عاد يشوف غير هالفيصل .. مد قبضته الحديديه حتى يجر شعره بقوة
وفيصل يحاول يدفعه .. يقاوم ضرباته مع اللكمات إلي يسددها له بقبضة يده ورجله ..
وبجنون جره مثل البهيمه من شعر راسه وصار يسحبه ويدفع بكل قوته كل من يعترض طريقه .. يحس بأيدين تلتف حول خصره .. بس النار أكبر .. وماحصل شي يخلي العقل بالكف .. ماكان لأحد يوقفه أو يترك هالفيصل ينفلت من قسوة قبضتة .. صار يجره وهو يرافس
بقوة حتى يطلع فيه لبرا .. شراسة نظراته أنفجرت بغضب أسود وهو كان يجاهد يكتم
هالنار يبي هالزواج يتم .. طاح شماغه من كثر مايحاول أبوه يرده ومنصور يفك يده
إلي ألتفت فجأه حول رقبة فيصل بإنحناءه وحده منه .. رماه على الأرض قبال قسم الحريم .. حتى يصرخ بقوة وهو يقفز عليه .. مثبت جسمه حوالي رجوله .. مسدد اللكمات له من جديد
" هذي لأنك نذل وهذي لأنك فكرت تضرها ياتسلب "
يصرخ مثل المجنون وهن المفروض تحت حمايته بعد كل ماعرفه .. كيف تركهن كل هالوقت وهو يعرف أن خالته سوت حفله وأخذتهن للمزرعه .. كيف قدر يجي متأخر بعد مانال منها الكل .. تجريح وضرب .. كيف .. كيييف !!
يسترجع تكورها في غرفة المجلس .. شهقاتها المكتومه .. على مشهد من الكل ..
يحس لأنكسارها مراره يذوقها .. تفتت أعصابه بوحشيه .. يزيد بالضربات
وهو يصرخ بقوة .. و الكل يسمع
" وهذي لتس ياشيما .. لتس .. لتس "
.
.
.
كـــــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|