كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بسم الله الرحمن الرحــيم
عدنا والعود أحمد .. أشتقت ثم أشتقت لكم .. كل عام وأنتم بخير . كل عام وأنتم خواتي ..
هذي عيديتكم .. حاولت تكون على قد الأنقطاع .. ويارب تعجبكم ..
أحبكم
(35)
لصق فالجدار حتى يميل براسه يحاول يسمع .. نطق خويه وهو يقول بتأكيد
" أقولك ماعنده أرض "
يضحك فيصل ضحكه غريبه .. أنعقدت لها حواجب متعب بقوة .. أدخلت الشك في صدره وأعلنت حكمها ..
" أنا مانيب مغلط .. أبوك له أرض سومتها مليون يمكن تزود .. وأنا جاين شرّاي ومتأكد إن هالأرض باسم أبوك .. ولو إني مغلط تسيف باخذ رقمك وأجي إلا إني متأكد ! "
أتسعت عيون متعب بقوة .. وأبعد راسه والسعر إلي قاله في سومة الأرض مستحيل بيحصّل سعرها هالمنتف .. وكيف عرف بالأرض طيب ..؟
مليون .. مليون ريال !
تحرك بخطوات بطيئه راجع لسيارته .. يفتح بابها ويركب .. يشغل السياره ويتحرك مبتعد عن الأستراحه .. رفع يده حتى يسندها على طرف الباب وأصابعه لامست خده .. ياخوفه
إن هالأمر هو ماتركض وراه خالته نوره ! بس كيف تركض وراه والأرض مسجله باسم بو طارق " خويه " لالا .. هالأمر من كل أتجاه يطلع له غير مقبول .. طيب إن كان خالته مالها
علاقه وش من أمر يربط فيصل بهالأرض .. سعرها مليون مستحيل فيصل بيشريها ..؟
لايكون الرجال داخل بمشروع مع أحد .. أبعد يده بقهر وهو مايدري ليش تركهم .. كان أنتظر يسمع ع الأقل الباقي .. أبطئ من سرعة سيارته وهو ناوي يرجع بس فجأه يقرر يكمل
ليش يستعجل على هالفيصل .. يقدر يعرف عن نوايا فيصل من أي طريق يبي .. ماهو لازم
يوقف يسمع وهو مسك أول الخيط .. أخذ نفس بقوة حتى ترتفع نغمة جواله .. فجأه .. يميل
بجسمه حتى يدفن يده ويسحب جواله من جيبه .. ومن شاف الرقم على طول فتح الخط
" ألو "
بادي : هلا متعب
متعب : هلا هلا .. حياك الله
بادي بتردد وبنبرته الهاديه : تو وصلني خبر إن خوي أبوي الله يرحمه .. بو مشاري بالمستشفى .. تسان تخاويني
متعب بضيق : لا وين يابادي مالي بالممشى هالحين أبد .. وأنت وش عندك تبي تروح له هالحين .. أجلها ياخوك لباتسر ملحوق ترا ع الأمر
بادي : الساعه 7 هالحين .. وهو بالقويعيه بروح وأرجع له
متعب برفض : لا تمشي هالحين تركّد .. نمشي من الفجر إن تسان تبي أوما بهالوقت لا والله مانيب معك فيه ..
بادي : واصلني تعبه من بعد صلاة المغرب .. وهذاني جاهز ها تبي تمشي معي ..؟
متعب متفاجأ : ياولد أسمع ما أقوله ..
بادي : لا تحاول .. تعرف إن بو مشاري من أعز أخويا أبوي وماتركني لحظة يامتعب لا بمناسباتنا ولا حتى بأحزانا .. وهو شايب واصلن فيني من غلاه لبوي رحمة الله عليه
متعب بأستفهام : جدي يعرف ...؟
بادي ضحك : جدي رديته لا يروح معي أساسا
متعب : أييييه الدعوه تسذا ... والله يابادي مانيب يم الممشى والخطوط بهالوقت نهائي طيب شف حمد؟
بادي : حمد تخبر دوامه شفتات ولا يقدر
متعب وهو يفرك رقبته بعبث : أعذرني يابادي .. لا نفسيه ولا راحة
بادي بعد صمت : ماتقصر .. أجل فمان الله
أبعد الجوال عن أذنه وقباله يجلس جده متربع في مجلس الرجال الخارجي
بو عبدالله : ها وش قالك ...؟
بادي وهو يتمغط : مايقدر يبه
بو عبدالله : أنا بروح معك وراك ماتوحي
بادي بسرعه أشر عليه : والله ماتروح يبه .. أنا روحه ورجعه مانيب مطوّل ولك وعد مني أوديك لا تحسنت صحتك .. من رجعت من عمي منصور وأنت صحتك ماهيب مضبوطه ..!
بو عبدالله صد عنه .. نطق والضيق يخنقه : أنت ماتشوف وش حنا نواجه من أمور
بادي : أحزم أمرك يبه .. عمتي زودتها ..!
بو عبدالله نفض يده بقلة حيله : والله يابوك لو إني بحتسي معها يمكن يصير فيني شي
بادي بسرعه فز واقف حتى ينحني له يبوس راسه : جعل عمرك طويل يبه
بو عبدالله : دخلنا بسالفة عواد .. ثم طلاق منصور لزوجته .. وش من أمرن يابوك ماشفناه بعد !!
بادي : عواد ماشاء الله .. هذا هو بيعلن الزواج وبيصلح وضعه .. وعمي منصور يبه طلاقه لزوجته .. أمر هو أدرى فيه
بو عبدالله وهو يرفع عيونه لبادي : بلاك ماشفت بنياته .. تحسب إن الطلاق بعد العمر لهن شين سهل عند العرب .. !
بادي أخذ نفس بقوة : ماعليه يبه .. كل أمرن صعب بيهون أنا ماشي هالحين
بو عبدالله أنحنى ماسك يده : دق علي يابوك وأن وصلت خلني أكلمه
بادي هز راسه برضا : بإذن الله
سحب يده إلي كانت متمسكه فيه حتى يضمها بإيديه .. يبوسها بقوة .. ولحظات ينحني لراس جده .. يبوسه ويفز واقف
بادي : لا أوصيك يبه .. هذاني تركت بغرفتك كوب المويه بجنبه حبه من كل علاج .. لا تاكلهم مره وحده مع بعض .. خل بينهم مده أستغفارك لا جلست لحالك
بو عبدالله رفع يده حتى يحركها بأتجاهه : ذبحتني بهالعلاجات .. رح .. رح أستودعتك الله
أبتسم بهدوء حتى يتحرك بطوله وكشخته صوب باب المجلس .. يوقف يلبس جزماته .. والغتره يرفع أطرافها لفوق بأناقه .. يرفع عيونه الواسعه صوب باب الشارع والأنوار
تضئ عتمة هالظلام إلي تحيط الحوش .. يلف لداخل المجلس حتى ينحني على إطار الباب
وهو متمسك فيه بإيديه الثنتين
بادي بتردد : يبه ماجبت طاري موضوعنا أشوف
بو عبدالله غصب أبتسم : وراك مستعجل ...؟
بادي : حتى أعرف وضعي وأرتب أموري
بو عبدالله يرفع يده بحزم : شف مانتب ماخذ ولا قرض ومصاريف هالزواج كلها علي .. وإن تسان ع البيت مانتب طالع وتاركنا .. بتسكن عندنا لك الطابق إلي فوق كله .. وتسان تبي تستقل زياده ماعليك إلا تبني لك سلم خارجي
بادي بضيق : يبه ما أبي أكلف عليك .. القرض لو أخذته ماهوب ضارب ميزانيتي أبد والحمدالله
بو عبدالله طالعه بحده : أنا قلت ماعندي .. الورث إلي وصلني ووصل جدتك من أبوك رحمة الله عليه عندي ماحركنا منه شي ومخططين من سنينن فايته نخليه لك .. ماتسان في بالنا غير نامن عليك من الظروف وهذا أنت ماشاء الله كبرت ولا عليك باس .. وهذا وقته
" السلام عليكم "
يلف بادي حتى تنعقد حواجبه من شاف عمه عبدالعزيز ينزل نعاله .. تستقر يده على كتف بادي حتى ينطق
" شف بادي ... مر على خياط الحاره .. وخذ منه الثياب إلي باسمي وودها للبيت "
أتسعت عيون بادي بقوة حتى يلف يطالع جده إلي أنحنى بقهر يسحب عصاه ويرفعها بوجه ولده .. ينطق بأنفعال
" عبدالعزيز .. رازقك الله بولد تشد الظهر فيه مالك حاجه بولدي ولاهوب سواق عندك يجيب أغراضك ويوديها "
عبدالعزيز نطق وهو يعبر بادي لداخل المجلس : هو شكله طالع ..فقلت تسان يمر بطريقه
بادي بقهر يحاول يكتمه : أنا طريقي غير ياعمي .. ( رفع يده ) فمان الله
تحرك طالع بخطوات واسعه .. مندفعه صوب باب مدخل البيت ولا زالت هالعاده تدفعه للجنون .. يصعد الدرج ويندفع بجسمه لداخل .. يوقف عند باب الصاله حتى يرفع يده ويطق الباب
نطق بصوت عالي " يمه تراي ماشي .. لا تنسيني من دعواتتس "
" الله يستر عليك.. لا تسرع يمي ودق علي كل شوي عشان أتطمن "
أبتسم حتى ينطق " أن شاء الله " .. يتحرك راجع من نفس المكان إلي دخل منه ويطلع للحوش .. تتسع خطواته صوب باب الشارع حتى يطلع ويتوجه لسيارته .. يفتح باب السايق وينحني بهدوئه راكب .. لحظات حتى تشتغل سيارته .. يميل بجسمه مسكر الباب ويتحرك ببطء مبتعد عن البيت .. في الوقت إلي وقفت فيه سيارة متعب بمكان ثاني قبال بيته .. يحمل في وجهه الضيق من شاف الجالس عند عتبة البيت .. منحني وعيونه على جواله .. منسجم يقرا شي فيه .. يفتح باب سيارته والظلام يحوط كل التفاصيل حوله .. ينزل حتى يدفع الباب
بقوة مسكره .. رفع عواد عيونه بحواجب أرتفعت من صوت الباب ..
عواد : مابغيت تجي !
متعب يدفن مفاتيح سيارته بجيبه وببطء يتحرك صوبه : ..............
عواد بملل : ماخلصت من هالدراما إلي أنت عايشها
متعب بصوت بالعافيه يطلع من شفاته : الدراما مافرضتها على أحد .. لا أجبرتك تشوفها ولا عرضتها عليك من باب الحاجه
عواد يفز واقف وهو يتأمل وجه متعب : وش فيك من ضيق ..؟
وقفت خطواته فجأه .. صوت أنكسارات غريبه داخله من وقع هالكلام .. ليه الكل قادر يشوف مافيه وهو يعيش بوجه الا مبالي .. أو تصرفاته ماعادت تحمل في هيئتها إلا الضعف الواضح .. أخذ نفس بقوة نطق
" عواد من الأخير ترا رجعنا لوضعنا الطبيعي من قبل .. خال وولد أخت .. لا أنت محتاجني ولا أنا بحاجتك .. عش حياتك مثل ماتبي بالقرارات إلي تبيها وأبعدني عنها "
عواد بأنفعال وعصبيه .. رفع صوته : وش وضع طبيعي وخرابيط تقولها لي .. ( حرك يده بقوة حتى يدف متعب من كتفه ) قل حتسين لي له وزنته وأترك عنك حتسي الضعوف !
متعب ظل واقف يطالعه : ..............................
عواد : تعرف إني موكلك تقريبا بنص أشغالي .. وآخرتها تجيني تقولي مانت بحاجتي وبعدين تحسب أن الأمر سهل والله تروح لمكتبك وتسحب أغراضك تسنك خبل ثم ترجع للبيت وتقول والله ماعاد أبي أشتغل .. وين خطاب الأستقاله !
متعب وعيونه أتسعت من إلي ختم فيه كلامه : ...........................
عواد بحده: أنا طولت بالي كثير عليك وأعتبرتها من راسي إجازه .. بس أرجع للأوراق إلي وقعت عليها قبل تستلم وظيفتك بشكل رسمي .. وش مكتوب يامتعب إن فكرت تترك الوظيفه .. بيني وبينك ألتزامات ماليه لازم نصفيها .. حلالي ماهوب لعبه أسلمه للي يشوف نفسه بيوم وليله أنه ماهوب صاحب مسؤوليه .. فكّر وأرجع للعقد إلي وقعت عليها ومرني باتسر في مكاني إلي تخبره !
تحرك بخطوات واسعه عابره وهو ظل واقف بصدمه .. يلف بسرعه لعواد .. يتحرك بخطوات واسعه يتبعه صوب سيارته
متعب رفع صوته بقهر : أنت عارف وش خلاني أرفض الشغل معك
عواد يفتح باب سيارته ويركب : ...........................
ينوي يسكر الباب بس متعب بقوة وقف عليه مانعه لا يتسكر .. يستند عليه وهو يطالع عواد
متعب : أنا أعرف إن مسؤوليه بنات خالي رحمة الله عليه ماهيب مسؤوليتي .. لكن مستحيل بشوف هالوضع وهالمهزله إلي تصير لهن وأسكت شفت وش آخر ماسووه بخالي منصور !
عواد صد عن متعب بملل : .............................................
متعب : أنت تخليت عنهن وتعرف إن نار خالتي نوره يوم كوتك ماردتك عن الهلاك بشي .. كنت بتروح فيها لولا لطف الله وتصرف جدتي إلي فاجئنا كلنا .. وجاي هالحين ترميهن للنار
بدم بارد وكلنا نعرف .. كلنا إن خالتي موذيه .. وخالي ماله راي لو له راي ماهوب بعقله
ساحبها لبيت أم جلوي .. خالتي تدور وتحوم حول شين ماتبيه يظهر !
عواد رجع يطالع متعب إلي صوته يظهر قوي وكأنه يصرخ فيه : متعب هو أبوك صادز يوم قال لي إنك تبي وحدتن من بنات أخوي رحمة الله عليه .. وهذا إلي مخليك مهتم
أتسعت عيونه بقوة وصدره يرتفع وينزل بشكل واضح من أنفعاله بالكلام .. وجسمه يحس فيه بحراره غريبه .. كلام خاله كتم فم القهر إلي بداخله .. ظل عواد يطالعه ينتظر منه يتكلم بس لقى نفسه عاجز يقوله " إيه " أبيها وهو يعرف إنها ممكن ترفضه بسبب الصورة
السيئه إلي غرسها في عقلها وكبرت .. أو ممكن تتعلل بالمرض وتكسره مثل غيرها .. ولا يطلع من هالخطبه إلا بإنكساره وهو يحاول يعيش .. يحاول النجاه من خيوط الضعف لا تلتهم
مابقى فيه من قوة .. بلع ريقه بقوة وصد عن خاله
عواد : تسان إنك شاري البنت وماهوب نفس ماقلت لي من قبل إنه بسبب أمك .. تراي مستعد أروح معك يم أبوي ونخطبها
متعب بإرتباك واضح : هذا ماله شغل باللي أقوله لك
عواد هز راسه بتأكيد : إلا له شغل ولا تقعد تلف وتدور معي .. !
متعب حرك إيديه بشده صوب متعب : البنات ........
عواد بحده رفع يده : أمر البنات أنتهى بالنسبه لي وقراري مافيه رجعه
سكت متعب للحظات حتى ينطق وعيونه بعيون خاله
" شق ما علي من فلوس بتجيك أول بأول .. ووظيفتك ماعاد لي فيها طريق ومانيب راجع لها .. والوصيه والله ماتروح لعبدالعزيز ولا بتعوّد عليك وتذكر حتسيي هذا زين والباقي تاركه لضميرك إن تسان يهمك أمر البنات !! "
تحرك متعب حتى يدفع بابه مسكره وراه وهو يمشي للشارع صوب باب البيت .. يسمع عواد يهاوش أول مافتح شباكه ومال براسه يطالعه
" تبي تحط راسك براسي يامتعب .. تتحداني !! "
أسرع بخطواته حتى يدخل ويسكر الباب وراه متجاهل ماسمعه من حتسي .. أخذ نفس بقوة حتى يتحرك يمشي بالحوش .. يدخل للبيت ويسمع صوت أبوه فالمجلس .. أندفع بجسمه داخل حتى يوقف قبال أبوه .. يرفع صوته بقهر
" أنا وش قايلك يبه .. وش قايلك عشان تروح تقول لخالي إني أبي وحده من بنات خالي .. "
بو متعب أتسعت عيونه بصدمه : متعب لا ترفع صوتك أشوف
متعب حرك يده لورا : شف آخرة الوظيفه إلي أبلشتني أنت وأمي عليها .. يهددني عواد إني لو تركتها بيطالبني بفلوس .. وش فيكم علي هو أنا عاجز بنظركم حتى فالزواج .. تحسبوني لو أبي أو مستعد مانيب قايل لكم إني أبي أتزوج .. أنتم مستوعبين حجم البلا إلي فيني .. مستوعبين ولا تبون تصرفونه تسن الأوضاع عاديه ..
ظل معاذ جالس بخوف من دخلة أخوه عليهم بهالشكل الثاير وصوت قوي لباب أنفتح يوصل لمسامعه .. يفز بو متعب واقف وصراخ ولده أستفزه
بو متعب : أحتس عدل وعلمني وش بلاك هالحين داخلن علينا الشر بعيونك ؟؟
يدخل عواد فجأه حتى يجر متعب من يده بقوة مواجهه ..
عواد وهو ثاير : تتحداني ثم تسكر الباب بوجهي !
متعب دفه بقهر .. صرخ : إيه مجنون وأتحداك وأنتبه تغلط علي لأني مانيب ساكت لك
عواد تقدم له : ماتقولي وش عندك أنت هالحين
متعب حرك يده لفوق .. صرخ : أطلع منها ياعواد .. أطلع ماعاد بيني وبينك شي الوجه من الوجه أبيض
فز معاذ بخرعه من أنحنى عواد لمتعب حتى يجره مع ثوبه ومتعب الغضب أعمى عيونه ... يركض مع أبوه صوبهم حتى يمسك معاذ عواد و أبوه يسحب متعب بعيد ..
بو متعب بضيق : تعوذوا من أبليس.. وش بلاكم !
أخذ عواد نفس بعمق حتى يرفع أيديه مبتعد عن معاذ ويروح يجلس على أقرب كنبه ..
عواد يطالع بو متعب وبأندفاع ظاهر : أنتظره وجاين يمه ثم يتحداني عشان أمر مايخصه
متعب بدون نفس وهو يصرخ : يا أخي حقكك علي .. أرتحت
تدخل فضيه بخرعه حتى توقف وملامح الخوف تعانق عيونها .. تطالع ولدها إلي ماسكه أبوه نطقت والعبره تخنقها
" وش صاير بسم الله .. أصواتكم مرتفعه "
عواد من شاف أخته نطق بضيق وهو يحاول يبرر : نسولف بموضوع وأرتفعت أصواتنا
بو متعب حرك يده : لداخل يافضيه وسكري الباب وراتس
فضيه تطالع أخوها إلي لا هيئته ولا شكله يدل إن الوضع عادي ..: ........................
ثواني حتى تلف لمتعب إلي فجأه ماتدري وش جاه .. ملامحه أنقلبت وهو بمقاومه غبيه يحاول يوقف لكن هجوم هالمرض داخل جسمه أقوى .. يتمايل قدام عيونها ويطيح على الأرض فاقد قدرته على الحركة بلا سبب ولا مواعيد .. تنحني له مع زوجها إلي لف
لولده بخرعه من طاح .. يحاولون يساعدونه يوقف بس ينطق وهو يكتم نفسه
من ثياب الضعف إلي يتهيأ له أنه نزعها ويلقاها تتلبسه غصب عنها
" خلاص .. خلوني جالس تسذا "
يوقف عواد بخوف يتحرك بكم خطوة ومن نوى يقترب منه .. يتراجع فجأه حتى يجلس أول ماسمع كلماته هذي .. ومعاذ واقف مثل العاجز قبال مايحصل .. ترجع تنحني له أمه
" بسم الله عليك خلني أعاونك يمه "
تقولها والعبرات تتسابق دموع لعيونها .. وهو أكتفى يزحف على الأرض حتى يسند بظهره على الباب .. يتصدد عنهم وهو يحس بنظراتهم صوبه تقتله .. مارفع عيونه يطالع أحد
بو متعب وهو يعتدل بوقفته .. يأشر لمعاذ والحزن علق بصوته : رح خل أختك تجهز القهوة والشاي .. رح
طالع عواد بعتب حتى يصد عنه وعيونه ثبتت على فضيه إلي لازالت تطالع ولدها ..
" وأنتي ولدتس مابه إلا العافيه .. روحي خلينا بروحنا "
" لا تروحين يمه ... عاونيني أطلع من هالمكان "
قالها مجبور وعيونه بالأرض .. رفع يده وبسرعه هي مدت أيديها تسحبه .. أنحنى بو متعب وهو يجره بقوة لين وقف بصعوبه .. وبسرعه حط يد ولده حول كتوفه وهو يبعد فضيه عن طريقه عشان يطلعه من المكان بسرعه .. قبل لا يكلفه هالجلوس الكثير .. يعض على شفاته وهو يسحب ولده من المجلس لداخل الصاله ..
متعب بصوت واطي : طلعني للحوش يبه
بو متعب طالعه بحده وغضب: مهبول .. الجو حار لا ترمي نفسك للتهلكه عشان أمورن بسيطه
يدخلون الصاله .. تقودهم خطواتهم صوب الكنب .. يتقدم بو متعب أكثر حتى ينحني يجّلس ولده على الكنبه وماعلى راس متعب غير طاقيته إلي متمايله بشكل فوضوي .. يعتدل حتى يأشر لجود الواقفه تطالعهم بخوف وإشاره أبوها ماتحمل إلا رساله تعرفها كثير .. يتركونه بهالمكان لحاله .. وبسرعه تحركت حتى تصعد الدرج تركض .. يعبر بو متعب الكنب حتى يسحب ريموت المكيف ويشغله على أعلى درجات التكييف .. وبهدوء يقرر ينسحب .. تاركه وهو يتأمل رجوله وش أصعب من هالمرحله إلي يعيشها .. متى بيتجاوزها بكل مافيها ..؟
تتحرك أصابعه فوق ثوبه .. يمسح على رجوله الثقيله ووخز إبر يحس فيه .. يتحمل
هالألم بسكات .. يختنق وغصب حس بدمع يبلل جفاف عيونه .. مواجهة أخوياه
وأجتماعهم ماغرست في صدره غير خنجر الموت وسكت يحاول يتجاهل الأمر .. وبعدها يقابل أهله عاجز رغم أنه ثار بصوت القوه .. ! رفع يده حتى بسرعه يمسح دموعه .. يسحب الطاقيه من شعره ويرميها على الطاولة .. دقايق صمت قاتله حتى يحس بأحد يبوس راسه ومن رفع عيونه إلا عواد فوقه.. أبعد راسه بسرعه وعيونه تعلقت بعواد إلي تحرك حول الكنب حتى بسرعه يتجاهل النظر فيه أول ما أختار يجلس على الكنبه المقابله له .. يشبك أصابعه ببعض وعيونه بحزن تتأمل متعب إلي يمسح دموعه بقوة منزل أيديه وهو يميل براسه لتحت
عواد: أثبت لي إني مقرود مشاكل !
متعب وبصوته الغليض من العبره إلي واقفه على شفاته : أبعدت وش من مشاكل بتجيك .؟
عواد بملل أنحنى براسه لتحت .. ثواني ويرفعه : وش يرضيك يامتعب وترجع لوظيفتك ؟
متعب صد يضحك : ..................................
عواد رفع يده : لا تحسب أنه من طيحتك ..! ماهيب أول مره تصير لك قدامي وأنت تخبر
متعب تمايل بجسمه على الكنب .. يحس بإجهاد غريب يحتويه : كلامي واضح
عواد بنبره جاده : وأنا مانيب تارك
متعب بدون مايطالعه : خلني أشوف طريقي وأتعب من جديد ولا تجيني وظيفتي بسهوله وما أحس فيها بطعم النجاح إلي كنت أحس فيه قبل
عواد يعيدها وهو يرفع صوته : وش يرضيك يامتعب وخل عني حتسي الكتب ..
حرك متعب عيونه صوب خاله إلي يلبس بنطلون جنز على تي شيرت رصاصي ساده ..
نطقها مثل الرصاصه إلي ماأصابت غير هدفها !
" مالك أمان ياعواد "
عواد بصدمه : متعب .. ترا من قابلتك وأنت قاعد تقول لي حتسي تسبير تسني مانيب خالك وعليك واجب أحترامه !
متعب ببرود :الشواهد تسثيره
رفع عواد يده حتى يمسح على شعره بقوة وكلامه يخليه يثور غصب ..
متعب : تدري عاد مالي حاجه بضماناتك .. الأمور خربانه خربانه
عواد صد عنه وهو يحاول يكتم الغضب فيه : ..........................
متعب يرفع يده مأشر بأصبعين من أصابعه : أمرين .. أولهم أنت خليتني أوقع على أوراق وأستغليت ثقتي .. كل ماتطالبني فيه من فلوس تتنازل عنه ..
عواد رجع يطالعه بصمت : .................................
متعب كمّل : وأبي أستلم شغل من الصفر ويكون تحت أمري ولاّ خلني أكوّن نفسي بنفسي
عواد مال بظهره لورا حتى يتكتف : أنا يوم سويت هالحركه لأني كنت حاس إني بشوف منك هالتصرفات وأنا أنسان ما أجامل ولا أخسر شين من حلالي على حساب أحد .. الشغل شغل وبعدين غريبه بشروطك ماجبت طاري الوصاه كنت أحسبك بتقولها !
متعب بنظره قاتله لخاله وثقه غريبه : قلت لك .. لا أنت بتمسك الوصاه ولا عمي عبدالعزيز
تلاشت أبتسامة عواد ونظره متعب واثقه .. صوته ماكان يحمل الشك أبد ..
متعب بنبره صارمه : وأقسم بالله .. هذي آخر مره بجيب لك طاري البنات ووصاتهم أو أي أمر يخصهم دامك أقفيت مالك حاجه أو أنا مالي حاجه فالحتسي لواحد ماهوب نافعهن بشي !
تحرك عواد بسرعه واقف حتى ينطق بصوته الرجولي الجاف
" أقول مرني باتسر بس "
ظل متعب يطالعه بثقه يتحرك من قباله بدون مايطالعه.. ومن نوى يصد حتى يلمح أخته من فوق الدرج تميل براسها تطالعه .. أبتسم حتى يرفع يده يأشر لها
" تعالي "
وبسرعه هي سحبت راسها بخرعه .. رفع صوته وهو عارف أنها بتهج
" جود تعالي أبيتس..! "
لف يتأكد إن خاله طلع لقسم الرجال .. حتى يرجع يطالع الدرج هالحين يقدر يقول أنه أرتاح على الأخير .. رجع يناديها بقوة " جوووود ! "
ومن لمح رجولها صرخ بقهر " تعالي بسرعه "
تحركت ببطء حتى تظهر قباله .. تنزل من الدرج بخوف وهي تعرفه بهالحالات مستحيل أحد يقرب منه أو يتكلم معه ..!
تشبك أصابعها حتى تلصق فالجدار من عانقت خطواتها الأرضيه
متعب بذهول : وراتس تسذا
جود بالعافيه نطقت وعيونها يمتلكها الخوف : أبوي قالي أتركك
متعب وهو يحرك جسمها لها : تعالي أقعدي قبالي أبيتس
أتسعت عيونها بقوة وهو ما أشر إلا على المساحه إلي بجنبه وفاضيه .. يعني بتقابله على كنبه وحده وهو تعبان .. هزت راسها برفض
" لالا .. شف بوقت ثاني أفضل "
متعب بعصبيه : جود أخلصي ترا مانيب فاضي لحركاتتس ذي
تحركت حتى تقترب منه وتنحني جالسه وهي راجعه بظهرها لورا تطالع فيه
متعب بصدمه : الله كل هذا خوف
جود : لأنك تعبان
زحف حتى يمد أيديه صوب خدودها .. يمسكها ويضحك
" أكيد مانيب ضارتس بتعبي .. من عندنا غيرتس "
أبعد أيديه حتى يكمّل وصوته أنخفض حتى مايسمعه أحد
" شوفي .. باتسر من صباح الله خير أباخذتس لبيت خالي الله يرحمه .. وأبيتس توصلين كلام خاص لأم نوق .. بالحرف كل إلي بقوله لتس تقولينه لها .. وتعطيني ردها كامل "
جود تنحت فيه : هاااا .. خالتي أم نوق وش دخلها
متعب يميل براسه لها : ذاك اليوم يوم أخذتس لبيتهم وش قلت لتس ..؟
جود : قلت أنك تبي شيما
متعب على طول ضرب راسها من قهره : من وين ماخذه هالغبا أنتي
جود رفعت يدها بسرعه وصارت تحك مكان ضربته .. نطقت من الوجع : وشششش
متعب بسرعه مال بظهره حتى يبعد يدها ويفرك مكان ضربته بيده : أنتي تطلعين الواحد من طوره
جود وهي ترفع عيونها له : إيه .. هالحنيه ذي ماطلعت إلا عشان النحلة بي بي
متعب أنفجر يضحك غصب عنه وهو ينزل أيديه : وش النحلة بي بي ..؟
جود هزت كتوفها : مدري .. علمني وش النحلة بي بي إلي يومني دخلت عليك بالغرفه قلتها
متعب صار يدفها : قومي عني .. خلاص ماعاد أبي منتس شي إلا تقومين الصبح ولا أمي سألت قولي أنه البنات طالبينتس .. وأبوي أنا بحتسي معه
جود فزت واقفه .. لحظات أنحنت مقتربه منه : أنت وعمي عواد متهاوشين .. بس وش فيه خاطرك صار وش زينه !!
متعب يرجع بظهره لورا وبثقه : لأني قهرت خالتس وطلع مايدل الدرب !
جود وقفت .. هزت راسها : هذا تصريح خطير
متعب بهدوء : روحي عطي البنات خبر .. وأهم شي ياويلتس إن أحد عرف
جود وهي تطمنه وتأكد : ولا أحد
.
.
.
بصمت طويل تتعلق عيونه الواسعه في الطريق الخالي من البشر قباله .. تاخذه الأفكار وتجيبه .. يسحب جواله من طرى عليه يدق على جده .. يضغط رقمه دقايق فاصله من صمته
حتى تتحرك شفاته ب " ألو " .. يبتسم من سمع صوته
" هلا يبه .. هه أنتصفت الطريق .. بإذن الله ..بلغ أمي لأني دقيت على جوالها ولا ردت علي .. إيه .. علاجاتك أخذتها .. الحمدالله .. ترا حمد بيجيك يشوف الضغط عندك لأني موصيه ..
طيب يبه .. فمان الله "
يبعد الجوال عن أذنه حتى يسكر الخط ويرجع يحط الجوال في مكانه .. يمسك الدركسون بيد
واليد الثانيه ترتاح على البوكس إلي بجنبه .. مايدري أي حياه بتكون له مع هيا بنت عمه ..
يحس بعجز غريب لا حاول يرسم في باله صور يتمناها تعيش فيه لين يكتمل هالحلم .. على كل مامر فيه من أهتزاز وضعف بسبب أختها .. هو يقدر يقتلع ذكرياته وأحلامه وماضيه إلي عاش فيه يحلم بأشياء مع نوير عمرها ماكانت من نصيبه .. إيه يقدر .. أخذ نفس بقوة والطريق طويل تمر من جنبه كم سياره مسرعه وتغادره .. لا مباني ولا حياه .. يحرك راسه يطالع المساحات الشاسعه المظلمه على يساره بصمت لحظات حتى يرجع يطالع قباله وهو ياخذ نفس بقوة وفجأه ينتفض بخرعه حتى يلف الدركسون بقوة وعيونه أتسعت من سياره تمايلت عليه بلا مقدمات .. لكن ماكان له يتدارك الوضع .. يتحرك جسمه بقوة حتى يضرب راسه زجاج الباب و يتمايل للجهه الثانيه من صدمته السياره بقوة حتى تدفع سيارته بلمح البصر لبرا الشارع.. يصرخ " يارب " و سيارته تنقلب مثل قطعه قماش تدور وتدور وفجأه تستقر على الأرض .. يلقى نفسه عالق فيها ولا زال يتنفس راسه تحت والظلام يحوطه .. غمض عيونه والأمر لا زال عنده أشبه بالحلم ! يفتح عيونه من جديد يطالع كل شي حواليه .. هل فعلا هو حي ..؟ يتحرك بصعوبه وهو يتنفس بصوت مسموع يبي يتأكد .. ثواني حتى تنير الأرض قباله باللون الأصفر وتشتعل النيران تعكسها زجاج سيارته من كل جهه.. يحاول بيأس يفتح بابه بس مايقدر .. يزحف بصعوبه للجهه الثانيه يفتح الباب إلي كان على هيئه مايعرفها .. يدفعه بقوة وريحة الموت تتربص فيه .. أنهار يبكي وهو مايبي يموت بهالطريقه مثل ماماتوا أهله وغادروه قبل لا يدرك هالحياه ! .. يفتح الباب فجأه حتى بشهقات الصدمه والخوف يزحف مثل المجنون .. يسحب رجوله بقوة وهو يحرث بأيديه الأرض بكل قوته يبي يطلع .. يظل يزحف والسياره ماكانت
عباره إلا عن قطعة حديد معجون تستقر فوقه .. يحرك أيديه ورجوله مبتعد عن السياره وهو لا زال يزحف وريحة الموت لا زال يحسها عالقه فيه .. ينقلب بلا شعور على ظهره.. كل شي يشوفه بوضوح من النيران إلي تشتعل بمسافه عن سيارته .. يتحرك واقف والعجز يقيده والنيران ترتفع قباله أكثر وأكثر وبأنفاس يسحبها بصعوبه لصدره ظل يتأمل سيارته إلي ماكانت بهيئه يتعرف عليها .. تتحرك عيونه إلي تعلق فيها الصدمه حتى يلمح الشارع بمسافه بعيده عنه .. ومن فاجعة هالمسافه إلي طارت فيها سيارته وطلع منها سليم أنهار يسجد سجود شكر لله .. نجى بأعجوبه .. يوقف حتى يتحرك بخطوات ثقيله مبتعد عن السياره والهوا تهب بقوة تحمل له صوت النيران إلي تلتهم كل شي .. في أرض تملاها مساحات شاسعه من الفراغ ..
يحس بجبينه رطب ومن رفع أيديه إلي ترجف حتى يلمس شعره
المبلل ولا يدري من وش بالضبط .. يبعد أيديه .. ينزلهم وهي تهتز بقوة حتى يلمح الدم .. تتسارع نبضات قلبه وصدره يرتفع وينزل بشكل واضح .. يرفع عيونه من سمع الصرخات
الغير طبيعيه توصله بعيده .. صرخات ألم داخل هالنيران إلي تلتهم أجسادهم ..
تندفع خطواته الثقيله لقدام .. يحاول يركض وهو يسحب رجوله بالعافيه .. يتمايل وعيونه ثابته على النيران إلي ترتفع شاهقه قدامه .. تزيد سرعته وصوت الصرخات يقترب منها
مايدري كم قطع من مسافه .. كم من وقت ظلت خطواته مره تتباطئ ومره تتسارع .. والخوف يعلق بعيونه كل ما أقترب من هالنيران الثايره في وجهه .. يتمايل حتى يطيح على الشارع ويوقف يمشي عليه حافي .. يقترب من النيران وماعاد يشوف غير ألسنة لهب حاره
.. يرفع أيديه حتى يحطها على راسه وجسمه يرجف بقوة .. مايدري وش يسوي وماغيره
موجود .. لكن مستمر يسمع الصرخات .. يتحرك يركض حول هالسياره إلي ألتهمتها
النيران حتى يلمح الثانيه .. وجزئها الخلفي ما أقتربت منها هالنيران والصرخات ماكانت
إلا بوسطها .. يركض بقوة لورا يضرب الزجاج بأيديه والسياره على وشك الأنفجار .. يلف مثل المجنون حتى ينحني يشيل الحجر ويرميه على الزجاج والصرخات يحسها
تختفي .. يسمع صوت شي ضرب بقوة حتى ينحني بسرعه رافع ثوبه ويركض بكل قوته مبتعد عن السياره إلي أنفجرت وراه تاركه له أثار أصوات فارقت هالحياه لباريها ..
وماكان له ينقذ أحد .. يفتح فمه بفاجعه من لف براسه لورا يطالع النيران وهو مستمر يركض ... قلبه بيتوقف من المنظر والنيران ومن كل شي قاعد يصير له .. يحس بقوته تتلاشى تتباطئ خطواته وأنفاسه بصعوبه يسحبها لصدره .. يطيح على الأرض يبكي
غصب عنه قبال هالنيران إلي تضئ المكان بقوة .. الموقف مهيب ومايقدر يتحمله .. يحرك يده إلي تهتز بقوة حتى يحطها على صدره وجسمه يرجف .. يحاول يتنفس والشهقات تمنع النفس عنه .. يوقف من جديد بصعوبه
يتلفت في كل الأتجاهين مثل المجنون من ينقذه هو ..؟ يحط إيديه على أذانيه مايبي يسمع صوت هالنيران إلي أبتلعت من البشر مايجهله .. لكن تتسع
عيونه بصدمه من لمح طفل مرمي على الأرض بمسافه ماتبعد كثير عن هالنيران يشوفه قباله .. ينزل أيديه بفاجعه ونظرات الخوف علقت على هالطفل .. حس أنه يتهيأ له إن فيه أحد نجى غيره من هالفاجعه إلي صارت ..
ينوي يتحرك حتى يلف لورا ويلمح قطعة قماش سودا كبيره تحركها الهوا في كل أتجاه .. يظل يحرك راسه مره للطفل ومره لقطعة القماش السودا وهي جسد بنت مغطاه .. شلون وصلوا لهالمكان .. عايشين أو جثث طارت من هالسيارتين أو ..
يختل توازنه فجأه وينقطع حبل أفكاره وأوهامه حتى يرتمي على الأرض فاقد للوعي !
.
.
.
تتحرك تنزل بخطوات متمايله بطيئه من الدرج والساعه تقترب من 7 الصبح .. عيونها الخايفه تتعلق بحمد وهو يدخل من باب الشارع .. ترفع أيديها تناديه
" ها ياحمد .. عرفت وليدي وينه "
يوقف بتوتر حتى يهز راسه بالرفض .. وتوقف هي فجأه حتى ترفع يدها تسحب شيلتها تغطي وجها إلي يحمل الهم والحزن من غياب ولدها.. قلبها مقبوض ولا هي مرتاحه .. تبكي غصب حتى يتحرك حمد صوبها بخطوات واسعه لين ماوصل لها .. يبوس راسها
" بخير ياجده بإذن الله يمكن أنه نام أو جواله خلص شحنه "
تهز راسها بالرفض .. تنطق بخوف
" والله ماعمره سواها .. والله "
يدخل عواد حتى يوقف متفاجأ من منظر أمه .. يتحرك لها .. يمد إيديه يحضنها بقوة
عواد : بننتظر يمه و هذا عبدالعزيز راح يبحث عن رقم بو مشاري
أم عبدالله رفعت يدها حتى تنطق بصوتها إلي تخنق العبرات والخوف : روحوا يم وليدي هاتوه لي .. هاتوه وش له تنتظرون ..
عواد يحاول يهديها : يايمه .. وكلي على الله .. بادي دام أنتس مانتيب مخليته من دعواتتس .. ربتس بيحفظه لتس ..
قاله وعيونه تطالع حمد .. الكل في حالة خوف مرعبه من غيابه .. وأتصاله اليتيم وبعده إنقطاع ! .. يدق جوال عواد وبسرعه رفعت أم عبدالله إيديها نطقت بلا شعور
" يمكنه بادي "
يدفن عواد يده في جيبه حتى يسحب جواله .. يطالع المتصل " الوالده " .. تنعقد حواجبه بقوة حتى يطالع أم عبدالله ..
" هذي أمي "
ترتخي أيدين أم عبدالله بخيبه ووجها إلي تملاه التجاعيد لا زال يعيش الخوف .. يسحبها عواد بهدوء
" تعالي يمه عن حرارة الشمس خلينا ندخل للمجلس "
يتحرك الكل داخلين المجلس إلي يجلس فيه بو عبدالله رامي بكل جسمه على المركه بإنهزام غريب .. يتحرك حمد بخوف صوبه وأطراف شماغه طاحت لورا ظهره .. ينحني له يضم
يده إلي مايحركها .. ينطق بخرعه
" أنت بخير جدي "
ويكتفي يهز راسه بالرفض .. ينطق بالعافيه
" وين بادي .. عينتوه لي ! "
تنفجر أم عبدالله تبكي وعواد تركها وتحرك صوبه .. أنحنى حتى يسحب رجول أبوه يمددها
عواد : يبه بادي مافيه إلا العافيه .. وش فيكم على طول فكرتوا بالشر على الخير !
بو عبدالله وهو يحاول يتكلم : دق عليه .. دق
عواد وحالة أبوه ماتطمن : وش تونس فيه
حمد : لازم يروح للمستشفى والله حالته ماهيب طيبه .. حتى المسجد ماراح يمه والليل كله صاحي
عواد : يبه الله يخليك .. ترفّق بحالك لا يشوفك بادي بهالحاله ثم يتعب تخبره يبه
لف يطالع أمه .. أشر لها بقلة حيله
" أرتاحي يمه .. أرتاحي "
تتحرك بخطواتها الثقيله حتى تنحني جالسه بصعوبه ..قبالهم
" السلام عليكم "
ينطقها عبدالعزيز إلي دخل عليهم وهو يحمل في ملامحه اليأس .. يوقف قبالهم حتى يرفع أيديه
" مالقيت رقمه .. "
أم عبدالله رفعت يدها : والله إن مارحتم لا ألبس عباتي وأخلي واحد من العيال يوديني
يتحرك عبدالعزيز بكم خطوة حتى ينحني جالس بجنبها ..
" الولد كود إن النوم أخذه أو تعب وجواله طفى فيه ألف من عذر لا تحملون الموضوع أكبر من حمله "
أم عبدالله وهي تبكي : أنا قلبي ماهوب مطمن .. ماهوب مطمن عليه ..
فجأه الكل يسكت من دخل عليهم متعب ببطء كما عادته.. يلبس ثوب مبرز تفاصيل جسمه وشماغ يرمي أطرافه فوق راسه .. ينطق بكل هدوء
" خذ جدي ياولد أحتس معه .. "
يتحرك بخطواته وهو يضحك .. يكمّل
" والله ماعرفنا إن لك كل هالغلا .. أنا أشهد إنك محظوظ .. "
يوقف قبال جده والإبتسامه ترتسم على شفاته .. يمد له الجوال حتى ينطق بصوت الراحة
" خذ بادي "
ينتفض بو عبدالله بلا شعور حتى ياخذ الجوال بسرعه وبعدم تصديق من إيدين متعب .. يتربع ويحط الجوال عند أذنه .. ينطق والدموع غصب تسابقت تغطي عيونه
" ألو .. بادي . وينك يابوك تاركنا للهواجيس والظنون "
ترفع أم عبدالله أيدينها بفرحه حتى تنطق بصوت مرتفع
" يالله لك الحمد .. يالله لك الحمد "
وبسرعه تطالع متعب وهي تأشر بيدها عليه وبصوت يحمل العبره
" والله يا هالبشاره منك إنها تساوي عندي شين تسبير .. مير لك ماتطلب ياولدي مني وأنا بلبيه "
متعب أبتسم : تلبينه لو تسان وش !
أم عبدالله بدون تردد : هالله هالله
متعب طالعهم : أشهدوا على حتسي جدتي وأذكروه
يفز عواد من مكانه وأبوه لا زال يكلم بادي .. ينطق بصوت واطي
" وراه لا دق ولا أتصل "
متعب : جواله أنسرق بالطريق وتوهق الولد .. وما يحفظ أرقام وزودن على هالشي ضيّع بيت بو مشاري
عبدالعزيز : هه ماحنا قايلين لكم إن فيه شين راده .. مير أشغلتونا يادافع البلا وأشغلت أخوياي وأنا ماغير من بيت لبيت ومن رقم لرقم !
حمد براحة : الله يبشرك بالخير
عواد بأستفهام : وإن تسان مايحفظ أرقام .. تسيف دق عليك
متعب ضحك ببرود .. نطق وهو يطالع خاله : أنت ناسي إن عيال بو مشاري حول عمري وواحد من عياله خوين لي
عواد رفع يده بتوتر حتى يفرك جبهته : أنا مير أرتعت بزياده على الولد .. لا تلومني
بو عبدالله : إيه .. تعال بسرعه لا تقعد هناك دقيقه .. إيه .. فمان الله
أم عبدالله بقهر : وراك سكرت .. بحتسي معه ..؟
بو عبدالله وهو يمد الجوال لمتعب : بيدق عليتس بس يقول إنه عند رجال
يسكت حتى يميل بظهره متساند فيه لورا .. حمول من الهم أنزاحت من صدره .. يدفن متعب الجوال في جيبه ويتحرك بيطلع
عواد : على وين ..؟
بو عبدالله : أنا مير لا تقهويت ولا طب في فمي لقمه .. نبي فطورن عليه العلم
حمد ضحك : أنفتحت شهيتك ياجدي .. هات ماعندك والفطور مير أبشر بأحلى فطور
متعب رفع يده : أنا مفطر وخالص .. وبروح عندي مشوار
عواد : وحتسينا أمس ..!
متعب يتحرك بيطلع : بدق عليك ..
يقولها حتى تدفعه خطوات إلي تنهار للقاع طالع من المجلس لباب الشارع .. يوقف وماصار لبادي يهزه من داخل ولا يدري كيف قدر يسيطر على الوضع .. كيف ماحس أحد فيه وهو ينهار غصب لحادث ولد خاله الله يرحمه والحاله الصعبه إلي كلمه فيها .. يتحرك صوب سيارته بخطوات خايفه حتى يركب.. يشغل السياره ويتحرك بسرعه مبتعد ..
يسحب الجوال من جيبه وملامحه البارده .. يذوب عنها الجليد وماتظهر إلا عيون متوتره وملامح تشيل الهم من الأعماق .. يدق على الرقم إلي أتصل منه حتى يحط الجوال عند أذنه
وينطق بخوف " هلا بادي "
بادي بصوت التعب : كنت عارف إنك الوحيد إلي بتقدر تخبي الحادث عن الكل وتلقى لي مخرج
متعب والخوف يحتويه: أنا خلاص بمسك خط جاي يمك .. بشرني عنك عساك ماتعورت تسثير ..؟
بادي بعد صمت طويل نطق بألم : تعورت وحده من رجولي وخاطوها بكم غرزه .. راسي يقولون لازم أشعه وحولوني للرياض
متعب : الحمدالله على سلامتك الحمدالله .. أنت ماعليك شي من الحادث .. صح ..؟
بادي وهو يتكلم ببطء : لا ماعلي شي .. أنا ماغير كنت في طريقه وقدر الله ماحصل لي
متعب : والله لو تشوف حالة جدي وجدتي تسان تروح فيها .. ما أدري تسيف على حالته وقفت أضحك قدامه وأرقع لك !
بادي : أهم مافي الأمر أنهم تطمنوا
متعب : بيوصلهم الخبر وهم عارفين عارفين بس تكون عندهم أهون من أنك تكون بعيد ولايعرفون عنك شي .. أنا بخليك ترتاح ومسافة الطريق وأنا عندك
بادي بتعب : بإذن الله
.
.
.
تضحك بخجل من رفعت أيديها أم نوق حتى تحضنها بقوة والفرح عالق في صوتها .. تنطق
" والله يابنتي إن ربي أرسلتس لي "
أبعدت عنها جود بخجل وهي ترفع أيديها .. تبتسم غصب ..
" والله ماقلت إلا حتسي أرسله أخوي لتس "
تقولها حتى ترفع أم نوق يدها لها .. تنطق بتقدير وأحترام لكل ماسمعته
" أنا أشهد إن أخوتس رجال قول وفعل يومنه فكّر فينا وهو ماله من علاقه فينا تنذكر غير إن خاله هو زوجي رحمة الله عليه .. والله إني كنت شايله في بالي عنه أفكارن تسثيره من تصرف سواه معي ويذكره زين .. مير من بعد ماقلتيه .. مسح مابعقلي كله "
جود والخجل لا زال عالق بصوتها : بروح للبنات .. تامرين شي ياخاله
أم نوق : قولي له إني محتزمه فيه وبفعوله .. ومانيب مجنبه عن شوره أبد الله يحفظه لكم ويتمم عليه بالعافيه ..
تميل وعد براسها من عند باب المجلس
( خلصتوا )
تقولها بملل حتى تضحك أمها
جود : إيه .. خلصنا
وعد بصوت عالي : هاتوا القهوة والشاي والفطور ..
تدخل بخطوات واسعه حتى تجلس بجنب أمها .. لحظات وتدخل عهد ووجها مايطمن
عهد : شفتوا التويتر يابنات !
جود وهي تطالعها : لا
عهد تتقدم لهم حتى تجلس مقابلتهم : صاير حادث الله يكافينا الشر ثلاث سيارات متصادمين .. ومحترقه عايلتين كاملات .. يقولون السياره الثالثه أنجى الله صاحبها أما الباقين .. لا
أم نوق بخوف : يالله رحمتك .. يالله تحسن خاتمتنا
وعد بضيق : كلهم ماتوا محترقين ..؟
عهد : أدخلي التويتر .. واصل ترند يابنتي ومصورين الحادث ..
تدخل هيا والحزن غصب يعلق في ملامحها
" تخيلي .. مكتوب أنه نجى من الحادث وحده بس وأخوها الصغير "
وعد رفعت يدها بلا شعور حتى تفرك رقبتها .. تنطق بخوف : يمه ..! ربي يصبرها تسيف بتتحمل الوضع
عهد : ليتني مافتحته على هالصبح .. صدري ضايق من هالخبر
هيا : عمري هي .. يارب يربط على قلبها بس
أم نوق : الله يرحمهم أجمعين
وعد : بالله تسيف بيغسلون ويدفنون .. !
جود بقهر : أسكتي وش السؤال بالله ..؟
عهد ترفع يدها بوجها : يقولون محترقين .. الحادث شي فضيع .. فضيع والله الصور أقشعر لها جسمي
تدخل عليهم شيما متخرعه والجوال بيدها .. تنطق بروعه
" بنات .. الحادث .. "
هيا وعيونها أتسعت : وش فيه
شيما والعبره أخنقتها : مكتوب فيه أسم بادي ولد عمي
أم نوق شهقت بقوة : يالله رحمتك ولطفك
أنتفضت واقفه بروعه .. ترفع يدها والرجفه أحتضنت أطرافها
" يابنيتي يمكن أنتس ملخبطه "
شيما والدموع تتسابق لعيونها : والله كاتبينه بالتويتر .. أسمه وأسم عايلتنا .. سيارته يمه .. سيارته إلي منقلبه شايفتها !
فزت واقفه جود حتى تركض لشنطتها تسحب جوالها ..
أم نوق بروعه : هيا ألبسي عبايتتس أنتي وعهد وروحن يم بيت جدكن بسرعه يمي بسرعه
هيا والخوف علق فيها : إن شاء الله يمه
تحركت تركض ووراها عهد .. عابرين شيما إلي واقفه بخوف لاصقه فالباب .. تتحرك وراهم أم نوق طالعه من الغرفه .. لحظات ويرتفع صوت جود ..
" متعب يقولون بادي ولد عمي صار عليه حادث ..( نطقت والعبره تخنقها ) بالتويتر واصل ترند الحادث .. إيه أنا ماشفت شي بس قالوا لي .. إيه كل شي مصورينه .. كل شي وطالعه بالصور سيارة بادي .. وين أنت .. طيب .. طيب .. "
أبعدت الجوال عن أذنها حتى تنحني تسحب عبايتها وشنطتها وهي ترجف من الخوف
جود : خلونا نروح يابنات لبيت جدي .. كلنا
شيما رفعت أيديها برفض : لا ماراح أتحمل .. مابي أروح
وعد بأندفاع : أنا بروح
جود : أمشي معي
.
.
.
" القويعيه "
منسدح على السرير بالغرفه يطالع السقف بعيون غارقه بالدموع ولونها يميل للأحمر .. من صحى والكوابيس تزوره حتى وهو صاحي .. ردد سور معينه من القران بينه وبين نفسه لكن الأفكار تهاجمه من كل جهه .. يحس أنه لازال يسمع صوت صرخاتهم .. صوت النيران .. والموت .. الموت إلي نزع أرواحهم وغادر .. يغمض عيونه بقوة والأسئله تهاجمه من كل جهه هل بهالطريقه ماتوا أهله أو كان الموت سهل هيّن عليهم .. بلع ريقه بصعوبه حتى ينطق ببطء " أستغفر الله العظيم .. أستغفر الله " تنعقد حواجبه بقوة حتى يفتح عيونه ويرجع يطالع السقف .. يتساند بيده على السرير حتى يرفع ظهره .. يسحب رجوله بينزلها وهو يعض على شفاته بقوة .. سأل الممرضات عن الحادث ولا أحد يرد عليه .. يحس أنهم متحفظين بشكل غريب عن الإجابه .. سأل بعصبيه في أحد عايش ..؟ في أحد حي من هاللي صار ..؟ ولا كان أحد يرد عليه ..!
يتمايل بشكل واضح من دفع جسمه واقف وبسرعه تساند على الجدار إلي بجنبه ..
لا زال يحس بدوخه .. وألالام غريبه متفرقه يحس فيها بجسمه غير ألالام الخياطه برجله اليمين وهو مشى مسافه أمس طويله وركض ولا كان يدري إن رجله مجروحه بشكل
كبير .. يقرر يتحرك وهو يتساند على الجدار .. خطوة بخطوة يعرج صوب الباب يبي يطلع يسأل عن مصير إلي شافهم أمس .. مايدري الطفل إلي شافه والبنت حلم أو حقيقه .. لازم يروح ويتأكد .. يعض على
شفاته بقوة وهو يمشي .. ثوبه ملطخ بالدم وأزاريره كلها مفتوحه .. يلتف حول راسه
شاش أبيض يغطي الجرح إلي أستدعى الأطباء يخيطونه بكم غرزة بعد.. بس فجأه ينتفض
بخرعه من أنفتح الباب بقوة حتى تندفع وحده مثل المجنونه صوبه .. تمسك ثوبه بعنف بأيديها الثنتين .. تجره بقوة تصرخ فيه بصوت بالعافيه يظهر ..
" ذبحت أهلي .. ذبحتهم "
عيونه تتسع بقوة من علقت نظراته في عيونها المنهاره والمتورمه الظاهره بس من النقاب إلي تلبسه .. مستمره تهزه بقوة لدرجه حس
أنه بيطيح وهو بالعافيه قادر يتوازن .. حس بلسانه ينعقد وشهقه صدمه من إلي يصير له
عالقه في حنجرته .. يدخلون الممرضات بخرعه يسحبونها بس تتعلق في مخباته تجرها
وهو بروعه صار يدفع جسمه لورا يبي يفك نفسه منها ومايدري من هذي وأي أهل ذبحهم .!
" ما أخليك .. والله ماراح أخليك "
تقولها والصوت معدوم والأنهيار يحتويها بشكل غريب .. وبقوة تمايل يبي يبتعد عنها بروعه وهي ما ترددت تضربه بيدها الثانيه وبرجولها .. يصارخون عليها الممرضات بخوف
وهي تتهجم على مريض نفسه نفسها .. صار يثبت خطواته بالأرض ويميل بجسمه لورا بخوف وروعه يبيها تبعد ولايدري وش فيها عليه .. من تكون أصلا !
تمتلي الغرفه بالممرضات والأطباء ورجال مايعرفهم إلي أزدحموا بغرفته على صراخها وأنهيارها .. وبكاها في وجهه ودعاويها إلي ماوقفت .. ترتفع الأصوات تتداخل مع بعض .. وفجأه تنقطع مخباته من كثر ماهي تجرها بقوة حتى تنفلت أصابعها منه غصب وعلى طول أرتمى على الأرض بقوة .. تحركوا الممرضات قبالها وهم يدفعونها لبرا الغرفه .. ينحني واحد من الممرضين بخوف يسحبه وهو بروعه عيونه علقت فاللي قباله ..
" الله ينتقم منك حسبي الله عليك .. حسبي الله عليك "
.. ترددها وسط ذهوله وعجزه .. يحاول يظل واقف بس مايقدر ألالام أقوى منه تحتويه .. يتمايل على الممرض إلي بقوة صار يسانده .. يكلمه وعيون بادي لا زالت تطالع الباب .. يوصل للسرير .. يجلس عليه حتى يرفع يده بخرعه .. ينطق بالعافيه
" من هذي ! "
الممرض بربكه : هذي إلي توفى أهلها أمس ... الله يعظّم أجرها لا زالت تحت تأثير الصدمه
نطق هو بصدمه أكبر
" تسيف عرفتني .. ووصلت لهالمكان وش دخلني تدعي علي ! "
وقف قباله الممرض عاجز يرد .. أكتفي يهز كتوفه وماكان عنده جواب .. يندفع بادي يتكلم من هول إلي صار له ..
" أنا ماذبحت أهلها .. تسيف تقول إني من ذبحتهم .. أنا .. أنا فجأه طلعت السياره بوجهي ماكنت السبب ولا علي الخطا .. ولا ........... "
يمد يده الممرض حتى يلامس كتفه .. يمسكها بقوة وكأنه يهونها عليه
" أهم شي أنت هالحين .. أبروح أنادي لك الدكتور يشوف حالتك "
يتحرك تاركه ولا كأن بادي تكلم أو قال شي .. واجه أسئلته بالهروب من المسؤوليه .. يرتفع صوت بادي ..
" هي لحالها إلي نجت من هالحادث ..؟! "
يوقف الممرض عند الباب .. ويلف براسه صوب بادي إلي ظل يطالعه ينتظر جواب .. يبتسم بأسف حتى ينطق
" أخوها إلي عمره سنتين لكن للأسف بالعنايه المركزة ونسبة أنه يظل عايش للساعات الجايه جدا ضئيله .. لكن الأمل بالله كبير وأنا أخوك "
يتحرك طالع ويظل بادي جالس على السرير عاجز من الصدمه إلي تحتويه .. ماعاد يسمع صوت بكاها وأنهيارها أختفى ولا كأنه كان موجود .. لحظات ويدخل متعب وجهه منقلب وماهو بوضع طبيعي .. مرتبك وملامح وجهه تغرق بالضيق .. يوقف عند الباب يشيل بأيديه الثنتين أكياس .. يطالع لبرا لحظات ويلف يطالع لداخل الغرفه .. يبتسم من شاف بادي حتى يتقدم له بفرح .. ينحني منزل الأكياس بالأرض من أقترب له
" ألف الحمدالله ع سلامتك .. ماتشوف شر "
ينطقها وهو ينحنى يسلم عليه .. يحضنه بقوة ويبوس كتفه والصور إلي شافها بالتويتر كانت مرعبه
بادي وهو يحاول يلملم ربكته وضياعه : الله يسلمك
يبتعد عنه متعب وهو بضيق يطالعه .. مسك يد بادي بقوة نطق بخوف
" ليش ترجف "
بادي يتلفت بضياع يبي يتمدد : أنا .. أنا أحتاج أرتاح يامتعب أحس أني مانيب طبيعي
متعب : أرتاح .. أرتاح ليش قاعد تسذا كنت طالع لمكان .. ؟
يزحف بادي بصعوبه ومتعب على طول أنحنى يرفع رجوله حتى يحطها على السرير .. يساعده يتمدد بشكل يريحه .. يتحرك مبتعد عنه حتى يروح يسحب له كرسي ويجلس قباله
متعب : تحس بشي ..
ظل يطالعه وبادي يهز راسه برفض .. يغمض عيونه بقوة وصدره يرتفع وينزل بشكل واضح .. تتحرك عيون متعب صوب ثوبه المليان دم .. أيديه المجروحه والدم لازال يعلق بأظافيره
يجر الكرسي مقترب منه .. وبادي ملامحه مرتاعه والخوف واضح عليه
متعب : بادي .. محتاج أقرا عليك .. كود تهدى نفسك وترتاح
بادي : من صحيت وأنا أقرا قرآن والأذكار .. بس عجزت يامتعب أستوعب إلي صار .. ( بلع ريقه بصعوبه حتى ينطق وصوته يتخلله الأنهيار ) صار كل شي بلمح البصر .. ماتسان بيني وبين الموت شي .. لدرجه .. ( قالها وهو ينهار يبكي ) لدرجه شفت أمي وأبوي .. تخيلت إني بموت نفسهم ..
متعب مد يده حتى يحضن راس بادي : الله يرحمهم .. الموت حق
بادي حرك راسه صوب متعب وهو منهار : أنا سمعتهم قبل يموتون .. حاولت أنقذهم ماقدرت تسانوا داخل السياره .. صوت حريم .. متخيل الوضع إلي كنت فيه لحالي
متعب هز راسه والعبره تخنقه لحال ولد خاله : ..................
بادي : والله يامتعب ماهوب أنا المخطي .. أنا كنت أمشي بالشارع وتعرف إني مانيب راعي سرعه فجأه طلع بوجهي وصدم سيارتي بعدين شكله دخل بالسياره إلي وراي .. مدري تسيف صار وكيف أحترقت السيارتين .. والله مدري
متعب يمسك يده : أنت حافظ كتاب الله وتعرف إن كل أمر قضاء وقدر .. تدري إن الحادث إلي صار لك وصل ترند بالتويتر والصور مدري من التسلب إلي مصورها
بادي مد يده للباب : تهجمت علي تحسب إني من صادم سيارتهم ..
متعب أتسعت عيونه بقوة وبادي ماهو معه نهائي : من هي ..؟
بادي وصوته رايح فيها : فجأه دخلت علي .. مسكتني مع ثوبي وتحسبت علي
متعب ما أستوعب : من هي يابادي ..؟
بادي بأنفعال : إلي شفتها طايحه بالأرض أمس
متعب بذهول : لا إله إلا الله سليمه !! .. هي أجل إلي يقولون طارت من قو الحادث لبرا مع أخوها .. أنا تصفحت التويتر وعرفت إن فيه غيرك أثنين سلمهم ربي .. ناجين من هالحادث
يدق جوال متعب والأتصالات ماوقفت من جواله وتعب هو يرد على فلان وفلان .. ويراعي هذا وذاك .. مال بجسمه لليسار على خفيف حتى يسحب جواله من جيبه .. ومن شاف الرقم فتح الخط بسرعه
متعب : ألو
بو عبدالله وصوته منهار على الأخير : أنا يوم حتسيت معه ما تسان صوته زين
متعب بربكه : أنا هذاني قدامه .. وباخذه يمك
بو عبدالله بعصبيه : أنت تعبان بنفسك تسيف تروح تجيب وليدي لي !!
فز واقف بسرعه حتى يتحرك بخطوات واسعه طالع من الغرفه
متعب رفع يده حتى يفرك جبهته وهو يكتم بنفسه القهر : جدي .. تسان مانتب متطمن على وليدك معي .. أرسل واحد من عماني هالحين .. يجون ياخذونه ماهوب معقول تستلمني أنت وعيالك وتذكروني إني مريض .. أو تدري ياجدي دق على عواد ولا عبدالعزيز هالحين خلهم يجون للقويعيه وأنا قمت باللي واجب علي بسلم عليه وراجع بدونه
أبعد الجوال عن أذنه حتى يسكر الخط .. هذي ثالث مره يكلمه جده ويرمي بوجهه هالكلام إلي سمعه من الكل .. دفن الجوال بجيبه حتى يرفع أيديه ويفرك وجهه .. لا مستحيل بيوافق يرجع لشغل عواد .. وكل من صار شي أو نوى يسوي المعروف ألتفوا حول مابه من طيب
وذكروه أنه مريض ..!!
ساعتين وهو يرد عليهم ويسمع الكلام إلي يسم البدن وساكت .. وش كان حاده على هالأمر من البدايه .. حط يده على خصره وباليد الثانيه صار يفرك وجهه بقهر .. حتى ما سمع كلمة " جزاك الله خير .. الله يحفظك لين تعودون للرياض " كلهم يهاوشون ! سبحان الله .. دق جواله من جديد وبملل رجع يسحب الجوال من جيبه .. ومن شاف رقم جده صد حتى يهز راسه بأسف تتحرك خطواته صوب الغرفه من جديد .. والضيق يخنقه .. في الحقيقه كان كل شي يختلط فيه الحزن على ماصار من حادث ووفاة عايلتين .. على ولد خاله وحالته .. وعليه هو .. أبتسم بعبث من شاف بادي حتى يوقف ويأشر على الأكياس ..
متعب : أنا شريت لك ملابس داخليه وثوب جديد وفوطه بعد حسيت إنك بتحتاج هالأمور .. وبالكيسه الثانيه بتلقى أكل لك أكيد إنك ماذقت شي من أمس .. ( رفع يده بقلة حيله ) وعواد أو عمي عبدالعزيز من بياخذونك هم أكيد بالطريق جايين لك .. وأنا ما جيت إلا عشان أتطمن عليك والحمدالله إن ماوراك إلا العافيه .. وماعليك خلاف
بادي بصدمه : بتروح وتخليني !
متعب بضيق : أنا جاي بسلم عليك والحمدالله دامك بخير أنا تطمنت وعماني بيجونك وبيشوفون مانت محتاجه
بادي ظل يطالعه حتى ينطق وهو حس إن فيه شي : متعب أنت مأكد لي إنك من راح تاخذني وعماني ليش يجون وأنت هذاك موجود عندي
متعب نطق وهو يتصدد عنه : الحادث إلي صار لك قلت لك إنه منتشر والمملكه كلها عرفت فيه وتلقى ربعنا ..
بادي قاطعه : وش إلي صاير ..؟
تحرك متعب بصمت حتى ينحني يشيل الأكياس يرفعهم حاطهم على طرف السرير وبادي ظل يطالع ملامح وجهه إلي تغرق في ضيق غريب منتظر منه جواب .. يبدى يرتب كل العصاير والأكل على الطاوله ومن خلص أعتدل بوقفته نطق
" العذر والسموحه عاد على التقصير "
سحب من جيبه الجوال حتى يتحرك مقترب من بادي أكثر .. ينحني حاط الجوال عند راس ولد خالته ..
متعب بصوته الرجولي الهادي : كلّم جدي وكل من يدق علي هم ربعك وتخبرهم .. وأهم شي جدي لعله لا سمع صوتك يامن عليك أكثر !
تحرك مبتعد عنه وبادي رفع يده بسرعه يناديه
" متعب .. متعب وقف ياولد .. متعب " !
ولا رد عليه .. تحرك بخطواته الواسعه طالع من الغرفه بصمت
.
.
.
ترمي ملابسها بقوة داخل الشنطه وهي تتكلم بعصبيه وبأستهزاء
" خليها علي .. خلي كيد الحريم علي وبنسجل صوتها "
لفت ثايره صوب الجازي الواقفه عند باب غرفتها .. حتى تحرك أيديها بأنفعال وتصرخ
" هه وهذي آخرتها يبي يصرفنا ويقعد عند حبيبة القلب ! "
الجازي تحركت متقدمه حتى تنطق : وإن ماصار في بالنا عادي .. نفكر بشي ثاني
حسنا بدون نفس أنطقت : لا ياحبيبتي أقعدي أنتي وخططي وسوي .. أنا خيرته يا أنا ياللي تتسمى نوق .. !
الجازي بخبث : شوفيها ذي راعية البسطه حاطه نفسها المسكينه وإلي ماتبيه .. وتمسكنت لييين ماتمكنت تلعب على بعيد ياهبله .. تلعب صح لين خلت الرجال يطيح في حبالها من جديد ودام أنها حيه من تحت تبن .. لتس من يدوس هالحيه بس الصبر زين
حسنا : شوفي عاد .. طفح كيلي وخليك أنتي تمكني ومدري وش .. الرجال هذا لو ماعنده عيال باعنا وشراها شرا .. تعلميني أنتي تعلميني وش بينه وبينها !
الجازي بخوف : لا إن شاء الله .. بيبيعها هي وبيعة تسلاب بعد ونرجع زي قبل
تلف حسنا حتى تنحني تسكر الشنطه بأنفعال .. تسحبها منزلتها على الأرض .. تتحرك صوب عبايتها تلبسها بسرعه وتلف شيلتها حول راسها ..
حسنا : شوفي ماعاد يهمني وبحريقه !
ترجع تسحب الشنطه حتى تعبر حسنا طالعه من الغرفه .. تنادي بعصبيه
" عبدالله .. ياعبدالله "
" نعم ماما "
يقولها ولدها إلي يركض داخل البيت .. حتى يوقف قبال أمه
حسنا : جدك وصل ..؟
عبدالله بحماس : من زمان ياماما وأخذ كل شي للسياره .. بنروح المزرعه عند جدي صح ..؟
حسنا وقفت تلبس نقابها : رح رح يم السياره عنده وأنا جايتك يلا ماما
يرفع يده حتى يأشر للجازي بيده ينطق بصوته الطفولي " مع السلامه " يروح يركض وهو يتكلم بصوت عالي " مع السلامه منصور بنروح المزرعه عند جدي " وكأنه يقهره ولايدري إن أبعاد الموضوع أكبر من فكرته الطفوليه .. تعدل حسنا نقابها وتتحرك تمشي
وهي تسحب الشنطه معها صوب مدخل البيت .. تطلع حتى توقف تنتظر الجازي تطلع
ومن مرت من قبالها سكرت بابها وقفلته .. راحت تمشي بخطوات واسعه صوب باب الشارع
ومن طلعت رفعت الجازي يدها حتى تنطق بدون نفس
" روحه بلا رجعه إن شاء الله ! "
لحظات وتسمع صوت ولدها يبكي .. يدخل عليها وهو يركض ومن وصل عندها .. سحبته مع يده
الجازي تمشي فيه وهو متقطع من البكا : خلنا بس نشوف وضعنا .. حنا بعد
.
.
.
قصتنا وحده وبداياتنا بألف وجه وجه .. الساعه 9 الصبح .. وهذاني واقفه بغرفة هجرتها من 15 سنه .. أحس جسمي يقشعر وعقلي ماهوب مستوعب إني رجعت .. رجعت من جديد ولا تسن السنين مضت بحزنها ومرارتها تسنها لمح البصر .. حاول مشعل أنه يغيّر أثاثها وأنا
قلت لفوزيه تبلغه لا يغير شي .. يجيب بس مفرش جديد للسرير ومن هالأشياء إلي نقدر نبدلها .. أما يأثثها من جديد لا .. لأني ماراح أقعد كثير .. راح يندم ووالله إني ماتسان في بالي غير أني بس أسترد شي من كرامه أهانها وجرحها بس .. أنتقم لشي فيني يرفض ينسى
ماصار لكن هو من أشعل نيران الحرب بيني وبينه من جديد .. رفع رايته تحت مبدأ حق الله
وهو لو تسان يدرك هالشي ماتركني عنده من الأساس .. تحركت صوب السرير حتى أنحني
جالسه بسكات .. بيوصل هالجلوي بعد شوي .. راح مشعل يجيبه مع فوزيه .. تدخل بنت فوزيه أميره وهي تركض لي لين وقفت قبالي .. نطقت بسعاده
" حطيت الكيكه بالفرن كم تقعد ..؟ "
أبتسمت بوجها حتى أرفع يدي لها .. أمسك يدها
" أهم شي وصلت الفرن سالمه .. أنا بنزل وأشوفها "
" طيب بتخلص قبل يجي خالي جلوي .. وأبي أكتب عليها كلام وأصورها سناب للبنات "
متحمسه ربي يحفظها ..
" خالتس شايبن يبي له ساعه عشان يطلع من المستشفى وساعه عشان يدخل البيت ! "
قلتها بدون نفس وأنا أسحب يدي من يدها وأصد عنها بس هي أنفجرت تضحك بقوة .. رجعت أطالعها وعيوني أتسعت غصب .. نطقت بأستغراب
" أعجبتس ..؟ "
أبعدت عني حتى تنحني وهي تغطي وجها بأيديها وتضحك من قلب .. نطقت وهي تهز راسها
" إيه .. تخيلت شكل خالي ! "
ظليت أطالعها حتى غصب أضحك معها .. أشرت للباب
" روحي .. روحي تأكدي أنتس مشغله الفرن "
وقفت عن الضحك وطالعتني بخرعه .. نطقت
" أنتي ماشغلتيه ..؟ "
هزيت راسي بالرفض حتى تحط رجلها تركض وهي تصرخ
" بتخرب كيكتي .. بتخرب ! "
ضحكت حتى أفز واقفه .. بروح وراها أشوف كيكتها لا تخرب من صدز ثم تروح أحلامها وهي من صحت على طول لقيتها تطق الباب علي .. تقول " يلا نسوي الكيكه " .. وقفت أدوّر جلال الصلاه باخذه معي لا أقعد تحت ويوصلون .. يدق جوالي فجأه .. أتحرك بخطوات واسعه
صوب الكرسي إلي كان بجنبه جلال الصلاه .. أخذه وأسحب جوالي من فوق قطعة خشب ..
وأتحرك صوب الباب .. أفتح الخط وأحط الجوال عند أذني
" ألو "
أبتسمت وأنا أسمع صوت أمي .. أنطق بصوت هادي
" هلا يمه .. دقيت عليتس الصبح ولا رديتي "
" حنا أمس مانمنا وحالتنا حاله من هاللي صار لبادي .. والولد يقولون جاي بحاله صعبه "
عقدت حواجبي بضيق .. نطقت
" هو أخباره يمه .. سمعت أن جدي مسوي له غدا اليوم عشان سلامته ولا أقدر أروح وجلوي بيطلع من المستشفى "
" والله يمي ماهوب طويب .. متروع الضعيّف والعالم الله أنه واقفن على من أحترقوا بهكا الحادث ربي يرحم الجميع برحمته .. هو يوم وصل ودوه يم المستشفى يقولون رضوض ولا به شين ينخاف منه .. الحمدالله .. الله يخليه لهالشياب إلي يطالعون الله ثم هو "
" أمين يمه .. أميين "
" يمي ..أوحي حتسيي زين أمرتس هالحين بيدتس وأنا يشهد الله إني تعبت .. ماتركت شين ماحاولت فيه أخليتس تشوفين الأمر الزين فيه .. وأنا بعد أغلطت يومني .... "
قاطعت أمي .. وكملت بدالها
" يومنتس سلمتي الأمر لواحدن ماتسان يبي يتحمل أمورنا يمه .. فقعتي على نوير وشوفي ماقالته طلع صحيح وهي من البدايه تقول .. عواد يومنه شاف راحته فالبعد ماتردد .. وخليني
أقولتس وش مسوي بعد تسان تعرفين وجهتتس زين ووش من أمورن مقبلتن علينا ! "
نطقت أمي بضيق .. وبإندفاع
" وش من علمن جديد "
رجعت داخله غرفتي .. حتى أميل بجسمي للباب أسحبه وأسكره ..
" نوير يوم عرفت بالأمر أرسلت لعواد والأخ شال حاله وراح قاله لزوجها .. وتقول إنها مادرت إلا بصوتها يشغله قبالها بتار ! بتظلين تدافعين عن هالرجال بعد هاللي سواه ..؟ "
ظلت ساكته أمي .. وأنا كنت أعرف أنها بتنصدم .. كملت
" والله دقت علي مقهوره وحالتها حاله .. تقول غصب سكتت لأنتس محلفتها ماتتعرض لأحد وحذفت رقمه وأنا بعد .. ماعاد بيننا وبين هالرجال غير حق الله .. وتدرين يمه يمكن أنها خيره يومنه ياخذ الوصاه عمي عبدالعزيز .. ع الأقل عمي واضح ونعرف مابه من عيوب
البلا في اللي نحسبه عزوتن لنا .. وهو من ناوي يشق بطوننا .. "
نطقت أمي بصوت ضعيف ..
" لنا الله يابنتي .. لنا الله "
" لنا الله من قبل ومن بعد .. وأنا ماعاد إني ملتفته لأمورن أقفت .. لأني هالحين حقي من عواد ومن غيره باخذه .. باخذه لأني أشوفه ترك يمه من شبوا النار فينا وملتفت يمنا ! "
سمعت صوت البتول تنادي .. " بيوصلون " .. رفعت صوتي بربكه
" يمه شكلهم جوا "
" يلا يمي فمان الله "
سكرت الخط أميمتي وتسانت هذي المره الأولى إلي ماتقول شي .. أنا خابره أنها معطيه لهم
أمل جديد وحنا ماحنا محتاجين منهم شي .. ما أدري تسيف أمي تامن لهم بعد كل ماصار ..
أخذت نفس بقوة حتى أرجع أفتح باب الغرفه وأطلع وأنا أمشي صوب الدرج .. تطلع بوجهي
أميره تنطق بقهر " بيجون وكيكتي ماخلصت " .. نزلت من الدرج وأنا أشيل بيدي جلال الصلاه والجوال .. نطقت
" ماعليتس يابنت الحلال بياكلونها وبيمدحونتس بعد .. وبتقولين نوق ماقالته "
" يارب يارب "
ترددها وأنا أعبرها نازله للصاله الأرضيه .. الحياه في هالبيت بعد طلاق عمي لزوجته شبه
كئيبه .. الكل ساكت .. ومشعل أبصراحة ماقصر مع أخته ياخذها كل مادقت عليه تبي تروح لأمها رغم أنه مشغول
بأشغاله وشهرته على ماتقول فوزيه .. قدر يأسس حياته ماشاء الله عن طريق الجوال بس ..
وفوزيه نفسها فيها من الهم ما ربي أعلم فيه .. مسؤوليه عيال وزوج مريض ماخذته الغربه عنهم .. وأهل زوج مشغلينها .. يعني الأنسان ماله مفر من الهم .. أدخل المطبخ
حتى أحط جلال الصلاه على الطاوله مع الجوال وأروح للفرن أتأكد من شغل بنتنا أميره ..
توقف عند الباب تطالعني بحيره
" تتوقعين بيصير طعمها حلو وبيمدحونها "
هذي شكلها أول كيكه تسويها بحياتها ماهوب معقول الحماس إلي شاغل البنت من أول ماصحت .. طالعتها بطرف عين وأنا مبتسمه
" والله ياأمورتي ماندري .. ننتظر ونشوف "
نزلت أيديها بخيبه .. لحظات وترفع يدها تمسح على شعرها .. تنطق بقهر
" أنا مكلمه بابا أول ماصحيت وقلت له وقالي صوري لي كل شي تسوينه أول بأول يعني آخرتها تخرب وش بيقول عني "
أها .. عرفنا السبب .. رجعت أضحك غصب عني نطقت وأنا أطالعها
" والله تعبت منتس .. أقولتس بتضبط بتضبط كم مره سائلتني وكم مره جاوبتس .. الله العالم مانتيب واثقه بطبخي شكلتس .. تراي طباخه وأسألي أمتس "
دخلت أكثر للمطبخ ببجامتها حتى تجلس على الكرسي .. تنطق بتردد
" أنا بقولتس سر .. وعد ماتعلمين أحد "
لفيت بجسمي لها وقابلتها .. نطقت وأنا أنحني أسحب قطعة قماش
" وعد "
شبكت أصابعها مع بعض .. ورفعتهم والتوتر يزيد عنها
" يوم أرسلت شغلي بالسناب صديقاتي دخلوا علي يضحكون ووحده منهم قالت وش عندك صرتي خدامه ..! وبنات عماني مدري وش جاهم يكذبوني "
أتسعت عيوني .. نطقت
" الله كل هذا عشانتس مسويه كيكه "
حركت كتوفها ببراءه نطقت
" مدري .. المهم تهاوشت معهم وقلت لا حجزتوا أستراحة بجيب لكم كيكه مسويتها أنا وتشوفون ! "
رديت بأستغراب
" أستراحة مع أمهاتكم ...؟ "
نطقت وهي ترفع صوتها
" لااااااااا .. بس حنا يالبنات "
تنحت فيها مانيب مستوعبه إلي تقوله .. يروحن أستراحه لحالهن وهن بهالعمر معقوله ..! .. تحركت صوب المجلى أنظف الباقي من حوستنا ..
" شوفي أموره .. صديقاتتس شكلهن بنات فيهن رباده وقل صنعه .. والخدامه بشر ماينقال عنها شي من باب الطنازة عيب .. "
" ترا أمي ماتبيني أروح ودايما تهاوشني ! "
قلت لها
" أمتس تخاف عليتس "
نطقت بسرعه
" لا أمي بس تبيني أقابل خواتي وأخوي .. ماتبيني أستانس وأروح نفس البنات كل شي عندها لا لا لا .. "
لفيت لها .. نطقت
" ليش تقولين تسذا عن أمتس .. تحبتس والله .. "
" البنات دايما يقولن لي أمتس من العصر الحجري وين عايشه .. الدنيا تغيرت "
أتسعت عيوني بقوة .. قلبي أنقبض من حتسي البنت .. نزلت الصحون من يدي وعلى طول سكرت الحنفيه .. لفيت لها بجسمي كله .. رفعت يدي بأنفعال
" قليلات أدب وماتربن .. وش هالحتسي لا تسمحين لأي وحده تهرج في أمتس أو أبوتس وأنتي تسمعين لها .. وبعدين يمي لا خير فيهن وهذا حتسيهن وفعولهن .. أمتس مانتي لاحقه جزاها ولا قالت لا.. تخاف عليتس ماهوب العكس "
" أميره هاتي الورد .. وصلوا "
تناديها البتول الي كانت طالعه بالحوش تنتظر .. وبسرعه تحركت أميره تركض .. ظليت واقفه فيني شي ماهوب مريحني من أسلوب البنت وحتسيها عن صديقاتها .. تحركت بخطوات
واسعه طالعه من الصاله .. حتى أصعد الدرج .. أروح لغرفة النوم وأنا أركض .. أقترب من الشباك حتى أفتح نصه وأبعد الستاره عني لين صارت وراي .. سياره مشعل كانت واقفه ..
وقلبي صار يدق بقوة وأنا أشوف مشعل بكشخته يدور حول السياره يركض حتى يفتح الباب
إلي جنب السايق .. أشوف فوزيه توقف ورا مشعل ولحظات تتحرك مختفيه من قبالي .. يغطي جزء من السياره أوراق الشجر .. أخذ نفس بقوة من دفع جسمه ومشعل يتكلم بخوف
" شوي شوي وأنا أخوك .. شوي شوي "
يسحب مشعل الكرسي المتحرك يقربه من الباب ويجلس عليه جلوي بعد ما عاونه مشعل .. تسحب فوزيه الكرسي بعيد عن السياره .. قبالي هالحين بنحافته شعره مبعثر بكل جهه ..
أقدر أشوفه زين وجهه حيل تعبان .. وفجأه بلا مقدمات يرفع عيونه يطالع الشباك وأنا من الروعه أنحنيت بسرعه .. " التسلب " أكيد شافني وأنا واقفه عند هالشباك .. صرت أضرب خدي بقوة .. وبرجفه رفعت يدي وسحبت الشباك مسكرته .. لمحني أو لا ..؟ أستغفر الله أنا وش تسان في بالي وأنا واقفه هنيا .. وش بيقول ذا الحين ..؟ تعدلت واقفه وبسرعه أبعدت
عن المكان .. لا بالله بياخذ بنفسه مقلب ويحسبني واقفه أنتظره .. ! مثل مايبي حضرة جلاله
تحركت صوب المرايه أطالع نفسي .. مايحتاج مكياج وخرابيط من بقابل ..؟ ولمين أحط
مكياج خشتي تسذا تناسبه .. رفعت أيديني أمسح على شعري وأرتبه .. ماراح أفكه
أتركه مجدول أحسن .. أنحنيت جالسه على الكرسي حتى أخذ العطر وأرش منه على جلابيتي
كلها من فوق لتحت .. هو بيطلبني وخن نشوف تسيف الأستقبال بيكون وأنا أقابله بريحة عطر ! يمر الوقت وأنا أسمح ضحك مشعل تحت وترحيبه بأخوه .. وضحك البنات ..
" السلام عليكم "
أحرك عيوني صوب الباب إلا فوزيه واقفه شيلتها مرميه على كتوفها
نطقت " وعليكم السلام " .. أعتفس وجها فجأه حتى تنطق بصوت تغيّر
" نوق أخوي يبي يشوفتس وأنتي متعطره .. أكيد مانتيب رايحه له بهالعطر تخبرين أنه مسون عمليه وطالعن على مسؤوليته .. "
والله كنت عارفه وقاحة هالرجال مالها حدود .. رفعت كتوفي بقلة حيله
" والله المشكله إن ملابسي كلها معطره وللأسف مقابل أخوتس صعب إلا إذا تبيني أنزل له فعلا ثم يمرض من جديد ولا يجيه شمم .. بلغيه إن موعد اللقا صعب "
هزت راسها برفض حتى تنطق
" لا بالله لا تقابلينه .. ماعليه بنزل أقوله "
ومن تأكدت أنها نزلت .. فزيت واقفه .. إيه ياجلوي أنتظرني أقابلك أو أخدمك نفس ماتبي .. قلت لك ورددتها ألف مره أعتقني لوجه الله ولا تخليني مقصره بواجبات مفروضه علي ..
لكن ماسمعت وتحسب أنه بالإيجبار والكره بتفرض علي أكون خدامه لك وتترك لحريمك
الباقيات الراحه .. مانيب جايه آخر عمري أكون لك خدامه .. لك أنت ياجلوي !
وهذي مير بعيدتن عنك وعن تفكيرك المريض .. تحركت بخطوات واسعه طالعه من الغرفه
وأنا من الخبال نزلت جلال الصلاه تحت .. بروح أشوف كيكة البنت لا تحترق .. ملت براسي لتحت وأنا أسمع سوالفهم بصوت عالي وضحكهم .. وبسرعه نزلت من الدرج وأساسا
مشعل مايتواجد فالبيت إلا قليل وصار ينام تحت وأحيان كثيره بمجلس الرجال الخارجي ..
دخلت المطبخ وبسرعه أخذت جلال الصلاه ولبسته .. رحت للفرن أراقب الكيكه .. وعلى طول
تحركت للثلاجه وطلعت منها الكريمه إلي مجهزينها .. يرتفع صوت مشعل
" لالا ماهوب معقول عاد .. أعترفي من إلي مسوي الكيكه لتس "
والضعيفه أميره تحلف أنها مسويتها لخالها .. ياحليلها هالبنت أذكرها وهي صغيره ياسرع السنين والله .. أحط أغراض الكريمه على الطاوله وأجلس وأنا آخذ نفس بقوة .. كان بوقتها عندي أحلام يوم كنت
في هالبيت .. أحلام بسيطه وماتت ولا تسنها كانت .. ماتت ولا صارت هالحين في نظر جلوي
وغيره إلا خساره عمر وفشل لي .. والله كل ماتذكرت حتسي جلوي الأخير لي أحس بصوت الموت يدق براسي .. وأختنق .. أختنق غصب عني .. عسى موت الضمير إلي
أحتواك يحتويني ياجلوي .. عساه !
تخلص هالكيكه وتدخل علي أميره معها جوالها .. تأشر عليه وتنطق " مر الوقت "
هزيت راسي بإبتسامه " مر ياقلبي .. هاتي صحن وسكين كبيره "
" طيب "
تقولها وهي تركض عابرتني لورا .. تدخل علينا فوزيه وهي فعلا مستغربه .. توقف عند الباب .. تسأل
" أميره إلي مسويه الكيكه أو أنتي مساعدتها "
سحبت صحن الكيك بسرعه حتى ألف صوب الطاوله وأنزله ..
" والله أنها من سوت كل شي أنا ماغير كنت على راسها أعطيها المقادير .. حتى الكريمه هي من سوتها "
" ماشاء الله .. لالا لازم عاد أكافئ بنيتي دام أنها لأول مره تقرر تسوي شي "
رفعت عيوني أطالع أميره إلي سعادتها ماتوصف .. عطيتها كل شي بعد ما أنتظرنا الكيكه تبرد وخليتها تكتب عليها ماتبي من حتسي دام أن هذي الشغله الوحيده إلي مصره عليها .. جهزنا صحون الكيكه وكل شي وأخذتها طالعه بحماس لخوالها .. تقرب مني فوزيه
" جلوي بيظل بالمجلس دام أننا مجهزين السرير وحتى بعد لا جوا ضيوف "
ما أدري وش مقصدها من هالحتسي إلي عارفته أنا من قبل .. هزيت راسي ونطقت
" طيب ! "
نطقت هي بتردد
" مدري تسيف وضعتس يعني "
وقفت أطالعها بأستفهام ..
" وضعي بوش بالضبط ..؟ "
" جلوي رجع حريمه كلهن لأهاليهن وماعاد له غيرتس فلازم تشوفين تسيف بتكونين قريبه منه تنامين تحت ونجهز غرفه لتس إلي يريحتس .. "
تنحت أطالع فيها .. مانيب مستوعبه إلي تقوله لي .. رديت عليها بحده وعصبيه
" أخوتس هذا خلاص يافوزيه .. أنتهى بالنسبه لي وأنا ماجيت هنيا إلا عشانه هدد وأجبر إني لو خالفته بكون معلقه .. وماراح أكون لحضرته خدامه أقوم بأموره ذا الحين ..!"
ردت بنبره غريبه
" ظنونتس يانوق بجلوي أنه فعلا داسن الشر لتس ..؟ "
لا إله إلا الله .. تسان ناقصني تكون فوزيه معهم .. رفعت يدي بوجها .. نطقت بعصبيه
" أي ظنون وخرابيط .. على كل ماسواه وتسألين داسن الشر لي أو لا .. تسألين يافوزيه ؟"
ردت بقهر علي
" أنا ما أحتسي عن قبل .. عن هالحين .. الحين ..؟ "
رفعت الملعقه بقهر حتى أضربها بالطاوله وأنا حتسيها طلعني من طوري
" أنا ماعلي الحين أو قبل .. وبعدين هو بعقله يروح يرجع حريمه لأهاليهن .. وش بيقولن عني خططت عليه وماشاء الله قدرت أجيبه لي وأخليهن ناقصه أنا .. هذا وأنا ماسويت شي وحطن روسهن براسي .. تسيف الحين بعد سواة أخوتس .. يفتح النار ويتركني بالواجهه .. زودها أخوتس زودها وأنا طفح كيلي .. طفح ..! "
دفيت الطاولة بيدي .. خلاص .. الأنسان هذا ماهوب تاركها ترسى لبر .. تحركت بخطوات واسعه صوب الباب .. أشرت لبرا وأنا أطالعها .. وبأمر
" روحي خلي أخوتس يطلع من المجلس وكل من فيه .. بدخل عليه "
تحركت جايه يمي وهي متوتره .. نطقت بصوت واطي
" يابنت الحلال أهدي وقصري حستس .. الرجال توه واصلن من المستشفى ووالله إن الدكاتره قبل لا يطلع جايين يحذرونه من طلعته ذي وأنه لازم يكون تحت الملاحظة "
رجعت أنطق وأنا بالعافيه ماسكه نفسي لا أصرخ عليها
" روحي يافوزيه طلعيهم .. هو ماهوب مرسلتس يبي يشوفني ماشاء الله .. خلاص بروح له .. روحي طلعيهم وأنا بطلع أبدل ملابسي ورايحه له .. ولقيت أحد أو مالقيت بحتسي ! "
تحركت من قبالها صاعده الدرج .. ودخلت الغرفه بدلت ملابسي ولبست عبايه وشيلتي وطلعت .. نزلت من الدرج وأنا واصله حدي قسم بالله أحس بجسمي كتلة جمر من القهر .. أغطي وجهي وأنا أعبر الكنبات بالصاله .. مافي أصوات مدري وين راحوا .. وعيال فوزيه الصغار لا زالوا نايمين .. أندفع بجسمي داخله قسم الرجال حتى أتوجه لمجلس الرجال . أدخله وأنزل الشيله عن وجهي حتى أشوفه على يساري يجلس على كرسيه المتحرك .. كأنه ينتظرني لأني
دخلت وعيونه على الباب .. أتقدم أكثر حتى أدفع الباب مسكرته بقوة ..
" نورتي البيت يالعصلا "
لفيت له وأنا أطالعه بجمود وداخلي نار تاكلني .. ببرود جالس يسند بأيديه على أطراف الكرسي ولا تسنه مسوي شي .. المكيفات شغاله والورد بكل مكان عشانه ..
كيكة أميره على الطاوله مقطوع نصها وصحنه لا زال على ماهو عليه .. نطقت بأستهزاء
" العصلا ها "
أبتسم بوجهي هز راسه بثقه
" إيه "
رفعت يدي بوجهه نطقت بقوة وعصبيه
" عشان توصل لشي لازم عليك تصعد على أكتاف نوق وتنزلها للقاع .. وعشان تتذكر ماضيك الغبي .. عليك تهين نوق وتسمّعها حتسي يسم البدن .. وعشان تطلع بصوره زينه
عليك تخلي نوق بالواجهه .. وبعدين معك أنت .. بعدين ياجلوي .. "
نطق بصدمه وعيونه مافارقتني
" وش بلاتس ..؟ "
صرت أضرب أيديني في بعض وأضحك .. تحركت معطيته ظهري مصدّق الدور إلي عايشه هذا .. رجعت أطالعه .. نطقت
" من جدك تسألني وش بلاني ..؟ "
سكت وهو يسحب أيديه من أطراف الكرسي منزلها بحضنه ..
" بلاني إن نهايتي ونهايتك واضحه .. لا لك حياه معي ولا لي حياه معك .. ومع هالشي تروح لحريمك وتخلي كل وحده عند أهلها .. عشان أطلع أنا إلي فيني وفيني قبالهن .. تسني ناقصه
بلاوي منك .. تسني ناقصه ! "
رفع صوته بعصبيه .. صرخ
" نوق "
بس أنحنى بألم وهو يضم شفاته بقوة ويميل حاط يده مكان الجرح .. تقدمت منه .. أنحنيت
وأنا أمسك بأيديني أطراف كرسيه .. عيوني تتأمل ملامح وجهه المتوجعه
" أنت جايبني هنيا خدامه لك وأنا ماهوب آخر عمري بسلمك مابقى فيني من عافيه عشان تروح عليك .. تحلم ياجلوي تحلم وحريمك تسان تبي من يقوم فيك جبهن عندك وخلهن ينفعّنك "
دفيت كرسيه بعيد عني حتى ينطق بصدمه وبصعوبه
" لا تميلين للردى أكثر وتوسخين نفسك فيه "
يا هالرجال مجنون أو أنا ماعاد فيني عقل .. ظليت متنحه باللي يقوله كمّل وهو ينطق بألم واضح
" تسان فيتس صبر أصبري للأيام المقبله .. وتسان مافيتس صبر ألتزمي الصمت أفضل لتس يابنت عبدالله ! "
نطقت بقهر
" أنت ريحني وخلك بعيد عني .. وخل في بالك إن رجعت تتصرف هالتصرفات وترمي علي الردى ماراح أسكت لك وحريمك أنا بتصرف معهن "
" أن سمعت أنتس متواصله مع وحده منهن أو رايحه لها .. والله ثم والله لا أطلقها وهذا آخر مابيني وبينتس .. وتعرفين إن حتسيي ماهوب لعب .. "
تسان ينطق هالحتسي وهو بالعافيه يتكلم .. يطالعني وواضح عليه ينهار من الوجع .. حتى أنفاسه أحسه يسحبها بصعوبه .. خفت بلحظتها يصير للرجال شي وأكون أنا السبب .. مدري وش جاه وجهه قام يتغير .. ظليت أطالعه بخوف .. شكل وضعه خطير وأنا .. أنا جبت العيد فيه .. أقتربت منه بخطوتين واسعه .. أنحنيت براسي له
" وش تحس فيه ..؟"
مد يده صوبي حتى يمسك ذراعي ويشد عليها بقوة حتى ينطق ..
" بتمدد "
عاونته بسرعه ومن وقف صار يميل بجسمه كله علي .. أخذته للسرير ونفسي أنقطع من ثقله .. جلس على السرير وتمدد عليه بصعوبه ..
" جلوي تسان تحس بشي نشوف الدكتور "
قلتها وأنا قلبي بيوقف من شكله إلي يخوّف .. أحس وجهه قلب أسود وشوي يون من الوجع .. رفع بس أصابعه ونطق بصوت حيل واطي
" أطلعي "
الرجال لايموت وأنا السبب .. عاد يختمها ختام يليق بأفكاره ونهاية حياتي ذبّاحة جلوي ..
مسكت يده بقوة وأنا قمت أرجف من الخرعه .. نطقت
" مانيب رايحه بقعد جنبك "
مارد أكتفى يغمض عيونه .. وكأنه يبي ينام لعل فالنوم راحته من الألم !
.
.
.
" متأكد أنت ...؟ "
" يس "
يتحرك عواد بخطوات عجله في حديقة بيته الواسعه .. يعبر الأشجار صوب باب المجلس الخارجي والشمس حرارتها تشدد .. يدخل المجلس حتى يوقف بصدمه يطالع الطاوله إلي موجود عليها ملف وظرف .. تنعقد حواجبه بشكل واضح ووراه وقف " سيد " .. يندفع
بجسمه أكثر مقترب من الطاولة .. ينحني ساحب الملف ومن فتحه إلا فيه خطاب الأستقاله
مختوم بتوقيع وخط متعب .. يعتلي ملامحه الضيق حتى ينزل الملف ويسحب الظرف المليان
.. يتأمله بصمت ومن حركه للجهه الثانيه حتى يشوف مكتوب على الظرف
" هذا ماعلى رقبتي عندك .. وصلك كامل "
رص على أسنانه بقوة حتى ياخذ نفس بقهر وينزل الظرف بقوة راميه على الطاولة .. يسحب الظرف الثاني حتى يقرا مكتوب عليه " وهذا حق ما أشتغلته عندك .. حلالك بأمان ! "
لف بسرعه صوب سيد .. حرك يده والصدمه تحتويه نطق بحده
" متى وصل البيت ..؟ "
بس كأنه تدارك وضعه حتى يتحرك بأتجاه سيد إلي قعد يشرح أنه دق عليه وبلغه بحضوره للبيت .. يرفع عواد يده من عبر سيد حتى ينطق بعصبيه " خلاص "
يطلع للحديقه والضيق بدى يمتلكه .. وش جاه بالضبط وهم كانوا متفقين في بيت أبوه
وماكان ينتظر غير حظوره للفله .. وصل لباب الشارع حتى يرفع يده يمسح على شعره
بكثافته .. يطلع لبرا واقف ولايدري كيف قدر أصلا يدبّر هالمبلغ وزياده فوقه مبلغ ثاني ..
الغبي وش كان يحسب بتصرفاته هذي ...؟
سحب جواله من جيبه حتى يدق على رقم بومتعب ... يستقر الجوال عند أذنه وعيونه تتحرك مابين الأشجار وسور الفله المقابله لفلته .. لحظات ويفتح الخط وماكان صوت بو متعب أكثر
ضيق من صوته هو
عواد : ألو
بو متعب : خابرن وش داقن علي فيه
عواد بسرعه حط يده على خصره : يعني عرفت أنه تارك في بيتي فلوس
بو متعب : لقيته بايع سيارته أمس مدري لمين ولاهيب بمبلغها بعد
عواد ثار غصب عنه : تسيف باعها بهالسرعه ..؟
بو متعب والضيق يعتلي صوته : نسيت أنك راعي معارض وهو عرف له كم زبون معرفه شخصيه
عواد : بكم باعها ومن إلي أشتراها منه أبي أسمه هالحين ..؟
بو متعب أنفعل غصب عنه : ملتزم الصمت ماقالي ومن بلغني أخوه معاذ يوم شافه جاين مع تاكسي تالي الليل أمس
عواد : هو من ترك بادي وعوّد للرياض دونه والرجال مختلف علينا كلنا .. شف بادي له كم يوم من جيته ولا قابلنا ولا حتى حضر مجلس جده .. حتى أبوي بس يسأل عنه ..؟
بو متعب : والله ياعواد تخبر لو عندي علمن باللي عنده مانيب مخبيه .. بس والله أنه ملتزم الصمت ولا يحتسي بكلمه .. أتعبني وهاوشته أمس ولا رد علي .. البلا إنه راح باع السياره
من راسه وحتى ماعلمني وأنا مانيب مقصر معه بالفلوس
عواد بقهر : بو متعب أنت تحسب أني بفعولي مع ولدك أنتظر من وراه فلوس ولاّ رد جميل .. وأنت تعرف إني حتى يوم بغيت ألزمه بالشغل معي وكتبت هالشرط تسان عندك خبر فيه صح ولا لا ..؟
بو متعب : هالله هالله
عواد : فلوسه بتاصلك يابو متعب
بو متعب : لالا .. خلها عندك ياعواد والله ما أمسكها ويستلمها متعب تسان الأمور أنصلحت .. الولد شايل بنفسه شين واجد من إللي صار بينك وبينه تسيف لا عرف إن فلوسه بدون مايستلمها هو .. أستلمها أنا بداله .. لا تخلي الأمور ياعواد تكبر وتخرب وهي واقفتن على أشياء والله ماتستاهل ولا هيب كبيره
عواد بعد صمت : هو وينه ..؟
بو متعب : والله ماشفته من الصبح ياخوك الولد مختلف ماهوب عليكم بس إلا علينا بعد
عواد : طيب طيب أنا أعرف وين ألقاه تامر على شي
بو متعب : بلغني إن واجهته
عواد : طيب .. فمان الله
أبعد الجوال عن أذنه حتى يتحرك بخطوات متقاربه ناوي ينزل من الدرج لكن فجأه وقف من سمع صوتها تناديه " عواد ! " حرك راسه صوب باب الشارع حتى تتسع عيونه بقوة من
شافها واقفه ورا الباب جزء من جسمها يظهر له .. أبتسم بسعاده حتى يتحرك بلا مقدمات
صوبها .. يدخل من الباب ويدفعه مسكره وهي رجعت خطوتين لورا مبتعده عنه .. رفع يده
حتى ينطق
" وأخيرا "
تقدم منها بيحضنها بس هي بسرعه رفعت أيديها بخوف نطقت بصوتها الناعم الخايف
" لا أمي موصيتني لا تقرب مني وأنا ما أبي أكسر وعدي لها "
وقف بصدمه يطالع فيها تلبس عباية الكتف وملامح وجها يغطيها النقاب ..
عواد : من جدتس أنتي ..؟
ناديه برجا : هانت ياعواد .. تحملنا كثير خلنا نمشي ورا ماتقوله أمي
تبدلت ملامح وجهه وكشّر فجأه من كلامها حتى يصد عنها .. تضيق عيونه من شعاع الشمس
إلي يحتويه مباشره ..
عواد : من متى أنتي واصله ..؟
ناديه : من بعد ماطلعت الصبح .. دخلت أرتب غرفتك وأغراضك وأخذني الوقت
عواد وهو يرفع حاجبه بأستنكار .. طالعها ينطق بدون نفس : من جابتس ..؟
ناديه تاخذ نفس بقوة وهي حاسه بضيقه : أخوي فارس
عواد : ماتعرفين تبلغيني بالواتس !
ناديه : عواد .. تعرف أمي وش رايها
عواد رفع يده نطق بحده : أمي أمي أمي .. بزارين حنا بزارين
ناديه أتسعت عيونها : شايف أنه حلو بحقكك تستقبلني بالضيق والعصبيه
عواد حرك يده بأتجاها : وأنتي شايفتها حلوه تسذا تمنعيني عنتس عشان أمي
ناديه برجا وهي ترفع أيديها وتنزلهم : أهدا لأني أبيك مروّق .. محتاجتك ياعواد تسمعني بهدوء
عواد : أمي وش قالت لك بالضبط ..؟
ناديه : قالت لا يقرب منك
عواد أبتسم فجأه رفع أيديه لفوق : حلو حلو .. لايقرب منك .. ماهوب لا تقربين منه
ناديه أتسعت عيونه : وش الفرق ..؟
عواد بخبث : فرقن تسبير ..
غمض وحده من عيونه والثانيه لا زالت مفتوحه حتى يميل براسه ويرفع أصبعه
مأشر لها تجي .. وهي ظلت واقفه مثل الخشب تتأمل ملامح وجهه الحاده .. عوارضه الخفيفه وشاربه الكثيف .. بهيئته المحترمه وشعره المرتب كما العاده .. أشتاقت .. ماتدري كم من مسافه تقدر تقيس فيها هالشوق الشاهق .. مسافة الأمتار إلي تفصلهم عن بعض ..
أو مسافة الوقت دونه .. أطفى الكلام بهاللحظة وأشعل مساحات الحب .. رفع أيديه لها
حتى تتحرك بخطوات خجله له ومن وصلت أنحنى بسرعه لها وضمها بقوة لصدره ..
عواد : أقسم بالله مشتاق ... مشتاق لتس
أبتسمت بخجل حتى تصرخ بخرعه من رفعها ودار فيها بقوة .. مسكت ثوبه وهي تدوخ بسرعه من الدوران بهالشكل ..
عواد : تحملي أي شي بسويه
ناديه وهي تحاول تتوازن : تعرف إني ما أحب هالحركه
عواد أنفجر يضحك وهو يمسكها : دختي ..!
ناديه تحاول توقف : والله ما أحبها
أبعدت عنه تبي تجلس بس هو أقترب منها حتى يحط يده حول كتوفها .. وباليد الثانيه يمسك يدها
عواد : تعالي خلينا ندخل
ناديه بقهر نطقت : أبي أجلس !
أنحنى بسرعه يشيلها ويتحرك بخطوات واسعه متسارعه صوب البيت ... حطت أيديها حول رقبته .. نطقت برجا
" نزلني ياعواد ... نزلني خلاص بمشي "
عواد وهو يضحك : ماحد قالتس تدوخين من كم فره فيتس !
وصل للبيت حتى يصعد الدرج .. يدخل من باب المدخل صوب الصاله .. وعلى طول نزلها على أقرب كنبه .. تمايلت على الكنبه ومالت براسها أكثر من سحب نقابها بقوة كاشف عن وجها
عواد : ولا تتنقبين
رفعت أيديها تغطي وجها وهذي ثاني وصيه من أم عبدالله لها ماتكشف وجها لكن من بيمنع هالعواد قوي الباس ! .. وماترك النقاب أخذه معه صوب المطبخ .. رفع صوته وهو يتحرك معطيها ظهره ..
" وإن مانزلتي عبايتتس بنزلها لتس ! "
فزت واقفه بخرعه حتى تركض له .. تقترب منه حاضنته من ورا وهو بخرعه وقف ومال بجسمه
ناديه بصوتها الناعم .. إلي أمتلى رجا : لا الله يخليك خلنا كذا .. والله مابي أكسر وعد أمي تكفى
عواد وعيونه أتسعت بأستغراب : الله الله .. هذا تحالف ماحسبت حسابه بينتس وبين أمي !
ناديه تشد على أيديها بقوة حول خصره : قل تم
عواد : لا تم ولا خرابيط .. ناديه أبعدي عني وبتنزلين العباه وتقعدين معي وأنا من بوديتس بنفسي لأمي .. طبعا بعد ما أشبع !
ناديه وهي تدفن وجها بثوبه : الله يخليك عشان أقولك كل شي جيت بقوله
عواد وهو يحاول يجر أيديها يبي يبعدها : خليني أروح أشوف القهوه بس .. وخري
ناديه وجسمها يتحرك من محاولاته هو عشان يبعد : ماراح أخليك لين تقول تم
عواد : الحمدالله والشكر بس .. ياحرمه مانيب مخليتس .. أنا ماصدقت أشوفتتس وتجين بنفستس عندي ثم تبيني أخليتس
ناديه شدت بقوة على أيديها : ماعمري طلبتك .. الله يخليك قل تم خلنا نقعد بدون ماتسوي شي والله العظيم جايه لأشياء مهمه لازم تسمعها
عواد رفع أيديه عنها وبقلة حيله من طلبتها له : خلاص خلاص عصرتي بطني وأنا طاقني الجوع
ناديه رفعت راسها له وبصوت الدهشه : يعني مانت مسوي شي !
عواد طالعها بقهر : مانيب مسوي شي .. تعرفين إني ما أعرف أردتس
فكت أيديها عنه وأبتسمت وشيلتها متقدمه لقدام .. رمى عليها النقاب وتحرك داخل المطبخ وهو يرفع صوته
" عدلي شكلتس "
ناديه براحه : أنا مسويه لك القهوه وتركتها في مكتبك مع الفطور
عواد بالمطبخ وبحده : لا تحتسين أبد لربع ساعه قدام
حطت يدها على فمها وضحكت وهو قالها من قلبه .. تعرف أنه مشتاق لها لكن دام الوضع وصل لأم عبدالله .. ماتقدر تتجاوزه أبد وهي مرتاحه لرايها وشورها ..
.
.
.
يجلس بصمته في زاوية المقلط يبي يرتاح من وصل للرياض والكل يزوره ناس يعرفها وناس مايعرفها .. تعبان عقله وقلبه .. لا زال يحس أن كل ماصار له شي مايقدر يتجاوزه .. ينام على أفكار ويصحى من كوابيس .. صوتها المنهار ونبرتها الثايره وجنونها يعلق في فكره
بشكل غريب .. سحب جواله حتى يروح للصور .. يتصفح كل الصور إلي أخذها من تويتر ..
عرف أن أسمها " رحمة معجب " من أهل الخرج وأخوها أسمه وليد .. تتعلق عيونه
على صور الحادث إلي أحتفظ فيها .. يبلع ريقه بصعوبه حتى ينزل الجوال من حس بحرارة
الدموع تعانق عيونه .. ينطق بصوت مسموع " لا إله إلا الله " يرفع أيديه ويمسح على شعره
بقوة .. ليش ماهو قادر يرميها من تفكيره .. ليش تهجمت عليه وأتهمته أنه السبب.. كيف عرفت مكانه ووين غرفته .. وكيف من الأصل تيقنت أنه هو سبب الحادث .. كيف ..؟
يحس أن ماصار من قدر في طفولته .. شافه صوره كامله فيها .. وأنه بعد ما أنتقل من سرير
أمه وهو طفل لسرير جدته سنين وسنين لين كبر .. نفس القدر بيلازم أخوها بعد .. فرق السنوات مايغيّر حجم الفقد .. وفقدهم أعظم .. يميل براسه ويدفنه برجوله إلي قربهم
لصدره .. لحظات ويدخل جده يتعكز بعصاه .. ينطق بضيق
" لا حول ولاقوة إلا بالله "
يرفع راسه وينطق بصوت الحزن
" وش فيه ياجدي "
بو عبدالله : متعب ماحدن معينه من آخر مره كلمته فيها .. العالم الولد شايلن بقلبه شين تسثير
بادي بصوت بالعافيه طلع : جدي .. بتزعل لا قلت أنك مخطي ..؟
بو عبدالله حرك يده بقلة حيله : لا والله ياوليدي مانيب زعلان وأنا خابرن خطاي .. البلا إن طلع عمانك مستلمينه قبلي بالأتصالات .. والظاهر سامعن منهم بعد حتسين ماهوب زين
بادي : متعب مرضه ماهوب مانعه من الطيب ولا هوب رادن عني وعن غيري مايقدره رب العالمين .. وتخبره يبه أكثر من أي أحد
توقف أم عبدالله عند الباب وهي معصبه .. تطالع بو عبدالله حتى تنطق بحده
" هالحين وين حمد "
بو عبدالله حرك راسه لها : ليه
أم عبدالله رفعت يدها : ماخذ علاجات جلوي معه .. ياربي ياحبيبي أنا لامني طلبت الواحد منهم وراه ماعاد يبيّن
بو عبدالله رفع يده بضيق : حمد أرسلته مع ريان وفيصل يشوفون الذبايح يابنت الحلال .. دقي على مشعل يجي ياخذ هالبليه إلي أنتي مسويته وشوفي ترا المعازيم تسثير وبتار مرسل من ينوب عنه بالواجب من ربعه ووالله قالي أسمه ونسيته .. يعني شوفي الدلال تكفي ولاّ لا
أم عبدالله : بنياتي من سمعن طاري العزيمه مير لقيتهن جايبات من بيت نوق الدلال والأباريدز ( الأباريق ) إلي عندهن كلها ..
بو عبدالله بسعاده : إيه هذلن بنياتي
بادي بوجه شاحب نطق : يبه .. وصلتوا أهل الميتين بالحادث
بو عبدالله طالعه وبشك : أنت تونس شي وجهك وراه تسذا
بادي هز راسه : لا يبه ما أونس شي
بو عبدالله : بنروح كلنا بعد العصر ناصلهم دامهم قريبين
بادي : أبي أروح
أم عبدالله شهقت : وش .. مهبول أنت شايف وضعك يالله تقوم ويالله تقعد .. لا والله ماتروح
بادي بضيق وهو يحرك أيديه : أنا .. أنا مافيني شي ورجلي أقدر أمشي عليها
حرك بو عبدالله عيونه صوب أم عبدالله إلي ظلت واقفه تطالعه بصدمه ... رفعت يدها حتى تنطق
" هو أنت شربت من إلي سويته لك "
بادي حرك راسه ببطء لأغراضه إلي جنبه .. نطق : لا يمه .. مر ماينشرب
أم عبدالله : وتبي تروح للعرب وأنت تعبان ..
تحركت بخطوات متمايله وهي تشد شيلتها وتجر برقعها داخله المقلط .. تتقدم منه حتى تنحني جالسه بجنبه .. تاخذ الكوب وتمده له
أم عبدالله : أشوف أشربه قدامي
بادي : والله عجزت أشربه .. عجزت يمه يكفي العصفر إلي كل شوي أشربه
أنحنت بالغصب تشربه وهو مايمديه يرفض .. شرب نصه وبسرعه أبعد وريحة المقلط كلها أعشاب
أم عبدالله : الدهون مسحته على جرحك
بادي بقلة حيله : إيه يمه الفجر
أم عبدالله رفعت يدها : شف المره خلها حولك لا أقبلوا عليك الضيوف .. ترا بعضهم يجيك تسنه متروشن بالعطر .. ومعطرن عياله بعد ... مايخافون الله
بادي طالع أمه : الله يعين جلوي !
أم عبدالله تتعدل بجلستها وهي تسحب شيلتها : جلوي بروح له لا أقبل العصير هذا عاد شغلته تسبيره وزين أن عنده بنيتي نوق .. تستلم مكاني بالسنع والطيب ولاهيب مقصره
تمايل بسرعه منسدح وراسه حطه بحضن أمه
بادي : أبي أنام يمه وماني قادر .. تعبان يمه .. تعبان
أم عبدالله وهي تمسح على شعره نطقت بخوف : بسم الله عليك .. أجل مانمت أمس
بادي هز راسه بالرفض : ....................
أم عبدالله بأستغراب: وأنا كل شوي أصحى وأجي يمك أويدز ( أطالع ) عليك أتطمن
بادي بصوت التعب : حاس عليتس يمه .. بس مابي أشغلتس فيني حطيت نفسي نايم
حركت أم عبدالله عيونها للباب وزوجها طلع تاركهم .. نطقت وهي لازالت تمسح على شعره
" والله يمه إني أحمد الله فاليوم ألف مره يومنه رجعك سالمن غانمن لنا .. أنا لا نمت صحيت متخرعه وقمت أشوفك وأتطمن عليك .. أنا خابره إن إلي مريت فيه شين صعب بس أقدار الله
مامنها مفر يمه .. "
نطق بصوت واطي حيل " صحيح يمه .. صحيح بس أبي أسمع القران بصوتتس يمه كود أنام شوي "
غمض عيونه وهي على طول أنحنت تجر اللحاف حتى تغطي جسمه .. ترجع تمسح على شعره وتنطق بصوتها الهادي
" بسم الله الرحمن الرحيــم .. قل أعوذ برب الفلق .. من شر ماخلق "
يسمعها ويحس بكل شي يموت داخله .. صوت جدته .. صوت أمه الراحله .. يتخيل دايما أن هذا صوت أمه .. مع أن جدته تنافي هالفكره دايما وتذكره أن أمه أحلى صوت ..
تردد جدته ماتحفظ من سور .. تبعد شعره عن ملامحه بيدها الدافيه .. وهو لا زال يستمع لها براحة وسكينه تحتويه
.
.
.
" بيننا أتصال ياطارق بإذن الله ولا تنسى ماقلته وصله لأبوك "
يقولها والأبتسامه تعانق شفاته رافع يده وهو واصل الرجال لعند بيته .. يتحرك بخطواته البطيئه وهو يلعب بمفاتيحه بشكل يوحي بأنتصار غريب يحتويه .. يقترب من سيارة أخوه معاذ إلي أخذها منه حتى يركبها .. يشغل السياره ويبتعد عن البيت وهو يضحك من قلب ..
لحظات ويسحب جوال قديم من جيبه .. يطالع شاشته .. يتوجه للرسايل حتى يفتح رسالة أخته وإلي مرسله له رقم زوج نوير " بتار " بعد ماطلبه منها دامها عندهم في بيت جده ..
يضغط الرقم حتى يستقر الجوال عند أذنه .. يظل الرقم يدق ويدق لين أنفتح الخط وأستقبله صوت خشن " ألو"
أعتدل متعب بجلسته والصوت صوت بتار .. نطق بإبتسامه
" هلا بتار معك متعب ابن آخي عواد تذكرني ..؟ "
بتار بأستغراب : هلا متعب .. أيه أعرفك والنعم فيك
متعب : ينعم بحالك .. بشرني عنك
بتار : بخير ..
متعب : أنا دقيت عليك محتاجك بأمرن خاص وضروري .. وبمسك خط للقصيم هالحين ومدري تسان ألحق عليك بالقصيم أو إنك بتروح منا ولاّ منا
بتار : حياك الله بأي وقت .. إيه بالله موجود بالديره
متعب : أجل على العصر بكون موجود وبيننا أتصال
بتار : طيب طيب .. بأنتظارك
متعب : فمان الله
يبعد الجوال عند أذنه حتى يقربه من شفاته ولا زالت الأبتسامه الغريبه تعانقها .. ينطق بصوت واطي حيل " وبيجيك يافصيل مايقص ذنبك يالخسيس ! " .. يحرك الجوال حتى يتوجه للأرقام ويضغط رقم أمه .. يرجع الجوال من جديد مستقر على أذنه ..
ثواني ويفتح الخط
متعب : هلا يمه
فضيه أندفعت بالكلام : وش فيك تاركنا تسذا .. أبوي مير ذابحن عمره بس يدوّر عنك ويسأل يامتعب وخوالك بعد .. عواد دق علي وعبدالعزيز ثم منصور
متعب بضحكه : ليه يحسبوني بادي !
فضيه ثارت : متعب إن تسان عندك شي قلي لا تخليني بوضع غلط عند أخواني وأبوي .. لا رحت يم بادي يومنه جى للبيت ولا أستقبلت الضيوف وهالحين مانت حاضر الغدا
متعب : والله يمه ماعندي شي .. أسأليهم وش عندهم يسألون عني ثم علميني ماهوب تشبين علي زعلانه وأنا ماسويت شي .. أنا رجالن وراي أشغال وأمور أقضيها وتراي دقيت عليك أبلغك إني هالحين ماسك خط سفر
فضيه شهقت بقوة : ياحظي الأقشر وين أنت رايح ...؟
متعب : واحد من أخوياي طالبني ورحت يمه .. وتراي بعد حجزت تذكره وباتسر سفرتي للأردن أتابع علاجي طولت يمه مارحت وأنا أحس إني مانيب طويب هاليومين
فضيه بخوف : وأبوك ..؟
متعب : أنا مانيب بزر لازم أبوي يروح معي .. أنتم بعمر عليكم فيه ترتاحون ماهوب أشقي أبوي وأشقيك .. عشان تسذا سويت أموري بسكات ولا قلت لأبوي .. بلغيه عني ولا تتركوني من دعواتكم
فضيه والعبره خنقتها : تعال يمه أرجع مانيب مرتاحه لهالسفره .. أنت أول مره تسافر وتطلع من الرياض لحالك .. يايمه ماهوب زين لك يمكن لا قدر الله يهاجمك هالمرض وسط الطريق
متعب : مريت المستشفى وأخذت أحتياطي وسألت الدكتور عن كل شي
فضيه : أنت وش فيك هالحين .. شغلك كله بسرعه بعت سيارتك ونويت السفر وتبي تروح الأردن لحالك .. ومارن المستشفى دون ماتقول لأحد .. ولا عدت تقعد فالبيت بس برا
متعب ضحك : مراقبتني يمه بهاليومين إلي راحوا !
فضيه ظلت ساكته : .......................
متعب أخذ نفس وصمت أمه ماهو غير دموع : ولدتس رمته الدنيا للقاع وأنا أبي أعتمد على نفسي لا منّه ورجا من أحد ولا أنتظر طيب أحد .. وأنا فعلا محتاج أبعد عن هاللي كل ما طقت بروسهم قاموا يذكروني إني مبلي ومريض .. بأسس حياتي بعيد عنهم كلهم ولا لي حاجه
فاللي مايشوف طيبي وفعلي ..
فضيه نطقت من بين دموعها : وش من أمرن يمه جايك ومضايقكك .. قلي أنت ماتخبي عني شي وش تغيّر هالحين ....؟
متعب : والله يمه ماهوب أمر يستاهل ..وأنا هالحين فكيت عمري من كل ألتزام بيربطني بأحد.. أنا يمه لا بحثت عن راحتي بيضايقك هالشي ..؟
فضيه : لا بالله .. مايضايقني أبد .. رح يمه للي تشوف وراه راحتك ومانيب مخليتك من دعواتي
متعب : كثري من هالدعوات يمه لي .. يلا فمان الله
.
.
.
كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
|