كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
أم حسنا : وش عليتس منهم .. خلي أمورتس عاديه والله بييسرها من عنده ..
يدخل ولدها عبدالله بعمر السبع سنوات وهو لابس ثوب أبيض .. والفرح
في ملامح وجهه تحكي شي كثير .. ينط بقوة وهو يرفع صوته
" بابا جى .. بابا جى "
أبتسمت بقوة وحست بدقات قلبها تزيد .. إي بالله مشتاقه له وهي إلي صدقت كلام
الجازي ولولا تمسك جلوي فيها كان إلي براس ذا الزوجه الثانيه صار .. سواتها
كبيره وحركة قويه في حقها .. هي إلي عمرها ما أذتها ولا كان لها تفكر مجرد التفكير
يجي في بالها تشوه سمعة هالجازي بنظر جلوي ...! لكن أم منصور لا كان في بالها
شي كثير ماظهر إلا يوم نوت تطعنها .. !
يقترب منها ولدها .. يجر بلوزتها بقوة وهو يبيها تطلع
عبدالله : بابا يبيتس .. قال خل أمك تجي ..
حركت عيونها صوب أمها تشاورها تروح أو تنتظر شوي .. ومن هزت أمها راسها ..
تحركت بسرعه تمشي مع ولدها ألي صار يمشي كأنه يدلها لمكان أبوه .. شعره الناعم
مغطي رقبته والغره متمايله لجهة اليمين .. يمتلك شعر بني ملفت .. وبياض
يقاسم أمه فيه .. طلعت من الغرفه حتى تطلع للصاله .. وتدخل من باب صغير على قسم الرجال
.. توقف وريحة عطره تنتشر بشكل غريب ..
عبدالله صار يجرها : مامااااااااا ..يلا
حسنا تنحني له وبصوت واطي : إسبقني لأبوك يلا
عبدالله هز راسه حتى يطيح شعره مغطي جبينه : طيب ..
فك ولدها بلوزتها حتى يركض بجزماته السودا في الممر قبالها ولحظات لف لليمين
حتى يدخل على أبوه .. أرتفع صوت ضحك جلوي داخل الديوانيه .. أشتاقت لصوته ..
وأكيد إنه مشتاق لها ولو إنه ماكلف نفسه يتصل .. بس وجودها في بيت أهلها بسبب
لعبه هالجازي أظهرت لها جانب فادها وحسسها بمشاعر جديده .. وهو إن جلوي
شاريها .. يكفي إنه حاول يراضيها .. أخذت نفس بقوة حتى تتحرك بجسمها فالممر
تمشي بخطوات بطيئه .. تاخذها المشاعر الدافيه صوبه .. تلف لليمين وتوقف عند باب الديوانيه
إلي أستقبلها بفخامة التصميم .. فز واقف بطوله ونطق بصوته الرجولي
" حيا الله أم عبادي "
يتحرك صوبها وهو شايل بيده علبة متوسطة الحجم .. وهي ماكانت تشوف غير ملامحه .. أرتبكت أكثر من وقف
قبالها .. رفع أيديه وفتح علبة حتى يظهر طقم الذهب .. يبتسم أكثر لين بانت
أسنانه ..
جلوي : رضيتي علي ..؟
كانت جيته لها وشوفته باب من السعاده فتح بوجه أحلامها .. أبتسمت أكثر وهزت
راسها .. تحرك مقترب منها أكثر .. يلف يده حول رقبته ويشدها لصدره
حتى يبوس راسها ..
جلوي : تعرفين بغلاتتس يام عبادي ..
ماردت عليه .. أكتفت يكون كتفه سند لها .. يبعدها عنه ويمد يده ملامس أصابع
أيديها .. يشبكهم بقوة مع بعض ويتحرك راجع لمكانه وهو ماسكها ومن جلس
جلوي يشد يدها : خليتس جنبي
يتحرك عبدالله ولده وينط جالس بجنب أبوه .. يعطيه جلوي علبة الذهب
جلوي : تسكرها بابا
عبدالله يهز راسه : .......................
جلوي يسحب أصابعه من أصابع حسنا وينحني صوب فنجانه ماخذه : عمي موجود ..؟
حسنا هزت راسها بالرفض : هو عطاني خبر بجييتك وراح لحلاله .. طوَل ينتظرك
جلوي يشرب من القهوه ويطالعها بطرف عين : تسانت عندي شغيله .. طيب وأخوانتس ..؟
حسنا : محمد والله أخذ أهله أمس ومشى لمكة
جلوي رفع حواجبه : ماشاء الله ..
حسنا حركت أيديها بربكة : والباقين نايمين .. ماحولك أحد
نسمة الصبح تغمر أنفاسهم .. وأشعة الشمس تقتحم نوافذ هالديوانيه
وترتمي على الأرض على مشهد منهم .. صوت العصافير والأشجار يبدد هالسكون
ألي يحوطهم مابين دقيقه والثانيه .. رفعت عيونها له وهي جالسه جنبه .. منحني
بظهره لقدام بخفه ونصف ملامحه تظهر قبالها .. كان محدد عوارضه بشكل واضح ..
ولا أبتسم صوب ولده بانت في خدوده خطين من النحف .. عيونه دائريه يدور حولها قدر
من التعب حست فيه ..
جلوي ينزل فنجانه وبسرعه يلف لعبادي ولده ويسحبه لصدره : أشتقت لي
عبدالله يدفن ملامح وجهه على صدر أبوه وبخجل : إيه
جلوي يضمه بقوة : ليش مادقيت علي
عبدالله يضحك : ......................
جلوي يسحب جسم ولده بحضنه .. يهزه بقوة وهو مال براسه على أمه يطالع فيها : أعترف
مادقيت على أبوك ليش .. من إلي أشغلك عني .. من ..؟
عبدالله فتح فمه يضحك حتى بانت أسنانه الأماميه : .....................
حسنا مدت يدها تمسح على راس ولدها : أشتقت لنا أكييييد ...؟
جلوي عدل جسم ولده .. قربه لصدره : إي بالله أشتقت
أنحنى يبوس راس ولده ويشم ريحة شعره ..
حسنا : ممكن أسألك .. زوجتك هالجديده وش وضعها ذا الحين
جلوي أنعقدت حواجبه .. طالعها وبأهتمام : إسمها نوق ياحسنا .. إحفظيه زين ووضعها بأيش بالضبط ..؟
حسنا بملامح بارده : بكل شي ياجلوي
جلوي : مانيب مبخصن حق أحد ياحسنا .. كل وحدتن منكن بتاخذ حقها مثل مايامر الله
حسنا : طيب وين بتسكن .. إذا أنا ساكنه فالدور الأرضي وأم منصور بالدور الثاني
ولا أظن أمداك تبني شي حتى تقرر فجأه تسذا نرجع للرياض
جلوي بطفش زفر هوا وتحرك واقف : تسأليني عن أمورن ياحسنا مالتس فيها .. لا من قريب
ولا من بعيد .. حقتس علي تقعدين في بيتتس معززة مكرمه .. وبالعدل تسير الأمور
غيره .. مالتس خص فيه ..
حسنا رفعت عيونها تطالعه : كنت مشتاق .. ومن جبت طاري النوق تبدل حالك ..؟
حنا حريم و ...................
جلوي قاطعها بحده : وأنتم ماعليكم إلا باللي أقوله أنا ويتنفذ بس
حسنا على طول وقفت قربت منه ماسكه يده : تامر ياجلوي .. تامر كل شين تقوله فوق راسي
جلوي : يلا نمشي مانبي نطول أكثر
لف لولده .. مده يده الثانيه وعلى طول تمسك فيها عبدالله .. حرك راسه صوب حسنا
وصنع أبتسامه على شفاته غصب صوبها .. سحب يده من بين أصابعها حتى يرفعها
صوب ملامحها .. يحضن خدها بكف يده .. ينطق بصوت هادي
" بنتظرتس برا "
تحرك من قبالها طالع من الديوانيه وهي لدقايق ظلت واقفه .. غريب هالأنفعال
إلي أحتواه بطاري النوق .. ماعليه بكره مافي الخفا بيظهر وتبان الأمور إلي حست
يخفيها جلوي .. !
وهو طلع من بيت أبو حسنا يمشي بخطوات واسعه وولده يحاول يجاريه ..
وقف فجأه بالحوش الواسع وشمس الصبح تلتحف كل تفاصيله .. يرفع أيديه
وهو يسحب أطراف شماغه كله يرميها على صدره .. يعدل عقاله برسميه
ولحظات يسحب أطراف الشماغ حاطها كلها فوق راسه .. يركض عبدالله
سابق أبوه لباب الشارع بلونه الأسود .. يطلع للسياره يركض ..
دق جواله وبسرعه سحبه من جيبه يطالع الشاشه .. وأول ماشاف الرقم نطق
" هذي والله إلي ماعاد بها علاج " ..!
فتح الخط وقرب الجوال من أذنه .. رفع صوته بــ " ألو"
الجازي بعصبيه : وينك وأنا أدق عليك ماترد علي
جلوي سحب هوا بقوة لصدره وزفره : ياحرمة وراتس .. مانيب قايل لتس تجهزي
الجازي : إيه تبي تخلينا على عماها بالرياض .. وتجي موفرن لحبيبة القلب
بيت ومهرن ماخذنه بنات شيوخ ..!
جلوي بعصبيه : شوفي ترا بالي معتس طال يام منصور .. ( صرخ ) هالأمور
مالتس فيها .. وافقتي على الزواج ويومن جت بالسالفه فلوس بتحطين لي سالفه فيها
الجازي : من وين لك فلوس .. تسان عندك ذا الدراهم كلها ياخي حنا أحق فيها
عيالك أحق ماهوب وحدتن ماحيلتها غير ملابسها !
جلوي صرخ بصوته العالي وملامحه ثارت على الأخير : هالحتسي لا عدتيه أقسم بالله لا أقص لسانتس .. تفهمين أنتي .. تفهمين وشوفي أنا هالحين جاين للمزرعه .. إما تركبين
معي ونمشي ولا ترا قعدتس ذي بتندمين عليه طووول عمرتس !
أبعدت الجوال عن أذنها وملامحها أنقلبت من صراخه .. واقفه في مجلس صغير
لابسه تنوره رصاصي على بلوزة سودا ساده .. شعرها كله لامته لفوق ومثبته
ببنس .. صارت تهز رجلها بقوة وتعض على أصبعها من القهر .. أنفتح
باب الغرفه حتى تدخل نوره ومعالم النوم لا زالت عالقه في ملامحها
نوره طالعتها بصدمة .. واضح إن وقفتها ماهي طبيعيه : وش بلاتس ..؟
الجازي : تسبدي بتنبط ..
نوره لوت فمها : لايكون من إلي صار أمس
الجازي أندفعت تتكلم بقهر : أنا الغبيه إلي قعدت لو إني رايحه لبيت أهلي من البداية تسان
ماهيب هذي آخرتها .. تخيلي بيجي ياخذنا وشكله ماخذ أم عبادي
نوره بعدم فهم : وين غادين ..؟
الجازي : معودين للرياض
نوره أبتسمت : ياحبيبي .. مسرع على ذا الشيبه الثاني يروح يوفر لها طلباتها .. عز الله رجالنا ماعاد بهم دوا !
الجازي نزلت جوالها وصارت تتحرك بالغرفه : ماقدر أسكت .. تسيف تسمح له نفسه يوفر لها كل هالطلبات .. وحنا .. حنا وين موقعنا .. خلاص أنا بعد أبي لي بيت ملك يوم إن الدراهم
حضرت وبانت .. أبدق على أهلي يجون ياخذوني وخل تنفعه هاللي مدري وش أسمها
نوره تمايلت بجسمها وبضحكة إستهزاء : لا تخربين بيتتس
الجازي بثقه : جلوي عشان ولده ماراح يتجرأ يخرَب شي .. يكسرونه عياله غصب عنه
أسأليني أنا .. والأيام تثبت لتس ماأقول
نوره تسن جت في بالها فكره : عياله .. ( سكتت لثواني حتى تنطق ) والله إن جى في بالي شين غافله عنه أنا
الجازي : وش في بالتس
نوره حركت يدها : روحي ضفي عفشتتس وروحي معه .. وبالرياض هناك بقولتس
وش إلي طرى على بالي
الجازي بقهر : يوووه .. أبنتظر
تحركت نوره لمها .. شبكت ذراعها بذراع أم منصور حتى تسحبها صوب الباب وأبتسامه غريبه بانت في ملامح هالنوره
نوره : الأمور تسذا لازم لها صبر .. عمرتس سمعتي حتسيي وصار لتس شي
الجازي وهي موثقه العلاقه جدا مع عمة جلوي : لالا أبد .. وجه خير أنتي
نوره : أجل خليتس نفس أم جلوي أخرتها ماعاد ينسمع لها حس ... ( أنفجرت تضحك )
أبلشتنا تراكض معنا وآخرتها صرخه من زوجها خلت تسلمتها صفر
الجازي ضحكت بخبث وهي توطي صوتها : عادي هذي هي عمتي .. أنا ترا متوقعه إنها ماعاد
لها شور بالسالفه .. بس إنا تسذا أعطيها على قد ماتبي ...
نوره : إيه بالله .. منافخ على غير نفع !
.
.
وطلعنا من ذيك المزرعه .. وحنا تسنا خضنا الحرب إلي ندفع فيها ذنب أننا بنات عبدالله ..
هالأنسان إلي طوى صفحاته مرض الزهايمر والحياه لا زالت تتنفس فيه ..
أبوي في حياته كان مثال سئ لنا .. ماأقدر أقول أننا نفتخر فأبوي .. لا والله مانقدر ..
لأننا بهالكلمة مثل لو أننا نفخر فالمعصيه إلي سواها !
كلنا يومها ركبنا السياره .. 7 حريم بليا سند في سيارة عمي منصور ..
هالأنسان إلي لازلت فعلا مصدومة بردة فعله .. لا تحسبوني قويه .. وإني أناطح روس
عماني وجدي .. إن هذا طبعي .. لكن من ظهروا هالعايله إلي قطعت وصال القرب فينا
من 15 سنه .. صرت أذوق كاس المر فجأه .. أستوعبت كيف لنا نعيش بدون أب
في مجتمع نفس مجتمع عماني .. صرت أحس أننا شجره عاريه .. لاطيور لها
توقف على غصونها .. ولا بشر يستظل بظلها .. وأنكتب عليها يجي من ناوي
يحاول يقتلعها من جذورها .. ينفيها ويترك مكانها مثل لو أنها ماكانت ..
في هالمجتمع وبدون أب .. عليك تخضع لقوانين الجميع .. كلن يقدر يكون صاحب
كلمة عليك .. لأننا 7 حريم .. سبع حريم بدون والي ولا سند .. سبعة كان على وحدة
منهم تدفع ثمن هالقوانين .. إلي كان أول ضحيتها أختي نوق ...
والشعور يتعاظم .. إذا كان هالأب موجود لكن مايقدر يمنع عنك أنواع هالظلم إلي
تتدافع تجاهك .. ولايقدر يمنع هالهم يكبر فيك .. وأمي أنجبرت
توقف مكان أبوي .. وتصير الرجال إلي عليه يشقى ليل نهار عشان يوفر لقمة
العيش .. عليه يوقف بوجه القهر والظلم .. لايطول هاللي طلعوا للحياه
من رحم أمرأه تقاسموا وجودهم .. لين كانت للروح تنفخ فيهم .. في كل مره
.. أمي هاللي كانت طوييلة البال تتقبل كل شي صار بصمت غريب .. فعلا كنت
منقهره من سكوتها .. كنت لما أبكي .. أبكي على نوق إلي راحت لجلوي على مشهد من
أمي وموافقه وهاللي أنكوت أكثر مننا لأنها كانت تشوفه شي كبير .. بس هو ماقدَر هالشي ورمى نوق بأرخص مما كانت عليه فعوله هالردي .. والله أنه كسر أمي قبل لا يكسر أخييتي نوق .. أكره جلوي .. وهالحين أكره
عمي عواد .. هاللي جاي بعد هالمده يبي كل شي يرجع لمجاريه .. يبي لنا نضحك ونسولف معه عادي .. وننسى أننا في أيام كثيره كنا نحتاجهم .. صح إني أنقهرت من خواتي
ألي جلسوا عادي وناموا في المزرعه .. ولا كأن شي صار من زمن فات .. بس بنفس الوقت
أحس إني ماألومهم .. يبون يطلعون .. يتفسحون .. يسافرون لأي مكان بدون ماأحد يقولهم
مكانكم البيت .. أبوي كان كاتم أنفاسنا .. محسسنا إننا عار عليه .. لا نطلع .. لانروح لانجي
ماتسنا نفرق عن قصه سمعتوها ألف مره .. متأكدة إن صورتنا في نظركم شي
يتكرر .. وقصه يمكن عاديه ..!
.. أكثر وحدة تأذت منه أختي نوق لأنها خسرت تعليمها ورضت بشوره أول ماقالها
" ماعندنا بنات يدخلون المدرسة .. تعلمي في بيتتس وع يد أمتس "
أما أنا كانت أمي لي درع وقدرت أنها تخليني أروح للمدرسه نفسي نفس البنات
إلي بعمري .. ويوم حاولت بنوق تروح معي حتى ندرس بنفس السنه كانت طيور حلمها في هالمدرسه طارت .. في الحقيقه .. ممكن السبب الثاني في دخولي للمدرسه رغم صعوبه إقناع
أبوي وقساوته .. جدي .. كان له فضل بعد الله إني أكمل دراستي ..
|