بســم الله ،نبـدآ
(1)
تسللت خيوط الفجر بحنو ونسيم بارد بعد انسلاخها من دياجير الظلام وتعالت مكبارات المساجد انذاك تدعو للصلاه..
(الله اكبر ,الله اكبر, الله اكبر ,الله اكبر,اشهد ان لا اله الا الله ,اشهد ان لا اله الا الله , اشهد ان محمدا رسول الله,اشهد ان محمدا رسول الله ,حي على الصلاه ,حي علئ الصلاه ,حي علئ الفلاح ,حي علئ الفلاح,الصلاه خيرا من النوم, الصلاه خيرا من النوم ,الله اكبر الله اكبر,لا اله الا الله.)
لم تنم ,لا زلت مستيقضه فهي كعادتها تنام بعد صلاة الفجر , حين اعتلئ هاتفها صوات الاذان بتوقيت مدينه الرياض بالوقت الذي تعالت فيه مكبرات مسجد الحي بالاذان ..
رددت الاذان وهي مستلقيه , و ما ان انتهت حتئ نهضت لتجدد لصلاه ,
تجددت وارتدت جلال الصلاه وفرشت سجادها ناعم الملمس نحو القبله ورفعت يداها لتكبر ,
لتغزوا مسامعها طرقات ع باب غرفتها ...
التفت نحو الباب , واتجهت لفتحه, وهي تعلم من خلفه
هي ذاتها الحزة ,وذاتها سمفونية طرقات الباب, وذات النبره الحنونه ستسمع من ثغرة , وذات الوجهه المنير وقطرات الماء من اثر الوضوء لازالت تملى وجهه,
بصوته الاجش وبنبره حانيه:صبـــاح الخير…
يالله ي ابي كم اتنمى ذاتها النبره وتعابير الوجهه التي ع وجهك اراها ف كل حين,لما فقط اراها حين تؤقضني لصلاه الفجر…فقط
فحين اليوم باكله تتحاشى النظر لعيناي …لما نبرتك الحنونه لي لحضات فقط,فحين اليوم اكمله نبرتك مليئه بالجفاف, وغيث حنانك لايهطل علي سوا لحضات ربما -لا اراديه-
اجفلت من سرحانها وبهدوء :صبــاح النور يبه …
نظر الئ وجهها والجلال يحفه باحكام,و بحب دفين يخفيه بجفاء سخيـا
كم يرئ نفسه اشنع الخلق حين يرى تبلورالدموع بمحجر ابنته, ولكن
م العمل كم حاول التغيير من نفسه لاجلها , ولكن ف حين يرئ عيناها ,ينفجر بركان ثائر بداخله, يعيده لماضي كان جميلا ولكن القدر كان قد رسم له -نهايه مآساويــه-
وبهدوء نطق:كنت بصحيك لصلاه بس ماشالله صاحيه كالعاده . اقترب منها ليطبع قبله بين عيناها ويهمس بحنان بالغ : ربي لا يحرمني منك ي اجمل عطاياه.
واستدار نحو سلالم الدرج ليلتحق بابناءه الذين سبقوه ببضع دقائق للمسجد, ليلتحقوا بالصفوف الاولئ قبل اقامه االصلاه.
كانت تنظر من خلفه وبعيناها الالاف الاسئله المعقده,والمبهمه.
ولكن رغم ذلك كانت ابتسامه صغيره تطفو ثغرها ,لثقتها بان ابيها لا يبغضها كما تشير افعاله , بل يحبها , لو فقط يرشدها نحو الحقائق بدل من متاهااته المبهمه ,للا تريد منه سوا القليل من البوح بما يخفيه عنها, وستغفر له افعاله تلك حتى فعلته الاخيره, التي شطرت قلبها اثلاثا ,رآت انارة كل من غرف اختها الاصغر منها ببضعه اشهر وغرفه خالتها امراءة ابيها مضيئه , علمت انهم استيقضوا لصلاه , رغم بعدها تجاه اخوتها وامهم, الاانها لا تتوانا عن حب الخير لهم , فهي تحبهم ولكن تتحاشى الخوض بحياتهم كثيرا, فهي لا تزال بالماضي ,وحياتها تقتصر ع افراد معينه فقط, وعلاقتها مع الناس،اجمع رسميه او بالاحرئ هي دائما لنفسها -انطــوائيه-
لذلك اغلقت باب غرفتها وعادت ادراجها لتستقبل القبله وتصلي كي تغط بعدها بسبــات يريح دماغها من افكار اغلبها -ســوداويه-
'
'
'
لتو انتهت من صلاتها وهاهي بغرفة طفلها
تمسح على شعره الحريري بحنو امومي بالغ وكرات الدمع تخدش وجنتيها
على حال ابنها الذي لا يفقه من حوله …
فرحتها الاولئ.. وابنها البكر … منذ لحضات حملها الاولى به …احتفوا بقدومه بشغف , كانت تقضي الليل مع زوجها في اختيار اسمه , وتصميم ديكورات غرفته الصغيره التي وضعوها بجوار جناحهم, وباختيار اجمل وارقى انواع الالبسه التي سيلبسها مولودهم الاول…
كانت لا تتوانى عن التاخر عن مواعيدها بالعياده …للاطمئنان عن حالته
هي وزوجها , كانوا سعيدين جداا بحياتهم وزادت سعادتهم بانتظار مولودهم ..
وكانوا سيكونون اسعد لو انما الكارثه تلك لم تحدث …
فحين ذهبت مع زوجها كروتين اسبوعي للعياده لاجراء الفحوصات وهي بشهرها الخامس…
لتكتشف الدكتوره انذاكك بــوجود كروموسوم زائد في خلايا الجسم (تثلث الصبغي رقم 21) اي انه طفلها وفرحه حياتها الاولى سيكون -منغولي-
لا زالت تذكر تعرضها لصدمه ووجود الدكتوره بجانبها وهي تسرد لها عن هذا المرض وكيفيه التعامل مع الطفل و ماذا سيحدث بالمستقبل..
بكت كثيرا ,وليست وحدها, بل حتى ذاك الذي ينتظر مولوده الاولى كي يسميه باسم اباهه ويكون له سند بالكبر …لازلت تذكر اثناء ولادته لم يبكي كالاطفال مباشره ..بل تاخر بالبكاء حتى ظنت بانه مات قبل ان يولد
وقتها فقط تجاوزت صدمتها وبكت بنحيب واخذته من الطبيبه المسؤله وضممته وهي تنتحب. وبلحضه ظننت ان فرحت حياتها الاولى سلبت منها سمعت بكاء اشبه بهمس مخنوق ..
لتطفو اعلئ ثغرها ابتسامه شاحبه من قلبها لوجوده بين احضانها.. وهي تهلل بالحمد والشكـر لله..
ومن تلك اللحضه رضو بما قسمه الله لهم ووهبوا الحب لابنهم و الان هم سعداء بوجوده فكم يحمدون الله ع منحهم هذه النعمه العظيمه
استفاقت ع كف حانيه تمسح دموع لم تجف ع وجنتيها وهمس حنون :جيهان لش البكا ؟
كان قد عاد لتو من المسجد اتجهه مباشره لغرفة ابنه فهو يعلم بوجود معشوقته بجانبه الان تطمئن عليه …رائها تمسك باصابع ابنه السمينه والصغيره بعقل غائب وجدولان من الدمع علئ وجنتيها, اقترب من ابنه وقبله بعمق ..ثم اتجهه لزوجته وهو يمسح دموعها ويستفسر عن وجودها لتهمس باختناق باكــي: بخاطري اسمعه يقول ماما بخاطري اشوفه يركض مع الاطفال , بخاطري اشوفه كل يوم يفاجئني بشقاوته ,يلعب بمكياجي, يوسخ الاثاث ,يشخبط ع الجدران . نظرت لعينيه واكملت بوجع, :صار عمره 4 سنين ي خالد 4 ولا عاش طفل زي الاطفال .
اجابها وهو يخفي تاثره بببوحها القاتل : لا تقولين كذا , ربي له حكمه بامره..غيركـ محروم من الضنا , شوفيه شلون يحبكـ..ويخاف اذا م شافكـ جنبه..
يكفي انه م يرتاح الا لما يشوفك, بجنبه , مسكته لايدك تراه يقولك فيها ماما
فهد نعمه من ربي, لا تخلين الشيطان يلعب بعقلك ويخليك تكفرين بنعم الله …
هززت راسها دلاله الرضا ليكمل بعشق وهو يتامل ابنه النائم :تدرين ان حبي له يوم عن يوم يزيد خصوصا انه بذره حبنا الصافي بكره بس يكبر بيقولك ماما وانا بيناديني بابا بيمشي ويتعلم وبيكون له مستقبل صدقيني
عادت تنتحب وهي تهمس :بذره حبنا جذورها رخوه
كل م كبرت كل م مالت جذورها ومصيرها تطيح .
قاطعها بامل : نرويها بحنان واهتمام وبتبقى للعمر كله …
قهقهت بسخريه وبنظره سوداويه :سنه ..سنتين ..بالكثير 10سنين ويموت
وضع انامله ع ثغرها مانعه من الحديث :لا تقولين كذا مانتي ارحم من ربي
صدقيني مو شرط لهم عمر محدد ياما ناس كثير مثل حاله فهد كبروا وتعلموا وانجزوا وحتى الزواج تزوجوا ليش النظره السوداء ذي !
نظرت لعيناه مباشره وبخفوت اكملت بنظره سوداويه لمستقبل ابنها بنظرها : ونظره الناس له لا كبر. شلون بيمشي بالشارع لحاله, من يرضى يتزوجه
وهو منغولي م فيه رجاء حتى لو عاش العمر كله يجيب عيــال...
خناجر مسمومه تتفوهه بها زوجته, حالها دائما هكذا تعشق ابنها ولكنها تخاف من مستقبله وايضاا تخاف من فقدانه …
احتضنها والتزم الصمت فلا بضع كلامات ستواسيها , ولا جمل ستتغير نظرتها تلك … فقط اخذ يقرا ايات السكينه وهو يحتضنها ويردد لها بانها -حكمه الله -
'
'
'
عاد ممن المسجد واستبدل ملابسه ببجامه ثم استلقى ع ظهرهه متجاهلا وجودها ومحاولا ال تقع عينه بعيناها الزمردتان كي لا يسامحهاع م تفوهت به ليله الامس مما جعله ينام غاضباا منها وموليها ظهرهه ...
في حين اتجهت تلك نحوهه, بعد ان كانت بانتظارهه فقلبها يولمهامن صدهه,
منذمتى يتجاهلها هكذا , لم تنم ليله البارحه , لا تستطيع النوم سوا ع ذراعه
فبالامس لم يمدلها ذراعه كاي ليله, بل ادار ظهره لها ,مما جعلها تندم على م قالت ,اقتربت منه ووضعت كفها بحنو ع كتفه وهتفت باستعطاف محب :م اقوى صدگ .... كلماتها تلكك كبلسم شافي جاءت ع اوتار قلبه يعلم انه قسي عليها ولكن هو يحبها وهي تعلم ولا يريد من الدنيا سواها
البنون زينه الحياه الدنيا ... ولكن حياته من غير مرام لعنه..وممات !!
لم يستحمل حين عرضت عليه امس ان يتزوج ... كي يكون له اطفال
غبيه جدا .. تعلم اني لا اريد سواها لما تزيدني اوجاعا , الا يكفي
معاركي مع امي حين تفتح امورا كهذه… يريد ان يعاقبها كي لا تكرر هذا مره اخرئ لذا التزم الصمت ولم يعيرها اهتمام…
لم تلاحظ استجابه منه ولكن حاولت مجاهده ان تحاول الكره وهي تبتلع غصه عقيمه كحالها غزت حنجرتها لتهمس بعبره تمردت مجددا حاولت ان تتبتلعها : والله اسفه .. احمد .. لا توجعني بصدكك دخيل الله م اقوى ..
كانت اخر كلماتها فحين سمحت لعبرتها ان تحول لشهقات متتاليه كفيله
بان تشطر قلب احمد لانصاف ,وهو يعتدل ليأخذها بحضنه ويمسح ع خصلات شعرها البني وبثماله عاشق: لا تبكيين… عيونك انخلقت فتنه لا تشوهينها بالدموع ...وخالقكك انا الي م اقوئ بعدكك
ولا اقوى احطكك بكفه مع غيركك..
تشبثت بهه وشهقاتها في تزايد مع كلماته تلكك المداويه لجروحها
وهمست بنحيب :صار لنا خمس سنين م جا فخاطرك بطفل ؟
بنبره مليئه عشقا :انتي طفلتي وزوجتي وحبيبتي مابي غيرك ضنا .
ابتسمت من بين دموعها فكثيرا تحمدا الله ع وجوده بحياتها ...
طيله السنوات التي،قضتها معه لم تنقص في حبه بل يوما عن يوم يزداد حبهم لبعض رغم تاخر حملها, لم يجرحها بكلمه او يطلب منها اجراء فحوصات ,بل كان يغرقها بحبه وحنانه وعطاؤه ... كان يهمس لها دائما- انتي ضناي -
ولكن الى متى سيصمت .. الى متى وهو يتجاهل امنيه امه ان يتزوج اخرى
كي ترى حفيدها ان كان العيب منها لا مـــنه !!!
'
'
'
على بعد اميال ومحيطات عن مملكتنا الحبيبه بمدينه الضباب .…
يقف خلف النافذه وهو يتامل. السماء الممطره والباردهه وذلك للبخار الذي يترسب على النافذه من البروده …ينظر لسماء بحنين لوطنه ,ورائحه كف امه,ونصائح جده الكهل , واحاديث ابيه وعمومته المشوقه. مشاكسه اخوته , تجمعات اصدقاءه وابناء عمومته,وهاهو سيترك لندن مساء اليوم فلم يعد له شآن بها,جاء اليها بدورة عمل استمرت 6اشهر وكان هو المشرف عليها لمنصبه ولكن لم يرحل منها بعد ان اكتشف سر مخبى بين ارجاءها ولكن السر اندفن بالامس فقد انقطعت السبل ببالافصاح عنه بموت محتوما ارهق قلبه … احتفظ بذلك السر لسنتان بآعماق قلبه,واحتضنه بين اضلعه ...ليخّلد بذاكرته رغم دفنه ,
ماتت وكم كان الذهاب لربها ارحم مما عاشته بهذه الدنيا , هنيئا لها ستؤجر علئ صبرها كثيرا , ماتحملته لا يتحمله رجال, اخذ الهم منها كل م لديها حتئ عقلها سلبه دون شفقه او رآفـه…وحيده هي وشوقها لتلك البعيده اخذ من جعبتها الكثير من الحسره واشعل نيران من الحطب بجوفها .كان سياتي بها هنا, كان سيجمعهم لعل الحياه تبتسم لها قليلا ,ولكن غادرت روحها وهي تلتهف لاستنشاق رائحه ابنتها,ورؤيه عينيها ..التي كانت لتخمد بعض نيران الهموم المشتعله بغليلها ولهيبها باضلع قلبها..
لا يعلم عندما تعلم تلك بالحقيقه م ذا سيسلب منها الهم ...ايعقل ان تجن كما جنت امها ! حتما, لو كنت مكانها لجننت, ولكن م حدث حكمه من الله وقدر لا نستطيع منه المفر,
ماذا عن عمه ياهه كم يؤجر ع جبروته رغم م حدث ... لا يخيل له يوما ان يكون بمحله يوما ما, فما بين عشيه وضحاها هدم بيته بلمح البصر
وكآنما اعصار ممتلئ بآغبره ملوثه بفايروس معدي وقاتل ...
لينصاعوا طرحئ …وجرحئ بجروح دامية خـــالدة للابد , لا دواء لها ولا نفع.
كيف استطاع ان ينزع حبها من قلبه, كيف انتصر بالبعد عنها
ماذا سيقول له. ايخبره ام يصمت ؟. ...… سيلتزم الصمت
فعمه قد خاض محاولات عده بالنسيان, لما ينبش جروحه باخبار كتلك, الصحيح ان لاييخبره ولكن ابنته ماذا عنها آليس من حقها ان تبكي امها … يعلم من خلال محادثته مع عمه بان تلك البائسه لا زلت تنكر موت امها ولا تزال تومن بلقاءها ,كم يؤنبه ضميره كثثرا,كان بامكانه ان ياتي بها الى هنا لترى امها ,
ولكن تلك الراحله رفضت ذاك وفضلت ان تظن ابنتها انها متوفيه
لا تريد ان تراها بوجهه رغم جماله شحب من الهم والحزن وبعض الحنين…واليـــــآس...
ومنه ان اتى بها سيفضح سر اندفن بالماضي وسيعيق سير حياتها لذلك كان صوابا انه لم يتهور ويجلبها لامها …
سيعود وسر تلك العظيمه سيدفنه بين متاهات لندن وستظل تلك كما يراها عاشت بعينه عظيمه طيله الفتره التي قضاها معها وستظل ذكراها اعظم بداخله … همس مع ازدياد هطول الامطار بغزاره : رحمة الله عليك .. وعسى الجنه دارك ي
يمه مًــــريم.
ابتعد عن النافذه وهو يضع فنجانه الذي اكتسته البروده ع الطاوله الرخاميه اللتي بجانبه ,وهو يتجهه لرفع حقيبة سفر متوسطه اعلئ السرير ...
ليبدٱ بحزم امتعــته للعــوده للوطـن....
'
'
'
الرياض...الرابعه عصرا مساء اليوم الثاني ....
وعلئ جلسه ارضيه مريحه تحفها مناظر خضراء من ارجاء المزرعه وسماء بدآت تصفى بعد توقف الامطار ...وقوس قزح يعتليها بزهو ....
كان اغلب افراد العائله موجود بتلك الجلسه .....
كل منهم يتحدث مع الاخر ع حدهه , قطع عليهم.دخوله المفاجى من باب المزرعه …
:السلام عليــــكم ......
تعالت اصواتهم مستنكره ومستبشره وهم يردون السلام عليه
اخذ يسلم علئ كبار العائله بمقدمه الجلسه ...
سلم ع جده لينتقل لابيه وعمومته ...ومن ثم هبط بجسمه نحو قدم امه ليقبلها بشوق وهبطت امه معه لتحتضنه لصدرها وبادلها الحضن وهو يهمس لها بشوقه ..
.موقفه ذاكك كان اعتيادي ع الجميع لدئ امهاتهم الا تلك التي المها قلبها مماحدث وزادها اشتياقا لامها ...واملاا بلقائها ,
هتف ابن عمه ناصر بممازحه وهو يسلم عليه:ي شيخ وش هالفاجعه ...
قهقه الاخر وهو يسدد له لكمه خفيفه علي بطنه وتصنع الزعل:ع الاقل جامل ي كللب ....
هتف متعب الذي بجانبه وهو يسلم عليه وبقهقه : الصراحه حلوه وانا اخوكك..وانا واخوي صريحين م نحب نجامل.
اخذ طلال ينظر لهم بوجوم وياشر بانامله عليهم الاثنان :الشرهه ع اللي مشتاق لكم.. شكلي برجع للندن ي زينها و ي زين عربها
هنا تعالت اصوات الشباب بقهقه وهم يعلقون..ويحللون كلامهم بطرقهم الملتويه,
ليهتف خالد بممازحه وهو يسلم عليه :يهووه ي الحبيب حاسب ساهر وراكك...
التفت طلال لتقع عيناه مباشره عليها..والذي لم يكن ليعرفها الا من عيناها.. وهي تتوسط جلسه البنات المنفرده
وتنظر بثباات نحووه منذو دخوله وسلامهم الى تنبيه خالد عن وجودها كي لا يسترسل باقاويله....
اببتسم مجامله وهو يشير للفتيات بكفه ويلقي السلام عليهم ف حين وقفت خواته لسلام عليه ...
'
'
اما هي لا تعلم مالذي شعرت به انذاك .... منذوا دخوله
انسحب الهواء من رائتيها تباعا وتلاشت الرؤيا عنالنظر لسواه ...
ونار اندلعت بداخلها تشتعل حطباا لتشتتها من الداخل وتعتليها حراره من راسها لاخمص قدميها..توتر...اضطراب...تشتت افكار...
كان لابد ان تهيئا نفسها لعودته ,غبيه ان كانت تظن انه لن يعود , لاتريد عودته فهي تبغضه بعد ان تركها وحيده بعد ان ارتبط بها وبالليله الثانيه سافر ولم يعد وقتها الي الان ...تبغض طريقه ارتباطها به فهي كانت مجبره من ابيها ,
نظرت لابيها الذي يجلس بالزاويه ملتزم الصمت وعيناه عليها هززت راسها له بيئس وعيناها من خلف النقاب تعاتبه بصمت ..وقفت اخيرا بشجاعه متهالكه ودلفت لداخل
لتدعهم خلفها يعتقدون هروبها -خجــــل لا اكثــر -.سوا ابيها الذي وصلت اليه معاتبتها بوضوح ......
'
'
'
بعد غياب الشفق الاحمر من السماء وحلول دياجير الظلام …نسمات هواء عليل… وفكر غايب لمااض بعيد … متكى على جانبه الايمن امام النار المشتعله … وعيناه تائهه, تاره ينظر لسماء, وتاره ينظر لنار الملتهبه كداخلهه … ايكذب لو قال انه قد طمر الماضي خلفه, وتقدم خطوهه للامام ؟ ايكذب لو هتف بان ااماضي لم يؤثر عليه وقد تجاوزه ؟ ايعقل ان يكذب وهو من يربي ابنائه دائما على ان الكذب صفه لئيمه... ياه كم يتنمى ان يكون الماضي بالنسبه له اوراق تحترق ولا يبقى لها اثر ,او يتمنى ان تصبح ذاكرته كذاكره الجوال حين تمتلى يستبدلها باخرى او يحذف منها مالاحاجه.له به ....
لا يعلم هل يجوز له ان يحزن لفراقها ... او يؤثم ع ذلك ؟ قد كانت له ملاذا لروح … و داوء للجروح....
كيف ان ترحل دون ان يبكي عليها … او حتى يودعها وداعا اخير ..
لو انه اخذ السماح منها قبل رحيلها ... هل سامحته , ولكن الذنب ليس ذنبي
وايضا ليس ذنبها , بل كانت رياح القدر قد هبطت بموسم غير موسمها
لتمزق حياتهم وتاخذ البعض منه وتلققف به مع رياحها للبعيد والبعض الاخر للاتجاه المعاكس , ليصبح اعادت جمع حياتهم -معجـــزه -
فاق من هذيانه وذكرياته تلك ع صوت ذكوري حاني محبب لقلبه كثيير: علامك ي عم وش اللي مضيق خاطرك ...
كان خائفا جدا من ان يكون عمه قد علم بموتها , ولكن م يوحي به وجهه بانه علم بالامر ويعيش الان صراع بداخله م بين الحزن , و الذنب ...
هتف ابو خالد بصوت هامس خالي من الحياه : حمامه كسيره ارتاحت من هموم هالدنيا وراحت لربها …
نعم, تاكد الان بمعرفه عمه بالامر ولكن م يخيفه هو معرفته بانه لديه علم بما يحصل لذا اخفى توتره وهتف بثبات وبوجوم:ربي يجبر.كسرها بالجنه
نظر لمقلتا الكهل التي تعيش بعراك مع تلك الدمعه المالحه وااجامحه التي تصارع لاطلاق حريتها ع وجنتيه المتجعده من اثر السنين او ربما -
الهمـــوم- وهمس بخفوت : دنيا فانيه .… الله يرزقنا الجنه
هتف الكهل بصوت وخيم واشبه بانكسار : دنيا فانيه بس قاسيه بمحنها ,
صمت لوهله وهتف باستفسار يحاول ان يغير مجرى الحديث كي لا يتازم وضعه ويعلن انكساره الذي استطاع ان يغلبهه من زمن : ماقلتي ي طلال متى ناوي تحدد زواجك ؟ صار لكم سنه متملكين اعتقد جا الوقت اللي تستعجل بزواجـكــ...
'
'
'
بجهه اخرئ من المزرعه ...
تركض كغزال جارح كي تسبق التي خلفها والتي تضاهيها بالركض ,وكل منهم لديها جسم رشيق يساعدها على الركض .
لم تنتبهه للمياه المتراكمه بجنب عتبة الباب الخلفي للمطبخ من اثر هطول الامطار لتنزلق قدمها وتسقط لتلحقها الاخرى و تتتعثر خلفها ويسقطن سوياا فوق بعض ..
لحضااات استيعاب ليقهقهن الاثنتان بجنون صاخب وذهول مما حدث
رغم, ان كل منهم تآلمت من التعثر الا انه باللحظه تلك لم يستجب عقلهم سوا للجنون والضحك فقط..
:الحمدلله ع نعمه العقل
نطق بذلك وهو يخفي ابتسامته ع جنونههم ويدعي السخريه عليهم
فهو كان حاضر الموقف منذو بدايته... كان قادما من المطبخ الخارجي ولكن استوقفه ضجيج ضحكات وم ان التفت حتى رائ صبيتان يتسابقن بجنون
حين دقق بهم عرف بان احدهم اخته ولكن الاخرى ذات الشعر الغجري الذي يسابقها بالهواء جفلت عيناها نحوها وهو يسمي الله بداخله على حسنها ويجهل من تكون ! فالوقت الذي هبط بعيناه للارض مانعا نفسه من اثم تاملها. ارتطام دوي بالارض يعلن عن سقوط.احدهم وفرقعه المياه جعله يرفع نظرهه مجددا ليرى اخته المجنونه تسقط وتعثرللاخرى ...
قفزت احداهم بعد سماع تلك السمفونيه الذكوريه بشهقه تنوي الهرب فهي كاشفه عن وجهها وشيلتها ع كتفها ولكن تعثرت مره اخرى لتقهقه بجنون مجددا ولم تستطع سوا ان تضع طرف الشيله ع وجها وتهمس :ميرال ي زفت م قدرت اتحرك يخرب بيتك خلي اخوك يروح هههههه
نطقت الاخرئ وهي تضحك بصخب: نويصر ي نذل روح م تشوف ليان م قدرت تقوم وعادت ادراجها للقهقه ....
هز راسه ع حالهم وهو يكتم ضحكه كادت ان تفضحه وذهب وتلك المجنونه قد عرف من تكون ابنت عمه سلمان ... يلا رقتها وجنونها ويلا ضحكتها الرنانه المتغنجه تلك .....
لازالت سمفونيه ضحكتها تعزف باوتارها ع قلبه …
لتعزف مقطوعه مجهوله اللحـــن ……
هتفت ليان وهي تعتدل بوقفتها وتمسح بكفيها ع عبائتها اللي امتلت بالماء : قومي يامال الطررم شنسوي الحين بعبياتنا مليانه مويه ...
وقفت ميرال وهي تنفض عبائتها بازدراء:يوووهه والله نكبهه م جبت لي عبايه ثانيهه ...امشي خلينا ندخل داخل ونغسلهااا وننتظر تجف....
وافقتها الاخرى الرآي ليذهبن لداخل وبداخلها اشتعال اندلع من موقفها المخزي امام ابن عمها , ولاكن الغريب لما نبضات قلبها مضطربه ,م الامر دائما م تتحدث لها مواقف كهذهه مع ابناء عمومتها ولكن لما هذا الموقف
لم يمر وحسب … بل اندلع من خلفه نار ملتهبه بمشاعر تجهلها...و في آن واحد تخيفها!!
'
'
'
صمت طلال لوهله ....وهو الذي لم يكن يخطر ع باله ان يسير مجرى الحديث نحوه .. هو ليس مستعد الان ..ولكن الذي امامه عمه المحبب اليه , واستفساره ذاك اشبه برجاء مبطن ان يستعجل لذا هتف بنبره ذكوريه متزنه : الوقت اللي تشوف يناسبك ي عمي حطه وانا بارتب الباقي .. الحمدلله استقريت وبيتي جاهز مافيه شي يخليني اجل زواجي اكثر ...
هتف عمه وقد عاد لجبروته وهيمنته : اذا كذا الله يسهل عليك ..شرايك بعد اسبوعين .؟؟؟
جفلت عيناها بذهول مما سمع ..نعم وافقه ع الاستعجال بالزواج ولكن ليس لهذا القدر, لا تكفي. تلك الاسبوعان لتجهيز زوجته… هو لا يكن لها مشاعر بتاتا ولكن من حقها ان تقوم بتجهيزاتها ع اكمل وجهه كحالها من النساء , لما يسلب منها حقها في ترتيب امورها ع مهل .. لذا هتف بتساول ومحاوله لاقناع عمه :بس ي عمي فــرح م يمديها تجهز نفسها وانت تعرف تجهيزات الحريم كم تاخذ غير كذا الكل بيعترض ع هالسرعه .. مايمديهم يجهزون ..
وقف الكهل انذاك باتزان. من يراه يهاب الوقوف امامه وقال انهاء للحوار بامر عقيم :فرح انا بقول لها لا تشغل بالك يمديها وباقي تجههيزات الزواج العيال يساعدونك فيها , يلا امش ندخل داخل نخبرهم بهالخبر.
مشى بجانبه بجبروت وبداخله يصارع ضميره الذي يؤنبه , يعلم م يفعله الصواب لابنته ولا اختلاف اثنان ع ذلك, حتى انها ستكون سعيده متاكد من ذلك
يريدها ات تخرج من بيته … كي لا يتوالى عليها.جحيمه ... ليس ذنبه حين يراها حين يتلبسه ااجمود وعيناه تحول لنفور, يقسم مجددا بان لاذنب لها ولا حتى له ولا ذنب لتلك التي ذهبت لبارئها ولكن الصواب ان تبتعد عنه كما ابتعدت تلك كي لا تبغضه وكي تسامحهه فربما الابتعاد قد كتب لهم ثلاثتهم
ولا وجود لتلاحم بينهم عن قرب بل البعد افضـــل ...
ف حين الاخر بدا عقله يشوش ويضرب اخماس باسداس مما سيحصل عماقريب اي عندما تصبح ببيته ...هو لم يراها اساسا, سوا قبل ان يملك عليها ...ولم يرئ منها سوئ عيناها من خلف النقاب والتي يراها اقل من عاديه و بيوم الملكه اعترض على ان يدخل لعروسته بحجه انه لايحب تلك الاجواء وسيزوها باليوم الثاني ..
الذي قدم فيه رحلته كي يذهب مبكرا قبل ان يراها فبالوقت انذاك لم يتقبل فكرة ذاك الارتباط ولا زال ولكن الان لابد ان يتآقلم ع ذلك فلم يبقى سوى بضعه ايام ويجتمع معها تحت سقف واحد دون ثالث …….
'
'
'
رغبه عارمه بالبكاء تجتاحها ببطء لتكلب حنجرتها بقيود عبرات متتاليه تزفر شهقات اليمه ربما بذلك ترحمها روحها وتزهق …
لاتريد تكرار الامر … لاتحتمل صدمه اخر … ولا انكسار مجددا…تريد ان تفرح بحق رب السماء بهذا الخبر ..ولكن تجربتها السابقه جعلتها تنشطر الما وحزنا لخبر كان ان يسعدها لولا الحقيقه المره التي تعايشها ...
هل ستنجب طفلا اخر كحال الذي قبله ...هل ستسلب منها فرحا اخرى وتكون ناقصه ... هل سيعيش كما يعيش اخاه الان ... رباااه قلبي لا يحتمل
قهرا كهذا … جفلت عيناها لذاك الذي يهرول من بعيد قادما اليها بخوف بعد ان هاتفته وهي تبكي وتطلب منه المجيء ....
وصل اليها اخيرا بعد ان التقط انفاسه عنوه وهتف بخوف وعيناه تجول على وجهها الذي لايشير لخير :جيهــان شفيك؟ طالعيني شصاير خوفتيني؟
نظرت اليه بجمود ولفضت بصوت اشبه بالموت :خالد مابي اعيش نفس التجربه مره ثانيه .. ابي فرحتي كامله .. لا تنسلب مني قلي شسوي ،؟
هتف بتساول عما تتفوه به :اي تجربته؟ لا تجننيني جيهان تكلمي
دست كفيها بصدره وهمست يخفوت وعين مترقبه لملامحه :انا حامـــــل ..
'
'
'
'
نــقف هنــا()