كاتب الموضوع :
روعة النسيان
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: آنـي آرى العمـر بعينـيك مغفرة، قد ضل قلبي فقل لي كيف آهديه؟
انتهت من ترتيب المطبخ بمساعده العامله ... لتهرول لغرفتها فور نزوله من الاعلى ..
ناولته صغيرها الرضيع وبكفها الاخرى ناولته مرضعته وبهدوء : انتبه له على مااجهز اغراضي ..
تعدته ليمسك ذراعها كان سيكلمها لكنها تجاهلته عمداً .. لتسحب ذراعها وتتعداه بعدن خطوات لتقف قائله : اذا مو فاضي توديني المشغل باأكلم البنات يمروني ...
ألتفت لها وهي تغادر للاعلى دون ان تمهله فرصه لرد ...
هرول لصاله ليجلس مقابل التلفاز ...وابنه بين ذراعيه يداعبه ... وبداخله يشتهي
لو انه يعتذر لها عما بدر منه تلك الليله ...يعلم بانه محق وبانها مخطئه
اثنان لايختلفان على ذلك ...ولكن !!
لم يكن يريد ان يقسوا عليها هكذا ..نادماً اشد الندم على توبيخه القاسي لها..
كان قد نسي محاسنها وقتذاك .. غاضباً ولا احد يلومه بذلك ..
هو كان سيفقد ابنه امام مرأى عينيه...كيف بالله سيكون حاله وقتها !!
لوهله انكمش شعر جسده وهو يرى ابنه على بعد خطوات قصيره من السياره المسرعه
وقفت عقارب الساعه ونبضات قلبه بتلك الاثناء...فتلك اللحظه شهد فيها الموت لامحال
لولا رحمه من الله لقلبه الذي انفطر حزتها ... لذا كان لابد ان يغضب ويصرخ
هو لم يستفيق من صدمته سوا امامها...لذا كانت هي مصب غضبه وغليانه
وبخها بقسوه دون ان يشفق على قلبها الذي انفجع كما انفجع قلبه ...
وغادر ليلتها تاركا إياها تعايش قسوته وحيده..
وها هو اليوم الثاني الذي لهما على تلك الحاله ...هو مكابراً وهي تعلن
الهجران والصد ..
ولكن
ذلك لايعني انه لا يلتوي الان ندماً ...وهي تلتوي عتاباً اخرساً ...!!
فقط هما مكابران اخرقان ...هي اصبحت تلازم اطفالها كل حزه لتثبت له عظم مسؤؤليتها
وهو
اخذ اجازه قصيره ليثبت لها اخلاصه بمسؤۏليته تجاههم ...
لم يتكاتفان من اجل اطفالهم بل كلاهما يثبت للاخر انه الافضل ...
ولكن بالحقيقه هو اشتاق لها ...اشتاق لاهتمامها واغداق حنانها ..!!
لم يبتلع ذلك الهجران منها ...ولايود ان يطيل اكثر ...يود لو يسحق ذلك
الهجران ويرتوي من عطائها الذي بخلت به مؤخراـ واستحدثته بالجفاء المقيت
بكى طفله بين كفيه ليهزه بخفه ولكنه كان مصراً على البكاء..مدده بجانبه وهو يناوله الرضاعه
ليكف عن البكاء وقتها وهو يلتثمها بتعطش ..ابتسم له وهو يثبت رضاعته بكف
وبالاخرى اخذ جهاز التلفاز ليقلب بالقنوات بملل...استقر على قناه اقتصاديه
ليندمج معها حين شدته اسعار الاسهم المحليه التي اعتلت الشاشه ..
توسعت ابتسامته وهو يرى مؤشر الاسهم المشارك بها اخضراً دلاله ارتفاعها ..
حقاً الحظ يبتسم له ...فارتفاع اسمه هذا يعني دخول فرعه لمرحله متقدمه
من النجاح ....وطمع الكثير من تجار السوق العمالقه بمشاركته بصفقات متنوعه
ورابحه ...
رفع انظاره لمصدر صوتها من منتصف الدرج وهي تقول بجمود : يلا جاهزه
اخفض انظاره لأبنه ليرفعه ولكنه تجمد حينها مذعوراً ....بلا حيله !!!
ظل محدقاً بأبنه باأتساع عينيه لثوان حلت عليه بها الصدممه وعدم الاستيعاب
كان ابنه مغشياً عليه وانقلب لونه الابيض للاسود الفاحم ...ارعبه منظره ذلك وقيده عن
الحراك ...
تفادى ذلك اخيراً ليقفز كالمقروص وبحركه سريعه نكس رأس ابنه للاسفل وقدميه للاعلى
وبكفه اليمنى اخذ يضرب بها على ظهره ..كرر ضرباته امام انظارها المذهوله ..
تهاوى جسدها على عتبات الدرج باستسلام لصدمتها ...تيبست ساقيها عن الحركه
لم ترى سوى كفي طفلها المتهاويه والفاحمه سواد ..لم يبدر منها اي ردة فعل لما يحدث
قيدها الخوف ...فقط تنظر بترقب ونبضات قلبها تخفق بشده ..
دقيقه كامله ....ليصدح صوت بكاء طفلها عالياً ..يليه زفره مرهقه من خالد
وراحه تدفقت أليها عبر انفاسها الملتهثه...
استدار أليها خالد لترفع ذراعيها مشيره له بان يجلب ابنها لها ...فلا حيله لها بالوقوف بعد
لازالت ساقيها ترتعش من هول الرعب الذي دب بها ...
اقترب منها ليضع الطفل بين ذراعيها وبنبره حانيه : ماصار الا الخير..شرق بالحليب
ضممته لصدرها بلهفه ...ولسانها يهتف بالحمدلله مراراً ...
جلس بجانبها على ركبتيه ليمسح على راسها ويقول بضيق : ماادري شلون شرق وهو بحضني
رفعت انظارها له بحده ...لتقول بعد برهه بحقد : كان بيموت وهو بين يديك ...شلون ماانتبهت له !!
لم يلقى مبرراً يبرر به لذا ألتزم صمت في حين نطقت هي بغيض : هذا وانت ماوراك شي
ماقدرت تنتبه لولدك دقايق بس ....مو قادر تتحمل مسؤؤليه عيالك وتجي بالنهايه تقط اللوم علي
اذا صار فيهم شي ...
وقفت بغضب لتكمل : ليش ساكت !! وين لسانك اللي قبل امس وصراخك اللي مالي البيت؟
خالد بتبرير : معك حق تزعلين مني على اللي قلته امس بس بعذري كنت معصب لاتلوميني
وكنت انتظر الفرصه اللي اعتذر فيها منك ..
قاطعته بحده: منت ملزوم تعتذر ...بس ملزوم تنتبه لعيالك وتعطيهم شوي من وقتك
وكثر الله خيرك ..
،
وقف فزعاً وهو يقول: مـتى هالكلام !
وقفت لتقابله وهي تقول بضيق : اليوم كلمني يهدد اذا ماطلعت ساره
ولا طلعها بطريقته ..
هتف غاضباً : يخسى ويعقب ...لو بيده شي كان سواه من زمان مو الحين توه يتذكر
ان عنده بنت..
نطقت برجاء مشروخ بعبره خائفه مرتعده: تكفى يااحمد خلنا ناخذ ساره من هنا
والله مايرده شي اعرفه ظالم مافي قلبه رحمه ..
اكملت : ابوك صادق يااحمد مو انت ومرام مأجلين سفرتكم للعلاج
لين تتشافى ساره خلاص مو لازم تأجلونها نسافر سوا انتوا تتعالجون وانا ابعد ببنتي
عن شر ابوها واعمامها ..
احمد بحده رجوليه : ماراح يلحقها شر منهم وانا ولد ابوي ...
ماراح نسافر واعلى مابخيلهم يركبونه ...زوجتي ومالهم شغل فيها ..
اكمل بهدوء : بالنسبه لسفرنا ماراح نسافر الا لما تتعافى ساره ان شالله
قاطعته بحرقه ارهقت امومتها : ماراح تتعافى وهالوحوش حولها ..تكفى يااحمد
تكفى خل ناخذها ونسافر ...واذا ماتبي انت انا اخذها ..
احمد بزفره : لاتظنيني عاجز ياخاله بس انا ابي اكسر شوكتهم لانه مو طالع بايدهم شي
يسوونه وهي على ذمتي..
قاطعته بحده مفاجئه : ماراح انتظرهم يأذونها عشان تكسر شوكتهم على قولتك
دامك ماتبي تسفرها مافيه الا حل واحد يريحها ويريحـك ...
،
يقف امامه مبهوتاً ....وقلبه يصرخ بعتاب اخرس ...لاطعم له
كان قد ظن به خيراً حين رآى مجيئه ...ظن بأنه جاء ليقاسم ابنه فرحته
ليقف بجانبه ويستقبل معه التباريك بفرحته ...ظن بأن ضميره الابوي
هو الذي جاء به ...ليصلح ما حطمه بغيابه...
ولكنه نسي بأن بعض الظن اثم ...
جاء من اجل صورته امام الخلق ...وليس لكونه اباً يحتفي بزواج ابنه
حضر كحال المعازيم ...ونظره السخريه المتعنجه تعتلي عيناه الصقراويتين
لم يعجبه وقوف خواله وابنائهم على قدم باستقبال المعازيم وضيافتهم ..
هو لازال غاضبا منه لانه اقدم على الزواج باحدى بنات خواله ..ولكنه سقط عنه الحق بمنعه
منذ ان ترك مسؤؤلية امه واختاه على عاتقيه ...منذ ان غادر منزلهم مترحلاً من دوله لاخرى
منذ ان فصل حياته عن حياتهم ..ويحل عليهم ضيفاً بالسنة مره او اثنتان لاتزيد عن ذلك
اصبح لايربطهم به سوا مسمى ”أب” ظاهري ..لاتلتحم بينهما مشاعر حب فطري بين أبً وابنائه البته
فقط مسمى عابر ...لابغني ولايسمن من جوع ..
هاهو يقف به جانباً ..بعيد عن ضجيج احاديث الرجال ..فقط ليخبره بما جاء هو من أجله
لينهي كلامه قائلاً : البيت سجلته بسم امك وورقة طلاقها بتوصلها قريب ان كانت تبي
الطلاق ...هالشي راجع لها وسواءاً تبيه او لا بتظل ببيتها وانتوا معها
نطق بضيق مكبوت : بعد هالعمر يبه تخير امي بالطلاق !!
والده ببرود : النفس ماتنجبر على نفس ماتبيها..امك ماقصرت بس ماعاد لي حاجه
عندها ..مابي اظلمها واعلقها العمر كله ...ان كانها تبي الطلاق هالشي لصالحها مو لصالحي
بالنهايه انا اخترت حياتي وقررت استقر مع زوجتي الثانيه وعيالها بالاردن ..
جف فاهه والحرقه تشتعل بداخله بازدياد ..
بكل بسـاطه هكذا ...يتخلى عنهم بكل برود !!
: وحن يبه !! مو عيالك بعد ؟
قاطعه والده بأستنكار ساخر : وش تبون مني بهالعمر!! كل واحد منكم صار طولي
وله حياته تبوني بعد اربيكم بهالعمر ؟؟
عيالي الثانيين بحاجتي ..صغار وبغربه وانا ابى اتفرغ لتربتهم،ماني ناقص حمل ثاني..
اي قلب يمتلكه اباه ؟ هكذا يقولها له بفمٍ مليان ... حمل ثاني !!
تحسف على سؤاله ليهز راسه بهدوأ وبسخريه مره : صح صادق عيالك ذولاك اولى
وحنا الحمدلله ماعلينا قاصر ...وخواتي مابيلحقهم قصور وانا سندهم
اكمل بتساۏل وعيناه تتربص بحذر: ويـزيد يبه ؟
اجاب والده باستنكار :شفيه ؟؟
عبدالعزيز بتشديـد :وينه ؟؟ ماعندك علم انه هرب من السجن !!
والده بحده خافته : وش تلمح له ياولد ...تظن اني اللي هربته يعني ؟؟
عبدالعزيز بتوضيح: اكيـد لا ...بس قلت يمكن يكون عندك خبر عنه..
والده بجمود : ماعندي خبر عنه وبالطقاق فيه وفيكم ...ماني ناقص بهالعمر اطارد وراكم
استدار ينوي الخروج وبخيبه : على اني متحسف انكم خوان وقلوبكم مهي على بعض
الا اني اظل اب ماأرضى احد منكم يجيه مكروه ...
ضحك بخفه ..ساخراً وحشرجه ألتوت على حنجرته ..جعلته يبتلعها عنوه وهو
يرفع راسه لسماء الصافيه ..يرتجي الهواء النقي ان يخترق رئتيه ليتنفس براحه
بعد ان حاصره ضيقاً مقيتاً برح به حتى حبس عنه التنفس براحه ..
حسناً هو قد اعتاد على تلقي الخيبات كثيراً...لابأس ليست هي المره الاولى
الذي يتلقى الخيبه من اباه ..بل مراراً وتكراراً
لابد انه اعتاد على ذلك ..ولديه مناعه صادمه للخيبات ...فغير اباه كثيراً
فأخاه و.....وطليقته ؟
اهدوه خيبه لاتنسـى ...وسموها ببراعه بعمق فؤاده لذكرى ...
.............خيبه تجر خيبه ، وذكرى تسقط من اعلى رفوف الماضي ويسقط خلفها
اخرى ... ولكـن ليس هو من سيتلقاه بليله كهذه !!
ليس هو الضحيه التي ستسقط على رأسه ...بل سيتنحى هو لتسقط ارضاً
كي لاتمسه ...وليدوسها بقدمه ويتركها خلفه ملقاه وليس بمقدور احد رفعها مجدداً
لرف...
ستتلف ....وتنسـى .. لابأس بذلك ..
اليوم اهدي له فرصه جديده ...لابد ان يكن اهلاً لها ...سيستبدل خذلان الغابر
بقناديل امل مستبشراً اليوم ....
يتوق شوقاً لطي صفحته السابقه وتمزيقها بالهاويه ..ليستبدلها بصفحه ناصعه البياض
لاتضم سواه واسرته الصغيره ...امه ، خواته ، وزوجتـه ....
رفع هاتفه الذي صدح رنينه بداخل جيبه ...رفعه مجيباً وهو يرى
رقم امه يعتلي الشاشه : لبيـه يالغاليه ..
من الطرف الاخر بحماسها الفذ : يلاا يمـه وينك ...الزفه بعد شوي
رفع حاجبه بابتسامه ملتويه : لازم يمـه ادخل ؟؟
اجابته بحزم ودود : نعم !! دقايق وانت عند الباب الخلفي انتظرك هناك
اغلقته بوجهه مبتسماً بابتسامه باهته ...لاتستحق امه من ابيه ذلك النكران
تالله لاتستحـق ...!!!
،
اقتربت من والدتها وبفرحه : يمه متعب يقول ابوي حاضر الزواج ..
ابتمست ام خالد وبثقه نطقت : كنت ادري انه بيحضر ..ابوك واعرفه
ميرال بانبهار : عشان كذا جهزتي له ملابسه قبل نطلع ...
اكملت بجنون ضاحكه : يارب تنولنا مثل هالحب يارب
ام خالد باأبتسامه : قريب ان شالله انتي وافقي على هالخطاب اللي يجونك
وبتنولين هالحب ...
ميرال بحماس : لا حبيبتي انا ابي انوله بدون الزواج ...
ضحكت وهي تكمل متفاديه غلطها : ترا قصدي شريف لاتفهمييني غلط ..
بس انا مابي حنت الزواج ومسؤلياته ...ممكن ملكه عشان كل شي يكون بالحلال
والزواج بعد عشر سنين حولها مو مشكله..
نطقت والدتها باأستخفاف : ايه مو ولد الناس بينتظرك كل هالسنين عشان عيونك السود ..
ضحكت ميرال وبغرور : اي غصب عنه ينتظرني ...وش وراه خليه ينتظر مايضره
نطقت ام خالد بطوله بال : يازينك تطسين تساعدين البنات بالتحضيرات
ولا تروحين تطلعيني سكونك بالردح يكون افضل..
ضحكت ميرال لتقول بمكر : الخيار الثاني طال عمرك ..
رفعت ام خالد هاتفها لتعبث به قليلاً ، رفعته لاجراء مكالمه دقائق لتعيده على الطاوله
بتنهيده .. حين لم تتلقى الرد من الطرف الاخر ، تسائلت ميرال باستغراب: من تدقين عليه؟
ام خالد بضيق: ادق على فرح ابى اتطمن عليها وماترد ..الله يهديها راسها يابس
ميرال بضيق مماثل : لاتلومونها يمه اللي صار مو هين
ام خالد بتنهيده مثقله حسره : محد يلومها كلنا مقدرين وضعها ...بس هالشي يضرها ويضر ابوكم معها
ميرال بحيره : اليوم رجع من المستشفى مهموم ..تتوقعين وش ممكن صار بينهم !!
ام خالد بجهل : الله العالم ..بس ابوك جالس يدفع ثمن غلطته لما خبى عليها شي مثل ذا
،
ساعدها بارتداء عباتها وهو يقول بتوتر : فرح انتي متأكده انك بخير !! مابي تضررين
انتي والجنين بسبتي ..؟
هزت رأسها بتأكيد : اي بخير مافيني شي ...بيذبحوني بالادويه لاجلست عندهم اكثر
متعب بضيق : تراك طالعه على مسؤليتنا هذا يعني فيه خطوره على صحتك
تأففت بتذمر : شوفني بخير ماعليك من كلامهم ...كرهت عمري من المستشفيات
ليش ماتحس ؟
نطق بحنانه الاخوي البحت : بسم الله عليك ياخيه لاتقولين كذا ...خلاص هذا انتي بتطلعين
نطقت برجاء: متعب تكـفى طلبتك ....لاتردني بيتنـا ابي اروح اي مكان غير بيتنا
متعب بحميته الرجوليه : ماطلبتي شي ياروح متعب ...
خرجا وهو يسندها بذراعه بعد ان رفضت دفعها على العربيه ...
دلفا لسيارته بعد دقائق ..ليشغل محرك السياره خارجاً من مواقف السيارات
وهو يرفع هاتفه باحثاً عن رقم هاتفها بالسجل..
اتصل بها لتجيب بعد ثواني قصيره : اهليـن !
نطق عجولاً : وينك فيه رجعتي البيت ولا باقي بالقاعه؟؟
: وين رجعت تو الناس باقي مابعد قلطنا المعازيم على العشاء
هتف بحزم : اجهزي بمرك بعد دقايق ...ورانا سفـر
|