كاتب الموضوع :
روعة النسيان
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: آنـي آرى العمـر بعينـيك مغفرة، قد ضل قلبي فقل لي كيف آهديه؟
سلام عليــــكم ورحمــة الله وبركــاته
قبل آن نبدآ: لســـت من مــلائكة السماء لاكــون منزهه عن الغلط ...فآن وجـــد بالرواية غلط فآن النصح يجــدي
وآلتمســـوا لي سبعـين عذرا ...
كل عام وليلاس وناسه بألف صحه وعافيه ...
هالبارت بينزل استثنائي هنا بعيد ليلاس قبل ماينزل بالجوار بكم يوم ،هذي هديه بسيطه بس ياانها تنتظركم مصيبه فيه قويه وقبل تقرونها روووقوا اهم شي وثانيا للحين ماتوضحت لكم القصه بشرح وجيز يعني لحد يجي نهايه البارت يقول كيـف !!
مع الوقت تتوضح لكم الامور واكيد بتكون صدمه لكم
البارت مهم جدا لحد يركز على بدايته وينسى الاحداث الباقيه، طبعاً اخر شي اقدم اعتذاري لmisslilam
اسفه ياجميله وعدتك تكون هذي هديتك قبلهم بس ماقدرت انجزه الا اليوم المعذره ويمكن خيره تكون هديتك احلى من ذي متى م جهزت هديتك بتوصل خاص ومره ثانيه اسفه
وألحين استلموا الفاجعـه /المفأجاه ....
-شكراً لتواجدگم بالمتصفح او خلف الكواليس
-شكراً لدعمگم،تقاييمگم،ردودگم المحفزه
لا اله الا الله ،وحــده لاشريـك له، له الـملـك وله الحمد، وهو علئ كل شيء قـدير
لا تلهــيكم الرواية عن العبادات..
بســــم الله نبـــدآ
..
ألست وعدتني يا قلب أني .. إذا ما تبت عن ليلى تتوب؟
فها أنا تائب عن حب ليلى .. فما لك كلما ذكرت تذوب؟
وما لك قد حننت لوصل ليلى .. وكنت حلفت أنك لا تؤوب؟
بلى قد عدت يا قلبي إليها .. الدمع منسكب صبيب فهذا
يخبر انما الأشواق نار .. وتحت النار أضلاع تذوب
لـ قيس بن الملوح
..
البـ40ـارت
(1)
دلف إليه بالمكتب بعد طرقته الثانيه للباب دون أن ينتظر منه أذن للدخول، بحث عنه بارجاء المكتب الفسيح،لينتبه لوقوفه من الجهه الاخرى على طرف الشرفه ...
ألتفت تركي وقتذاك ببرود وكأنه كان بأنتظار ذلك المجيء من قبل، أفسح ثغره عن أبتسامه مهتريه وهو يقول بذهول ساخر: الشمس من وين طالعه اليوم !!! فهد بجلالة قدره يشرفنـا هنا بعد هالغيبه كلها...؟
خطف فهد بخطواته بأتجاهه ليقف بمحاذاته هاتفاً بنبره صارمه : الدفاتر أمتلت بحساباتها وجينا نصفيها ...
لوى شفتيه بأبتسامه تملؤها السخريه اللأذعه ليردف : مو كأنه بدري مره!! رفعت الاقلام يافهد من مبطي ...بدري ، بدري عليك هالجيه !!
فهد بتهكم شرس نطق : حذرتك ياتركي وقلت لك عيالي خط احمر تذكر ولانسيت!!
تسللت ضحكته الساخره من ثغره المزموم بأستياء وهو يقول: لا تطمن مانسيت بعدها ذاكرتي مضبوطه..
واصل فهد بحدته الشرسه وعيناه الصقرويتان تتأهب بشر مقبل على ذلك الذي امامه: دست على خط احمر وانت ابخص باللي ينتظرك وراه
تركي بسخريه لاذعه : مأخذ مقلب بعمرك كبير يافهـد ..اصحى على عمرك ترا ماانت بقد توقف قدامي بمعركه خسارتك فيها مضمونه..
اكمل بمكر : اذا تلعب بكرت واحد انا عندي كرتين وحسااسه كثير
ناصر مستقبله واقف علي وعلى تنازلي عنه بقضية الاختلااس...
بتشديد اشد مكراً واصل: والكرت الاخير والرابح ..... فرح !!
اقترب منه فهد والشرر يقدح من بؤرتيه التي تفترس تركي بنظراتها الحارقه ، ليشير بسبابته بتحذير ولايفصل بينهما سوا خطوه : حدك عاد ياتركي .... اذا تفكر انك رابح باللي تسويه تراك غلطان...
اكمل بغل : بأشاره مني اهدم هالمبنى بكبره واهدم تعب سنينك
اذا انت ماكر انا أمكر منك والشاطر اللي يضحك بالنهايه صدقني ..
اكمل بتحذير اشد حده : اذا ماطلع ناصر اليوم قبل بكره .... ودع هالمكان قبل تطلع منه اليوم
وانا قول وفعل ...* ببرود ماجن* لاتنسـى نصيب مريم من هالاملاك كم !! ونصيبك اللي بغباء منك بعته وصار لي كم !!
ومافيه وريث لمريم غير بنتهـا بس ومايحتاج اكمل حضرتك فاهم اكثر مني بهالامور القانونيه
ضحك تركي بصدمه متخاذله ليتبعها ببرود جليدي لايشبه القهر الذي يكمن بقلبه من رفيق دربه الذي كان ولايزال يرمي بسهامه صوب قلبه مدمياً جروح لاتكاد تبرئها الايام ....: هذا اقصى ماعندك !!
اكمل بحقد دفين : اللي بتسويه سوه يافهد وانا بأنتظار افعالك ...سويت اللي اردى من كذا جات على ذي !! صراحه توقعت تسوي اردى ...
شدد بسخريه لاذعه : قلت يمكن تتتخلص مني بالطريقه نفسها اللي تخلصت فيها من مريم
هالطريقه تليق بامثالك اكثر وتكون خير انتقام ...
واصل بتشفي : صدقني ماراح يشفي غليلك مني الا بهالطريقه ولا غيرها ماراح يردني ولا يقصرني اني أخذ حق مريم منك
لم يتمالك فهد اعصابه ليردف بحده قاسيه : صدقني ماراح اتردد ساعه وحده لو ماشلت عيالي من حسبتك
لوى تركي شفتيه بأستياء وبتمثيل بارع اردف ببرود: ماشي يصعب عليك ...اللي يهون عليه عشره سنين مايصعب عليه درب الردى...
فهد بنظره ثاقبه تدرأ وجع غابر مدفون : قبل اطلع من هنـا بقى لك بذمتي كلمتين تمنيت تندفن
بالثرى مع من راح لكـن اوجاعك وطعونك جابتني اليوم وكلي اصرار تدري باللي طمرته...
كان عندي امل بيوم ترد لي اخ وسنـد واقولهـا لك بقلبي المغبون يمكن تهون علي ..
بس هذا انا بكل خيبه اقولك بعد هالكلمتيـن انسـى تطري هالطاري او حتى تفكر تسلي خاطري
ضحك تركي بمراره ليهتف بسخريه لاذعه: تطمن مناي اشوفك مغبون مثل مادفنتها مغبونه بسبايبك ...
اقحمه فهـد بنبرته خالية الوفاض من الشعور...مملوه بفرراغ بائس وعلقم لا لون له ..
انهارت حصون قوته المشيـده والاسى يكلب بحته التي بلغت من الاختناق ذروتها :
مريم ماعفتها برضاي ...ولا سقتها للموت برضااي ....
مريــم اخـتي من الرضاع اختـي ياتركي...
اه علقميـه طاغيه بمرارتها تجردت بقسوه من بين شفتيه وهو يستدير ليغادر المكتب بعد ان رمى بتلك الطامه الذي تحمل عبئهـا وحيداً
كي لايتهاوى صرح عائلته وبقي شاقاً متحمل ذلك العبء دون شكوى
وهاهو يطرحـها بثقلهـا من ظهره ليذهب بذهن شارد وقلب يدمي
بسرمديه سوداويه ....وذلك من خلفه يقف كالتمثال المحنط
ولاتزال وقع الصدمه عليـه كما الاحتضـار ....
،
لايعلم كيف استطاع قياده السياره وهو تحت احتلال تلك الجروح الفتاكه ،تخطى السرعه المسموح بها ليختلي بنفسه بعيداً عن تلصص العيون الشامته ، حصون دموعه المشيده أوشكت على الانهيار بل حتى انها حقاً انهارت...كمجرى السيل العرم تنهار بشفافيه على تجاعيد وجهه المكلومه من جور الزمـن ...
استطاع ان يدلف بسيارته بين الاحياء ليقف بحي ممتلئ بنايات لازالت تبنى ... استند برأسه على المقود لينكب ببكاء هرم !.... بكى وهو يقذف خلفه قوه وصلابه تغمسها طوال السنين التي مضت ..
كفااه استكبار وانفة على ذلك الوجع.... هو ايضاً بشر من حقه
البكاء والجزع فـ ليس بالساهل ماحصل...
يعتصر جوفه بلهيب حارق يصاحب اختلاجات بائسه تتأرجح بضياع كلي
وشريط تلك الليله المشؤومه ينعاد على ذاكرته ليجدد الاوجاع اكثر فأكثـر ...
هرع خلف والده واخوته لداخل بعد ان وصلا لسمامعهم بالضيافه عويل أمراءه مصحوب ببكاء واحاديث متهدجه غير مفهومه...
دلف مع اخوته ليهتف سلمان بذهول حاد: وش فيـك ياخاله وش العلم !!
اقبلت المرأه منكبه تحت قدمي ابو سلمان وبجزع : اويلي عليكـم ياعيال خالد اويلـي عليكـم مصيبـه وطاحت ع روسكـم من سابع سماء..
نهرهـا ابو سلمان بعنف : الله يكفيـنا شرك وشر هالكلام انتي وش تقولين يامره!
هزت راسها بحسره وهي تشير لجهه نسائهم الاتي انحازن بحانب المجلس بأغطيتهم الواسعه : تعالي يامريم اقربي عيدي اللي قلتيه لي اقربي يمكـن اني خرفت من تالي..
خرجت مريم من بينهم برعشه اتضحت بخطواتها وهي تقول بصوت باكي : وش فيـك يمه ترفه انا شقلت !!
حاولت ان تتزن بنبرتهـا وهي تعيد سوالهـا بتشديد: انتي من بنتـه يامريم!! امـك من !!
مريم ببحه: رفعه محمـد معقوله نسيتي جارتك يايمه ترفه !!
صاحت بجزع وهي تلطم وجنتيها: ياليتني نسيت ياليـت ...
نطق فهد بحـده متوجسه: وش اللي وراك ياخاله تحاكي !!
نطقت بحرقه باكيه : المرحومه امكم ولدت بدلال عند هلي بالجنوب
بالوقت اللي جارتنا رفعه والده بس كانت تعبانه وماتت على بنتها
وجابوا البنت لامـكم ورضعتهـا مع دلال ..
ازدرد فهد ريقه بتاهب وهو يقول: وش اللي تبين تقولينه ياخاله !!
وش المقصد من هالسالفه فارت اعصابنا تحاكي...
بحقيقه مره نطقت: مريـم اختكم من الرضاع ماتجوز عليك ماتجوز
،
مستلقي على سريره بضيق مر اسبوع على تواجده هنـا ولم يحدث اي جديد بشأن قضيته ، ضاق ذرعاً من السجن وحكرته المقيته لم يتأقلم بعد على المكوث بين تلك الجدران التي تفصله عن العالم الخارجي تحت قوانينها الصارمه ، كان بوده على الاقل لو ظل ذلك الحقير معه بذات الزنزانه كي يفشي غيضه وقهره به، ولكن لسوء حضه لازال ذاك الحقير طريح العياده بعد ان برح به ضرباً حتى احدث رضوضاً عسيره بسائر جسده ،لم يشفي غليله بعد وينتظر رجوعه على احر من الجمر، بالرغم من انه تم توقيعه على تعهد لعدم الاعتراض له مرة اخرى،الا انه لن يتردد بتاتاً عن النيل منه مرة اخرى ان حدث وتقابلا...
تافف بقهر وهو يحدق بالارجاء بضيق...لم يعهد على تقييده هكذا ..!!
اشفق على حال السجناء الذي كان قد تحدث معهم قليلاً...
ليأخذ كلاً منهم باخباره عن مده محكومته..منهم من طال على العشر سنين ومنهم مادون ذلك ....!!
حقاً الحريه نعمه زائلـه ان لم نحمدالله عليها... كم كان يضجر من روتينه اليومي بالعمل والمنزل وتنقله بين الحين والاخر بأستراحات اصدقاءه ...استصغر تفكيره بالضجر من ذلك الروتين وهو الان بجوف زنزانه تؤصد عليه بأبوابها الحديديه المشيده.. يالاسخف ذاك التفكير هاهو ذا لم يظل سوا أسبوع وبات يختنق باليوم أكثر عن الذي قبله ..
اقترب منه ذلك الرجل الذي شده حديثه المتهكم مع صديقه ، ليناوله كأسة شاي ليتناولها منه وهو يشكره،جلس بجانبه على الطرف الاخر من سريره وبرتيبه متهكمه نطق : صارلك اسبوع من جيت ومنطوي على نفسك ماودك تحتك باللي هنا ترا قلوبهم نظيفه ولو كان هذا مظهرهم
ناصر بحرج: محشومين بس بالي كان مشغول هاليومين وبعدني ماتأقلمت على الوضع
هز رأسه بتفهم ليهتف : الله يعينك
تابع ببرود: على العموم اسمي محسن المسؤؤل عن اداره العنبر وتوزيع المهام ...*واصل بتهكم واضح* المفروض انك مؤكل بعمل هنا
بس شكلك ماراح تطول هنـا ..
ناصر بزفره: خلها على ربك
بفضول : وش تهمتك !!
هز كتفيه وبحيره: لو اقولك مادري وش اللي سويته ماتصدقني!!
محسن بسخريه لاذعه :انتوا عيال نعمه تطلعون منها مثل الشعره بالعجينه وتأكلونها غيركم ...اكيد بتفرج عليك قريب
ناصر بأستنكار: لاني بري ولله الحمد اكيد راح يفرجها علي ربي ..حنا هنا بظل دوله عادله مصير الحق يبان ولو بعد حين ..والردي مصيره يطيح بشر اعماله ...
محسن بغيض مكبوت: والردي لو كان ولد نعمه تتوقع بيطيح بشر اعماله ولا بفلوسه يطيح غيره !!
ناصر بتشكيك: انت وش هي تهمتك !!
ضحك محسن بمراره ساخراً ليردف: لاني فقير انا هنا...
عقد ناصر حاجبيه بجهل ليكمل هو بسخريه لاذعه: عشاني فقير
وماوراي احد غير زوجتي وعيالي الصغار لبسوني بتهمة اختلاس
عشان غيري يروح يتهنى بهالفلوس ويعيش حيااته وانا عيالي يدورون
بالشوراع يدورن لقمة عيش ...
اكمل بضياع حقيقي والالم يعصر فؤاده بحسره على حاله: لاتقول حنا بظل دوله عادله وبعد كم يوم انا بروح لسجن المركزي بالوقت الي فيه ولد النعمه رايح يقضي إجازته مع هله من ديره لديره ..
ربت ناصر على كتفه بمؤاساه ليهتف: يفرجها ربك من سابع سما
اعقلها له وهو وحده قادر على تفريج كربتك ..
اكمل ناصر بتشديد: طال الزمان ولا قصر مصير الحق يبان وتظهر العداله مهما ظللوها برشاويهم وفعايلهم ماتدوم لهم الدنيا على مشتهاهم ومصيرها تدور ويتجازون على شر اعمالهم
،
صمت محسن ببؤس ليردف بعد دقائق صمت مؤرقه: صحيح اذا تحب
تكلم هلك ترا فيه جوال عند الشباب اكيد حاب تطمنهم عليك
ومنه تأخذ راحتك اكثر هنا مايسمحون بالمكالمات الا بأوقات معينه
ودقايق معدوده...
ناصر بذهول : شلون دخلتوها هنا مافيه مراقبه !!
محسن بتهكم : فيه فيه وتدري المشكله وين!! بعض هالعساكر اللي تشوفهم ماكفاه راتبه وصار يستغل السجناء يدخل لنا الجوالات وبمبالغ مو معقوله من هنـا ...ويروح يبلغ على وجودها من هنا !
اندهش ناصر من تلك الحقيقه المقيته ليردف بضيق: ماله داعي مشكور
اذا طلعت لتحقيق بطلب منهم اكلم من عندهم ...
محسن ببرود: اللي تشوفه...
كان سيقف ليتراجع عندما همس ناصر بعد تفكير: خلاص محسن اذا فيك تدبر لي جوال اكون ممنون لك...
محسن بهدوء: اكيد بس ترا اسعارها شوي غاليه وكلها موديل قديم
ناصر : مو مشكله المهم جوال يدق ...
تذكرها وقتذاك ليطلب ذلك الهاتف كي يطمئن عليها، يعلم بأنها غاضبه بعد تركه لها بالمطار دون اي يوضح لها تلك الاسباب ...
ويعلم بأنه مقصر بحقها فهي زوجته ....وكم هو بخيل عليها بذلك الاهتمام
الواجب عليه تجاهها ....هي لطيفه جداً بتعاملها واحترامها له...!
ودوده التعاشر ..وبالحقيقه وان لم يكن سوا أسبوع قضاه معها الا
انه بتلك الايام التي قضاها هنا ...يتوق كثيرا لرؤيتها وبات يفتقدها
احس بالندم ليلة ضربه ليزيد ليس من أجل ضربه فهو يستحق..
بل من أجلها هي !!.... استحقر رجولته وهو يصب جام غضبه بذلك الحقير وتفكيره ينحصر بـ ليان..!!
بينما هي تناسى منها حتى وضع رأسه ليلتها على الوساده ..ربما استذكر وقتهـا ماذا تعني له جنى وماذا تعني له ليان ...
لابد ان يعيد ترتيب مشاعره المتخالجه ويزيل ذكرى ليـان من مخيلته
"جملة وتفيصلاً" نعم لابد ان يتناسى تلك الجامحه ويتناسى شعرها الخمري بسرمديته الفاتنه...وان كان ليتناسى ذلك لابد منه ان ينسى ايضاً ترنيمة ضحكتها الرنانه التي سكر منها حد الثمل ..
ومالبث حتى غاص مجدداً بتلاطم افكاره إتجاهه ليان ،متناسي تلك الوعود
الذي لم توثق بعد ولم يمر عليها سوا بضعه ثوان ...
زفر من عمق تلابيبه وهو يشد على جبينه بقهر من عدم سيطرته على التفكير بها ....
ليستلقي على سريره هروباً للعالم الاخر ربما يتخلص من تفكيره المنحصر بها...متجاهلاً الهاتف الذي ناوله إياه محسن منذ قليل
ليدسه بطرف السرير.... فهو ايضاً لم يتسنى له حفظ رقم هاتفها ،مما جعله يغضب على حاله اكثر وهو يعاود اغماض عينه لجلب النوم ان كان وسيأتي
قبل ان ينفجر رأسه من افكاره المتضاده والمنحازه انصافاً لكل منهما
النصف .....
،
أشعلت أخر فتيل شمعه على الطاوله الممتلئه بالشموع،لتضع القداحه جانباً وهي تعتدل بوقفتها وتتفحص الطاوله وماحولها بتفقد وتدقيق ان كان ينقصـها شيء ما.... رفعت انظارها لساعه التي على الجدار والتي تشير لتاسعه مساءً ، هرولت بعجل لغرفتها فذلك الوقت هو وقت مجيئه
وقفت امام المرأه وانظارها الباهته تتعلق بالباروكه القصيره التي ترتديها لتخفي نقصها لتلك الليله فقط.... تود ان تكتمل ليلتها الاخيره معه هنـا بذكرى جميله تبقى عالقه بذهنها...لم تكن لترتدي تلك الباروكه قط!
ولكـن من أجله رضخت لأرتدائها...فمن أجل اسعاده هي باتم الاستعداد من بعد الان بالتخلي عن مبادئها او فعل المستحيل فقط مقابل سعادته...!
أحببته حد الثماله ...ولو جاء ذلك الحب متأخراً !ولو حتى كان لايليق به !
احببته فحسب ....
أنار بحبه قنديلاً أبصرت به بغلس قلبها القاتي...سندها على كتفه ولم يبالي بالخدوش التي أحدثتها بقلبـه ....
ماذا عليها ان تفعل كي تسترد له بعضاً من افضال حبه المخلص!
لولاه لكانت تتخبط ليومها هذا باوجاعها السرمديه ...ولولاه لما ابصرت الحياه بألوانها وعادت البسمه تستطرب بموسيقاها على ثغرها ...
شدها صوت خطواته بالصاله،لترمق مظهرها الخارجي بنظره اخيره بالمرأه وهي تستدير للخروج إليه بالخارج ...
انتبهت له يقف مبهوتاً بالصاله المضاءه بالشموع وتفوح منها رائحه عطره ..رفع انظاره نحوها
ليحدق بهـا بعيناها الضاميتان ، قفزت أبتسامه تحررت من قيود الذبول لتزدهر على ثغرها المزين بأحمر الشفاه القاتي، لتتقدم بخطوات خجوله ومترفه نحوه ...
لم يفصلها عنه سوا خطوتان قصيره،لتعانق انظارها عيناه الشاردتان بتأمل وجهها الفاتن ،
بللت شفتيـها لتردف بهمس خافت كاد ان لايصل لمسامعه : بقى هالليله بنقضيها سوا بهالمكان ....ابي تظل ذكرى حلوه تربطني بهالمكان وتخليني احبه كثر ماكرهته ...
اقترب منها ليلامس خفه خفيها اللامعان وبتنهيده خالصه: كل ذكرى لك معي تأكدي انها احلى ذكرى ببالي وماتنسى مهما كانت..
قبلها ليردف بألتياع: ماانتي بذكرى انتي خالده بقلبي للعمر المديد ان شالله ..
شد كفها بهدوء ليمشي بها لاقرب اريكه امامهما،أجلسها بجانبه ليمرر كفه على شعرها وبضيق اتضح بنبرته: ممكن تشيلينها !!
رفعت انظارها برجاء ان يطلبها ذلك الطلب،ليكمل بنبرته التواقه:
الباروكه ماتحليك بعيني ياجوري لانك دوم حلوه بعيوني مهما كان شكلك..
قلتيها بنفسك نبي ذكرى حلوه وعشان تكون حلوه لازم تكون صادقه
وانا ماارضى تلبسين مثل هالشي عشان ترضيني يضايقني صدقيني مايرضيني ...
رفع ذقنها بأصبعه ليردف بحنو بالغ: جوريتي عشاني شيليها ...
تنهدت بعجز وهي ترفت اصابعها المرتعشه لتخلص فروتها من تلك الباروكه التي حاولت ان تتجمل بها وتخفي أوجاعها الغائره خلفها..
اخفضت رأسها بخجل منه ليرفع ذقنها مجدداً وبنبره العاشقه اردف: حلوه وخالقـك حلوه مازادتك هالباروكه جمال ولانقصتك ..
تعلقت انظارها بأنظاره لتهتف بخفوت : حبيتني بزيني وشيني
علمني شلون احبك اضعاف حبك لي !! اصلا هو انا بأقدر !!
احتضنها متجاهلاً حديثها وهو يقول بأبتسامه ودوده: قلنا ذكرى حلوه وبعدين !!
ضحكت بخفوت وهي تتشبث بقميصه بسعاده حقيقيه ....وبداخلها ترجو
الله ان يمدها بحبه اكثر فأكثر وان أودى بها ذلك للغرق بحبه لابأس
فهو منذ وان اقتحم حياتها كان قد تدلى حولها كسترة نجاة ..
بينما هو كان يحلق فرحاً بروحها التي انولدت بليلتهم الاخيره هنا...
يكاد يصرخ يومها معبراً عن سعادته التي سطرتها ليلتهم الاخيره
تلك الليله ستكون بدايات ليالي ممطره... هي ليست الا قطره وسيهطل هتانها بالايام القادمه وتزدهر حياتهم بربيع حبهما اليافع ...
سيزول جفاف الاوراق ويتلاشى الوانه الذبله..وستعود جوريته
لنضوج مجدداً برحيقها العطر وستبدد تلك الاوجاع المترسبه على محياها
استبشر اخيراٜ بعودتها ليدعو الله بأتمام سعادتها مدى الحياه وهو يشد احتضانها لعله يعي عودتها اخيراً لقيد حياته واشعال قنديل حبه الذي انطفأ وحال عليه الوجع....
،
شد على كفها قبل ان يدلفا لداخل وبتشديد: مهما كانت رده فعلها خليك قويه ولاتنهارين ..
لاني ادري بكبر قلبك ياليت تمدين يدك لي ونرجع لها حياتها ..
ازدردت غصه تزحزحت لحنجرتها وهي تهز رأسها بصمت ، دلفا لداخل ليشدها صوت الباب
وهي متكوره على سريرها برتيبه..اقتربت منها ساره وهي تنزع نقابها لتنحني أليها بجذعها النحيل وتقبلها برأسها وببحه مرهفه نطقت : شلونك ساره !!
حدقت بها ساره طويلاً بهدوء مخيف لتتبعه بتأوه خفيف تعبر عن عجزها عن الرد ،ترقرقت عيناها بدموعها المالحه وكانها تقص عليها وجعها بذلك المكان..احتضنتها مرام قسراً ودون حيله اخذت
تشاهق ببكاء مرير جعل تلك الشارده بذهنها تهتز بحضنها كالورقه ..اقترب احمد بضيق
ليبعدها عنها وهو يهمس بتأنيب : مااتفقنا يامرام كذا ...
هزت كتفيها بعجز وهي تدير وجهها للجانب الاخر،ليستدير احمد لساره وهو يشد على كتفها بحنو وبنبره ابلغ بحنانه نطق: بتهون ياساره كلها ايام وبتهون وبتتخلصين من كل شي سي بحياتك ...وعد مني أحاول اسوي اللي اقدر عليه واردك لنفسك ...
تمعنت النظر بعينه لتغدغ عيناها بدموعٍ هالكه تهاوت على وجنتيها تحت سطوه صمتها المقيت...شرخت قلبه بدموعها ليهتف ببحه مرهقه: لاتسكتين تكفين ..ان كنت مذنب بدخولك هنا تكلمي وعهداً علي ماتمسين اليوم الا بالمكان اللي يرضيك...
اكمل بنبره يتهاوى بها الهم من كل جانب : ياليت تفيد كلمه اسف واقولها ...صغيره حيل صغيره هالكلمه بحقك وبذنبي فيك
اكمل ببحه مخنوقه: اوعديني تساعدين نفسك وتخلصيني من عذاب الضمير !! اوعديني تبقين لنفسك وماتهلكينها بخنوعك كوني قويه ياساره
لاتخلين الماضي يحكمك باأشباحه ....اوعديني واوعدك بمبتغاك لو كان مستحيل...
هزت رأسها بطواعيه تامه دون إدراك وكانها بعالم اخرى لايمت بصله لعالمهم ، شدت مرام على كتفه بمؤازره ليخطف بأنظاره الذي يتفشى بها القهر إليها، حدق بعينيها برجاء لعله يبحث عن الحقيقه المبهمه..
بحث عن الملامه بعينها ولم يجدها ،يود من عيناها توبيخه وتأنيبه ان كان
يفعل خطأً ، ولكنه لم يجدر به ان يرى سوا المؤازره بعيناها التي تفيض
بمؤاساه استرسلت بها نحو عيناه دون ان ينبت كلاًمنهما ببنت شفه
،
يتبع*
|