لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-15, 11:44 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أوجاع ما بعد العاصفة (الفصل السابع والعشرون)

 

أغذروني بنات للآن ما كملت تعليقاتكم وإن شاء الله برد ولو مبسط

لأن النت رجع سيء جدا فكل همي أنزل الفصل ولي معاكم كلام حلو





الفصل الثامن والعشرون










" هيه وسن أين وصلتِ "

رفعت رأسي لها فقالت ضاحكة " ألن تخبريني ما بك اليوم "

قلت ببرود " وما بي "

غمزت بعينها وقالت " متجهمة وشاردة الذهن وشيئا ما

في ملامحك لم أفهمه ولم أره سابقا "

أشحت بوجهي عنها للجانب الآخر ولم أتكلم فأمسكت بذقني

وأعادته جهتها وقالت " ماذا حدث بينكما هل تشاجرتما مجددا "

أنزلت نظري للأسفل وقلت بهمس " بل نام معي "

شهقت وقالت بصدمة " مستحيل ما هذه المعجزة "

أشحت بوجهي وقلت بضيق " ملاك لست بمزاج لك "

قالت بتوجس " هل أجبرك على ذلك "

عدت بنظري للأسفل وهززت رأسي بلا دون كلام فصفقت

واقتربت مني أكثر وقالت بحماس " ما كل هذه المستجدات

والتشويق هيا أحكي لي ولا تتركي ولا تفصيلا بسيطا "

نظرت لها بصدمة فضحكت وقالت " سرك في بئر

ولا تخجلي مني "

ضربتها بحقيبتي وقلت " وقحة ما تعنيه بهذا "

رفعت رأسها وضحكت كثيرا ثم نظرت لي وقالت بمكر

" أريد معرفة كفاءة رجال الخيول وها هي التجربة الأولى لديك "

ضربتها بالحقيبة مجددا ووقفت وقلت بضيق

" استحي قليلا يا قليلة الأدب "

وقفت وضمت يداها لصدرها وقالت بحالمية " وأخيرا يا وسن

لقد أطلتماها حتى تجاوزت الحد متى دوري يا رب "

قلت مغادرة من أمامها " وقحة والذنب علي أني أخبرتك "

لحقت بي وأمسكت يدي وسحبتني جهة أحد الكراسي وأجلستني

وجلست وقالت " أين أين هذا حدث تاريخي يلزمه جلسة "

قلت ببرود " لا شيء أخبرك عنه لكنت قلته من نفسي "

قالت بتذمر " لا سامح الله الفضول الذي رماني عليك , أقطعي

الفيلم من القبلة الأولى حتى الصباح واحكي لي عن الباقي "

تأففت وحكيت لها مبسطا فقالت بصدمة " سمعك تقولين ذلك "

نظرت للأرض وقلت بحزن " نعم لم أكن أعلم أنه

خلفي ويسمعني وحدث ما حدث "

تنهدت وقالت " مسكين هذا النواس يبدوا كان على

شعرة ينتظر فقط أن تقولي تلك الكلمة "

قلت بأسى " لكنه لم يقلها سمعها مني فقط حتى أنه لم

يجب عن أسئلتي بخصوص زوجته "

قالت بهدوء " وسن يا غبية يكفيك ردة فعله تلك يكفيك

أنه فقد زمام الأمور ما أن سمع فقط أنك تحبينه

ولازال ما كان في قلبك باق له "

نزلت دمعتي فمسحتها بقوة وقلت بحرقة " قال مي خط أحمر

لا أحد يحق له مناقشته في أمرها ولا حتى نفسه ويقول أني في

قلبه فكيف يكون كل هذا كيف فحتى كلامه وأنا في حضنه يمارس

على جسدي كل أحقية له كزوج كان كلاما كله أسى وحرقة

تصوري كان يقول ( عذبتني يا وسن , آه من حر قلبي حين حرمتِه

منك , أطفئي النار التي أشعلتها بي من سنوات ولم تخمد , علميني

معنى العشق الذي سلبته مني ) "

ثم نفضت يداي وقلت بحرقة أشد " والأسوأ من ذلك حين قال

من بين قبلاته ( مارسي الحب الذي حدثها عنه أرني كيف

تحبينني ) تخيلي وقاحته وجرأته "

كانت تنظر لي بصدمة لأنتبه لنفسي ولحماقتي

فهزت رأسها وقالت " نعم تابعي "

رفعت الحقيبة لأضربها بها مجددا فأخذتها مني وقالت

بضيق " يكفي لقد حطمتِ عظامي بها "

ثم وضعت يداها وسط جسدها وقالت

" ولما لم تمنعيه عنك مادمت لا تريدين "

نظرت للأسفل وقلت بحزن " لم أستطع "

قالت بهمس " كيف لم تستطيعي "

رفعت نظري لها لتمتلئ عيناي بالدموع وقلت بأسى

" لم أقدر نعم فالأمر ليس سهلا فأنتي لم تجربيه "

وقفت وقالت " وسن هذا لأنك تحبينه بل تعشقينه بجنون فأعطي

قلبك حريته ولا تضيعا المزيد من الأيام فلا أحد يعلم كم

سيعيش في هذه الحياة "

ثم غادرت جهة مبنى الجامعة وتركتني جالسة وحدي

فوقفت وتبعتها فلا أريد أن أفكر في شيء مما قلناه , أنهيت

يومي هناك وعند العصر خرجت ووجدت نواس ينتظرني واقفا

عند سيارته فأنزلت نظري للأرض واقتربت منه فركب السيارة

في صمت فتنهدت وركبت بجانبه وخرجنا من هناك وقال بهدوء

" سنخرج لتناول الغداء فأنا أيضا لم أتناوله حتى الآن "

لذت بالصمت ولم أعلق وعاد هوا لصمته حتى وصلنا أحد

المطاعم ونزل وأنا أتبعه , جلسنا عند أحد الطاولات وقال

" هل ترغبين في شيء معين أم أطلب أنا "

قلت ونظري لازال بعيدا عنه أشغله بكل شيء على

الطاولة " أنا أكلت في الجامعة ولا رغبة لدي

في شيء أطلب لنفسك فقط "

وقف وقال " لنغادر إذا "

رفعت نظري له لأول مرة منذ قدومنا وقلت

" ألم تقل أنك لم تتناول غدائك "

قال مغادرا وببعض الضيق " لم تعد لدي رغبة به "

تأففت ووقفت وتبعته , ما به هل أجبر نفسي بالإكراه ليرضى

لما لم يأكل هوا ثم نغادر ؟ ثم أنا لم أطلب منه جلبي إلى هنا

ركب السيارة وركبت بعده وشغلها وانطلقنا فقلت بعد وقت

ونظري على يدي في حجري " لما غضبت مني ما ذنبي أنا "

لم يجب فرفعت رأسي ونظرت له وقلت " نواس تكلم "

مد يده ليدي وأمسكها بقوة ثم سحبها نحوه وقبلها وقال

" وسن لنغلق الموضوع أرجوك "

سحبت يدي منه ولدت بالصمت , لما لا أفهمه ؟ تصرفاته غريبة

وكأنه يحاول كبت غضبه كلما انزعج مني ! ليثني أفهمك يا

نواس لقد أصبحت معقدا جدا , نظرت له مجددا وكأني ارسم

تفاصيل جانب وجهه بل وكأني أبحث عن كل الأجوبة فيه وبقيت

على هذا الحال للحظات فمد يده دون أن ينظر لي ومررها خلف

رأسي حتى وصلت لكتفي وشدني حضنه ويده الأخرى

تحرك المقود وفي صمت حتى وصلنا



*

*





دخلَتِ المنزل تسير بجانبي في صمت ومي تنزل السلالم

حتى صارت أمامنا فأسرعت وسن بخطواتها مبتعدة ورأسها

للأسفل تضم مذكراتها لحظنها بقوة وكأنهم سيطيرون من

بين يديها وتبعت أنا بنظري خطواتها المسرعة نحو ممر غرفتها

ليعيدني صوت مي قائلة " أرجوا أن لا تكونا تشاجرتما مجددا "

هززت رأسي بلا ثم تركتها وخرجت من المنزل وتوجهت

لساحة الخيول ووقفت عند السياج أنظر للأرض بشرود ، ترى

ما سر مقتل والدها وكيف هي من تعلم عن مجريات الحادث !

كيف تعلم وحدها بأمر كهذا ولما تخفيه ، آخ لو فقط لم يطلب

مني أن لا يعلم أحد بالأمر حتى يتحدث معها أولا ، مررت

أصابعي في شعري وزفرت بضيق فشعرت بيد على كتفي

وصوت معاذ قائلا " ما به زوج الاثنتين هموم الدنيا

كلها تخيم فوق رأسه "

أنزلت رأسي وقلت ببرود " واحدة بهمين والأخرى

أنا المهموم عليها فكيف سأكون "

قال بعد ضحكة " إذا طلق صاحبة الهموم مالك ووجع الرأس "

هززت رأسي وقلت بأسى " تلك بهمومها قطعة

من قلبي إن أبعدتها أموت "

صفر تصفيره طويلة واتكأ بذراعه على كتفي وقرب رأسه

مني وقال بهمس " لا تسمع زوجتك الأولى هذيانك

بضرتها وتصبح في مشكلة "

قلت بضحكة صغيرة غلبتني " وما أدراك أني

عن تلك كنت أتحدث "

ربت بيده على كتفي وقال " أقسم أنها منافسة الغزلان فلا

غيرها تقلب مزاجك دائما وتعرف كيف تخرج الوحش من نواس "

ثم ضحك وتابع بخبث " بارعة في اللعب بأعصابك

وأرتنا نواس الغاضب الذي لم نكن نعرفه "

أبعدت ذراعه عني وقلت بضيق مغادرا من أمامه

" أقسم إن تغزلت فيها مجددا قطعت لك لسانك "

ضحك وقال بصوت مرتفع لأسمعه " لا تنسى أني قلت

عيوبها أيضا أم تسمع فقط ما تريد "

لوحت له بيدي على صوت رسالة وصلت لبريدي فأخرجته

وفتحتها فنادى " هيه نواس أريدك فيما بعد في أمر مهم "

قلت ملوحا بيدي " في الغد وأخبر وليد يأتي لمكتبي حالا "

أعدت هاتفي لجيبي بابتسامة انتصار لما قرأت ودخلت وقلت

لراضية المارة من أمامي " أخبري وسن لا تخرج من

غرفتيها لأن وليد سيدخل لمكتبي "

هزت رأسها بحسنا وصعدت أنا للأعلى أخذت بعض الأغراض

من غرفتي ونزلت وضعتهم على الأريكة في الصالة ومررت

بالمطبخ وقفت أمام الباب وقلت " الأغراض على الأريكة

ضعيهم في غرفة وسن سأخرج للصلاة وسأتعشى هنا "

ثم خرجت من المنزل ووليد قادم نحوي ، وصل عندي فوضعت

يدي على كتفه وقلت ونحن نتابع سيرنا " لدي لك خبر

سيعجبك لكن دعنا نصلي أولا ونرجع "

قال بهدوء " لدي موعد مع المحامي فهل سيأخذ موضوعك وقتا "

هززت رأسي بحسنا ولم أعلق , وصلنا المسجد صلينا وعدنا

للمنزل فأمسك يدي وقال " إذا نتحدث ثم أذهب له "

أمسكت كتفه وقلت مبتسما " خذ وقتك اذهب وارجع أولا "

وضع يده على ظهري وقال " بل ندخل الآن والمحامي ينتظر

ثمن للمال الذي يأخذه على الأقل "

ضحكنا معا ودخلنا وتوجهنا لمكتبي فورا دخلت وهوا خلفي

وقلت ما أن أصبحنا في الداخل " أمسكوا بأنور سبب فضيحة مي "

من صدمته ترك الباب الذي كان سيغلقه ولحق بي قائلا

" قل قسما حدث وكيف "







*

*





منذ أحضرت الخادمة ملابس نواس وأنا جالسة أنظر لهم كالتمثال

فما يعنيه بهذا ملابس داخلية وبيجامات نوم وعدة حلاقة وفرشاة

أسنان وعطر ولم يترك سوا ملابس الخروج فلما لم يرسلها أيضا

يبدوا أنه ترك راضية تواجه ردة فعلي ليفهم إن كنت أقبل بليلة

أخرى كالبارحة وأن تكون لنا حياة طبيعية كزوجين أو أنها

كانت بالنسبة لي خطأ لا أريد أن يتكرر , تبدوا إشارة ينتظر

ردي عليها فإما أن أقبل أغراضه هنا وأعطيه الضوء الأخضر

أو أرميها خارجا أو في غرفته , هذا إن لم يكن قصده منها أنتي

زوجتي وأنام معك أحببتِ ذلك أم كرهته , لكن مستحيل هذا ليس

طبع نواس فأنا أعرفه جيدا لن يجبرني على شيء لا أريده

ترددت كثيرا واحترت ما سأفعل ثم وقفت ورتبتها في الخزانة

سأتركه أيضا يكتشف بنفسه جوابي وردة فعلي , عدت بعدها

لمذكراتي أشغل عقلي بها لكنه لم يتركني وشأني أبدا وكلما

تحرك شيء ارتجف جسدي ظنا أنه أمام الباب وسيدخل رغم

أن الوقت لازال مبكرا على نومه وقد ينام الليلة معها وليس

معي , ضغطت بقبضتي على القلم بقوة لتنزل دموعي على

الورق وتفسد الكلمات وتحولها لبقع زرقاء متداخلة وقلت بوجع

" يا رب لما أنا يحدث معي هكذا كيف تقبلها نفسي كيف ؟ أقسم

أنها نار تشتعل داخلي وليثه يشعر بحجمها ومعناها "

طرق أحدهم الباب فانتفضت واقفة ومسحت دموعي على دخول

راضية قائلة " العشاء جاهز ونواس هنا فلا مفر لك من تناوله "

ابتسمت لها بحزن وتبعتها بعد قليل خارجة من الغرفة لأفاجئ

بنواس يسير أمامي على بعد خطوات عديدة فخففت من سيري

حتى وصل وقال مخاطبا راضية الخارجة من هناك

" أين مي ليست هنا "

قالت وهي تتابع سيرها مارة من أمامه " قابلتها منذ

قليل هنا وقالت لا تريد وأن رأسها يؤلمها وتبدوا متعبة "

مررتُ حينها من أمامه ودخلت فتابع سيره ودخل غرفة

الطعام دون أن يسأل أكثر أو يرجع ليصعد لها , شكرا لك

يا رب رحمتني بها لا أريد أن يحدث ذلك أمامي , سحبت

الكرسي وجلست مكاني المعتاد لتوقفني يده ممسكة بذراعي

حتى وقفت وقال وهوا يسير بي لرأس الطاولة " حتى متى

ستهربين من الجلوس بجانبي أنا لا آكل البشر

والجميلات خصوصا "

أنزلت رأسي وعضضت شفتي بإحراج اتبعه منصاعة

حتى أجلسني في الكرسي الذي بجانبه وقال وهوا يجلس

" سأزيل كل تلك الكراسي بسببك "

أنزلت رأسي ليحجبه شعري عني ويخفي توتري وخفقان

قلبي الذي أشعر أنه ينبض في وجهي ويفضحني فمد يده

وأبعد شعري للخلف قائلا " وهذا كيف نبعده أيضا "

تحركت للخلف بالكرسي بتوتر ورجفة من حركته وكلماته

فأبعد يده وقال بضحكة " حسنا فقط لا تقعي للخلف

لن أزيل الشعر كالكراسي "

ثم بدا الأكل وقال بهدوء " هل من مشاكل تواجهك

في الجامعة أو تحتاجين شيئا "

هززت رأسي بلا ونظري على طبقي فقال وهوا يتابع أكله

" وكيف تدبرون أموركم في المراجع والمواد من الأماكن

البعيدة خارج العاصمة "

حمحمت قليلا وشغلت نفسي بالأكل مثله وقلت بهدوء

" طلال يفعل كل ذلك "

قال بنبرة استغراب " ومن يكون طلال !! "

حركت الطعام في الطبق وقلت

" شاب يعمل معنا أنا وملاك على الرسالة "

قال " ولما شاب معكما "

رفعت نظري له لأول مرة فكان ينظر لي عاقدا حاجبيه

فعدت بنظري للأسفل وقلت " تلك هي القوانين إما

شاب وفتاتين أو شابين وفتاة "

تنهد بضيق ولم يعلق أكثر , نواس لم يدرس في الجامعات

ولا يعرف طبيعة الظروف التي تجمع الطلبة هناك فلا

أستغرب أن يتضايق لكن هذا واقعنا مهما اعترضنا عليه

فتكون الفتاة مجبرة على الاحتكاك ببعض زملائها وكل واحدة

واحترامها ودرجة تربيتها , تابع طعامه في صمت من كلينا

حتى قال " لم تسأليني سابقا عن مهرك ولا جهازك "

رفعت نظري إليه فكان ينظر لطبقه فنظرت للأسفل وقلت

" ولا أنت تحدثت عنه سابقا ولا يعنيني منه شيء "

نظر لي وقال بجدية " وسن لا تضني أني لم أتحدث عنه

عمدا ليحدث ما حدث البارحة أولا , كنت فقط أنتظر

الوقت المناسب لأنك ..... "

سكت فجأة فرفعت يدي وأبعدت بها شعري عن وجهي

بقوة وعبرة تخنقني أجاهدها كي لا تخرج وقلت بأسى

" كنتُ ماذا لما لا تكمل كلامك "

مد يده لوجهي مجددا ومسح بظهر أصابعه على خدي وقال

" آسف فهلا توقفنا عن هذا كي لا نصنع منه مشكلة "

نظرت لعينيه بحيرة وكل الأسئلة التي تحيرني تدور فيها

فهرب مني بعينيه فقلت بهدوء حزين " لا أفهمك يا نواس "

نظر لي وقال بضيق " ولما ؟؟ هل في السابق وشجاراتنا

تهد الجدران كنتِ تفهمينني والآن لا "

نظرت له بصدمة فوقف وقال مغادرا " ليثني أنا من يفهمك "

وغادر الغرفة فمسحت بيدي على عنقي ورفعت شعري للأعلى

أتنفس بقوة ثم وقفت وغادرت غرفة الطعام أيضا فالتقيت براضية

فوقفت وقلت بتردد " هل ... نواس هل صعد للأعلى "

قالت بنظرة استغراب " لا رأيته يخرج للخارج "

نظرت للأرض وقلت " وأين يكون الآن في العادة "

ضحكتْ فرفعتُ رأسي ونضرت لها بحيرة فغمزت بعينها

وقالت بهمس " عند ساحة الخيول والجو الهادئ

والأضواء فأسرعي إليه "

ابتعدت عنها بتوتر وخجل قائلة " ليس هذا أقصد "

ثم غادرت جهة غرفتي





*

*





وضعت كف يدي على فمي أكتم شهقاتي وبكائي الذي لم

يخف أبدا منذ نزلت لمكتب نواس لأخبره أن عاصم يريد

زيارتنا وسمعت ما كان يدور بينه وبين وليد وهوا يقول له

" أمسكوه وشلته في جريمة اغتصاب فتاة قاصر ولن

ينجى منها هذه المرة كما حدث مع مي "

قال حينها وليد " الآن فقط ارتاح ضميري ولو قليلا أقسم

أني حتى النوم كباقي البشر لم أكن أتذوقه من كثرة

ما كان يؤنبني "

قال نواس " لكن مي ستكتشف يوما كل ذلك فأنت أعلم

الناس أنهم اغتصبوها وليس كما تظن هي "

قال وليد " السر مات معك فمن سيعلم "

قال نواس " هواجسي ليست كهواجسك يا وليد ولا

أستطيع قول كل ما في قلبي "

قال وليد " ماذا هناك "

قال نواس " كنت أريد أن أخفي هذا لكن الوضع لن يستحمل "

سكت قليلا ثم تابع " أنا لم أقرب مي حتى الآن

وكل منا ينام في غرفة "

سمعت صرير الكرسي دليل أن وليد وقف مصدوما

ثم قال " كيف ولما !! "

تنهد نواس وقال " شيء بيني وبينها لن أطلعك عليه ومي

تصر أن تتركني بعد انتهاء السنة الذي بات وشيكا وباقي

شرط العقد ينص على أن لا أطلقها إلا بزواج لغيري وهي

ستكتشف الأمر حين ستتزوج بالتأكيد "

لاذا بالصمت كليهما وأنا أغلق فمي بكفي ودموعي تنزل بلا

توقف حتى قال وليد " وماذا ستفعل وبمن ستزوجها "

قال نواس " لا أعلم لقد اتفقت وعمها وشقيقها عاصم على

هذا ولن أبقيها معلقة هكذا وتعيسة وإن اضطر الأمر أن

أواجهها بحقيقة ما حدث لها وعلاقتك بالأمر "

قال وليد بضيق " إياك يا نواس إياك أن تخبرها

بجرمي فيكفيني عذاب ضمير "

قال نواس " وليد لن أرتاح قبل أن تحكي لي ما

تخفيه عني تفهم "

قال ببرود " ما لدي قلته سابقا "

قال نواس " بل ثمة ما تخفيه وأنت من سيندم وقت لا ينفع

الندم ومي لن تخسر أكثر مما خسرته وأقسم لولا حكاية

اغتصابها تلك ما نقضت عهدي لها وأخبرتك عما بيني وبينها

لأنه علينا أن نجد حلا للأمر فلا أريد التعاسة أكثر لهذه

المسكينة فهي لا تستحق شيء مما يحدث معها "

غادرت بعدها راكضة وصعدت لغرفتي أبكي بحرقة , كذبة

عشت طوال الوقت في كذبة وأنا أضن أن من أنقدني من

هناك أدركني قبل أن يحصل شيء بل لا زلت أتذكر ذاك

الطيف في الظلام وذاك الرجل الذي لم أكن أتبين ملامحه

ولا صوته لأني أفقت من إغمائي ووجدت نفسي في حضنه

في ليل أسود لا يرى منه إلا القليل والرؤية عندي كانت ضبابية

لكن كلماته كانت واضحة وهوا يقول لي " لا تخافي لم يمسوك

بسوء وهذه الدماء من يدي لأنهم جرحوها "

كان يكذب إذا كذبوا علي وأوهموني أني لازلت شريفة

لم يمسسني أحد ولو لم يأتي نواس ويتزوجني لكنت سأواجه

مصيرا أسود مع غيره لكن كيف علم نواس ووليد وهل أخوتي

يعلمون أم مثلي كذبوا عليهم بل كذب عليهم ذاك الذي أنقدني

بل من يكون ذاك وما صلته بنواس ووليد أم أنه واحد منهما

زادت عبراتي أكثر وخبأت وجهي في الوسادة وأنا أتذكر

كلامه وهوا يقول أنه السبب فيما حدث لي , لماذا يا وليد

لما أنت من بين كل من خلق الله من كتب ماساتي





*

*







اتكأت على ظهر السرير وسافرت بنظري للسقف وأنا أتذكر

كلمات نواس وعلاّقة مفاتيحي تتدلى من بين أصابعه قائلا

" أليست هذه لك واختفت منذ وقت طويل "

نظرت لها بصدمة فتابع " هل تعلم مع من وجدتها "

نظرت له بحيرة فأعادها لجيبه وقال " عند مي في صندوق في

خزانتها لم تفارقها حتى وقت مجيئها هنا زوجة لي فها أنا أقولها

لك يا وليد إن كان لك فيها حاجة فاسبق غيرك لها أو انتقيت أنا

من ستعيش معه حياة ستعوضها عما خسرته ولن يكون من

ستتزوجه إلا من اختياري وبموافقتها وقدمها لن تعتب منزل

أهلها مجددا فحتى العدة يسقطها الشرع عنها لأني لم أقربها "

أنزلت حينها رأسي وقلت " كل ما كان كان في نفسي فقط ولا

تعلم ولا حتى هي به , سبق وصارحت عصام شقيقها أني أريد

خطبتها ومتردد لأنهم سيرفضونني بالتأكيد لأنه لا مال لدي

ولا منزل وكنت أنتظر أن أكّون نفسي بعملي معك لكن بعد

الحادثة وأنا من أخرجها من ذاك المنزل وأعادها لهم لم تعد

لدي فرصة لذلك لأني حينها كنت سأخسرها أكثر وسيضنون

بي ولن يعطوها لي وسيقسون عليها أكثر "

قال بضيق " ولما لم تخبرني منذ البداية يا وليد تحبها وهي

مثلك وتخفي هذا عني كيف وهي ليست عادتك "

تنهدت وقلت بهدوء " بادئ الأمر لم أخبرك لأني لم أرد أن

تكلف نفسك لتوفر لي مسكن لأني أعرفك جيدا ستسعى كل

جهدك لأتزوجها ثم حدثت تلك الحادثة المنكوبة التي جعلتني

أخرس لباقي حياتي خصوصا بعدما علمت بالوعد بينك ووالدها

فهل تضن أنني كنت سعيدا بذلك أقسم أنها نار تشتعل في داخلي

فقط لفكرة أنها تنام في حضن غيري وليس أي غير بل

أقرب صديق لي ومن أعده الأخ الذي لم أره يوما "

عدلت جلستي على السرير وأمسكت رأسي بيداي , لم تكونا

زوجين إذا يا مي لهذا سألتني ذاك السؤال في آخر يوم لي في

منزل نواس , لهذا سألتني لما لم أرجع لخطبتك لأنك تعلمين

بأنك ستتركين نواس وكنتِ تعيشين على أمل أن يشعر بك

هذا المتحجر الذي لم يجلب لك سوا المشاكل أينما ذهبتِ

الآن عليك أن تكوني لي وعلى نواس أن يعيد تحريك أحجار

اللعبة ويرجعك لي ويجبرهم على قراره كما كان الاتفاق مع

عمها وعاصم فنواس فكر فيها جيدا حين طلب تحويل الوصاية

لعمها قبل أن يتزوجها ومؤكد الآن نقلوها لعاصم

أخرجت هاتفي واتصلت بنواس فلن يهدا لي بال ويغمض لي

جفن قبل أن تسوى الأمور , جربت مرارا وتكرارا لكنه لم

يجب فأرسلت له ( أريدها يا نواس وإياك وتسليمها لغيري

وسر ما حدث لها سيموت معي ولن تعلم به )





*

*







وقفت عند سياج ساحة الخيول وهمومي أسود من هذا الليل

وسن التي بث أخاف عليها من النسيم لا يجرحها وتسوء

حالتها أكثر وأخسرها وأكون السبب ومن مي التي منذ قليل

مررت بغرفتها فكانت تبكي وتردد بحرقة " يا رب خذ

روحي وارحمني يا رب "

وحين دخلت عليها الغرفة نظرت لي بعينان محمرتان من

كثرة ما بكت فأوقفتها ومسحت دموعها وقلت " مي توقفي

عن تعذيب نفسك أقسم وبي نفس أن أسعى جهدي لإسعادك

مع من تتمنين وأن يحصل كل ما تريدينه "

قالت بشهقة باكية " لن أخرج من هنا سأبقى هنا وفي

غرفتي ألست تقول ستحقق ما أريد "

قلت باستغراب " نعم قلت "

ارتمت على سريرها وقالت بعبرة " إذا أريد البقاء هنا ولن

أذهب لأي مكان لأنه أي مكان غير هذا سيكون جحيما

فلعلي أموت هنا يا نواس "

ضغطت بقبضة يداي على السياج بقوة وأنا في حيرة من

أمري فلن أجبرها على ما لا تريد وهي اختارت البقاء هنا

لكن وليد ماذا بشأنه ووسن وأسئلتها التي لا تتوقف وعهدي

لمي وسمعتها فلن أضمن حتى أن لا تتشاجر ووسن وتعيرها

ثم أنا عاهدت أهلها عهدا حرا ويكفي أني كنت سأنقضه وقت

قررت أني سأخبر وسن تلك المرة فها هي السنة باتت تقترب

وقد أطلقها وأزوجها بغيري ويبقى السر سرا وتحت التراب

ووسن ستنسى مع الأيام وستعدها ولو نزوة كما قلت لها

سمعت حركة من خلفي فالتفت بسرعة فإذا بها وسن واقفة

تنظر لي بصمت ثم أنزلت نظرها وقالت بنبرة طفولية

وإحراج " لما ابتعدت كثيرا هكذا خفت وأنا قادمة إلى هنا "

ابتسمت لطفلتي وسن التي ظهرت مجددا ومددت يدي

لها وقلت بهمس " تعالي يا وسن "

رفعت نظرها لعيناي واقتربت بخطوات بطيئة فضممته

لحضني أقبل خدها في كل مكان فيه فقالت بهمس

" مازلت غاضب مني ؟؟ "

زدت من احتضانها أكثر وقلت

" لم أغضب منك منذ البداية يا غزالتي "

قالت بعد ضحكة صغيرة " قلتها لي أخيرا وأنا من

كنت أسمعها على لسانهم فقط أنك تقولها "

رفعت رأسي للأعلى وقلت " بلى كنت أقولها للجميع

عداك أنتي منتظرا أن أقولها لك في وقت كهذا الوقت

وأنتي في حضني زوجتي وملكي "

دست وجهها في صدري أكثر وقالت بحزن

" هل تحبني يا نواس "

أبعدتها عني وأمسكت وجهها بيداي وقلت

" وتسالين يا وسن كل هذا وتسأليني هذا السؤال "

ابتعدت عني وتوجهت جهة السياج ووقفت عنده معطية

ظهرها لي وقالت " أخاف يا نواس أخاف أن يتكرر كل

ما كان وأنك لم تنسى حقدك علي "

ثم قالت بنبرة باكية " أقسم لو كان الأمر بيدي ما تركتك ساعة

في حياتي كنت مجبرة يا نواس ليتك فقط تفهم وتعذرني "

توجهت نحوها وأحطتها بذراعاي وضممتها من ظهرها

لصدري وقلت " لنتصافى إذا ونرتاح وسأعد ما

كان لم يحدث وأحاول نسيانه "

قالت بحزن " تحاول !! يعني أنك لم تنسى "

قبلت خدها وعنقها وقلت بهمس " أحبك يا وسن

أقسم وربي يشهد "

قبضت على يداي بيديها بقوة وأنا انتقلت لعالم غيبي

وانفصلت عن هذا العالم أقبّل عنقها بشغف حتى قالت

بهمس " تصافينا في جانب وتركنا الآخر يا نواس "

ابتعدت عنها فالتفتت لي وفتحت فمها لتتحدث فوضعت

أصابعي على شفتيها ثم حملتها بين ذراعاي وقلت

" دعينا ندخل عن هذا البرد فملابسك خفيفة "






*

*






دخل بي حتى غرفتي وأنزلني ونظر من حوله قائلا

" أين ملابسي "

نظرت للأرض وقلت بحياء " في الخزانة "

ضمني لحضنه وقال " ولما كل هذا الخجل والحياء

وكأنك ارتكبت جرما "

لم أجب ولم أعرف ما أقول فرفع وجهي له وأبعد خصلات

شعري للخف وقال ونظره على يده " علمي الليل معنى

أن لديك قطعة منه "

ثم نظر لعيناي وقال " بل قطعتين "

ثم انحنى لشفتاي فأغمضت عيناي بهدوء وقلبي أشعر أنه

سيخرج ويقفز من ضلوعي من شدة خفقانه وتنفسي أصبح

يرتفع تصاعديا كلما شعرت بأنفاسه تعبر مجرى تنفسي حتى

تلامست شفتينا فلم تكن سوا قبلة صغيرة وأبعد شفتيه فشهقت

بقوة أسحب الهواء ليعود لرئتي فضمني لحضنه وقال بضحكة

" نعم معك حق كانت صغيرة وبخيلة أنا أيضا لم تشبعني "

دسست وجهي في صدره وقلت بإحراج

" نواس أصمت "

قال بهمس " حسنا وبسرعة أخرجي لي ثيابا من التي

سرقتها وخبأتها في خزانتك لأني سأستحم "

ثم قبل رأسي وابتعد عني ودخل الحمام وأغلقه خلفه وأنا أشعر

أنني تحولت لكتلة من الإحراج بسبب حماقتي تلك , سمعت صوت

الماء في الحمام فتحركت مسرعة للخزانة وأخرجت له ملابس

داخلية وبيجامة ووضعتهم على السرير ثم جمدت مكاني ولم أعرف

ما أفعل وكيف أتصرف في نفسي نظرت لملابسي ثم عدت جهة

الخزانة وأخرجت بيجامة حريرية فليس هناك غيرهم لأني مزقت

كل قمصان النوم والفساتين القصيرة تلك الليلة وحولتها لقطع

مشطت شعري ورششت من عطري فرأيت مقبض باب الحمام

يدور فرميت ملابسي بعيدا فخرج بالمنشفة على خصره وقال

مبتسما وبإحراج " استخدمت منشفتك نسيت أن

أضع واحدة مع الأغراض "

أنزلت رأسي للأسفل وقلت بخجل من هيئته هكذا

" لا بأس فجميعها لك "

توجه نحو السرير جلس على طرفه وقال

" لما لا تُقربي لي ملابسي "

توجهت نحوهم بخطوات بطيئة رفعتهم واقتربت منه بارتباك

واضح حتى مددتهم له من بعيد ونظري للأسفل فمد يده وسحبني

من يدي لأرتمي في حضنه بشهقة مفزوعة فضحك وقال

" هل سنحتاج للحيل دائما "

حاولت الابتعاد عنه حتى جلست فأخذ الثياب من يدي ورماها

جانبا وأمسك ذقني ورفع وجهي له فحولت نظري للحرق في

كتفه ومددت يدي ببطء حتى لامسته وحركت أصابعي عليه ثم

نظرت لعينيه فكان ينظر لي بهدوء ثم أمسك يدي التي تلامسه

بأصابعها ووضعها عليه وتنهد تنهيدة طويلة وقال " عمره عامان

وثماني أشهر يا وسن , عمره ليلةَ أصبحتِ خطيبة لذاك

وأصبحت أنا أتقلب فوق جمر الجرح والصدمة "

ضغط بها عليه أكثر وتابع " كان هذا ما ضننت أنه سيبرد

حر تلك الليلة لكنه بقي يحرقني لعامين , بقي كتذكار لتلك

المأساة كلما نظرت له "

تنفست بقوة وقلت بدمعة تتدلى من رموشي " لم تنسى يا نواس

ولن تنسى أبدا , لو أعلم فقط لما تكابر على جرحك هكذا

وكأنك تجبر نفسك على تجاهله وليس حتى نسيانه "

نظر للأسفل وشدني لحظنه دون حتى أن يعلق على كلامي

وتنهد بأسى قائلا " آآآآآآآه يا وسن داوي الجراح داويها "

فنزلت دموعي وقلت بحرقة " أجبني على الأقل لما استبدلتني

بها لما تزوجتها لما أحرقت قلبي أقسم أنها كانت أكبر ضربة

قسمت بها ظهري ولا زالت تفعلها لليوم , وآه يا نواس لو تعلم

عن نارها ما فعلتها بي , أرح لي قلبي أخبرني لماذا وماذا تعني

لك إن كنت لا تريد التغاضي عن كل ما حدث مني , إن كنت

لا تريد أن ترحم نفسك فارحمني على الأقل "

شدني لحظنه أكثر ولم يجب كعادته فأمسكت معدتي بقوة لأن

الآلام التي لم تزرها ليومين عادت لها اليوم فأبعد يدي بقوة

وقال بأسى " وسن يكفي وارحميني حتى في حضني تتعذبين

أشعري بي أنا على الأقل وارحمي نفسك ولو من أجلي "

وضع بعدها يده عليها ومسح بحنان وصوت همسه وهوا

يقرأ عليها يصلني بوضوح ثم رفع يده وحضنني أكثر

وقال " أين تضعين حبوبك لأحضرها "

قلت بهمس " أصبحت أفضل ولم أعد أحتاجها "

قبل رأسي وقال " هذا لأنك رحمت نفسك , أنتي تري

بعينك يا وسن علاجك في يدك كما تعبك "

قلت بحسرة " لو كان في يدي ما مرضت من

أساسه فمن يتمنى لنفسه المرض "

مسح على ذراعي وقال بهدوء " أرحمي نفسك

إذا من أجلي يا وسن أرجوك "

قلت بهمس " لم تؤلمني منذ يومين "

أبعدني عن حضنه ورفع وجهي له وقال

" هل كانت تؤلمك يوميا !! "

أرخيت نظري وابتسمت بحزن وقلت " بل قل كم مرة

تؤلمني في اليوم وأحيانا لا تهدأ طوال النهار "

عاد لاحتضاني مجددا وقال بحرقة " سحقا لك يا نواس سحقا "

تمسكت بحضنه وقلت ببكاء " لا .... لا تدعي على نفسك

أنت آخر من بقي لي توقف عن قول هذا "

أبعدني عن حضنه مجددا ومسح دموعي وقال

" يكفي بكاء حتى متى سنعيش في الحزن "

ثم أبعد خصلات شعري عن وجهي وقال مبتسما

" كيف الحل مع هذه ؟ كيف ترين معها "

ضحكت ضحكة صغيرة غلبتني فقبل خدي وقال مبتسما

" نعم دعيني أرى وأسمع الضحكة التي ماتت منذ أشهر طويلة "

خيم الحزن على ملامحي وكنت سأقول أنت من قتلتها

حين ماتت ابتساماتك لي لكن قبلته المجنونة أوقفت

كل ذلك ككل مرة حين يقتل الكلمات على طرف

شفتاي كي لا تخرج

عند الصباح فتحت عيناي وحاولت التحرك لكن ذراعه

التي تحضنني لصدره منعتني من ذلك وكل مناي أن أخرج

قبل أن يستيقظ , حاولت سحب نفسي منه ببطء لكنه شدني له

أكثر فقلت بهمس " نواس أتركني إنه وقت الصلاة "

أبعد حينها ذراعه فاردا لها وعيناه ما تزالان مغمضتان

وغادرت أنا السرير مسرعة ودخلت الحمام استحممت

وخرجت فلم يكن في الغرفة ومؤكد صعد ليستحم ويدرك

الصلاة وأستغرب كيف له الجرأة يدخل غرفتها هذا الوقت

ليستحم عندها وأستغرب أكثر لا مبالاتها فيبدوا لم تصب

بداء الحب لمَا كانت قبلت ولا بوجودي هنا

صليت ولبست فستانا خريفيا لنصف الساق وجففت شعري

وجمعته للخلف لتتساقط خصلاته من الأمام فأبعدتها مبتسمة

لتذكري لكلامه عنها ثم سرعات ما شعرت بغصة في حلقي

وماتت ابتسامتي , لا أعلم لما لا أستطيع تجاهل ما حدث وأنه

متزوج بها وأن لها فيه ما لي وقبلي , لا أعلم حتى متى سيكسر

هذا الأمر سعادتي , ضممت وجهي بيداي وبدأت بالبكاء وقلت

بحرقة " كيف أنسى هذا وأتجاهله كيف ؟ أقسم أنني تعبت "

بدأت أشعر بالآلام في معدتي وعضلاتها تتقلص فمسحت

دموعي وأبعدت كل ذلك عن تفكيري وتركت المجال فقط

للحظات السعيدة لي معه ليلة البارحة فهي كانت مختلفة

حتى عن سابقتها كل كلماته كانت مشبعة بالشوق والعشق

وأرضى الأنثى بي لأقصى حد

خرجت بعدها من الغرفة وتوجهت للمطبخ , كان المنزل هادئا

ولا حركة حتى لراضية , دخلت المطبخ وفتحت الثلاجة أخرجت

العصير وحمصت بعض الخبز فعليا الذهاب للجامعة مبكرا , نظرت

بعدها جهة الباب الخارجي للمطبخ وتوجهت نحوه وفتحته ليدخل

منه ضوء النهار والهواء البارد , لما يتركونه مغلق دائما كم

غيّر هذا في كآبة المكان فالمنزل لا يدخله النور الطبيعي أبدا

ولا هواء نسائم الفجر الرطبة الجميلة وأصوات صهيل الخيول

وقفت عند الطاولة مولية ظهري له أضع الخبز في الطبق

فشعرت بذراعان طوقتا خصري لأشهق مفزوعة على صوت

ضحكة نواس قائلا " تفتحين الباب ولا تتوقعين دخولي "

رفعت شعري خلف أذني أخفي ارتباكي وقلت بشبه

همس " وما يدريني أنك ستدخل منه "

قبل خدي وقال " لم أكن استخدمه في السابق وظننتها

راضية وكنت سأوبخها لأني أمنع عليها فتحه "

قلت بهدوء " ولما !! الهواء الذي يدخل منه منعش والبحر

قريب جدا من هنا استنشق رائحة الملح وكأننا عند الشاطئ "

شدني له أكثر وقبل خدي مجددا وقال " أعلم لكني لا أريد

لأعين العمال أن ترى غزالتي وهي هكذا "

لذت بالصمت ولم أعرف ما أقول فإن كان العمال يسلكون

هذا الطريق فمعه حق , انتقل بعدها لعنقي وبدأ يقبله قبلات

متتالية وكأنه انفصل عن المكان والواقع ليزيد إرباكي وارتجاف

أطرافي لحظة دخول مي علينا فشعرت أني أصبحت والكرسي

أمامي سواء وأرخيت نظري للأسفل ونواس على حاله ولم ينتبه

لها فقلت بهمس أحاول الابتعاد عنه " نواس توقف عن هذا "

فرفع رأسه حينها ونظر لمي التي اتجهت للثلاجة قائلة

" صباح الخير "

فأجاب عليها ولازال يمسكني من خصري وظهري

ملتصق بصدره ثم عاد يقبل خدي وهي خرجت بقارورة

الماء دون أن يهتم أحدهما لأمر الآخر وخصوصا نواس

ونحن في هذا الوضع ولم يسألها حتى عن ألم رأسها

فملامحها تبدوا متعبة جدا

ابتعدت عنه بصعوبة وقلت بتذمر " نواس ما هذا

الموقف الذي وضعتنا فيه "

أمسك بذراعي وسحبني نحوه وأمسك وجهي بيديه قائلا

" وما في الأمر زوجتي وحلالي "

أبعدت يديه وقلت " وهي هل ستفعل هذا معها أمامي "

نظر لي بصدمة من كلامي فوضعت أصبعي على شفتاي وقلت

بحرقة وعيناي تمتلئ بالدموع " إياك وفعلها أمامي يا نواس

أقسم أن أفقد عقلي إن فعلتها "

قال بصدمة " وسن ما هذا الذي تقولينه "

نزلت أول دمعة وقلت " لا تنهي قتلي بها يا نواس أقسم

أنه حتى تخيلها يحرق لي قلبي قبل أحشائي "

ثم غادرت المطبخ راكضة حتى وصلت غرفتي وارتميت على

السرير واحتراق معدتي هذه المرة لا مزاح فيه ولا تهاون ليخرج

أنيني رغما عني فسمعت خطواته داخلا للغرفة ثم جلس بجواري

على السرير وقلبني على ظهري قائلا بحدة " وسن يكفي لن

يحدث ذلك أبدا ولن تريه فتوقفي عن تعذيب نفسك "

أمسكت خصري بقوة وتكورت على نفسي فصرخ قائلا

" وسن يكفي توقفي قلت لك واطردي هذه الأفكار من

رأسك فأنا ومـ .... "

فقطع كلامه صوت راضية وهي تدخل راكضة وقالت

" ما بكما ما بها أفزعتنا بصراخك ومي في

أول الممر مشغولة عليكما "

نزلت دموعي وبدأت بالبكاء فأمسك ذراعي وأجلسني

وضمني له وقال " كل شيء بخير لا تقلقا "

فخرجت حينها وزاد هوا من احتضاني أكثر حتى

خف بكائي وابتعدت أنا عنه وقلت

" تأخرت على ملاك أريد الذهاب لجامعتي "

أمسك يدي وقال " وأنتي متعبة هكذا "

هززت رأسي بلا وقلت " سأكون أفضل "

وقف وقال مغادرا الغرفة " غيري ملابسك وأنا من سيوصلك "

وخرج دون أن يسمع حتى رأيي في الأمر






*

*







خرجت من غرفتها وكأني أجنبها رؤيتي بل أجنبها أي شيء

يزيد من أوجاعها , لما لا تساعديني يا وسن لما لا تفهمي أني

لا أريد أن أخسرك , أخسر نفسي أخسر حياتي لكن لا تطلع

عليا شمس صباح لستِ فيه , الجراح نجتازها الماضي قد ننساه

لكن الفقد ما الذي يعوضه بل أن تموتي أمامي بالعرق وأنا أتفرج

لأنه لا حيلة لدي ، هززت رأسي أطرد حتى التفكير في الأمر

ومررت بمي واقفة في بداية الممر فقالت " نواس "

وقفت والتفت لها فقالت بقلق " ما بكما كنتما منذ قليل

بأفضل حال ما جعلك تصرخ عليها هكذا "

نظرت للأرض وقلت بهدوء " لا شيء يا مي لا

تقلقي وسأوصلها الآن لجامعتها "

قالت بعبرة " لما حدث ما حدث بعدما دخلت عليكما في

المطبخ أقسم لو كنت أعلم أنكما هناك ما دخلت "

قلت بتذمر " مي توقفي عن إلقاء اللوم على نفسك "

فغادرت بخطوات راكضة وهززت أنا رأسي بقلة حيلة ثم

خرجت لسيارتي , ما أفعل معكما أنتما الاثنتان ؟ لا مي

أسعدتها كما وعدتها ووعدت نفسي ولا وسن أنقدتها من

دنو الورم منها , قد يكون الحل أن افصل الطابقين وأجعل

مطبخا للطابق العلوي وخادمة وسلالم خارجي لتنفصل عنها

علها ترتاح وترحمني , لكن هذا أيضا ستضع له احتمالا واحدا

وهوا أني أريد إبعادها هي عن مي وليس فصل مي عنها

ركبت السيارة وأغلقت بابها بقوة واتكأت على المقود وأشعر

أن هموم حياتي كلها في كفة وهمي الآن في كفة لوحدها وأنا

أفكر في الطريقة التي تتوقف بها أوجاعها حتى أني كدت

أرتكب حماقة جديدة وسأخبرها مجددا بطبيعة وضعي مع مي

متناسيا مشاعر مي وحقها كزوجة علي أن اكتم ما قد يجرحها

لو فقط وسن تقدر الوضع وترحم نفسها وترحمني , آآآآه هل

ستضحك على نفسك يا نواس وتضع اللوم عليها وأنت من لم

تستطع ولا تزويجها بغيرك فتخيل أن يكونا أمامك ، شعرت

بباب السيارة انفتح فرفعت رأسي ونظرت لها تركب الكرسي

بجانبي وأغلقت الباب دون أن تنظر لي ولا تتحدث ويداها

تحتضن حقيبتها ومذكرتها التي في حجرها فشغلت السيارة ثم

أطفأتها مجددا فنظرت لي باستغراب فألتفت بجسدي ناحيتها

وأمسكت يدها وقبلتها ودسستها في حضني وقلت

" ما الذي يرضيك ويوقف أوجاعك شوري به علي

وأنفذه هل تريدي أن يكون منزلك وحدك "

امتلأت عيناها بالدموع التي تكابدها كي لا تسقط وقالت

ببحة بكاء " أريدك لي وحدي لا أحد يشاركني فيك "

ضغطت على يدها بقوة ولم أعرف ما أقول ثم رفعتها

لشفتاي وقبلتها مجددا ووضعتها على قلبي وقلت " أنتي

هنا يا وسن في قلبي وأقسم أنه ولا واحدة تشاركك فيه "

سقطت دمعتها وقالت بأسى " ومي أجب عن

هذا السؤال وارحمني "

أنزلت رأسي للأسفل وقلت " مي فرضتها ظروفي

يا وسن لا أنتي ولا أنا السبب في وجودها "

ثم رفعت رأسي لها وقلت " ضعي نفسك مكانها تتزوجين

برجل يتزوج بأخرى هل ترضي أن يرميك من أجلها "

هزت رأسها وقالت بعبرة تتقاطر معها دموعها " ضع أنت

نفسك مكاني ولتضع هي نفسها فيما أنا فيه ، أنا أحبك بجنون

يا نواس هل تعي معنى هذه الكلمة أعشقك ولو الأمر بيدي

لا يشاركني أحد في حضنك ولا حتى خيولك "

أمسكت وجهها بيداي وقبلت جبينها وقلت بحزن " لا أحد

يأخذ الحنان والحب من حضني مثلك يا وسن ولا حتى خيولي

ولا كل نساء الأرض قدري ظروفي يا وسن أرجوك "

دست وجهها في صدري وقالت ببكاء " أَفهمني السبب إذا

أقنعني بالشيء الذي لم تقتنع أنت به لسنوات لا حين صرت

خطيبة لخالد ولا حين كنت سأصير زوجة لسليمان أخبرني

كيف أرضى بما لم ترضى به أنت , كيف أقتنع بما عجزت

عن أن أُفهمه لك في أكثر من عامين ارحمني

أنت يا نواس وقدر مشاعري "

حضنتها بقوة ولم أعرف ما أقول هل أقول لها اصبري قليلا

وسأطلقها ومي طلبت مني البارحة أن لا أخرجها من هنا أم

أخبرها بما بيني وبينها وسبب زواجي بها وأنقض العهد , لا

أستطيع فعلها الموت أرحم لي من ذلك ، أبعدتها عن حضني

ومسحت دموعها وقلت " يكفي يا وسن يكفي أرجوك

كم مرة سأقولها وأترجاك "

مسحت دموعها واستوت في جلستها على كرسيها وساد

الصمت سوا من صوت شهقاتها الصغيرة فقلت بهدوء

" لا داعي لأن تذهبي للجامعة اليوم "

هزت رأسها بلا وقالت " لا يمكنني التغيب هذه الفترة "

تنهدت بقلة حيلة وشغلت السيارة وخرجنا ولم نتحدث باقي

الطريق لأني أمضيتها أجيب على اتصالاتي من أجل الخيول

التي سيتم نقلها اليوم والبضائع التي ستنزل الميناء حتى وصلنا

جامعتها ونزلت في صمت وطلبتُ من السائق إرجاعها للمنزل

فيما بعد ولم أرجع له باقي النهار ونمت في غرفتي في منزل

والدتي وعند الصباح توجهت للمزرعة ولم أدخل المنزل

توجهت للإسطبلات فوقف وليد ما أن رآني وقال

" هل نتحدث الآن فيما تركناه معلقا "

قلت مجتازا له " ليس الآن حتى أتحدث معها أولا "

وأمضيت هذا النهار كسابقه ولم أدخل المنزل ولا من

أجل تناول الطعام لأني إن دخلت ستسحبني قدماي لها وستفتح

ذات الموضوع وتبكي وتتعب نفسيتها وإن تجنبتها ستكون

النتيجة واحدة فالأفضل أن أجنبها رؤيتي في كل الأحوال

حتى أجد حلا لكل هذا





*

*








نظرت لرسالته للمرة العاشرة الرسالة التي أرسلها صباح اليوم

وجعلتني مخدرة لباقي النهار ( لم يُعلم الصباح أحبتي أن يشتاقوا

فلُمت على الصباح فقط كي لا ألوم عليهم .... اشتقت لك غزالتي )

ضممت الهاتف لحضني وأنا أشعر حقا بالاحتياج والفقد والشوق

فيومان أصبحا عبئا كبيرا على قلبي لا يحتملهما كما في السابق فهذا

الرجل يعرف كيف يجعلني أعشقه كل يوم أكثر لأكتشف أن عشق

القرب أقوى مئات المرات من عشق البعد ، رميت الهاتف على السرير

وأخذت وشاحا خريفيا ولففته على جسدي فالجو هنا يبرد كثيرا في

الليل وخرجت من غرفتي وعبرت الممر الطويل حتى صرت في

وسط المنزل ودخلت المطبخ وفتحت النافذة ونظرت منها فكانت

سيارته ما تزال هنا فخرجت منه مسرعة أفكر أين سيكون الآن

فكرت أن أراه من نافذة غرفتي لأعلم إن كان هناك كما تلك الليلة

أو في .... شعرت بقلبي انقبض فسرعان ما أبعدت تلك الأفكار

من رأسي واتجهت جهة باب المنزل وأنا أتمتم " ليس معها ليس

في الأعلى نواس يحبني أنا أجل قالها أنا وحدي في قلبه "

وصلت للباب وكدت أموت فرحا حين وجدته مفتوحا وهذا إن

عنا يعني شيئا واحدا أن نواس في الخارج ولم يدخل ، فتحت

الباب وخرجت أخطو الخطوات ألف حول المنزل حتى صرت

عند ساحة الخيول ولم أجد أحدا فتحركت في المكان وكان الظلام

حالكا والوقت متأخر ولم أعرف أين أبحث أيضا حتى شعرت

بحركة في الجهة المظلمة فشعرت بالخوف فعدت راكضة

لتمسك يد بذراعي وسحبتني لأرتفع عن الأرض صارخة بخوف

لتسكتني الشفاه التي همست لي " ما أخرج غزالتي هذا الوقت "

لأكتشف أني بين ذراعي نواس الذي حملني عن الأرض

وضم رأسي لحضنه فتعلقت بعنقه وقلت بهمس

" أخفتني جئت من أجلك طبعا "

سار بي نحو كراج سياراته قائلا " ولما لم تتصلي بي لتري

إن كنت هنا أو لا أو حتى رسالة أين أنت اشتقت لك هل

أنت بخير معقول زوجة مهملة هكذا "

كان وجهي مختبئ عنه أدسه في عنقه متشبثة به ولم أعلق

على كلامه حتى أنزلني لأجد نفسي أمام سيارته الصحراوية

فنظرت له بحيرة ففتح بابها الذي بجانب السائق وقال

" اركبي ... قليلا وسأعود "








****************************************************

******************************************

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 06-08-15, 12:30 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أوجاع ما بعد العاصفة (الفصل السابع والعشرون)

 

النص بالمرفقات

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 17.txt.zip‏ (11.8 كيلوبايت, المشاهدات 16)
عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 06-08-15, 12:37 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أوجاع ما بعد العاصفة (الفصل السابع والعشرون)

 

النص بالمرفقات

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 18.txt.zip‏ (24.8 كيلوبايت, المشاهدات 16)
عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 09-08-15, 03:54 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أوجاع ما بعد العاصفة (الفصل الثامن والعشرون)

 

الفصل التاسع والعشرون
















فتح بابها الذي بجانب السائق وقال

" أركبي ... قليلا وسأعود "

قلت بحيرة " أركب لما وأين سنذهب "

أمسك وجهي وقبل شفتاي قبلة صغيرة وقال

" أركبي وستعلمين كل شيء في وقته "

ركبت وغادر وتركني في حيرة من أمري , أين سيذهب

بي في هذا الليل ولما في سيارة البر تحديدا !! عاد بعد قليل

وفتح باب السائق ركب وأغلقه كنت سأتحدث لكنه أمسك

ذقني وقبلني قبلة طويلة ثم قال " قلت ستعرفين كل شيء "

ثم شغل السيارة وغادرنا المزرعة ولا أفهم شيئا مما يجري

سرنا لمسافة طويلة حتى صرنا في طريق صحراوي لا شيء

به سوا الجبال والحجارة والأشجار المتفرقة وكأنها أشباح

في الظلام , نظرت لكل شيء حولي ثم قلت " نواس ما

هذا المكان المخيف دعنا نرجع للمزرعة "

ضحك وقال " تخافين وأنا معك يا جبانة ثم معنا

سلاح والطريق آمن لا شيء فيه "

لففت جهته بجسدي وقلت بحماس " هل سنذهب للمكان

الذي تذهب له وفيه صديقك هنا "

نظر لي ثم عاد بنظره للطريق وقال " بل مكان آخر

ومادمتِ ذكرت ذاك المكان فسوف آخذك له من عين

نواس اليمنى قبل اليسرى "

شعرت بسعادة الكون كله تجتاح صدري حينها فهذا هوا

نواس الذي عرفته وحلمت به لسنين وهذه هي الحياة التي

تمنيتها معه , اقتربت منه وقبلت خده بهدوء وعدت مكاني

فأوقف السيارة ونظر لي بصدمة مصطنعة ثم قال بابتسامة

" كرريها لأعلم أني لست أحلم "

نظرت جهة النافذة وقلت " نواس توقف عن هذا "

ضحك وأمسك يدي وسحبها جهته وقبل كفها كثيرا ثم قال

" هيا أنزلي يا قلب نواس "

نظرت من حولي وقلت " هنا !! "

فتح بابه قائلا " نعم وسيعجبك المكان بالتأكيد "

نزلت وتحرك هوا جهتي حتى أصبح بجانبي فنظرت له

وقلت " نواس ما هذا المكان الموحش , هذا بدل أن تأخذني

رحلة في البحر أو تسافر بي تجلبني لوادي الأشباح "

ضحك كثيرا ثم قبّل خدي وقال " ما وادي الوحوش

هذا من أين جئته بهذا الاسم "

اتكأت على كتفه وقلت مبتسمة " الأشباح وليس الوحوش "

ضحك وضمني لحضنه ثم رفعني مجددا وسار بي قائلا

" يبدوا أنك لن تسيري إلا مرغمة يا جبانة

أو أنك استحليتِ حملي لك "

قلت بضحكة " لم أفكر في ذلك ويبدوا أنه أنت

من لديك طاقة لرفع الأثقال "

ضمني له وقال بعد ضحكة " أنتي أخف بكثير من

الأثقال التي كنت أحملها في تلك البلاد "

تمسكت به أكثر وأنا أتذكر معاناته تلك وما عانى هناك وهوا

صغير وما لقي من الجميع بعد عودته وكنت سأتحدث لكنه

سبقني قائلا " أبعدي وجهك يا جبانتي وانظري لهذا "

أبعدت وجهي ونظرت ثم صرخت وتمسكت به بقوة

وقلت " نواس أبعدني عن هنا هل جلبتني لتقتلني "

ضحك وعاد للخلف بضع خطوات قائلا

" وأين أذهب بنفسي إن قتلتك يا قلب نواس هل

تعي معنى أنك قلبي ومن غيره لا أعيش "

حضنته بقوة وقلت بهمس " أحبك نواس أقسم على ذلك "

أنزلني حينها فتمسكت بقميصه وقلت " دعنا نعود

للوراء أكثر سنقع من هذا الارتفاع "

قبّل خدي وقال بضحكة " يا جبانة سأريك مشهدا لن

تنسيه حياتك فقط اصبري ثم أريد أن أسمعك من

يشهد على حبي لك "

نظرت له باستغراب فنظر جهة الجبال البعيدة وجمع كفاه

حول فمه وقال صارخا " وســــــــــــــــــــــــــن "

ليردد الصدى أسمي ثم قال " نواس يحبك بجنووووون "

ليردد الصدى كلماته وكأنه هوا من يقولها لي بل وكأن

الجبال تنطقها فنظرت له بعينان تمتلئ دموعا فنظر لي

ومسح عيناي بأصابعه وقال " لا دموع أبدا حبيبتي لا

أريد أن أرى هذا رجاءا يا وسن "

هززت رأسي بحسنا فضمني لكتفه وقال " هيا أسمعيني

شهادتهم على كلامك أيضا "

ضحكت على الفكرة وقلت " نواس من كل عقلك تقولها "

ابتعد عني وقال بجدية ويداه وسط جسده " نعم أو ذهبت وتركتك هنا "

شهقت بقوة فضحك وقال " كل هذا خوف من البقاء وحدك هنا "

قلت باستياء " بل عد هنا ولا تتركني واقفة وحدي في هذا المنحدر "

ضحك وعاد ناحيتي وطوق كتفاي بذراعه مجددا فلففت ذراعي

حول خصره وأمسكت بقميصه بقبضتي بقوة ونظرت

له فكان ينظر لي ثم قبل أنفي وقال " اشهدي يا جبال "

ثم نظر للبعيد وصرخ " نواس يحــــب وســـن وهي

هوائه الذي يتنفســــــه "

غمرت وجهي في صدره أخفي دمعتي عنه ثم نظرت حيث

نظر وملئت رئتاي بالهواء ثم صرخت

" أحبـــك نوااااااس أحبـــك وحدك "

فضحك وصداها يتكرر وقال " لم أكن أعلم أن الجبال تحبني "

فضحكت على غبائي ثم وضعت كفي بجانب فمي وصرخت

" وســــن تحبك يا نوااااااس تحبك حد الا حدووووود كحجمنا

جميعنا وكالأرض تحتنا والسماء فوقنا .... "

وغاب صوتي حين شدني لحضنه بقوة لتنزل الدموع الواحدة

تسابق الأخرى فقال بهمس " أشششش يكفي بكاء وسن هل

هذا وقته ومكانه "

قلت ببحة " لا أستطيع ، هذا من سعادتي وليس حزني "

قبل خدي وقال هامسا " هيا انظري هناك فقليلا

وسيبدأ العرض "

ابتعدت عنه انظر بحيرة وترقب لأشهق بقوة لمنظر

الأضواء البيضاء التي بدأت تتسابق حيث البعيد تضيء

بالتوالي ليدخل عليها أسراب أخرى لتتحول لمشهد يشبه

نجوم السماء وكأنها نزلت للأرض فنظرت له وقلت بدهشة

" رائع وكأنها نجوم ما سرها وكلها بذات اللون "

أمسك يدي بيده والأخرى تحضن كتفاي قبلها وقال

" هل سمعت عن أكبر مصنع في هذه البلاد "

هززت رأسي بنعم وقلت " بل وفي الشرق الأوسط ككل "

أشار حيث الأضواء وقال " هذا هوا هناك نشاهده من أعلى

أقرب مكان له يشغلونه قبل الفجر بساعة فكم كنت آتي وخاطر

أو وحدي هنا لمشاهدته حين يضيء في الظلام وخاطر من

اكتشف هذا المكان سابقا ولم نخبر عنه أحد ولا نعلم

من يعلم عنه غيرنا "

نظرت لذاك المشهد الغريب مجددا وقلت بدهشة

" لو أخبرتني لكنت أحضرت هاتفي لأصوره "

ضمني له أكثر وقال " ما كنت لأسمح لك فحتى

نحن لم نسمح بها لبعضنا "

نظرت له وقلت مبتسمة " وإن قلت لك من أجل

غزالتك وإن كان لها خاطر لديك "

حضنني وقال ضاحكا " حينها سأقول حمدا لله

أنك لم تحضري هاتفك "

قلت بضحكة " محتال "

أبعدني عن حضنه وبدأ بإبعاد شعري الذي يتطاير مع

الريح عن وجهي قائلا " والحل معه الآن "

قلت بضحكة " ما بك معه يضايقك أنت

أم يضايقني أنا "

قال بابتسامة وهوا يجمع ما يبعده للخلف بيده الأخرى

" بل يعيق مخططاتي وطريقي "

شعرت بأني اشتعلت من الخجل وأنزلت نظري

على صوته قائلا " وأخير يا مزعج "

فتنفست بقوة لأهدئ نفسي لكن لا مجال لذلك فقبلته سبقت

كل شيء قبلة لم أعشها معه سابقا ولم أعرفها فيبدوا كانت

كل قبلاته تلك ناقصة أو خجولة أو مراعية لي أما هذه من

جنونها جعلتني أبادله الأمر وكانت المرة الأولى أفعلها لأتعلم

معه وفي شفتيه هذا الفن الأسطوري ، أغمضت عيناي ولففت

ذراعاي حول عنقه بقوة ليزداد الأمر جنونا ومع الريح شعرت

وكأننا نطير في الهواء ووحدنا في هذا العالم ، حتى شعرت

بارتخاء قبضة ذراعيه على خصري فابتعدت مبعدة شفتاي

ببطء وأنزلت رأسي للأسفل خجلا منه ومما حدث فمسح

بكفه على طرف وجهي وقال بهمس " ما بك حبيبتي خفت

فقط أن تتألمي من ذراعاي ولم أقصد إبعادك "

شعرت بقلبي سيخرج من شدة خفقانه وأنزلت رأسي أكثر

أبعد شعري خلف أذناي فمسح بيده على ذراعي نزولا

حتى طوق بها خصري برفق ليلصقني به وانحني لي

وقال بهمس خافت " وسن أقسم كانت رائعة ما بك "

أغمضت عيناي بشدة وقلبي يقول يا غبي بل خجلت منك


فأنا أراها أروع مما تراها ، همس مجددا وهوا يشدني

له أكثر " وسن "

فرفعت رأسي وعيناي ما تزالان مغمضتان وطوقت عنقه

مجددا بذراعاي وفعلتها أنا هذه المرة وقبلته..... نعم أنا من

جعلت من شفتيه فريستي ليشاركني الأمر سريعا وطوق

خصري بذراعه الأخرى أيضا وحملني عن الأرض ودار

بي حول نفسه ونحن لازلنا في حديث شفاه طويل





*

*







دخلت المنزل وقت الفجر قاصدا المطبخ ووجدت مقصودي

وهي راضية وقلت من فوري " أين نواس "

التفتت لي فزعة وقالت " بسم الله ما بك وليد

لقد أفزعتني يا أحمق "

قلت بضيق " أين نواس بلا كثرة كلام هواتفه جميعها مغلقة "

قالت من فورها " خرج منذ الليل قاصدا البر ألم يخبرك "

قلت بحيرة " وما يفعل في البر يخرج ذاك

الوقت ولم يفتح هاتفه الثريا "

رفعت كتفيها بمعنى لا أعلم والتفتت تنهي عملها قائلة

" أخذ زوجته معه هذا فقط ما أعلمه ولن يرجعا

اليوم ولا أعلم متى "

قلت بحيرة " من منهما تقصدين "

ليقطع حديثنا الصوت الذي نادى راضية من بعيد وهوا

لمي مما يعني أن الأخرى معه وبالتأكيد سيأخذ تلك ما

سيفعله مع مي وهما زوجان بالاسم فقط ، عند هذه النقطة

فقد عقلي التركيز وخرجت لها دون أن أعطي قدماي الإذن

لأجد نفسي عندها تفصلنا بضع خطوات فقط تنظر لي

بصدمة ومؤكد من وجودي هنا ، آه يا مي لا أصدق أنك

لازلت حرة طليقة وسترجعين لي رغم أنك لم تكوني لي

يوما ، بقيت أنظر لها بلهفة وسعادة وهي لا تزال في

صدمتها ثم وضعت يدها على شعرها وكأنها تتأكد من

أنها بلا حجاب واستدارت لتغادر مسرعة لكني سبقتها

وكانت ذراعها النحيلة في قبضة يدي وأدرتها

ناحيتي قائلا " مي انتظري قليلا "

نظرت لعيناي نظرة لم أفهمها لا تشبه نظرتي أبدا ثم

أبعدت وجهها جانبا وقالت ببرود " نواس ليس هنا "

نظرت لها بحيرة فلم يكن هذا تعاملها معي في السابق ثم

مددت يدي لذقنها وأدرت وجهها لي وقلت بهدوء

" لكني كنت أدخل في غيابه بل وأعيش هنا فما تغير "

ابتعدت للخلف وقالت بجمود " ذاك كان في السابق ولا

تلمسني ثانيتا فأنا لا أحل لك ومتزوجة إن نسيت "

ثم ركضت عائدة للأعلى وأنا أتبعها بنظري بذهول ، هل

حكا لها نواس شيئا يا ترى !! ولكن مستحيل لن يفعلها

أعرفه جيدا ، إذا ما بها تغيرت معي هكذا فجأة وتُذكرني

أنها متزوجة ولم تفعلها سابقا ، نعم يا أحمق وهل تعي

أنت لنفسك تخرج لها وهي دون حجاب وتمسك وجهها

ونسيت أنها مي ذاتها لم تتغير أم كلام نواس عن علاّقة

مفاتيحك التي تحتفظ هي بها أنساك نفسك وضننت أنها

إن كانت تحبك ستتخلى عن احترامها ومبادئها ، أخرجني

من أفكاري صوت هاتفي الذي رن فجأة فأجبت خارجا من

المنزل وأنا أقول " أجل سننقله من هناك لم أجد نواس

والوضع لا يحتمل انتظاره جهزوا سيارة إسعاف خاصة "





*

*







بعد صراع طويل معي أجلسني مرغمة عند بداية الصخرة

المخيفة وجلس خلفي وأنا في حضنه ظهري يتكأ على صدره

نشاهد شروق الشمس وأمسك بقوة ذراعاه المطوقة لي وكأنه

هوا الأرض التي سوف تحميني من السقوط وليس احتمال

سقوطنا معا وارد جدا ، كان يقبل خدي وعنقي وأنا لا أفكر

سوا في أني سأسقط من هنا فقلت بضيق " نواس يكفي

توقف أقسم أنني خائفة "

ضحك وغمر وجهه في عنقي أكثر يقبله ثم قال

" جبانة أنا وخاطر نجلس هناك عند الحافة "

أمسكت يداه أكثر وقلت " لا تفعلها مجددا ماذا إن وقعت "

لكنه لم يجب طبعا فحركت كتفي ورأسي وقلت بضيق

" نواس يا مجنون يكفي النهار بدأ يبزغ قد يرانا أحد "

ضحك وابتعد عن عنقي أخير ورحمني وسند ذقنه برأسي

وشدني له أكثر نشاهد منظر الشروق بصمت حتى نزل بيده

أسفل بطني وقال " ترى متى سيصبح هنا نواس صغير "

ابتسمت بسعادة على مجرد الفكرة واتكأت على كتفه

برأسي أنظر له للأعلى وقلت مبتسمة " كله أسبوع

واحد هل تضنني آلة صنع حلوى "

ضحك وانحنى لشفتاي وقبلهما قبلة صغيرة وقال

" بل خمسة أيام فقط يا ظالمة رغم أننا متزوجان من شهر "

قبلت أسفل ذقنه وقلت " ولما الاستعجال ورائي امتحانات

ورسالة تخرج فأخبر ابنك يؤجلها قليلا "

عاد بنظره للشروق وقال بهدوء " لو الأمر بيدي لكان منذ

ست أعوام وقت عودتي لهذه البلاد ، لقد تعبت من الانتظار

فمن هم في سني أبنائهم أعمارهم عشر سنين ويزيد وأنا

حياتي ضاعت أركض في مكاني وكل شيء ضدي منذ ولدت "

أبعدت رأسي عن كتفه ونظرت للأسفل بحزن وشعرت

أن كلامه أنا أحد المعنيين به فماذا كان في يدي لما أبقى

دائما ملامة منه لما لا يقدر وضعي وظروفي ، عاد لخدي

مجددا وقبله وقال بهمس حزين " تأخر ابني كثيرا يا وسن

تأخر حبيب والده فلا تؤخريه أنتي أيضا مزيدا من العمر "

ما يعني بهذا هل زوجته لا يمكنها الإنجاب ليطلبها مني أنا

وماذا إن حملت هي قبلي وحققت له مناه وتركتني في الخلف

ككل مرة ، قلت بحزن " قد تهديه لك غيري يا نواس "

ارتخت حينها ذراعاه عن احتضاني وكأن كلامي فاجأه ثم

قال بضيق " وسن حتى متى سنبقى نتحدث في هذا "

نزلت دمعتي لتسقط على رسغه مباشرة وقلت بعبرة

" قد تفعلها هي يا نواس هذه حقيقة لما نهرب منها "

أبعد يديه عني ووقف وقال بحدة " وسن يكفي أصمتي ولا كلمة "

ضممت ساقاي لحضني وانكمشت على نفسي وقلت باستياء

" تلك هي الحقيقة يا نواس فهل ترضى أنت أن أكون زوجة

لك ولغيرك في آن واحد , أقسم لو كنت تحبني كما أحبك لكنت

فضلت الموت على التفكير بها فقط فكيف إن كانت واقعا أمامك "

قال بحرقة " يكفي يا وسن كم مرة سأقولها "

ولم أسمع بعدها سوا خطواته الثقيلة مبتعدا رغم وعورة

المكان فضممت نفسي أكثر من الخوف فإن كنت جالسة

في حضنه وخائفة كيف إن تركني وحدي هنا ، زاد ارتجافي

لابتعاده وقلت بخوف وبكاء " نواس لا تبتعد لا تتركني

هنا أرجوك ، أي عقاب إلا هذا "

وازداد بكائي وخطواته تقترب مني حتى أصبح خلفي

ونزل مستندا بقدميه وضمني له مطبقا ذراعيه على

صدري وقال بهدوء " لن أتركك هنا يا وسن ما هذا الذي

تقولينه أردت فقط أن أبتعد بغضبي عنك ولا أرفع صوتي

أكثر ،آسف أقسم أني آسف ونسيت أنك ستخافين "

قلت بشهقات متتالية " أبعدني عن هنا لا أريد البقاء أكثر "

أوقفني وغادرنا عائدين ناحية السيارة حتى وصلنا هناك

واتكأت على بابها بظهري أمسح دموعي ونواس توجه

للخلف فتح بابها ثم عاد ناحيتي وفي يده قارورة ماء صغيرة

فتحها وقربها من فمي وأشربني منها بنفسه ثم رماها بعيدا

والمياه تتناثر من فوهتها حتى سقطت أرضا يجري مائها

على الحصى الصغيرة وضمني له قائلا " مي حكمتها ظروفي

يا وسن كم مرة سأقولها لك فمثلما كانت خطبتك من الصقار

بحكم ظروفك كما ترين فزواجي منها كان بحكم ظروفي

ولا أستطيع قول المزيد "

قلت بأسى وأنا أتمسك به أكثر " لكنها تشاركني فيك يا نواس

ولا أستحمل هذا لا أريد أن تكون لغيري أنت لي أنا ووحدي "

زاد من احتضاني أكثر وقال " لنترك كل شيء لوقته وسنجد

له حلا ودعينا الآن نعيش أيامنا هنا كما أريدها أنا ومنذ

سنوات أرجوك يا وسن "

ابتعدت عن حضنه وهززت رأسي بحسنا أنظر للأرض

فمد يده لذقني وأمسكه ورفع وجهي له ومسح دموعي بيده

الأخرى قائلا " ماذا أفعل ولا أرى عينا الغزلان هذه

دامعة ، ارحميني يا فؤاد نواس "

مسحت عيناي بقوة وقلت " حسنا لن أبكي حتى تنتهي رحلتنا "

ضحك وقبل شفتاي قبلة صغيرة وقال " يعني ما

أن نرجع سنعود للدموع "

ابتسمت ثم ضحكت ضحكة صغيرة أمسح طرف عيني

كالأطفال فأمسك وجهي بيديه وقبل شفتاي عدة قبلات

وقال مبتسما " كيف أفعل مع طفلتي يا بشر ستصيبني بالجنون "

قلت وأنا أحاول الابتعاد " نواس قد يرانا أحد ابتعد عني "

أمسك وجهي أكثر وقرب شفتيه من شفتاي وقال بهمس

" ما رأيك بواحدة كتلك لقد قتلتني بها يا وسن "

ابتعدت أضربه على صدره قائلة " نواس أقسم أن

أغضب منك لا تتحدث عن شيء مما كان عند تلك

الصخرة وسنتركه هنا "

ضحك وفتح لي باب السيارة قائلا " كل شيء قد

يبقى هنا إلا تلك تفهمي "

ثم توجه جهته وركب فتنهدت ألعن قلبي وغبائي على ما

حدث وفعلته لكن ليس ذنبي لم أستطع المقاومة ، ركبت

بسرعة على صوت منبه سيارته دون توقف وأغلقت الباب

وأبعدت له يده عنه قائلة بضيق " يكفي ثقبت لي طبلة أذني "

فضحك وشغل السيارة وتحركنا وأنا أحاول ترتيب شعري

على المرآة الأمامية بعدما أدرتها جهتي فقال مبتسما

" إن تعرضنا لحادث سير سيكون بسببك "

أعدتها جهته وقلت " وأي حادث هذا ولا طرق

معبدة هنا ولا ســ.... "

لأقطع كلامي صارخة وأنا أشير بإصبعي للخارج قائلة

" غزال نواس أنظر "

قال بصوت مبتسم " وغزلان أيضا يا غزالة نواس

فهذا مكانهم جلبتك له خصيصا "

كنت أنظر للغزال بدهشة وهوا يقفز قفزا وتحرك

نواس جهته بسرعة وقال " تمسكي جيدا "

أمسكت بطرف النافذة المفتوحة أصرخ بحماس وخوف من

سرعتنا قائلة " هناك دعنا نقترب منه ويوجد واحد آخر انظر نواس "

قال بعد ضحكة صغيرة " سأزيد السرعة إذا "

تمسكت بالنافذة أكثر وزاد السرعة وكلما لف بالسيارة

شعرت أنها ستقع بنا جانبا ثم قال صارخا " خذي

البندقية من الخلف واصطاديه "

قلت بصراخ أكبر " مستحيل لا أستطيع "

قال ضاحكا " جبااااااانة "

ضربته بقبضتي على كتفه وقلت " بل لا أريد أن يموت "

قال " حسنا شاهديه فقط إذا وهناك مفاجأة لك "

نظرت لهما وهما يبتعدان ونواس يخفف السرعة

وقلت بحسرة " ابتعدا ليثني فقط أحضرت هاتفي "

أوقف حينها السيارة فنظرت له بحيرة وهوا يفتح الباب

وينزل ثم توجه جهة بابي فتحه وقال " انزلي سنتبادل الأمكنة "

نظرت له بصدمة فأمسك يدي وسحبني للخارج قائلا

" سيعجبك هذا فقط جربي "

وقفت خارجها وقلت " لا أستطيع لا أعرف "

سحبني للجهة الأخرى وقال " جربي فالأمر سهل

جدا وكثيرات يقدن السيارات "

ركبت منصاعة وقد أكون أحببت الفكرة وأغلقت الباب

وركب هوا بجانبي وأغلق بابه وقال " هيا اضغطي بقدمك

على تلك وتحكمي بالاتجاهات بالمقود وأنا سأحرك

ذراع السرعة بجانبي "

فعلت كما قال فتحركت السيارة فصرخت ضاحكة بحماس

وأنا أقول " فعلتها نواس أنا أقودها فعلا "

ضحك وقال " نعم والآن اضغطي هذه أكثر واستعدي للإسراع "

فعلت كما قال لتنطلق السيارة مسرعة وتقفز بنا فوق الصخور

فصرخت قائلة بذعر " ماذا أفعل أنا خائفة أوقفها نواس بسرعة "

قال ضاحكا " لا تخافي وأبعدي قدمك قليلا "

خفت سرعتها وأصبحت أعتاد الأمر شيئا فشيئا وأقود بحماس

وسعادة ونواس يوجهني لما أفعل حتى ترك ذراع السرعة

والتفت للمقعد الخلفي وأخذ بندقية الصيد وعاد للأمام قائلا

" قودي في ذاك الجانب على ذات السرعة "

تحركت حيث قال وأخرج هوا البندقية من النافذة وجزء

من جسده معها وقال " حركي ذراع السرعة للأمام

درجتين وزيدي السرعة يا وسن وفي نفس الاتجاه "

فعلت ما قال رغم توتري وخوفي وأصبحت سرعتي مخيفة

وأنا أصرخ بأني خائفة وسأبعد قدمي وهوا يصرخ أن أتابع

حتى سمعت صوت إطلاق النار فأبعدت يداي وأغلقت بهما

أذناي صارخة فأمسك نواس المقود وأوقف السيارة ثم فتح

الباب ونزل منها قائلا " رائع لقد اصطدناه ، أنا وخاطر

كان يأخذ منا نصف يوم "

توجه لجهة معينة رفع شيئا ثم عاد جهة السيارة وأراه لي من

بابه كان شيء يشبه الأرنب وليس أرنبا ولا فأرا شيء غريب

حركه وقال بحماس " هذا الحيوان أصعب صيد في البرية

جميعها فكم كان يتعبنا وحصلنا عليه اليوم بسهولة "

كنت أنظر له في يده باستغراب ثم نزلت قائلة " أرمه واركب

مكانك وقُد سيارتك بنفسك أنا تبت عن فعلها ما حييت "

ضحك وقال وهوا يتوجه لصندوقها الخلفي

" كيف أرمي صيدا ثمينا كهذا "

ركبت مكاني السابق وركب هوا وحرك السيارة قائلا

" ستتذوقين طعم لحمه وستعرفين قيمة صيدنا هذا "

نظرت له وقلت بقرف " يع أنا تريدني أن آكل من ذاك الفأر الكبير "

ضحك كثير ثم قال " هذا الفأر الكبير يرابط البعض

لأيام في البر لاصطياده "

قلت ببرود " مغفلين لو يشتروا دجاجة ويأكلوها أفضل لهم "

عاد للضحك مجددا فنظرت جهته وقلت " هل تصطادا دائما "

قال ونظره للأمام " أحيانا نقضي أكثر من أسبوع نخيم في البر "

قلت باستغراب " ألا توجد هذه الأشياء في الأسواق

تشترونها أوفر لكم من كل هذا التعب "

عاد للضحك فقلت بتذمر " نواس لا تسخر مني "

قال بعدما أنهى ضحكه " المتعة في مطاردته

واصطياده ليس شرائه "

قلت ببرود " هواية غريبة "

قال مبتسما " ألم تستمتعي بكل ما فعلته ثم يفترض

بك أن تحبي كل ما يحب زوجك "

شعرت بمشاعر غريبة وهوا يقول زوجك وينسب نفسه

لي بل يؤكد لي أني لست في حلم ، ضممت ذراعه ودسست

وجهي فيها وقلت بألم " آه يا نواس كم بعُد هذا الشيء

وطال حتى أتعبنا ودخل الأغراب وأخذوا هذه

الخصوصية واجتازوها "

مسح على شعري بيده الأخرى وقال " المهم أننا الآن معا

يا وسن هذا المهم فالصعب أن يكون فراقا لآخر العمر "

أبعدت وجهي وقبلت خده واتكأت على ذراعه وبقيت

متمسكة بها وسرنا مسافة حتى وصلنا لطريق ترابي وقال

" دعيني أخرج هاتفي "

ابتعدت عنه وتركت ذراعه فمدها للدرج فتحه وأخرج هاتفا

غريبا كبير وقبيح فتحه واتصل به ، يبدوا أنه الهاتف الذي

يعمل بالأقمار الاصطناعية فلا اتصالات هنا ، قال بعد قليل

" مرحبا بابن الصحراء "

ثم ضحك وقال " وكيف تكون هذه يا غبي المهم أني

في الطريق إليك "

سكت قليلا يستمع ثم ضحك وقال " لا طبعا لا نكبات هذه المرة "

" حسنا نلتقي ونتحدث المهم سأوقف سيارتي عند الغرف

الشرقية لتنزل زوجتي هناك فابتعد أنت ورعيانك

عن الجهة بأكملها "

استمع له ثم ضحك وقال " افعل ما قلت من غير كثرة

حديث يا معتوه وسنلتقي ونتحدث "

أنهى بعدها المكالمة ونظر لي ثم أماما وقال " زوجته وأبنيه

هنا سأنزلك عندها لتأخذي منها شيئا تغطي به شعرك

وتتعرفي عليها وسيعجبك المكان "

قلت بحماس " رائع فكم سمعت عن الأماكن التي ترعى

فيها الإبل والمواشي وقالوا أنها جميلة "

ضحك وقال " من هذا الذي كذب عليك "

قلت بعبوس " نواس ما بك لا أقول شيئا لا تضحك

منه يبدوا تسخر مني "

مد ذراعه لي ونظره أمامه وقال " تعالي يا قلب

نواس هل هناك من يسخر من قلبه "

اتكأت على كتفه وضمني بذراعه فمسحت بكفي على صدره

صعودا حتى طوقت عنقه وقلت بهمس " أحبك نواس

أحبك بحجم لا تتصوره "

مسح على ظهري بيده في صمت يقبل رأسي كل حين وبعد

مسافة وصلنا لسور كبير ومنخفض بعض الشيء فابتعدت

عن كتفه وقلت باستغراب " هل هنا يعيش صديقك "

أوقف السيارة وقال " لا هنا إحدى المفاجأات هيا انزلي "

قلت بحماس " رائع ومفاجأات أيضا "

نزل ودار جهتي فتح لي الباب وأنزلني بنفسه فقلت

ضاحكة " يلزمها سلالم من علوها "

قبل خدي وقال وهوا يغلق الباب " بل أنتي يلزمك

كعب حداء مرتفع "

ضحكت وقلت " وكيف أسير به هنا "

أمسك يدي وسحبني معه نسير بجوار السور أحاول رؤية

شيء مما ورائه ثم قفزت لأرى فوقف وأبعدني قائلا بضحكة

" توقفي يا مخادعة حتى نصل "

قلت مبتسمة " لم أستطع أكاد أموت فضولا "

ضحك وتحرك بي قليلا حتى كنا عند باب حديده منخفض

حتى نصف أجسادنا والباقي أعمدة حديدية فقط ليظهر لي

ما يخفي هذا السور الطويل وشهقت بقوة وأنا أرى العدد

الكبير من الغزلان بداخله بأحجام مختلفة منها النائمة ومنها

الواقفة والتي تقفز وتركض فأمسكت بالقضبان وأنا أنظر لها

وقلت بحماس وصدمة " نواس كل هذه غزلان ما أروعها "

أخرج مفاتيح من جيبه وفتح بأحدها قفل الباب وأبعد

السلسلة الحديدية وفتحه قائلا " نعم كلها غزلان

وملكي أيضا , ادخلي هيا لتريها عن قرب "

قلت بتردد " ألن تؤذينا "

قال وهوا يدخل أكثر " لا وأغلقي الباب بعد دخولك "

دخلت ورددت الباب ووقفت بجانبه أنظر لهم

حولنا وقلت " كلها لك أنت "

وضع ذراعه على كتفاي وقال " نعم ولك أنتي معي فمالي

مالك وأملاكي أملاكك وهذا أحدها "

نظرت له وهوا ينظر لهم وقلت " وما لديك هنا غيرها "

نظر لي وضحك وقبل شفتاي وقال " هل تريدي

أن تحصي أملاكك "

قلت باستياء " نواس ما هذا الذي تقوله "

ضمني لكتفه نشاهدهم معا وقال " لا شيء غيره فالإبل

والمواشي لا تستهويني أما هذه فحبي لها من حبي لك "

ثم اقترب بي حتى سرنا بينهم وكنت أنظر بخوف للضخام

فيها وقلت وأنا أتمسك به " نواس ما بها بعضها مخيف "

ضحك وقال " هؤلاء الذكور تعالي لتري هذا "

وصلنا عند واحد صغير بل يبدوا أصغر المجموعة ونزل له

يمسح على ظهره وقال " هذا آخر مولود عمره أيام فقط "

نزلت مثله ومسحت على وجهه الصغير بسعادة وقلت

" علمت الآن لما كنت تأتي هنا دائما وتبقى لأيام , من

روعة كل شيء في هذا المكان "

وقف ووقفت معه وقال وهوا يمسح على إحدى الغزلان

بجانبه " هذه المخلوقات حذرة جدا ولا تؤمّن لأي أحد ولو

لم يعتادوا رؤيتي لما سمحت لنا والدة الصغير بلمسه "

قلت بخوف " تقصد أنه إن كنت وحدي هنا لخرجت

مليئة بالثقوب بسبب قرونها "

ضحك وقال " لا طبعا إن لم تؤذيها , لكنها ما كانت

ستبقى قريبة منا هكذا وستبتعد عن مكان تواجدك "

لويت شفتاي وقلت بغنج " يالا عديمو الذوق يحبونك

أنت الرجل وأنا المرأة الرقيقة يخافون مني "

ضحك وشدني ناحيته وأمسك وجهي وبدأ بتقبيلي فقلت

بضيق مبتعدة عنه " نواس توقف هذه حيوانات لكنها

تنظر ثم ماذا إن جاء أحد هنا "

حضنني ضاحكا ثم سار بي بينهم فبدأت بالركض خلف

الغزلان الصغيرة بينهم فوحدها أقدر عليها لكني كلما اقتربت

من أحدهم هرب مني ونواس في ضحكة واحدة حتى

قال صارخا " اهربي وسن أحد الذكور قادم من خلفك "

لأصرخ تلك الصرخة المدوية ولم أشعر بنفسي إلا وأنا في

حضنه وهوا يضحك فابتعدت عنه أضربه بقبضتي على

صدره وقلت بضيق " كاذب وكم تحب أن تضحك علي "

أمسك وجهي وعاد لتقبيلي مجددا فابتعدت عنه بقوة

وقلت " محتال لهذا فعلت ذلك "

قال بضحكة " لو لم أفعل هذا لما أتيتِ لي أبدا "

أبعدت يداه وابتعدت مجددا أركض خلفهم وقال ضاحكا

" حسنا تعالي سأقول لك شيئا "

لكني لم أكترث له ولم أخرج معه حتى أمسك لي بأحدهم

ووضعه جالسا في حجري أمسح على ظهره فوضع

يديه وسط جسده وقال " هكذا سأشعر بالغيرة "

ضحكت وضممت عنقه الصغير بذراعي فأبعده عني

بالقوة وقال " يكفي الوسن تشاركني هذا الحضن

هيا بسرعة سنغادر "

خرجنا من هناك وركبنا السيارة وتوجهنا نحو غرف

مبنية حديثا وبجانبها أشياء يبدوا تعمل بالبنزين أو الديزل

من أصواتها ومؤكد من أجل الماء والكهرباء , أوقف

السيارة وقال " انزلي هنا , في هذه الغرف عائلة خاطر "

نظرت له وقلت باستغراب " يعيش وعائلته هنا !! "

هز رأسه بنعم وقال مبتسما " زوجته رفضت تركه هنا

والعيش في المدينة بل كانت وابنيها في خيمة هنا "

نظرت له بصدمة وقلت " غبية "

ضحك كثير ثم أمسك أنفي وقال " ولما غبية تحب زوجها

وتريد أن تكون معه تحت أي ظرف كان هل كنتي

أنتي ستتركينني هنا وتعيشين هناك وحدك "

أبعدت يده ووضعت يداي وسط جسدي وقلت

" ولما لا تفكر أنت بي "

انحنى جهتي وفتح بابي وقال مبتسما " كيف أترك عملي

ورزقي من أجلك ونموت جوعا هيا فزوجته تنتظرك "

استوى في جلسته مجددا فلففت ناحيته وطوقت عنقه

بذراعاي وقبلت خده ثم ضممته بقوة وقلت بهمس

" سأشتاق لك "

مسح بيده على ظهري وقبل خدي وقال

" كلها ساعات قليلة وسنكون معا "

ابتعدت عنه انظر له فأمسك وجهي وقبل شفتاي قبلة

صغيرة وقال " إن لم يعجبك الوضع هنا فأخبريني فقط "

هززت رأسي بحسنا وقبلت شفتيه سريعا ونزلت وطرقت

الباب ودخلت المكان لأجد في استقبالي زوجته التي قابلتني

برحابة ووجه مبتسم وأدخلتني للداخل ، كانت مجموعة غرف

على ما يبدوا وأحدها مطبخ ويبدوا الحمام مستقل في الخارج

كما أنه لا يزال هناك المزيد من الغرف المنفردة غير هذه

دخلنا لغرفة مجهزة بمجلس أرضي أرقى من تخيلي ومن هذه

الصحراء وجلسنا وجاء ابنها ويبدوا لم يتجاوز العامين وقال

كلاما لم أفهم أغلبه فوقفت وقالت " بعد إذنك ابني يبدوا

استيقظ سأجلبه وأرجع لك "

ثم خرجت وعادت بعد قليل تحمل طفلا يبدوا عمره أشهر

وضعته في حجري وقالت " إن لم يزعجك الأمر امسكيه

قليلا حتى أحضر لك فستانا وحجابا كما طلب زوجك "

هززت رأسي بحسنا مبتسمة لها فخرجت وابنها يتبعها

ونظرتُ أنا للصغير في حجري وهوا يلعب بالخيط المتدلي

من قبعة بيجامتي وابتسمت بحب وضممته لحضني ومشاعر

غريبة تولد في داخلي وتمنيت بالفعل أنه ابني من نواس فكم

سيكون ذاك شعورا رائعا أنا حقا أريد ذلك وأكثر منه ، بعد

قليل عادت زوجة صديق نواس وجلبت فستانا طويلا مزركشا

بالخيوط ومدته لي وقالت " أتمنى أن يعجبك ويكون على

قياسك والحجاب معه البسيه وقت الحاجة له "

أخذته منها وقلت بامتنان " شكرا لك واعذري

ثقلنا فالأمر لم يكن مدبر له "

أخذت ابنها مني وقالت " أبدا أنا سعيدة أن زارتني

امرأة هنا ، سأخرج فالبسيه على راحتك "

قلت بإحراج " لو لم يكن فيها ثقل أريد أن أستحم أولا "

قالت مبتسمة " الحمام هنا بجانب الغرفة ويوجد

غيره في الخارج "

وقفت ودخلت الحمام استحممت ولبسته وغسلت البيجامة

لأنها اتسخت قليلا ونحن من مكان لآخر ثم ارتديت الفستان

كانت المرة الأولى ألبس هذا النوع منهم في حياتي فلباسي

كان دائما بنطلونات وتنورات ، خرجت بعدها وعدت للغرفة

فوجدت طعاما تجلس وابنيها حوله وقالت مبتسمة ما أن رأتني

" عليك أجمل مني فجسدك أنحف وأنا ممتلئة فلم

أرتديه سوا مرة واحدة "

توجهت نحوهم وجلست وقلت " كنت ممتلئة قليلا مثلك

لكني الفترة الأخيرة بسبب تعب معدتي فقدت كثيرا من

وزني وسيكون عليك أجمل بالتأكيد "

قالت بعد ضحكة " أبدا نحافتك متناسقة وجسدك جميل ولون

بشرتك الناصح عكس على لونه كثيرا فلا تجامليني "

ثم قربتْ الصينية وقالت " تفضلي شيء بسيط حتى

وقت الغداء فزوجك قال أنك لم تأكلي شيئا "

قلت بحياء " لما تتعبين نفسك نواس فقط يبالغ في

هذا فأنا لا رغبة لي في الطعام "

قالت وهي تطعم ابنها " يبدوا يخاف عليك كثير حتى

أنه أخبر خاطر يتأكد مني أنك أكلتي "

قلت مبتسمة بإحراج " نواس هكذا دائما "

قالت ضاحكة " أو أنكما عرسان جدد "

ضحكت وقلت " أجل تزوجنا منذ شهر فقط "

ثم ضحكنا معا وقالت " شهر ويجلبك للبر بدلا

من أن يسافر بك لمكان أفضل "

مددت يدي للخبز وقلت " هكذا كانت الظروف ثم ما

به البر لقد استمتعت كثير ولم أتخيله هكذا "

وأمضينا الوقت نتعارف ونتحدث وعلمت أنها متعلمة وحاصلة

على شهادة إدارة أعمال وانتهت بالعيش هنا وتربية الأولاد

وما يعجبني فيها قناعتها التامة بوضعها وما يهمها أن تكون

بقرب زوجها ، أعددنا الغداء معا وتناولناه سويا والرجال

وحدهم ثم أخبرتني أن زوجها ونواس خرجا للصيد هوايتهما

المفضلة وبعدما تناولت الغداء ومدحته كثيرا علمت أن السبب

هوا لحم ذاك الشيء الذي اصطاده نواس وأنا أكلت منه

بشهية وأعجبني ولم أكن أعلم أنه ذاك الفأر الضخم

وقضيت النهار برفقتها وخرجنا نتمشى قليلا بجوار غرفهم

وتحدثنا عن مواضيع كثيرة وأعجبت بثقافتها ورقي أفكارها

فهي وهذا البر لا يتوافقان أبدا ، نظرتْ يمينا وقالت

" هذا صوت سيارة زوجك يقترب لنرجع لأن خاطر

يكره خروجي نهارا وحدي بوجود الرعيان "

قلت ونحن نرجع جهة الغرف " وماذا إن

كان رآنا ستتسببين لنفسك بمشكلة "

دخلت قائلة وأنا أتبعها " خفت أن يصيبك الملل هنا سجينة

الغرفة طوال النهار ثم لا خوف منه مادام زوجك معه "

وتابعت وهي تجلس بابنها " كم مرة سمعته في السابق يتحدث

معه عني وأبنائه ويقول له بأنه يظلمنا بالعيش في هذا المكان

حتى أنه هوا صاحب فكرة البناء هنا وأصر عليه بل وساعد

في كل هذا حتى اكتمل البناء ، زوجك إنسان ينذر وجوده

بين الرجال فله قلب يحمل حنان قلب امرأة "

ابتسمت بحب بل بفخر بسبب كل ما قالته عنه فنواس هوا

نواس كما عرفته من قبل أن أراه فقط تقلبات قدرنا من

غيرته ناحيتي سابقا , وقفتْ ودخلت المطبخ ومؤكد لتعد

العشاء ويبدوا أن الصيادان لم يصطادا شيئا أو هكذا ظننت

لأنه ما أن انتصف المساء حتى أحضر زوجها لنا لحما مشويا

على النار وأكلت منه وكأني لم آكل شيئا وأنا من تعشت الآن

فطعمه كان رائعا ثم جلسنا أساعدها في تغيير ملابس طفليها

حين طرق أحدهم الباب وهوا زوجها بالتأكيد لكنها عادت سريعا

وقالت " زوجك يريدك عند النار لفي خلف هذه الغرف وستجديه "

وقفت ولبست حجابي وخرجت ولم أتوقع أن يطلبني للخارج

ظننته سينام مع صديقه ونغادر صباحا ، سرت حول غرفهم

ووجدت أخرى وسرت خلفها أيضا أشعر بالخوف من الظلام

وسكون المكان فلا وجود ولا لضوء القمر , وضوء غرف

صديقه بقي خلفي ، سرت حتى رأيت ضوء النار فشعرت

بالأمان وأنا أرى الجالس هناك يعطيني طهره ووقفت مكاني

حين مر صديقه من خلفه دون أن ينتبه لي ووضع يده على كتف

نواس وقال " تصبح على خير فمؤكد لن أراك قبل الصباح "

شعرت بأني أنصهر خجلا من كلامه وضحك نواس وقال دون

أن يلتفت إليه " نعم وما أفعل بك وأترك حضن زوجتي "

لأشعر أنه سيغمى عليا من الإحراج وعدت خطواتي للوراء

حتى ينتهي حديثهما فيبدوا أنه لا حدود بينهما في هذا فقد

استمر ضحكهما وكان نواس يرميه بالأحجار الصغيرة وذاك

يتحدث ويضحك ، بقيت قليلا حتى غادر صديقه واقتربت منه

وشعر بخطواتي ما أن صرت خلفه فالتفت لي ونظر لجسدي

وفستاني على ضوء النار ثم مد يده لي وقال مبتسما " تعالي يا

غزالة نواس التي لم يزدها البر وملابسه سوا فتنة "

عدلت حجابي أنظر للأرض بخجل واقتربت منه وأمسكت

يده وجلست بجانبه فضمني لكتفه بذراعه ونزع حجابي بيده

الأخرى وقال " هل أعجبك المكان هنا أم نغادر الآن "

حوطت خصره بذراعاي وقلت بهمس " بلى أعجبني "

مسح على شعري يبعده عن وجهي وقال

" إذا يبدوا رحلتنا ستطول هنا "

ابتعدت عنه ونظرت لوجهه وقلت " لولا جامعتي لبقينا

أكثر لكن امتحاناتي اقتربت كثيرا و رسالة تخرجنا

تأخرت بسببي بما يكفي "

حضن وجهي بيده وقبل خدي وقال " كل ما تريديه

سيحدث سنقضي الغد هنا ونرجع ليلا للمزرعة "

بقيت أنظر لملامحه مبتسمة بحب فمسح بظهر أصابعه على

خدي وقال بهمس " لو كنت شاعرا لكتبت قصيدة في هذه

الملامح التي علمتني الليلة أنه لضوء النار حكايا كثيرة حين

يكتب على صفحات الحسن والفتنة فهل السر في

النار أم في حبيبتي "

قلت مبتسمة وعيناي في عينيه " كل هذا ولست شاعرا "

ثم أملت رأسي وقلت بنبرة طفولية " وهل عندك شك

أني أنا من زدت النار روعة "

لأكتشف أن هذه أكبر حماقة مني وفي غير وقتها لأنها جعلتني

فريسة لقبلة مجنونة عبثا سأحاول إيقافها لأنها أضعفتني حد

العجز عن كل شيء سوا عيشها معه ثم أبعد شفتيه قليلا

وتنفس بقوة وقال بهمس وشفتاه تلامس شفتاي

" أحبك غزالتي وأقسم لم أعرف هذا إلا معك "

لم أفهم إن كان يقصد الحب لم يعرفه إلا معي أم قبلته لي

لكني فقط شعرت بالسعادة لكلماته فنزلت دمعتي سريعا لتسبق

أصابعه نزولها فعانقته بقوة وقلت بعبرة " تأخرنا كثيرا نواس

كم تأخرنا عن كل هذا , لما حدث معنا كل ما حدث "

ضمني له بقوة وقبل خدي بحنان وقال " المهم أننا اجتمعنا مجددا

قولي هذا كلما زارت هذه الأسئلة بأحزانها قلبك يا وسن"

شددت ذراعاي على عنقه أكثر وقلت " أجل المهم أننا في

النهاية صرنا معا يا عينا وسن التي تعشقها "

حملني بعدها وسار بي فتمسكت بعنقه وقلت

" نواس أين تأخذني "

ضحك وقل " لغرفتنا هنا طبعا أم تضني أني سأتركك

تنامين الليلة بعيدا عني "







*

*









كنت جالسة مكاني كالصنم منذ استمعت للبرنامج والمتصلة

التي قالت أنها والدة أحزان السنين وكانت تبكي وتطلب أن

ندعو له لأنه في المستشفى وفي حالة حرجة بسبب تعرضه

لحادث مروري ، وأنا هذا حالي جالسة طوال الليل وكل

دمعة تلحقها الأخرى أنتظر طلوع شمس الصباح ووسن

الحمقاء لا تجيب على هاتفها حتى أني من صدمتي اتصلت

بنواس وهاتفه مغلق , يبدوا أنها تنام في حضن زوجها وأنا

هنا أغلي من الانشغال وقلة الحيلة ، وقفت وبدأت بالدوران

في غرفتي أضم يداي لصدري وأتمتم بخفوت " يا رب

صبرني حتى الصباح وأحفظه من أجلي يا رب هوا طوق

نجاتي من همومي , بل ليبقى حيا حتى إن كان لغيري "

وما أن طلعت شمس الصباح حتى خرجت من المنزل ولم

أخبر أحد كي لا يمنعوني فلن يوافق خالي ولا جدتي على

خروجي ، ركبت سيارة أجرة وتوجهت لأكبر مستشفيات

العاصمة في الفور نزلت ودخلت راكضة ألهت وتوجهت

من فوري لقسم الاستقبال كان هناك شاب وممرضة وآخر

يولي ظهره جالس على الكرسي فقلت ما أن وقفت

" هل وصلت حالة لحادث سير أسمه معاد أحمد الشـ "

ولم أكمل جملتي حتى قالت الممرضة

" وصلت قبل ليلة البارحة وتم نقله "

قلت من فوري " أين أخذوه "

رفعت كتفيها وقالت " لا علم لي أخرجه أحدهم في

إسعاف خاصة قد يكونوا أخرجوه خارج البلاد "

أمسكت قلبي وقلت بدمعة محبوسة

" هل حالته خطيرة لهذا الحد "

نظرت للشاب ثم لي وقالت بسخرية " لو لم تكن كذلك ما نقلوه "

قلت بضيق " وهل تريه وقت سخرية واستهزاء إنسان

يموت أسألك عنه ويكون جوابك باردا كقلبك "

قالت بحدة " ما رأيك أن تضربيني أيضا لست من

صدَمه ولا صدم به أو لا أكون قتلته ولا أعلم "

قلت مغادرة " لو كنت فعلتها لقتلتك وكل سلالة عائلتك "

ثم خرجت من المستشفى كل دمعة تلحقها الأخرى ووقفت

لا أعلم أين سأذهب وما سأفعل ، ما به حضي هكذا بعدما

وجدته يموت ويتركني ، ليعيدوه لي حتى مشلول أو من غير

ساقين المهم يرجعوه لي حيا وتلك الحمقاء وسن لا أعرف متى

ستجيب على هاتفها أو يفتح زوجها هاتفه هل هذا وقته الآن

تنام في العسل وأنا أحترق وكأنه ليس صديقه وأنا لا أحد لي

غيرهما ، جربت رقمه مجددا وعلى حاله مقفل لما من يحدث

له حادث يغلقوا هاتفه ؟ شعرت بشيء ضرب كتفي ودفعني

للأمام فنظرت فكان صديق نواس الآخر ذاك الوسيم المدعو

معتصم فكان وكأن ساعة الفرج حلت علي , نظر لي

وقال " عذرا يا آنسة آسف كنت مستعجلا "

آه يالا حظ من تكون زوجتك وسامة فاقت الحد ولباقة وأسلوب

كان سيغادر فلحقت به فمؤكد جاء يسأل عنه وسيعرف كيف

يصل له , ركب سيارة لا تقل جمالا عنه وكأنه خلق لها

وصنعت لأجله وتحرك ليغادر وهاتفه على أذنه فركبت سيارة

الأجرى وقلت للسائق " الحق هذه السيارة وسأدفع لك كل ما تريد "

تبعنا سيارته حتى وصل لمستشفى خاص نزل ودخل وأنا خلفه

عيني لم تتركه لحظة حتى دخل إحدى الغرف فانتظرته بعيدا

حتى خرج فتسللت للغرفة وفتحت بابها ببطء متمنية أن لا

أجدها فارغة لأن صديقه ذاك خرج سريعا وما أن فتحت

الباب حتى وجدته مضجع على السرير يضع ساق على

الأخرى وينظر لي بابتسامة انتصار فشهقت بصرخة أو

صرخت بشهقة عندما قال " وأخيرا يا ملاك الليل "







*

*







شعرت بشيء يجري على يدي فنفضه وجلست صارخة من

نومي لأجد نواس جالسا بجانبي ويضحك وفي يده عود قش

فأمسكت الوسادة وضربته بها كثيرا وقلت بضيق

" ظننتها حشرة من بركم هذا , لقد أخفتني الا تُقدر أني

نائمة كم تهوى إزعاجي يا نواس "

أبعدها وأخذها مني ورماها بعيدا وسحبني ناحيته فخلصت

نفسي منه بصعوبة ووقفت وقلت " ابتعد لن تلمسني عقابا لك "

اضطجع على الفراش تحته مسندا لنفسه بمرفقه وقال بمكر

" جربي وستري ما سأفعل لك "

جمعت شعري للخلف أتأفف منه فضحك وقال

" حله الوحيد قصيه كشعري "

نظرت له بصدمة فمد يده لي وقال " تعالي تعالي "

هززت رأسي بلا وقلت " أين خرجت منذ وقت وتركتني "

ضحك وقال " كنتِ مستيقظة وتدعين النوم إذا "

تحركت مبتعدة أكثر وقلت " بل عدت للنوم مجددا

لأنك تأخرت كثيرا "

مد يده مجددا وقال " تعالي وسأخبرك "

هززت رأسي بلا فقال " تعالي أو جئتك أنا "

قلت مبتسمة " أهرب للخارج "

قال بصدمة " بملابسك هذه أقسم أن أدفنك هنا وأرجع "

شهقت بقوة وقلت " تدفنني يا كاذب يا من تقول أني

قلبك ومن دونه تموت "

وقف وتوجه ناحيتي فهربت من جهة الباب ففتحه ضاحكا وقال

" محتالة أعلم أني أتعبتك ولم أتركك تنامين البارحة لكن لدي

لك مفاجئة في الخارج بسرعة غيري ملابسك وأخرجي "








****************************************************

******************************************

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 09-08-15, 04:07 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أوجاع ما بعد العاصفة (الفصل الثامن والعشرون)

 

أبعد يديه وقال ونظره للأسفل " سينقلك جابر من هنا فذاك

الرجل لم يرجع لمنزلكم وأصبحتِ في خطر حقيقي"

نظرت له بضياع ثم قلت ببحة " وأنت من طلب ذلك "

رفع رأسه ونظر لي بصدمة ثم قال " أبدا لم يحدث "

نظرت له بحزن ودمعة تدلت من رموشي وقلت

" دعاء تحبها أليس كـ..... "

وضع أصبعه على شفتاي مسكتا لي ثم مسح دمعتي بإبهامه

وقال " دعاء لم ولن تعنيني يوما وطردتها من منزلي

وحياتي وهذه الخطوة كان عليا فعلها منذ وقت "

نظرت للأسفل وقلت بحزن " وأنا فعلت معي ذلك أيضا "

سكت قليلا ولا أعلم تأثير كلامي عليه ثم شعرت بيديه على

كتفاي وصوته قائلا بحزم " سما اطردي هذه الأفكار

من رأسك مفهوم "

هززت رأسي بلا وقلت بأسى " لا أستطيع لأنها الحقيقة "

هزني بقوة وقال بضيق " لا تتصرفي بغباء لم أعرفه فيك

سابقا يا سما أنا لم أفكر في طردك من حياتي يوما بل

أخاف عليك من مستقبلك معي "

رفعت يداي وأبعدت بهما يديه ورفعت نظري له وقلت

بحرقة " أنا لم أهتم يوما للفروق بيننا يا نزار وأراك أفضل

مني ومن الأثرياء بكثير فهل تقاس الناس بالمال أم بأعمارها

أنا لست غبية ولا صغيرة كما يخبرك عقلك يا نزار ولن أنظر

لنفسي أني بعقل أقل من الراشدات فانظر أنت لنفسك كرجل

بمستوى الأثرياء ... معادلة سهلة لكنك تصعبها دائما "

نظر لي نظرة غريبة وكأنه لم يتوقع كلامي ثم هز رأسه

بلا ونظر للأسفل وقال " صعبة يا سما في الجزء الذي

يخصني وستفهمين يوما معنى كلامي "

قلت بضيق " بل فهمته الآن "

رفع رأسه ونظر لي فقلت وأنا أضربه بقبضتي على صدره

ونظري عليه " أنت إنسان فاشل يا نزار فاشل بسببك أنت

أو لم تهتم لأمري أبدا وتتحجج ولن أصدقك مهما قلت

وحدهم الفاشلون يفعلون هذا يدمرون أنفسهم دون

سبب فاشل يا نزار فاشـ..... "

شدني فجأة لحضنه لتختفي كلماتي هناك بل لتنطلق دموعي

التي أمسكتها طوال الوقت وقلت بعبرة " أنت فاشل وعاجز

عن رؤية نفسك كما يراك الناس أنت ميت يا نزار ميت

في جسد حي ولا نفع منك "

شدني لحضنه أكثر ولم يترك مجالا سوا لدموعي ترسم

النهاية على صدره نهاية حبي له , نهاية وجودي في حياتهم

ونهاية كل ذكرى جمعتني هنا به لأنه وبكل بساطة طردني من

حياته وقالها لي علانية بل وسيطبقها ليثبت لي أكثر أنه مقتنع

بما يقول ، قلت ببحة " طردتني من حياتك ليتك فعلتها منذ البداية "

شد ذراعيه حولي أكثر حتى شعرت بعظامي ستتحطم بينها

وقال بأسى " يكفي يا سما ارحمي نفسك لترحميني "

ابتعدت عنه بقوة وخرجت من المطبخ راكضة وصعدت

لغرفتي وأغلقت الباب خلفي وركضت للسرير وارتميت

عليه فسمعت طرقته على الباب وصوته قائلا

" سما افتحي الباب "

قلت بصراخ باكية " لن أفتحه أتركني وشأني لا أريد أن أسمع

صوتك ولا تتحدث عن الأمر مجددا أكرهك يا نزار تفهم "

لم يتحدث بعدها ويبدوا غادر وبقيت أنا على حالي أدس

وجهي بين ذراعاي أخفي عبراتي فيهما





*

*







وقفت بجانب الباب متكأ برأسي للخلف على الجدار استمع

لبكائها المكتوم ولا أجد تفسيرا أو سببا لوقوفي هنا , أعلم أن

هذا موجع لها لكنه سيكون أقل وجعا من بقائنا معا وستكتشف

ذلك يوما , أقسم أنها عليا أقسى مما هي عليها لكن العواطف

لا تنفع في هذه الحالة لأنها ستخسرنا كلينا سأخسر أنا كرامتي

وستخسر هي أهلها , سامحيني يا سما يا طفلة نزار بل يا قلبه

فلو كان الأمر بيدي ما خرجتِ من هنا لآخر عمرك لو كان

بيدي لنظرت لنفسي كما تنظرين أنتي لي لكني لا أستطيع

لأن الناس لن تستطيع ذلك ووحدك من ستبقي تقنعين نفسك

بنظرتك لي حتى يقتلوها في داخلك وداخلي ولن يصمد حتى

الحب حينها لأن الكثيرين قبلنا فعلوها وفشلت حياتهم فالواقع

بقي واقعا يطاردهم مهما طال بهم العمر

وبقيت بل بقينا لوقت على هذا الحال حتى سمعت صوتها

المختلط بالبكاء وهي تقول " أحبك يا فاشل يا نزار أحبك

فليتك تفهم لكنك أحمق "

عندها تحركت قدماي ونزلت ، أجل فاشل أجل أحمق وأكثر

من ذلك يا سما تلك حقيقتي التي لا أريد أن تعيشيها معي

وقفت أمام باب غرفة والدتي وقلت " جابر سيأخذ سما

من هنا لأن الخطر أصبح كبيرا عليها "

وخرجت دون أن أضيف شيئا وأن تقول هي شيء أو لم

أعطها المجال لتتحدث ، ركبت سيارتي ولففت الشوارع

أقاوم أي فكرة تجعلني أضعف أمام عواطفي ودموعها وما

أكثر الأفكار التي تقودني لذلك حتى أني كدت أن أفعلها مرارا

وأرجع لها ولن تطلع شمس الصباح إلا وجابر ثالثنا وهي

زوجتي ولم أقتل هذه الفكرة إلا بوقوفي أمام منزل عمها الأكبر

بجوار منزل جدها ... منازل تكاد تكون قصورا من علوها وكبر

حجمها وفخامتها وكل سيارة تخرج منهم بثمن منزلنا وسيارتي

انظر يا نزار هذا ليس عالمك فهؤلاء ثمن عطرهم يساوي ضعف

راتبك وملابسهم لم تعرف يوما من أين يشترونها لأنهم يحظروها

من خارج البلاد ، غادرت بعدها محبطا كعادتي وسافر بي الوقت

عند البحر حاضن هموم الجميع يسمع ولا يشتكي





*

*







منذ أن خرج نزار لم يزرني أحد منهما وتحول المنزل لفراغ لا

أحد غيري فيه وطال الوقت ولا نزار عاد ولا سما نزلت من

الأعلى فرفعت هاتفي واتصلت بجابر فأجاب سريعا ، لا أعلم

لما يقولون أنه لا يجيب على الاتصالات ! قلت من فوري

" مرحبا بني "

قال " مرحبا يا خالة أتمنى أن لا يكون مكروها أصاب الفتاة "

ضحكت وقلت " وأنا التي تستغرب كيف تجيب عليا

فورا وكنت أظنه تقديرا لي "

ضحك وقال " حتى والدتي هذا الوقت لا أجيب عليها

لكنك تعلمي ظرف الفتاة ووضعها "

تنهدت وقلت " نعم أعلم حفظها الله ورعاها ، هل

صحيح ستخرجها من هنا "

قال باختصار " نعم "

قلت من فوري " هل هي في خطر كبير لهذا الحد "

قال بهدوء " لن ننتظر أن يأخذها الخطر منا يكفي أن بعض

رجالي تلقوا أسئلة من مجهولين عنها والرجل الذي كان

يبحث عنها في المنزل لم يرجع منذ تلك الليلة "

قلت بيأس " لكن هي ... ونزار .... أعني "

قاطعني قائلا " حكا لي نزار كل شيء ومعه حق فلا تضغطي

عليه أكثر أنا أنظر للأمر من منظوره وأنا رجل مثله الفتاة

من عالم مختلف ونزار ليس من النوع الذي يعيش على ثروة

المرأة ويرضى الذل والمهانة من أجل المال ، سما ما تزال

صغيرة والحياة أمامها وأبناء أعمامها كثر قد تجد أن أحدهم

هوا الأنسب لها وتعي معنى كلامه حينها "

قلت بحزن " ونزار "

قال مباشرة " نزار لدي الحل له وسأتدبر أمره لن نسكت عنه

أكثر خصوصا بعدما بدأ يقبل العمل بشهادته فبإمكاني إيجاد

فرص كبيرة وكثيرة من أجله وسأستعين بأصحاب المراكز

في البلاد وسأوظفه في إحدى الشركات العامة براتب فوق

الجيد بكثير المهم الآن أنه تخلى عن أفكاره الناقصة تلك

وليزيل فكرة إنهاء الدراسة من رأسه "

تنهدت وقلت " أتمنى ذلك فقد يتمكن من الزواج

بها ولو بعد حين "

قال ضاحكا " نلف نلف ونرجع لذات الموضوع "

قلت بضيق " لأن تحطيم القلوب أمر سيء بني "

قال باستعجال " لو طلب ذلك لكانت زوجته في الفور وغيره

لا لكني أحترم رأيه ، اعذريني يا خالة عليا الخروج الآن "

قلت من فوري " لا بأس بني فأنا أسمع هاتفك الآخر يرن منذ

وقت فقط أريد أن أعلم أين ستأخذ ابنتي وهل ستكون في مأمن "

قال ضاحكا " ابنتك دفعة واحدة لا يسمعك نزار وتأكله

الغيرة ولا تقلقي ستكون معي "

قلت " معك في قصركم "

قال " لا ليس في القصر لكنها ستكون معي وداعا الآن "






*

*






بعد ساعات من البكاء والحزن والوحدة رن هاتفي فكان جابر

فنزلت دمعتي مجددا مسحتها وأجبت عليه فقال من فوره

" جهزي نفسك يا سما سوف آخذك بعد العشاء "

قلت بحزن " أريد أن أبقى الليلة مع خالتي أرجوك جابر

وفي الصباح أذهب حيث تريد "

سكت قليلا ثم قال " حسنا سوف آتي لك بنفسي قبل

طلوع الفجر لأني أريد أخذك في الليل "

قلت بهمس " حسنا وشكرا لك "

فأنهى المكالمة لأن أحدهم كان يكلمه ، عليا الخروج معه من

هنا لأبعد الخطر عن خالتي ونزار فأنا يبدوا أن مصيري

كمصير عائلتي وعليا أن أحميهم مني كي لا ينتهوا نهاية

سيشا ابنة خادمتنا الهندية ، بعد وقت طويل قضيته في جمع

جميع أغراضي ودموعي تتقاطر فوقهم ، خرجت من غرفتي

ونزلت لغرفة خالتي وقفت أمام الباب ونظرت لها نظرة حب

وكأنها والدتي عادت للحياة وسأخسرها مجددا ثم قلت بحزن

" خالتي هل أنام معك الليلة ففي الفجر سأغادر "

مدت يداها لي ودمعة انسابت على خدها وقالت بابتسامة

حزينة " بالتأكيد بنيتي ويسعدني ذلك "

فأسرعت راكضة جهتها وارتميت في حضنها ابكي بصمت

وهي تمسح على شعري حتى قلت بعبرة " سأشتاق لك خالتي

أقسم أني اعتدت وجودك وأشعر وكأنك والدتي "

قالت بحنان " وأنا اعتبرك ابنتي ولن تأخذ واحدة مكانك في

قلبي مهما كانت ولولا خوفي عليك ما تركته يأخذك مني "

ابتعدت عن حضنها فمسحت لي دموعي بكفها وقالت بحزن

" عشائك في المطبخ أحضر لك نزار البيتزا التي تحبينها "

نزلت دمعتي من جديد وقلت بعبرة وأسى

" أحبه خالتي لما يفعل بي وبنفسه هكذا "

قالت بشبه همس " هل تحدث معك "

هززت رأسي بنعم ونظرت للأسفل بحزن فوصلني

صوتها قائلة " ولم تقتنعي بأسبابه أليس كذلك "

قلت بحزن " لم أستطع حاولت ولم أنجح أبدا "

ثم رفعت رأسي ونظرت لها وقلت ودموعي تتقاطر تباعا

" ليته يمكنني الاقتناع مثله لكني لا أرى أسبابه منطقية أبدا

فما علاقتنا نحن بغيرنا وبالناس وبأهلي , نحن نعيش من

أجلهم أم من أجل أنفسنا "

مدت يدها لي فنمت في حضنها مجددا ومسحت على ذراعي

وقالت " لكنها صعبة عليه يا سما وستعلمين ذلك يوما فإن

كنتِ أنتي مكانه لعانيتِ كثيرا حال تزوجتما فكيف به هوا

الرجل ، انتظريه يا سما وسيرجع يوما أنا أكيدة ولكن لا

تربطي نفسك بهذا فقد يغير قلبك وجهته في أي وقت وهذا

أمر طبيعي لكن إن قال قلبك انتظريه فانتظري ولا تيأسي "

قلت بأسى " ليثني لم أعرفكم فما أقسى فراقكم خالتي لما

كل من أحبهم يتركوني لقد تعبت أقسم أني تعبت "

ثم دفنت وجهي في صدرها أبكي بعبرة وهي لاذت

بالصمت ولا شيء سوا صوت بكائي حتى غلبني

النعاس ونمت ولا أعلم كيف





*


*








قبل الفجر بأكثر من ساعة عدت للمنزل دخلت وتوجهت

لغرفة والدتي فكانت جالسة على سريرها وسما نائمة

بجوارها ودمعتها ما تزال عالقة في رموشها وأنا انتهى

نظري على ملامحها ولم أرفعه عنها وعن وجهها البريء

الحزين حتى قالت والدتي بصوت منخفض " لا تكن جبانا

وودعها على الأقل لأني أعلم فيما تفكر "

رفعت نظري لها فتابعت بجدية " لن تكون ابني إن لم

تفكر أن تغير حتى منزلنا وأرقام هواتفنا "

أشحت بوجهي جانبا وقلت بحزن " على سما أن تنسانا

وتلتفت لحياتها الطبيعية الحقيقية فأنا وأنتي مجرد

مرحلة في حياتها وانتهت "

قلت بضيق " غبي أتركها تزورني على الأقل

أم تخشى على نفسك ومشاعرك "

قلت هامسا بأسى وملوحا بيدي في الهواء " أجل خائف من

نفسي ومشاعري فراعني مرة يا أمي وفكري بي فحتى هذا

المنزل سيصعب عليا العيش فيه بعدها هل يرضيك سماع هذا

هل تقتنعي الآن ، على سما أن تبتعد عن عالمي قبل أن أبتعد

عن عالمها فساعديني يا أمي أرجوك وأشعري بي فأنا ابنك "

هزت رأسها وتنهدت بقلة حيلة فتركتها وصعدت للأعلى

دخلت غرفة سما ووجدتها جهزت جميع أغراضها فأنزلتهم

وأنا الآن من تمنا أني لم أقابلها يوما رغم أني لم أندم على

مساعدتي لها أبدا ولن أندم لكني الآن شعرت بمعنى خروجها

من حياتي فيا ليت الظروف كانت غير الظروف وواقعنا كان

مختلف عن هذا لحاربت بكل قوتي من أجلها فسما علمتني أن

عقل المرأة لا يقاس بعمرها وأن أرى فيها أشياء لم

أراها في من هم في سنها أبدا

وبعد صراع طويل مع نفسي وأفكاري أنزلت أغراضها للباب

وأجبت على هاتفي قائلا " نعم يا جابر كل شيء جاهز "

قال من فوره " جيد أنا قريب من منزلكم ستخرج

هي لي وأخرج أنت أغراضها "

أغمضت عيناي بقوة وقلة حيلة ثم قلت " حسنا "

أخرجت أغراضها لسيارته وتوجهت بعدها لغرفة والدتي

فكانت سما تعانقها ومتمسكة بها وتبكي ويبدوا أن جابر

أخبرها بقدومه ، نظرت لي والدتي تمسح دموعها بأطراف

أصابعها فنظرت للأرض أخفي ملامحي عنها أو أهرب من

دموعها وقلت بهدوء " هيا يا سما فجابر أمام المنزل "

ابتعدت حينها عن والدتي فأمسكت يداها وقالت " اعتني بنفسك

صغيرتي واتصلي بي كل يوم وفي أي وقت ليحفظك الله يا سما

وحين ترجعي لعائلتك زورينا دائما "

اكتفت سما بالصمت ولم تعلق وأعلم فيما تفكر فهي لن تفعلها

أبدا ، ثم وقفت وقبلت رأس والدتي وقالت " اعتني بنفسك

وصحتك جيدا خالتي ولا تنسيني مهما طال بك العمر "

فابتعدت حينها عن الباب فتبدوا سما أيضا موقنة أنها لن ترانا

مجددا ، وقفت بعيدا أسمع كلامهما ولا أفهمه حتى خرجت

سما وسارت من أمامي تنظر للأرض ولم ترفع نظرها بي

مطلقا فأمسكت يدها وأعدتها ناحيتي وأمسكت وجهها

ورفعته لي حتى التقت عينانا وقلت" ودعيني على

الأقل يا سما فأنا قرأت في كلماتك لوالدتي

أنه الوداع الأخير "

قالت بحزن " أنت أردت هذا وتريده وداعا أخير "

هززت رأسي بلا فأرخت نظرها للأسفل وقالت بدمعة وحيدة

انسابت على خدها " أتمنى لك السعادة مع من سيختارها

عقلك وقلبك معا ولن أنسى ما فعلته لأجلي ما حييت "

قبلت جبينها بحنان وقلت بحزن " لن تكون هناك واحدة

سأختارها يا سما أقسم لك "

رفعت نظرها لي وقالت " لا تسبب الحزن لخالتي فهي

تنتظر أبنائك بفارغ الصبر "

هززت رأسي بلا وقلت بهمس " لا أستطيع "

نزلت الدمعة الثانية من عينها وقالت بهمس " قل أنك تحبني يا

نزار قل انتظريني كلمة منهما ستجعلني انتظرك لآخر العمر "

خارت حينها قواي أنا فضممتها لحضني وقلت بأسى " لا يا سما

لا تربطي نفسك بي واتركي لقلبك حريته وإن بقي يريدني

فسيجدني يوما أمامه أرجوك يا سما لا تربطي نفسك بي "

ابتعدت عني حينها وخرجت راكضة وتركت الباب مفتوحا

ولم أسمع سوى صوت سيارة جابر تغادر ليأخذ معه الحلم

ويتركني لواقعي المرير ليأخذ البسمة والمرح والتفاؤل

من هذا المنزل ويرجعه أسوء مما كان كئيب ومظلم وميت

بلا حياة ، أغلقت باب المنزل وعدت جهة غرفة والدتي

ودخلت وجلست أمامها ولا أعلم لما بل يبدوا أني أريد أن

أسمع سيلاً من توبيخها لي لتبرد ناري قليلا لكنها خانت

توقعاتي أو قرأت أفكاري ولم تتكلم , وقفت بعد وقت

وقلت " هل آخذك للحمام فهذا وقت الصلاة "

قالت بهدوء " أدخلتني سما وتوضأت أيضا شكرا لك بني "

ابتسمت بحزن لقلبها الطيب وقلت " آسف يا أمي ليته كان

بإمكاني إرضائك في هذه فأنا ما عصيتك يوما فسامحيني "

هزت رأسها بحسنا ولم تتكلم فتنهدت وغادرت غرفتها ووقفت

في المطبخ وشعرت منذ الآن بفراغ المكان منها بعدما تركت

بصمتها في كل شيء وأولهم قلبي , أتنمى لك السعادة يا سما

وأن تنسي شخصا في الوجود اسمه نزار لأنك وجدت أفضل منه

أما أنا فلن أنساك ما حييت لأنك لم تفعلي لي شيئا يجعلني أنساك







*

*







ركبت سيارة جابر وانطلق بي في صمت ولا أعلم أين ولم

يعد يعنيني , كنت أمسح دموعي التي تنزل كلما تذكرته

أو تذكرت خالتي حتى قال جابر " ستنتهي قضيتك وترجعي

لأهلك وتزوريهم متى أردت ذلك فلا تحزني يا سما "

مسحت دموعي وقلت بصوت مخنوق

" لن أراهم أعلم ذلك جيدا "

تنهد حينها واكتفى بالصمت ولن يستطيع أن ينكر ذلك

وصلنا بعد مسافة لا بأس بها لمنزل محاط بالحراس من كل

جانب ورجال شرطة مجتمعين أمامه وكأنه مركز شرطة

وليس منزلا , أوقف السيارة وقال " ستكونين هنا معي يا سما

فهذا هوا منزلي وسأعمل فيه أي ستؤقلمين نفسك أنك في

مكان أشبه بمركز شرطة أو تحقيق "

هززت رأسي بحسنا دون تعليق أو اعتراض ودخل بسيارته

حتى كنا في الباب الخلفي ونزلنا معا ودخل وأنا أتبعه حتى

وصلنا للطابق الثاني , كان منزلا راقيا وجميلا ولم يقل نزار

عنه سابقا ويبدوا اشتراه أو بناه حديثا فحتى رائحة الأصباغ

والأثاث الجديد ما تزال تفوح فيه بوضوح , فتح باب الغرفة

وقال " هنا غرفتك وتوجد خادمة ستوفر لك كل ما تحتاجينه

وستحضر لك أغراضك هنا حالا "

كانت الغرفة بألوان زاهية بسريرين أحدهما معد لي والآخر

لا يوجد به شيء , غريب تبدوا غرفة أطفال من ألوانها

والرسوم على الجدران لكن الأسرة كبيرة هل هي لابنتيه

اللتان رأيتهما سابقا !! لكن أين هم إذا أم أن المنزل لم

يكتمل لينتقلوا له , كان سيغادر لكني أوقفته قائلة

" جابر هل لي بطلب أخير "

نظر لي وقال " بالتأكيد ولا تجعليه أخيرا فلك كل ما تريدين "

ابتسمت له وشكرته هامسة فلم أتخيله هكذا أبدا , من يعرفه

وهوا يمارس عمله لا يتخيل أنه هذا , قال عندما طال صمتي

" ماذا تريدين يا سما لأني مستعجل قليلا ورجالي ينتظرونني "

نظرت للأرض وقلت " أريد مقابلة أحدة أفراد عائلة والدي "

سكت ولم يعلق فرفعت نظري له فكان ينظر لي بحيرة ثم قال

" لا يمكن ذلك الآن يا سما وما أن تنتهي هذه

القضية سترينهم جميعهم "

قلت بهدوء " وقد لا أرى أحدا يا جابر لأني سأموت

معك أليس كذلك "

نظر لي باستغراب ثم ابتسم ابتسامة صغيرة وقال

" كيف حسبتها هكذا "

قلت بابتسامة حزينة " لن أحتاج كثيرا لأفهمها فأنت جلبتني

هنا لتحميني بعينيك أو نموت معا والاحتمال الآخر وارد

جدا وأكثر من الأول لذلك عليا أن أرى شخصا منهم

بأي طرقة كانت "

ربت بيده على كتفي وقال " حسنا أعطني بعض

الوقت فقط وليس كثيرا "

ثم غادر وتركني لأدخل عالمي الجديد الذي الله وحده يعلم

سأخرج منه أم أبقى فيه للأبد أو أموت بين جدرانه , أحضرت

الخادمة حقائبي وكانت سترتبها في الخزانة لكني رفضت وأخبرتها

أني سأفعل ذلك وحدي فغادرت وجلست أنا على الأرض وفتحت

الحقيبة وبدأت بالبحث عن صورة عائلتي ولم أجدها فتشت كثيرا

وبلا فائدة ثم تذكرت أني تركتها في القبو يومها ولن يرضى جابر

أن يحضرها لي لأن صورة والدي فيها , فتحت جيب الحقيبة

ووجدت فيه ورقة مطوية موضوعة مع حليي فأخرجتها وفتحتها

فكان فيها السلسال الذي أهداه لي نزار سابقا ولازال مقطوعا كما

كان وكان مكتوب في الورقة ( لا امرأة في الوجود غيرك تستحقه

يا سما فاحتفظي به من أجلي واعلمي أن بعض الأشياء تركها

موجع أكثر من أخذها تذكارا وهذا ما حدث معي بالنسبة لك )

حضنت حينها الورقة والسلسال وعدت للبكاء من جديد








****************************************************

******************************************

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أوجاع ما بعد العاصفة, رواية
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية