لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-16, 12:33 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2016
العضوية: 319022
المشاركات: 32
الجنس أنثى
معدل التقييم: غيمة كبرياء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غيمة كبرياء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غيمة كبرياء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .

 

الغيمةُ الأولى :
حبّةُ المطرِ الخامسة :

اندهشت [ رشـا ] : فـارس ؟ شعرفك فيه ؟
بعدها أردفت و هي تتذكر الذي حدث ذاكَ اليوم حين ضغطت خطأً على مُكبرِ الصوت ، ابتسمت : فـارس ولد خالي ، و انت تعرف الحريم و سخافاتهم لازم يخطبوا حد لحد ، و هذا الكلام كان مَزح و وقتها كنت صف 7 ، بس بنت خالتي لليوم ماسكتها لأنها تعرف انه ما في شي ينرفزني غير هالشي ، بس ! هذا كل شي .
انصدم [ مُراد ] من حديثها ، و طول تلكَ الأيام كان يحس ببعض القهر ، في النهاية كانت ابنة خالتها تمزح ، في الحقيقة أحَّس الآن أنهُ أحمق .. أحمقٌ كبير .
أردفت [ رشـا ] بكذب : كنت أحسبك مُراد ، مراد أخوي !
قالَ بتساؤل : أخوك ؟
ردت على سؤاله : أيوا ، ترك البيت من كم سنة و ما نعرف عنه شي ! .
لم يعرف ما الذي يقوله لها ، فباعتقادهِ أن الشخصِ الذي غابَ لسنوات لا يمكنهُ العودةُ أبداً ، فهّز رأسه بحركةٍ تعني أنه قد فهم ، بعدها أردف : اوكِ .. بشوفِك .
و ذهب دون أن يسمع منها أي شيءٍ آخر ،

في ذلكَ الوقت ، أحست [ رشـا ] أنها بالفعل تكّنُ مشاعراً لِـ [ مراد ] .

عـادَ مُراد للواقع ، و فتحَ الصفحةَ التي تليها ، كانت الصفحةُ مزخرفةً بِـ اللون الأسود و بهِ لمساتٌ من اللون الذهبي ، و خطُ الكتابةِ كان باللون الأسود :

[ الرابع و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
اليوم يا مذكرتي ، ذكرى والدي الحي الميت عادت لذاكرتي من جديد ، في الحقيقةِ أنا أعرفُ أنه والدي ، لكنني أكرهه ، أكرهه كثيراً ، لدرجة ِ أنني أكرهُ كل الأباء الذين هم موجودون في العالم الآن ] .

عادَ [ مُراد ] بذاكرتهِ للوراء ، لليوم الذي كتبت عنهُ [ رشـا ] :
كان يمشيان سوياً في شوارعِ نيويورك ، في وقتِ المساء ، حينما رأى [ رشـا ] تتوقف فجأه ، فَعاد إليها : شصار ؟
ابتسمت بهدوء و هي تؤشر على الصبيةِ الذين يلعبون التنس : تذكرت نفسي ، زمان كنت أعشق شي اسمه تنس ، حتى لما كنت أفشل بالدراسة ، أتمنى أصير لاعبة تنس بدل لا أدرس و أتعب .
قال لها بتساؤل : و ليش لا ؟
ابتسمت من جديد بحيوية : عشان تذبحني أمي !
أختفتِ الابتسامةُ من على وجهها حين قال [ مُراد ] : و أبوك كان رح يسمح لِك ؟
نظرت إليه و ابتسمت ابتسامةً بارده ، و وجهها المُضيءُ أظلم حين قالت : أنا أصلاً ما شفته بحياتي كلها .
صُدم [ مُراد ] من ردها ، فهو لم يكن يعرف و لم يكن يقصد مضايقتها ، لكنها أردفت قبل أن يتكلم ، فقالت : انسى ، عـادي تعودت على بُعده .
بعدها مشت و هي تحس أنَ الدموع تتجمع في عينيها لمجرد تذكرها لِوالدها الحي الميت ، فقالت و هي تركز نظرها للأمام : تعرف ؟ هو راح و وقتها كان عمري سنتين بس ، راح و خلّا لنا وراه فلوس ، كان يحسب أنه الفلوس رح تسكتنا ، بس أنا ما أبغى كل هالفلوس ، أنا أبغاه هو ، أبغى أبوي ! ، هذاك البيت الكبير إلي فيه بس أنا و أمي ما بيهمني ، كثر ما يهمني هو ، كان عادي عندي أعيش بكوخ ، لأنه الفلوس ما تعني لي شي أبداً ! .. أبداً ، أصلاً انت متخيل إلي سواه ؟ ما في أب بالعالم يسوي مثله ، بس هوِ .. هو
أردفت و هي تمسح دموعها بكفّيها : هو صار ميت بالنسبة لي !
لم يكن يعرف [ مراد ] ماذا يفعل ليواسيها ، فهو يعلم أن فراق الأب مؤلم ، مؤلم جداً : أكيد رح تشوفيه بيوم من الأيام ، و رح يعترف بخطأه .
هزت راسها بمعنى لا ، و هي تمسح دموعها مرةً أخرى : لا تهتم بكل إلي قلته .

إلى الآن لا تزال هذهِ الذكرى تؤلمُ قلب [ مُراد ] ، لكنه الآن يريد أن يعرف ، هل رأت [ رشـا ] والدها ، خلال هذهِ السنوات التي لم يلتقيها أو يعرف عنها شيئاً فيها ، في الحقيقة هو لو يستطيع إعادة والدها لها ، لَفَعَلَ حتى بعد ما فعلتهُ له .. في الحقيقةِ هو لا يزال يحبها ، أصعبُ شيءٍ في الحياةِ هو النسيان ، و أبغض شيءٍ هو الحنين !

 
 

 

عرض البوم صور غيمة كبرياء   رد مع اقتباس
قديم 27-07-16, 12:34 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2016
العضوية: 319022
المشاركات: 32
الجنس أنثى
معدل التقييم: غيمة كبرياء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غيمة كبرياء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غيمة كبرياء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .

 

الغيمةُ الثانية :
حبّةُ المطرِ الأولى :

طوا مُراد تلك الصفحةَ من ذاكرته ، و فتح صفحةً جديدةً من مذكرات رشـا :

[ الخامس و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
في الحقيقةِ يا مذكرتي ، في آخر يومين لم يكن أحمد على ما يرام أبدا فتارةً يتهربُ من الجلوسُ معنا ، و تارةً يتهرب من الخروج معنا حتى لو كان مكانُ الخروجِ هو مكانه المحبب المكتبة !
و لكنني اليومَ أكتشفتُ سبب كل هذا ، فاليوم خرجتُ وحدي للذهابِ لشراءِ كتابٍ جديد ، و في طريقي رأيتُ أحمد مع فتاة ٍ في نفسِ المكان الذي قابلتُ فيه مُراد لأول مرة ، و ابتسمت قائلةً لنفسي أن هذا المقهى قد يكون هو بدايةُ جميعِ حكايات الحب ، لكنني سحبتُ كلامي حين رأيتُ تلك الفتاةَ تقف و هي غاضبةٌ تقريباً لكن غضبها لم يخفي ذاك الحزن و الندم الذي كان يعلو مُحيّاها !
و أما أحمد فلم تكن واضحةً عليه أيّةُ تعابير حينما كانت موجودة ، لكن حين ذهبت ظَهرت لمحةٌ من الحزنِ على وجهه ، في الحقيقة لم أستطع منع نفسي من سؤاله ، فأحمد بمقامِ أخي ، فلطالما كان يساعدني خِفيةً و جهراً ، فوقفتُ أمامهُ مباشرةً ، فرفع رأسهُ و علامات الاستغراب تعلو وجهه : رشـا ؟
فقلتُ له دون أن أجلس حتى ! : شفيك ؟
ابتسم أحمد : شقصدك؟
فقلتُ : من هذيك ؟ و ليش لما راحت ...
فقاطعني : انسي تراها سالفة طويلة ، و يلا نروح .
في الحقيقة لم يخبرني أحمد بأي شيء مع أنني كنتُ أريدُ معرفةَ ما حصل ! ]

بعد ما أنهى [ مُراد ] قراءة الصفحة جلسَ يفكر هل عرفت [ رشـا ] حقاً قصة [ أحمد ] ؟ أم أنها لا تزال إلى الآن قصةً غـامضة و غير مكتملة بالنسبةِ لها .

الصفحةُ التي تليها :

[ الـسادسُ و العشرون من سبتمبر :
لا أستطيع كتابةَ أي شيء أو وصف أي شيء حتى !
أحس أنني في حُلم ]

ابتسمَ [ مُراد ] ما إن قرأ هذا الكلام ، و عـاد بِذاكرتهِ للوراء :

كانت رشـا واقفةً مع أحد الشُبانِ الذي يدرسون معها ، و من الواضح أنهما كانا يتحدثان و كانت تبتسم معظمَ الوقت ، ما إن ذهب حتى أحسّت بيدٍ تطوِّق ذراعها بقوة ، فقالت : خير ؟
مُراد : لا تكلميه .
رشـا : لا تكون ولي أمري و أنا ما أعرف .
مُراد و من الواضح أنه كان غاضباً : سألتك .. ردي !
فقالت : و لا شي ، بس كان يبغى محاضرات !
أبعد مُراد يدهُ عنها فنظرت إليهِ بحقد : و انت شدخلك ؟
فقال لها بانفعال : لاني أحبك !

في هذا الوقتِ بالذات ، ندمَ [ مُراد ] على تهوره ، أما [ رشـا ] فكانت مصدومة ، مصدومةً للغاية !

 
 

 

عرض البوم صور غيمة كبرياء   رد مع اقتباس
قديم 27-07-16, 12:36 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2016
العضوية: 319022
المشاركات: 32
الجنس أنثى
معدل التقييم: غيمة كبرياء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غيمة كبرياء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غيمة كبرياء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .

 

الغيمةُ الثانية :
حبّةُ المطرِ الثانية :

طوا مُراد تلك الصفحةَ من ذاكرته ، و فتح صفحةً جديدةً من مذكرات رشـا :

[ السابع و العشرون من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عَشر :

في الحقيقةِ يا مذكرتي ، أحِسُ أن السيد مُراد بدأ يقرر بدلاً عني و كأنه مسؤول عني ] !

عاد مُراد بِذاكرتهِ للوراء و هو لا يدري أيضحك أم يحزن ؟ و هذهِ الذكرى تمر في بِالهِ :

كان شخصٌ يحدّث [ رشـا ] بشأنِ الحضور لحفلة يوم ميلادِه ، فرفضت بِلطف ، لكن ذلك الشخص أصّر عليها و هي لا تزال ترفض ، فتدخل [ مُراد ] : رح تجي !
نظرت إليهِ بنظرة استنكار !
بعدها انسحبَ ذلكَ الشخص .
رشـا : ما شاء الله ، و أنا متى قلت إني رح أروح ؟
مُراد : أنا قلت .
رشـا : سيريس لي ؟ و انت من تكون ؟
مُراد بابتسامة ماكرة : أنا ؟ تكلمت لأني متأكده إنِك طول الوقت ملّانة و ما محصلة حد يسليك .
رشـا : و تفسر من كيفك بعد ؟
أردفت و قد طفحَ الكيل : أنا ما أعرف ليش نطيت كذا بِالوسط ، بس الأحسن إنك ما تعيدها ! .

في ذلكَ الوقت لم يُبدي [ مُراد ] أي ردة فعل ، في حين أن [ رشـا ] كانت متضايقةً من الأساس ، ذهبت لِتجلس وحدها بملل مثل ما قالَ [ مُراد ] تماماً ، لكنها اليوم تحس ببعض الضيق ، في الحقيقةِ هي تريد محو هذا الضيق ، و ظنّت أنها بفعلتها مع [ مُراد ] ستمحوه ! لكنها كانت مُخطئة ، أغمضت عينيها و الهواءُ البارد يضرب خديها الزهريانِ بِرفق و يُطيُّر شعرها شِبهَ فاتحِ اللون و هي تتذكر ما حدث في ليلةِ أمس ، حين اتصلت حُـور :
رشـا : وين أمي ؟ أتصل فيها ما ترد .
حور : لو تعرفي بس !
رشـا و هي تُخفي خوفها : شصاير؟
حُور : لا تخافي ، تخيلي بس شتسوي خالتي الحين ؟
رشـا : حُور بلا مصخرة و يلا خلصيني .
حُور : تكلم خطيبة فـارس .
رشـا بعدم تصديق : من ؟
حُور : خطيبة فارس لاه ، محد خبرِك ؟
رشـا : لا ، المهم الحين لازم أروح ، الفِلم رح يبدأ !
حُور بقهر : يا حيوانة ، كل هذا عشان الفِلم ؟
رشا تضحك بدون نفس : يلا بباي .
حور : الله معِك .

بعد ما أغلقت [ رشـا ] الهاتف ظلّت تفكر بِـ خطيبة فارس ! ، تذكرُ أنها منذ يومين رأت في أحلامها أن فارِس قد خطب و هي أحست بقهرٍ و ذرفت بعض الدموع ، لكن الواقع أنها أحست ببعض الضيق فقط و من المستحيل أن تذرف أيَّة دموع مهما كان الثمن ! .
فتحت عيّنيّها المُغمضتين و تجاهلت كل تلكَ الأفكار ، لكن ما فعلهُ [ مُراد ] اليوم ذكرها بِـ [ فارس ] أيضاً ، إذا في أحد الأيام قبل سنوات كانت تقفُ أمام الباب لا لشيء فقط هكذا !
فسمعت صرخةً جعلت قلبها يقفز من مكانه : وين رايحة بنفسك ؟
قالت و هي تنظر لِـ [ فارس ] بِكُره : ما مكان بس جالسة أشوف .
بعدها دخلت و هي تحسُ ببعض الاحراج إذا ما حدث كان على مرأَ أعين نصفِ العائلة ! لكنها ابتسمت لِهذهِ الذكرى ، فمنذ سنتين تقريباً لم يتشاجراً مثلما كانا سابقاً فقد تغيّر كلاهِما ، هي تغيّرت و هو تغيّر ، مع أنّ فرق السن بينهما تقريباً 7 سنوات ! إلا أنهما كانا يتشاجران على أتفهِ الأسباب .
نفضت تلك الأفكار من رأسها مجدداً ، فهي حقاً لا تعلم ما سرُ هذهِ الأفكار الحمقاء التي تأتيها الآن مع أنها متأكدة أنها لا تميل لِـ [ فـارس ] أبداً .

ألقت نظرها إلى الساعةِ الفضيةِ التي تتطوّق معصمها و التي كانت تشير للساعة السابعة ِ مساءً ، فكّرت بأنها من المُفترضِ أن تعتذر لِـ [ مُراد ] و تبدأ صفحةً جديدة في هذهِ الحياة ، تبدأ حياةً مليئةً بِحبِ [ مُراد ] !

قررت الذهاب ليومِ الميلاد ذاك ، لِذا عـادت سريعاً لشقتها ، و كالعادة لم تكن [ ميّادة ] موجودة هناك ، قالت [ رشـا ] : يا حُبها للدوارة !
ذهبت بتجاهِ الخزانةِ و أخرجت فُستاناً أسوداً حالِكاً كمساءها هذا ! ، مُزيناً بِشريطةٍ ذهبيةِ اللون في منتصفهِ ، و تتوزعُ به عدد من الكريستالات ِ الذهبية ، في الحقيقةِ لم تكن راضيةً عن شكلهِ لكنها لا تملك سواه حالياً ! ، فهي تكره ارتداء مثل هذهِ الملابس ، و من سيرتدي مثلها في هذا الجو أصلاً ؟ ذهبت للمكان المُحدد ، ما إن مرت بجانبِ إحدى الطاولاتِ حتى أحسَت بقبةِ يدٍ تطوّق ذراعها ، التفت فرأت شاباً من الواضح أنهُ عربي و من الطبقة المخملية !
قال : اجلسي هنا ، في مكان فاضي .
بدأت تنقل بصرها بين قبضته التي تطوّق معصمها و بين وجههِ ، سحبت يدها منهِ بقوه لكنها لم تفلح في الإفلاتِ منه
قال بغضب : تعرفي من أنا ؟
كانَ الجميع يراقبُ دون أن يتحدث حتى ذلك الشخصُ صاحبُ يوم الميلاد ، فـلا أحد يستطيع الوقوفَ بوجهِ هذا الشاب المتعجرف .
ردت عليه [ رشـا ] : ما أعرف و لا أبغى أعرف .
كانَ على وشكِ أن يرد عليها حينَ أحس بسائلٍ باردٍ يُسكبُ على رأسه ، وقف و هو يقول : بارد !
التفت و رأى [ مُراد ] فأعـادَ تلك الجملةَ التي قالها مُسبقاً لِـ [ رشـا ] : تعرف من أنا ؟
كان كُلُ هذا يحدثُ أمام عينيّ [ رشـا ] التي في داخلها كانت تحب [ مُراد ] و لكنها لا تظهر ذلك ، و هذا الموقفُ عزّزَّ حبه في قلبها ، و أمسكت [ مُراد ] من يديهِ و سحبتهُ جرياً للخارج كي لا تحدث أيَّةُ مشاكل .
قالت [ رشـا ] : انت دايماً تجي بالوقت المُناسب .
ابتسم بغرور : أعرف هذا الشي .
أردفَ [ مُراد ] : بما أنه إلي جاية عشانه خَرَب ، تعالي معي .
قالت بتساؤل : ليش ؟
ابتسم : في شي لازم تشوفيه .

ذهبت [ رشـا ] مع [ مُراد ] و هي طوالَ الطريق تفكر فيما قد يكون ذاك الشيء الذي يريدُ [ مُراد ] أن يريها إياه !
أخذها إلى بيتٍ كبير ، عرفت أنهُ منزله بما أنه من الطبقةِ المخملية ، تبتعتهُ و هي صامته ، دخلا غُرفةً بها العديدُ من اللوحاتِ و التماثيل الفنية أو بالأصح منحوتات !
قالت : ما فهمت !
ابتسم و هو يرفع الغطاء القُماشي الأبيض عن أحدِ اللوحات : تعرفيها ؟
بُهتت [ رشـا ] و خُطف لونها حين رأت أن تلكَ الإنسانةَ المرسومة هي ! ، كانت بالهيئة ِ التي رأت فيها [ مُراد ] أول يومٍ و سكبت القهوةَ على رسوماته !
ابتسمت و هي تقول : حبيتها ، ما توقعت انك ماهر لهالدرجة .
ابتسم و هو ينظر للفراغ : باقي واجد أشياء رح تعرفيها بالمستقبل .
لم تفهم [ رشـا ] مقصد مُراد خصوصاً أنّ هذهِ السنةَ هي آخر سنةٍ لهم و لا تزال في بدايتها و مع الأيام ستقل اللقاءات بينهم لأنها السنةُ الأخيرة لهم في الدراسة الجامعية و هي ليست لعبة !
التفت [ مُراد ] و عرف أنها لم تفهم مغزى كلامهِ فابتسم مجدداً و قال لها : رشا .
التفت إليه [ رشـا ] دون أن تنطق بأيةِ كلمةٍ .
فأردف : وقفي هِنا ، رح أرسمك مرة ثانية .
انصاعت [ رشـا ] لِـ أمرهِ و وقفت و رسمها [ مُراد ] فعلاً !

و عند هذا الحد انتهت ذكرى ذلك اليوم ، وضعَ [ مُراد ] دفتر المذكرات الخاصِ بِـ [ رشـا ] على الطاولةِ التي أمامه و ذهب متجهاً لِـ زاويةِ الغُرفة و أخرج صندوقاً متوسطَ الحجم ، و كشف عن الغطاء ، فأخرج تلكَ الصورةَ التي رسمها ذاك اليوم ، [ رشـا ] بفستانها الأسود كانت جميلةً جداً كَالملاك و ابتسامتها كالجنةِ تماماً .. قد لا تكون [ رشـا ] بجمال [ سوزان ] لكنها فعلاً تملك جمالاً غريباً و نادراً .

 
 

 

عرض البوم صور غيمة كبرياء   رد مع اقتباس
قديم 27-07-16, 12:37 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2016
العضوية: 319022
المشاركات: 32
الجنس أنثى
معدل التقييم: غيمة كبرياء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غيمة كبرياء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غيمة كبرياء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .

 

لغيمةُ الثانية :
حبّةُ المطرِ الثالثة :

ابتعدَ [ مُراد ] من عندِ الصندوق بعد أن أعاد الصورةَ لمكانها ، و أطلَ على السماءِ من النافذةِ الطويلةِ الزجاجية ، كانتِ السماءُ حالكَةً و الغيوم الكَثةُ نسجت من خيوطها السوداء قُبعةً للقمرِ ، و فجأةً اسدلت الغيوم ستارها ، فتقّطع نسيجُ القبعة و تساقطَ على شكلِ حباتِ مطر و على اثرها قَرَعَت الطبول الرعديةُ ايقاعها ، و البرق بدأ يغمِز للأرض ! ، و ثانيةً بعد ثانية و المطر يشتد غزارةً ، أغمض [ مُراد ] عيّناه و ارتسمت على شفاهِهِ ابتسامةٌ صفراء مُحاصرة بين السعادةِ و الحُزن ! و عادَ بذاكرتهِ للوراء لِـ الثامن و العشرين من سبتمبر لعامِ ألفين و أحد عشر ، حينما كان يمشيان هو و [ رشـا ] سويةً فهطلَ المطر ، فأمسك يدها و ركضا معاً نحو الأمان ! .
فتحَ [ مُراد ] عيناهُ سريعاً و هو يحاولُ قتل ذكريات [ رشـا ] !
طرد شعورَ الحنين الذي اجتحاهُ و ذهب ليكمل مذكرات [ رشـا ] ، أخذَ المذكراتِ و جلس بالقربِ من النافذة ، لأن منظر الغيومِ الرماديةِ المحمّلةِ بالمطرِ تذكره بعينيّ [ رشـا ] ، في الحقيقةِ كان [ مُراد ] يناقضُ نفسه ! ، فتارةً يقول انه سيدفن ذكريات [ رشـا ] و تارةً يسوقُ نفسه بنفسه إلى حجيم [ رشـا ] التي تعتبر السبب الأول في تحطم قَلبِه !
تجاهل كل المشاعر و فتح الصفحةَ التي وصل إليها ، و تجاهل الصفحةَ الثامنة و العشرين لأنه يعرف محتواها ! ،
[ التاسع و العشرين من سبتمبر لعام ألفين و أحد عشر :
في مثلِ هذا اليومِ من ربيعِ ألفٍ و تسعمائةٍ و ثمانيةٍ و ثمانين ، جئت كزائرةٍ على هذهِ الحياةِ ، في مثل هذا اليوم بكيتُ لأول مرةٍ و أبصرتُ الدنيا لأول مرة ! ]

عودةٌ لذلك اليوم :
مرّ صُبحُ اليومِ كعادته ، إلى حين رأت [ ميّادة ] عصرَ اليوم ،
فسألتها و هي حائِرة : وين أحمد و مراد ؟
فَردت [ ميّادة ] : و أنا شعرفني ؟ ، تعالي معي .
تساءلت [ رشـا ] باهتمام : وين ؟
أمسكتها [ ميّادة ] من يدها و سحبتها معها .
رشـا : اوكِ انتظري ، وين رايحين ؟
لم تجب [ ميّادة ] على سؤالها ، فانصاعت لأوامر [ ميّادة ] ،
فجأةً وقفتا أمامَ مطعمٍ راقٍ و معروف .
رشـا : شنسوي هنا ؟
و مرةً أخرى تجاهلت [ ميّادة ] ذلك و سحبتها ، كانت مُنكسةً رأسها و هي تفكر باللذي من الممكن أن يكون قد حصل ! ،
رفعت بصرها حينما أحسّت أنها صدمت بِـ ظهر [ ميادة ] ، لم تصدق ما رأته عيناها ، إذن هم لم ينسوا يوم ميلادها ، احتضنتها [ ميّادة ] و هي تقول : كُل عام وانتِ بخير !
في الحقيقةِ لم تكن [ رشـا ] تتوقعُ أنهم يعرفون يوم ميلادها !
ف مرت الدقائق سريعاً ، إلا أن حان الليل ، و استلقت على سريرها وهي تضع ذراعيها تحت رأسيها و عيّنيها اللتين بِلونِ الليل مُرتكزتانِ لأعلى ، و ابتسامةٌ صادقةٌ مرسومةٌ على شفاهها !، و هي تعودُ بذاكرتها للوراء ، لِما قبل 10 سنوات بالضبط ، ليومِ ميلادها الثالث عشر :
في ذلكَ الوقتِ ، كانت كعادتها مستلقيةً على سريرها الدائري و يداها تطوّقان أقصوصةً للكاتب العظيم " غـازي القصيبي " ، حين جاءَت [ حُور ] :
ما تسمعي انتِ؟
التفتت [ رشـا ] و هي تضعُ الفاصل الورقي على الصفحةِ التي وصلت إليها : شاللي صاير؟
حُور : فـارس جاء و كان يسأل عنك .
رشـا : و الحين راح ؟
حُور : أيوا .
في تلكَ الفترةِ كانت علاقةُ [ رشـا ] و [ فراس ] كعلاقةِ القطِ و الفأر المشهورين ! ، فنزلت حباتَ الدرج اللولبي سريعاً ، قالت بتسائل لأمها : أمي ، خبرك فارس شيبغى مني ؟
قـالت أمها و هي مندمجةٌ بالهاتف : لا بس جاء يقول لِك كل عـام و انتي بخير !
اتسعت مقلتيّ [ رشـا ] من الدهشةِ و السعادةِ في آنٍ واحد ، بعد ساعةٍ بالتحديد ، نزلت من غرفتها مجدداً فرأت [ فـارس ] و أمها و [ حور ] و أمامهم صحنٌ من البطيخ غير المقصوص ! ، فقال [ فارس ] : رشـا تعالي قصيه بدال الكيك .
قالت [ رشـا ] : تستخف دمك يعني ؟

و استمرَ باقِ الحديث كَ نوع من المُزاح ، ابتسمت رشـا و هي تعودُ للواقعِ ، لكن الابتسامةَ سرعان ما تلاشت حينما استقرّت عيناها على الصندوقِ الذي يحمل هدية [ مُراد ] ففتحته ، و تفاجئت لما رأت ، كان قلماً يتيماً باللون الأسود مع ورقةٍ مطويةٍ ، حين فتحتها قَرأت :
[ عـشان مرة ثانية لا تشتحي أقلام من الناس بوسط المحاضرات ] ..
لا تدري لماذا ابتسمت عندما قرأت الكلام ، كانت على وشكِ أن تفتح الصندوقَ الذي يليهِ حين سمعت صوتَ الجرسِ يُقرع ، فذهبت و فتحت الباب ، فلم تجد أحداً ، كادت على وشكِ إغلاقِ الباب حين رأت صندوقاً موضوعاً على الأرض ، و من الأعلى مكتوبٌ عليهِ [ رشـا ] ! ، أمسكتهُ بكلتا يديها و قد كان كبيراً جداً و ثقيلاً فأغلقتِ الباب برجلها ، و استقرت على الأريكةِ المُنفردة ، ففتحهُ و رأت دُميةَ دُب كبيرةً بيضاءَ اللون ! ، ابتسمت بسعادة ، كانت تتمنى الحصول عليهِ منذ 6 سنواتٍ تقريباً لكنها كانت تخجل لِكبر سِنها ، في الحقيقةِ تجمعت الدموعُ بعينيها و هي تتذكرُ أنّ أخاها قد وعدها بِه قُبيل اختفاءِهِ المُفاجئ ، لكنها تجهلُ كيف عرف [ مُراد ] بهذا !
الأهمُ أن ذلِك اليومَ قد أنتهى بِكلِ خَير ٍ .
طوى مُراد تلكَ الصفحةً و بدأَ بأخرى جديدة و قد كانت الساعةُ لا تزال تشير للعاشرةِ و النصف ! ، أحس [ مُراد ] أن الوقتَ بطيء ، لكنه تجاهل ذلك و صبّ تركيزهُ على الصفحةِ البيضاءِ المكتوبةِ باللون الأسود و المزخرفةِ بالفضي و كانَ أسلوب الكتابةِ مختلفاً ، مما يدل على الحزن ! لأن التاريخ و اليوم مفقودان ! :
[ اليومَ رأيتني أحدثُ أحدهم ،
فما إن رأيتني حتى أشحت وجهكَ و قُلت لي : " ءأنا البديل؟ " ،
حينها و لِأول مرة لم أبرر لك أي شيء ، لم أقل لك من يكون ذاك و لماذا كنت أحادثهُ ،
لم أقل شيئاً لأنك في الحقيقةِ لم تثق بي !
فَ و بكل شجاعةٍ و لأول مرة ، ذهبت و أنا أجر ذيول الحزن
حزنت لأنك لا تثق بي ]

أخرج [ مُراد ] الهواء الذي تنفّسهُ بشيءٍ من الألم ، و عـاد بذاكرتهِ للوراء :
كان ذاهباً لرؤية ِ [ رشا ] فرآها مع شـابٍ فارعِ الطول ، أبيض البشرة ، غامقِ العينين و فاتحِ الشعر ، رآها و هي تحتضنهُ بعدها ابتسمت له مودعةً ، فتوجه لها [ مُراد ] قائلاً : يعني أنا حاطتيني الاحتياطي ؟
في ذلك الوقت ابتسمت له [ رشـا ] ابتسامةً صفراء و وجهها لا يوحي بشيء سوى الكثير من الاعتزاز و لم تنطق بأية كلمةٍ ، مما زادَ [ مُراد ] افتزازاً فقال ناطقاً : ما توقعتك كذا .
فَلم تقل شيئاً أيضاً و لم تُبدي أيّة ردةِ فعلٍ ، فقط ذهبت في سبيلها ، و هي تجر ذيولاً من الخيبةِ و القهرِ وراءها بدون أن تنطق ، احتفظت بما تشعرُ به ، صحيحٌ أنها تحبُ [ مراد ] و [ فارس ] ليس سوى أخٍ من رحمِ الصداقةِ لم تلدهُ أمها اشتاقت إليها و اجتاحها الحنين إليه ، لأنها فقدت صوتهُ و نبرته الغاضبةَ عليها و أحياناً المستفزةَ لها .
بعد دقائق جاء [ أحمد ] فسأل [ مُراد ] : شفت رشا ؟
قال أحمد بنوعٍ من السَرحان : لا .
قفال [ أحمد ] : متأكد ؟
أومأ [ مُراد ] رأسهُ بالإيجاب .
و لكنَ القصة لم تنتهِ هنا كما ظنّ البعض لوهله ، فقط انتهى هذا اليوم الذي حَمل قدراً كبيراً من الألمِ للاثنين ، و كان [ مُراد ] حينها نادماً لأنه لم يركز في ملامحٍ وجه ذلك الشاب لأنهُ كان سيتلف تقاسيم وجهه !

قرأ مُراد في الصفحةِ التي تليها :
[ الأول من أكتوبر لعامِ ألفين و أحد عشر : ]
أيّ بعد يومين من تلكَ الحادثةِ المشؤومة :
[ الأول من أكتوبر لعامِ ألفين و أحد عشر :
ذاتَ يومٍ مُقمر ، خرجت أتأمل القمر بدونِك ، رأيتُ انعكاس صورتي على بركةِ الماء التي تنعكس عليها النجومُ ، رأيت حينها أنك سلبت منيَّ حُمرة الوردِ التي كانت تكتسي وجنتيّ ، و استبدلتها بِصفرةِ الزعفران البائسة ، و سرقت جمّال عينيّ و جمال ابتسامي ، و لم تُبقي لي سِوى عينين باكيتين كالجمرِ ، و ابتسامةٌ شاحبة . ]

في ذلكَ الوقتِ خرجت [ رشـا ] و قد كانت السماء سوداءَ فاحِمة ، و القمرُ مختبئٌ خلفَ الغيوم ، و الأشجار تتراقص على أنغامِ الرياحِ الناعمة ، فَذهبت سيراً على الأقدامِ لأحد الأماكنِ القريبةِ محاولةً نسانَ نظرات الشك في عينيّ [ مُراد ] ، فجأةً بدأت السماءُ تمطرُ مطراً كالرصاصِ في قوته ! ، فحملت نفسها و هي تحاولُ العودةَ لِمسكنها ، كانَ المطر يشتد غَزارةً و قبلَ أن تصل ، بدأ المطر يقلُ شيئاً فشيئاً إلى أن توقف ، و عـادت إلى المنزلِ حين رأت [ ميّادة ] و معها [ أحمد ] و [ مُراد ] ، ألقت السلام و لم تعرهم أيّ اهتمام ، فقط جلست بينهم بصمت ، إلى أن رنّ هاتفها و أجابت فقط بِـ : أوكِ ، بشوفك ، جاية .
بعدها سألتها [ ميّادة ] : وين رايحة ؟
أجابت [ رشـا ] و هي تمسك مقبض الباب : بشوف مُراد .
بعدها خرجت سريعاً حين قال [ مراد ] : من مُراد؟
قال [ أحمد ] : أخوها !
انصدمَ [ مُراد ] و ظهر ذلك على ملامحهِ .
فسألته [ ميّادة ] بِشك : صاير شي ؟
أجابها باقتضاب قائلاً : لا .

 
 

 

عرض البوم صور غيمة كبرياء   رد مع اقتباس
قديم 27-07-16, 12:38 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2016
العضوية: 319022
المشاركات: 32
الجنس أنثى
معدل التقييم: غيمة كبرياء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غيمة كبرياء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غيمة كبرياء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حبات مطر من غيمة الشتاء | بقلمي .

 

الغيمةُ الثانية :
حبّةُ المطرِ الرابعة :

بعد ما سَمع [ مُراد ] ما قالتهُ [ ميّادة ] أصبحَ يفكر كيف سيستعيدُ [ رشـا ] و أيّ قُربان يقدمهُ لها لتقبل قُربه ؟ .

تمضي الثواني ، و الدقائق و الساعات و الأيام و تتكوّر لتعيد نفسها ! ، و كأن ما عشته قبل سنوات ، تعيشهُ الآن مرةً أخرى ، في كل هذهِ الفترة كان يحاول [ مُراد ] محادثة [ رشـا ] لكنها كانت تتجنبه ! و لم تعد تخرجُ مع أحدٍ مثلما كانت سابقاً ، فقط أصبحت مُنكبةً على الدراسة كَونَ هذهِ السنة هي السنة الأخيرة ، و لِتعوض الوقت الذي استهانت بهِ بدايةَ العام ، إلا أن جاءت فترةُ الاختبارات و انتهت ، قررت [ رشـا ] العودةَ فوراً لأرضِ الوطن ، فما الفائدةُ من المكوثِ هنا ؟
أخبرت بذلكَ [ أحمد ] و [ ميّادة ] ، لكنها حين كانت في المطار ، رأت [ مُراد ] فتوجهَ إليها قائلاً : رشـا ، حطي نفسِك مكاني لمرة وحدة بس و رح تفهمي .
التفتت له و ببرود : أوكيه ، و بعدين ؟
نظرَ إليها [ مُراد ] منتظراً منها أيّةَ اجابة .
فظلّا صامتينِ لوهله ، لكن [ رشـا ] تكلمت حين سمعت نداءَ رحلتها : خلاص انسى الي صار ، كل إلي صار عشاني كنت ما أبغى أندم لما أعرف النسبة .
و قبل أن يتكلم [ مُراد ] أردفت [ رشـا ] : و الحين صار لازم أروح .
فذهبت في سبيلها ، و [ مُراد ] يُراقبها دون أي كلمة وداع ! ، لم يكن [ مُراد ] يتوقع يوماً أن هذا ما سيحدث بينهما ، مع أنّ [ رشـا ] لم يكن حبها ظاهراً و لكن كان لهُ بريقٌ خاص في عينيها الداكنتين اللتان تبدوان كَغيمتين سوداوين وسطَ سماءٍ صافية .

عادَ [ مُراد ٌ ] للواقع و فتح الصفحةَ التي تليها :
[ الأول من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر :
مساءَ اليومِ وصلتُ أخيراً لأرضِ الوطن ، فاستقبلتني أمي بِحُضن دامعٍ ككُل أمٍ ، و حُور ضمتني إليها و الشوق يلمع في قزحيتيّ عينيها ككل ِ أخت لم تولد من رحم ِ الأم ، و طبعاً جدتي أنا التي أنكببت في حُضنها ، و طبعاً بدون أي دموع .. فلطالما كنت متأكدة أن الدموع ليست سوى ضعف ] ! .

ظنّ [ مُراد ] أن هذهِ الصفحةَ ليست مُهمة ، فقرأ التي تليها و كانت ملونةً على الهوامشِ باللون الأسود ، و خطُ الكتابةِ كان مُتجهاً تارةً يميناً و تارةً يسارا ً ! و كأن من كتبهُ ، كتبه باكياً :
[ الثاني من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر :
اليوم مسحت أمي بي الأرض ! ، قائلةً أنَ هناك اتصالاً قد وَرد إليها و محتواهُ باختصار أن ابنتها المحترمةَ [ رشـا ] على علاقةٍ بأحد الشُبان ، فقد كنتُ نائمةً حينَ دخلت أمي غرفتي و كأنها داخلةٌ لفتح الأندلُس ! فصرخت عليّ قائلةً : رشـا !
فحسِبت أن شيئاً سيئاً حدث لأحدهم و لم أكن أتوقع أنها تقصدني : قولي لي شاللي سويته بأمريكا ؟
اقتربت مني و الشرر يتطاير من عينيها و هي تقول بغضب : تكلمي يلا ، هذي الدراسة مالِك ؟ يعني انتي ما كنتي ناقلة عشان الأوضاع السياسية ؟ كنتِ تكذبي و أنا أصدقك .
فقلتُ لها : أمي شاللي صاير ؟
فردت علي بغضب أشد مما سبق : شاللي صاير ؟ تسأليني شاللي صاير ؟ رايحة هناك و عارفة لك واحد و الله أعلم شصار بعد !
فقلتُ لها و علاماتُ الصدمةِ واضحةٌ على ملامح وجهي : أمي ، أنا بنتِك ؟ يعني تصدقي الناس و تكذبيني ، أحلف لك ما صار شي من الي فكرتي فيه .
فقالت أمي و الغضب قد بلغ ذروته : تراك بنت أبوك شاللي يطلع من وراك ؟ يعني أنا ربيتك و تعبت فيك في النهاية هذا الي تسويه ، ما رح تكوني أقل من أخوك الي مسك دربه و شرد ! ، بس كنت غلطانة لو أبوكم أخذكم معه كنت ارتحت من شرك انتي و اخوك .
فأردفت بعبارةٍ جرحت قلبي و جعلتهُ ينفلق ُ لنصفين : أنا ما رح أرتاح إلا لما يجي اليوم الي يقولوا لي فيه رشا ماتت و لحقت أبوها ، ما رح أذكر أخوك لأنه بالنسبة لي مات من زمان ! .
عَضتت شفتاي محاولةً منع دموعي من الانحدار .
حينها تدخلت [ حُور ] التي كانت تراقب كل شيءٍ بصمت منذ البداية و فتحة ٌ فاصلةٌ بين شفتها العليا و السُفلى توضح أنها فعلاً لم تكن أقل صدمةً مني : بس يا خالتي ، يمكن الي اتصل فيك ، كان كذاب ما كان المفروض تصدقيه .
صرخت أمي على [ حور ] : حور ! ، لا تتدخلي و خليك بشغلك ، لا تحاولي تغطي عليها ، مع اني أشك انك رح تلحقيهم بيوم من الأيام .
صُدمت و صُدِمَت [ حور ] أيضاً ، اتجهت امي بتجاهِ باب غرفتي العريض لتخرج حين وقفت فجأة و استدارت و اتجهت لِهاتفي الذي كان موضوعاً بجانب أحد الكتب على الطاولةِ المكتبية ، فأخذتهُ ، فقلتُ لها : أمي ، انتظري لازم تفهمي .
فقالت أمي : ماني أمك و لا تحاولي تكسري قلبي عليك ، الحين عرفت حقيقتك .
فالتفتت لتخرج ، حين قلتُ لها و الدموع تتراكم في عينيّ : الحين ؟ أيوا أكيد الحين ، لأنك بعمرك ما كنتي مثل أي أم !
لم أكد أكمل حديثي حتى تلقيّتُ صفعةً من أمي ، فلم أنطق بأي شيء !
بعدها خرجت أمي ، و نظرت إليّ [ حور ] بِحُزن و دموعها تتساقط بِخفة ، ابتسمت لها بمعنى أنني بخير ، فلطالما كانت [ حور ] فتاةً رقيقةً و حساسة بعكسي تماماً ! ، بعدها لحقت بِأمي التي هي خالتها التي اعتنت بها بعد موت والديها ، محاولةً فهم منها ما حدث ! .
لكنني أعلم أنّ كل ما حدث بسببي والدي الذي تركنا .

بعد أن أنتهى [ مُراد ] تلكَ الصفحةَ ظلّ يفكر بِحقيقةِ والدها ، فقرر أن يكمل القراءةَ علّه يجد شيئاً ما ، ففتح الصفحةَ التي تليها :
[ الثالث من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر ،
غصبُ أمي هو عينهُ الجحيم ! .. فاليوم قد رأيتُ [ حور ] و معها امرأةٌ متوسطةُ السن ، تقوم برسم بعض الزخارفِ الجميلة ف يديّ [ حور ] بالحناء ، فقلت لها أنني أيضاً أريد ! ، فاستغربت [ حور ] و بشدة ، أنا ؟ أنا التي أكره رائحتهُ و شكله و لم أزيّن به يديّ منذ سنين َ طويلة !
فبعد أن انتهت [ حور ] وضعت لي المرأةُ بعض الزخارف البسيطة كما أردت ، و كلُ هذا كان لِزفاف [ فارس ] ، فرحلتِ المرأة حينها سألتني [ حور ] : معجزة ياخي ! ، من متى ؟
فضحكت و كدت أقول أنّني أنا بنفسي لا أدري لماذا حين جاءت أمي و هي تقول : تستعد للمستقبل !
كنت أريد الرد عليها حين أمسكت [ حور ] يدي و ضغطت عليها بمعنى لا تنطقي بشيء !
فذهبت متوجهةً للمغسلةِ القريبة بعد أن أحسست أن يد [ حور ] تراخت و ابتعدت عن يدي ، فغسلتهُ و غسلتهُ و لكن لونهُ البرتقالي الباهت كَ حياتي الباهتة لا يزال باقياً ! ، فزدت سرعة و كثاقة تدفقِ المياه ! ، لكن دون جدوى ، فذهبتُ أمام عيني والدتي و [ حور ] لطاولة ِ الطعام القريبة و أخذت سكينا محاولةً كَشط كفيّ حينما سقطت عيني على يدٍ تمسكُ السكين ، كان [ فـارس ] ! ، فارس الذي لم أرهُ منذ ثلاثِ سنواتٍ إلا أيامَ العيدين ! و لم أحدثه منذ ستة أعوامٍ ربما ، لم ينطق بكلمةٍ ، فقط أبعدها ، فذهبت لغرفتي صاعدةً حبات الدرج حينها لحقتني [ حور ] خوفاً من أن أقص يدي كلياً ، فقالت و هي تغلق الباب خلفيّ : رشـا ، خالتي معصبة و تعرفيها لما تعصب ، انتِ امسكي اعصابك !
نظرتُ إليها بقهرٍ و أنا أقول : خالتك الي لما تعصب ما تعرف حد هي بسببها أبوي تركنا و بسببها أخوي مُراد راح و لا رجع ، و بسببها أنا رح ألحقهم ، خالتك هذي ما همها إلا نفسها .
لم أكد أكمل كلامي ، فقط قطعتهُ [ حور ] بصفعتها التي طبعتها على خديّ ، فنظرتُ إليها و أنا في أشد حالاتِ الاستغراب ، فقالت و الدموع متكدسةٌ في عينيها : لا تتكلمي عن أمك بهذي الطريقة ! ، هي تحملت كل هالعذاب زوجها تركها و ترك لها بنت و ولد و الي زاد عذابها بنت اختها اليتيمة ، بس هي ربتنا و ما خلتنا نحتاج لشيء ، الناس كلها كانت حاسدتنا ، مُراد لما راح ما كان لخالتي أي دخل فيه ! شفتي هي شاللي تحملته ؟ ، و انتِ كلمتين منها ما تحملتيهم .
كان كلامُ [ حور ] صحيحاً لكن غضب أمي مؤلم و كأنهُ شرارةٌ من شراراتِ الجحيم ! ، لكنني لم أرد عليها ، فقط صمتت و تجاهلتُ كلامها ، و ذهبت لِأكمل الروايةَ التي بدأت قراءتها مؤخراً ، ما إن خرجت [ حور ] حتى سالت دموعي ، أصبحت متأكدةً أنني ضعيفةٌ و هشةٌ و سريعةُ الكسرِ !
فذهبت لِمكتب والدي المهجور منذ رحيلهِ الغير مُبَرَرْ ، ذهبتُ و أنكبتت على الأرض و أنا أبكي بشدة ، و دموعي تتساقطُ على الأرض كحباتِ المطر المتساقطةِ بشدةٍ فصلَ الشتاء ! ، كنت أريدُ أن أسأل أبي لماذا تركنا ، فقد كانت أمي مختلفةً لكنّ رحيله هو من صنعَ منها انسانةً عصبيةً لا تتحمل أبسط الأشياء ! ، و ترمي الكلام بكل سهولة ، وضعتُ يديّ على فمي محاولةً إخفاءَ شهقاتي ، أحس أنني لم أبكي هكذا منذ زمن ، منذ ذلك الزمن الذي اختفى فيهِ أبي و بعدهُ [ مراد ] و لحقهما [ فارس ] و الآن [ مُراد ] .. بكيتُ بشدة ، أريدُ غسل كل الآلام العالقةِ بقلبي ، بعدها أوقفتُ دموعي و مسحتها بظاهرِ يديّ و وقفتُ و قلتُ لنفسي أنني لستُ محتاجةً لأي أحد ! ] .

فتحَ [ مُراد ] الصفحةَ التي تليها فقد كان يريد معرفةَ ما الذي حدثَ لِـ [ رشـا ] بعد ذلك ، فقد كانت الصفحةُ مزخرفةً بزخرفةٍ طوليةٍ باللونين الزهري و الأصفر :
[ الرابع من يناير لعامِ ألفين و أثني عشر :
اليومَ اتخذتُ قراراً سيجعل أمي تشعرُ بالراحةِ ، فقد حزمتُ حقيبتي و قررتُ الذهاب للمكوثِ عند جدتي ، عندما كنتُ متوجهةً للخارج ، سألتني أمي و لكنني لم أجبها ! ،
فقالت و هي غاضبة : بس ما رح تطولي ، بكره انتي راجعة لأنها خطوبتك .
فالتفتت إليها و أنا مصدومة .
فقالت : ما رح أخليك على هواك ، و هذي كلمتي .
فابتسمت لها كتلك الابتسامةِ التي ابتسمتها لِـ[مُراد ] من قبل ، و ذهبتُ لعند جدتي ، فجدتي هي الأمانُ بعينهِ ، و هكذا قضيتُ يومي مع جدتي ، محاولةً تناسي الخطبةَ القَسرية التي سترغمني عليها أمي ، فبهذا لم يصبح أحد في منزلِ جدتي سواي و هي و [ فارس ] ، فـ[فارس] منذ أن كان صغيراً تربى في حُضن جدتي و لا يزال إلى الآن ] .

 
 

 

عرض البوم صور غيمة كبرياء   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الشتاء, بقلمي, حبات, غيمة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:45 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية