لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-16, 11:28 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317702
المشاركات: 36
الجنس أنثى
معدل التقييم: خد العروس عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خد العروس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 





يسير في ممرات المستشفى ,يرتدي معطفه الأبيض فوق سكراب المستشفى الكحلي ,وعلى رقبته سماعة الطبيب , للتو انتهى من عملية استئصال المرارة ,لحسن الحظ أنها كانت مجرد عملية بسيطة باستخدام المنظار ولا تتطلب أي جهد مبالغ , فلازال تفكيره مشوش وأعصابه مشدودة ,ولازال شجاره البارحة مع نور مؤثراً على مزاجه , كان متجهاً لقسم العيادات فلديه عدة مواعيد مسجلة مع مرضى , في طريقه سمع اصوات ضحكات عالية قادمة من تجمع ممرضات ,يتحدثن بصوت عالي بعض الشيء

كانت احداهما تشرح يومها الطويل مع مريضة عجوز اصابها الخرف وتطالب كل ساعة بالغذاء وتنسى انها قد تناولته , واخرى تعلق عليها ضاحكة وأخرى تصف مريضها الذي جاء لأجل عملية تكميم بـ "الدب الجوعان " وتقول " انت سكر حلقك والامور كلها تكون طيبة وماتحتاج عملية " وتستمر تعليقاتهم السخيفة على المرضى واصوات قهقهتهم المرتفعة , احتقرهم في داخله وأكمل مسيره , سمع احداهن تتحدث : من شوي كنت عند " الفزاعة " وماعرفت اقيس ضغطها من صراخها

علقت أخرى : مين الفزاعة ؟

الممرضة منيرة : هاذي هالة الجاسم قريبة الدكتور منصور صرنا نسميها الفزاعة الحين

الممرضة سمية : هههههههههههه يناسبها والله , انا كل ما اروح أطل عليها اشوفها تصارخ

الممرضة سلمى : ماتنلام مسكينة , اهلها تبرو منها , وسيرتها على كل لسان في المستشفى

, الممرضة جنان : الدكتور منصور هذا دكتور الباطنية ماغيره ؟ الا اخت زوجته انطعنت في خصرها وسوولها عملية استئصال كلية

الممرضة منيرة : أي قصتهم صارت حديث الساعة في المستشفى هههههههههههههه

الممرضة جنان وهي تكتم ضحكتها : استغفر الله انتم ماخليتو مريض ف حاله , كلهم طلعتوا لهم ألقاب

الممرضة سلمى لاحظت وجود منصور الواقف بقرابة منهم , بلعت ريقها بصعوبة وهزت كتف زميلتها الغارقة في الضحك تنبهها , رفع الجميع رؤوسهم لينظروا الى منصور الواقف على مسافة قريبة منهم , ملامحه محتدة وينظر اليهم باحتقار واضح , صمتن وهنَ يشعرن بالحرج ,

منصور وهو يرفع صوته : كل وحدة فيكم تحترم المكان الي جالسة فيه , احنا هنا في مستشفى , شوية احترام للمرضى , ولو كل وحدة تشوف شغلها يكون أحسن

تفرقنَ محرجات من كلماته ومن أعين الموظفين والمراجعين التي تركزت عليهم ,أما هو فقد أكمل مسيره الى الغرفة الخاصة به وهو يحترق من الداخل (قليلات أدب , والله لو ماهم بنات كان عرفت كيف أربيهم )

دخل الى الغرفة ليجد صديقه الدكتور جهاد بانتظاره

الدكتور جهاد : اهلا منصور , بغيتك في استشارة , مد له عدَة صور اشعاعية لمريض ويسأله عن رأيه

منصور بعصبية امسك الصور ووضعهم على الطاولة وجلس على كرسيه

الدكتور جهاد : وش فيك هاليومين مو عاجبني

منصور ولم يجب على سؤاله : أنا بفهم هذول الممرضات من الا موظفهم ؟

الدكتور جهاد : شكلك تقصد الطاقم الجديد للتمريض , توهم موظفينهم هنا هالشهر الدكتور جهاد يغمز : مزز صح ؟

منصور بنرفزة : وش مزز انت بعد ؟ غبيات وقليلات أدب , كأنهم قاعدين في السويكت مب ف مستشفى , أنا أول مرة اسمع ضحكة بنت بهالطريقة المقززة

الدكتور جهاد صمت وهو يعرف أن ضيق منصور في الأصل ليس بسبب الممرضات , أكمل موضوع الاستشارة ليناقش معه الصور الاشعاعية الخاصة بمريض ما





,



في ممرات المستشفى ذاته , كانت الممرضة منيرة بجانبها زميلتها جنان يبتعدان عن قسم العيادات , متجهات لقسم التنويم لاكمال عملهن

جنان تكلم منيرة بصوت منخفض : شهالفشيلة ياربي , الحين كيف بقدر احط عيني بعينه بعد اللي صار , انا الغبية الا متابعتكم وماشية ورا سوالفكم البايخة

منيرة : وه يافديته ,يجنن وهو معصب ,هيبة وثقل ورززة ,

جنان وهي متعجبة من كلامها : والله انك فاضية وماعندك حيا , اقولك تفشلنا منه وهو قفطنا نتكلم عنه بكل وقاحة , وانتِ تفكرين ف مشاعرك التعبانة

منيرة : وه بس , الله يجعله من نصيبي يارب

جنان : غبية , تراه متزوج وعنده بنت على فكرة

منيرة : عارفة انه منتزوج حبيبتي , بس شكله هالزواج ماراح يطول

جنان : ليه وش دراك , يعني تفكرين ان بيترك زوجته لخاطر عيونك مثلاً

منيرة : ما اقصد كذا ياغبية , من قبل كم يوم , كانت زوجته هنا في المستشفى تكمل وهي تضحك : وسمعت هواشهم

جنان : حيوانة , وليه تتجسسين على الناس , مريضة مب صاحية



توقفت منيرة عند احدى غرف المرضى ,

جنان : شفيك وقفتي هنا , احنا المفروض نكون ف غرفة 77 عند الدكتورة نجلا

منيرة : هاذي غرفة الفزاعة , اتحداك تدخلين وتغيرين ضمادها

جنان : وليه يعني ؟ طايحة من عينك ؟

منيرة : تراها مجنونة , ماتخلي احد يلمسها تتحرك مثل المجنانين لما تشوف أحد

جنان بتحدي : مايكون اسمي جنان اذا مادخلت وغيرت لها وبتشوفين أن انا احسن منك فذي الشغلة

منيرة : نشووف , يلا أنا بروح لعند دكتورة نجلا , لا تحس بتأخيرنا , وباقول لها انك شوي وبتجين

جنان : طيب



دخلت جنان " الممرضة الجاهلة " الى الغرفة , يغمرها التحدي لتثبت لمنيرة انها الافضل في مجالها , القت نظرة الى تلك النائمة على السرير , كانت تبدو وكأنها تغط في نوم طويل ولن تستيقظ بسهولة , جهزت الضمادات والعصابات النظيفة لتغير لها عن جرحها , جلست بجانبها , وكشفت عن جرحها , واخذت نتزع بقايا الضماد بهدوء وحرص شديدين , في هذه اللحظات , فتحت هالة عينيها ,شعرت بحركة يدي الممرضة على جرحها , رعشة جنون سيطرت على هالة , يداها ترتعدان ,وجهها مصفر كثيب , شفتاها تميل للزرقة , بدأت بالنواح بصوت منخفض متعب , نظرت جنان اليها وهي تحاول تهدئتها : لا تخافي حبيبتي أنا بس بغير لك الشاش الي عالجرح , لاتتحركي عشان اخلص بسرعة

ازداد أنين هالة شيئاً فشيئاً وارتفع صوتها بالصراخ , وأخذت تحاول ابعاد يدي الممرضة عنها ,

هالة تصرخ بصوت مبحوح : بعدييي عنيي , لاتلمسيني رووحي بعدي بعديي

كانت حركاتها العشوائية تنطق بالجنون وكأنها مصابة بمس من الجن , ولم تستطع جنان السيطرة عليها , وصل الصوت للخارج , فدخل احد الأطباء مع ممرضتين للغرفة

جنان تشرح الوضع بارتباك : أنا كنت اغير لها على الجرح وفجأة قامت تصرخ وتضربني وتضرب نفسها

الطبيب بصرخة وهو منشغل بتهدئة هالة : طيب اطلعي برا لو سمحتي ونادي على الدكتورة نجلا بسرعة



خرجت من الغرفة وهي ترتعد من ما رأته عينيها , ماكان يجب عليها أن تطيع منيرة وتتدخل في مالا يعنيها , ذهبت بسرعة لتخبر دكتورة نجلاء بما حدث ,


,

كانت دكتورة نجلاء تؤنب جنان بانفعال : انتِ من طلب منك تغيرين لها عالجرح ؟؟ ليه تدخلين الغرفة من الأساس ؟ أنا طلبت منك تساعدي منيرة في تجهيز مريض لعملية مو تروحين لغرفة هالة , انتِ ما تفهمين والا تعاندين والا شقصتك بالضبط ؟

جنان وهي تحاول ان لاتبكي : آسفة دكتورة , أنا بس قلت اساعدك , وشفت المريضة نايمة قلت اغير لها فرصة

الدكتورة نجلا بعصبية أكبر : ومن طلب منك المساعدة ؟؟ المريضة تعبانة نفسياً وماتتحمل أي مضايقة , احنا نحاول نتصرف معها بكل حذر مع المساعدة النفسية وانتِ تجين وتدخلين كذا بدون حتى ماتسألين , وش هالتصرف الغير مسؤول ,

جنان : آسفة والله آخر مررة اسوي شي بدون ما أسأل , أنا جديدة هنا في المستشفى وهاذي أول وظيفة استلمها , أتمنى تعذريني

دكتورة نجلاء : المرضى أمانة عندنا أمانة مو لعبة , احمدي ربك أن الموضوع عدَى على خير , تدرين لو صار لها شي كان أنا الا راح اتحاسب , لأن أنا المسؤولة عن الحالة بس وربي ماكنت اخليك تفلتين منها , يلا الحين روحي ولاتخليني اشوف وجهك



ذهبت وهي تندب حظها وتلعن منيرة في نفسها , وقفت في الزاوية وأخذت تبكي بصمت , كان منصور خارجاً من الغرفى بعد أن انهى جميع مواعيده مع المرضى , انتبه لجنان التي تقف بطريقة غريبة لاحظ بكائها ,و لم يعرها أي اهتمام وأكمل مسيره ليتفاجأ بوجود "أبو سلطان يقف أمامه " :السلام عليكم , كيف حالك يا منصور

منصور وقد تفاجأ من ابو سلطان الذي كان من الواضح أنه ينتظره : و عليكم السلام , حياك الله

ابو سلطان : منصور أنا جاي أكلمك بموضوع

منصور : تفضل

ابو سلطان : تعال معي شوي , ما أبغى أتكلم هنا واسبب لك احراج



خرجا من المستشفى وانفردا معاً في مكان خالٍ من الناس

منصور وقد تمالكه الفضول : تفضل يا ابو سلطان قول اللي عندك

ابو سلطان : منصور , أنا ماحبيت افتح هذا الموضوع مررة ثانية , واحنا قلنا مثل مادخلنا بالخير نطلع بالخير , بس الا رسل لسلطان الصور رجع ورسل له شي ثاني

مد اليه كيس صغير : هذا يخص بنتكم ,

أخذ منصور الكيس منه وألقى نظرة على مافي داخله فكان قرصاً

ابو سلطان : أنا قلت اجي اكلمك انت احسن بما ان بينا معرفة قديمة , ماحبيت اكلم ابوها او اخوها , خفت يكبر الموضوع واحنا مانبغى مشاكل , واكيد ابوها مابيتحمل مني كلام أكثر يكفي اللي صار

لم يعرف منصور ماذا يقول او ماذا يبرر فقد شعر بالحرج الشديد

ابو سلطان : يلا في أمان الله



ذهب ابو سلطان , وظل منصور ناراً متوقدة من الداخل , لماذا هو ؟ لماذا هو من يجب عليه أن يتحمل كل هذا ؟

,


اوقف سيارته في المواقف المخصصة للعمارة التي يسكن بها , ترجل منها وهو يجر قدميه بعصبية , دخل الى العمارة وتوجه الى شقته التي تقع في الطابق الثاني ,اخرج مفتاح الشقة وفتح الباب , دخل الى شقته وهو مهيَأ للشجار , يريد ان يفرغ غضبه عليها , يعلم جيداً أن لا ذنب لها فيما حدث لعائلتها , ولكنها الطريقة الوحيدة لإفراغ غضبه والا سيجن , رمى
بمعطفه الطبي ومفتاح سيارته على الأريكة بطريقة تنم عن العصبية الذي لم تنفك منه منذ تلك الحادثة , رفع صوته وهو يناديها : نوور

لم يسمع جواباً فرفع صوته أكثر : نوور ولم يسمع جواباً ايضاً , أخذ يبحث عنها , لم تكن في غرفة المعيشة ولايبدو انها في غرفة النوم , اذاً بالتأكيد انها في المطبخ , سلك الممر الذي يؤدي الى المطبخ , كان الباب مغلقاً , وصوت شفاط المطبخ المزعج ينبعث منه الى جانب صوت تباكي طفلته وتذمر نور , فتح الباب وتكاثفت ابخرة الطعام الكثيفة في وجهه , فستنقشها لتحشر في حلقه ويكح بقوة , كانت نور تقابل قدر الكبسة الذي كان مصدر تلك الأبخرة التي تملأ المطبخ , وتحمل طفلتها التي كانت تبكي بانزعاج ,,استعجلت تصب الماء في كأس لكي يخفف من سعاله القوي , مدت له الكأس : بسم الله عليك , اشرب , اشرب

اخذ الكأس منها وشربه بسرعة , اخذ نفساً عميقاً وقد ارتاح حلقه من جرعة الماء التي رشفها , ارتاب من مظهرها الذي ينم عن التعب , شعرها منكوش تلف عليه منديل أزرق ,ترتدي مريلة متسخة ,وجهها متعرق وعينيها محمرتان من أثر البصل الذي كانت تقشره , اما الطفلة فكان وجهها محمر غارق بالدموع

منصور : وش ذا الحالة الا انتِ فيها ؟ المكان خنقة ليه ماتفتحين الباب , خانقة نفسك والبنت معك

نور : هاذي بنتك لاترحم ولاتخلي رحمة ربك تنزل , اذتني بصياحها ودلعها , مب راضيه تقعد ف الصالة تلعب بالعابها ولاهي مخليتني فحالي , شسوي فيها

منصور وهو يأخذ طفلته منها : طبيعي البنت بتبكي , المكان يخنق , انتِ ماتحسين ؟





جلس على الأريكة بعد أن هدأت سارا بين ذراعيه , اخذ يُنشف وجهها من الدموع ويمسح مخاط أنفها , ملامحها اللطيفة ,سحر عينيها الواسعتين ,ونعومة وجنتيها ,دقات قلبها البريء التي شعر بها وهي بين يديه , كانت كفيلة بتهدئة أعصابه وتغيير مزاجه السوداوي , ابتسم بالرغم عنه وهو يسمعها تنطق : بابا , بابا وتضحك ببراءة

رفعها وأنزلها بسرعة وهو مستمتع بصوت ضحكاتها الذي ازداد , تساءل في نفسه كم من الوقت مضى وهو مشغول عن طفلته , متى كانت آخر مرة قضى وقتاً ممتعاً معها ؟

في الفترة الأخيرة كان كل مايفعله عند عودته للمنزل هو الشجار مع نور , وتذكيرها بفضائله عليها , وان تحمله وصبره قد نفذ منه ومن فضيحة عائلتها التي لا تحتمل , وان لو أن شخصاً آخر لما كان تحمل كل هذا وما كان صبر كل هذا الصبر , متناسياً معاناة نور وأن ما حدث بالطبع قد آلمها أكثر منه , وأنها تشعر بأضعاف ما يشعر به هو , ف متى سينتهي هذا الشجار العقيم ؟

قطع حبل تفكيره , حركة سارا المفاجئة بسحب نظارته من عينيه وهي تضحك بشقاوة , انجذب اليها , ولصوت ضحكاتها البريئة ,انها لا تدرك شيئاً حولها كأنها تعيش في عالمها الداخلي الخاص الذي لامعنى للحزن فيه , قبَل وجنتيها وهو يدغدغ بطنها مستأنساً بها وبضحكاتها ,



على طاولة الطعام , كانت نور تطعم سارا بطعام الأطفال الخاص , اما هو فقد كان سارحاً بأفكاره , يتأمل زوجته وطفلته , لماذا لا يعود نمط حياته الهادئ كما كان , الى سيصل شجارهما , أخذ يراجع نفسه ,كلماته الجارحة التي كان يسمعها نور كل يوم , ما ذنبها هي ان اخطأت اختها ؟ ومن الطبيعي جداً أن تقف مع عائلتها في هذه المشكلة , وأن تدافع عن اختها ولا تتقبل الفضيحة , من الطبيعي جداً ان ترد عليه وتدافع عن نفسها وعن أهلها , انهم اهلها في النهاية و " اللي مافيه خير لأهله مافيه خير للناس " , شعر بتأنيب الضمير , لقد كانت دائماً تتحمل عصبيته المفرطة حتى في اتفه الأمور , لقد كان أنانياً معها , كان يفكر بنفسه ومكانته المرموقة والفضيحة و" الكلام الناس " , غافلاً عن مشاعر زوجته ومعاناتها .

نور بتعجب : منصور ليه ما تاكل ؟ بيبرد الأكل

نظر الى طبق الكبسة بالدجاج المحمر الذي اعدته نور لأجله , وهاج بطنه بشهوة الطعام ولكنه حافظ على جموده , فكر في نفسه بطيبها وصفاء قلبها , بالرغم من تصرفاته القاسيه معها الا انها لازالت تفكر به ولم تنسى واجباتها اتجاهه , خجل من نفسه عندما تذكر انه كان يريد مشاجرتها بسبب كلام ابو سلطان

منصور : تسلم ايدك

نور : الله يسلمك عليك بالعافية

بدأ بالأكل وهو يشعر بتأنيب ضمير كبير اتجاه نور , أما هي كانت متعجبة من هدوئه الغريب





,



و- ياحبيبة ابوك , ياروح البابا



يجلس معها على الأرض والألعاب والدمى متناثرة حولهما , كان مندمج في اللعب معها وكأنه طفل مثلها , تارة يقبلها وتارة يحادثها بلغتها الغير مفهومة , امسك بكفيها الصغيرين ليساعدها على الوقوف , فبالرغم من اتمامها عامها الأول الا انها لم تخطي خطواتها الأولى بعد , اخرج هاتفه المحمول من جيبه وشغَل الكاميرا وبدأ بتصويرها فيديو لتوثيق هذه اللحظات الجميلة ,

منصور وهو يمسك كف سارا بيد والهاتف باليد الأخرى : يلا يا بابا , خليك شجاعة , انا بترك ايدك اللحين عشان تمشي لوحدك , اتفقنا

ابتعد عنها مسافة بسيطة وهو يصورها بهاتفه , كان متحمساً لرؤيتها تمشي : تاتاه تاتاه يلا شطورة بابا سارا يلا حبيبتي امشي

بقيت واقفة على قدميها للحظات ولكنها استسلمت للبكاء ,خائفة من ان تخطو أو ان تقع

ضحك عليها بشدة وهو يراها " متوهقة " منصور : ههههههههههههه تعالي هنا تعالي ياخوافة

مضى لها ورفعها واحتضنها وهو يضحك عليها , في هذه اللحظات خرجت نور من الحمام بعد ان استحمت طويلاً لتتخلص من رائحة المطبخ , تأملها وهي تلوح بشعرها القصير المبلل , كانت تبدو جميلة ببشرتها المتوردة , لم يعد يتذكر متى آخر مرة نظر اليها بهذه الطريقة ,



نور تبتسم : اشوفك رايق اليوم , صوت ضحككم واصل لعندي

منصور يضحك : هاذي بنتك , الا يشوفها يروق غصباً عنه , الخايبة ما ادري متى بتمشي العجوزة

ضحكت لتعليقاته على سارا : هههههههههه أي مادري ليه للحين مامشت , مع أن الاطفال الا في سنها واصغر منها بدو يخطو

منصور : يحق لها بنت منصور تدلل

صمتا للحظات , يفكر كلٌ منهما بالآخر , تذكر ذلك القرص , يجب أن تعرف نور به

منصور بجدية : نور اليوم جاني ابو سلطان المستشفى

نور بصدمة : لييه ؟ وش فيه بعد

منصور واقد احضر القرص ومده لها : عطاني هذا السي دي , يقول ان وصل لولده سلطان ويخص هالة

نور اخذت القرص من يده : ياربي وش ده بعد الله يستر من الا فيه , انت فتحته

منصور : لا و ليش افتحه , يمكن فيه شي خاص

نور : طيب انا بروح اشوف وش فيه

دخلت الى الغرفة واغلقت الباب عليها , أما هو أخذ يكمل لهوه مع سارا , وهو يدعو ان لايجلب هذا القرص مشكلة أخرى





,



اخرجت الحاسوب ووضعت القرص في محرك الأقراص , لتخرج تلك النافذه ويبدأ ذلك المقطع , احترقت من الداخل وعدسة عينيها تهتز وهي ترى هالة في هذا المقطع بالثوب الأحمر ذاته كانت تتحرك بطريقة غريبة وكأنها ثملة , وبرفقتها شاب تم التغطية على وجهه وهو يضحك ويلمس هالة بطريقة اثارت حفيظتها , لم تستطع تكملة المقطع , اغلقت الحاسب بقوة , لم تصدق عينيها , هذا لايعقل , حتماً هناك خطأ في الموضوع , هناك حلقة ناقصة يجب ان تعرفها , امتلأت نفسها بالهم والحزن ,وغرفت في صمت وذهول غريبين , هل فعلاً ليلى على حق ؟!ت

تشابكت الأفكار في رأسها وقيدتها , وأخذت الحيرة تنهش عقلها , أجهشت بالبكاء , وهي لاتدري ماذا تفعل ؟ ومن تصدق ؟ ومن يرسل الصور ؟ لماذا يريد أذيتهم بهذه الطريقة البشعة ؟

فجأة احست بحركة عند الباب , علمت أنه منصور فحبست أنفاسها ومسحت دموعها , اقترب منها وجلس بجانبها , لاحظ ملامحها الحزينة وبقايا الدموع في عينيها

منصور : وش فيك ؟ السي دي فيه شي ؟؟

نور : ماله داعي تعرف , الموضوع مايخصك , وانت تعبت معنا وأدري انك خلاص ماعاد فيك تتحمل فضايحنا أكثر , حفظت الاسطوانة منصور ماله داعي تعيدها

قالت كلماتها ونهضت عنه , لا تريد ان يجرحها أكثر , فما رأته في هذا القرص كان فوق طاقتها , ولكنه لم يتركها , أمسك بيدها بلطف يمنعها من الذهاب : نوور , ,اجلسي وخلينا نفكر مع بعض ونحاول نشوف حل لهالموضوع

نور : ليش ؟ انت قلت ماتبغى تتدخل اكثر , منصور اللي فيني يكفيني واذا بتقول شي يضايقني فماله داعي ,

منصور : أقولك اجلسي ,أنا ابغى اساعدك يا نور

استجابت لكلامه ,وجلست بجانبه تسمع مايقول

منصور : القرص فيه شي يخص هالة ؟

أومأت برأسها بالايجاب وقالت : منصور أنا أعرف اختي زين , هالة مو من هالنوع من البنات , هالة متربية ومحترمة وفوق هذا خجولة , مستحيل تغلط هالغلطة , ماتقدر , هالة تخاف حتى من ظلها ,ترتعد اذا شافت رجال غريب يناظرها وتخاف , مستحييل تسوي كذا , منصور هاذي اختي واعرفها , ماتسويها والله ماتسويها

منصور بتفهم : طيب مين برايك اللي رسل الصور لسلطان ؟ عندكم مشاكل مع أحد ؟ فيه أحد حاقد على هالة ويبغى يأذيها ؟

نور بعد تفكير : لا , هالة صداقاتها قليلة وماتحتك بالناس كثير . وحتى لو كان عندنا مشاكل , ليه يفضحنا بذي الطريقة ؟ ليش كالحقد ؟ وليش يرسل الصور فنفس يوم الزواج ؟ ليش اختار هالتوقيت بالذات ؟ حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل , الله لايوفقه , الله ياخذه

منصور لاحظ جرس صوتها الحزين وأدرك انها على وشك البكاء فتأثر بها وحاول تهدئتها : طيب نور ركزي معي , اهدي وصلي ع النبي , خلينا نفكر فيها بعقل , هالة وين كانت تروح ؟ ومع مين ؟

نور : هالة من البيت للمدرسة ومن المدرسة للبيت , ماكانت تطلع الا معي او مع ليلى او مع الهنوف , وطلعاتها مع صديقاتها قليلة مررة

وصديقاتها كلهم نعرفهم , وحامد بنفسه اللي كان يوصلها اذا بتطلع , منصور أنا فكرت كثيير بالموضوع بس مب لاقية حل , مب لاقية شي , هذا الشخص الا رسل الصور نيته واضحه انه يبغى يخرب , والا ليه رسل الصور لسلطان , ليه مارسلها لأبوي أو حامد ؟

منصور : شكله يعرف سلطان ,او له علاقة بسلطان

نور : أي ويمكن له عداوة مع سلطان ويبغى يأذيه , بس كيف نعرفه مين هو وكيف نوقفه عند حده

منصور بعد تفكير طويل وتردد : أنا بكلم سلطان وبشوف أقاوله , وكيف وصلوا له الصور بالضبط, لازم نعرف هالخسيس الا رسل الصور ونوقفه عند حده , لازم يتحاسب , وأنا عندي معارف في الشرطة , وان شاء الله يقدرون يجيبونه من تحت الارض

نور وتعجبت من ردة فعله المفاجئة , وكيف تغير رأيه ,وكيف اصبح هادئاً ويحاول مساعدتها , لم تصدق ماسمعته منه : والله ؟ بتكلم سلطان ؟

منصور وهو ينظر الى عينيها المتفاجئتين : أي لازم نفهم منه و

لم يكمل كلامه فقد اقتربت منه وعانقته بقوة والقت بثقل رأسها الصغير على كتفه , لم تنطق بأي كلمة , فقد كانت فرحتها لاتوصف , أخيرا استمع اليها وصدقها , لقد ازاح ذلك الثقل الكبير عنها وازال بعض تعبها , وشعرت ان هناك من تعتمد عليه ومن يساندها , همست في اذنه : ما أدري وش كن بسوي من دونك , الله يخليك لي

وضع يده على ظهرها برقة , ابتعدت عنه قليلاً ليرى ملامح وجهها التي تبدلت من الحزن الى الأمل , اكتفى بالابتسام لها , فقد كان بعكسها لا يجيد وصف مشاعره بالقول , دائماً ما كان يعبر عن حبه لها بالأفعال لا بالأقوال .

,





اول لحظاته معها , عندما وضعوها لتسلتقي على ذراعيه , وقتها كانت صغيرة ولا تُقدَر بثمن , في تلك اللحظة عرف انه قد وقع في حبها , كبرت أمام عينيه , ولم تنمحي ملامح الطفولة منها , ولم تختفي نظرات البراءة من عينيها , يتذكر تفاصيل حياتها البريئة الى ان اصبحت عروساً ,يحاول يدرك ما الخطأ الي ارتكبه لتخطأ طفلته ما اخطأت وتفضحه وتلعب في شرفه , هل خطأه انه احبها ؟ ام لأنه في حياته كلها لم يرفض لها طلباً ؟ هل هو الدلال الزائد الذي جعلها تفعل مافعلت ؟



كان غارقاً في حزنه العميق , الغضب ,الشعور بالذنب , الاستياء , عدم التصديق وخييبة أمل كبيرة ,يشعر انه فقدها الى الأبد , مات حبها في قلبه ,واصبحت في عالم الاموات , بالنسبة اليه ,ولكنه يشعر بالحنين الى طفلته الصغيرة , تلك الصغيرة البريئة التي لا تخطيء , يتذكر كلماتها الأخيرة ودموعها , وأنينها , بدأ يتسرب الى ذهنه شعور قاتل بأنه قد يكون ظلمها , ولكن الصور وكلام ابو سلطان يثبت ادانتها , الشك والحيرة مثل حبل المشنقة الملفوف على عنقه بدون أي مقاومه منه ,



كانت تقف خلف الباب مترددة في الدخول , فوالدها لم يعد والدها الذي تعرفه , تمنت لو ان يلين قلبه ولو قليلاً لتتمكن من التفاهم معه بهدوء طرقت الباب : يوبه اقدر ادخل , ابي اكلمك ف موضوع

ابو بحامد : ادخلي يا نور

دخلت وجلست بجانبه ترددت للحظات قبل ان تتحدث : يوبه

ابو حامد : قولي يا بنتي

نور : يوبه انا ابغى اكلمك عن هالة

صمت واشاح بوجهه جانباً

نور : يوبه أدري انك ماتبغى تتكلم عن هالموضوع , بس مايصير كذا نرمي البنت ومانسأل , يوبه انا احس ان اختي مظلومة , ولازم نفهم منها , ولين ماتهدأ الامور انا قلت ندخلها دار الحماية , بنت خالتي ياسمين تشتغل هنالك وبتدير بالها عليها , بس لازم موافقتك اول ,

ابو حامد : يعني تفكري ان انا ابغى اظلمها , هاذي بنتي يانور , كل ماحاولت اكرهها ماقدر , بس وش بايدي اسوي ؟؟ اكذب عليك اذا قلت ماتهمني وعساها الموت , هاذي بنتي يانور

لمست في كلماته الحنان الذي طالما عرفته فيه : يوبه , هالة بريئة وانا راح اثبت هالشي , لاتتسرع وتحكم عليها , منصور قال لي ان بيتحرى عن الموضوع , ومن اللي راسل الصور , لازم نعرف اللى رسل الصور يوبه ,منصور معارفه كثيرة وان شاء الله ينحل الموضوع واثبت لك ان هالة مظلومة وان هالصور مب صحيحة

ابو حامد : أتمنى انها مظلومة يا يوبه , بس اخاف يطلع العكس , سالت دموعه على خديه : واذا طلع العكس ؟؟ اذا طلعت صدق فاجرة

تقدمت اليه وهي لم تتحمل رؤية دموعه : يوبه تكفى لاتستعجل وتحكم عليها , يوبه هاذي هالة وتربيتك , يوبه انا ماقدر اشوف دموعك تكفى عشاني يوبه ,

قبلت رأٍسه ويديه : يوبه انت خلي الموضوع علي , وخلينا ندخلها دار الحماية , يوبه انا اخاف اجيبها هنا البيت وحامد يسوي فيها شي

ابو حامد : مو بس حامد , انا خايف عليها حتى من نفسي , اخاف اشوفها وانا اللي اذبحها , بتردد : هاتي الاوراق اللي بايدك وخلينا ندخلها ده اللي تقولين بيه



مهما فعلت تظل طفلته الصغيرة , ويظل والدها , تظل تفاحة عينيه ,التي يخاف عليها حتى من نفسه, حتى مع احتمال ان تكون مذنبة , كان خائفاً عليها



,





الهنوف



كانت تجلس شاردة الذهن , ويجلس بجانبها ابنها محمود ذو السبعة أعوام يكتب واجباته ,

محمود وهو يرفع اليها كتابه : ماما شوفي خطي حلو

الهنوف وهي لم تنظر اليه ولازالت شاردة : أي حلو

محمود : بس انتِ ماناظرتي في الكراسة , كيف قلتي حلو

الهنوف : افف محمود , كمل حل واجباتك ولا تزعجني

محمود ابتعد عنها بتذمر واكمل الكتابه على كراسته

قامت من مكانها فجأة وذهب الى احدى الغرف واغلفت الباب عليها , امسكت بهاتفها , واختارت احدى الارقام المسجلة لديها وضعت الهاتف على اذنها تنتظر سماع الرد

جائها صوت انثوي : الو

الهنوف : الوو انا الهنوف

المرأة : ايوا وش بغيتي

الهنوف : تكفيين ما ابغاك تذكرين اسمي في اللي صار , انتِ تعرفين ان انا مالي ذنب , يكفي البنت المسكينة في المستشفى ويقولوا انها انجنت , لاتخربين حياتي أنا بعد ,أنا عندي ولد وحامل , حرام اذا مو عشاني عشان اولادي

المرأة : هههههههههههههه وش فيك خفتي ؟

الهنوف : أي وبموت من الخوف اذا عرف زوجي بيذبحني , تكفين الله يخليك استري ع الموضوع

المرأة : اطمني ياقلبي بما انك تسوين اللي اقوله بالحرف الواحد ماراح يصير لك شي

الهنوف : أكيد ؟؟ اتطمن يعني

المرأة :ههههههههههههه أي تطمني وحطي ف بطنك بطيخة صيفي , خلاص انا اخذت الا ابيه ومايهمني افضحك اواسوي لك شي

الهنوف بارتياح : مشكورة , الله يستر عليك مثل ماسترتي علي بس ممكن سؤال

المرأة : اييش ؟

الهنوف : ليه عملتي كذا بهالة ؟ حرام البنت مسكينة و

قاطعتها المرأة بنرفزة : لا تتدخلين بشي مايعنيك يالهنوف لا تخليني اغير رايي فيك

الهنوف : لا لا لا اسفه , خلاص انا بسكر الحين وبمسح رقمك من عندي انا ما ابغى مشاكل معك

المرأة : بس انا ما بمسح رقمك يمكن احتاجك

الهنوف : ها ليش بعد

المرأة : مادري يمكن احتاجك للضرورة , واذا ماشفتك معي يمكن اسوي شي مايعجبك ياقلبي

الهنوف بخوف : لا تكفين

لم تسمع رد فقد اغلقت تلك المرأة الخط , شعرت باحدهم يفتح الباب

نور : الهنوف وينك ؟ ولدك يبغاك تذاكرين له

الهنوف فزعة : اففف وانتِ ليه ماتدقين الباب قبل لاتدخلين مافي خصوصية ف هالبيت

نور : انا صار لي مدة ادق الباب وانت ماتردين

الهنوف : كنت اكلم اختي في الجوال , وما انتبهت , خوفتيني اففف

نور : طيب حصل خير ليه معصبه ؟

الهنوف : ما ادري رعبتيني خلاص روحي بعدي بروح اشوف هالولد شيبغى



ذهبت الهنوف الى محمود واخذت تصرخ عليه : انت متى بتعتمد على نفسك وتذاكر لوحدك , اذيتني



تركتها نور وهي متعجبة من تصرفاتها الغريبة , صعدت الى الطابق الثاني لتجد ليلى تجلس وحدها في الغرفة

نور : مادري وش فيها مرت اخوك , مب طبيعية

ليلى : ليش هو فيه أحد طبيعي بعد الا صار

نور وهي تجلس بجانبها : معصبة وتصارخ على الولد وكانت شوي وتضربني بعد ماشفتها تكلم بالجوال

ليلى : اتركيها عنك مع نفسها

نور : وانتِ شفيك بعد , احسك متضايقة

ليلى : آآآه يا نور , ام يوسف ماعندها سالفة ف البيت الا سالفتنا , من تشوفي تبدي تسأل عن هالة وعن ابوي , وكل ما احقرها مافي فايدة ترجع تسأل , كأنها ماصدقت تحصل شي عشان تضايقني فيه

نور : ماعليك منها , انتِ اهم شي زوجك ما يتأثر بكلامها

ليلى : لا الحمد لله يوسف مقدر الوضع وهو بنفسه يقول لي ان ما اعطيها أي اهتمام واطنش , بس لمتى ؟ لا واليوم لما رحت الجامعة كيف البنات يطالعوني , صحيح ان ماحد تكلم بس نظراتهم تكفي , فششلة انحرجنا كثيير مع المعازيم والناس يانور , يعني هالخايس مالقى يرسل الصور الى ف يوم العرس

نور ولم يكن يهمها الناس بقدر ماتهمها هالة : الله يرد كيده في نحره

ليلى التفتت لنور : وانتِ كيفك مع زوجك ؟ بعده معصب من الموضوع كل ما اتذكر صراخه عليك ذاك اليوم ونظراته لنا في المستشفى , اقول الله يعينك كيف متحملة ؟

نور : لا الحمد لله منصور بدا يهدى شوي , وقال ان بساعدني عشان نعرف مين الا رسل الصور , يقول ان عنده معارف في الشرطة , وبحاول يحل الموضوع ويطلعه من تحت الأرض

ليلى : شهالتغير المفاجئ ماشاء الله

نور : لا منصور صحيح بسرعة يعصب , واذا عصب يصير مستفز وماينطاق بس قلبه طيب ولما يهدئ يصير اطيب منه مافيه

ليلى : الله يهديه ولا يغير عليكم يا رب , بس وش تفرق اذا عرفنا مين رسل الصور , ما احس بيتغير شي

نور : طبعا بيتغير يا ليلى , احنا لازم نعرف مين و وش يبغى وليه يبغى يفضحنا

ليلى : تتوقعين الا رسل الصور نفسه الا كان معاها في الصورة

نور : ما ادري , انا اعتبر هذا الا معاها في الصور مو موجود , انا بعدني احس ان اختي مظلومة

ليلى : يا ليتني اقدر افكر مثلك





,


 
 

 

عرض البوم صور خد العروس  
قديم 09-07-16, 11:30 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317702
المشاركات: 36
الجنس أنثى
معدل التقييم: خد العروس عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خد العروس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 

دخلت الى غرفتها , رأته وقد غفى بجانب طفلته , تأملتهما وابتسمت , لشكلهما اللطيف , كانت سارا نائمة على ذراعه ويداها الصغيرتان على صدره , غطتهما وأطفأت ضوء الغرفة , اقتربت من زوجها وطبعت قبلة على خده

منصور وهو مغمض العينين : مانمتي ؟

نور : الحين بنام , تصبح على خير

استلقت بجانبه وشعرت براحة بال تغمرها , تذكرت تساؤلها هذا الصباح عن اذا كانت لازالت سعيده أم لا ؟ هل لازالت تحبه ؟

أجابت نفسها بكل ثقة وصدق , نعم لازلت أحبه , وسأحبه الى ان ينتهي الحب من الوجود , فيا رب التفاصيل الصغيرة أدم علينا الفرح





,

في احدى فنادق مدينة الخبر ,بعد ان قضت مع زوجها ليلتين وهذه الليلة الثالثة , لازالت تنفر منه ,حزينة , مطبقة الصمت على شفتيها , وهو لازال متوقداً مهووساً بها يحاول ارضائها بشتى الطرق معتبراً صمتها وبعدها عنه مجرد خجل عذري سيزول حتماً ولم يكن يعرف ما يخفيه قلبها الحزين حقاً ,كانت تجلس على طرف السرير شاردة الذهن متهدلة الكتفين , ترتدي قميص حريري ابيض ,كان وجهها خالي من مساحيق التجميل ,شعرها الاسود الطويل مرفوع بإهمال , ولكنها كانت تبدو جميلة رغم ذلك ,فقد كانت ذات وجه رقيق ,صغير , متناسق القسمات , بشرة بيضاء صافية متشربة بحمرة

لقد كان ينظر اليها بإعجاب وكأنها قطعة من الحلوى يريد التهامها بأقرب فرصة , اقترب منها بفظاظة , محاوطاً ذراعه عليها , ابتعدت عنه وهي تكاد تفقد وعيها من رائحته الكريهة ,التي تشبه رائحة البصل ممزوجة بشيء من دخان السجائر ,
خالد : يعني لي متى هالحيا ؟ قطعتي قلبي يا الريم حرام عليك

الريم : بعد عني لاتقرب ,

خالد بخيبة أمل : افا ليش ؟؟
الريم : معليش انا بعدني ماتعودت عليك وحركاتك تضايقني
اخذ ينظر يتأملها باعجاب , وهو منجذب اليها فقد كانت تبدو اجمل وهي تتحدث , اما هي تنظر اليه بنظرات اشمئزاز وضيق , وجهه المستطيل , انف افطس قليلاً ,لقد كان بعنقه الضخم المستدير وذراعيه القصيرين، أشبه ما يكون بإبريق الشاي ,لم يكن شكلهه هو المشكلة بل رائحته العفنة ومظهره المهمل , كانت هذه هي المصيبة بنظرها , فلم يسبق لها ان ترى احداً بهذا الاهمال في حياتها والأدهى والأمر ان يكون زوجها !!!!!!!!
ضحك فبانت اسنانه الصفراء المقرفة وفاح نفسه الكريه : يابعد حيي والله , اهم شي تكونين مرتاحة , انا مايهمني الا راحتك

سرحت بمخيلتها قليلاً الى وليد , شتان بين وليد المهتم بنفسه وهذا الشخص الواقف امامها الآن , وكأن القدر يعاقبها على علاقتها مع وليد بزواجها من خالد

احست بالضيق الشديد وهي تتخيل انها ستقضي حياتها القادمة كلها معه , ياله من رجل مقزز ,كيف امكنه ان يجلس مع عروسه في اول ايامهم بهذا الشكل وهذه الرائحة ,تمنت لو أن الزمن يرجع للوراء وتنمحي الذكريات المؤلمة التي كانت سبب انفصالها عن وليد ويعود كل شيء الى ما كان عليه





خالد : حبيبتي أنا باروح اشوف العشا عشان يركبونه لنا الغرفة

الريم وهي ممتنة انه سيذهب اخيراً: أي روح


خرج من الغرفة اخيراً , تنفست الصعداء وهي تحاول ان تتمالك نفسها : بسيطة يا الريم بسيطة , كل شي يتصلح , اصلاً اهم شي الاخلاق , أي اهم شي الأخلاق ومع الايام انا بقدر اغيره , ياربي انا شسويت في عمري

كانت تحاول ان تهدئ من نفسها بكلامات يائسة , عديمة الحيلة , وهي تندب حظها في داخلها





سمعت طرق الباب , لابد انه خالد قد عاد : افف ياربي مسرع ماجا , مايمدي افتك منه شوي يارب صبرني على هالبلوى



تقدمت وفتحت الباب , ارتددت الى الوراء , احتبس نفسها وازدادت نبضات قلبها ,, وسرت في جسدها رعدة من اعلى رأسها الى اخمص قدميها وهي ترى هذا الجسم المفتول العضل , الجبهة العريضة ,النظرة القاسية التي تعرفها جيداً

وضعت يدها على فمها واختفت تعابير وجهها في صدمة : ول ي د انت شتسوي هنا !!!!! انت اكيد انهبلت

اغلق الباب خلفه واقترب منها , وتلاقت نظراته الملتهبة بنظراتها الفزعة الخائفة , امسك بذراعيها وهو يحاول ضمها وهي تحاول ابعاده عنها بأي طريقة : الرييم انا جيت عشان اخذك ونهرب من هنا , كل شي يتصلح ..وأنا سامحتك وانتِ لازم تسامحيني

الريم بصوت مرتبك خائف : ولييد روح لا يجي خالد يشوفك , اطلع بررا حررام علييك ,انا الحين متزوجة مايصير الا تسويه ,تكفى اطلع لاتخرب حياتي اطللع

الوليد وقد مضى يفقد عقله ورشده بسرعه فائقة كان يترنح كالمجنون كأنه عائد من معرقة خاسرة وكان يضغط على ذراعيها بقوة : مابطلع الا وانتِ معي انفلتت منه صرخة قوية : ما اتحمل تكونين لغيري ماتفهمين ؟؟؟؟؟ انا حاولت انساك بس ماقدرت كل ما اتذكر انك معاه ف غرفة بروحكم يجن جنووني خلاص ماقدر اتحمل اكثر حراام علييك

تحاول ان تبتعد ولا تستطيع , تريد ان تدفعه خارجاً وقوتها تخذلها : انت واحد مجنون ومريض , كيف قدرت تجي لهنا بعد كل اللي صار , اطلع براا ,اقولك اطلع برا , ما ابيك صرخت بقوة : ما ابييك ما احبك انت ماتفهم

وليد : , مو على كيفك وبتروحين معي غصباً عليك ,

الريم وقد انهارت اعصابها بين ذراعيه بعد ان فائت محاولاتها لدفعه خارجاً للفشل فقد كان جسدها نحيفا هزيلاً مقارنةً بجسده القوي العريض

: تكفى رووح ,حرام عليك لاتوديني في داهية ,انت كنت السبب ياوليد , انت الا دمرتنا والحين جاي ليشش ؟ اتأخرت يا وليد اتأخرت

كان يشعر بالهوان واليأس والكبرياء الجريح : جيبي عباتك خلنا نطلع من هنا بسرعه , يلا مافي وقت , بسسسرعة اقولك يلا انا مابطلع الا وانتِ معي , يلااا خلينا نطلع

الريم : اذا تحبني صحيح روح , اذا صدق تجبني روح واتركني حرام عليك

كان على وشك الانهيار , ولايعرف مايجب القيام به , مشوش بكلماتها , غارق في الغضب ,تجتاحه الرغمة العارمة في اخذها والذهاب بعيداً ,ينظر الى عينيها الخائفتين ويزيد جنونه ,يعيش في الحاضر ولكن قلبه وقراراته لازالت في الماضي ,انه يكافح ليكون حراً من جديد



مرت فترة وهي بين ذراعيه وهو لازال يحاول ان يقنعها بالهرب معه وهي تترجاه بدموعها بأن يرحل ويتركها وشأنها

قطع حوارهما صوت طرق الباب وصوت خالد الذي جاء بعدها : الريم افتحي الباب , معك احد ف الغرفة ؟؟؟؟؟؟؟؟



اخذ خوفها يزداد شيئاً ف شيئاً وهي لاتعرف مايمكنها فعله مع الوحش المجنون الذي يمسك بها وزوجا الذي يقف خارجاً

غمرها شعور مرعب وكأن نهايتها قد اقتربت وأغلقت عينيها - بغير إرادة منها - ودعت دعاءً قصيراً

 
 

 

عرض البوم صور خد العروس  
قديم 09-07-16, 11:31 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317702
المشاركات: 36
الجنس أنثى
معدل التقييم: خد العروس عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خد العروس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 

انتهى الفصل الثاني
اتمنى اشوف تفاعل واللا اعذروني يمكن ما أكمل ع هالحال

 
 

 

عرض البوم صور خد العروس  
قديم 11-07-16, 10:32 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

اشتبهت علي الامور واشكل علي فهمها ..

كنت اتوقع انه الريم تكون هي ورا مصيبة هالة
ولكن استغربت انه اتزوجت من واحد غير سلطان

سلطان كمان طلع من دائرة الشك واتبيين انه ضحية كمان.

منصور اتعدل الحمدلله والا كان خسر نور بسبب تصرفاته الحقيرة معها.

ياسمين حاسستها مو خالية وفي وراها مصيبة .


الهنوف حقققدت عليها ويا رب تنفضح وتلاقي جزاء افعالها وافترائها على هالة .


ظهور السي دي اكيد رح يعقد الامور اكتر

وخصوصا قليلة الاصل ليلى اللي مدعية معرفتها بالتقنية وبتقدر

تحدد هل هو مفبرك اول لا.


بتمنى تواصلي وما تيأسي من البداية
المتابعين محتاجين تشجيع من الكاتبة
وخصوصا انه كترت الروايات المهجورة
قلت ثقتهم في التزام الكاتبات
بتمنى تثبتيلهم العكس
وتظهري لهم جديتك في الموضوع والتزامك

بتمنى لك التوفيق وانك تحققي اﻹنتشار اللي بتتمنيه

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 11-07-16, 09:12 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317702
المشاركات: 36
الجنس أنثى
معدل التقييم: خد العروس عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خد العروس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

اشتبهت علي الامور واشكل علي فهمها ..

كنت اتوقع انه الريم تكون هي ورا مصيبة هالة
ولكن استغربت انه اتزوجت من واحد غير سلطان

سلطان كمان طلع من دائرة الشك واتبيين انه ضحية كمان.

منصور اتعدل الحمدلله والا كان خسر نور بسبب تصرفاته الحقيرة معها.

ياسمين حاسستها مو خالية وفي وراها مصيبة .


الهنوف حقققدت عليها ويا رب تنفضح وتلاقي جزاء افعالها وافترائها على هالة .


ظهور السي دي اكيد رح يعقد الامور اكتر

وخصوصا قليلة الاصل ليلى اللي مدعية معرفتها بالتقنية وبتقدر

تحدد هل هو مفبرك اول لا.


بتمنى تواصلي وما تيأسي من البداية
المتابعين محتاجين تشجيع من الكاتبة
وخصوصا انه كترت الروايات المهجورة
قلت ثقتهم في التزام الكاتبات
بتمنى تثبتيلهم العكس
وتظهري لهم جديتك في الموضوع والتزامك

بتمنى لك التوفيق وانك تحققي اﻹنتشار اللي بتتمنيه

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

وعليكم السلام والرحمة
شكراً لتعليقك وتفاعلك معي , ان شاء الله راح اكملها ولا ايأس
بس الواحد يحتاج جرعة تشجيع عشان يتحمس شوي :)
حرام ظلمتي الريم وسلطان هههه استغربت من تحليلك ,
تسلمي عزيزتي , ان شاء الله راح انزل البارت الاربعاء
الله يسعدك مثل ما اسعدتيني :)

 
 

 

عرض البوم صور خد العروس  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(روايتي, الانمي, الحب, ينتهي
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:13 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية