كاتب الموضوع :
خد العروس
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
*
" يومه .. بروح لسهام "
كانت ام حامد منشغلة في المطبخ ، بينما هالة تصر وتكرر أنها ترغب في زيارة ابنة الجيران سهام ، ام حامد : انتظري أخوك يجي ويوصلك
هالة : يومه ماله داعي البيت قريـب ... وماراح أطول بس برجع لها الكتاب وبقعد معها شوي وبرجع
ام حامد : خلاص روحي اذيتيني بحنتك .. بس لا تطولين وسلمي على ام يوسف
هالة باستعجال : طيب يلا باي
وخرجت بعد أن ارتدت عباءتها وغطت رأسها ووجها
،يقف أمام منزله ،منحني على مقدمة سيارته البيضاء من نوع " ددسن " وهو مشمر عن أكمام ثوبه الأبيض الذي اسودَت من أثر الدخان المتصاعد من تلك السيارة ، مرت ساعة وهو يحاول اصلاحها واصفاً اياها بأنها خردة لا تصلح لشيء ، كان لهيب أشعة الشمس يضرب رأسه وجسده يتصبب من العرق ، رفع رأسها وقد أحسَ بأحدهم يقترب من منزله ، وقد كانت هي ، يميزها من مشيتها الوقورة ، وقصر قامتها ، لم يكن يظهر منها شيء إلا عينيها ، حيث كانت مغطاة بالسواد ، وهو يعرف تلك العينين جيداً ، اذ أن فيهما شيئاً يميزهما ،اذ تبدوان لغزارة أهدابهما وكأنهما مكحلتين ، كان عندما ينظر الى عينيها يشعر بوخز في قلبه ، حاول أن يصرف نظره عنها ، وهو يستغفر ربه ، فهي ابنة جيرانهم ولا يجب عليه أن يفكر بها بهذه الطريقة المشبوهة ، عاد للانشغال بالخردة التي أمامه ، وضع المفتاح في داخلها ، ليتفاجأ بها وقد اشتغلت أخيراً ، ابتسم وقال في خاطره " سبحان الله يا هالة من أقبلتي اشتغلت .. جيتي وجبتي الخير معك ... انتِ شكلك وجه خير وسعد علي "ـ
انتبه لها وقد دخلت الى المنزل ، كان ينوي الخروج ولكنه غير رأيه الآن ، يريد أن يلمحها او على الأقل يسمع صوتها ، في كل مرَة يعد نفسه بأنه سيتوقف عن مراقبتها خلسة ، ولكنه ما ان يراها ينسى تلك الوعود ، ويسكت صوت ضميره بأن هذه المرة ستكون الأخيرة ، دخل الى المنزل ، صعد الدرج واقترب من غرفة اخته ، حيث كانت هي تجلس مع اخته هناك ، أخذ ينصت الى حديثها وصوت ضحكاتها ، بحة خفيفة تميز نبرة صوتها ، يبتسم بالرغم منه وهو يسمع ضحكاتها الرقيقة وتبدو عفوية مثل الأطفال ، اقترب من الباب يحاول أن يلمحها ، ولكنه كان مغلقاً بالكامل ، وقف بجانب الباب وهو يسترق السمع .ـ
بعد عدة دقائق وكان عقله وتفكيره هائماً بها ، لم يشعر الى بالباب يفتح ويرتد عليه ليضرب رأسه ، وخرجت هالة وكانت مظهرةً وجهها ، لم يشعر بنفسه الا وهو يحملق في ملامحها ، أشاحت بوجهها عنه بسرعة ، تدارك الموقف وصد عنها وهو يعتذر : استغفر الله ... أنا آسف يا اختي ما انتبهت لك
خرجت سهام وهي تنظر اليهما بغرابة ، بينما تبتعد هالة عنهما وهي تنزل من الدرج مسرعة بعد أن غطت وجهها .ـ
سهام : وش صاير يا يوسف ؟
يوسف : مو صاير شي ... بس كنت واقف وهي طلعت .. بس ما شفت منها شي بسرعة صديت
سهام بشك : اممم فهمت
هالة وهي قاصدة باب الخروج ، كان الخجل يأكل وجهها ، لقد كان يحدق في ملامحها عن قرب ، لم تكن المرة الأولى التي تشعر بها بأنه يلاحقها ويتقصد ذلك ، حاولت أن تبعد تلك الأفكار والشكوك عنها ، فيوسف ابن جيرانهم معروف بحسن أخلاقه وسلوكه ، وأنه رجل محترم ملتزم بصلاته وفرائضه ، ووالدها و حامد كثيراً ما يذكرانه بالخير .ـ
ام يوسف وهي تمنع هالة من الذهاب : وش فيك يا بنتي مستعجلة ؟ خليك اقعدي مع سهام
هالة بارتباك : لا مشكورة خالتي خليها مرة ثانية .. انا قلت لأمي اني ما بتأخر
ام يوسف : على راحتك وسلمي على أمك .ـ
*
قرر يوسف أخيراً أن يفاتح أمه عن هالة ، يريد أن يجتمع بها بالحلال ، فيستطيع النظر اليها وسماع صوتها متى شاء بدون تلك الحركات الخرقاء التي يفعلها وهو يخجل من نفسه كثيراً بفعلها .ـ
ام يوسف بعد ان سمعت كلام ابنها قالت بامتعاض : هــالة !! تراها صغيرة وبعدها في المدرسة .. بنات ام حامد والنعم فيهم بس هالة بعدها بزر وعندها اخت اكبر منها مو متزوجة .... خليني اخطب لك ليلى .. ما شاء الله عليها ليلى تجنن
يوسف : لا يومه أنا شفت الصغيرة وعجبتني وارتحت لها
ام يوسف : أي عادي انت بس شفتها ... ودام عجبتك هالة أكيد بتعجبك ليلى ترى ليلى أجمل
يوسف : يومه وش هالكلام كيف اشوف وحدة واعجب فيها وأروح أخطب اختها .. وش المنطق اللي تتكلمين فيه ؟
ام يوسف : يا يومه يا حبيبي أنا ابغى لك الأفضل وأفكر في مصلحتك .. هالة بعدها صغيرة وغير هذا أنا اشوف اختها ليلى أفضل منها بدرجات .. ليلى اجتماعية واخلاقها حلوة وعقلها كبير عكس اختها البزر اللي بسرعة تستحي وما ينسمع صوتها واسأل اختك سهام اذا مو مصدقني ... أنا اعرف ليلى زين وبيني وبينك ترى من زمان وأنا اتمنى ليلى تصير لك لأن احسها تناسبك
لم يقتنع يوسف بكلامها ، ثم جاءت سهام لتؤيد كلام والدتها : أي ترى والله ليلى أجمل من هالة بكثير .. وغير هذا ترى هالة تفكيرها تفكير أطفال و بتتعب معها صدقني
يوسف : يا جماعة افهموني .. انا شفت الصغيرة ودخلت مزاجي كيف اخطب اختها ؟ احس اني اظلم نفسي واظلم الخوات الاثنين بهالتصرف .. انا شفتها وعجبتني وما ابغى غيرها
سهام : تراك بس شفتها وخير يا طير محسسني أن بينكم حب وغرام
ام يوسف : لا يكون بينك وبينها شي يا يوسف ؟؟ لا يكون تكلمها ؟؟
يوسف وهو ينفي : لا استغفر الله وش اكلمها ؟؟ وش هالخرابيط ؟ الشهادة لله بس شفتها مافي بينا شي
ام يوسف : دام مابينك وبينها شي اترك عنك الهياط ... قال شافها وحبها قال
سهام : ههههههههههههههه لا يكون حب من النظرة الأولى شكلك متأثر بالأفلام يا اخوي
ام يوسف : وبعدين تفكر اذا خطبتها لك بزوجونك اياها واختها الكبيرة لسا ما اتزوجت ؟؟ ما راح يوافقون
يوسف وهو يقوم من مكانه وقد ذاق بهم ذرعاً : خلاص اتركونا من هالسـيرة أنا ما ابغى اخطب لا هالة ولا غيرها .. انسوا الموضوع
بعد يومين تفاجأ يوسف بأمه وهي تخبره : أنا خليت خالك يكلم ابو حامد ويخطب لك ليلى منه
يوسف بصدمة وقد ارتفع صوته : يومه من جدك ؟؟ مو أنا قلت لك ما ابغى اخطب الحـين .. كيف تحطيني في هالموقف المحرج .. كيف تخطبين لي اخت البنت اللي ابغاها .. كذا انا بظلم بنت الناس معي .. حرام عليك .. والله حرام عليك
ام يوسف : اقول لا تبالغ واترك عنك هالكلام اللي لا يودي ولا يجيب .. طلبناها من ابوها وخلصنا
وصدقني ليلى بتعجبك .. اكيد بتعجبك .. دام هالوه العصلة عجبتك .. اكيد ليلى بتكون ملاك في عيونك .. اتطمن ولا تخاف وأنا ادرى بمصلحتك منك
لم يقتنع ولن يقتنع بكلامها ، شعر بالدنيا تصغر في عينيه , كيف لأمه أن تقوم بهذا التصرف الغير مسؤول وتوقعه بهذه الورطة ، ولم تجد إلَّا اختها ؟؟ كيف لكل شيء عاشه في خياله مع هالة طيلة هاتين السنتين أن يذهب في أدراج الرياح ؟؟
أخذ يدعو ربه بأن لا تتم تلك الخطبة ، وهو يكرر في كل حين " يا رب ما توافق .. يا رب تشوف صورتي وما أعجبها .. يا رب قبحني في نظرها يا كريم ".ـ
*
ام حامد بعد أن فرغت من صلاة العشا ، تحاول أن تقضي وقتها في العبادات وتستلذ في مناجاة ربها قبل أن يحين وقتها ، كان التفكير في اولادها يشغلها كثيراً ، لا أحد يعلم بأن هذه الأيام هيأيامها الاخيرة ، سوى زوجها و منصور ، لا تريد أن تعيش ما تبقى من حياتها وهي تعامل كالمريضة ، لا تريد أن ترى الحزن في أعينهم ، تريد أن تودعهم بصمت ، تودعهم وهم لا يشعرون .ـ
رفعت سماعة الهاتف لتحدث ابنتها نور ، وتتزود منها ، لأنها بعكس اخوتها لا تعيش معها ، ولم تأتي لزيارتهم اليوم ، تخاف أن يحين وقتها وهي لم ترتوي من ابناءها بعد ، : الو .. يومه نور
نور : هلا يومه شخبارك
ام حامد : الحمد الله انتي اخبارك يومه ؟ واخبار زوجك ؟ وكيف الحمل معك
نور : كلنا بخير يومه والحمل متعبني وهالكني .. الحين حسيت بقيمة تعبك يومه .. كيف قدرتي تحملي فينا كلنا ؟ أنا من هالحمل والتعب اللي اشوفه حرمت احمل مرة ثانية
ام حامد : ههههههههه يا حليلك بكرة اذا شفتي ولدك في ايدك بتنسي التعب كله
نور : يومه باقولك شي
ام حامد : قولي يا يومة
نور : اليوم عرفت انها بنت .. وباسميها على اسمك سارة
ام حامد وقد خنقتها العبرة ، اذ تعرف انها لن تتمكن من رؤية حفيدتها : يا بعد عمري .. الله يرزقكم برها يا بنتي ويقومك بالسلامة انتي والصغيرة
نور وقد لاحظت نبرة والدتها الحزينة : وش فيك يومه ؟ ليه صوتك تغير ؟
ام حامد ولم تتمالك نفسها وانهمرت في البكاء : ما فيني شي حبيبتي .. هاذي دموع الفرح .. لأني اشوفك كبرتي وبتصيرين ام
نور : يومة حبيبتي لا تبكين والله ما اقدر اسمعك تبكين .. اسفة يومة اليوم ما مريت عليك وزرتك بس عشان الموعد ما قدرت اجي .. بس بكرة ان شاء الله من الصباح وأنا عندك
ام حامد : نور يومه اذا صار لي شي خواتك في رقبتك
نور بقلق : يومة وش هالكلام ؟؟ منصور قال لي انك صرتي احسن وبديتي تتعافي
ام حامد : ادري يومه أي انا صرت احسن .. بس لازم باوصيك على خواتك عشان لو صار لي شي
نور : يومة لا تقولين كذا .. وخواتي ما يحتاج توصيني عليهم
ام حامد : ادري يا يومة ادري انك حنونة عليهم وتنصحينهم ومهتمة فيهم ..بس اذا صار لي شي .. ابغاك تكونين امهم الثانية
وأغلقت من ابنتها بعد أن وصتها على اخوتها ونصحتها بأن تهتم بنفسها وزوجها .ـ
" تصبحين على خير ماما عودة "
نظرت الى حفيدها الصغير محمود ، يرتدي بيجامة حمراء عليها " سوبر مان " ، ابتسمت لشكله اللطيف : وانت من أهل الخير حبيبي ...تعال يومه
اقترب منها واحتضنته ، وهي تشمه وتقبله ..وكأنها تودعه ، انتبه محمود لدموعها : ماما ليه تبكين
ام حامد : لا يا ماما ما أبكي ، مسحت على رأسه بلطف : روح نادي لي أبوك
أقبل عليها حامد ، وجلس بجانبها ، وأخذت توصيه بأخواته : يومه خواتك أمانة في رقبتك ..خصوصاً هالة .. نور أنا متطمنة عليها مع زوجها ..منصور رجال والنعم فيه .. وليلى عاقلة وقوية وتعرف تاخذ حقها بايدها ... بس هالة غير .. هالة هبلة ودلوعة وتستحي ، ماعندها مسؤولية وماتعرف تتصرف .. أنا خايفة عليها
حامد : يومه خواتي في عيوني بدون ماتقولين
في اليوم التالي لم تستيقظ أم حامد من نومها ، واظلمَت الدنيا في وجه زوجها وأبنائها ، كانت هالة هي من اكتشفت وفاتها ، عندما أتت لتوقظها ولم تستيقظ ،وكانت أطرافها باردة كالثلج .ـ
انتهى
الذكريات بعدها ما خلصت باقي بارت أخير بنزله في القريب العاجل ، عارفة أن بارت اليوم شبه ممل ومافيه أحداث ,أنا عن نفسي جتني حموضة وأنا اكتبه ، بس كان الغرض منه فهم والتعمق في شخصيات الأبطال أكثر ، البارت الجاي ان شاء الله بكون آخر بارت يخص الماضي ويكشف كثير من التساؤلات
قراءة ممتعة
|