كاتب الموضوع :
رجاء تونس
المنتدى :
الارشيف
رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
اجابته ميريندا "نعم." فتلك السنوات الخمس التي امضتها في الغابة
لم تذهب سدى و كانت قد تعلمت بعض الاولويات.
"اذا انزل عن هذه الفرس و دعها ترتاح."
اجابته و في داخلها كره شديد له "لا اعتقد انني اقدر على ذلك."
اخذ يحدق فيها في البداية ثم اخذ يضحك عندما ادرك مما كانت تعاني منه
و قال "لم افكر بهذا الامر و اعتقد ان ركوب هذه الفرس كان صعبا عليك
للمرة الاولى."
مد ذراعيه و ساعدها على النزول عن الفرسو كانها طفلة صغيرة و كادت
تسقط على الارض عندما رفع يداه عنها و لكنه اسرع و امسك بها من جديد.
سال بعطف "هل اصبت بالتشنج في عضلات ساقك!"
لكن ميريندا كانت مازالت ماخوذة كيف انها كادت تسقط دون ان تشعر بذلك.
قالت له "لا و لكنني لا ادري فانا لا اشعر بساقي في حالتها الطبيعية."
"ذلك لانك غير معتاد على ركوب الخيل.دلكهما و ستتحسنان سريعا."
فعلت ميريندا ماقاله لها و اخذ يتبدد شعورها بالامتعاض بينما عادت
الدماء تجري في عروق ساقيها.كان بول في تلك الاثناء يقزم بعمل شاق
و قد وضع البطارية على الارض و باشر بنزع السرج الثقيل عن ظهر الفرس
و لم يلاحظ عليها ما تعانيه من انزعاج.فكرت ميريندا و قد عادت تشتعل
امتعاضا منه بانه حتما سيلاحظ عليها ذلك عندما لن يحصل على نار متقدة
منها.كان المطر غزيرا حتى و هو يتساقط من تحت اغصان تلك الشجرة الضخمة
خرجت الهرة الصغيرة من سترة ميريندا و اطلقت مواءا مزعجا.ثم اخذت تمشي
نزولا و بحذر على ساق ميريندا و كانها لا تصدق بانها خرجت من سجنها
و اسرعت تجلس تحمي نفسها تحت شجرة صغيرة و الياس يطل من عينيها
فضحكت ميريندا بالرغم مما تعانيه.استدار بول بسرعة و ترك ماكان يقوم به.
"ماذا..." و توقف عن الكلام عندما شاهد الهرة.
كان شكلها ملفتا للنظر و محببا للقلب بوجهها المكور و شعرها الطويل
بينما كانت تنبش اظافرها في التراب.ولكن من الواضح ان بول لا تغريه
هذه الامور و تابع ينظر اليها بدهشة و هي تعود الى داخل سترة ميريندا
و قد انهت مهمتها.
قال بهدوء و هو يحاول ان يكتم غيظه "ما هذه!"
تنحنحت ميريندا ثم قالت "لقد...لقد نقلت الهرة الام جميع صغارها الى
مكان مجهول و نسيت هذه الاخيرة."
علق بسخرية على ذلك قائلا "واردت ان تعيدها الى امها!امن اجل هذا
كنت مستعدا للمغادرة لحظة وصولنا اليك!"
اجابته ميريندا "لم اكن اعرف وجهة سيري كما انني لك انم و لا مرة في
هذه الغابة لكنني اعرف بعض الامور التي يجب ان اتجنبها و اتحاشاها."
عاد بول عند ذلك الى ماكان يقوم به و انزل الاكياس عن ظهر الفرس
وابتدا بفتحها ثم سالها و هو يدير لها ظهره "منذ متى تعيش في هذه
المنطقة!"
|