لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)

مساء الانوار لكل عشاق روايات عبير في المنتدى انا عضوة جديدة في المنتدى و انا من اشد المتابعين للمنتدى قبل التسجيل :liilas: لحبي لروايات عبير التي كانت جزءا لا يتجزا

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-16, 12:25 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311714
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: رجاء تونس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدTunisia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رجاء تونس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)

 

مساء الانوار لكل عشاق روايات عبير في المنتدى
انا عضوة جديدة في المنتدى و انا من اشد المتابعين للمنتدى قبل التسجيل
لحبي لروايات عبير التي كانت جزءا لا يتجزا من فترة مراهقتي و رجعت اقراها بعد كم سنة و حسيت بحنين لتلك الفترة و مازلت محتفظة بكم رواية بما فيها هذه الرواية الجميلة التي لا امل من قراءتها

عاصفة الحب-صوفي ستون-قلوب عبير(دار النحاس)
الاسم الاصلي للرواية
« saving the devil »
ملخص الغلاف الخارجي
لقد انقذ بول برانكو حياة ميراندا من الاخطار التي كانت محدقة بها...و لكنه الان و بعد ان انقذها يؤكد بانها تحاول ان تغير مجرى حياته و ترشده الى الطريق المستقيم.
بينما و بالمقابل كانت ميراندا تعتقد انه رجل من الصعب الوصول الى قلبه لنظرته التي تختلف اختلافا كليا عن سواه.فكيف ستتوصل في النهاية للفوز بذلك الرجل الذي يصعب ارضاؤه !

"انني لا العب عندما يوجد الحب"
قال بول دون مبالاة "كلنا نلهو باسم الحب و لا يمكننا ان نتجنب مثل هذا الامر الطبيعي"
اجابت ميراندا " لا اصدق ذلك"
نظر اليها بموضوعية و قال بلطف خطير "انك فعلا ساذجة اذا.اخبريني كل الذي تعرفينه عن الحب يا صغيرتي"



 
 

 

عرض البوم صور رجاء تونس  

قديم 14-03-16, 12:40 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311714
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: رجاء تونس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدTunisia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رجاء تونس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رجاء تونس المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: 522-عاصفة الحب-صوفي ستون-قلوب عبير(دار النحاس)

 

الفصل الاول


اخذت الرياح الهوجاء تهز مصراعي النافذة محدثة اصواتا مخيفة.فشبكت ميراندا ذراعيها حول نفسها
و هي ترتجف و تحاول جاهدة في نفس الوقت ان تقنع نفسها بانها خائفة مما تحدثه هبوب العاصفة من اصوات
مخيفة تقشعر لها الابدان.ثم قالت بصوت عال تحاول ان تطرد الخوف عنها مع انها لم يكن هناك معها من احد
في هذا البيت الصغير "انها المغامرة التي طلبتها يا فتاتي.فها انت فيها استجمعي قواك و تمتعي بها"
عصفت الرياح من جديد محدثة اصواتا مرعبة انها من دون شك صوت تكسير اغصان شجرة في الغابة التي
تحيط بالبيت.قد سقطت عن الشجرة و ارتطمت بالارض فاحدثت صوتا رهيبا.و تساءلت ماذا لو سقط غصن
من تلك الاغصان الضخمة على السطح الحديدي البسيط الصنع للبيت !
ارتعشت عندما فكرت بذلك و تمنت لو ان والدها يعود.فقد ترك البيت في الصباح الباكر امس غير مبال بهواجس
و خوف ميراندابان الجو ينذر بعاصفة شديدة و ذلك لانه كان قد خطط لهذه الرحلة في النهر بقاربه منذ اشهر.
و حمل القارب بالمؤن و الكتب المترجمة و كله عزم و تصميم ليقوم بهذه الرحلة دون ان يفكر و يخاف على
سلامته الشخصية و لا لتوسلات ابنته القلقة عليه.
عاد مصرعا النافذة يهتزان بقوة فارتجفت كل اعضاء ميريندا و شعرت في نفس الوقت بشيء قد لمس قدمها
فقفزت من مكانها بخوف شديد و نظرت الى الاسفل بحذر ذلك لانها كانت قد تعلمت خلال مكوثها في الغابة لخمس
سنوات خلت ان تاخذ حذرها من تلك الحيوانات الصغيرة التي قد تلمس قدمها.
لكن خوفها تلاشى عندما وقع نظرها على احدى الهررة الصغيرة التي ولدت حديثا فضحكت ضحكة خفيفة
و حملتها بين يديها و قالت لها "مرحبا يا صغيرتي هل اضعت مكان امك الهرة !"
كان عمل الهرة الام ان تنقل صغارها طوال النهار من الباحة الخارجية للبيت الى مكان ما اختارته في اعلى التلة.
وكان جاو قد اخبر ميريندا بان هذا العمل الذي تقوم به هذه الهرة هو احدى الدلائل التي تنبئ بقدوم العاصفة
و قد تنبهت بغريزتها بما قد يحدث فانتقلت الى مكان اعلى.اما تلك الهرة الصغيرة فيبدو عليها اناها لم تدر انهم
قد تخلوا عنها فاخذت تتودد الى ميريندا و تطلق مواء و هي تتحسس براسها الصغير وجهها تلتمس الدفء و الحنان
ثم و قد اطمانت اخذت تخرخر بصوت خفيض.
فقالت لها ميريندا "يسعدني ان اراك مرتاحة و مطمئنة".ولم تخرجها من البيت بل شعرت بان هذه الهرة الصغيرة
قد تكون خير مؤنس لها في وحدتها.
كان البيت الصغير يغرق في الظلام ذلك لان جاو كان قد اعطى تعليماته لها قبل ان يرحل ان تغلق النوافذ بمصاريعها
و ان تفصل التيار الكهربائي تجنبا للحريق الذي قد يحدث من جراء تلك العاصفة الهوجاء.واضاءت الشموع التي كان
لهيبها يتراقص و يكاد ان ينطفئ نورها كلما اهتز البيت الصغير من جراء هبوب العاصفة المجنون.تذكرت كلام
جاو و هو يطمئنها قائلا "لا تخافي ستكونين على احسن ما يرام" لكنها شعرت بانه لم يكن بما فيه الكفاية مطمئنا عليها.
فقد بقي معها وقتا طويلا و لم يفارقها الا بعد ان الحت عليه كثيرا.لان لديه عائلة قرب النهر عليه ان يرعى شؤونها.
و كانت قد قالت له "طبعا ساكون على احسن ما يرام لقد تم بناء المدرسة هنا لانه مكان امين و مريح.لا تقلق علي فلن
يحصل لي مكروه يا جاو.فلطالما عانينا من عواصف شديدة مثل هذه قبل اليوم". و الحقيقة انها منذ مجيئها مع والدها
الى هذا المكان الموحش واجها اشد الرياح و العواصف الرعدية و المصحوبة بامطار غزيرة لا تهدا حتى تحول الارض
الى وحول يصعب المشي عليها و مع ذلك كله نجت من تلك الكوارث الطبيعية .و كانت في كل مرة و قبل ان تهب
تلك العواصف تحتاط لذلك فتضع الواح خشبية فوق السطح و تحتفظ بالمواد الغذائية...بينما كان والدها لا يبالي
بالخطر المحدق بهما و لا يتكلم سوى بالمهمة التي هو بصددها.تذكرت ميريندا ذلك لكنها لم تذكر بانها واجهت
عاصفة مثل هذه التي تواجهها بقساوتها و ضراوتها.
و كان جهاو اللاسلكي الوحيد لديها قد تعطل قبل خروج جاو.حاول اصلاحه بشتى الطرق و لكنه لم يتمكن من ذلك
فاقمعته عند ذلك ميريندا بالرحيل لان عائلته بحاجة اليه اكثر منها.ووعدها بان يرسل لها شخصا يقوم باصلاحه
و لكن مع ازدياد هبوب الرياح و العواصف قطعت ميريندا الامل.قالت بعد ذلك للهرة الصغيرة"اذا انا و انت بمفردنا الان."
حاولت ان تسترق النظر من شق في مصراع النافذة على الممر الذي يؤدي نزولا الى القرية ووجدته مثل شلال
جارف من مياه الامطار و تذكرت انه من قبل ساعة واحدة كان مايزال ممرا طبيعيا.ابعدت نظرها عن النافذة
و تذكرت انها قد شاهدت مثل هذه الحوادث من قبل.و لكنها لم تكن بمثل هذه السرعة و القوة كما انها لم تعتد
ان تبقى بمفردها في بيت المدرسة هذا خاصة عندما يكون والدها غائبا عنه.وهو في اكثر الاحيان يتغيب في
احدى مهمات المدرسة...و في هذه الاحوال يتولى احد رجال المدرسة مسؤولية هذا البيت.و ادركت اخيرا
ماالذي يجب عليها ان تفعله حيال هذه الكارثة الطبيعية.عليها ان ترتدي ملابس واقية و تاخذ معها كيسا
تضع فيه بعض المواد الغذائية الضرورية ومن ثم تشق طريقها صعودا قبل ان يفيض نهر ريو فردي.
لكن المشكلة هي في ان تكون هذه العاصفة قد اخفت معالم كل الدروب التي تعرفها و غمرتها بمياه الامطار
لدرجة انها يتعذر عليها اجتيازها.كما انها ليست من السكان الاصليين لهذا المكان حتى تتمكن من اجتياز طرق
او ممرات اخرى.
سالت عند ذلك الهرة الصغيرة "مارايك !هل نغرق في هذا البيت نتيجة فيضان النهر او نخرج و نخاطر بانفسنا
و نتحمل الجوع و لسعات الحشرات او ربما نضيع في هذه الغابة لعدة اشهر دون ان يدري بنا احد !"
فاغمضت الهرة الصغيرة عينيها دون حراك و كانها مرتاحة لوجودها مع ميريندا.قالت ميريندا
"شكرا لنصيحتك يا صغيرتي." ثم اخذت تداعب مؤخرة اذن الهرة و شعرت بانها افضل حالا.واحست بزوال
ذلك الخوف الذي تملكها سابقا و قد ادركت ان بقاءها في هذا البيت افضل بكثير من ان تتخبط في وحول الغابة
دزن ان تعلم الى اين ستصل في مسيرها.لكنها قالت لنفسها بصوت عال "انه ليس من فائدة في ان اتكلم مع هذه الهرة الصغيرة.فالعاصفة قد تمر بسلام و قد لا تمر لكن هذا ما لا يبدو في الافق و الافضل ان احضر الاشياء الضرورية
استعدادا للخروج في اي لحظة."
لم يكن الامر صعبا فقد كانت حقيبة الطهر مجهزر لحالات الطوارئ و فيها الاسعافات الاولية و الضرورية.
فاخذت تتفحص محتوياتها بينما كانت الهرة الصغيرة تتعلق بكتفها.كان في داخل الحقيبة كاكولات مجففة فيتامينات
و اقراص لتطهير المياه الملوثةو بعض الادوات الضرورية.اخرجت من الحقيبة اكثر انواع الادوية لقد رات
انها ستحتاج للطعام اكثر في مالو اضطرت ان تخرج من هذا البيت.كانت تعرف ايضا مايجب عليها ان ترتدي
في مثل هذه الحالة فقد ارتدته في اول اسبوع عند وصولها الى هذه الغابة ليدربها العالم الاميركي رولف بولس.
رفض والدها رفضا قاطعا و بغضب شديد في ان ياخذها رولف الى داخل تلك الغابة الموحشة ليعلمها كيف تشق
طريقها بين تلك الاشجار الضخمة التي تخفي قبة السماء من رؤيتها و علمها كيف تستعمل البوصلة و كيف تتبع
الخريطة الااغرب من اي شيء شاهدته في حياتها و التي كانت عبارة عن رسم زيتي على القماش.
تذكرت ميريندا كيف ان هاري اي والدها لم يرغب و لم يرض لها بالمشي في تلك الغابة و كيف انه و لسبب لم
تعرفه صب نقمته على تلك الخريطة.
و قد قال و هو يسحبها من يد رولف قائلا "انها من اعمال رجل شرير." رفع حينها ذلك العالم الاميركي حاجبيه
تعجبا و قال "انها خريطة جيدة و مما لا شك فيه ان الذي رسمها يتمتع بخبرة واسعة." بدا عند ذلك هاري لاين
قاسي الملامح كما لم تره ميريندا هكذا من قبل و هو يقول "لا يوجد عنده كرامة."
ابتسم العالم الاميركي و قد اتضح له سبب انفعال هاري من هذه الخريطة و قد كان من عادته ان يحافظ على
هدوء اعصابه امام ميريندا.تابع حينها هاري يقول "لقد استطاع ان يملك هذا المكان عندما اظطرت عائلة
والده ان تدفع له مبلغا من المال ليرحل عن ريو فهم لا يريدون ان يتعرفوا عليه لانه رجل شرير."
هز العالم الاميركي بكتفيه غير مبال و قال "ومع ذلك انه يقوم يرسم خرائط جيدة." حاول هاري الاجابة و
لكنه كانما رجاحة عقله منعته عن ذلك فحول نظره الى ميريندا قائلا "انك لست بصدد السياحة هنا بل لاجل العمل
و المدرسة تدفع لك راتبا لذلك فانت و في هذه الحالة مدينة لهم حتى لو انك لا ترغبين بما يجب عليك من اعمال و واجبات."
تذكرت كيف تمنعت في البداية ان تنضم اليه في المدرسة و كيف انه اصر على موقفه و لم يعد يكلمها الا في الامور
العملية فقط.تنهدت و هي تتذكر كل هذه الامور انه ليس بالوالد الذي يقام معه اية روابط ابوية فهاري لاين رجل
مغرم باعمال التعليم التي تطلبها منه المدرسة كما انه يستخدم و يستغل ايا كان لاجل عمله هذا من المعلمين
الى فرق الكشافة الهنود العابري السبيل و الى هؤلاء القرويين المحليين الذين لا حول و لا قوة لهم.
فلم تامل ميريندا ابنته ان يعاملها بطريقة مختلفة ! ازاحت ميريندا تلك الافكار الموجعة من راسها.
لقد كلنت مجازفة عليها ان توافق على اقتراح والدها لتنضم اليه في مدرسته تلك.كما ان الجميع حذرها
من مغبة ذلك لكن الفضول كان اقوى منها و الفضول وحده هو الذي جعلها توافق على دعوته.بالاضافة الى تلك
الرغبة للانضمام الى شخص من لحمها و دمها و قد تعلمت الكثير من تلك المجازفة التي اقدمت عليها و اهمها
ان العاطفة التي من المفروض ان تكون ما بينها و بين والدها لا وجود لها اطلاقا.لقد اخطات في مجيئها و لن تدع مثل
هذا الخطا يتكرر مرة اخرى.فهي على كل حال عاشت اكثر سنوات عمرها دون عاطفة عائلية و مع ذلك استطاعت
ان تستمر في حياتها.اذا لا حاجة لها لبقائها هنا اكثر من ذلك.
ثم قالت بصوت عال "ذلك طبعا اذا تمكنت من الخروج من هذا المكان و نجوت بنفسي هذه الليلة."
و قد سمعت عند ذلك صدى غصن اخر و هو يسقط بقوة على الارض قريبا من البيت.وضعت الهرة الصغيرة
على السرير و اخذت ترتدي الملابس المناسبة للخروج الى تلك الغابة الموحشة.ارتدت سروالا قطنيا و كنزة
صوفية و سترة سميكة.كان عليها ان تنتعل ايضا جزمة عالية لتتمكن من العبور و السير على الارض الموحلة
بمياه الامطار و ذلك في حال اضطرها الامر ان تاخذ الغابة الموحشة طريقا لها.لم تكن الجزمة التي انتعلتها
من النوع المريح و لكنها كانت افضل من ان تتعرض الى لسعات الحشرات المؤذية التي قد تصادفها في طريقها.
و بعد ذلك قالت و كالعادة تكلم نفسها بصوت عال "وماذا الان !.ساحتاج الى مياه للشرب طبعا و سكينا على مااعتقد.
و ماذا ايضا يا ترى !"
نظرت الى نفسها في المراة التي كان قد اهداها اليها جاو في الام الماضي بالرغم من عدم موافقة والدها ابتسمت
بعد ذلك بسخرية لصورتها التي عكستها لها المراة.رات شكلا طويلا و نحيلا و كانها شبح ظهر فجاة في العتمة
و بدا شعرها البني طويل غير مرتب.ثم اكملت صورتها التي عكستها المراة "لو لم يكن طويلا هكذا لكنت تبدين
و كانك صبي.اما ما ترتدينه الان فيبدو شكلك كالقرصان." و بعد ان امعنت النظر طويلا في ساقيها اللتين
بدتا اكثر طولا و نحافة اخذت تضحك بصوت عال و قد خطر على بالها دور القرصان للممثل الشهير
ارول فلين و قالت "لا تعتز كثيرا بنفسك يا ارول فلين." رفعت عند ذلك القطة الصغيرة و اخذت تصدر مواءا كانها توافقها على كلامها.تحولت فجاة سحنة ميريندا الى قلق و قالت للهرة الصغيرة "اعتقد بانك جائعة."
من المؤكد ان الهرة الام لن تعود لاجل هرتها الصغيرة فتابعت ميريندا تقول لها " يا لك من يتيمة بائسة.
فانت و انا لدينا قواسم مشتركة." ثم اخذت تداعب اذنيها الصغيرتين و اخذت الهرة تخرخر بسرور.
وتابعت ميريندا تحدثها قائلة "ان اضطررت للخروج من هذا البيت ساترك لك بعض الطعام و لا يمكنني
ان افعل اي شيء تجاه عائلتك لكنني اتوقع عودتها اليك بعد ان تهدا هذه العاصفة الهوجاء." و لكن الهرة المتيقظة
ادركت بغريزتها ان شيئا ما جديدا سيحدث لها فقد تناولت بعضا من الطعام الذي قدمته لها و لكنها ابتعدت عنه
بعد ان وجدت ميريندا تعود الى غرفتها.قالت ميريندا بعد ان قرات الشك في عيني الهرة الصغيرة " من الصعب
ان افعل ما تفكرين به."
اخذت الرياح تصفر عند ذلك و قد توقف المطر فاسترقت ميريندا النظر من النافذة لتجد ان الممر الذي يؤدي
الى البيت لم يعد له اي وجود فقد تغطى كليا بالمياه الموحلة.فادركت انه لم يعد لها متسع من الوقت
اذا كانت فعلا عازمة على الخروج و الصعود الى مستوى اعلى من الارض.رفعت شعرها الى الاعلى و اعتمرت
قبعة قطنية.اخذت القطة تموء و قد انباها حدسها بما كانت تفكر به ميريندا فارجعتها الى مكتن طعامها لكن الهرة
الصغيرة تجاهلته مرة اخرى و عادت اليها لتربت على جزمتها بتودد.حملتها ميريندا بين يديها قائلة
" لن يعجبك الامر في الخارج يا صغيرتي.فالطقس ممطر و عاصف و سيصبح الجو باردا اكثر هذه الليلة لذا
اعتقد انك ستكونين هنا اكثر دفئا و سلاما."
مدت الهرة راسها الصغير لتلقي به تحت ذقن ميريندا كانها ترجوها لتاخذ معها فتنهدت ميريندا قائلة
"اه حسنا لقد نجحت انما من المحتمل ان تضيعي و لن اتمكن من العثور عليك في تلك الغابة الموحشة على اية حال
اعتقد انه لم يعد لنا شيء سوى بعضنا البعض." كان يسيطر على ميريندا خوف شديد فقد عاشت في تلك الغابة
فترة طويلة سمعت خلالها الاقاويل الكثيرة حول دخول اشخاص عديدين الى الغابة و لم يرجعوا منها كما انه
لم يعرف سبب اختفائهم.شعرت برهبة ووحدة قاتلة لم تشعر بمثلها من قبل مع ان حياتها لم تكن حافلة بالاصدقاء.
وعادت تفكر لو ان والدها لم يصر على سفرته تلك و لو انه رجع اليها عندما بدات تهب العواصف و لو انها
منذ البداية لم تاتي الى البرازيل و بقيت في بيتها الدافئ باطمئنان و سلام.
فقالت بصوت عال "لقد اخطات بذلك و علي ان اتحمل هذا الخطا في اختياري ربما يحالفني الحظ اكثر
في تلك الغابة الموحشة" ادخلت السكين الطويل في حزام سترتها و تناولت البوصلة من داخل العلبة التي فوق
الرف ثم تنهدت للقرار الذي عزمت على تنفيذه.لانه باستطاعتها ان تجلس و تنزع عنها هذه السترة ثم تنتظر
هدوء العاصفة او ان تفعل كما فعلت الهرة الام و تنتقل الى مستوى اعلى من الارض.في كل الاحوال اذا ارادت
ان تنجو بحياتها فما عليها سوى ان تخرج بسرعة من هذا المكان و في الحال.اخذت تفكر بوسيلة لتنقل فيها الهرة
الصغيرة و ارتات ان تضعها في قطعة قماش و تربطها حول عنقها."ستشعرينني بالفء يا صغيرتي ."
استراحت الهرة مطمئنة في قطعة القماش و قالت ميريندا بينما كانت تداعب راسها الصغير
"لو ان هناك خريطة." ثم تذكرت تلك الخريطة التي كاد والدها هاري ان يمزقها عندما سحبها من يدي
العالم الاميركي منذ سنوات عديدة.و كان قد سماها في ذلك الوقت عمل من اعمال رجل شرير.
و بياس اخذت ميريندا تفتش عن الخريطة بين كتب الجغرافيا فوق الرف.انها لم تر تلك الخريطة منذ 5 سنوات
و قد يكون والدها قد مزقها.ووجدت ما كانت تبحث عندما سقطت على الارض مجموعة من الاوراق بينها
الخريطة القماشية بالرسم الزيتي.تذكرت عندما فتحتها بان المواقع يشار عليها بكيفية توجيه البوصلة ايضا.
فقالت عند ذلك للهرة بارتياح "ربما بدا يبتسم لنا الحظ ذلك لاننا نوينا فعلا على الخروج..."
ثم اخذت تستطلع الخريطة و تقرا اسماء المواقع التي جاءت فيها "اوشاكوا او لاديريا او فازندا برانكو."
ثم قالت تفكر و قد عادت بها الذكرى "برانكو" لكن ذاكرتها كانت واهية و مشوشة فهي تذكر انها سمعت
بفازندا برانكو لكن اين و متى و لماذا لاتتذكر ابدا.او حتى من الذي جاء على ذكرها لكن من المؤكد انه ليس والدها.
عادت تنظر الى الخريطة مرة اخرى و اكتشفت ان فازندا برانكو لا تبعد كثيرا عن هذا المكان كما ان اسمها
يوحي بانها مزرعة.وقد كان بامكانها ان تلتقي بالبعض من اهلها لو كان الامر طبيعيا و ليس بصدد التعليم
الذي جاء من اجله و الدها.فهو لا يرغب برؤية من هم غير راغبين للاصغاء الى توجيهاته كما انه قد
يكون بكل ما في الكلمة من معنى غير ودود و قاسي معهم.فقالت ميريندا و قد وصلت بتفكيرها
الى هذا الحد "اذا ربما لن يرحبوا بي."
لكنها في الحقيقة لم تصدق ما قالته ففي مثل هذه العاصفة لا يمكن لاحد ان يرفض ايواء اي غريب كان حتى والدها.
و الحقيقة ان كل من التقت بهم من السكتن المحليين كانوا اكثر ضيافة و ترحيبا من والدها.
وضعت بعد ذلك الخريطة في كيس بلاستيكي و اطمانت ان الهرة بامان في مكانها ثم بقدمين مرتجفتين
توجهت الى المطبخ و ملات زجاجتين من مياه الشرب.انها تعلم بانها ستجد ما تشاء من ميه الغابة ولكن
من اين لها ان تطمئن بانها مياه عذبة صالحة للشرب.كما ان تلك الاقراص المطهرة طعمها رديء للغاية.
انكسر في تلك الاثناء غصن اخر كان لصداه وقع قوي اكثر من الاخرين مما جعل ميريندا تجفل
برعب شديد.فاستيقظت الهرة الصغيرة و حاولت ان تخرج من مكانها.فقالت لها مؤنبة
"لا تبداي بالمشاكسة الان." لكنها لاحظت ان صوتها كان يرتجف فازعجها ذلك و قالت بصوت مرتفع
"ان الخوف لن ياتيك باية منفعة."
كن صدى تحطم الغصن الاخير مازال يتردد صداه و مانه حسبما تخيلته ميريندا يشبه صوت الانسان.
فقالت لنفسها "لا تحاولي الان ان تحلمي بالنجدة من احد ما فلا احد سيخرجك من حالتك هذه الا انت."
و بينما كانت تضع حقيبة الظهر على ظهرها اخذت اوهامها تنمو اكثر فاكثر بان ما سمعته هو صوت انسان.
"يا للهول انني اهذي مع انني لم ارتطم بشيء بعد.هيا يا ميريندا اضبطي اعصابك و اخرجي في هذا الطقس
العاصف فكلما اسرعت في الخروج اسرعت في الوصول الى مكان اكثر امانا."
ووضعت الخريطة و البوصلة في جيب سترتها الطويلة و لبست كفيها ثم اخذت نفسا عميقا.
احدث الباب الخشبي القديم عندما فتحته صريرا مخيفا لكنها سرعان ما قفزت الى الوراء بخوف شديد
عندما تاكد لها ان تخيلاتها كانت صحيحة.لقد سمعت صوتا اجش يقول "حتى ذلك العجوز المجنون لن يبقى
في مثل هذا الاعصار الشديد." لم تستطع ميريندا ان تتفوه بكلمة و احدة بل تراجعت الى الوراء منكمشة
على نفسها خوفا من ان يتقدم صاحب الصوت الى الداخل.حتى انه تملكها خوف من نوع اخر في ان تكون
حواسها المضطربة تجعلها تتوهم ذلك بينما في الواقع لا وجود لاي كان في الخارج. و بحركة سريعة
فتح الباب على مصراعيه فتراجعت ميريندا للوراء و قد مدت يدها الى السكين في حزامها.ظهر عند ذلك
رجل طويل القامة يلتفت الى الوراء و هو يقول لاحد ما "هناك ضوء و لكن..." توقف عن الكلام
عندما حول نظره الى الداخل ليجدها امامه و تابع قائلا لا يصدق ما راته عيناه "ما الذي اراه"
كان يتكلم باللغة البرتغالية و بنبرة لم ترتح لها ميريندا فحاولت ان تظبط اعصابها قائلة "هاري لاين..."
لكنه قاطعها قائلا " ان ذلك لعجوز المجنون لا يزال هنا." ثم تراجع خطوة الى الوراء و صاح على صديقه
"هايتر لقد كنت على حق فهناك صبي في الداخل." صبي ! لم تتاكد ميريندا بانه يعنيها هي في البداية الا
عندما جاء صديق الرجل الطويل الذي كان اكبر سنا منه و اقصر قامة.ثم قال و القلق باد على محياه
"لم اعثر على احد في غرف النوم...اين معلمك ايها الصبي."

 
 

 

عرض البوم صور رجاء تونس  
قديم 14-03-16, 09:19 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,262
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رجاء تونس المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)

 
دعوه لزيارة موضوعي

الف الف مبروك اول رواية لك في القسم .. ومبروك انضمامك للمنتدى
وانا بانتظار تكملة الرواية من يديك

 
 

 

عرض البوم صور Rehana  
قديم 15-03-16, 01:13 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2015
العضوية: 289186
المشاركات: 92
الجنس أنثى
معدل التقييم: لبني سرالختم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 39

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لبني سرالختم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رجاء تونس المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)

 

مبروووك الرواية وبانتظار البقيه

 
 

 

عرض البوم صور لبني سرالختم  
قديم 15-03-16, 07:24 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311714
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: رجاء تونس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدTunisia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رجاء تونس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رجاء تونس المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)

 

مشكورة على التشجيع

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana مشاهدة المشاركة
   الف الف مبروك اول رواية لك في القسم .. ومبروك انضمامك للمنتدى
وانا بانتظار تكملة الرواية من يديك

 
 

 

عرض البوم صور رجاء تونس  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
522-عاصفة, الحب-صوفي, النحاس), ستون-قلوب, عبير(دار
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:50 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية