كاتب الموضوع :
شتات قلم
المنتدى :
الروايات المغلقة
تابع حب برعاية الشيطان الفصل الأول
أنا فتاه تربت على الدين والصلاة والحب والإخلاص
أدعى بغدير . أصحو في الصباح الباكر على صوت أذن الفجر وأذهب بعد محولات خالتي المريرة بإيقاظي
إلى الحمام لأغتسل وأتوضأ لكي أصلي الفجر مع خالتي في غرفتها الصغيرة التي ألصق على جدارها أذكار الصباح والمساء لكي أقرأها في كل حين حينما أراها لبست خالتي حرامها الأبيض المزين بالورود الزرقاء الصغيرة ووضعت السجادة استعدادا لصلاة وأنا أتبعها في جميع حركتها في البداية لأخفيكم سرا كنت أقلد حركاتها فقط فلم أكن أعلم ماذا يقال في كل تكبيرة وركعة وسجدة كنت أتمتم كما أسمع من صوتها المخافت بين الإجهار والإخفات.
إلى أن تعلمت آداب الصلاة
كنت طفلة مطيعة نوعا ماء أحب المديح والإطراء
ألا أن لي شقاوة كغيري من الأطفال سأخبركم عن بعض منها
أحبت خالتي أن تجعلني فتاه مجدة ومجتهدة ألا أنني أتعبها في بعض المواد التي لم أحبها
كمادة اللغة الإنجليزية والإملاء كان كلما أرسلوا لخالتي دعوة للحضور أقوم بتمزيقها
خوفا من أن ترى تقصيري إلى أن فقدوا الأمل مني وقاموا بإرسال الدعوة مع الخالة التي تقوم بإيصالنا مع أبنها إلى البيت فلم أجد وسيلة للمفر من الموضوع إلى أن جدتي لا تعلم القراءة وقد كنت أعود إلى البيت قبل خالتي بساعة
حولت أن أنسي جدتي الموضوع .
ولاكن لم أستطيع إلى أن أتت خالتي وعلمت بالموضوع وقامت بنهري والصراخ علي
ألا أن جدتي أمرتها بأن تخفف علي ولا تنهرني بشدة فكنت إذا ما قست علي جدتي أختبئ خلف خالتي وإذا ما قست علي خالتي أختبئ خلف جدتي وهكذا إلى أن كبرت بينهن .
بنسبة لمدرستي فهيا من المدارس النموذجية الهادئة قليلة عدد الطلاب فلا أحد يستطيع دفع تكاليفها الباهظة الثمن
كنت طالبة متوسطة المستوى لم أكن مهملة ولا متفوقة ألا أنني سريعة الاستيعاب .
أول حدث فاجع غير ملامح حيتنا وفاة جدي رحمة الله عليه يوم لا ينسى كانت
خالتي مهتمة به وبأدويته وبراحته كانت تعلم كل تفاصيل مرضه ومهتمة جدا بكل صغيرة وكبيرة
في صباح يوم الجمعة كانت خالتي الكبرى عندنا ومعها أبنائها وزوجها كانت تأتي الينا كل خميس وجمعه
أستيقضت خالتي وذهبت مع السائق لتحضر أدوية جدي
ذهبت الخادمة لتحضر لجدي الطعام والماء إلا أنه لا يستجيب نظره شاخص إلى السماء لم تستوعب الخادمة الوضع
ذهبت لتنادي خالتي الكبيرة نوره لتنظر إلى وضع وحال جدي وهيا في حالة تعجب أتت خالتي وهيا في حالة رعب وهرع وصدمة من المنظر الذي رأت به والدها جسد خاوي وأعين شاخصة وأطراف جامدة لم تتمالك نفسها وذهبت
لتنادي جدتي إلى أن أنتشر خبر وفات جدي في جميع أرجاء البيت مابين بكاء ونحيب و أعين لم تستوعب ما رأت
ألا أن الشخص الوحيد الذي ذهب ليحضر أدويته سيعود ليجد صاحبها قد رحل دون أن يودعه رحل دون أن يقول له
رحل ورحيله فاجعة رحل وأبكى اللأعين من بعده رحل وحطم شمل أسرته برحيله رحل ولم تبقى سوا ذكراه
عادت خالتي وهيا متعجبة من منظر السيارات أمام المنزل مستنكرة الوضع وقلبها لا يهدأ فقط كانت في حالة مابين تصدق حدسها أم تكذبه إلى أن دخلت إلى وسط البيت وهيا مابين مصدق ومكذب تسأل من وماذا وكيف إلى أن أجبتها جارتنا التي ماأن سمعت الخبر هرعت لموسات جارتها أجبتها ومن هول ماسمعت لم تتمالك نفسها وسقطت مغشيا عليها
رأيتك في منامي يأبى راحلان سألتك إلى أين و لماذا لاتخذني معك قلت لي وأنت مبتسم يأبى لم يحن رحيلك بعد بينتي
رحلت وعيني ترقبك وقلبي في غصة من رحيلك لم أكن أعلم أنه سيكون الرحيل الأخير يأبى .*********************************************************** *************************************
أستيقضت خالتي من غيبوبتها وهيا في حزن شديد على فراق جدي فقد كان أبا رحيم محب لبناته
كما سمعت عنه من خالاتي وجدتي أستيقضت وهي بحسرة وحزن ذهبت لترى جثمانه للمرة الأخيرة وتوديعه
كنت أرى الأوضاع ولم أكن أعلم مقدار الألم والحزن فقد كنت أعلم أن شخصا رحل ولن يعود ولاكن لم أكن أعلم مالموت ولماذا يأخذ الأشخاص هكذا دون عودة ولماذا يجعل الناس حزينة والقلوب كسيرة .
مرت الأيام والأسابيع على موت جدي وذكريات تعصر قلب خالتي برحيله
|