كاتب الموضوع :
شخابيط فتاة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
تابع الفصل الرابع عشر:هل أنا سيئة ماما..
كنت اتصفح الانترنت في الجهاز اللوحي الذي قامت مها بإعطائي اياه..
هه لقد صدمت المسكينة حين علمت انني لم استخدم الانترنت في حياتي..
كما انها غضبت حين علمت انني لا املك هاتفا وبدأت تسب مروان ولكني دافعت عنه..
حسناً أنا لم أطلب منه شراء هاتف من أجلي ..ولا اعتقد انني سأطلب منه فأنا لا أريد أن أثقل عليه.. ألا يكفيه انه يحتمل تكاليف علاجي؟؟
ههه لقد اعطتني مها جهازها كي اتعلم طرق وضع مساحيق التجميل..ولكنني لم أخبرها انني لا أملكها اصلاً حتى لا تموت من الصدمة هههه..
لقد اصبحت ادمن الانترنت في اثناء ذهاب مرون للعمل..
لقد استطاع مروان أن يجد عملاً في المستوصف الذي اعالج به حالياً..
كان متردداً في البداية فقد اخبرني انه يريد ان يعمل اي شيء غير الطب ولكنني اصررت عليه وخضع لهذا في النهاية..
كنت ابحث في الانترنت عن هدايا للمواليد الجدد فأنا أو د زيارة مها في منزل اخوها ولكنني أشعر بالحرج ..لا أعلم كيف أطلب هذا من مروان ..
سأكتفي بطلب الزيارة ..لا اريد ان أكلفه بشراء هديه..
ارجو ان لا تعتبرها مها وقاحة مني…
سمعت صوت الباب وهو يفتح ثم وصلني صوت مروان:لقد عدت..
ارتبكت كثير ثم قمت بوضع الجهاز اللوحي اسفل الوسادة..
مروان لا يعلم انني استخدم الانترنت..
لا اريده ان يعلم حتى لا يشعر بالتقصير تجاهي...
دخل الى الغرفة بابتسامة عريضة: السلام عليكم..كيف حالك اليوم..
لم ارد عليه ..كنت انظر اليه بصدمة..
يبدو وكأنه قد خرج من عراك للتو..
وجهه مليء بالخدوش وثوبه متسخ..
ضحك:هههه لماذ تنظرين الي هكذا..
اجبته وأنا اعقد حاجبي:ماهذه الخدوش على وجهك؟؟
عاد للضحك: هههه لا تقلقي انها مجرد خدوش بسيطة من قطة صغيرة…
قالها ثم القى بجسده على الاريكة وهو يبتسم..
لم أقتنع بكلامه..بالرغم من حالته المزرية الا انها المرة الأولى التي أراه بها سعيداً لهذه الدرجة..
نظر الي بابتسامة: سارة بالنسبة لموضوع دراستك..
اوه يا الهي عاد لفتح موضوع الدراسة..كنت اتمنى ان ينسى الأمر فهو لم يقم بفتحه منذ ذلك اليوم ولكن لا فائدة..
تظاهرت بالاهتمام: ماذا بشأنها..
تابع حديثه: لم أتمكن من تسجيلك ي هذا الفصل سأقوم بتسجيلك في العام الجديد...ممم أي بعد ثمانية أشهر تقريباً
اكتفيت بالابتسام وأنا أدعو الله بداخلي أن يمحو فكرة الدراسة من رأسه…
كم اكره المدرسة..
.
.
.
عدت الى المنزل بعد أن قمت بضرب نادر….
أشعر بسعادة كبيرة..لم كن أعلم أن ضربي له سيريحني لهذه الدرجة..
ههه الآن فقط تفهمت شعور يوسف حين قام بضربي في ذلك اليوم..
كنت احترق غيضاً طوال تلك الشهور وأنا أرى نادر يتابع حياته بهدوء وازداد غضبي حين اخبرني يوسف بأمر الخطبة…
اود فضحه فعلاً..ولكن تبعاً لنصيحة العم أحمد لم أنشر القصة..
يبدو أن خطة الكمين لم تكن ناجحة .. نادر ذاك يبدو انه لا يفكر بتكرار الأمر…
ولكن ما جعلني أصبر وأصمت طوال تلك الشهور هو سارة..
كل ما يهمني هو سعادتها وقد طلبت مني أن لا أفتح موضوع القضية من جديد…
لهذا سأعمل جاهداً على فتح القضية بدون أن تعلم فلا أريد أن أخيفها..
دخلت الى المنزل فوجدت سارة تنظر الي بصدمة..
تساءلت عن تلك الخربشات على وجهي..
ههههه ماذا ستفعل لو انها رأت وجه نادر لقد تركته بحال مزرية حقاً..
القيت بجسدي على الاريكة..اشعر بالتعب …
تذكرت موضوع دراسة سارة فقد كنت أبحث عن هذا الأمر منذ فترة ولكني لن أستطيع تسجيلها قبل بداية السنة الجديدة..
أمر مؤسف... كنت أود أن تشغل سارة وقتها بأي شيئ ..بقاؤها في المنزل وحدها يحزنني كثيراً..
وصلني صوتها: مروان..
التفت اليها بابتسامة:روح مروان..
اتسعت عيناها بصدمة واحمرت وجنتاها ثم نظرت الى اصابعها بتوتر: لاشيء…
عقدت حاجبي..مالذي أصابها..
-سارة ما الأمر..
نظرت الي بارتباك:ها..في الحقيقة أنا..أنا ..كنت اود زيارة مها…
شعرت بالفرح ..انها المرة الأولى التي تطلب سارة فيها شيئاً..
كنت أود دائماً كسر تلك الحواجز بيننا ولكنها لا تطلب أي شيء أبدا..
اتعب كثيراً معها فأنا لا أعلم احتياجاتها..
وقفت من الأريكة: حسنا اذا هيا..
اتسعت عيناها : كلا ليس اليوم ..لست مستعدة..انا اقصد غداً..
-مم حسنا أنا أشعر بالملل ما رأيك أن نخرج معاً وفي نفس الوقت ستستطيعين شراء هدية من أجلها…
لقد رزقت بفتاة صحيح؟؟
لم ترد..تنظر الي بصدمة فقط..
يا الهي ربما احرجتها بطلبي..ربما تشعر بالتعب: اا..ان كنت متعبة فلا بأس نخرج في وقت آخر..
ردت بسرعة : كلا كلا أريد أن أخرج..
شعرت بالراحة: هههه حسناً إذاً..
.
.
.
أرسلت لهوازن تسجيلاً لصوت جمان وهي تطلب منها النوم بجانبها..
بالتأكيد لن أسمح بهذا ولكني اردت أن استرد كرامتي..
في الحقيقة كنت قد شعرت بالندم لأني طلبتها للزواج..
فبدلاً من أن تشكر الله لأنني فكرت بها ترفض بكل بساطة ثم تقوم بحضري!!
ولكن الآن أخيراً تمكنت من إذلالها..
كانت تتوسل الي كي لا ابعد جمان عنها ولكنها تأخرت كثيراً..
لقد اعطيتها فرصة من قبل ولكنها اضاعت فرصتها فهي لم تكتف برفض عرضي بل قامت باستغفالي أيضاً..
ألا تريد البقاء مع زوجها ..حسنا فلتهنأ معه إذاً.
(اذهبي الآن وتوسلي أمام أحمد واسعدي معه)
ارسلت لها تلك الرسالة ثم قمت بحضر رقمها ..
فلتشعر بالاهانة هي ايضاً..
وضعت الهاتف في جيبي والتفت الى جمان..
كانت مستلقية على سريرها وهي تحاول جاهدة مقاومة النوم..
مسحت على شعرها فاستسلمت للنوم فوراً…
هذا أفضل سيكون اخرجها اسهل بكثير وهي نائمة..
تأملت وجهها قليلاً...
كانت الدموع تبلل رمشها..
شعرت بالحزن لهذا…
طبعت قبلة على رأسها:سامحيني يا صغيرتي لن أصرخ عليك مجدداً..
ذهبت لاتمام اجراءات خروجها من المشفى ..وبعد ان وضعت اغراضها في السيارة عدت لحملها لاتوجه بها نحو المنزل…
.
.
.
بعد أن ألقيت هاتفي على الأرض استيقظت ليان من صوتي وبدأت بالبكاء..
لم أكن في حالة جيدة لأقوم بإسكاتها فقد كنت أبكي بشدة…
اجتاح رأسي صداع رهيب وبدأت أشعر بالغثيان..
وقفت ليان على سريرها وبدأت تنظر الي وتصرخ بصوت أعلى ..تريدني أن أحملها.
وضعت يدي على أذني فقد بدأ صداعي يزداد..
حاولت الوقوف لحملها..فقد خفت ان تسقط من سريرها ولكني لم أستطع..
كانت الرؤية ضبابية أمامي..
مشيت لخطوتين فقط ولكني شعرت بألم يمزق أحشائي فسقطت على الفور…
.
.
.
دخل أبي الى المنزل في اثناء استعدادنا للعشاء وهو يحمل بيده فتاة جميلة.. تبدو كممثلات بوليود..
وقفت أمي من الطاولة ونظرت الى أبي وهي تعقد حاجبيها:اوه يا صغيرتي المسكينة هل أخرجتها!!
اعدت نظري الى تلك الفتاة..اذاً هذه هي اختي جمان!!
نظر ابي الي:رغد ..بسرعة قومي بفتح باب الغرفة لي…
أومأت برأسي ثم ركضت وأنا اصعد الدرجات للتوجه الى غرفتي..
دخلت اليها وبدأت الملم حاجياتي من الأرض قبل أن يصل أبي فهو سيغضب بالتأكيد ان رأى هذه الفوضى..
دخل ابي الى الغرفة :رغد قومي بإبعاد البطانية..
نفذت ذلك فوراً فقام أبي بوضعها على سريرها ثم قام بوضع الغطاء على جسدها..
شعرت بسعادة كبيرة وأخيراً رأيت جمان..
لقد طلبت من أبي كثيراً أن يأخذني لزيارتها ولكنه كان يتجاهلني ويزورها بدون أن يخبرني..
نظر أبي الي: رغد اياك ان توقضيها..ان اردت اللعب بحاسوبك اخرجي من الغرفة مفهوم..
أومأت برأسي بابتسامة ثم نزلت معه لتناول العشاء….
أكلت سريعاً فقد كنت متحمسة للبقاء معها..كنت أدعو الله بداخلي ان تستيقظ..
أخبرني أبي من قبل أن جمان تكبرني بست سنوات..
مم ان كان عمري اثنا عشر سنة فهذا يعني أنها في الثامنة عشرة.
اخيراً أصبح لدي أخت كبيرة ..
كم كنت أود تجربة هذا الشعور…
لدي أخي الكبير فارس انه يكبرني بسنة ولكني كنت اريد فتاة مثلي..
أما فراس فهو لا يزال في الخامسة من عمره..
بعد أن أنهيت عشائي وقفت لأصعد غرفتي ولكن صوت أبي وصلني: اياك ان توقضيها يا رغد..
التفت اليه بابتسامة:حسناً..
قلتها ثم ركضت باتجاه الدرج…
فتحت باب الغرفة بهدوء ثم جلست بجانب سريرها وأنا أتأملها…
لا أستطيع الصبر لأخبر صديقاتي بهذا..
ولكني أشعر بخيبة أمل بسيطة فهي لا تشبهني بتاتاً..
تمتلك عينين واسعتين برموش كثيفة...أما أنا عيناي صغيرتان..
بشرتها بالرغم من بياضها الا انها أقل بياضاً مني..
شعرها حريري شديد السواد..اما أنا أملك شعراً كستنائي أجعد..
حسناً ربما نمتلك نفس الشفتين الصغيرتين وعينها..لا أعلم مالونها..
انا أمتلك عينين بلون العسل الصافي..أما هي فلا أعلم…
هناك احتمال ان تكون مثلي فقد ورثت شعري الأجعد ولون عيني من عمتي مها..
زفرت بعمق:افتحي عينيك أيتها الأميرة النائمة..
.
.
.
استيقظت من نومي على صوت بكاء مزعج من ليان…
لم استغرق في النوم أساساً.
نظرت الى الساعة..انها العاشرة والنصف..
غريب.. أين الخالة هوازن عنها..
وقفت من السرير بتعب ثم توجهت لغرفة ابي لأفاجأ بالخالة هوازن تجلس على الأرض وهي تبكي وليان تصرخ على سريرها…
حسناً..صحيح انني اكرهها ولكني لست قاسية لدرجة ان اراها بتلك الحال بدون ان افعل شيئاً..
تبدو متعبة جداً...
جلست بجانبها: خالة هوازن هل أنت بخير….
همست: احملي ليان قبل أن تسقط..
أومأت برأسي وذهبت لحملها..ولكنها كانت تصرخ بصوت مزعج..تريد النوم بالتأكيد ولكنها لا تنام الا مع الخالة هوازن..
وضعتها على الأرض فركضت باتجاه الخالة هوازن وهي تبكي..
احتضنتها الخالة هوازن بشدة ثم انفجرت بالبكاء..
لا أعلم ماسبب ذك الألم في قلبي وأنا أراها..
انها المرة الأولى التي أراها بها بهذا الضعف..
اتجهت نحوها: خالة هوازن اعطيني اياها تبدين متعبة ..
وصلني صوتها وهي تهمس:جمان..
حملت ليان عنها ثم ساعدتها لتستلقي على سريرها..
نظرت اليها قبل أن أخرج: خالة هوازن ان كنت تشعرين بالتعب سأتصل على أبي..
همست بصوت متهدج: كلا احتاج للنوم قليلا..
كنت أود معرفة سبب بكائها ولكني لم أرد ازعاجها..
خرجت من الغرفة فبكت ليان بصوت اعلى..
زفرت : اففف مالذي يبكيك الآن..
دخلت الى غرفتي وتمكنت من الهائها بهاتفي حتى نامت…
كنت أشعر بالنعاس ولكنني اردت الاطمئنان على الخالة هوازن..
انها الثانية عشرة الآن هل نامت يا ترى..
فتحت باب الغرفة بهدوء لأجدها تجلس على السرير وتمسك برأسها وهي تتأوه...
اقتربت منها بخوف: خالة هوازن ما الأمر..
لم ترد علي..
سألتها من جديد:هل تشعرين بالصداع؟؟
أومأت برأسها..
-حسناً سأحضر لك مسكن للألم..
قلتها وأنا أهم بالخروج من الغرفة..ولكن ..
لفت انتباهي هاتفها وهو ملقى على الأرض ..
يبدو أن ليان قد القته بدون أن تعلم..
.
.
.
دخلت الى المنزل بعد انتهاء عملي ولكني لم أجد أحداً في استقبالي…
تعجبت لهذا ..
ابتسمت: يبدو أنها نامت اليوم.
سمعت صوتاً يصدر من المطبخ..يبدو انني اخطأت التقدير ربما تود طهو شيئ جديد…
حين اقتربت من المطبخ فوجئت بحنين وهي تعبث بداخل الثلاجة..
عقدت حاجبي: حنين ألم تنامي بعد!!
التفتت الي:أبي أبحث عن مسكن للألم الخالة هوازن متعبة..
-ما بها؟؟
أومأت برأسها: لا أعلم ا أبي ولكنني لست مطمئنة استيقظت في الساعة العاشرة فوجدتها تبكي على الأرض وحين دخلت اليها الآن اخبرتني انها تشعر بالصداع…
زفرت بغضب: لماذا لم تخبريني..
-كنت اريد الاتصال عليك ولكنها رفضت..
أسرعت بخطواتي الى ان وصلت الى الغرفة..
ناديتها:هوازن..
ولكنها لم تلتفت الي...جلست بجانبها وأمسكت بها فسقطت على يدي فوراً وهي تهمس:جمان..لقد أخذها…
تحسست وجهها.. يا الهي انها تحترق من الحرارة..
حاولت اعادتها لوعيها فقد كانت تهذي باسم جمان ..
-هوازن يا عزيزتي قومي لآخذك للمشفى..
نزلت دمعة من عينها:جمان يا أحمد..لقد أخذها..جمان..
لا فائدة ..يبدو انها لم تعد تستطيع التركيز من الحمى..
قمت بمناداة حنين لتساعدني في الباسها لعباءتها ثم حملتها واتجهت بها الى المشفى…
.
.
.
قام أبي بأخذ الخالة هوازن الى المشفى..
في الحقيقة لقد قلقت عليها..
كانت تهذي من الحمى وقد كان أبي يحدثها ولكن يبدو انها لم تكن بوعيها..
اتجهت لغرفتها وحملت هاتفها من الأرض..
اوب ..الشاشة متحطمة...يبدو أن ليان قد ألقته بقوة..
هه كيف فعلتها هذه الصغيرة..
وضعت البطارية بداخله لأرى ان كان يعمل...
لقد عمل حقاً..ولكن كان علي ان اكتب رمز الدخول لفتحه..
كنت اريد تجاهل الأمر ولكن الفضول دفعني لتجربة ادخال ذلك الرمز:1234
ههه لقد فتح..تلك المرأة لم تكلف نفسها بوضع كلمة مرور صعبة..
جلست على السرير وانا افتش هاتفها من باب الفضول لا أكثر ولكن لفت انتباهي شيء في سجل المكالمات!!
لقد قامت بالاتصال على رقم غريب ما يقارب الثلاثين مرة!!
ولكن لماذا..رقم من هذا؟؟
فتحت رسائل (الواتس اب) الخاصة بهذا الرقم لأرى تلك المحادثة بينها وبينه…
شعرت بالغضب..يبدو انه طليقها..
هل أبعد ابنتها؟؟
وجدت تسجيلا صوتياً في بداية المحادثة وحين فتحته سمعت ذلك الصوت الباكي والذي خمنت بأنه لجمان..ثم تبعه صوت ذلك الرجل..
شعرت بألم في قلبي..لهذا كانت تبكي…
ذلك الحقير..
انه يبتزها..
.
.
.
ادخلت هوازن الى الطواريء فالوقت متأخر ولن أجد أطباء الآن.
لقد أدخلوها لتلك الغرفة وفي كل مرة يأتي طبيب لرؤيتها وتلك الممرضة التي استقبلتني تبدو متوترة للغاية..
كانت تقيس ضغطها باستمرار ثم تخرج من الغرفة وتتحدث مع بقية الممرضات ولكني لم افهم ما يقولونه..
شعرت بالغضب انا هنا منذ ما يقارب الساعة بدون أن يخبروني بالأمر..
قامت احدى الممرضات بقياس الضغط من جديد ثم نظرت الي:من فضلك يا سيدي اريد اخبارك بشيء…
تبعتها بخوف..
زفرت: سيدي يجب أن تلد زوجتك الآن..نحتاج لموافقتك.
نظرت اليها بصدمة: هه ولكنها لم تتم شهرها السادس بعد…
أومأت برأسها:سيكون خطراً جداً ابقاء حملها اكثر ..انه تسمم الحمل..
رددت بصدمة:تسمم الحمل!!
أومأت برأسها:ضغطها مرتفع جداً وان لم تلد الآن سنفقد الأم مع جنينها..
هل توافق على اجراء العملية؟؟
أومأت برأسي ثم تبعتها لأقوم بالتوقيع على بعض الاوراق…
يا الله سلم سلم..
ارتفاع الضغط عند الولادة…
هذا ما تسبب بوفاة أم حسام عند ولادتها بليان..
رحماك يارب..
.
.
.
استيقظت من نومي لارضع طفلتي لانا…
بعد ان نامت حاولت النوم ولكني لم استطع…
كنت أفكر بماجد..
ولدت منذ اسبوعين والآن أبيت في منزل أخي ..وكأن السيد قد فرح بهذا..
كان يزورني في الاسبوع الأول أما الآن لم يأتي لزيارتي منذ خمسة أيام !!
أحرجت حين سألت أمي عنه ولكني حاولت اختلاق الاعذار من أجله..
لم يكلف نفسه حتى برفع السماعة للاطمئنان علي..
فتحت هاتفي لأتصل عليه ولكنني ترددت في آخر لحظة..
لنرى متى سيتفضل علي ويقوم بالاتصال…
لم اتحدث معه منذ يومين لا اعلم متى سيتذكرني ذلك الاخرق…
سأعطيه فرصة للغد..ارجو ان لا يخيب ظني ويتصل..
اتجهت نحو المطبخ لشرب كوب من الماء ولكني حين اقتربت من المطبخ فوجئت بسماع صوت بكاء…
شعرت بالخوف…
من يكون؟؟
.
.
.
كانت تتقلب على سريرها وهي ترتجف فبرودة التكييف مرتفعة..
هذه عادة رغد..تحب النوم في غرفة باردة..
فتحت عينها ثم جلست على السرير بخوف..
الغرفة مظلمة وهي تخاف الظلام..
قامت بمد يدها لضغط ذلك الزر لاستدعاء الممرضة ولكنها سرعان ما ادركت انها ليست في المشفى..
أين هي..
ولماذا هي وحدها..
انها متأكدة انها نامت في المشفى هذا اليوم..
لم تكن تريد الخروج..
تلك الغرفة تشعرها بالأمان ..
لقد حفظت كل تفاصيلها واعتادت عليها..
وقفت من السرير لتخرج من الغرفة بسرعة ولكنها وحين قامت بفتح الباب فوجئت بالهدوء الموحش حولها..
مشت في تلك الصالة الموجودة أمام الغرفة ولكنها بدأت تشعر بالخوف..لا يوجد أحد..
كما أن الظلام حالك هنا..
بدأت الدموع تنزل من عينيها..
اتجهت نحو الدرج اللولبي…
لمحت ضوءً من احدى الغرف الموجودة في الأسفل..
بدأت تنزل الدرج لتذهب اليه ولكنها كانت تتمسك بالدرازين بقوة كما أنها كانت تزل الدرج وهي ترتجف..
انتصفت الدرج ولكنها لم تستطع المشي أكثر..لا تعرف أين كرسيها المتحرك ..لقد تعبت من المشي..
كما أن هناك خوف لم تعرف سببه حين اقتربت من الدرج..
هناك شيء في عقلها يزرع الخوف بداخلها من الادراج المرتفعة..
جلست على احدى الدرجات وقد بلغ الخوف منها كل مبلغ…
بدأت تبكي وهي تتساءل..لماذا هي وحيدة هنا..
لم تركوها وحدها في هذا الظلام …
هل ارتكبت شيئاً سيئاً..
هل يقومون بمعاقبتها؟؟
كانت تتساءل..هل أنا سيئة ماما؟؟
ارتفع صوت بكائها اكثر وهي تتمسك بالدرابزين بقوة وتردد: مــــامــــا..مــــامــــا..
مــــــــــــــامــــــــــــــــــا..
|