كاتب الموضوع :
شخابيط فتاة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
الفصل الثالث:جمان حية..
كنت اجلس علی سجادتي لقراءة الاذكار بعد انتهائي من صلاة الفجر…
امسكت بهاتفي بعد ان انتهيت وبدأت بكتابة تغريدة جديدة:
(اصبحنا وأصبح الملك لله...
ها هي شمس نهار جديد تشرق بدون أن أعلم شيئاً عن طفلتي…
صغيرتي:
اتمنی لك يوماً جميلاً. ..لاتنسي قراءة الاذكار)
وضعت هاتفي بجانبي ثم سجدت وانفجرت بالبكاء:
((إلهي..قلبي يتفطر حزنا وهما..
ياحى ياقيوم برحمتك أستغيث..
اللهم أنت عضدى وأنت نصيرى..
اللهم اقذف فى قلبى رجاءك واقطع رجائى عمن سواك حتى لا أرجوا أحدا غيرك ..
يا مقيل العثرات يا قاضى الحاجات اقض حاجتى،
وفرج كربتى، وارزقنى من حيث لا أحتسب..
اللهم يا من رددت يوسف ليعقوب
ويا من رددت موسى لأمه
رد ابنتي جمان الي..
الهي انت تعلم ضعفي وقلة حيلتي..
اللهم عليك بمن ظلمني وغدرني وآذاني فانه لا يعجزك
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل ))
جلست ومسحت دموعي..
اخذت نفساً عميقاً ثم وقفت ورفعت السجادة عن الارض ووضعتها علی الطاولة…
رن هاتفي…
توجهت اليه ونظرت إلی المتصل…
عقدت حاجبي باستغراب...انه رقم غريب. .
اجبت عليه:السلام عليكم…
اجابني بالسكوت..
اردفت بعدها:ااا مرحباً من تكون..
لم يرد..
زفرت بضجر ثم ابعدت الهاتف لأغلقه…
ولكن ما ان باعدته حتی وصلني ذلك الصوت المتردد..
-ااا جمااان..
بدأ قلبي يخفق بشدة …
أعدت السماعة الی اذني مرة أخرى:ماذا تقول؟؟
صمت قليلاً ثم أجاب:جمان..لاتزال حية…
بدأت الدموع تنزل من عيني…
أجبته بصوت متهدج:من تكون؟؟
وأين هي ابنتي؟؟
- سامحيني...
قالها ثم انهی المكالمة..
انفجرت بالبكاء…
اعدت الاتصال مرة أخری ولكنه لم يرد..
رد علي ...رد علي أرجوك…
اخبرني اين هي ابنتي..
بعد عدة محاولات...يأست من رده..
وضعت الهاتف في جيبي علی أمل أن يعيد الاتصال بي ..
ثم توجهت نحو غرفة أبي…
كان يجلس علی سريره وهو يقرأ القرآن…
ركضت نحوه وقبلت رأسه..
نظر الي بخوف:هوازن..لماذا تبكين؟؟
ارتميت بحضنه وانفجرت بالبكاء:أبي...أبي...جمان...مازالت حية…
.
.
.
استيقضت علی صوت بكاء ليان..
يا الهي اشعر بصداع فضيع..
لم أتمكن من النوم طوال الليل بسبب بكائها..
كانت تبكي طوال الليل ولكني لم أرد ايقاظ حنين …
اريدها ان تنتبه علی دراستها أكثر..
جلست علی السرير وبدأت اهزها..
تسكت قليلاً ثم تعود للبكاء بصوت أعلی..
-أهدأي ياحبيبتي أرجوك لقد تعبت..
ما الأمر ياصغيرتي.. هل أنت مريضة؟؟
ازداد بكاءها..
-أففف يا الهي لو ان حنين تغيبت اليوم ..كنت سأتمكن من النوم قليلاً. .
وضعتها علی السرير وذهبت لألبس ثوبي..
قمت بتجهيز حقيبتها ثم حملتها وركبت السيارة وبدأت بالتحرك نحو منزل أختي أمل..
اتصلت عليها..وبعد عدة ثوان وصلني صوتها:أهلا أهلا بالصوت وصاحبه..
ابتسمت:السلام عليكم أولاً. .
-ههه وعليكم السلام..
-أنا في طريقي اليك قومي بتجهيز الشاي سأحضر معي طبقا من الفول..
-لا تتعب نفسك سأحضر لك فطورا بنفسي .
-كلا انا اشتهي الفول انا امام المحل أساساً هيا قومي بتجهيز الشاي بسرعة..
-ههه حسناً ياعزيزي..
اغلقت السماعة ثم توجهت لمنزلها بعد شرائي للفطور..
طرقت الباب..فوصلني صوت يوسف:حسناً حسناً. .
قالها ثم فتح الباب وهو يرتدي معطفه الطبي ..
توجه نحوي وقبل رأسي:اهلا خالي احمد كيف حالك..
-أهلا يا بني..احمل ليان قليلاً. .
حملها من يدي:انا ذاهب للعمل يا خالي سأضعها بالغرفة..
-اوه كلا افطر معنا يابني انها السابعة لن تتأخر ..
رد بعد تفكير:حسناً ..
دخلت الی المنزل وجلست في الصالة مع يوسف..
بدأت ليان بالبكاء من جديد..بدأ يوسف يهزها:لا لا لم البكاء ياصغيرتي..
-انها تبكي طوال الليل لم أتمكن من النوم البارحة..
بدأ يوسف يتحسسها:حرارتها مرتفعة قليلاً يا خالي..
-اوه حقاً هل أخذها للمستشفی؟ ؟
خرجت أمل من المطبخ وهي تحمل ابريق الشاي بيدها:كلا لا تخف هذا طبيعي بسبب الأسنان…
ما بك يا أبا حسام هل نسيت الأطفال؟؟
ابتسمت بحزن:وما ادراني..رحمك الله يا أم حسام..
حاولت أمل تغيير الموضوع:هيا لنأكل قبل أن يبرد الشاي..
التفتت نحو يوسف:اعطني اياها سأعطيها خافضا للحرارة..
اخذتها ثم توجهت نحو المطبخ. .
بدأت الأكل مع يوسف..
كان يوسف يأكل بسرعة..
التفت اليه بابتسامة:ههه يوسف مابك يابني تمهل قليلاً…
شرب فنجان الشاي بسرعة ثم وقف:الحمد لله..
نظرت إليه باستنكار:يوسف ما الأمر لم أقصد شيئا لا بأس كل كما يحلو لك..
-هههه اوه كلا يا خالي ليس هذا هو الأمر ولكني لا اريد التأخر عن العمل...لقد جلست لأجلك فقط..انت تعلم الشوارع مزدحمة..
ابتسمت:حسناً يابني بالتوفيق..
خرج يوسف من الشقة..
عادت أمل من المطبخ وبدأت تقلب نظراتها:أين يوسف؟؟
-ذهب إلی العمل..
-هل أحضرت زجاجة الرضاعة الخاصة بليان..
-اوه نعم..
قلتها وأنا أفتح الحقيبة وأخرج الزجاجة:لقد قامت حنين بصنعها قبل ان تذهب للمدرسة..
أخذت أمل الزجاجة وبدأت ترضعها..
-كلي يا أمل لم تأكلي شيئا. .
-حسنا يا عزيزي سآكل بعد أن تنام ليان..
بدأت بالأكل..
نظرت أمل إلي:أحمد..
التفت نحوها:هممم
-لقد قضيت الأمس وانا افكر بكلامك..
-هل تعنين امر الزواج؟
-نعم..
-هل وجدت عروسا مناسبة..
أجابت بعد تفكير:نعم..
نظرت إليها باهتمام:من تكون؟؟
-صديقتي هوازن..هل تذكرها؟؟
-ااا كأنني اذكرها..لقد قلت لي من قبل انها تبحث عن ابنتها صحيح؟؟
زفرت بعمق:نعم ...هذه هي..فكرت بها وشعرت بإنها تناسبك كثيراً. .انها تصغرك بأربع سنوات...عمرها ست وثلاثون سنة..
قلت انك تريد أم لأطفالك..لقد جربت الحرمان هي أيضاً….انها طيبة القلب وأنا متأكدة ان اطفالك سيحبونها..
نظرت إلی الأرض بتفكير:ولكن حنين لا تعرفها..كيف استطيع استشارتها؟؟
-لقد فكرت بهذا أيضاً...سأذهب لزيارتها هذا المساء..احضر اطفالك لمنزلي وسأصحبهم معي...ان احبتها حنين سأخطبها لك ما رأيك؟
-حسناً هذا جيد..
ابتسمت بفرح:لا تقلق هوازن طيبة جداً و أنا متأكدة بأن حنين ستحبها…
زفرت بعمق:اتمنی ذلك..
.
.
.
تلفت حولي بارتباك قبل أن أدخل غرفتها..
هذا جيد لا يوجد أحد في الممر…
فتحت الباب ثم أغلقته خلفي بهدوء…
بدأت أمشي علی اطراف اصابعي الی ان اقتربت من السرير…
لا أعلم لم كنت أشعر بالخوف..
أخذت كرسيا ووضعته بجانب السرير ثم جلست عليه..
أخذت نفسا عميقا ثم نظرت إليها:صباح الخير يا جمان..
قضيت ليلة البارحة وأنا اقرأ عن حالات استفاقت من الغيبوبة..
يقول بعضهم ان سبب استيقاظهم كان استماعهم لاصوات اهلهم وهم يتحدثون إليهم…
لا أعلم حقاً ان كان هذا الكلام صحيحاً...ولكن لاضير من المحاولة…
أخرجت هاتفي من جيبي ثم نظرت إليها:لدي رسائل لك من أمك ما رأيك أن اقرأها لك؟؟
فتحت حساب الخالة هوازن في تويتر وبدأت أقرأ التغريدات التي تكتبها وحين وصلت لآخر تغريدة امتلأت عيناي بالدموع…
حين قرأت تغريدتها هذا الصباح شعرت بالحزن وبدون تفكير مني اخذت رقمها من هاتف امي ثم اتصلت عليها واخبرتها بأن جمان حية…
هل أشعر بالندم؟
أجل انا نادم جداً. ..ما الفائدة من اخبارها بحالة جمان؟؟
علی الأقل هي تشعر الآن ببعض الأمل وتكتب هذه التغريدات لجمان..
ولكنها ان علمت بحالتها الآن سيزداد حزنها…
ما كان علي ان اخبرها.. لماذا اشعل الأمل في قلبها وحالة جمان صعبة والأمل في شفائها ضعيف جدا؟؟
ان علمت بحالتها ستنهار امالها...وسيزداد عذابها مثلي تماماً. ..أشعر بالألم وانا اری جمان بهذه الحال..
ان كانت ميتة كان كل شيء سينتهي بعد دفنها وسننسی الامر بعد بضعة أشهر…
أما بحالتها هذه يتجدد حزننا يوما بعد يوم …
ما اصعب لحظات الانتظار حين يخالط اليأس الأمل..
مسحت دموعي ثم اعدت النظر اليها..
-جمان هل تعلمين..لقد تغير كل شيء..
انني اتعذب كل يوم بسبب ما حدث..
لم يبق شيء علی حاله...لقد تسببت بتدمير عائلة..
بدأت بالبكاء وحين هدأت قليلاً تابعت الحديث:كنت الوم نفسي دائماً. ..
لو انني خضعت لرغبتك منذ البداية …
لوأنني تركتك تلعبين بالبلاي ستيشن …
لو انني لم اتركك وحدك …
لو انني وصلت اليك وامسكتك قبل ان تسقطي..
لو
ولو
ولو..
ولكنني ادركت بعدها انني لا استطيع تغيير الواقع بالتحسر علی مافات..
فقررت تجاهل الأمر وكأن شيئا لم يحدث..
ولكنني لم أتمكن من هذا أيضاً…
ففي كل يوم تخبرني امي عن معاناة الخالة هوازن دون أن تعلم أن ألمي يزداد كلما تحدثت عنها…
كما أن الخالة هوازن تقوم بكتابة تغريداتها لتسدد طعناتها في صدري…
ضحكت وسط دموعي:هههه هل تعلمين لقد أخبرتني أمي أنها تريد خطبة امك لخالي..
أرأيتي؟؟
مهما حاولت نسيانك والابتعاد عن اي شيء يذكرني بك الا ان القدر يأبی الا ان يضعك في طريقي…
أرجوك ياجمان افتحي عينيك ولينتهي هذا العذاب…
أرجوك…
.
.
.
عدت من المدرسة في تمام الساعة الواحدة…
صعدت الدرج بسرعة حتى اجهز الغداء فعمل ابي يبدأ في الساعة الثالثة..
حين وصلت الی باب الشقة وجدت لين وحسام يجلسان علی الدرج امام الباب..
نظرت اليهما بدهشة :لين حسام مالذي تفعلانه هنا!!
التفتت لين الي:لقد نسيت اخذ مفاتيحي اليوم وابي لايفتح الباب...يبدو انه غير موجود..
عقدت حاجبي باستغراب:اين يمكن أن يكون...ربما ذهب للصلاة ...لو انكما ذهبتما للخالة مريم افضل
من جلوسكما هكذا…
اخرجت المفاتيح من جيبي وفتحت الباب…
نزعت عباءتي بسرعة ثم توجهت نحو المطبخ..
وضعت صينية الدجاج بداخل الفرن ثم اخذت القدر الذي غسلت به الارز ووضعته علی الغاز..
اخبرتني الخالة مريم بالأمس ان اغسل الأرز قبل ذهابي للمدرسة اختصاراً للوقت..
خرجت الی الصالة وتحولت ملامح وجهي للغضب…
لقد قام حسام بنزع شراريبه و حقيبته و القی بهما علی الأرض..
كما ان لين القت حقيبتها وعباءتها علی الاريكة وجلست للدردشة مع صديقاتها علی الهاتف…
صرخت بغضب:لين …. حسام ...ماهذه الفوضی...ضعوا الاغراض في غرفكم بسرعة..
حمل حسام اغراضه بسرعة ثم توجه نحو غرفته ..
اما لين فقد تأففت : اففف حنين ما الذي اصابك سأرتب الصالة بعد قليل..
صرخت بصوت أعلی:كلا رتبيها الآن واريدك ان تقومي بتبخير الصالة بينما اقوم بتحميم حسام..كما انك تجلسين علی هاتفك طوال اليوم.. الا تشعرين بالملل ابدا؟؟
-افف اففف حسناً ..
توجهت نحو غرفة حسام:حسااام هي الی الحمام بسرعة انظر الی ثوبك...اففف يا الهي اريد ان افهم كيف يتسخ ثوبك بهذا الشكل!!
هيا لاحممك بسرعة..
-كلا اريد ان استحم بنفسي لقد كبرت لم اعد طفلاً اصبحت اذهب الی المدرسة الان..
-حسنا هذا افضل..
جلت ببصري في انحاء غرفته:ماهذه القذارة...لماذا لاتقوم بترتيب غرفتك؟؟
حين يذهب ابي للعمل سنقوم بترتيب غرفتك وستخافظ علی نظافتها اتفقنا؟؟
-اتفقنا..
قالها ثم توجه للحمام..
توجهت نحو المطبخ فوجدت لين تقوم بتجهيز البخور…
-اسمعي يالين سأقوم بتجهيز الغداء الآن وحين يذهب ابي للعمل سنقوم بترتيب غرفة حسام..
-اتسعت عيناها بدهشة ثم كتفت يديها علی صدرها:كلا ياحنين لقد طفح الكيل …
في الامس قمت بمساعدتك علی ترتيب الصالة و المطبخ...اما غرفة حسام اعتذر...لن اساعدك...انا
متعبة جداً. .
-ليييين..
-لا تصرخي...انت تصرخين علي منذ الامس بدون ان اعترض علی اي كلمة..
ما الذي اصابك فجأة لقد اصبحت عصبية؟؟
شعرت ان كلماتها لامست جراحي...وكأنني كنت انتظر احدا ليسألني… انفجرت بالبكاء فوراً. .
نظرت لين الي بدهشة..
قتربت مني وامسكت كتفي بهدوء:حنين عزيزتي لا تبكي...انا اسفة...لم اقصد حقاً. ..حسنا لا بأس سأساعدك بترتيب الغرفة..
تكلمت وسط شهقاتي:كلا...ليس.. هذا ...هو ..السبب..
-اذا ما الأمر اخبريني..
مسحت دموعي ثم اخذت نفسا عميقاً. .
-لين يجب ان نثبت لأبي انا نستطيع الاعتماد علی انفسنا...ابي يفكر بالزواج..
نظرت الي بدهشة:وما أدراك؟ ؟
-لقد سمعته بالأمس يكلم عمتي أمل ويقول لها ان المنزل في حالة فوضی وانه يشتاق للأكل المنزلي..
زفرت بعمق:لم اتوقع ان يفكر ابي بالزواج بهذه السرعة..
تلفت حولي وكأنني تذكرت شيئاً:غريب اين ليان؟؟
-لابد ان ابي اعطاها للخالة مريم عندما ذهب للصلاة هل اذهب لاحضارها؟؟
-نعم احضريها وانا سأقوم بتجهيز الغداء يبدوا انه قد نضج..
-حسناً. .
قالتها ثم توجهت لخارج الشقة...الخالة مريم هي جارتنا...انها امرأة كبيرة بالسن ..تعتني بليان حين نكون في المدرسة وتكون مناوبات ابي صباحية…
عادت لين بعد عدة دقائق:الخالة مريم تقول ان ابي لم يعطها ليان اليوم..
غريب انها الواحدة والنصف الآن ..اين ابي؟؟
لقد انتهت الصلاة منذ مدة…
قطع تفكيري دخول ابي الی الشقة وهو يحمل بيده قدرا:السلام عليكم..
-وعليكم السلام..
دخل الی المطبخ:همم كيف كانت المدرسة يا احبائي؟؟
انظروا لقد قامت عمتكم امل بطهو البرياني من اجلكم..تحبونه اليس كذلك؟؟
قفزت لين بفرح:نعم احبه كثيراً. .
همست بحزن:ولكنني قمت بالطهو اليوم..
التفت ابي الي:اوه حقاً ياعزيزتي ..حسنا لابأس سنأكل من طبخك أيضاً. ..هيا بسرعة أشعر بالجوع..
سألته بتردد:أين ليان؟؟
-اوه لقد بقيت عند عمتك ...حرارتها مرتفعة اليوم ستعتني بها بشكل أفضل..
تزاحمت الدموع في عيني ولكنني خاولت اخفاءها ...قمت بغرف الغداء ثم وضعته بالصالة…
اجتمعنا للأكل…
نظر ابي الی صينية الدجاج بحماس:اممم تبدو شهية للغاية...لم اكن اعرف انك تجيدين الطبخ..
ابتسمت باحراج..
اخذ ابي قطعة من الدجاج ثم بدأ بأكلها…
اغمض عينيه باستمتاع:امممم لذيذة جداً سلمت يداك.
قام حسام بأخذ قطعة ليتذوقها...ولكنه بصقها فوراً:اييو ماهذا انها سيئة جداً. .
قامت حنين بأخذ قطعة أيضاً. ..نظرت اليها بترقب...تغيرت ملامح وجهها ثم ابتسمت بهدوء لمجاملتي..
ازدادت دقات قلبي...تذوقت الارز ثم شهقت:لقد نسيت وضع الملح!!
اخذت قطعة من الدجاج لاتذوقها...لم استطع اكلها ...كانت نيئة..
بدأت الدموع تنزل من عيني:لماذا...لقد بذلت كل جهدي بصنعها..
وقفت بسرعة ثم توجهت لغرفتي. ..
القيت بجسدي علی السرير وانفجرت بالبكاء…
قام ابي بفتح الباب ثم جلس بجانبي..وضع يده علی كتفي:حنين لا تبكي ياعزيزتي...صدقيني طبخك لذيذ للغاية ولكنه لم ينضج بعد…
لقد قمت بوضعه بالفرن...سترين الان حين ينضج سيكون لذيذا للغاية..
ازداد بكائي…
-حنين ياعزيزتي تعالي وكلي معنا هيا لا استطيع الاكل بدونك...هل تريدنني ان اذهب للعمل وانا
جائع؟؟؟
جلست علی السرير ثم مسحت دموعي:انا اعلم ان طبخي سيئ لقد بذلت جهدي ولكن دون فائدة...انت أيضاً لا تثق بي…
لقد قمت بإعطاء ليان لعمتي أمل ..
انك تعتقد اني لا اصلح لفعل شيء.
-اوه كلا ياعزيزتي ليس هذا هو الامر…
ولكن عمتك امل قالت لي انها ستذهب لزيارة صديقتها اليوم وترغب بأخذكم معاها…
لهذا فكرت بأن اترك ليان عندها حتی تتمكنوا من تجهيز انفسكم ثم اخذكم اليها قبل ذهابي للعمل...هيا الان تعالي معي لنأكل حتی لانتأخر..
مسحت دموعي ثم وقفت للذهاب معه..ولكني كنت افكر بكلامه…
غريب لماذا تريد العمة امل اخذنا معها؟؟
هل يمكن أن تكون…
.
.
.
انتهيت من تزيين الكعكة أخيراً…
لم اقم بصنعها من يوم الحادثة...كانت جمان تحب هذه الكعكة كثيراً. ..
لقد قطعت عهداً علی نفسي الا اصنعها أبدا. ..
فأنا اشعر بالذنب كلما اتذكر انني منعتها من أكل الفراولة بذلك اليوم…
كان هناك شيء بداخلي يطفئ الامل بكونها حية…
كنت ألوم نفسي…
ماتت ابنتي بدون ان تتذوق الكعكة..
ولكن المكالمة التي وصلتني هذا الصباح اشعلت الأمل في قلبي من جديد..
كما ان امل اخبراني انها ستأتي لزيارتي فقررت ان اصنع هذه الكعكة للتعبير عن فرحتي..
قمت بتصوير الكعكة ثم ارسلت الصورة بتويتر..
(انظري ياجمان ..
لقد صنعت الكعكة التي تحبينها ياصغيرتي..
لقد سمعت اجمل خبر في حياتي في هذا اليوم..
اشعر ان لقاءنا سيكون قريباً…
احبك يا ابنتي)
رن جرس المنزل…
لابد أنها أمل..
فتحت الباب بابتسامة:مرحباً. .
كانت أمل تحمل بيدها طفلة:مرحباً ..كيف حالك ياهوازن اشتقت اليك كثيرا. ..
احتضنتها بشدة:و أنا أيضاً..
حملت الطفلة من يدها وقبلتها بقوة:صغيرتي الجميلة..
بدأت الطفلة بالبكاء:لماذا لماذا ياصغيرتي..
ضحكت أمل :إنها كثيرة البكاء..
ابتسمت:تفضلوا بالدخول..
دخلت امل ودخلت خلفها فتاتان وطفل صغير..
جلست علی الاريكة..
توجهت نحوها ثم أعطيتها الطفلة:امسكيها لحظة..
قلتها ثم توجهت نحو المطبخ..
أخرجت الكعكة والقهوة ثم جلست امامهم..
لم تعرفينا يا أمل..
ابتسمت امل:انهم ابناء اخي احمد..
اشارت اليهم:ابنته الكبيرة حنين عمرها خمسة عشر سنة..
وهذه لين عمرها ثلاثة عشر سنة..
اما حسام عمره سبع سنوات..
اما هذه الطفلة اسمها ليان وعمرها خمسة أشهر. .
نظرت إلی الطفلة بحزن...لوهلة شعرت أنني أنظر لطفلتي جمان..
حاولت إخفاء حزني برسم الابتسامة علی وجهي:ليحفظهم الله انهم رائعين للغاية..
وقفت ثم بدأت بتقطيع الكعكة..
-اوووه قمت بصنع هذه الكعكة...لابد ان هناك مناسبة خاصة ههه..
-ههه طبعاً زيارتك لي مناسبة خاصة..
نظرت الي بشك :اوه هذا هو السبب حقاً؟ ؟
قلت بابتسامة وانا اعطيها الكعكة:سأخبرك بالأمر بعد قليل..
قمت بتقطيع الكعكة للأطفال..
شعرت ان حنين تشعر بالضيق...كانت تهز رجلها بتوتر وتزفر بضجر..
نظرت اليها:مالأمر ياصغيرتي حنين؟؟
نظرت الي بحدة:ليس من شأنك…
نهرتها أمل:حنين ماهذا الأسلوب!!
ابتسمت بهدوء:انا اسفه لم اقصد التدخل بشؤنك..ولكني اشعر انك مللت..
زفرت ثم قالت:اففف نعم لقد سأمت جداً…
نظرت أمل اليها ثم صرخت:حنييين..
-كلا لا بأس يا امل دعيها انها محقة..المكان ممل هنا ههه...حسناً ياعزيزتي ما رأيك أن تذهبو لغرفة الجلوس لمشاهدة التلفاز..
وقفت:حسناً لا مشكلة..المهم أن لا أبقی في هذه الغرفة أشعر بالاختناق..
نظرت إليها بابتسامة:حسناً يا عزيزتي تعالي خلفي..
.
.
.
أشعر أن نارا تحترق بصدري..
حاولت إغاضتها ولكنها تستمر بالابتسامة..
هذه الافعی الخبيثة تريد خداعنا بابتسامتها حتی تتزوح من أبي..
سأجعلك تكرهين اليوم الذي قررتي به الزواج من أبي..
امرأة مطلقة...فاشلة..لا أعلم لماذا يفكر أبي بامرأة مثلها..
هل حقاً نسي أمي من أجلها؟؟
كما أنها لاتتمتع بالجمال...أمي أجمل منها بأضعاف..
تبعتها لغرفة الجلوس...قامت بفتح التلفاز من اجلنا..ثم ذهبت للجلوس مع خالة أمل..
شعرت بالندم...لو أنني جلست معهم كنت سأعلم مايقولونه…
التفتت لين الي:حنين لماذا تصرفتي هكذا...لقد أحرجتي عمتي ..
التفت اليها بغضب:لا تتدخلي..
-اففف حسناً. .
.
.
.
عدت للجلوس أمام أمل بعد أن فتحت التلفاز للأطفال..
نظرت أمل إلي بإحراج:سامحيني ياهوازن لا أعلم لم تصرفت حنين بهذه الطريقة..
-ههه اوه لا لم أهتم صدقيني بالتأكيد ستشعر بالملل مالذي تريده من الجلوس معنا..
ابتسمت أمل براحة:هذا جيد..صحيح..
ماهو الأمر الذي أردت إخباري به؟؟
جلست بجانبها ثم قلت بحماس:لقد علمت شيئاً عن جمان..
نظرت إلي باهتمام:حقاً ..ما الأمر..
-لقد قام رجل بالاتصال علي هذا الصباح وأخبرني أن جمان حية..
عقدت حاجبيها باستغراب:ومن يكون؟؟
-لا أعلم حقاً لم يخبرني باسمه وحين سألته عن مكانها قال لي سامحيني ثم أقفل الخط..
ردت بعد تفكير:هل يمكن أن يكون خالد..
أجبت بسرعة:مستحييييل...أنا أعرف صوته البغيظ جيداً. .
كما أن خالد لن يقول سامحيني أبداً..
-حسنا لدي برنامج يكشف الارقام الغريبة أعطني الرقم لأری..
.
.
.
أخرجت هاتفي من حقيبتي لأخذ الرقم..
بدأت هوازن بقراءة الرقم وحين وصلت لنهايته ازدادت دقات قلبي…
نظرت الي بلهفة:هل عرفت من يكون؟؟
نظرت اليها بارتباك:ها كلا لم يظهر أي اسم..
نظرت الی الارض بإحباط..
أما أنا فقد بدأت اشعر بالحرارة من شدة التوتر. .
لماذا يتصل يوسف بها. ..
هل كان يكذب عليها أم أنه يعلم مكان جمان حقاً؟ ؟
مالذي تخفيه عني يا يوسف بعد…
.
.
.
توجهت نحو منزل أختي أمل بعد انتهائي من العمل لأخذ اطفالي..
أصرت أمل علی إبقاء ليان لديها اليوم..
وافقت حنين علی مضض..
ركبنا السيارة وتحركنا نحو المنزل..
أنا متحمس لأسأل حنين عن الزيارة..
دخلنا الی المنزل..
توجهوا نحو غرفهم استعدادا للنوم..
توجهت نحو غرفتي ثم قمت بتبديل ثوبي واتجهت نحو غرفة حسام للاطمئنان عليه ...كان نائماً..هذا
جيد كان يود النوم طوال الطريق..
توجهت نحو غرفة لين وحنين..ثم طرقت الباب بهدوء..
.
.
.
كنت أفكر طوال الطريق فيما سأقوله لأبي..
يجب أن أجعله يغير رأيه..
أنا متأكدة انه سيسألني عن الزيارة حين نعود للمنزل..
حين دخلنا توجهت نحو غرفتي ثم قمت بتبديل ثيابي وجلست علی سريري في انتظار قدوم أبي..
بعد عدة دقائق طرق الباب:تفضل..
فتح أبي الباب بابتسامة…
جلس علی سريري:كيف حالكم اليوم يا أميراتي..
ابتسمت:بخير..
نظر الی الأرض ثم قال بارتباك:كيف كانت الزيارة...هل استمتعتم؟..
أخيراً بدأ بالسؤال..زفرت بعمق ثم اجبت:ليس كثيراً. ..في الحقيقة كنت أود الخروج من المنزل بأي طريقة..
عقد حاجبيه باستغراب:لماذا؟؟
-لقد كانت تنظر إلينا باستحقار ويبدوا عليها الضجر..
شعرت أنها تريد التخلص منا بأي طريقة..
نظر الي بإحباط:حقاً؟ ؟
اومأت برأسي مدعية الحزن:نعم لا أعلم ما مشكلتها أظن أنها تكره الاطفال كانت منزعجة من بكاء
ليان للغاية..
علت وجهه ملامح الاحباط:هذا مؤسف..
ارتسمت علی وجهي ابتسامة خفيفة حاولت جاهدة اخفاءها ..لقد نجحت خطتي…
.
.
.
عدت الی المنزل في منتصف الليل..
انتهی وقت عملي منذ مدة ولكني كنت أشعر بالضيق..
تجولت بسيارتي ثم بدأت أبحث عن الحالات المشابهة لحالة جمان..
وما قرأته سبب لي الاحباط..
من النادر جداً ان يستفيق أحد بعد مرور عام من الغيبوية..
وحتی الحالات التي تمكنت من الاستيقاظ تعاني من بعض الاثار الجانبية..
مثل الشلل او فقدان النطق..
خاصة أن الاصابة كانت برأسها…
لا أعلم مدی الضرر الذي تسببت به الاصابه..
ربما يكون الدماغ قد تأثر بهذا..
لم اجرأ علی سؤال احد من المسؤلين عن حالتها عن ذلك..
لم ارد ان اشعر بالاحباط اكثر..
سأستمر بزيارتها وسأخصص ختمة للقرآن بجانبها..
يقال أن بعض الحالات استفاقت من سماع الموسيقی..
اذا كانت الموسيقی تنفع كما يقولون لماذا لا أجرب قراءة القرآن ؟؟
سأتحدث اليها دائماً واشعرها بأهمية وجودها…
لقد قرأت عن حالة يقول صاحبها انه كان يسمع كل ماحوله وهو في اثناء الغيبوبة ولكنه لا يستطيع الرد..
قام فيما بعد بتأليف كتاب اسماه الفتی الشبح يشرح بها معاناته فقد سمع والدته وهي تتمنی موته..
سرت في جسدي قشعريرة علی إثر هذه الفكرة. ..
هل حقاً جمان تسمع ما اقوله؟؟
لا اعلم ولكني أشعر أن الفكرة مخيفة..
دخلت الی المنزل وقبل أن أدخل غرفتي وصلني صوت أمي وهي تناديني..
-يوسف أين كنت يابني لقد تأخرت..
توجهت نحوها وقبلت رأسها:أنا آسف انشغلت كثيراً اليوم…
شعرت انها تود قول شيء...فملامح الارتباك بادية علی وجهها..
سألتها بشك:أمي هل هناك مشكلة..
زفرت بعمق ثم نظرت الي:ما الذي تعرفه عن جمان؟؟
ازدادت دقات قلبي ثم اجبت بارتباك:ههه...لم السؤال...لا أعلم شيئاً عنها..
نظرت الي بحدة:اذا لماذا قمت بالاتصال علی هوازن هذا الصباح؟؟.
بدأت اشعر بالحرارة...عضضت شفتي..يالي من غبي..
كيف غاب هذا الامر عن ذهني…
بالتأكيد ستقوم الخالة هوازن باخبار أمي عن المكالمة..
يا إلهي ما الذي سأقوله الان..
لقد وقعت بورطة بسببك من جديد ...
علت وجهي ابتسامة خفيفة..فقد أدركت انك سبب كل مشاكلي..متی ستنتهي مشاكلك ياجمان..
متى؟
|