كاتب الموضوع :
شخابيط فتاة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
الفصل الرابع عشر:هل أنا سيئة ماما..
لازلت انظر الى جمان بصدمة منذ سمعت اسم هوازن..
لم اكن قادراً على استيعاب الأمر..
كيف عرفت جمان اسمها..
هل تقوم هوازن بزيارتها..
ولكن ..كيف..ومتى..
وصلني صوت جمان وهي تنظر الي بابتسامه: بابا بابا لقد قلتها صحيح..هوازن..
اعدت نظري اليها ثم بدأت اضحك بشكل هستيري.
لا أعلم ماهو سبب ضحكي حقاً..
كان الموقف اصعب من أن أصدقه..
حين رأتني جمان اضحك بدأت تضحك هي أيضاً…
اوقفني عن الضحك تكرار جمان لسؤالها:لقد قلتها صحيح بابا؟؟
نظرت اليها من جديد..
ربما أكون قد تسرعت بحكمي..
لا اعلم ربما قام شخص بأخبارها عن اسم امها..
اذ انه من المستحيل أن تجدها هوازن هنا بدون أن اعلم..
اجبتها: أحسنت يا صغيرتي ولكن من أخبرك باسمها؟؟
اتسعت ابتسمتها أكثر: أنا قلت لماما لماذا يناديك بابا أحمد بهوازن...فقالت ماما..
حين سمعت اسم أحمد شعرت وكأن بركان قد ثار بداخلي ..
قاطعتها ثم نظرت اليها بحدة وأنا أصرخ بغضب: لا تذكري هذا الاسم بلسانك...اياك وأن تقولي بابا لذلك الرجل هل فهمتي..
نظرت الي بخوف والدموع تملأ عينيها لتنطق بصوت مرتجف:بـ...بـ .باااا بااا
قالتها ثم بدأت بالبكاء.
أما أنا فلم أتمكن من السيطرة على أعصابي.
وقفت من الأريكة وبدأت أبحث عن أي شيئ أفرغ غضبي عليه..
اتجهت نحو الجدار لألكمه بكل قوتي..
رغم أنني تألمت بشدة الا ان هذا الألم لم يكن كافياً لتهدأت غضبي..
لقد تم استغفالي..
تذكرت في تلك اللحظة الممرضة سهى..
تلك الحقيرة قامت باستغفالي أيضا.
لابد أن لها علاقة بهوازن..
لماذا كذبت علي ان لم تكن تعرفها..
قمت بضغط ذلك الزر الموجود على سرير جمان لأقوم باستدعائها..
بدأ بكاء جمان يزعجني كثيراً..
التفت اليها وصرخت: جماااااان اصمتي..
وضعت رأسها بداخل الوسادة الموجودة على الأريكة في محاولة منها لكتم شهقاتها..
حين رأيتها بذلك المنظر بدأت أعود للواقع قليلاً....
مالذي أصابني..
ماذنب جمان بهذا..
هممت الجلوس بجانبها لتهدأتها ولكن الباب قد فتح ليتبعه صوت سهى:مرحبا يا سيد خالد هل تحتاج لشيء..
وجهت نظرها الى جمان: مالذي يبكيك يا صغيرتي؟؟
حاولت ان لا اظهر غضبي وأنا أحدثها:سأخرج جمان من المشفى اليوم قومي بتجهيز أغراضها..
اجابت بارتباك: اليوم..ولكن..
حين رأيت ارتباكها ازداد شكي بها..تابعت حديثي بحدة:أعطني رقم هوازن….
عقدت حاجبيها: ماذا لم أفهم..
زفرت بضجر: لا تدعي الغباء .. اعطني رقمها اريد اخراج جمان ولكنها خائفة تريد أن تحدث والدتها..
ابتسمت بشفتين مرتجفتين:هه سيد خالد أنا حقا لا أفهمك.
لم أستطع التماسك أكثر..صرخت: قلت لك اعطني رقمها..
نظرت الي بخوف ثم همست:حسناً ولكن يا سيدي أرجوك لا تبعد جمان عن أمها انها تحتاج اليها حقاً..
ازداد غضبي..يبدو أن تلك المختلة قامت بتشويه سمعتي أمامها ..
اجبتها بحدة : ان كنت سأبعد جمان عنها لماذا أطلب رقمها برأيك..
نظرت الى الأرض بتردد ثم أخرجت هاتفها من جيبها..
قامت بإعطائي الرقم ثم ذهبت للجلوس بجانب جمان في محاولة منها لتهدأتها: لماذا تبكي يا صغيرتي..
ارتمت جمان في حضنها ثم ازداد بكاءها..
اخذت نفساً عميقا: قومي بتجهيز أغراضها سأقوم بأخذها بعد صلاة العشاء..
نظرت جمان الي بوجهها الاحمر وصرخت: لا اريد أن أخرج..
تجاهلتها ثم خرجت من الغرفة..
وما ان اغلقت الباب حتى قمت بركل الحائط بكل قوتي ..سأريك يا هوازن..
سأعلمك ماذا يعني ان تقومي باستغفالي.
.
.
.
مضمضت فمي بالماء لأبصقه دماً…
اشعر ان فكي قد كسر من الألم..
نظرت الى وجهي بالمرآة..
هناك كدمة زرقاء على خدي..
وخدوش دامية على رقبتي…
لقد شوه ذلك الهمجي وجهي..
اكثر ما يغضبني انني لم أتمكن من الدفاع عن نفسي فقد هجم علي فجأة..
كل ما حدث له خدوش بسيطة على وجهه..
قام بضربي ثم اتجه الى سيارته وتركني وحدي أتلوى على الأرض..
ولكنني سأنتقم منك يا مروان..اقسم بهذا..
سترى ما سيحل بك وبمحبوبتك المختلة..
وصلني صوت أمي وهي تطرق الباب:نادر هيا ما الذي تفعله كل هذا الوقت الم تنتهي من الاستحمام بعد لقد تأخرنا..
شددت قبضة يدي بغضب..كيف ستراني أسيل بهذا المنظر..من المستحيل ان اذهب ..
عادت امي لطرق الباب..
اجبتها بانزعاج:لن أذهب يا أمي..اعتذري منها..فليحددوا وقتاً آخر..
توقفت أمي عن طرق الباب لثوان ثم وصلني صوتها وهي تصرخ بصدمة:نادر الوقت ليس مناسباً للمزاح أخرج حالاً هل تريد فضحنا..
صرخت بصوت أعلى : اوووه أمي أخبرتك أنني لن أذهب..
قلتها ثم فتحت الباب..
نظرت أمي إلي ثم اتسعت عيناها بصدمة:الم تستحم بد..
شهقت : ماهذا مالذي حدث لوجهك..
بالتأكيد لن أخبرها عن مروان فإن علم أبي بالأمر سيمنع انتقامي منه .
اجبتها بانزعاج : ذهبت لزيارة عادل في المصحة فقام أحد المختلين بضربي..
وضعت يدها على موضع تلك الكدمة: يا الهي يابني لماذا ذهبت لزيارته..الم يحاول قتلك من قبل؟؟
زفرت :اففف زرته وانتهى الأمر..
قلتها وأنا أمشي باتجاه غرفتي الى ان استوقفني صوت والدتي: ولكن ماذا سنفعل بشأن الزيارة..
شعرت ان قلبي يحترق..كنت متحمساً جداً لهذه الزيارة:أخبريهم انني مرضت فجأة..
-حسناً انتظر يابني سأقوم بتضميد جراحك..
دخلت الى غرفتي: سأقوم بتضميدها بنفسي..
قلتها ثم اغلقت الباب بكل قوتي وأنا أصرخ :سحقاً..
.
.
.
تجولت قليلاً بسيارتي بعد انتهاء صلاة العشاء..
لقد اردت أن يهدأ غضبي قبل أن أعود الى المشفى لأخذ جمان..
المسكينة لقد ارتعبت جداً ولكن ماذا أفعل؟؟
حين أغضب لا أستطيع السيطرة على تصرفاتي…
لقد قمت بتفقد حساب هوازن ولاحظت شيئاً كنت قد غفلت عنه من قبل..
لم تعد هوازن ترسل في حسابها أي شيء يخص جمان منذ اخبرتها بشرطي..
لقد كانت تنشر تغريداتها يومياً لم توقفت ياترى؟؟
هل توقفت لأنها وجدت جمان أم بسبب أنها علمت بمراقبتي لحسابها؟؟
ان كان السبب الأول فهذا يعني أنها تقابل جمان منذ ما يزيد عن الخمسة أشهر!!
كيف وجدتها وكيف تمكنت من اخفاء الأمر طوال ذلك الوقت!!
لست سهلة يا هوزان ولكنني أعرف كيف أكسرك….
عدت الى المشفى بعد أن هدأت واتجهت لغرفة صغيرتي..
فتحت الغرفة بهدوء لأرى جمان تدفن رأسها بوسادة سريرها وكتفاها يرتجفان...
لقد فطرت قلبي..مازالت تبكي..
حين سمعت صوت خطواتي رفعت رأسها من الوسادة ونظرت الي بعتاب والدموع تملأ وجهها..
ابتسمت لها بحزن: لماذا تبكي روح بابا..
شهقت تلك الشهقة ثم تحدثت بصوت ضعيف: بابا..انا آسفة..
جلست بجانبها وقبلت رأسها:لماذا تعتذرين أنت لم ترتكبي أي خطأ…
ازداد بكاءها: لقد غضبت لأن ماما تنام بجانبي صحيح..
عقدت حاجبي باستغراب...لم أتوقع أن تصل لهذا الاستنتاج..
أومأت برأسي : كلا يا صغيرتي من قال هذا..
-ماما قالت لي لا تخبري بابا بهذا لأنه سيغضب…
نظرت الي بترج: ولكن بابا أنا أخاف من النوم وحدي..أرجوك أريد أن أنام مع ماما..
شعرت أنني سأنفجر من الغضب ولكني حاولت التماسك حتى لا يزداد خوفها..
وتقوم بتحريض ابنتي ايضاً..
لو أنك أمامي ياهوازن كنت سأقتلك حقاً..
حاولت رسم الابتسامة على وجهي:كلا يا صغيرتي ان كنت تريدين النوم مع ماما فلا مشكلة..
نظرت الي بشك:حقاً..
أومأت براسي وأنا أتحسس شعرها بهدوء..
ارخت رأسها على الوسادة ثم تابعت حديثها: بابا لا اريد أن أخرج قبل أن أخبر ماما اخاف ان لا تعرف مكاني..
ابتسمت لها بحنان وأنا امسح دموعها ثم أخرجت هاتفي من جيبي..
قمت بفتح (الواتس اب ) وفتحت رقم هوازن ..
ضغطت على زر تسجيل الصوت ثم نظرت الى جمان: هيا يا بابا اخبري ماما الآن انك تنتظرينها..ثم تعالي معي اتفقنا؟؟
عقدت حاجبيها: هل ستسمعني ماما؟؟
أومأت برأسي : نعم قولي ما تريدين…
.
.
.
قمت بتنويم ليان بعد انتهائي من صلاة العشاء..
اشعر بألم في ظهري..
لقد أصبحت اتعب سريعاً حين أحملها ولكنها تبكي كثيرا ان رفضت حملها فقد اعتادت على الدلال..
بعد أن نامت اطفأت الأضواء ثم استلقيت على سريري بتعب..
كنت على وشك أن أغفو ولكنني قمت بتشغيل هاتفي..
ههه سأخبر أحمد أنني لن اتمكن من انتظاره اليوم فأنا متعبة.
سيعود من عمله اليوم في الساعة الثانية عشرة….
لقد اعتاد على استقبالي له عند عودته ولكن المسكين سيعود دون استقبال اليوم لذلك سأتصل عليه…
حين فتحت الهاتف فوجئت بعشر رسائل نصية لمكالمات فائتة..
فتحتها لأفاجأ بأن تلك الاتصالات كانت من سهی!!
بدأ قلبي يخفق بشدة..
هل حدث شيء لجمان!!
لفت نظري رسالة نصية منها: (هوازن..لقد علم خالد أنك تزورين جمان..أنا آسفة لقد اعطيته رقمك..أرجوك سامحيني )
شعرت بألم شديد في بطني ثم بدأت أشعر بالغثيان..
لماذا يا سهى..
لماذا اعطيته الرقم..
بدأت أشعر بالخوف.
هل أخبر أحمد بهذا؟؟
ظهر تنبيه على الشاشة برسالة( واتس اب )من رقم غريب:
(انها تنتظرك يا ماما )..
ازدادت دقات قلبي..
لابد انه خالد..
قمت بفتح الرسالة لأرى رسالة صوتيه..تليها تلك الرسالة..
قمت بتشغيل الصوت لأسمع صوت جمان الباكي:ماما..بابا قال انه لن يغضب ان نمت بجانبي..لقد اشترى بابا سريراً كبيرا من أجلنا سأنتظرك هناك حسناً..
قالتها ثم صمتت قليلا واردفت:هل ستسمع ماما كلامي؟؟
سمعت صوت خالد: نعم تسمعك يا بابا..
قالها ثم سكت قليلاً واردف بهمس أقرب الی فحيح الأفعى:اوه..مسكينة ابنتي..انها تنتظر..
اتساءل عن خيبة الأمل التي ستشعر بها حين تعلم أنك تخليتي عنها..
كم أنت قاسية..
وضعت يدي على صدري بخوف..
كلا كلا كلا..
أرسلت له بسرعة..
(خالد لا تهذي..أرجوك لا تفعل هذا..جمان بحاجتي..)
رد بعد ثوان..
(*اوه الأم الحنون ادركت الآن ان ابنتها تحتاجها.
*اخبرتك بشرطي من قبل ولكنك رفضت..
*لقد فضلت اختيار زوجك من قبل فتحملي تبعات قرارك..
*اياك ان تسألي عنها مجدداً.. )
بدأت الدموع تنزل من عيني بدون توقف:
*كلا..
*خالد أرجوك..
*أتوسل اليك.
*ليس من أجلي ولكن من أجل جمان
رد علي:
(اوه..تتوسلين!!
*وأين زوجك يا آنسة..
*ما اسمه؟؟
*اوه تذكرت.
*(أحمد)
*اذهبي الآن وتوسلي أمام أحمد واسعدي معه)
ازداد بكائي..
*خالد..جمان تبكي ..أرجوك لا تفعل هذا ..لا دخل لها بمشاكلنا أرجوك
أرسلت تلك الرسالة ولكنها لم تصل إليه..
لم أستطع الاحتمال..
بدأت أتصل على الرقم ولكنه يرن مرة واحدة ثم يقفل..
كلا..كلا ..كلا..
أرجوك رد يا خالد..
اتصلت مرارا وتكرارا ولكنه لم يرد ..
في تلك اللحظة شعرت بأنني عدت بالزمن ستة عشر سنة..
انه تتكرر..
مأساتي تتكرر..
لن أحتمل أن أفقدها مرة أخرى..
بعد عدة محاولات فاشلة ألقيت الهاتف بكل قوتي ليرتطم بالحائط وتتفكك أجزاءه وأنا أصرخ:
جــــــــمــــــــــــــــان..
|