كاتب الموضوع :
شخابيط فتاة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
الفصل الحادي عشر:الشريحة الذكية..
جلست بالقرب من غرفة جمان في انتظار قدوم خالي..
منذ ان تحدث مروان معي وأنا أشعر بالقلق..
لا اريد ان تبقی جمان وحدها..
بالرغم من أنني رأيت نادر يخرج من المشفی الا انني مازلت قلقا..
لهذا قررت اخبار خالي بهذا الأمر..
اتصلت عليه فأخبرني انه سيتحدث معي في المشفی حين يأتي لأخذ الخالة هوازن..
بعد نصف ساعة من الأنتظار وصل خالي أخيرا..
-السلام عليكم…
وقفت لأسلم عليه:وعليكم السلام..
-اعتذر هل تأخرت عليك..
اومأت برأسي :كلا لا بأس..امم..هل نتحدث في الكافتيريا؟..
-حسنا لم لا..
توجهنا نحو الكافتيريا ثم جلسنا بعد أن طلب خالي كوبا من القهوة..
نظر الي باهتمام:ما الأمر يابني؟؟.
زفرت بعمق:جمان..
عقد حاجبيه:مالذي حدث لها..
تلفت حولي بارتباك فقد كنت متوترا جدا:لا شيء ولكنها يجب أن تخرج من المشفی..
اجابني باستغراب :لماذا؟!
نظرت الی عينيه:خالي لقد حصل شيء سيء جدا في هذه المشفی..
أخبرته بقصة سارة..كان خالي ينظر الي باهتمام بالغ الی ان انهيت حديثي..
-لهذا يا خالي فكرت ان اتحدث مع العم خالد حتی يخرج جمان..
قلتها ثم نظرت اليه بارتباك..
كانت ملامح الحزن بادية علی وجهه..
بعد ان انهيت حديثي زفر بعمق:لا حول ولا قوة الا بالله..
أتعلم كنت اود اخراج جمان من هنا بأي طريقة ولكن الان غيرت رأيي..يجب أن تبقی.
نظرت اليه بصدمة:ماذا تقصد..
نظر الی الكوب امامه بتفكير:لا تهتم للأمر كثيرا..ولكن اخبرني مالذي حدث لتلك الفتاة سارة؟؟
عقدت حاجبي:حسب قول مروان انه يعالجها في المنزل الآن….
اومأ برأسه:وهل قام بنشر القصة؟؟.
-اا..كلا..قال انه سينشرها ابتداء من الغد.
-هذا جيد..هل يمكنك الاتصال بمروان يجب ان اتحدث معه..
نظرت اليه باستغراب:حسنا..
.
.
.
وقفت في غرفة سارة امام الخزانة لأخذ بعض الحاجيات لها للمشفی..
جاءت مها لزيارتها اليوم..
اعلم جيدا انها ترتاح لمها كثيرا لهذا تركتها معها بينما اقوم بأخذ بعض حاجيتها فقد تبقی في المشفی لعدة أيام..
بعد ان انتهيت من جمع الاغراض حملت الحقيبة وهممت بالخروج ولكن هاتفي بدأ بالرنين.
اخرجت الهاتف من جيبي..
كان يوسف..
عقدت حاجبي:غريب انها المرة الأولی التي يتصل بها علي..
اجبت عليه:السلام عليكم
-وعليكم السلام كيف حالك يا مروان..
-بخير..
-اا ..مروان هل يمكنك القدوم الی المشفی..يجب ان اتحدث معك..
نظرت الی الارض بتفكير:لا اعلم..الا يمكنك التحدث بالهاتف؟؟
-ااا..لحظة من فضلك..
صمت قليلاً ثم وصلني صوت شخص آخر..
- السلام عليكم يا مروان أنا الضابط أحمد معك..
-وعليكم السلام..تشرفت بك..
-بني لقد اخبرني يوسف عن قضية سارة وأنا أود الحديث معك بهذا الخصوص..ان لم تكن تستطيع القدوم الآن حدد وقتا آخر اود الحديث معك وجها لوجه..
شعرت بالفرح..اذا هناك أمل:كلا كلا سآتي الآن..
-انا انتظرك..
قالها ثم أقفل الخط ..
توجهت نحو سيارتي بسرعة..
كنت كالغريق الذي يتعلق بقشة..
ربما تحل قضية سارة أخيراً. .
توجهت مسرعاً نحو المستشفی..وحين وصلت اتصلت بيوسف فأخبرني انهم بالكافيتيريا..
حين وصلت الی الكفيتيريا بدأ الادرينالين يتدفق..
كان قلبي يخفق بشدة..
هل هو خوف..ام فرح..
هل هناك امل جديد..ام سأجر اذيال الخيبة مجدداً. .
توجهت نحو الطاولة التي يجلسون عليها..
-السلام عليكم..
قلتها وأنا أجلس معهم..
بعد السلام والسؤال عن الحال. بدأ الضابط أحمد بالحديث..
أخذ نفسا عميقاً:بني انت لم تقم بنشر القصة بعد اليس كذلك؟.
أومأت برأسي..
-هذا جيد اريدك ان تمحو هذه الفكرة من رأسك..
نظرت اليه باستغراب:لماذا؟.
نظر الی عيني:في قضية كهذه يابني لن تحل المسألة باستثارة العواطف نحن نحتاج الی دليل ..
نظرت اليه بإحباط:وهل تعتقد انني لم اكن ابحث عن ادلة؟؟
ارتفع صوتي:اولئك الاوغاد قاموا بتزوير كل شيء لمصلحتهم..
نظر الي بحدة:اخفض صوتك..هناك فرصة أمامنا..
-كيف؟؟
-في البداية اريد ان يعتقد نادر انك متنازل عن القضية حتی يشعر بالأمان..
وفي هذه الفترة سنقوم بعمل كمين لهم. ..
عقدت حاجبي:كمين؟؟.
أومأ برأسه:أجل..سنقوم بتثبيت كميرات للمراقبة في غرفة جمان..اتمنی حقا ان يكون غبيا كفاية ليفكر بتكرار جريمته مجدداً. .
تحدث يوسف بانفعال:خالي هل أنت جاد؟؟
هل تريد ان تتعرض جمان لموقف كهذا؟؟
نظر اليه بحدة:يوسف لن تكون احرص علی جمان مني .
لن تترك جمان وحدها وستكون تحت مراقبتنا وان كنا ذلك الحقير يجرأ علی اذيتها حقاً سنتمكن من القبض عليه بالدليل القاطع..من الواضح ان نادر هذا لديه صلة بأناس ذوي مناصب عاليه..ان لم يكن معنا اي دليل سنجر اذيال الخيبة فقط..
اعاد نظره الي :لا اريد ان احبطك يا مروان ولكني لا اعتقد انه سيكرر فعلته مجدداً. .فهو يشعر بأن افعاله مراقبة من قبلك..لهذا اريدك ان تتراجع عن فكرة نشر قصتها ..لأن ذلك سيزيد من خوفه..نريده ان يشعر بالأمان..
دمعت عيناي:لقد قلتها بنفسك..لا فائدة..انا لم أعد أقوی علی الصبر اكثر ياعمي...لهذا اريد فضحهم..حتی عادل تمكنوا من اخراجه علی الرغم من ان جريمته لا تغتفر..
زفر بضجر:ومالذي ستستفيده من نشر القصة ؟؟
أجبته بثقة:سيفضحون..وسيقف الناس بجانبها..
اومأ برأسه:ان قمت بنشر قصتها سيتحدث الناس عن هذا الأمر لفتره. .ثم سينسی كل شيء..
صدقني يا بني لن يشعر أحد بمصابك..
كما انك ستجد بعضهم يهزأون بك وسيتهمونك بالكذب…
ولا تستبعد انك ستجد من يتهم سارة في عرضها ..
لا اعتقد انك تريد وضع سارة في موقف كهذا..
تزاحمت الدموع في عيني:ولكن ماهو ذنب سارة؟؟
ماهو ذنبها؟؟
سارة تتعذب كثيراً ياعمي .
طوال تلك الفترة كنت احاول رفع معنوياتها فمرضها يتأثر بحالتها النفسية..
ولكن الآن..انا محبط جداً. .
كيف سأتمكن من تشجيعها؟؟.
اختنق صوتي:عمي انا اری حالتها تتدهور باستمرار بدون ان افعل شيئا. .
سارة تواجه الموت يوميا وذلك الحقير يعيش حياته باستمتاع..
اخبرني يا عمي ماهو ذنبها؟؟
وضع يده علی كتفي:بني لا تشكي همك للناس..
اشكي الناس لرب الناس...
صدقني انك ستری العجب..
لما أخرج الله يوسف من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن . .
ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع . .
بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم
فَثِق بربك..
ان للمظلوم دعوة لا ترد…
ثق بربك وارفع أكف الخضوع والتضرع واعلم أن فوق سبع سماوات..
رب حكيم كريم..يجيب دعوة الداع اذا دعاه..
لم اتمكن من التماسك اكثر..
بدأت بالبكاء..
بكيت من كل قلبي..
بكيت وأنا ادعو الله بداخلي..
الهي..فرج كربتي..
.
.
.
فتحت الخزانة وأخرجت النقود منها بابتسامة..
ههه من السهل جدا خداع مها..
لم أكن أعلم ان العم خالد يقوم بإعطائها مصروفا في كل شهر..
كيف اخفت هذا الأمر عني؟؟
توجهت نحو السرير لأخذ هاتفي..
سأبلغ أصدقائي ان العشاء سيكون علی حسابي في الغد..
ولكني وقبل أن اتصل سمعت صوت صراخ مها..
توجهت نحو المطبخ بسرعة فوجدتها تجلس علی الأرض وتبكي بحرقه..
اقتربت منها ..كانت قطع الزجاج متناثرة أمامها..
سألتها بخوف:مها ما الذي حصل..
نظرت الي بحدة:اتركني...لا اريد ان اراك..
ازداد بكاءها:اريد الذهاب الی اخي حالا..
نظرت اليها باستغراب:الآن؟؟
مسحت دموعها ثم وقفت:نعم الآن..
نظرت الی قدمها..كانت تنزف:مها انت مصابة..
صرخت:لا تغير الموضوع اريد الذهاب لأخي…
قالتها ثم انفجرت بالبكاء..
امسكت يدها ولكنها دفعتني بسرعة:قلت لك لا تلمسني..
شعرت بالغضب:اففف هذا هو جزائي لأنني قلقت عليكي؟؟
مالذي حصل الآن اريد ان افهم..
ضحكت باستهزاء:ايها المسكين..لا تعلم مالذي حدث !!
نظرت اليها باستغراب..
صرخت:ماجد لا تدعي البراءة. ..اريد الذهاب لأخي حالا..
مسحت وجهي بغضب:مها..تحدثي بعقلانية..انها الساعة العاشرة...ان ذهبت لأخاك الآن سيعتقد ان هناك مشكلة. .
اتسعت عيناها بصدمة:تعني انه لا يوجد مشكلة!!
عقدت حاجبي:مها ان كان هناك مشكلة صارحيني.
لقد تركت اصدقائي من أجلك اليوم..خرجنا الی البحر واستمتعنا..ولم يعجبك أيضاً. .سينفذ صبري حقا..
خرجت من المطبخ ودفعتني بكل قوتها:انا أحب افتعال المشاكل حسنا..
قالتها ثم اتجهت الی الغرفة وأغلقت الباب بالمفتاح..
تبعتها وبدأت أطرق الباب:مها افتحي الباب دعينا نتفاهم..
وصلني صوت صراخها:قلت اني لا اريد رؤية وجهك..
صرخت:وتشتكين حين أخرج وأتركك وحدك..
انه خطأي لأنني حاولت ارضاءك.ناكرة للجميل. .
قلتها ثم خرجت من الشقة بغضب..
ركبت السيارة وتوجهت نحو الاستراحة للسهر مع اصدقائي..
ستبكي قليلاً وستنسی الأمر بالغد ..
هه نساء..
.
.
.
دخلت الی غرفتي وأنا في حالة انهيار تامة..
لا أعلم هل ماجد غبي حقا ام يدعي الغباء..
بعد كل ما فعله ينظر الی عيني بكل ثقة ويمن علي لأنه أخرجني…
هل يعتقد حقا انني لم افهم تصرفاته هذه..
كان يطرق الباب ويطلب مني فتحه..
ولكنني لم ارغب في الحديث معه..
طفح الكيل...لم اعد استطيع الاحتمال اكثر..
صرخ:وتشتكين حين أخرج وأتركك وحدك..
انه خطأي لأنني حاولت ارضاءك.ناكرة للجميل. .
قالها ثم سمعت صوت باب الشقة..
ازداد غضبي...لقد وجدها فرصة ليخرج..
امسكت هاتفي واتصلت علی اخي..
لن ابقی وحدي اليوم ابدا..
.
.
.
وضعت العشاء علی الطاولة بعد ان بذلت جهدي قي تزيين الاطباق..
اتمنی ان تعجب عادل..
شعرت بالحزن وأنا اتذكر حالته..
لا اعلم ما الذي حصل له بذلك السجن..
لا بد انهم قاموا بتعذيبه..
منذ خرج من هناك وهو في حالة خوف مستمرة..
يرفض تناول الطعام ولا يخرج من غرفته..
حين اجلس للحديث معه اراه وهو يتلفت حوله بخوف..
كله بسبب نادر..انا متأكدة..
لقد حذرت عادل كثيرا من ذلك الفتی..
بالرغم من انه ابن عمه الا انني لا اثق به..
لقد كان يهزأ بعادل منذ كان صغيرا..
تفاجأت من تغير تعامله مع عادل فجأه..
لم اكن اعلم انه يقوم بتدبير تلك المكيدة..
لابد انه هو من حرض مروان علی رفع القضية ضده..
يقولون انه تسبب بشلل فتاة ولكن الآن اتضح انهم اخطأوا..
اتضح انه بريء ولكن بعد فوات الآوان..
لقد كان عادل في قمة سعادته قبل ان يدخل السجن…
اخبرني انه سيحقق حلمه وسيذهب لاكمال دراسته..ولكن بدلاً من ذلك ...دخل الی السجن..
والآن..خرج بعد أن حطموا حلمه..اصبح خائفا مهزوزا..
بذلت جهدي في طبخ الاصناف التي يحبها...اتمنی ان تفتح شهيته من جديد..
توجهت نحو غرفته وطرقتها بهدوء..
لم يرد علي ..
فتحت الباب...فوجدته يجلس علی سريره ويتلفت حوله بخوف..
دمعت عيناي وأنا انظر اليه..
لقد أصبح نحيفا جدا..عيناه محاطتان بالسواد..ووجه يعلوه الذبول..
مسحت دموعي ثم تحدثت:عادل يا بني لقد جهز العشاء..
نظر الي بخوف:اا..عشاء..كلا..لا أريد..
-ولكن يابني لم تأكل شيئا منذ الصباح لقد صنعته بنفسي ..
اجابني بتردد:حسناً. .
خرج معي الی الصالة وجلس علی الطاولة..
بدأت اضع الطعام في طبقه:انظر لقد قمت بطهو المكرونة تحبها اليس كذلك؟؟
وكأنه لم يسمعني..عاد للتلفت حوله..
زفرت بضيق..
وضعت الطبق أمامه..وبدأت أراقبه..
قام برفع الملعقة ثم اعادها من جديد..
رفع نظره الي :لقد طهوته بنفسك لم يدخل احد الی المطبخ اليس كذلك؟؟
نظرت اليه باستغراب:بالطبع طهوته بنفسي ومن سيدخل أصلاً. .
اخيرا قام بوضع لقمة في فمه ولكنه سرعان ماعاد للتلفت..
وفجأة بدأت انفاسه تتسارع..
سألته بخوف:عادل ما الأمر..
رفع نظره الي:لا شيء سأذهب للنوم..
قالها ثم مشی باتجاه غرفته..
ناديته بسرعة:عادل. ..
اعاد بصره الي..
-اا..عمك يقول انه سينتظرك لتعود للعمل بداخل المشفی في الغد..
أومأ برأسه ثم دخل الی غرفته..
نظرت الی طبقه..
لم يأكل شيئا. .
بدأت بالبكاء...كله بسبب مروان..
بدأت أدعو علی مروان من كل قلبي..
انه السبب..
اتهم ابني زوراً وبهتانا…
لقد قام بتدمير ولدي..
حسبي الله ونعم الوكيل..
.
.
.
جلست مع أمي وسمر امام التلفاز بعد تناول العشاء..
ذهب الاولاد للنوم ..
أما أنا فقد قمت بفتح حساب جديد في تويتر لأعيد اضافة هوازن من جديد..
اشعر بالاهانة..
كيف تجرأت هذه الحقيرة علی حضري..
فتحت حسابها وهممت بمراسلتها ولكن ماذا اكتب؟؟
يجب ان اخبرها انها ستندم..كيف تجرأ علی معارضتي..
وأصبحت قوية يا هوازن هه..
فكرت مليا فيما اكتبه ..
ولكن قطع تفكيري علی اثر اهتزاز هاتفي معلنا مكالمة من مها..
عقدت حاجبي..ربما تريد التحدث مع أمي..
اجبتها:مرحبا يا صغيرتي..
وصلني صوت بكاءها:أخي تعال وخذني حالاً. .
وقفت بفزع:مها ما الأمر يا صغيرتي؟؟
-لا شيء ولكن ماجد قد خرج وأنا أشتاق الی أمي…
اخبرني انه سيتأخر في العودة اليوم لهذا اخبرته انني سأبيت عندك الليلة..
لم أقتنع بكلامها..شعرت بأنها تخفي شيئا:حسنا كوني جاهزة سآتي لأخذك..
-انا انتظرك..
اغلقت السماعة ثم خرجت من المنزل..
إن تجرأ ماجد علی أذيتها سيكون حسابه عسيرا..
لقد زوجتها بماجد لأنه ابن صديقي عزام وانا اثق بعزام كثيراً. .
ان كان ماجد قد ضايقها سأطلب منه أن يعيد تربية ابنه. .
هذه مها..
مدللتي الصغيرة..
لن أسمح لأي أحد بإيذائها..
حين وصلت الی منزلها اتصلت عليها ونزلت علی الفور..
سألتها بتردد:مها يا صغيرتي هل هناك مشكلة بينكما..
وصلني صوت ضحكتها:ههه كلا ولكن انت تعلم..اعتقد انه الوحام ..
لم اعد احتمل قربه وقد خرج من المنزل من أجلي..
أخبرته انني سأبيت لديك ولم يمانع ذلك..
نظرت اليها بشك:هذا كل ما بالأمر؟؟
أومأت برأسها..
زفرت بضيق:لم اقتنع ولكني سأحاول تصديقك..
نظرت الی النافذة بدون ان ترد علي..
بدأت بالتحرك نحو المنزل ..
يجب أن اتحدث مع ماجد بنفسي..
.
.
.
فتحت عيني بتثاقل..ها هو يوم سيء آخر يبدأ..
*لقد استيقظ..
*هذا الفاشل..
جلست علی السرير ووضعت يدي علی رأسي..
مشيت باتجاه الحمام..
*انه يذهب للحمام..
*سيجدونك ايها الغبي..انهم يعلمون كل شيء.
تلفت حولي بخوف..
*لقد خاف..
*اننا نعلم مكانك..
اغلقت عيني بقوه..اريدهم ان يتوقفوا عن الكلام..أشعر بالصداع..
قمت بتبديل ثيابي ثم خرجت من الغرفة..
*سيذهب الی المستشفی..
*سيعثرون عليك اننا نراقب المشفی أيضاً. .
توجهت نحو الباب ولكن صوت أمي وصلني:عادل الی اين تذهب..
*امه تسأله..سنفضح..
*لا تتكلم أيها السخيف..
اجبتها بارتباك:المشفی..
زفرت أمي :تناول الفطور أولاً. .
*فطور..انه سم..
*لا تأكل شيئا ايها الغبي انه مسموم..
اجبتها بخوف:كلا لا أريد..
قلتها ثم خرجت مسرعا من الشقة..
ركبت السيارة وبدأت بقيادتها..
*هذه السيارة سوف تنفجر هناك قنبلة..
*لقد انتهيت..
اوقفت السيارة ثم خرجت منها وبدأت أركض بخوف..
جثوت علی ركبتي..
حاولت السيطرة علی انفاسي المتسارعة..
*لقد هرب..
*اهرب اهرب ايها السخيف سيعثرون عليك..
وضعت يدي علی اذني وصرخت :يكفي يكفي اتركوني..
أنا لم أفعل شيئا..
انه نادر..
نادر هو السبب..
اخرجوا هذا الشيء اللعين من رأسي..
بدأت بالبكاء وأنا اتذكر ذلك اليوم المشؤوم الذي بدأت فيه معاناتي..
لم اكن اقصد شيئا ..
كل ما اردته ان احقق حلمي بإكمال دراستي..
توفي ابي منذ صغري..وطبقا للعادات تزوجت أمي بعمي معتز..
ولكن أمي ظلمت بهذا الزواج كثيراً. .
لم يعاملها عمي كزوجة له أبدا..
عانت أمي كثيراً معه..
كم أتألم لحزنها..
لقد علقت أمي أمالها علي..
ولكن ابن عمي نادر يهزأ بي دائماً. ..
حتی حين قمت بدراسة علم النفس بدأ يهزأ بي أمام اصدقاءه ويخبرهم انني مجنون..
ولكني كنت اتجاهله..طلبت من عمي ان يرسلني للخارج لأكمل دراستي..
ولكنه رفض ذلك..
احبطت كثيرا...كنت اتمنی ان استقل بذاتي..اردت ان اثبت نجاحي..
وقتها فقط سأتمكن من اسعاد أمي وتعويضها عن معاناتها طوال تلك السنوات. .
وفي اخر فترة تغير تعامل نادر معي..
الی ان اخبرني في ذلك اليوم انه سيقنع عمي بأمر البعثة ولكن بشرط..
فرحت كثيرا ..ولكن شرطه كان صعبا جداً. .
اخبرني انه كان يتحرش بفتاة في داخل المشفی..
لم يرد ان يعلم عمي بذلك الأمر؛لذلك طلب مني ان اعطيها بعض الأدوية لتسبب لها الهلوسات؛وبهذا لن تتمكن من الافتراء عليه..
لن يصدقها أحد..
ترددت كثيرا في ذلك الأمر..ولكنني وافقت في النهاية..
ما المشكلة...بعض الهلوسات فقط لن تتأذی كثيرا..
اعطيت سارة بعض الأدوية النفسية ولكنها وبعد أن أخذتها أصيبت بالشلل..
لم اكن اقصد هذا..كل ما اردته ان تصاب بالهلوسات..
حزنت كثيرا..ارتعبت جدا...اردت الاعتراف بما حدث ولكن نادر هددني..
وحين تحدثت سارة تخلی نادر عني…
وبدلا من البعثة دخلت الی السجن..
كان نادر يزورني دائما لأنه خاف ان افضحه…
وعدني انه سيقوم بإخراجي من السجن ..
اخبرني انني ان قمت بفضحه فلن نتمكن من الخروج أبداً. .
صحيح ان عمي تمكن من اخراجي ولكن معاناتي لم تنتهي..
مازالت الشرطة تطاردني..
انني اسمع اصواتهم داخل رأسي..
كله بسبب نادر..
كله بسببه..
.
.
.
دخلت الی المنزل في الصباح الباكر..
لابد أن مها قد نست الأمر الآن..
فتحت باب الشقه..
توجهت نحو المطبخ..
لازالت قطع الزجاج علی الأرض..
اخذت المكنسة وبدأت برفعها..
توجهت نحو غرفتي لأنام…
انها مفتوحة..
بحثت عن مها بعيني ولكنها لم تكن موجودة..
بدأت بمناداتها:مها..مها..لقد عدت..
ولكن لا يوجد رد..
بدأت أبحث عنها في الشقة ولكنني لم أجدها..
ألقيت المفاتيح علی الأرض بغضب..
تلك العنيدة لابد انها ذهبت لمنزل اخيها..
اففف الآن سيبدأ أبي بإلقاء المحاضرات عن حقوق الزوجة..
اففف يا مها اففف..
.
.
.
توقفت أمام باب المشفی وأنا ادندن بداخلي..
أشعر بسعادة كبيرة ..
اخبرني أبي أن ذلك المروان قد قام بسحب ملفه من المستشفی..
هه أخيرا تقبل الغبي هذا الأمر..
ما أجمل شعور الحرية..
نظرت الی مرآة السيارة وبدأت بترتيب شعري..
سأذهب لأفطر الآن..
الجو جميل جداً اليوم..
سأفطر في الحديقة..
توقفت سيارة أجرة بالقرب من سيارتي ونزل عادل منها..
نظرت اليه بدهشة:عادل!!
التفت الي:اا.مرحبا..
اتجهت نحوه بابتسامة:أهلا أهلا جاء صديقي ...كنت أقول انه يوم جميل اليوم..
بدأ عادل يتلفت حوله بخوف..
عقدت حاجبي:ما بك..
نظر الي:ها..لا شيء..
-لماذا حضرت بسيارة أجرة؟؟
-ها..سيارتي معطلة..
ابتسمت:لو انك اخبرتني كنت سأصحبك معي..
علی كل..
ما رأيك أن نفطر معا في الحديقة؟
الجو جميل اليوم. .
-لا اشتهي الأكل..
-حسنا لا تأكل ولكن اجلس معي فقط سأخبرك بأجمل خبر تسمعه في حياتك..
أشرت الی احدی الطاولات :انتظرني هنا سأشتري الفطور وأعود فوراً. .
قلتها ثم اتجهت الی الكافتيريا..
اشتريت الكورسون مع كوب من القهوة ثم ذهبت للجلوس أمام عادل..
كان ينظر الی الأرض. .
ضربت الطاولة بيدي فرفع رأسه ونظر الي بخوف..
ضحكت:ههه...ما بك هل خفت حقاً. .
قلتها ثم جلست علی الكرسي..
ارتشفت القليل من القهوة ثم نظرت اليه:خمن ماذا..
مروان ترك المستشفی..
رفع نظره الي بسرعة..
ابتسمت:ما الأمر الا تصدقني؟؟
واسمع الأفضل..
بهذه المناسبة سأتحدث مع أبي اليوم بخصوص بعثتك..
غمزت:لا تقلق لم انس وعدي لك..
عاد للتلفت حوله مرة أخری..
زفرت بضجر:مالأمر لماذا تتلفت حولك في كل دقيقة..
نظر الي نظرات غريبة:مروان لم يرحل..انه يراقبنا..
عقدت حاجبي:ماذا؟؟
تابع حديثه بهمس:اننا مراقبون يا نادر سيقومون بقتلنا..
بدأت اشعر بالخوف:عادل ما الذي تقوله..
-انني اسمع صوتهم..يقولون انني فضحتهم..لقد قاموا بتركيب كمرات للمراقبة في ارجاء المشفی ..
اغلقت عيني وفتحتها عدة مرات:ههه..مهلا..مهلا..من هم..وكيف تسمع صوتهم؟؟.
تلفت حوله مرة اخری:المباحث..انهم يراقبوننا..
رفعت حاجبي:المباحث؟؟
أومأ برأسه:قد يبدو الأمر غريبا ولكن حين دخلت الی السجن طلب مروان من المباحث ان يقومو بمراقبتي..
كان معي بالسجن ثلاثة اشخاص ولكنني اكتشفت انهم من المباحث..
لقد قاموا بزرع شريحة ذكية داخل رأسي حتی يراقبوا تحركاتي لهذا اسمع صوتهم..
اتسعت عيناه أكثر:انني أشعر بهذه الشريحة تتحرك بداخل رأسي..
ضحكت بخوف:هه عادل أوقف هذا الكلام السخيف..
دمعت عيناه:نادر أخرج ذلك الشيء من رأسي لقد تعبت..ارجوك...سأنسی أمر البعثة وسأكون ممتنا لك طوال حياتي..
وقفت من الكرسي بسرعة..هناك شيء غير طبيعي في هذا الفتی:اعذرني يا عادل يجب ان اذهب لدي عمل الآن..
نظر الي بحدة:انت لا تصدقني اليس كذلك؟؟
شعرت أن قلبي يكاد يخرج من جسدي..
أشحت بنظري عنه ثم بدأت أمشي بخطوات سريعة ...
يا الهي مالذي حصل له بذلك السجن..
لقد كنت أعتقد دائماً أن عادل غريب الأطوار…
ولكن الآن تأكدت من هذا...
لقد جن تماماً..
|