كاتب الموضوع :
شخابيط فتاة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
الفصل الثامن:سر مروان..
خرجت الى الحديقة بعد ان دخل خالي مع الخالة هوازن الى غرفة جمان..
لم احتمل الوقوف امام الباب اكثر.
الفضول يقتلني..
وددت فعلاً لو افتح الباب لأرى الفرحة على وجه جمان..
بدأت أشك بكون جمان فقدت الذاكرة حقاً..
فقد كانت عيناها تلمعان حين رأت أمي..
أنا متأكد من أنها تعرفت عليها..
كانت جمان تحب أمي كثيراً في صغرها..
كما أن أمي كانت تحبها..
كانت تقول دائماً أنها تعتبر جمان ابنة لها..
لمحت مروان وهو يمشي باتجاهي..
اففف ما الذي يريده الآن..
لازال قلبي يحترق كلما رأيته..
لا استطيع الوثوق به..
من المستحيل ان يكون قد قال ذلك الكلام بدافع الفضول فقط..
مجرد تفكيره بتلك القذارة يعد جرماً حتى لو كان بريئاً حقا..
وقف أمامي:كيف حالك يا يوسف؟؟
زفرت بضجر: كنت بخير قبل رؤيتك..
لمحت طيف ابتسامة على وجهه..افف كم اريد قتله..
تلفت حوله ثم اعاد النظر إلي:يوسف اعتذر كثيراً ان كنت اخطأت بحقك..ولكن ارجوك انس ما حصل ..
فأنا احتاج لمساعدتك..
نظرت اليه باستحقار: وما الذي يجبرني على مساعدتك..
زفر بضجر : الا يكفي عفوي عنك سبباً؟؟
نظرت اليه بدهشة: وتمن علي ايضاً لأنك عفوت عني ها..
لقد عفوت عني في مقابل ان اعفو عنك وانتهى الامر والآن ابتعد عن وجهي حالاً..
مسح على وجهه بغضب:يوسف ما حدث هناك مجرد سوء فهم حسناً..اعترف انني اخطأت ولكن ماذا افعل لقد جن جنوني عند رؤية حالتها..
شعرت ان الدم يفور بداخلي :ما الذي تقصده..
تابع حديثه: لا استطيع اخبارك انه امر خاص جداً ولكن ارجوك ساعدني ..صدقيني ستقوم بعمل انساني لن انساه لك ماحييت..
لم أفهم شيئاً من حديثه شعرت انه يتحدث بالالغاز : حسناً كيف استطيع مساعدتك؟؟
قلتها حتى اتخلص منه باسرع وقت ممكن..
تلفت حوله مرة اخرى ثم نظر الي بارتباك:ذلك الضابط الذي اتى لرؤيتي بالامس افترض انه احد اقاربك صحيح؟؟
عقدت حجبي: وما دخله بالأمر؟؟
اخذ نفساً عميقا:لقد اخبرني بالامس ان غرفة تلك الفتاة مزودة بكاميرات مراقبة..هل تستطيع مساعدتي لاطلع على الاشرطة..
نظرت اليه بشك : وما الذي ستستفيده من رؤية الاشرطة..
-اخبرتك انه امر خاص..
-وتلك الاشرطة خاصة ايضاً ولا يحق لك رؤيتها..
نظر الي بيأس:يوسف ارجوك تلك الاشرطة ستساعدني كثيراً..ان اعطيتني اياها ستعيد الحياة الى فتاة بريئة..
شعرت انه يتحدث بجدية فقد بدأت عيناه تدمعان..
شعرت بالارتباك عند رؤيتي لدموعه..
مالذي يقصده ياترى..
اجبته بتردد:لم تكن هناك اشرطة لقد اراد خالي اخافتك فقط..
علت وجهه ملامح الاحباط:اوه حقًا..حسناً اعتذر كثيراً لازعاجك..
قالها ثم استدار ليكمل طريقه..توقف بعد خطوتين..ثم وصلني صوته..
-يوسف ان اردت نصيحتي اخرج تلك الفتاة من هنا...صدقني ان بقيت في هذا المكان ستتدهور حالتها اكثر..
قالها ثم أكمل المشي..
اما انا فقد توقف عقلي عن التفكير في تلك اللحظة..مالذي يقصده بكلامه؟؟
لماذا تسوء حالتها..
ما الذي تخفيه يا مروان..
.
.
.
منذ ان استيقظت ليان وهي تبكي..
حاولت اسكاتها ولكن دون فائدة..
لم اعد اجيد العناية بها على مايبدو..
لقد تعلقت بالخالة هوازن..
افف الخالة هوازن..
كم اكره نفسي الآن ..
لا اعلم ما الذي اصابني حين قالت انها ستتركنا اليوم..
لماذا لم افرح؟؟
كنت انتظر هذه اللحظة بشغف..
لقد اعلنت انتصاري اخيراً..
ولكني لم ارد ان تستسلم بهذه السهولة..
شعرت ان الجميع يكرهني بسببها..
ابتداءً بلين..
انزعجت من تصرفها كثيراً…
لماذا تقف في صفها دائماً..
نعم انه بسبب لين..
لذلك لم افرح بانتصاري..
لا افهم لماذا تعارضني لين دائماً..
ولكني سأثبت لها انها كنت مخطئة في الحكم على تلك الافعى..
اريد ان افهم الآن اين ذهبت مع أبي؟؟
هل يعقل انها تركتنا حقاً..
كلا كلا...كيف ستتركنا ووالدها هنا..
نظرت الى لين التي كانت تلاعب ليان..
-لين..
رفعت نظرها الي: نعم..
-اين ذهب ابي مع الخالة هوازن..
نظرت الي وهي ترفع حاجبها:اظن ان الامر لا يخصك يا آنسة..
شعرت بالغضب ولكنني حاولت المحافظة على هدوئي:لم أقصد شيئاً ولكنني كنت أفكر..اعني..ربما كانت الخالة هوازن جادة في كلامها..
عقدت حاجبيها:ماذا تقصدين؟؟
-اقصد انها ستتركنا اليوم..
اتسعت عيناها بخوف:كلا لا اعتقد هذا..
-ولم لا؟؟
اجابت بارتباك: لا اعلم ولكن ابي قال انه لن يتأخر..
-ولكن لقد اقترب وقت صلاة العشاء ولم يعد ابي بعد..
نظرت الي بحدة:ان كانت ستتركنا حقاً فأنا لن أسامحك أبداً..
ابعدت نظري عنها كي لا تلحظ دموعي..
الم اخبركم..لين تفضل تلك الافعى علي..
.
.
.
لقد انتهت..
انتهت معاناتي اخيراً..
عادت ابنتي الي من جديد..
وكما تركتها طفلة..
عادت الي طفلة من جديد..
ابنتي تعرفت علي...لم تنسني..
آه يا طفلتي..
لا أعلم حقاً هل أسعد لرؤيتها أم احزن على حالها..
منذ افقت من اغماءتي وهي مرتمية في احضاني..
لقد نامت الآن..
ولكني لا اريد الابتعاد عنها..
اود حقاً النوم معها هذه الليلة فقط..
صغيرتي المسكينة...كانت وحيدة طوال ذلك الوقت..
كيف تركها ذلك القاسي…
منذ متى وهو يهتم بها اصلاً..
هذا هو خالد ولا احد يستطيع تغييره..
ويسمي نفسه اباً ويتهمني بالاهمال..
وتركه لجمان وحدها في هذه المشفى الا يعد إهمالاً؟؟
ذهب احمد ليستفسر ان كان بإمكاننا اخذ جمان معنا الى المنزل…
دخل احمد الى الغرفة بهدوء..
همس:هوازن تعالي الى الخارج قليلاً..
قبلت رأسها ثم وقفت من السرير وتبعته الى الخارج..
نظرت اليه:ها ماذا قالوا هل استطيع اخذها..
أومأ برأسه:كلا لا نستطيع اخذها يجب ان يأتي أبوها..ولكن لا تقلقي لقد اخذت رقمه سأتصل عليه الآن لاتفاهم معه..
قاطعته بارتبك:كلا لا تخبره..
نظر الي باستغراب:لماذا؟؟
نظرت الى الارض:أحمد انا لن احتمل فراق جمان مرة اخرى..انا اعرف ذلك البغيض جيداً..
ان كنت تظن انك ستتفاهم معه فأنت مخطئ..صدقني لن تستفيد شيئاً وسيحرمني من جمان مرة اخرى..
اجابني بغضب : لن يجرأ على هذا صدقيني...انها ابنتك ولديك كامل الحق برؤيتها...حتى وان فكر بحرمانك منها من جديد فسأرفع دعوى ضده..صدقيني سأقف بجانبك حتى النهاية..
رفعت نظري اليه : كلا لا اريد..
عقد حاجبيه: هوازن الا تثقين بي؟؟
-ليس هذا هو الامر ولكن هل رأيت حالة جمان؟؟
امتلأت عيناي بالدموع: أحمد جمان تحتاج الي … هل سأنتظر حتى تقظي المحكمة لي برؤيتها..أنا اسفة ولكن ابنتي لا دخل لها بخلافتنا ..
وذلك الاناني لن يفكر بها ابداً..
زفر بضجر:هل يعجبك زيارتك لها وكأنك ترتكبين جرماً؟؟
-لا يهمني ..انا مستعدة لفعل اي شيء من اجلها..
اخذ نفساً عميقاً: القرار قرارك ولكن تذكري ان قررت تغيير رأيك فسأكون بجانبك دوما..
نظرت اليه بامتنان: أشكرك كثيراً..
-لا داعي لشكري جمان ابنتي ايضاً..هيا عودي اليها الآن..
سألته بتردد: ألن نعود للمنزل الآن..
-اوه اعتقدت انك تودين البقاء معها هذه الليلة…
ابتسمت بفرح: احمد هل استطيع البقاء..
نظر الي باستغراب: بالطبع تستطيعين هيا الان اذهبي اليها..
امتلأت عيناي بالدموع: أحمد لا أعرف كيف اشكرك..
-هه هوازن لا تهولي الامر لم أفعل شيئاً هيا الآن الى اللقاء..
قالها ثم ابتعد عن نظري..
عدت الى الغرفه وجلست على السرير وأنا أتأمل جمان… كم أود أخذها معي..
أحمد محق بكلامه.. انها ابنتي ويحق لي رؤيتها بأي وقت..
ولكن ذلك الحقير يبتزني حتى استطيع رؤيتها..
ان تحدث معه سيعيد شرطه السخيف علي..
رجل أناني سخيف..
لن أترك أحمد بسببه أبداً..
.
.
.
كم أود قتل ذلك الرجل..
كيف يجرأ على حرمانها من ابنتها..
اود حقاً ان ارفع دعوى ضده حتى ينال عقابه..
لا أعلم ماهو سبب خوف هوازن لهذه الدرجة..
لم استطع الاقتناع بحجتها..
اود اخراج جمان من هذه المشفى..
خاصة بعد أن اخبرني يوسف عن مروان..
حسناً حتى لو كان مرون شخص فضولي لا اكثر..
ولكن كلامه يستدعي القلق..
انا لا افهم كيف يتركها والدها وحدها..
امره عجيب حقاً..
الا يشعر بالقلق؟؟
انا وبمجرد تركي لابنائي في المنزل في اثناء مناوبتي الليلة اشعر بالقلق..
حسناً ربما اكون ابالغ قليلاً كما تقول أمل.. ولكن جمان حالة خاصة..
انها تحتاج لاهتمام اكبر..
انها تحتاج للاحساس بوجودها..تحتاج لرؤية حب الناس لها..
كلما اتذكر منظرها وهي متعلقة بأمها أشعر بالحزن أكثر..
دخلت الى المنزل لأجد لين في استقبالي..
-السلام عليكم..
قلتها ثم جلست على الاريكة..
نظرت لين الي بخوف: أين الخالة هوازن..
رفعت نظري اليها : ستبقى مع ابنتها اليوم..أعطني ليان الآن لابد انها ازعجتك..
اجابت بتردد: أبي لماذا لم تأتي الخالة هوازن معك..
- اخبرتك يا ابنتي ستبقى مع ابنتها انها تشتاق اليها..
-ولكن الخالة هوازن لم تتحدث عن ابنتها من قبل..
ابتسمت لها: اوه هذه قصة طويلة لن استطيع اخبارك بها الان..لا تشغلي تفكيرك يا عزيزتي ستعود خالتك هوازن في الغد وحينها ستخبرك بكل شيء..
قلتها ثم وقفت متجهاً الى غرفة عمي ..
فتحت الباب..فوجدته يقرأ القرآن..
جلست بجانبه: السلام عليكم ياعمي كيف حالك الآن..
-بخير يا بني..
-مالذي تشتهي أكله على العشاء الليلة..
ابتسم: اي شئ تطهوه ابنتي..
-للأسف يا عمي سنفتقد طبخ هوازن هذا اليوم..عمي هناك بشرى ولكن لا اريدك ان تنفعل كثيراً حسنا..
نظر الي باهتمام:ما الأمر..
-خيراً يا عمي..هوازن لقد التقت بجمان..
نظر الي بصدمة: أحمد هل أنت جاد؟؟
ابتسمت : نعم يا عمي وستبيت معها الليلة..
عقد حاجبيه: ولكن كيف..هل عاد ذلك المجنون الى صوابه اخيراً؟؟
اجبته بارتباك: ااا. نعم..سمح لها برؤيتها فجمان مريضة قليلاً..لهذا هوازن تبيت معها هذه الليلة..
دمعت عيناه: ما الذي حدث لصغيرتي؟؟
حاولت طمأنته : لا تقلق يا عمي انها بخير.. تعب بسيط فقط..
بدأ بالبكاء: الحمد لله ..الحمد لله..
نظر إلي:أحمد اود رؤيتي حفيدتي..
ابتسمت له: لا تقلق سآخذك لرؤيتها ان شاء لله
.
.
.
-أوه يا الهي...هل تعلمين يا سارة فرحت لأجلك كثيراً..
نظرت الى لأرض بحزن: لا يوجد هناك ما يستدعي الفرح..فهو لن يفهم مشاعري ابداً..
نظرت مها الي باستهزاء: أيتها الغبية..أنا متأكدة انه يحبك..ولكنك لا تفهمين...مالذي يجبره على الاهتمام بك ان كنت لا تهمينه كما تقولين..
ازداد الألم في قلبي حين تذكرت الحقيقة المره: مها مروان يشفق علي فقط..لقد قالها بنفسه..زواجه مني بالنسبة له مجرد عمل انساني لفتاة يتيمة مثلي..
ضحكت مها:هل تعلمين..انت غبية وستظلين غبية ان بقيتي بهذا التفكير...بربك هل تسمعين ما تقولينه..اسمعي مني..مروان يحبك كثيراً ياعزيزتي لقد كانت تلك حجة فقط حتى تقبلين الزواج به..
-مالذي يحبه بفتاة مثلي..أنا مجرد عبء ثقيل عليه..لا أجيد عمل أي شيء..أنا متأكدة انه سيهزء بي ان علم بمشاعري..
زفرت بضجر: لماذا تفكرين بسلبية..
نظرت الى عيني: اسمعيني جيداً يا سارة..ان كنت تريدين كسب محبته..يجب ان تشعريه بقيمتك..
لا تكوني سلبية...يجب أن يدرك كم تهتمين لأمره..
نظرت اليها بيأس: ولكن كيف أفعل هذا؟؟
-سأكون معك حتى النهاية ولكن ها …
يجب ان تعزمي على التغيير اتفقنا؟؟
ابتسمت : اتفقنا..
.
.
.
دخلت الى المنزل وأنا أشعر بالاحباط..
كنت متأملاً كثيرا بالأشرطة الموجودة في غرفة تلك الفتاة..
اخبرت سارة اليوم ان لدي بشرى لها..
مالذي سأقوله لها الآن..
احضرت معي بعض المعجنات من أجل العشاء فهي تحبها كثيراً..
اتمنى ان تنسى امر البشرى..
اتجهت نحو غرفتها وطرقت الباب: سارة لقد عدت..
وصلني صوتها : لحظة يا مروان مها موجودة بالداخل ستخرج الآن..
-اوه كلا لا بأس تستطيع البقاء سأبقى بغرفتي..
وصلني صوت مها:كلا كلا سأخرج الآن ابتعد عن الطريق من فضلك..
ابتسمت: حسنا يا انسة سأكون في المطبخ يمكنك الخروج..
قلتها ثم توجهت للمطبخ لصنع الشاي..
حملت الابريق ثم توجهت نحو غرفة سارة:السلام عليكم ياسارة كيف حالك اليوم..
ابتسمت: بخير..
احضرت الطاولة ووضعتها امام كرسيها المتحرك ثم وضعت الشاي مع المعجنات…
-اممم انا جائع جداً هيا لنأكل..
بدأت الاكل وانا انظر الى التلفاز..
التفت اليها فوجدتها تحدق بي..
عقدت حاجبي: ما الأمر ياسارة الا تشتهين الأكل..
-مروان..هل لازلت تتألم…
-أتألم؟؟
-أنا أعني..رأسك..
قالتها وهي تشير الى الشاش المربوط على رأسي.
ابتسمت : اوه هذه ...كلا لا تقلقي لا تؤلمني..
اجابت بارتباك:هم من فعل هذا أليس كذلك..
زفرت بضجر: اففف سارة اخبرتك انني وقعت من الدرج لا تفكري بالأمر..هيا كلي الآن..
بدأت الأكل وبعد أن انتهينا..ساعدتها لتصل الى سريرها..
اخرجت الدواء من الدرج ثم قمت بملء الحقنة..
نظرت اليها: هيا اعطني يدك..
نظرت الي بحزن: مروان هذا الدواء يجعلني انام لا ارغب بالنوم..
-ولكن ياعزيزتي هذا الدواء ضروري من اجل صحتك..
قلتها وأنا احقنها به..
وصلني صوتها:لا فائدة من هذه الادوية..لم اشعر بأي تحسن..
-افف سارة كم مرة قلت لك ان لا تيأسي..
همست: آسفة…
تجاهلت اعتذارها ثم توجهت نحو الباب..
اطفأت الاضواء ثم نظرت إليها قبل أن أغلق الباب: تصبحين على خير…
.
.
.
بقيت بجانب جمان طوال الاسبوع..
اخبرتني الممرضة سهى عن حالتها..
سهى هي الممرضة التي تعتني بجمان..
انها ممرضة طيبة القلب...لقد علمت بقصتي واتفقت معها على اخفاء امر رؤيتي لجمان عن خالد..
علمت ان جمان لم تحرز تقدماً في حالتها منذ شهر تقريباً وهذا بسبب رفضها للعلاج الطبيعي..
طفلتي تعاني كثيراً في اثناء التمارين..
تكون مرهقة طوال اليوم بعدها..
من المفترض ان تحصل على ثلاث جلسات في الاسبوع..
ولكنها في اخر فترة اصبحت تبكي كثيراً في اثناء التمارين..
ولكنني وقفت معها لتشجيعها هذا الاسبوع..
كما أن أحمد أصبح يحضر لها لوحاً من الشوكولا بعد كل جلسة..
بدأت تتقبل الأمر قليلاً..
في الحقيقة لقد ازداد حقدي على خالد..
اخبرني يوسف انه يزوروها في يوم الجمعة فقط..
لم استغرب الأمر كثيراً..
فأنا توقع اي شيء منه..
غداً هو يوم الجمعة..لذلك سأعود للمنزل اليوم..
انا ممتنة لأحمد كثيراً..
لم يتذمر ابداً من بقائي مع طفلتي..
بقيت معها حتى نامت..ثم خرجت من غرفتها بهدوء..
عدت الى المنزل ولكن قلبي لا يزال معها..
.
.
.
منذ ان جئت لزيارة جمان وهي تبكي..
انه المرة الاولى التي اراها بها بهذه الحالة..
حاولت تهدأتها: مالأمر يا صغيرتي..
كانت تنظر الي وهي تحاول الحديث: م...م..مممم..م..
نظرت اليها بحزن:لا استطيع فهمك يا صغيرتي..
سمعت صوت الممرضة: لا تقلق يا استاذ خالد..انها تبكي لانها تعبت من العلاج الطبيعي ..
نظر اليها بشك: ولكن انظري وكأنها تود قول شيء..
-اا..نعم تريد ان تشتكي فقط..انها تشتاق اليك..
اخرجت الحلوى من جيبي: انظري ياصغيرتي احضرت الحلوى من اجلك..
قلتها و أنا أضع الحلوى بيدها..
ولشدة دهشتي..قامت بإلقاء الحلوى على الأرض ثم ارتمت بحضني وهي تبكي..
بكاءها مزق قلبي...لا أود تركها..
لا أعلم لماذا خطرت هوازن في ذهني في تلك اللحظة..
لقد مر أسبوع على كلامي معها..
ألم تتخذ قرارها بعد؟؟
اخرجت هاتفي من جيبي ثم فتحت تويتر..
أرسلت لها تلك الرسالة..
(أين أنت يا هوازن ألم تتخذي قرارك بعد)..
انتظرت ردها..
وصلني ردها بعد ربع ساعة تقريباً..
(بلى اتخذت قراري..
شرطك مرفوض يا سيد خالد..
ورجاءً ..لا ترسل أي رسالة مرة أخرى)
صدمت من ردها كثيراً..
هذه الحقيرة..
لقد فعلتها حقاً..
فضلت زوجها على ابنتها..
نظرت الى جمان التي تبكي بحرقة,,
شعرت ان ناراً تحترق بصدري..
ارسلت لها تلك الرسالة..
(سأجعلك تندمين ي هوازن..
صدقيني ستبكين دماً..
سترين ابنتك في أحلامك فقط)
اردت ارسلها ولكن لحظة..
هذه الحقيرة قد قامت بحضري..
ازداد غضبي..
اردت افراغ غضبي بأي شيء..
ابعدت جمان عن حضني ثم خرجت من الغرفة واغلقت الباب بكل قوتي..
مشيت متجهاً الى سيارتي وانا اغلي بدخلي..
تجرأين على معارضتي يا هوازن ها..
ستأتين إلي زاحفة وانت تبكين..
ستترجينني وتتذللين إلي من أجل رؤيتها..
وحينها سأرفض ذلك ليزداد ألمك ..
وسنرى وقتها هل سينفعك زوجك المصون..
ستندمين يا هوازن
ستندمين..
|