كاتب الموضوع :
شخابيط فتاة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
الفصل الخامس والعشرون:قلب طفله..
املك قلب طفلة ترفض أن تكبر..
قلب طفلة…
فى حبها...فى خيالها...فى كلامها..
فى لمسة يديها..في أمالها.. حتى في نظرة عينيها..
قلبي يرفض ان يكبر مثل الآخرين..
قلبي لا يزال يحبو نحو السنين..
سنين الحب والأمل...سنين مليئة بالحنان..
قلبي يريد العيش بهناء بعيدا عن متاهات الحياة.
قلبى قلب طفلة لا يحمل الحقد اوالكره اوالغدر..
ما ذنبي آن كان قلبي طفلاً .. قد تمادى في آحلامه !
طبقا للعمر فأنا أنثى راشدة ..
ولكن طبقا للقلب ..فأنا مازالت طفلة مشاكسة ..
.
.
.
ارتبكت كثيرا من طلبها..لم استطع الحديث من شدة صدمتي..
شعرت بحرارة تسري في جسدي وبدأت اضحك بارتباك..
ابعدت نظري عنها ونظرت الى رغد..لقد كانت رغد تنظر الي بخوف..من الوضح انها سمعت حديثنا..
امسكت جمان بيدي حين طال صمتي..
نظرت اليها والى البراءة في نظرتها..فحاولت ان اكذب اذني...من المستحيل ان تفكر جمان بأمر كهذا من تلقاء نفسها..
تقوس فمها ثم تحدثت بصوت تخنقه العبرات:لقد وافق بابا احمد على زواج حنين..قالت لين انك ان وافقت فسأستطيع ان اتزوج ..ارجوك بابا..
نظرت اليها بصدمة حين ذكرت اسم احمد..ما الذي تتحدث عنه..من هي حنين تلك؟؟
تركت جمان يدي حين رأت صمتي..مسحت دموعها ثم تابعت حديثها:لماذا لا ترد بابا.. .
اجبتها بارتباك:لازلت صغيرة يا حبيبتي..
افزعني صراخها المفاجئ:لست صغيرة ..حنين تصغرني بثلاث سنوات…
عقدت حاجبي:ومن تكون حنين…
وقفت رغد من سريرها ثم اتت امامي وبدأت تتحدث بتلعثم:ابي..الا تذكر صديقتي سديم..حنين هي اختها الكبرى..
قاطعتها جمان:كلا حنين هي اختي..
نظرت رغد اليها بحدة فصرخت جمان:لا تنظري الي هكذا..
نظرت الى رغد لأسألها:ما الذي يحدث هنا؟؟
اجابت رغد بهمس:انها تهذي يا ابي..
اعدت نظري الى جمان لأسألها..فهي الوحيدة. التي ستجيبني بصدق:صغيرتي..من تكون حنين؟؟
حاولت رغد تغيير الموضوع ولكني أمرتها بالصمت..
حين رأت جمان الخوف على وجه رغد ارتبكت هي ايضا:اا..حنين..ستتزوج الدكتور يوسف..
زفرت:ومن اين تعرفينها..
نظرت جمان الى رغد ثم نظرت الي:لا اعرفها..
نظرت اليها بحدة:هل تكذبين على بابا..الكذب سيء يا جمان..
زفرت:ولكنك ستضربني ان تحدثت..
ازدادت دقات قلبي..اذا هناك ما يخفونه حقا..
ارادت رغد ان تخرج من الغرفة فالتفت اليها:رغد ابقي هنا..
نظرت الي بعينين دامعتين ثم تحدثت بصوت مرتجف:حسنا..
اعدت نظري الى جمان:لن اضربك ..هيا تحدثي..
كان وجهها شديد الحمرة..زمت شفتيها أسفا وطفا الحزن على نبرة صوتها:ان الدكتور يوسف يحبني..كان يحضر لي الكثير من الحلوى..واحضر لي البلايستيشن..ولكن حنين ستتزوج به..
زفرت بضجر:لا تغيري الموضوع جمان ..من هي حنين؟؟
نزلت الدموع من عينيها:عدني انك لن تضربني؟؟
تصنعت الابتسامة:اعدك..
ردت جمان:قل :اقسم يا جمان انني لن اضربك..
رددت بضجر:اقسم يا جمان انني لن اضربك..
وضعت يدها على فمها ثم همست بصوت متهدج:انها اختي..تعيش مع ماما هوازن وبابا احمد..
غضب عارم اعتراني حتى النخاع..ولكنني حاولت جاهدا الا اثير خوفها:واين رأيتها..
حاولت رغد الحديث ولكني نظرت اليها بحدة:اصمتي انت..
وصلني صوت جمان:ذهبت لزيارتها مع فارس..
اتسعت عيناي وانا انظر اليها..مالذي تهذي به..
وجهت نظري الى رغد التي بدأت بالبكاء:ابي..ان فارس قد اخذها لامها حتى لا تهرب من المنزل لمرة اخرى..
نظرت الى جمان بابتسامة مصطنعة:كلا ..صغيرتي لن تهرب مجددا..اليس كذلك؟؟
اومأت جمان برأسها:نعم..فارس قال يجب ان لا اهرب مع الدكتور يوسف مجددا..قال لي انني لا يصح ان اذهب مع رجل غريب..
شهقت رغد حين سمعت كلام جمان..
التفت اليها بنظرات مصدومة:وما هذا ايضا..
لم ترد رغد..ولكن جسدها بأكمله كان يرتعش خوفا..
ارتفع صوتي:ما الذي تقصده بأنها هربت مع الدكتور؟؟
وصلني صوت جمان الباكي:بابا..لقد اقسمت الا تغضب.. .
نظرت اليها وانا اضحك بطريقة جنونية:ههه.اقسمت..ههه كنت احمقا واقسمت..ولكن كلامك يثير الجنون..
عقدت جمان حاجبيها في عدم فهم…
خرجت من الغرفة بعد ان صرخت:رغد..تعالي الى غرفتي مع فارس حالا..
قلتها ثم اغلقت الباب بكل قوتي..
هذا ما كان ينقصني..حتى ابنائي قد تجرأوا وقاموا باستغفالي…
لقد تساهلت معهم كثيرا وهذه هي النتيجة..
ولكن ومنذ الان..لن اصمت ابدا…
.
.
.
الكذب سيء..
جميعكم تقولون هذا..
ولكن...
لماذا احمر وجه بابا حين قلت الصدق؟؟
لماذا بكت رغد ولماذا صرخ بابا؟؟
خرج بابا من الغرفة وقد طلب من رغد ان تذهب اليه مع فارس..
نظرت رغد الي بشعرها المخيف..نعم ماما..لم اخبرك..
اصبح شعرها مخيفا اكثر بعد ان قمت بقصه..
انه يبدو كطبق من المكرونة..
صحيح انها ترتدي طوقا في رأسها ولكنها تبدو كالاولاد تماما..
صرخت رغد وهي تنظر الي:ايتها الغبية..لماذا لا تتوقفين عن احداث المشكلات...لن تتمكني من الذهاب لامك مرة اخرى..وفارس سيقتل بسببك..
شعرت بشيء ثقيل في رقبتي فبدأت بالبكاء :انا..لم اقل شيئا..قلت انني اريد الزواج بيوسف فقط..
ضحكت رغد لتهزأ بي:ستظلين غبية طوال حياتك..لماذا لا تفهمين..انت مجنونة..ومن المستحيل ان تتزوجي هل فهمت؟؟
صرخت عليها:انا لست غبية!!
قامت رغد بشد شعرها:اااااه..لماذا اتحدث معك اساسا…
قالتها ثم خرجت من الغرفة…
اما انا فلم استطع الاحتمال...لماذا يقولون انني غبية دائما…
وضعت رأسي بداخل وسادتي وبدأت ابكي..
ماما..انا اريدك حالا..
اريد ان افهم..
هل الصدق سيء يا ماما؟؟
.
.
.
تلك الغبية..لقد أفسدت كل مافعلناه لأجلها…
لا أعلم لماذا علينا تحمل نتائج أفعالها..ذهبت الى غرفة فارس لمناداته..
كنت أفكر باخبار أمي ولكنني غيرت رأيي..خشيت أن يغضب أبي فقد طلب مني الحضور مع فارس فقط..
فتحت الباب..فوجدت فارس مستلق على سريره ليلعب بهاتفه..
رفع بصره الي..ولكن ملامحه قد تغيرت حين رأى دموعي..سألني بارتباك: ما الأمر يارغد..
انفجرت بالبكاء: تلك الغبية قد فضحتنا..لقد علم أبي بكل شيء…
وقف فارس من سريره وهو يسألني بخوف: علم بماذا؟
تابعت حديثي: كل شيء..علم انها تحدث امها..علمم بأنه تزورها معك وعلم بأنها هربت مع الدكتور..
رد فارس: رغد..ان كان مقلباً سخيفاً من مقالبك..
قاطعته بسرعة: اقسم اني لا أكذب..طلب ابي ان نذهب معاً لغرفته..
ضحك فارس: هه هل أنت مجنونة...لن أذهب اليه بالطبع..سيقتلني ايتها الغبية..
مسحت دموعي ثم أجبت: وما الذي ستفعله..
اراد أن يرد..ولكن صوت أبي قد وصلنا وهو يصرخ: رغد ..فارس..اين انتما…
انتفضت من صوته بينما ركض فارس لينزل من الدرج..
تبعته لأسأله: أين تذهب..
اجابني وهو يركض: سأذهب لجدتي..لن يضربني أمامها..
تبعت فارس لغرفة جدتي فتبعتنا أمي حين رأتنا نركض هكذا.
فتحنا الباب...فاستيقضت جدتي بفزع..
جلسنا بجانبها فاحتضنتنا حين رأت بكاءنا: ما الذي حصل يا صغاري..
ارتفع صوت صراخ أبي: رغـــــد..فــــــــارس..
نظرت أمي الينا: ما الذي فعلتماه هذه المرة..
تحدثت وسط شهقاتي: جمان قد فضحتنا..علم أبي بكل شيء..
سألت جدتي باستغراب: هل تهربون من أباكم..ما الذي حدث؟؟
صوت ارتطام قوي لباب غرفتي..تبعه صرخة مدوية من جمان: بـــــــــــــــــابــــــــــــــا..لقد وعدتني…
ركضت أمي الى الصالة ..فقمنا باللحاق بها مع جدتي لمشاهدة ما يحصل..
وما رأيته كان صادماً جداً..
ارتمت جمان في حضن أبي وهو في قمة غضبه..ثم بدأت بالبكاء: بابا..أرجوك..لا تغضب بابا..بابا انا احبك..احبك وأحب ماما..أرجوك لا تكرهها..ماما تحبني كثيرا..ارجوك بابا لا تغضب…
لم تكد جمان تنهي حديثها حتى انفجر أبي بالبكاء..
أما أنا..فقد ارتعش جسدي بأكمله من ذلك المنظر..
أبي يبكي!!
.
.
.
انهم ابنائي..ابنائي أنا ..
احبهم أكثر من نفسي..تعودت على طاعتهم لي..
اقسم انني افدي روحي من أجلهم وخصوصاً جمان..
انتظرتها في غيبوبتها ..ستة عشر سنة وأنا أحترق من أجلها..
كنت مستعداً لدفع روحي في سبيل رؤيتها تستيقظ من جديد…
لم أكن أعلم أن جمان ستحرق قلبي هكذا..
أنا أحترق وأحترق وأحترق..
وابنائي يعلمون جيداً كم تأثرت حين رفعت القضية..
حذرتهم من أي ارتباط مع هوازن..
انهم يعلمون أن هذا الأمر يحرق قلبي وتجرأوا على فعله..
لا أحتمل استغفالهم لي هكذا..
لماذا يقف الجميع في صف هوازن؟؟
جمان ابنتي انا…
ولن أسمح لأي أحد بأن يأخذها مني..
حين بكت جمان بحضني ..وأخبرتني بأنها تحبني..لم أستطع تمالك نفسي..
لقد بكيت من شدة حنقي عليهم..
لا استطيع مسامحتهم وهم تعمدوا احراق قلبي بهذه الطريقة..
حتى مها..
مدللتي الصغيرة مها قد وقفت في صف هوازن…
موعد المحكمة بعد أسبوعين..وحتى يأتي ذلك اليوم..سأعمل جاهداً لكسب الحضانة..
ابعدت جمان عني وقمت بمسح دموعي..
تصلبت بمكاني حين رأيت ابنائي يقفون في الصالة مع أمي وسمر وهم ينظرون الي بذهول.
شعرت بغضب عارم..لقد جعلتهم يروني وأنا أبكي..
قطعت ذلك الصمت حين صرخت: لماذا تنظرون الي هكذا...لقد كنت اناديكم لماذا لم تأتوا؟؟
وجهت نظري الى فارس:ماهي قصة هروب جمان مع الدكتور؟؟
اجابني فارس بصوت مرتجف: اقسم يا ابي انني لم اقصد معارضتك..لقد كانت جمان تبكي فأخذتها للمشفى لترى الممرضة..ولكنني فوجئت بهروبها مع طبيب يدعى يوسف..
قامت سمر بمقاطعته: ذلك الطبيب قد اخبرني أن هوازن متزوجة بخاله....لقد اخذ جمان لأمها فقط وأنا من طلب من فارس ان يتواصل مع هوازن..
اجبتها بصدمة:ما الذي تعنينه بأنك من طلب. هذا؟؟
اجابت سمر بثقة: لا يحق لأي رجل أن يحرم أما من ابنائها..وانا لا اطيعك بشيء لم اقتنع به…
الجم لساني من شدة الصدمة..
تحدثت أمي في ذلك الوقت: كيف تتحدثين مع امرأة قذرة كتلك..
نظرت سمراليها:مهما عظم خطأ أمها لا يحق لكم حرمانها منها..
صرخت بأعلى صوتي : كيف تجرأين على معارضتي..
امسكت بشعرها بكل قوتي ولكن صوت أمي قد استوقفني:خالد..اياك أن تضربها...اتركها من أجلي..اتركها في هذه المرة..
دفعتها بكل قوتي فسقطت أرضاً ...
أما أنا..فقد خرجت من المنزل لأتصل على هوازن حالاً..
سأحسبها وزوجها الحقير..وذلك الطبيب يوسف أيضا..لن اصمت على فعلته ابدا...
.
.
.
اتجهت الى غرفتي بعد أن قمت بتبخير المنزل..
حرصت أن أتأكد من جاهزية كل شيء فيوسف وأمل قادمان الآن..
أشعر بسعادة غامرة..أنا أحب يوسف وحنين كثيراً..
كما أنني سعدت لسعادة أحمد…
دخلت الى غرفتي وأنا أحمل المبخرة بيدي…
كان أحمد يجلس على السرير بجانب حمد..
رفع بصره الي:سيأتي يوسف حالاً..لقد اتصلت أمل منذ قليل هل حنين جاهزة؟؟
أومأت برأسي: كل شيء جاهز..قف أنت لأقوم بتبخير ثوبك..
وقف أحمد وهو يضحك بهدوء:هه لا أستطيع لتصديق بأنني سأزوج يوسف وحنين..لن أرحمهما اليوم...أنا متحمس لرؤية يوسف خجلاً..
ضحكت: ههه كلا ..لاتزعجهم يا أحمد..حنين خجلة بما فيه الكفاية..
رن هاتفي فهتفت بحماس: يبدو أنها أمل..
وضعت المبخرة بيد أحمد ثم ذهبت لرؤية المتصل..
ازدادت دقات قلبي: أحمد...انه خالد..
التفت احمد الي باستغراب: ما الذي يريده؟؟
اجبته بارتباك: هل أرد..
أومأ برأسه:نعم...ولكن قومي بتكبير الصوت لأسمع حديثه..
-حسناً..
قلتها ثم قمت بالرد عليه بصوت مرتجف :مرحباً…
اجابني خالد بالصراخ: أيتها السافلة الحقيرة…
وبدأ كيل الشتائم منه وسط صدمتي من انفعاله..
لم يتمكن احمد من الاحتمال..اخذ هاتفي مني وقام بإسكاته: اياك وان تنطق أي كلمة أخرى..الزم حدودك والا…
قام خالد بمقاطعته: ما الذي ستفعله.انا الذي سأعلمك حدودك..هل تعتقد انني لا اعلم ماهي خططك مع زوجتك الغبية.؟؟
صرخ أحمد: لا تتحدث عن زوجتي أيها الحقير..
ضحك خالد باستهزاء:هههههه..تقوم بالدفاع عنها ها..
طبعاً...تريد ان تكسب ثقتها عن طريق رفعك لقضية الحضانة..ولكني قد أدركت الآن طريقة تفكيرك..
ارتفع صوته: ان كنت لا تريد ابنتي لماذا تقوم برفع القضية..لن أصمت عن فعلتكم ابداً..
اجاب أحمد بضجر: هي انت ..ما الذي تتحدث عنه أيها المجنون..
رد خالد : هل تعتقد بأنني سأصدق بأن جمان طلبت الزواج من تلقاء نفسها؟؟
عقد أحمد حاجبيه: ماذا!!
اجاب خالد بصوت أعلى:لقد اتفقت مع ابن اختك الحقير ليلوث عقل ابنتي ويقنعها بالزواج منه..
هههه طبعاً..لا تريد أن تزعجك جمان في منزلك ففكرت بالتخلص منها عن طريق تزويجها..
احتد صوته:ولكنها ابنتي..وسأخبر القاضي بأنكم تلوثون عقل فتاة مريضة وتحاولون اجبارها على الزواج..أما ابن اختك يوسف..فسيكون لي حساب آخر معه..
زفر أحمد بضجر: ما الذي تهذي به؟؟
رد خالد: لقد طلبت جمان مني أن اوافق على تزويجها بيوسف..
نظرت الى أحمد بصدمة..
تابع خالد حديثه: كما أنني علمت أن يوسف قد قام باختطافها..لقد فضح أمركم وسأحسبكم على هذا …
صرخ أحمد: موعدنا بعد اسبوعين..اياك وان تتصل بهذا الرقم مجدداً..
قالها ثم أقفل الخط..
نظرت الى أحمد بخوف: هل فعلا ستتأثر القضية؟؟
زفر أحمد:كلا ..أتمنى أن تسير الأمور على مايرام..ولكن..هذا غريب..ماهو سبب طلب جمان للزواج..لم يقم أحد منكم بزرع الفكرة في عقلها اليس كذلك؟؟
اجبته بسرعة: بالطبع لم نفعل..ولكن الأمر غريب حقاً..
تنفس أحمد بعمق: ان لم يكن أحد منكم قد أخبرها فستتضح أسبابها أمام الطبيبة النفسية..لا تقلقي..ولكن الآن يجب أن احذر يوسف..ذلك الفتى متهور واخاف أن يقوم بإحداث مشكلة قبل المحكمة..
يجب أن أخبره بما يقوله في حال قام خالد بتهديده.
نزلت دمعة من عيني فمسحتها قبل أن يلحظها أحمد..
يا الله سلم..
.
.
.
اتجهت لمنزل خالي مع أمي بعد أن قمت بشراء الزهور..
أشعر بتوتر كبير..هناك شيء في قلبي يخبرني بأنني ارتكب خطأ..
ارجوك يا الهي هون علي….
اتمنى من كل قلبي أن ترفض حنين أمر الخطبة..لماذا وافقت؟؟
لا تزال صغيرة...ليتني أملك الجرأة لأخبر خالي بأني لا أريد هذا الزواج..
حين وصلنا..قام خالي بفتح الباب وملامح الارتباك بادية على وجهه..
نظر الى أمي:أمل..اذهبي لرؤية حنين ..أريد التحدث مع يوسف على انفراد…
ضحكت أمي: ههه حسناً..انا متشوقة لرؤية حنين أساساً..
ذهبت أمي..اما انا ..فقد دخلت الى المجلس مع خالي..
نظر خالي الي باهتمام..
مسح على وجهه ثم تحدث بارتباك: يوسف يا بني..بعيداً عن أمر الخطبة..أريدك أن تركز معي الآن..
رفعت بصري اليه: خيراً يا خالي..هل هناك مشكلة؟؟
بدأ خالي يتلفت حوله ثم اجابني:قد يأتي خالد لزيارتك في المشفى..سيحاول افتعال المشاكل قبل المحكمة..أريد أن اطلب منك شيئاً بسيطاً..أرجوك يا يوسف لا تسبب أي مشكلة..
عقدت حاجبي: ولكن..لماذا يأتي العم خالد لرؤيتي؟!
زفر خالي:انه يعتقد اننا نحاول اجبار جمان على الزواج ..
ضحكت بارتباك: ههه ما هذا الكلام..
نظر خالي الى الأرض وقد احمر وجهه من شدة ارهاقه:تلك المسكينة جمان..لا أعلم من الذي قد عبث بعقلها..لقد طلبت من خالد أن يوافق على تزويجها..
ازداد ارتباكي: وما دخلي أنا با الأمر؟؟
نظر خالي الى عيني: لقد طلبت منه أن يوافق على زواجها منك..
ازدادت دقات قلبي..وتشتت الأفكار برأسي..ما الذي يقوله..
جمان!!
طلبت الزواج مني!!
بلا شعور..ارتسمت ابتسامة فرح على شفتي..
خفق قلبي بطريقة عجيبه..
احسست بسعادة غامرة..
جمان طلبتني!!!
جمان تريد أن تتزوج بي!!!
وصلني صوت خالي: لماذا تبسم الآن..أنا أحترق من همي هنا وأنت تبتسم بكل بسااطة..
رفعت بصري اليه: اسف..
بدأ خالي بالحديث..
لقد كان يحاول ايجاد رد مناسب للعم خالد ان قام بالحديث معي..
ولكنني لم أكن أدرك أي كلمة منه..
لقد كنت أفكر بها..
لقد قالت جمان ما عجزت عن قوله..
أنا أحبها..
لا اعلم كيف احببتها او باي طريقه ..
كل ما اعلمه بأنني احببتها..
تعلقت بها…
اشعر بالسعاده عندما اراها فدقات قلبي تتسارع في تلك اللحظه..
وضعت لها مكانة خاصه في قلبي ..
هناك الكثير من الفتيات في هذه الدنيا ولكن لا أحد يملك برائتها
ولا أحد يملك نقاء وصفاء قلبها ..
أبتسامتها ... ضحكتها ..صوتها ...عفويتها ..
اعجز عن وصفها…
في لحظة شروذ مني نطقت بما يختلج بصدري بصوت مسموع:انني احبها..
وصلني صوت خالي:ما الذي قلته؟؟
نظرت اليه بخوف..ارتبكت كثيرا من نظراته.. ولكنني قررت أن أنطق بهذه الحقيقة..انها فرصتي لاتحدث ..
لايهمني نتائج اعترافي...قلبي يصرخ في هذه اللحظه واريد ان اخبر اي احد..
اغلقت عيني بكل قوتي لأنطق بصوت أعلى: احبها يا خالي أنا أحبها..
فتحت عيني ببطء..ثم رفعت رأسي لأنظر لوجه خالي..
كان ينظر الي بصدمة..
وعيناه الحمروان متركزة على عيني..
ابتلعت ريقي..ثم تابعت حديثي باضطراب أكثر: أنا ..أحب جمان…
.
.
.
دخلت الى غرفة سارة ثم جلست بجانب ذلك السرير الأبيض ..لاتزال سارة تنام في المشفى منذ فقدت بصرها في ذلك اليوم..
زفرت بضيق وأنا أتأمل وجهها الشاحب..كله بسببي..
الحزن الذي يكسوها الآن بسببي..
لو أنني لم أتعرض لنادر منذ البداية لما تمكن من معرفة منزلي..
لو لم يأتي نادر في ذلك اليوم لكانت حياتي مع سارة مستقرة اليوم..
ولو لم تحمل سارة تلك الطفلة لكان حزنها أقل..
نعم..
لم تستطع سارة الاحتفاظ بالطفلة أكثر..
حاولت جاهداً أن أعطيها أدوية لا تضر بالجنين ولكن جسدها لم يستجب لتلك الأدوية...ولهذا ..اضطررنا لاجهاضه..
لقد بكت سارة كثيراً..ترجتني الا اسمح لهم بإجهاض الطفلة..اخبرتني انها مستعدة لتحمل فقدان بصرها في سبيل انجابها ولكنني رفضت الأمر..
ولادتها لتلك الطفل خطرة على حياتها..كما أن الطبيبة قد أخبرتني بأن الطفلة مشوهة ومن المستحيل أن تعيش.
هل أخاطر بحياة سارة من أجل طفلة مشوهة؟؟؟
وافقت على اجراء عملية الاجهاض..
صحيح انها تعبت كثيراً بعد الاجهاض ولكن علاجها يسير الآن بشكل جيد فقد استعادت بصرها منذ يومين..
ولكن..ومنذ ان قمنا باجهاض الطفلة..لم تتحدث سارة معي…
سارة..انا اشتاق اليك..
اشتاق لسماع صوتك عند صحوتك وقبل نومك ..
اشتاق لضحكتك التي تغرس بي كمية من السعاده..
اشتاق لكلماتك …
اشتاق لصوتك حين تناديني ..
اشتاق لتلك الايام الجميله ..
اشتاق واشتاق واشتاق واحن ايضاً .
عودي كما كنت حبيبتي …
اقولها وعيوني غارقة بدموعها ,,,,
أقولها وقلبي ينزف بضلوعي ,,,
اقولها وضلوعي تشتد قسوة على قلبي المكسور ,,,
أقولها وكلي شوق كي ارى ابتسامتك لتتزيل عني كل الجروح..
عودي الي حبيبتي
اعتدلت بجلستي حين رأيتها تفتح عينيها ببطء..
وضعت كفي على وجهها ثم همست بحنان:كيف هي صحتك الآن ياعزيزتي؟؟
انتظرت منها أن ترد ولكنها استمرت بالصمت..
تابعت حديثي: هل هناك شيء يؤلمك..
لم ترد علي.اكتفت بالأماءة برأسها فقط..
زفرت بضيق..لا أعلم الى متى ستستمر بهذا الصمت ..
شهقت: اه .صحيح سارة والدتك طلبت مني اجراء مكالمة فيديو عند استيقاظك..
قلتها ثم اخرجت هاتفي لاتصل على عمتي..اما سارة..فقد اكتفت بالنظر الي ببرود…
ردت عمتي بعد عدة رنات...وبعد أن سلمت عليها..وضعت الهاتف أمام سارة لتحدثها..ولكنها لم ترد ايضاً..
اكتفت بابتسامة باهتة متعبة..
بالرغم من انها ابتسامة خفيفة.الا انها عنت الكثير بالنسبة لي..
ما اجمها وما اجمل ابتسامتها..
ابتسمت رغماً عني حين رأيتها ترسل قبلة لوالدتها ثم تبتسم بود..
ولكن بالرغم من فرحتي بتلك الابتسامة...
الا ان ذلك الالم في قلبي لم يزل.
هناك جمرة ملتهبة في قلبي..
لن يطفئها ..سوى موت نادر..
.
.
.
نظرت الى يوسف بصمت ..فقد ثارت المشاعر و الأحاسيس في قلبي..
وتصادمت الافكار في عقلي..
اردت ان اكذب اذني في تلك اللحظة..
ارتجف يوسف حين رأى صمتي ثم بدأ يبرر موقفه والدموع تملأ عينيه: خالي..انا لا احتمل نظراتك لي بهذه الطريقة..انا لا احب ان ارفض أي طلب منك..اني احبك مثل ابي تماماً وانت تعلم هذا..ولكن هذه هي الحقيقة..
نظر الى عيني: حاولت جاهداً ان ابعدها عن تفكيري..حاولت نسيانها ولكنها تلازمني دائماً..
وضع يده على صدره: حين أراها..أو أسمع صوتها..أشعر وكأن شيئاً يخترق قلبي فيخفق..حاولت انكار ذلك الأمر ولكني أعجز عن ابعادها من ذهني..
افقت من صدمتي حين أمسك يوسف بيدي فدفعته فوراً وأنا أجيبه بحنق: هل انت مدرك لما تقوله يوسف!!
نظر يوسف الى الأرض فتابعت حديثي:انها مريضة يا يوسف..انها طفلة...طلبها للزواج منك لا يعني بأنها تحبك..انها لا تدرك معنى الحب أساساً..
استمر يوسف بالصمت فأمسكت بوجهه لأنظر الى عينيه وأنا أصرخ بحدة: يوسف المحكمة بعد أسبوعين..اردتك أن تنكر هذا الأمر كي يصمت ذلك المختل.ولكني لم أتوقع أن يكون كلامه صحيحاً..
ارتفع صراخي أكثر: هل قمت بإخبار جمان بهذه السخافات؟؟!
أومأ يوسف برأسه بخوف: كلا..أقسم انني لم أخبرها بأي شيء..انا لم أخبر أي أحد أبدًا..انت هو الشخص الوحيد ..
وقفت من الأريكة وبدأت أمشي يميناً ويساراً و ادور حول نفسي بتوتر..شعرت باختناق شديد...نظرت الى يوسف فوددت أن اضربه حتى يعود لرشده..
زفرت ثم صرخت من جديد: افففف يوسف.اااه منك ..ااااه..
وضعت يدي على رأسي: انك تثير جنوني بكلامك..جمان مثل ابنتي تماماً..ذلك المختل يعتقد انني اريد تزويجها لأنني لا اريد ابقاءها في منزلي..كيف تفعل هذا بي؟؟
قام يوسف بتغطية وجهه بيديه بدون أن يرد..
وضعت يدي على قلبي..فقد شعرت بأن صدري يشتعل من شدة غضبي..اردت أن أصرخ عليه أكثر عل ذلك الألم يتلاشى..
اطلقت اهة اعبر بها عن حرقة قلبي: آآآه أحرقت قلبي يا يوسف..
نظر يوسف الي بعينين دامعتين:خالي..لقد كبت ذلك الأمر في قلبي لوقت طويل..أستطيع نسيان الأمر..سأتزوج بحنين..لم يتغير أي شيئ..
قاطته فوراً: كلا ..لن أسمح لك بالزواج منها..لن أفعل هذا بابنتي..إن اتت جمان للعيش معنا فسيظل حديثك يتردد في أذني كل ما نظرت اليها..
بت أتنفس بعمق للسيطرة على غضبي..
نظرت الى يوسف من جديد:لن تخبر أي أحد بما دار بيننا من حديث..ستمر هذه الليلة بهدوء..وبالنسبة لأمر الخطبة...فسأنهي الأمر بطريقتي..ما يهمني الان ان تبقى صامتاً حتى يوم المحكمة..لا تثر أي مشكلة يوسف..وبعدها.ستنسى أمر جمان وستنسى أمر هذه الخطبة..
اغلق يوسف عينيه..فحاولت أن اقلل من عتابي..لا أحب أن أراه منكسراً هكذ..همست بهدوء: لا تقلق يابني...ستتزوج يوماً ما..ووقتها ستنسى أمرها بسهولة..أتمنى لك التوفيق..
رفع يوسف بصره الي: خالي ..أرجوك سامحني..
قاطعته: انسى الأمر يوسف..هذه المحادثة لم تحصل سأذهب لأقابل والدتك..انتظرني هنا…
قلتها ثم خرجت من الغرفة ..اتجهت الى المغسلة لأغسل وجهي بماء بارد……
آآآآآآآخ يا يوسف..الهمني الصبر يا الله..
.
.
.
ذهبت الى المشفى بعد أن تحدثت مع هوازن...أردت أن أقابل الدكتور يوسف..أردت أن أعرف من يكون ذلك الحقير ولكنني عدت خائباً…
أنا لا أعرف لقب ذلك الدكتور..ولكنني سأعود في الغد ..لن أتركه ينجو بفعلته…
عدت الى المنزل بعدها فكان الهدوء يعم أرجاءه..
هه طبعاً قد ذهبوا لغرفهم للهرب من سوء صنيعهم..
صعدت الى غرفتي وحين هممت بفتحها وجدت الباب موصداً..
طرقته لعدة مرات ولكنني توقفت عن الطرق حين سمعت رنين هاتفي..
رفعت الهاتف لأجيب ففوجئت بأن المتصل هو سمر!!
اغلقت السماعة ثم عدت لطرق الباب: سمر أنا هنا..
تجاهلت طرقي للباب ثم قامت بالاتصال من جديد ..
اجبت على هاتفي بضجر: افتحي الباب سمر..انا اطرقه..
ردت سمر ببرود: ان لم تكن تريد فضحنا فاخفض صوتك..لن أفتح الباب..
اجبتها بحدة: ما الذي تعنيه بأنك لن تفتحي الباب؟؟
ردت ببرود أكثر: كما سمعت..لن أفتحه..هل تعتقد أنني سأصمت عن ضربك لي أمام ابنائي؟؟
زفرت بغضب ثم اجبتها: سمر افتحي الباب حتى نتفاهم..
اجابتني وكأنها تحدث طفلاً:لن أفتحه..الا تفهم معنى هذه الكلمة..لن أسمح لك بدخول الغرفة اليوم..
جن جنوني وقتها ولم أستطع السيطرة على غضبي فصرخت: سمر..اقسم انك ان لم تفتحي هذا الباب فسأطلقك.
توقعت أن تثير هذه الكلمة خوفها..ولكن ردها جعلني أقف بمكاني مشدوهاً مما سمعت:حسناً اذا .أنا أريدك أن تطلقني..
تابعت سمر حديثها حين توقفت عن الرد:لقد تحملت الكثير من الأمور من أجلك.تحملت عيشك في منزلي مع والدتك..قمت بتربية اختك والان عادت اختك مع ابنتها بدون أن اعترض...
احضرت ابنتك للمنزل وبالرغم من كل مشاكلها صمت عن الأمر...اما الآن فلن أصمت أكثر..ان اردتني أن أبقى زوجة لك ..فشرطي هو ذهاب جمان لمنزل أمها..
استفزتني كلماتها كثيراً...صرخت بأعلى صوتي:تريدنني ان اختار بينك وبين ابنتي؟؟
ردت سمر: اخفض صوتك..ستستيقظ والدتك..نعم يا سيد ..انا ..لم أعد احتمل وجود ابنتك..ان كانت أمها تريدها فلتذهب اذاً...منذ اتت الى المنزل والمشكلات تطاردنا..
نزلت الدرجات بغضب لأخرج من المنزل.أردت أن أصرخ عليها بدون أن يسمع أي أحد..
خرجت وأغلقت الباب خلفي ثم صرخت بأعلى صوتي:سمر عودي الى رشدك..كيف تكونين بهذه الدرجة من الحقارة..لا يوجد أدنى مجال للمقارنة بينك وبين جمان..انت زوجتي.وهي ابنتي..
ردت سمر ببرود: أخبرتك برأيي..لن يكون لي أي حديث معك ان بقيت جمان في هذا المنزل...وان اردت أن تطلقني..فأنا مستعدة لاستقبال اختك مع عمتي..أما أنت..فاذهب مع ابنتك لأي مكان تريده..
صرخت بصوت أعلى: سأختار ابنتي طبعاً..عودي الى رشدك سمر..اقسم انني سأطلقك وسآخذ فارس وفراس ورغد..
ضحكت سمر باستهزاء: ههههه..هل تعتقد انني ضعيفة مثل هوازن؟؟
خذهم..لايهمني..ابنائي ليسوا صغاراً..سيعودون الي ولن يلتفتوا اليك..سيزورونني كما جعلوا جمان تزور أمها…
من شدة غضبي..لم أستطع رؤية أي شيء أمامي..ألقيت هاتفي بكل قوتي على الأرض فرأيته وهو يتفكك أمامي..
حملته من الأرض ثم ركبت بسيارتي وبدأت أقودها بطريقة جنونية…
شعرت برغبة بالصراخ فقمت بفتح النوافذ ثم أطلقت تلك الصرخة من أعماق أعماق قلبي: ســـــــــــــــــحـــــــــــــــــــقـــــــــــ ــــــــــــــــاً
.
.
.
بقيت في غرفتي امام نافذتي في انتظار عودة خالد...لقد كنت انتظر اليوم الذي يتجرأ فيه على ضربي بسبب جمان..وقد أتى هذا اليوم أخيراً..
سأضعه في نفس الموقف الحقير الذي وضع هوازن به حين خيرها بين زوجها وابنتها.
حين طرق باب الغرفة تعمدت استفزازه ببرودي حتى يخرج من المنزل..
صمت حين أخبرته أن يختار بيني وبين جمان ثم سمعت صوت ارتطام باب المنزل…
لقد خرج الى الحديقة اذا..
نظرت من النافذة فتمكنت من رؤيته هو يصرخ بغضب: سمر عودي الى رشدك..كيف تكونين بهذه الدرجة من الحقارة..لا يوجد أدنى مجال للمقارنة بينك وبين جمان..انت زوجتي.وهي ابنتي..
ايتسمت باستهزاء..يعتبر تصرفي حقارة !!
وما فعله بهوازن حين قام بابتزازها ماذا يسمى اذاً؟؟
اخبرته بأن هذا هو شرطي فقام بتهديدي بحرماني من ابنائي..
لم استطع السيطرة على ضحكي وقتهاا..شر البلية مايضحك..لن يوقف خالد حقارته ولكنني عازمة على تأديبه..أريده أن يدرك أفضالي عليه..
أنا أعلم أنه لن يجرأ على الطلاق..فلا منزل له ان قمت بطرده..حتى عمله بداخل الشركة..ان قام بافتعال أي مشكله فسيقوم أخي بطرده بكل بساطة..
مصيرك بين يدي فتأدب معي من أجل مصلحتك..
حين رأيته قد انطلق بسيارته مبتعداً عن المنزل..ذهبت الى سريري لأنعم بنوم هانئ..
هناك شيء قد اطفئ بقلبي..
اشعر براحة افتقدتها منذ وقت طويل..
اسبلت جفني ثم ابتسمت برضى على ما فعلت..
اعذرني يا عزيزي خالد.. .
ماحصل لك هو جزاء ماجنيته على نفسك..
.
.
.
-يوسف..أنا أشعر أن خالك لم يكن طبيعياً اليوم..هناك ما أزعجه أنا متأكده..
هذا ما قالته لي أمي فور ركوبنا للسيارة لنعود الى المنزل..
ارادت مني أن أجيبها ولكنني التزمت الصمت..
زفرت أمي:اففف يوسف..هيا ..أنا متأكدة من أنه أخبرك...لماذا أراد التحدث معك على انفراد؟؟
كما أننا قد خططنا أن تراها اليوم لماذا غير رأيه يا ترى؟؟
أجبتها ببرود : يريد المزيد من الوقت للتفكير..
ردت أمي: هو من اقترح موضوع الخطبه..ما الذي سيفكر به بعد؟؟
اخذت نفساً عميقاً وأنا أتذكر الكلام الذي اخبرني خالي أن أقوله في حال سألتني أمي:ان خالي متوتر بسبب اقتراب المحكمة..يخاف أن تحدث بعض المشكلات..انه يشعر بأن حنين مترددة ولا يريد أجبارها..لهذا اخبرني ان نؤجل موضوع رؤيتي لها حتى انتهاء المحكمة..
اجابت أمي باستغراب: هل تقصد أنه لن يرد عليك قبل المحكمة..
أومأت برأسي: نعم..ومن رأيي يا أمي لا تتحمسي كثيراً..أنا متأكد من أن حنين سترفض الأمر..
ضحكت أمي: ولماذا ترفض..المحظوظة فقط من تتزوج بك..من ذا الذي يجرأ على رفض الدكتور يوسف..
ابتسمت باستهزاء على حالي..قد يكون كلام أمي صحيحاً..ولكن قلب الدكتور يوسف ملك لفتاة واحدة وارتباطي بها صعب المنال..
هناك صراع بين قلبي وعقلي...
قلبي يعيش قصة حب في غاية الصعوبة..قلبي يخبرني بأننا خلقنا لبعضنا..
في اللحظة التي أخبرني خالي بها بأن جمان طلبت الزواج مني شعرت بأنني ملكت الدنيا..
جمان..
انا افكر بك ليل نهار..يرهقني حنين قلبي ويخبرني بأنك ملك لي فقط..
ستمر هذه الليلة..وستمر الأيام..
ولكن طيفك لن يفارقني..
سيزعجني التفكير بك في كل لحظة..
يريد هذا الألم في قلبي أن تزال الحواجز عن طريقنا..
أريدك أن تكوني ملكا لي انا...
هل سيأتي ذلك اليوم ياترى؟؟
.
.
.
لم أستطع المحافظة على هدوئي اليوم…
ما الذي فعلته يا صغيرتي؟؟
لم أتخيل أن تفكرجمان يوماً بالزواج..
لقد بات أحمد متكدراً منذ اتصال خالد.. .
أسأل الله أن يرسل على قلبك هموماً تفوق. تحملك يا خالد.
لقد تحدثت مع لين فأخبرتني أن جمان قد قالت بأنها تريد الزواج بيوسف حين رأتها تكوي الفستان..
بعد خروج يوسف وأمل.. .
دخل أحمد للحديث مع حنين..أخبرها بأنه متردد بأمر الخطبة..قال بأنه شعر بأن الفرق كبير بينهما حين فكر بالأمر جيداً وهذا ما اذهلني كثيراً..
لم تهتم حنين كثيراً بالأمر ولكنني رأيت الحزن في وجه أحمد..
هل رفض يوسف بسبب مكالمة خالد يا ترى؟؟
لن أسمح بأن تكون جمان هي السبب في افساد الامر..
لقد كان أحمد سعيداً بهذه الخطبة وسأفعل أي شيء لاستمرارها..
دخلت الى المطبخ لأرسل تلك الرسالة لخالد:
(خالد..ماحدث اليوم هو سوء فهم فقط..أرجوك لا تصعب الأمور..
الدكتور يوسف فتى مهذب ولكننا من المستحيل أن نزوج جمان به..
لا تقلق..أحمد يحب جمان كثييراً..
ولكنك أبوها..
حتى وان فكرنا بتزويجها فلن يحدث رغماً عنك..
خالد..
لقد قام يوسف بخطبة ابنة أحمد اليوم وهذا ما جعل جمان تطلب الزواج..
لقد طلبت الأمر ببراءة ..
صدقني بأن هذا الزواج من المستحيل أن يحصل..
يوسف سيتزوج بحنين وانتهى..)
أرسلت تلك الرسالة ثم قمت بحضر رقم خالد...لا أريد أن يعلم أحمد بالأمر.. سيغضب كثيراً..ولكنني أريد المساعدة بقدر استطاعتي..
لقد طلب أحمد أن لا أخفي أي أمر عنه..ولكنني لم أستطع الوقوف مكتفة يدي وأنا أرى أن الخطبة ستفسد بسبب ابنتي..
سامحني يا أحمد..
.
.
.
أقف وحدي دون حراك..خائف جداً من الاقتراب من هذا المنزل أكثر..
أشتاق لأمي كثيراً..أريد أن أراها قبل سفري..
لقد تمكنت من تدبير أموري طوال هذا الشهر بدون أن تفضح الشرطة مكاني…
وقد تمكنت من العثور على أشخاص يساعدونني في الهروب الى خارج المملكة..
ولكني أحتاج لبعض المال..
لقد قمت بتغطية وجهي جيداً ..كما أنني قد تأكدت بأن أبي غير موجود في المنزل..
مناوبته ليلية اليوم..
مشيت في الطريق المؤدي لباب منزلنا في لحظات يملؤها الكثير من الوجوم والخوف والقلق... وعلى عتبات اولى الدرجات..اخرجت المفاتيح من جيبي بيدين مرتجفتين من شدة التوتر وبعينين شاخصتين لاتعلم ماذا ينتظرها …
ادخلت المفتاح ثم قمت بفتح الباب بهدوء..
لقد كان الظلام حالكاً..هل نامت أمي ياترى؟؟
مشيت باتجاه غرفتي ثم قمت بفتح الخزانة لأخذ ما احتاجه من مال..
وحين هممت الخروج من المنزل..
خفق قلبي وأنا أرى غرفة أمي….أشتاق اليها كثيراً ..
أريد توديعها على الأقل..
وقفت أمام الباب..ثم قمت بطرقه بارتباك شديد…
لم يصلني أي رد…
فكرت ان اتراجع ولكنني حاولت التغلب على خوفي وفتحت الباب بهدوء..
جلت بعيني في أرجاء غرفتها وأنا أهتف: أمي؟؟
سمعت صوت مياه تتدفق فاستنتجت بأنها في الحمام..
احترت كثيراً ..هل انتظر خروجها…
لم أكد أفكر بالأمر حتى قامت أمي بفتح باب الحمام لتراني أقف أمامها..
شهقت أمي: نادر!!
مشيت باندفاع نحوها وقمت باحتضانها بكل قوتي:أمي..اشتقت اليك كثيرًا..
انفجرت أمي بالبكاء: آآآآه يابني..آآآآه
بقينا متعانقين للحظات..كنت أعانقها بحرارة..فقد تكون هذه المرة الأخيرة التي أراها بها..
ابعدتها عني ثم نظرت اليها:أمي..اخبري أبي بأن يسامحني..أنا لم أقصد قتل عادل صدقيني.
سأسافر الآن..قد لا أتمكن من رؤيتكم مجدداً..تمني لي التوفيق..
شقت الدموع طريقها على وجه أمي: ما الذي تقصده بأنك لن تراني..
زفرت: أمي..ان بقيت هنا فسيلقون القبض علي..يجب أن أهرب..
مسحت أمي دموعها: حسنا..انتظر في غرفتي..لقد قامت الخادمة بطهو السمك على العشاء اليوم..
انك تحبه كثيراً..أرجوك أريدك أن تأكل معي للمرة الأخيرة..
اشحت بنظري عنها: ولكن..اريد الذهاب قبل أن يفضح أمري..
قاطعتني أمي: لن أتأخر..سأقوم بتسخينه لك فورًا..
اجبتها بتردد: حسناً..
نزلت امي الى المطبخ..أما أنا...فقد جلست على سريرها وأنا أتلفت حولي بكل دقيقة..
أشعر بأن الوقت يمر ببطء شديد..
عادت أمي أخيراً وهي تحمل السمك بيدها..
قامت بوضعه على الطاولة: هيا يا بني..تعال وكل..
ذهبت للجلوس على الطاولة..ولكنني لم أكد أضع لقمة في فمي حتى سمعت ذلك الصوت:سيد نادر..قم بتسليم نفسك فوراً..المنزل محاصر..
اتسعت عيناي بخوف..تلفت حولي وأنا ألهث: أمي..أمي..لقد فضحت..
قلتها ثم ركضت سريعاً في محاولة مني للهرب..
كنت أسمع صراخ أمي من خلفي: نادر..انتظر ..نااااادر
تجاهلت صراخها وأنا أتجه نحو الباب المخصص للخدم..
القيت نظرة الى الخارج فكان جلياً أمامي أضواء سيارات الشرطة..لقد انتهيت..
في محاولة يائسة مني للهرب..
قمت بالركض بكل ما اوتيت من قوة…
بدأ رجال الشرطة بمطاردتي فتهورت وأنا أتجه نحو الشارع العام لقطع الطريق المزدحم…
بعد أن وطأت قدمي ذلك الطريق..سمعت صوت الشرطة وهي تصرخ باسمي ممتزجة بصوت ابواق السيارة المندفعة باتجاهي…
كان هذا آخر ما اذكره..قبل أن ترتطم تلك السيارة بي..
واغيب عن هذه الدنيا..
.
.
.
دخلت الى المشفى صباحاً وأنا في قمة توتري..خائف من مواجهة العم خالد..
لا اريد ادخال خالي بمشكلات جديدة..أدعو الله الا ارى العم خالد في طريقي..
حين دخلت الى المشفى..شعرت بأن هناك شيئًا غريباً..
لقد كانت هناك سيارات شرطة بالقرب.كما انني رأيت السيد عزام مدير المشفى يقف معهم وهو في قمة توتره..
بقيت أتأملهم للحظات قبل أن يصلني صوت سهى:السلام عليكم يوسف….
التفت اليها: وعليكم السلام..
ابتسمت سهى بارتباك: يوسف..اردت اخبارك بأن السيد خالد قد سأل عنك بالأمس..
سألتها بتوتر : ما الذي يريده..
مطت شفتيها: لا أعلم..ولكنني حاولت انكار معرفتي بك..ولكن من الواضح انه كان غاضباً..
ابعدت نظري عنها وانا في قمة ارتباكي..هذا ما كان ينقصني..
وصلني صوت سهى: أشفق على السيد عزام كثيراً..
التفت اليها وانا اعقد حاجباي: ما الذي حدث له..
زفرت سهى:انه يقف هكذا منذ الأمس..لقد كانت الشرطة تطارد الدكتور نادر ولكنه تعرض لحادثة في اثناء مطاردتهم له..
اتسعت عيناي بصدمة:هل تم القبض على نادر؟؟
أومأت سهى برأسها: نعم.في الحقيقة الدكتور عزام رجل محترم..ولكنهم يقولون ان نادر قد قتل ابن عمه…
انتفض جسدها: نسأل الله السلامة…
سألت سهى بسرعة:ماهي حال نادر الآن؟
رفعت سهى كتفيها: لقد استفاق..والشرطة تريد التحقيق معه ولكن السيد عزام يحاول اقناعهم بتأجيل الامر حتى تستقر حالته النفسية..اصابته لم تكن بالغة..سينتظرون لعدة ايام على الارجح ثم سيزج به في السجن..
ابتعدت عن سهى فورا لأتصل على مروان..سيفرح مروان كثيراً بهذا الخبر..
.
.
.
دخلت الى المنزل بعد أن قمت بشراء الفطور..لقد خرجت سارة من المشفى في هذا الصباح..وقد قمت بأخذ اجازة بدوري لمدة أسبوع…
ستأتي والدة سارة في الاسبوع المقبل ولن أترك سارة وحيدة قبل مجيئها خصوصاً بأن مها لم تعد الى منزلها…
دخلت الى الغرفة لايقاظ سارة..
قمت بهزها بهدوء: سارة..هيا تناولي الفطور الآن ثم تابعي نومك.
همست بصوت ضعيف : لا أشتهي الأكل..
زفرت بضجر: ولكن يجب أن تأكلي..الا يكفي قلة أكلك طوال فترة مكوثك بالمشفى..لقد ضعف جسدك أكثر..يجب أن تأكلي جيداً لتزيد مناعتك.
جلست سارة على السرير بدون أن ترد..
بدأنا الأكل..ولكني شعرت بأن هناك حواجز عميقة بيننا..اريد أن تتحدث سارة الي كالسابق..
فكرت أن الوقت مناسب لأتفاهم معها الآن..
نظرت اليها وهي تمضغ طعامها بهدوء:سارة..
نظرت الي..فابتلعت ريقي ثم تابعت حديثي:لماذا تعاقبينني هكذا ؟؟
عقدت حاجبيها بدون ان ترد..
تابعت حديثي بصوت تخنقه العبرات:هل تعلمين كم اتألم حين أراك بعيدة عني هكذا؟؟
أنا أعلم أنك غاضبة بسبب اجهاضي للطفلة...
ولكن ما الذي كان يجب علي فعله برأيك؟؟
لقد كنت أتألم وأنا أرى حالتك تتدهور بدون أن أتصرف..شعرت وكأن يدي مقيدتان..
نزلت دمعت من عين سارة فمسحتها ثم تابعت حديثي:اتذكرين في تلك الليلة حين اخبرتيني باني ذلك الدواء لك !!
الآن اريد ان اداويك اريد ان تكوني بخير
أرجوك تحدثي كي ترتاحي قليلاً وأرتاح أنا ..فأنا اتألم لألمك ..
ابتسمت لها بحزن..ثم همست بصوت ضعيف:ان كنت تريدين الحقيقه فأنا اشتاق اليك كثيرا..
اجهشت سارة بالبكاء ثم تحدثت بصوت متهدج:لقداردت أن أحتفظ بالطفلة من أجلك..لقد فعلت الكثير من أجلي يامروان ولكني لم أعطك شيئاً في المقابل..
مسحت دموعها ثم نظرت الى عيني:سعدت بحملي لأنني اعتقدت انني أخيراً سأستطيع رد جميلك...
شقت الدموع طريقها على وجهها من جديد:ولكن الآن...أشعر بأن لا فائدة من وجودي في حياتك..انا مجرد عبئ ثقيل عليك..
قاطعتها: ششش سارة ..لا تقولي هذا..أنا ﻻ اريد سواك .. اقسم لك انه ما اكتمل احد في عيني كما اكتملت انت .. وﻻ تكتمل فرحتي ولا سعادتي ولا راحتي اﻻ بوجودك .. .
نظرت سارة الي بشك فابتسمت لها:انت نصفي الاخر لا اكتمل بدونك ابدا ..
ابتسمت وسط دموعها فانتعش قلبي لرؤية ابتسامتها..حتى وان كانت مغلفة بالحزن..
طلبت منها وعداً بأن تعود سارة قوية متفائلة ..
صحيح أنني صرفت الكثير من المال على علاجها..
سأضطر لتأجيل سفرنا من أجل أن أدخر المال من جديد ولكننا قطعنا عهدا على انفسنا ..
سنكون أقوى وسنجتاز الأمر معاً..
رن هاتفي معلناً مكالمة من يوسف مما اثار استغرابي..
ما الذي يريده يوسف مني ياترى؟؟
رفعت السماعة لأجيب عليه: مرحبا..
لحظة صمت تبعها أجمل خبر سمعته في حياتي: تم القبض على نادر..
.
.
.
استيقظت في هذا الصباح على رائحة افتقدتها من زمن..رائحة المستشفيات..
فتحت عيني ببطء وبدأت اتلفت حولي..
شعرت بألم في جسدي فتوقفت عن محاولة الحركة..
ازدادت دقات قلبي حين أدركت الأمر..انا لم أكن أحلم..لقد كانت الشرطة تتطاردني ولكنني قد تعرضت لحادثة.
افف ما هذا الحظ التعس..
لقد انتهى أمري الآن بالتأكيد..
نظرت الى الزجاج المطل على الممر فتمكنت من رؤية أبي يقف مع رجال الشرطة..
ابعدت نظري عنه فوراً فأنا لا أجرأ على الحديث معه…
اغلقت عيني مدعياً النوم..لن أنجو من هذا الأمر أبداً..كيف سأتمكن من الهرب الآن..
أفضل الموت على دخول السجن…
فتح باب غرفتي لتقوم الممرضة بتجديد المغذيات..
خرجت بعدها لأعود للصمت القاتل حولي..
بقيت مغمض العينين وأنا أفكر..
من الذي ابلغ الشرطة بعودتي الى منزلي ياترى؟؟
كيف تمكنوا من العثور علي؟؟
لا أعلم كم مضى من الوقت وأنا أفكر..ولكنني أشك بأنهم قد أعطوني مهدئاً في تلك المغذيات فقد غططت بالنوم بدون أن أشعر..
استيقظت بعدها على صوت باب غرفتي وهو يفتح..
لم أفتح عيني كي لا تقوم الشرطة بالتحقيق معي..
وصلني ذلك الصوت هو يضحك باستهزاء: هههه تريدني أن أصدق بأنك نائم أيها الجبان.
فتحت عيني بسرعة حين سمعت ذلك الصوت...
احتدت ملامحي وانا انظر اليه..انه صوت مروان كما توقعت..
ابتسم مروان باستهزاء: مرحباً..
نظرت الى الزجاج المؤدي للممر ولكنني لم اجد أبي هذه المرة..
اتجه مروان الى الستارة وقام باغلاقها...التفت الي بعدها وهو يبتسم:لقد كان الأمر يستحق العناء لأصل لغرفتك..
زفر بعمق: ااااه كم هو مريح رؤيتك طريح الفراش هكذا..
ضحكت باستهزاء ..فاقترب مروان مني وهو ينظر الي بحدة:أتجد بأن الأمر مضحك؟؟
اطلق ضحكة قصيرة ثم تابع حديثه: دعني أذكرك بأمر مضحك..
هل تذكر حين اخبرتني بأن الله لا يظلم أحداً حين تم طعني بذلك اليوم؟؟
اتسعت ابتسامته:لقد كنت صادقاً..ها أنت ذا..نادر الفتى المتغطرس تعرض لحادثة في اثناء هروبه من الشرطه..
نظرت اليه بغضب:لا تفرح كثيراً بهذا..تذكر كلامي ..لن يتمكن أحد من ادخالي الى السجن..أنا برئ...وستثبت براءتي قريباً..أما أنت..فمت من غيضك..
وضع مروان يده على رقبتي ثم بدأ يتحدث بهدوء: أي برئ أنت؟؟
هل تريد أن اذكرك بجرائمك؟؟
لقد تحرشت بفتاة مسكينة..ثم تسببت بالشلل لها..
قمت بقتل ابن عمك..وحاولت قتل جاري وهو رجل بريء..
اتيت الى منزلي لتقوم بتهديدي..
احتد صوته أكثر: وأكثر جرائمك بشاعة..انك قتلت طفلتي..
ضحكت باستهزاء حين قال هذا..
رفعت حاجبي وأنا أجيبه: حقاً لا يوجد حد لجنونك..لو أمطرت السماء حجارة لقلت ان نادر هو السبب..
اتسعت ابتسامتي:لا تلق بفشلك علي يا دكتور مروان..لقد فشلت بعلاج تلك الفتاة ولكنك تأبى الاعتراف لذلك قلت بأنني السبب..
لقد مللت من سماع موضوع التحرش الذي تدعيه تلك المختلة.
لم أتمكن من أكمال حديثي فقد قام مروان بخنقي بكل قوته..
تركني بعدها وأنا أسعل بشدة..نظرت اليه بغضب:اغرب من هنا أيها المختل..
قام مروان بإخراج حقنة من جيبه..نظر الي وهو يبتسم باستهزاء:ان قمت بحقن الهواء في الوريد.فكم سيستغرق الامر من وقت قبل أن يتوقف قلبك يادكتور؟؟
رفعت حاجبي: هل تريد قتلي؟؟
رمش بعينه عدة مرات ثم شهق :أنا!!
أنا أقوم بقتلك..
لا..لا تظلمني يانادر..انه مجرد خطأ طبي برئ..
اغلقت عيني ثم أجبته:هيا..اقتلني..لا اهتم..ان أموت بريئاً..خير لي من دخول السجن مع المجرمين..
وضع مروان تلك الحقنه على رقبتي..
بدأ يحركها محدثاً خدوشاً صغيرة بدون أن أبدي أي ردة فعل..
قام بتثبيت الحقنة على الوريد في رقبتي..فأغلقت عيني بكل قوتي..
شعرت بالتوتر حين توقف مروان عن تحريك الحقنة..
اقترب مني الى ان بدأت أشعر بأنفاسه في اذني..همس قبل أن يغرس تلك الحقنة: سأقتلك غير مأسوف عليك..سأخلص الدنيا من جرثومة قذرة مثلك..
احتد صوته أكثر: الى الجحيم..
|