كاتب الموضوع :
شخابيط فتاة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
الفصل الحادي و العشرون:انه يحبني!!
كنت مستلقية على سريري غارقة في عالم أفكاري..ذهبت لعالم بعيد..عالم مختلف...عالم بدون مروان..
أردت أن أتخيل حياتي بدون وجوده….حاولت تذكر أيامي بين أخوتي…
بالرغم من حياتي البائسة مع مروان..وبالرغم من كثرة مشاكلي منذ تزوجت به..الا انني لا اتخيل العيش بدونه..
كان يغزو كل تخيلاتي..لا اعلم مالذي حصل لي..أشعر وكأنني عشت طيلة حياتي بقربه..
فتح باب غرفتي فأغلقت عيني بسرعة مدعية النوم…
اغلق الباب من جديد ثم بدأت أسمع صوت خطوات..خطوات مروان..
ومع كل خطوة يخطوها..يخفق قلبي مصدرا صوت أنين قد أضناه التعب..
جلس على السرير ثم أمسك بذراعي ليزيد من توتري…
يريد أن يغرس الحقنة بها..لا يستطيع الاستغناء عن مهنته كطبيب..
أردت أن ينتهي الأمر بسرعة..فقد خشيت أن تفضحني دقات قلبي…
ترك ذراعي ثم امسك بكفي..ولكن مهلاً..لماذا لم اشعر بانغراس الحقنة بعد؟؟
همس بهدوء:سارة..اعلم انك مستيقظة..
تجاهلته..ولكن قلبي لم يتمكن من تجاهله..وددت أن أرد عليه..
أريد أن أسمع صوته..فقد لا أتمكن من سماعه مرة أخرى..
اريد العيش بدونه … ولكن قلبي يرفض ذلك..
تابع حديثه: سارة ..هيا..افتحي عينيك..لقد أحضرت الفطور..
صمت قليللاً ثم أردف بارتباك: ههه..هل تعلمين..لم أتمكن من تناول الفطور هذا الصباح..لقد انتظرت ان تنام امي مع جنى..انا جائع جداً..هيا اريد مشاركة الفطور معك..
لم أرد عليه..ولكن كلمات جنى ترددت في اذني..شعرت باختناق شديد..وددت أن أصرخ عليه لمعاتبته..لماذا تهزأ بي هكذا؟؟
-هل تريدين مني الخروج؟؟؟
حاولت جاهدة السيطرة على نفسي ..لم أرد أن أضعف..لا اريد الحديث معه..
حين رأى تجاهلي زفر بضيق:سارة..ارجوك..سأتركك الآن..ولكن..يجب أن تفطري لتأخذي أدويتك..
شعرت برغبة بالبكاء….
تابع حديثه:ربما يغضبك اهتمامي الزائد بأدويتك وبمواعيدها...ربما تعتقدين أنني غبي ولا ادرك مشاعرك..
صمت قليلاً..ثم أردف بتردد:ولكن أريدك أن تفهمي جيداً..اهتمامي بأدويتك ليس بدافع الشفقة..فأنا...لست مجبرًا على العناية بك..
ضحك بارتباك:هههه اعذريني انا لا أعلم ماذا أقول...أنا..ههه...انا لم أتمكن من معرفة مشاعرك..لأنني..
شعرت برجفة يده الممسكة بيدي..
افلت قبضته منها ثم تابع حديثه بهمس اهتز له كل كياني:لأنني وبكل بساطة أكون مرتبكاً أمام المرأة التي أحبها..
توقف قلبي عن النبض..تجمدت كل مشاعري..أصحيح ماسمعت..
وقف مروان من السرير ثم مشى باتجاه الباب..اغلق الباب خلفه..
فجلست بسرعة وأنا أنظر الى الباب في عدم تصديق..
نظرت الى يدي..لأرى تلك الأساور الذهبية عليها..
انفرج ثغري بابتسامة عريضة..شعرت بسعادة غامرة..
أخذت أتنفس بعمق لمرات متتالية في محاولة مني لتبريد جسدي المشتعل..
أنا لا أحلم..لقد قالها حقاً….
وددت أن أصرخ بأعلى صوتي لأخبر الدنيا كلها بذلك..
انه يحبني..
مـــــروان يحبــــني
.
.
.
قلبي يخفق خوفاً من رؤيتها..يخفق خوفا من صدق كلامها؟؟؟
هل فعلتها يا خالد؟؟
اسأل نفسي, وبعد هذا العمر الذي مضى وأنا معك, رفيقة دربك وشريكة عمرك ...
هل فعلتها؟؟
أسئلة كثيرة تدور في ذهني وقلبي وعقلي,
ولا أستطيع أن أجد لها إجابة !!!
أهي طيبة قلبي ؟!
أم ضعفي وقلة حيلتي؟!
أم غبائي وثقتي التي منحتك إياها منذ ارتباطنا؟!
اعطيتك مالي...اسكنتك في منزلي...اسكنت والدتك معي وقمت بتربية اختك مع ابنائي..
وهذا ما تجازيني به؟؟
ذهبت راكضاً خلف امرأة تخلت عن ابنتها لسبعة عشر سنة؟؟
لا أفهم لم تفعل هذا؟ ؟؟؟
رباهـ.....ما أحقرك من رجل..
هل حقاً تستغل ضعف ابنتك من أجل مصالحك!!
أرجو أن يكون كلامها مجرد افتراء..
ولكن ان كانت صادقة..فثق تماما بأنك أكبر خاسر وفاشل, فقد خسرت حبي وثقتي
وإحترامي لك إلى الأبد .و لا أملك إلا أن أشكيك لواحد أحد.
حسبي الله ونعم الوكيل..
وصلنا الى العنوان الذي وصفه الدكتور يوسف..
طلبت من فارس البقاء في السيارة..فأنا لا أنوي التأخر في منزلها..
كما أنني لم أخبر فارس بالأمر..أخبرته انني سأحضر جمان فقط..
بدأت أصعد الدرج وأنا أحاول اقناع نفسي بأن تلك المرأة تكذب.انها تغار مني فقط..تريد أن تدمر حياتي مع زوجي..
ان كان خالد يريدها حقاً..فلماذا لم يفكر بها سوى الآن؟؟
سبعة عشر سنة قد مرت ثم يبتزها بابنتها بعد كل هذه السنين؟؟
الم تكن اعادتها اسهل في اثناء غيبوبة جمان؟؟
ولكن ما يحيرني بأنها متزوجة..
ما الذي تريده بخالد الآن؟؟
ماهي مصلحتها من افساد حياتي..
طرقت باب الشقة..فقامت فتاة صغيرة بفتحه..مشيت خلفها الى المجلس..
في الحقيقة,شعرت بالاهانة..انها تعلم انني قادمة,,لماذا لم تقم هي باستقبالي؟؟
نظرت تلك الفتاة الي:ستأتي الخالة هوازن حالاً..ولكن جمان قد نامت لذلك انتظري قليلاً من فضلك..
اومأت برأسي: لا مشكلة..
جلست تلك الفتاة وبدأت تحدق بي..أما أنا قد كنت متوترة جداً..
بدأت أقلب نظري في ارجاء الغرفة..
لا يوجد أدنى مقارنة بين منزلي ومنزلها..
ابتسمت ابتسامة استهزاء على ذلك الاستنتاج برأسي..
الأن فقط اتضح كل شيء..
نظرت الى تلك الفتاة لأسألها:ما اسمك يا صغيرتي..
اجابت بارتباك: ها..اسمي حنين..
اتسعت ابتسامتي:اسم جميل حقاً وكم هو عمرك؟؟
نظرت الي باستغراب ثم اجابت: ستة عشر سنة…
ابعدت نظري عن تلك الصغيرة وأنا أفكر..هه يبدو أن تلك المرأة تزوجت بعد طلاقها فوراً..فقد ولدت هذه الطفلة بعد سنة من طلاقها..
أمرها عجيب حقاً..كيف تمكنت من متابعة حياتها بصورة طبيعية وابنتها طريحة الفراش..
اعدت نظري لتلك الفتاة:هل تسير الأمور على مايرام بين والدك ووالدتك؟؟
تغيرت الي بحدة ثم اجابتني بكل وقاحة:أولاً انها زوجة أبي..ثانياً..اعتقد أن الأمر ليس من شأنك...
شعرت ببعض الحرج..اجبتها بارتباك:لم أقصد شيئاً..كنت أسأل فقط..
زفرت تلك الفتاة ثم تمتمت بكلام لم أستطع فهمه..ولكنني تجاهلتها وأنا أفكر بهوازن..
اعتقد أنني فهمت الأمر..تلك الهوازن ليست سهلة على الأطلاق..هاقد استولت على عقل هذا الرجل وقامت باختطافه من زوجته...والآن تريد افساد حياتي مع خالد...كم اشفق على زوجها..هل يعلم بما تفعله تلك الخبيثة من وراء ظهره؟؟؟
.
.
.
لم أتمكن من النوم منذ قام يوسف بطرق الباب..مللت وأنا أحاول النوم فقررت الخروج لتجهيز الفطور..
خرجت من غرفتي لأفاجأ بتلك الفتاة المستلقية على فخذ الخالة هوازن في غرفة الجلوس..
عقدت حاجبي وأنا انظر اليها..
نظرت الخالة هوازن الي بابتسامة ثم همست:حنين..هذه هي ابنتي جمان..
اعدت نظري الى جمان..انها تشبه الخالة هوازن كثيراً…
نظرت اليها بتساؤل: كيف اتت الى هنا؟؟
اجابتني وهي تمسح على شعرها: قام يوسف بإحضارها..
فتحت جمان عينيها فجأة ثم زفرت بضجر:ماما..لا أستطبع النوم هنا..أريد النوم في ذلك السرير بغرفتك..
نظرت الخالة هوازن اليها: لا يصح يا صغيرتي بابا أحمد يريد النوم..
اجبتها بسرعة: خالة هوازن يمكنك النوم بسريري ان اردت فأنا لا أشعر بالنعاس..
ابتسمت الخالة هوازن لي: أشكرك ياحبيبتي..
نظرت جمان الي وهي تعقد حاجبيها:من هي هذه الفتاة..
اجابت الخالة هوازن :انها اختك حنين..
اقتربت من جمان لأسلم عليها..
قامت جمان بمصافحتي:مرحباً أنا جمان..
ابتسمت: أعلم هذا..
نظرت جمان الى الخالة هوازن:ماما انها تعرفني..
ضحكت قائلة : نعم تعرفك ..وهل يخفى القمر؟؟
أرادت الخالة هوازن الوقوف فقمت بمساعدتها..أمسكت بكتفي:حنين يا صغيرتي..ستأتي الآن زوجة خالد..سأبقى مع جمان الى أن تنام قومي باستقبالها حسناً؟؟
أومأت برأسي..
دخلت الخالة هوازن الى غرفتي...وبعد عشر دقائق تقريباً طرق باب الشقة..
أسرعت الى غرفتي لأخبار الخالة هوازن ثم قمت باستقبال تلك المرأة..
جلست أمامها وأنا احدق بها باستغراب..
انها جميلة حقاً..من الواضح أنها تهتم بمظهرها كثيراُ..ولكن ما فاجأني هو تلك العباءة الملونة التي ترتديها..كما أن حجابها يظهر الكثير من شعرها..ووجها ..من الواضح أنه لا يخلو من مساحيق التجميل..
في الحقيقة لقد كنت مصدومة من مظهرها..فقد قامت أمي بتربيتي على ارتداء عباءة محتشمة لا تظهر زينتي..
كانت تلك المرأة تنظر الى المنزل بنظرات ملؤها الاشمئزاز..
نظرت الي وبدأت تتطفل بأسئلتها..غضبت من تطفلها كثيرا…
اخبرتها بأن الأمر ليس من شأنها فشعرت بأنها مصدومة..
تجاهلتها وأنا أتمتم بهدوء:اكره الفضوليين..
دخلت الخالة هوازن الى المجلس ثم سلمت عليها..
نظرت الي وهي تشير لي بعينها أن أخرج.
خرجت من المجلس ولكن كان الفضول يقتلني...اردت سماع الحوار الذي دار بينهما..
بقيت بجانب الباب..في البداية لم أتمكن من فهم كلامهم..ولكن يبدو أن هناك مشكلة..فقد أرتفع صوت المرأة وبدأت بالصراخ..شعرت بالغضب حين بدأت تلك المرأة تهزأ بأبي.
حاولت جاهدة المحافظة على هدوئي كي لا يفضح أمري…..
ولكنني كنت أشتعل غيضاً...ولكن..وحين بدأت الخالة هوازن بالحديث..
انطفأت تلك النار بداخلي..فقد تمكنت الخالة هوازن من افحامها بكل بساطة..
.
.
.
بقيت مع جمان في غرفة حنين الى ان نامت أخيراً..لا أعلم كيف اقنعها بأمر العودة لمنزل خالد…
لن تتقبل الأمر بالتأكيد..ولكنها يجب أن تعود..لا نريد التسبب بمشكلة قبل فتح ملف القضية...
طلبت من حنين أن تقوم بمناداتي عند وصول زوجة خالد..
قامت بفتح الباب ثم همست: خالة هوازن لقد وصلت..
أومأت برأسي فذهبت حنين لفتح الباب..ابتعدت عن جمان بهدوء ثم وقفت..
أشعر ببعض التعب من الوقوف بسبب العملية لهذا كنت أسير ببطء..
خرجت من الغرفة لأقوم باستقبالها ..كنت أمشي وأنا اتساءل..لم تريد مقابلتي ياترى؟؟
اخشى أن تقوم بتكرار سخافات خالد..ربما قام بتحريضها علي..
ولكنني قررت التفاهم معها كأم...اخبرتني جمان أنها تحبها..
وقلب طاهر كقلب جمان..لن يتمكن من حب امرأة خبيثة..انا متأكدة بأنها طيبة القلب..
دخلت الى المجلس وحين رأيتها..شعرت بانقباض بسبب نظراتها..كانت تنظر الي باحتقار..يبدو ان خالد قد قام باتهامي أمام كل معارفه..
ان قامت بتكرار ذلك الاتهام فلن أصمت هذه المرة أبداً..
حاولت المحافظة على هدوئي فابتسمت ثم سلمت عليها: السلام عليكم…
ردت السلام ببرود وهي تقوم بمصافحتي..
اشرت الى حنين لتخرج ثم جلست أمامها في انتظار ان تتحدث ولكنها لم تنطق بأي كلمة..
حاولت كسر الصمت:أشكرك كثيراً على احضار جمان لرؤيتي..لن أنسى لك هذا الجميل أبداً..
ضحكت باستهزاء ثم ردت علي:أنا لم أحضرها لرؤيتك.كنت اعتقد أن جمان تريد الممرضة..
شعرت بالغضب من طريقة حديثها..كنت انوي الرد عليها ولكنها تابعت الحديث..
-مالذي تريدينه من خالد؟؟
نظرت اليها باستغراب: ما الذي تقصدينه؟؟
نظرت الي بحدة: انك تعلمين جيداً ما الذي أقصده..تريدينني أن أصدق أن خالد يبتزك بجمان لتتزوجي به؟؟
عقدت حاجبي: من أخبرك بهذا؟؟
زفرت بضجر: لا يهم من الذي اخبرني..لقد أتيت لأوصل لك كلمة واحدة..أنا اثق بزوجي كثيراً..ولن تستطيع امرأة مثلك أن تفرق بيننا هل فهمت؟؟
ابتسمت باستهزاء ثم تابعت حديثها: خالد لن يلتفت الى امرأة مثلك ....كنت اتساءل طوال الطريق عن سبب اصرارك على العودة الى خالد بعد كل هذه السنوات..
بدأت تقلب بصرها في ارجاء الغرفة:ولكنني فهمت الآن..لقد رأيت أن خالد يتقلب في النعم بينما تعيشين مع رجل متزوج في شقة صغيرة كهذه..لا ألومك فقد أعمت الغيرة بصيرتك...ولكني متعجبة من سكوت زوجك على هذا..
اطلقت ضحكة قصيرة ساخرة ثم تابعت حديثها:اعتقد أن رجلاً حقيراً يخون زوجته يستحق امرأة قذرة مثلك ...
كنت استمع اليها بصمت طوال الوقت..اردت أن أعرف سبب مجيئها..كما انني أردت أن اعرف ما الذي يقوله خالد عني أمامها..
حين رأيت صمتها اجبتها ببرود : هل أنهيت حديثك؟؟.
ابعدت نظرها عني بدون أن ترد..
تابعت حديثي : لو أعطيت ملك الدنيا بأكملها في مقابل العودة لذلك الرجل فلن أقبل بهذا أبداً..هل فهمت؟؟
نظرت الي ثم ضحكت باستهزاء..
نظرت اليها بنظرات ملؤها الشفقه على حالها...فاكتشاف الحقيقة صعب:اسفي عليك وعلى تفكيرك المريض..مافائدة المال..ان فقدت الكرامة؟؟
اعلمي جيداً أن أحمد بنظري برجال الدنيا..ولو كنت أعيش معه في جحر لما تخليت عنه..
صمت قليلاً ثم تابعت حديثي:في الحقيقة..أنا أشفق عليك..لا ألومك فخالد هو والد أبناءك وتحاولين المحافظة على سمعته بقدر استطاعتك..
ولكن خالد لا يستحق دفاعك عنه..لقد تذوقت مع ذلك الرجل ألواناً من العذاب..تذكري جيداً..كما تدين تدان..
وما فعله خالد بي,,قد يحدث لك في يوم من الأيام..فذلك الرجل قد تجرد من انسانيته…
صرخت بانفعال فجأة:أنا لا أسمح لك بالحديث عنه بهذه الطريقة … أنا أعرف خالد وأثق به جيداً هل فهمت..
ابتسمت بحزن:وأنا أيضاً كنت أثق به..ولكنه قد خان ثقتي واتهمني في عرضي..
نزلت دمعة من عيني ولكنني مسحتها فوراً..جرحي لم يبرأ بعد..لازلت مصدومة من اتهامه لي..
نظرت سمر الي بصدمة:انك تكذبين!!
نظرت الى عينيها بثقة:هل تريدين الاثبات؟؟
لحظة صمت بيننا يملؤها التوتر..رأيت الخوف في عينيها..من الواضح انها تخاف من انكشاف حقيقته..
وقفت من الأريكة وذهبت للجلوس بجانبها فالتفتت الي باسغراب..
اخرجت هاتفي من جيبي لأقوم بفتح المحادثة التي دارت بيني وبينه..ثم قمت بتشغيل التسجيل الصوتي الذي كان يبتزني به..
تزاحمت الدموع في عينيها وهي تأخذ الهاتف مني بيد مرتجفة...همست بصوت متهدج: كلا..خالد لا يفعل هذا ..خالد لايفعل..
قالتها ثم وضعت يدها على فمها لكبت تلك الشهقة..القت الهاتف من يدها ثم انفجرت بالبكاء..
شعرت بالحزن عليها..اردت التخفيف عنها فذلك لرجل لا يستحق دموعها..
ولكنني تركتها تبكي لتنقض الهموم التي تخنق صدرها.. استمرار نحيبها هز عواطفي..
ربما تحقد علي الآن..ولكن معرفة الحقيقة المرة..خير من العيش في مرارتها دائماً..
ارحم ضعفها يا الله…
.
.
.
فتحت عيني بتثاقل..مرهقة جداً من كثرة البكاء..
لا أعلم كم مضى من الوقت على نومي ..نظرت الى الساعة...انها الواحدة ظهراً,,
اشعر بجوع شديد..وذلك الغبي ماجد قد حبسني هنا بدون طعام..
علي الانتظار حتى صلاة العصر ليعود من عمله…
امسكت بهاتفي لأتصل على سمر..اردت الاطمئنان على ابنتي لانا..
لقد قضيت الكثير من الوقت في التفكير..قررت أن أحضر لانا الى المنزل...ربما يحن قلب ماجد على ابنته..
كما انني قررت البقاء مع ماجد أطول فترة ممكنه..لن أسمح له بالعودة الى اصدقاءه..سيكون تحت مراقبتي حتى يتخلص من ذلك السم..
رغم أنني غضبت منه في هذا الصباح ولكن وبعد أن فكرت..انه مدمن على اي حال..لن يكون التغيير سهلاً..
سأحاول اقناعه بالذهاب الى مركز متخصص للعلاج..
اتصلت على سمر فوصلني صوتها بعد لحظات: مرحباً..
زفرت بعمق: مرحباً خالة سمر كيف حالك..
ردت بصوت ضعيف: بخير..
عقدت حاجبي وأنا أسمع صوتها..سألتها باستغراب:مابه صوتك.. هل أنت بخير؟؟
تهدج صوتها:آآآآه يامها لا تسألي..أنا متعبة جداً
شعرت بقبضة مؤلمة في قلبي:لماذا..ما الذي حصل..
صمتت قليلاً ثم أجابت:سأخبرك فيما بعد...ماهو سبب اتصالك الآن ..هل هناك مشكلة يا عزيزتي..
اجبتها بارتباك:ااا..هاه..كلا ..لا يوجد مشكة..كل مافي الأمر اني أردت الاطمئنان على لانا..كما اني اريد التحث الى امي..
اجابت بهدوء:أنا في خارج المنزل الآن..
اجبتها بإحباط:أوه..حقاً…
لحظة صمت..قطعتها سمر بخبر صادم:مها..لقد ذهبت لمقابلة هوازن..
اتسعت عيناي بصدمة:ماذا؟؟
ردت سمر بصوت باكي: آآآه ليتني لم أقابلها..
ازدادت دقات قلبي: لماذا..ما الذي فعلته؟؟
صمتت قليلاً ثم اجابت: لا استطيع اخبارك بهذا الأمر على الهاتف..ان قدمت لمنزلي ..سأخبرك بكل شيء..حسنا..الى اللقاء الآن..
اجبتها بصوت هامس: الى اللقاء..
قلتها ثم أقفلت لخط..با الهي..مالذي حدث ياترى...مالذي فعلته تلك الخبيثة أيضاً…
زفرت بغضب: اففف تلك المرأة.انها بلاء فوق رؤوسنا…
.الن تنتهي مشاكلها ابداًً..
.
.
.
خرجت مع فارس الى احد المقاهي لأغير من مزاجي قليلاً..لا ارغب في العودة الى المنزل..
اشعر باختناق شديد..كما انني قررت ترك جمان مع امها حتى صلاة الظهر..
لم يكف فارس عن سؤالي عن سبب بكاائي ولكنني لم اعره اي اهتمام…
ما الذي أقوله له؟؟
هل أخبره بأن أباه رجل حقير وجبان؟؟
كلا ..لن أخبره..فأنا..لا اريد ان يلقبنى احد باننى تلك "الضحية" لا اريد ان يشفق على احد..
لقد جفت دموعى و انتهى كل شىء و الان ساعود الى نفسي فلقد اشتقت اليها....
لا اريد ان ابكى...
ولكنني لن انسى هذا الجرح..... فلا احد يعلم مدى قسوة الالم الا من عاشه.....
انت انانى ياخالد..
تريد الكثير و لا تعطى غير الجروح... فكم من ليلة بكيت و اشتكيت الى الله منك....
انت ناكر للجميل....
مهما بعدت خطواتك و ان عدت تجدني انتظر ..احمل قلب وفي مخلص لا يرى غيرك…
و مهما اشتدت عليك الايام قسوة وجدت انسانه تقف بجانبك و لا تنتظر منك غير الرضى عنها....
لقد كنت العب ادوار كل الذين من حولك ....
امك ..ابوك... صديقك....و اختك.....و زهرتك الجميلة..
اما انت فلقد كنت تستغل في طيبة قلبي…
لقد اخذت كل شىء مني.. حتى قلبي اخذته.....
والآن وقعت فى فخ غدرك......و المضحك هو اننى اكتشفت ذلك بنفسي..
لن أواجهك بالحقيقة...لكننى لن انسي......و سانتقم منك.....لكى تعرف من انا......
ساجعلك تبكى من جبروت ابتسامتى....
ساقفل باب الحزن و لن انتظر شىء منك ساتركك للايام....
سابعث التفاؤل فى كل شىء.. فالحياة لا تقتصر على وجودك ..
تالمت...حزنت....بكيت...
لكننى لم امت قبل يومى....اذ أن حياتى لا تقتصر عليك انت....ولا تنسى.... سأنتقم..وستعرف من أكون..
حين أصبحت الساعة الثانية مساءً عدت الى منزل هوازن لأخذ جمان…
في هذه المرة صعد فارس معي فقد اخبرتني هوازن أن جمان ترفض الخروج..ربما يتمكن فارس من اقناعها..
حين دخلت الى المجلس وجدت جمان تجلس بجانب هوازن على الأريكة..
رؤيتهما معاً..اشعلت شيئاً في قلبي..جمان تشبه هوازن كثيرًا!..
اقترب فارس منها:جمان يا عزيزتي هيا تعالي لنعود الى المنزل..ان لم يجدك بابا سيغضب كثيراً…
امسكت جمان بهوازن بكل قوتها وهي تصرخ: كلا ..اريد البقاء مع ماما..بابا لن يستطيع فعل أي شيئ..يوسف قال هذا..
نظرت هوازن الى جمان: هيا ياصغيرتي..ستأتين لرؤيتي في أي وقت تريدينه..سيحضرك أخوك..
أومأت برأسها الدموع تملأ عينيها: كلا كلا..انهم يكذبون علي..
شعرت ان هذه هي فرصتي لابقاء جمان هنا..في الحقيقة..انا لارغب بإعادة جمان معي..
نعم..لقد شعرت بالغيرة..اعتقد ان رؤية خالد لجمان ليل نهار هو ما اعاد هوازن الى ذاكرته..
نظرت الى هوازن بهدوء: ان ارادت البقاء فلا مشكلة..سأتصرف مع خالد..
اتسعت عينا فارس وهو ينظر الي:كلا أمي أرجوك..سيقلني أبي ان علم بهذا..
كنت سأرد عليه ولكن صوت هوازن وصلني: كلا..يجب ان تعود..لقد قمت برفع دعوى حضانة في ها اليوم..ستعود جمان الي بطريقة قانونية...وقتها لن يتمكن خالد من اثارة المشكلات..
بدأت جمان بالبكاء: كلا ماما..لا أريد أن اذهب...أنا أحبك كثيراً...
.
.
.
لم أعرف كيف اتمكن من اقناع جمان بالذهاب مع اخوها..رؤيتي لدموعها كادت تضعفني..ولكن ماذا افعل..
اخبرني أحمد أن بقاءها قد يؤثر في القضية..
قبلت رأسها:ارجوك يا صغيرتي..أنا احبك كثيراً أيضاً .. ولكننا لا نريد اغضاب بابا..
وضعت رأسها على صدري ثم أغمضت عينيها وهي تمسك بي بقوة وكأنها تريد أن تتملكني..
نظرت الى فارس وسمر بقل حيلة..
أقترب فارس مني ثم قام بمد يده:خاله هوازن اعطني هاتفك اذا سمحت..
نظرت اليه باستغراب..
تابع حديثه موضحاً : اريد تسجيل رقمك لدي..
-اوه حسناً..
قلتها وأنا اعطيه الهاتف..
بدأ يدخل رقمه الى هاتفي ثم اعاده الي بعد ان اتصل بهاتفه: لقد قمت بتسجيل رقمي باسم جمان..يمكنك الاتصال علي في أي وقت تريدينه..
ابتسمت له: اشكرك كثيراً..
أومأ برأسه ثم رفع هاتفه وقام بإجراء مكالمة فيديو..
نظرت الى هاتفي وقبل أن اسأله وصلني صوته:قومي بالرد علي..
أومأت برأسي وأنا أفتح المكالمة..
اقترب فارس من جمان ثم وضع الهاتف في يدها:انظري هذه ماما..
نظرت جمان الى الهاتف وهي تعقد حاجبيها..بدأت تقلب نظراتها بيني وبين الهاتف..
شهقت وهي تشير الى الهاتف: ماما..أنت هنا..
ضحكت بهدوء حين فهمت ماينوي فارس فعله..اجبتها بابتسامة: نعم يا حبيبتي..سأكون معك دائماً..
وضع فارس يده على كتف جمان ثم نظر الى عينيها: أرأيت..أنا لا أكذب عليك..ان اردت رؤية ماما أخبرني فقط وسأعطيك هاتفي لتتحدثي معها ..
نظرت جمان الي بحزن ثم أعادة نظارها الى فارس:وهل سأتمكن من رؤية ماما في منزلنا؟؟
أومأ فارس برأسه…
نزلت دمعة من عينها: ولكني أريد أن أمسك بيدها وأنا أتحدث معها…
زفر فارس بنفاذ صبر:حسناً سأحضرك اليها حين يخرج بابا من المنزل..ولكن الآن تعالي معي..زلقد ساعدتك لتري ماما ..هل تريدين أن يضربني بابا بسببك؟؟
أومأت برأسها بالنفي..
قام فارس برسم ملامح البراءة على وجهه:ان كنت لا تريدين هذا اذا تعالي معي..
نظرت جمان الي بعينين دامعتين ثم اعادت نظرها الى هاتف فارس...ابتسمت وهي تكابر دموعها: ماما مازلت هنا..
ضحكت على براءتها:نعم مازلت هنا..
وقفت مع فارس لتخرج وهي مستمرة بمراقبة الهاتف…
بدأت تنزل الدرج الى الخارج:ماما مازلت اراك..هل تستطيعين رؤيتي..
ارسلت قبلة بالهواء اليها:.نعم..اراك..
أستمرت جمان بمراقبة الهاتف حتى حين تحركت السيارة..لا تريد ابعاد نظرها..صغيرتي لا تريد فراقي..
أعذريني با صغيرتي..أحبك كثيراً..ولكن الأمر ليس بيدي..
نزلت دمعة من عيني ولكني مسحتها بسرعة كي لا تراها جمان..
قريباً جداً يا صغيرتي لن يجرأ أحد على تفريقنا..
أريدك أن تكوني مبتسمة دوماً..
اعذري ضعفي يا حبيبتي..فراقك صعب علي..
أنا إن شدوت بلحن البكاء...فذا هو شوقي لكِ يستعر..
قريباً قريباً سننسى العناء...وإن فرقتنا دروب السفر…
ستزهر يوماً روابي اللقاء..وتشرق رؤيا صبحٍ أغر..
فأنتِ لدربي كذاك الضياء….وفي جوف ليلي فأنتِ القمر..
.
.
.
عدت الى المنزل في الثامنة مساءً..لقد أجبرني العم خالد على التأخر في العمل اليوم فقد أراد معاقبتي لتأخري هذا الصباح..
وصلت الى غرفتي وبدأت أدعو الله بداخلي أن تكون مها نائمة..لست في مزاج جيد لسماع صراخها..
لابد أنها غاضبة لأنني قمت بإقفال الباب هذا الصباح..ولكني اردت ابعاد شكوكي..
أنا أعلم جيدًا انها ستخرج لرؤية سارة..اهتمامها الشديد بتلك الفتاة يحيرني..
لا أريد أن أظلمها ولكني سمعت الكثير من قصص الخيانة من اصدقائي..
ولكن اكثر تلك القصص تأثيراً علي ..هي قصة المرأة التي كانت تخون زوجها في بيت جارتها..
حين رأيت مها تتأنق هذا الصباح ..لم استطع السيطرة على شكوكي..فمروان مريض ولن يذهب لعمله اليوم..
لذلك أردك قطع شكوكي بإقفال الباب عليها..
فتحت الباب بهدوء فاستقبلتني مها بالصراخ كما توقعت:وأخيراً عدت يا سيد ماجد...لماذا تأخرت كل هذا الوقت..
اجبتها ببرود:هناك صفقة مهمة جداً للشركة..اضطررت للبقاء لمساعدة أخوك..كان يريدني أن أبقى معه حتى منتصف الليل ولكنني اخبرته انني لا أستطيع التأخر أكثر..
تزاحمت الدموع في عينيها: كدت أموت جوعاً هنا..
شعرت بالحزن عليها..لم يخطر في بالي أمر الطعام..يالني من غبي..
اقتربت منها لمراضاتها ولكنها دفعتني فوراً:لا اريد سماع أي شيئ..أشعر بالاختناق من رؤيتك..
زفرت بضجر: مها ..أنا آسف حسناً..اعدك انني سأبذل جهدي للتخلص من ذالك السم..
وضعت يدها على اذنها كي تجبرني على الصمت..
كم يغضبني عنادها الشديد..
صرخت بغضب:اووووووه..ماهذه التصرفات الطفولية..الحق علي لأنني أريد الاعتذار اليك..
قلتها ثم استلقيت على سريري لأنام..
بدأ صوت شهقاتها يصلني ويعتصر قلبي ولكنني تجاهلتها..
ستبكي قليلاً وستنسى الأمر..سأحضر لها هدية بسيطة في الغد..
مها ذات قلب رحوم وعطوف وستسامحني بالتأكيد..
.
.
.
اشعر بحيرة شديدة..هل أقوم بفتح شعري..ام أقوم بعمل ظفيرة جانبية…
ليتك هنا يا مها..لأول مرة..أرغب في أن يراني مروان بأجمل حلة..لماذا لم تأت مها اليوم..اشتقت اليها كثيراً..
احمرت وجنتاي خجلاً وأنا اتذكر اعتراف مروان هذا الصباح...خجلة جداً من رؤيته…
من يرى خجلي الآن لن يصدق بأنني متزوجة به منذ سبعة أشهر.
لم أخرج من غرفتي طول اليوم..كما أن مروان لم يدخل اليها..هه اعتقد انه خجل من اعترافه ايضاً…
لقد قامت جنى بإحضار الغداء من أجلي...ولكنها اخبرتني ان اخرج من أجل العشاء معهم والا غضبت عمتي..
نظرت الى احمر الشفاه بتردد..هل أضع منه قليلاً..شعرت بحرارة تسري بجسدي..ما الذي ستقوله عمتي ان قمت بوضعه؟؟
ستهزأ بي بالتأكيد..
غيرت رأيي..لن أضع شيئاً..سأكتفي ببعض الكحل فقط..رموشي كثيفة أساساً..لن يتغير شكلي كثيراً…
وضعت الكحل ..ثم ابتسمت برضى..لقد ابرز الكحل جمال عيني..
قمت بنزع مشبك الشعر عن تلك الخصلات لتتناثر على وجهي…
لقد قامت مها بقص هذه القذلة ولكن مروان لم يلحظها لأنني كنت أرفعها باستخدام مشبك الشعر ولكني أريده أن يراها اليوم..
قفزت فزعاً حين قامت جنى بفتح الباب وهي تهتف: سارة أين أنت لقد تأخرت…
صمتت فجأة وهي تحدق بي..شعرت بالخجل من نظراتها..بدأت أشك أن هناك خطب ما بمظهري..
تحركت شفتاها أخيراً:واااو..ما الذي فعلته بشعرك..هذه الخصلات.تناسبك كثيراً..
ابتسمت بخجل:شكراً…
اقتربت جنى مني لتقوم بتحريك كرسيي: هل أساعدك في الذهاب الى الغرفة..
أومأت برأسي ثم أجبتها بارتباك:سآتي بنفسي..اذهبي سألحق بك حالاً…
أومأت برأسها ثم خرجت من الغرفة…
بدأت أهف على وجهي بكفي من شدة الحرارة التي أشعر بها..
يا الهي..لماذا أشعر بالحرارة كلما مر مروان في ذهني؟؟
.
.
.
كنت انتظر حضور سارة على العشاء وأنا أشعر بتوتو أجهل سببه..
في الحقيقة..لم جرأ على الدخول لرؤيتها منذ الصباح..سارة تربكني بخجلها..رغم أنني كنت أرغب برؤية رد فعلها عند رؤية الاساور ولكنها تجاهلتني..لا ترغب برؤيتي..كم أود معرفة سبب غضبها هذا الصباح..
دخلت سارة الى الغرفة وهي تنظر الى الأرض بصمت..
ارتسمت على وجهي ابتسامة حاولت جاهداً اخفاءها..
احمرار وجنتيها وهي خجلة يزيد جمالها بهاءًا وسحراً..
رفعت بصرها بهدوء وهي تهمس:مساء الخير..
عند سمعت صوتها...ارتجف قلبي فرحاً..
وقتها فقدت التركيز بكل شي..وتهت في سحر ابتسامتها..
اتسعت ابتسامتي فشعرت بنظرات حادة من أمي..
ابعدت نظري عن سارة في محاولة مني لتخفيف توتري..
رفعت نظري ببطء فالتقت نظراتنا..
احمر وجهها بسرعة خاطفة..
أطلقت ضحكة قصيرة.مما جعل أمي تنظر الي باستغراب:ما الذي يحدث هنا؟؟
اجبتها بهدوء:احم..لاشيء..تذكرت شيئاً فقط..
قلتها وأنا أعيد نظري الى سارة..
لمحت طيف ابتسامة على وجهها وهي تنظر الى الطبق أمامها بدون أن تأكل..
شعرت برغبة في الضحك...لا أعلم ما الذي حدث لي..
ما سر تلك السعادة التي تتملكني!!
.
.
.
منذ أن دخلت سارة الى الغرفة وأنا أشعر أن هناك شيئاً غريباً بينها وبين مروان..
لم يتناول أحد منهما شيئاً..كانا يتبادلان النظرات فق وأنا أراقبهما باستغراب..
كان كل منهما يسترق النظر للآخر بدون أن يشعر…
التقت نظراتهما ..فاحمر وجه سارة ..أما مروان فقد ضحك بطريقة غريبة..
يا مثبت العقل والدين..لقد فقد ابني عقله بالتأكيد..
نظرت اليه باستغراب: مالذي يحدث هنا؟؟
اجابني بصوت مرتبك:احم..لاشيء..تذكرت شيئاً فقط..
تجاهلته وأنا أعيد نظري الى الطبق..لاحظت ان سارة لم تأكل شيئاً..أردت أن أحدثها ولكن الصدمة قد الجمت لساني حين رأيت تلك الأساور على يدها..
نظرت الى مروان بحدة ولكنه لم يلحظ نظراتي..
ضربت الملعقة على الطبق بكل قوتي فتوجهت انظار الجميع الي..
لاحظ مروان نظراتي الحادة له فسألني ببلاهة: ماذا؟؟
أشرت بعيني الى تلك الأساور..فظهر الارتباك على وجهه..لم أسأله أمامها..لم أرد أن أحرجه أمام زوجته ولكن قلبي يشتعل..
نظرت الى جنى فلاحظت انها تقلب نظرها بين سارة ومروان والابتسامة لا تفارق وجها..
شعرت بأنها تعرف شيئاً..تلك الابتسامة البلهاء تؤكد شكوكي..
وقفت لأخرج من الغرفة:الحمد لله..
نظر مروان الي: أمي لم تأكلي شيئاً..
نظرت اليه بحدة: لا اشعر بالجوع..
ابعد نظره عني بدون أن يرد..
اشرت الى جنى بعيني لتتبعني..
لحقت بي..وحين خرجنا من الغرفة..نظرت الي باستغراب: أمي ما الأمر…
زفرت:ما الذي يحدث بين أخوك وسارة؟؟..
بدأت جنى تضحك بشكل هستيري..
اففف يا مثبت العقل والدين..يبدو أن الجميع قد جن اليوم..
صرخت بحدة: جنى ..أنا أسألك..
بدأت جنى بالتقاط انفاسها ثم تحدثت بحماس لتفجر تلك القنبلة:فلتمحي أمر زواج مروان بخلود من رأسك يا أمي..
تابعت حديثها وهي تغمز بعينها:
ابنك يعشق يا آنسة..
ابنك يعشق يا آنسة..
ابنك يعشق يا آنسة..
.
.
.
ارتديت ثيابي بعد ان اخذت وقتاً من الاستجمام في مغطس مياه دافيء...اردت أن أزيل توتري قبل ذهابي للخطبة..
حظي البائس يقف في طريقي دائماً..منذ عدة أيام تشاجرت مع مروان ولم اذهب لموعدي..وبالأمس قمت بقتل عادل..
ارتعش جسدي بأكمله حين تذكرت الأمر..أو أن الحقيقة اني لم استطع نسيانه..
كل زاوية في المنزل تذكرني به..كل من حولي يذكرني به..أبي أمي..عمتي حسينة..وحتى العم حسن…
كما أن أبي قد اتصل علي لعدة مرات ليسألني عنه..آآآآآخ كم أود محوه من عقولهم…
ليتني أستطيع محو منظره وهو محاط بدمائه عن ذاكرتي...منذ الصباح وأنا أحاول اشغال نفسي..قمت بقص شعري ..ثم ذهبت لمركز خاص للاستجمام ولكن دون فائدة..
كل ما نظرت إلى نفسي في المرآه ..اراه هو بداخلي…
لماذا يحدث هذا معي لماذا؟؟
انها الساعة الثامنة الآن..يجب أن أعود الى المنزل لاصطحب أمي فموعدي مع والد أسيل في الساعة التاسعة والنصف..
عدت الى المنزل فوجدت أمي في استقبالي..كانت ملامح القلق بادية على وجهها..
لقد تفاجأت من بكائي في هذا الصباح ..فهي لم تر دموعي منذ سنوات..
ابتسمت أمي بحنان: هل أنت بخير الآن يابني؟؟
أومأت برأسي…..
سألت بارتباك:وماذا عن ذلك الرجل..هل هو بخير؟؟
شعرت بتوتر شديد..بدأت دقات قلبي تزداد ولكني حاولت ادعاء البرود: انه بخير..لقد استيقظ الآن ولم يعلم بأنني من اصطدم به..
ابتلعت ريقي ثم تحدثت بتلعثم بعد أن سيطر التوتر على كل خلايا جسدي:انه رجل بسيط ولا يحب افتعال المشاكل على ما يبدو..اخبرني انه لا ينوي رفع شكوى..كل شيئ على مايرام..لاتخبري ابي بأي شيئ .حسناً؟؟
زفرت أمي: هذا جيد...لن أخبره ولكنك تبدو متعباً..هل تريد مني تأجيل الموعد؟؟
اتسعت عيناي ثم اجبتها بانفعال: كلا ..لا تقومي بتأجيله..سيعتقدون اننا نتهرب منهم..
أومأت برأسها:أنت محق..حسناً سأجهز حالاً..وانت أيضاً..لقد طلبت من الخادمة أن تقوم بتجهيز ثوبك..اذهب بسرعة..
ذهبت الى غرفتي ثم قمت بتجهيز نفسي..نظرت الى نفسي بالمرآة..أبدو مرهقاً جداً..لكني لن أؤجل الموعد..اصبحت أشعر بأن يوم خطبتي هو يوم شأم..اريد أن ينتهي هذا اليوم علي أرتاح من المشكلات..
ذهبت مع أمي الى أن وصلنا لمنزل أسيل..
نزلت من سيارتي و بدأت أرتب مظهري..لابد انهم يقومون بمراقبتي..
انها ليست المرة الأولى التي آتي فيهاا لهذا المنزل..
فقد أتيت من قبل حين قمنا بخطبتها..أما اليوم فقد أتيت لرؤيتها فقط..
ولكن ..شتان بين شعوري بيوم الخطبه وبين شعوري اليوم…..
في يوم الخطبة كنت في أوج حماسي وسعادتي..أما اليوم..غدوت خائفاً مرتبكاً..
دخلت الى المجلس فقام والدها باستقبالي..
كان يتحدث معي باهتمام ولكني لم أدرك شيئاً مما يقول..اعتقد انه كان يتحدث عن اسرار سعادة الزوجين في نظره..
كنت ابتسم له طوال الوقت حتى يعتقد انني مهتم بحديثه..ولكن عقلي كان يفكر بها..
كيف تبدو ياترى..بالرغم من أنني رأيت الكثير من النساء في حياتي..وبالرغم من جرأتي في الحديث معهم الا انني شعرت بالتوتر….
أسيل هي حلم طفولتي..ماذا لو لم تكن كما أتخيلها دائماَ؟؟
ابتسم والد أسيل ابتسامة عريضة:سأذهب لأحضارها الآن..
خرج من المجلس ليحضرها..
ازداد اضطرابي. فبدأت أتنفس بعمق لتهدئة اعصابي...لماذا أصبح الجو حاراً هكذا..
تردد الى مسامعي صوت خطوات كعبها العالي..
ازدادت دقات قلبي..فوضعت يدي على صدري وسمعت دقات قلبي أكثر من شعور يدي بالنبض ودقاته..
توقف صوت الخطوات فجأة..لقد وصلت اذا..لقد كنت انظر الى الارض من شدة توتري..
وصلني صوت عمي وهو يمازحني:ههههه انظر اليها جيداً..لن ادخلها مجدداً الى هنا..هذه فرصتك..
اخذت نفساً عميقاً و انا مغمض العينين حتى يتسنى لي مواجهة نظرات تلك المخلوقة أمامي حين أفتحها ..
هذه أسيل. محبوبتي التي أعشق منذ الصغر ...حلم حياتي الأول ...تجلس أمامي أخيراً…….
فتحت عيني ببطء..ثم بدأت أرفع بصري تدريجياً لأرى وجهها..
كنت أنتظر تلك اللحظة بشغف..في كل ليلة أحاول تصور شعوري عند رؤيتها..
ولكن ردة فعلي كانت آخر شيئ أتمناه وأتوقعه..
فقد انتفظ جسدي بأكمله ثم صرخت فزعاً!!
|