لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-16, 05:59 PM   المشاركة رقم: 91
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 


الفصل العشرون:المواجهة!!

عقلي يعجز عن التفكير..ولساني يعجز عن التعبير..و يدي تحتاج الى معين ..

آآآآآه ......و الف آآآآآه
لا ادري ماذا أقول ..؟؟...و لاادري ماذا أفعل..؟؟
غدوت تائهاً...لا ادري لمن اشكو ...


هل أصرخ .... ام أبكي ..؟؟

هل أندب حظي .. ام ألوم طيشي؟؟


لم لا تكف تلك المشكلات عن مطاردتي..

لقد تعبت .... و يئست ....

سئمت من هذا الحظ ...و سئمت من هذه الحياة التي باتت تغلق ابوابها في وجهي ليل نهار

أريد اعادة الزمن...ليتني لم ادخل عادل بمشكلتي مع سارة..

ليتني تجاهلت أمرها حين حذرني مروان..

ليتني لم أرها...ليت عادل يعود حياً..

لماذا يحدث كل هذا معي..
تطايرت أحلامي الوردية...و تحطم كل ما بنيته ..ليذهب كل شيء سدى …

ليتني اتمكن من البكاء..ليت عيني تذرف دمعة ..علها تزيل ما بداخلي من جروح....

رفعت نظري الى أمي وهي تمسك ثوبي الملطخ بالدم..نظرت الى عينيها وأنا أود الصراخ..

أريد أن أعود طفلاً لأرتمي بين ذراعيها وأشكي هموماً بريئة..

اعادت أمي سؤالها وملامح القلق بادية على وجهها:نادر...ماهو سبب هذا الدم..

لا أعلم حقاً ماسر تلك القوة التي اجتاحتني فجأة ..

ولكن هناك شيئ بداخلي يريد انكار الواقع..اريد ان اعيش حياتي وكأن شيئاً لم يكن...لن أسمح لهذه الحادثة بتدمير حياتي..

أنا ..لم أقتله بملئ ارادتي..لقد كان حادثاً..

اجبتها بارتباك:قمت بإسعاف أحد المرضى بالأمس..


اعدت نظري الى عينيها فرأيت نظراتها مليئة بالتساؤلات…

عقدت حاجبيها: لم أفهم..

عضضت شفتي..سحقاً مالذي قلته...عقلي يعجز عن التفكير بأي أجابة..

تابعت حديثي موضحاً: اعني انه ليس دمي..لقد قمت بإسعاف أحد المرضى فقط..

يبدو أنها لم تقتنع بجوابي..فما زالت نظراتها تتفحصني..

انفعلت فجأة من شدة توتري: اووووووه لماذا تنظرين الي هكذا...لقد رأيت رجلاً ملقى على أرض الشارع فقمت بإسعافه..هل أخطأت بهذا؟؟

زفرت أمي: لماذا تصرخ الآن..لقد سألت فقط..ولماذا قمت بإخفاء ثيابك..؟؟

حاولت ايجاد مبرر للأمر : لم أرد اثارة قلقك..لقد طلبت مني عدم الخروج بسبب خوفك من عادل...لذلك اخفيت الأمر..

تمتمت بصوت هامس:الن تتوقف عن اثارة المشكلات..

زفرت ثم سألت بتردد:وما الذي حدث لذلك الرجل؟؟

اجبتها بارتباك:ها..انه في المشفى..

احتدت ملامحها وهي تنظر الي:نادرهل اصطدمت سيارتك بذلك الرجل؟؟

اومأت برأسي ثم اجبتها بانفعال:كلا.. كلا كلا كلا…

لانت ملامح وجهها وهي ترى الخوف على وجهي:اهدأ يا بني ..

مر في ذاكرتي منظر عادل وهو محاط بدمائه..اجتاحني صداع رهيب..

جلست على الأرض وأن أمسك رأسي بألم..

جلست أمي بجانبي وهي تسألني بخوف: نادر مابك ..ما الذي حصل؟؟

وجهت نظري اليها والدموع تتزاحم في عيني..

سألت أمي بصوت مرتجف:هل مات..

شقت الدموع طريقها على وجنتي: لا أريده أن يموت أمي..لا أريد..

طوقتني أمي بذرعيها وهي تحاول تهدأتي: لا تقلق يا بني..كل شيئ على ما يرام..لن يموت بإذن الله…

استسلمت للبكاء بين ذراعيها..بدأت أبكي كطفل صغير…

آآآآآآآآه يا أمي لو تعلمين...لقد مات..مات وانتهى يا أمي..

أشعر وكأنني بداخل حلم سيء..ليتني استفيق من هذا الكابوس…

أريد أن ينتهي هذا العذاب..
.
.
.
استيقظت من نومي على صوت طرق لباب الغرفه فتحت عيني ببطء ثم جلست على السرير..

نظرت الى الساعة...انها الثامنة والنصف..

وجهت نظري الى أحمد..كان يتقلب على السرير بانزعاج…

وقفت بسرعة لأقوم بفتح الباب قبل أن يستيقظ..لقد كان مرهقاً هذا الصباح…

فتحت الباب بهدوء..لأرى حنين تقف أمامه واثار النعاس بادية على وجهها..

سألتها باستغراب: ما الامر يا صغيرتي…

تثاءبت بكسل: أين أبي..

عقدت حاجبي: انه مرهق..هل هناك مشكلة..

مطت شفتيها: لا أعلم..ولكن يوسف أمام باب الشقة وقد سأل عن أبي…

شعرت بالقلق..ألا يجب أن يكون يوسف بالمشفى!!

ازدادت دقات قلبي...هل حدث شيء لأمل يا ترى…

ارتعبت كثيراً على اثرهذه الفكرة…

اسرعت بخطواتي لأوقظ أحمد ..

بدأت أهزه بهدوء:أحمد..أحمد..

اجابني بدون أن يفتح عينيه:همممم

اجبته بارتباك:يوسف أمام الباب..يريد التحدث اليك ..

فتح عينه ببطء ثم التفت الي..اجابني باستغراب: يوسف!!

أومأت برأسي..

جلس على السرير بقلق:ما الذي حدث؟؟

زفرت: لا أعلم..اخبرتني حنين أنه يريد رؤيتك..

همس بهدوء: اللهم اجعله خيراً..

قالها ثم وقف ليخرج من الغرفة..أما أنا ..فقد جلست على السرير وأنا أدعو الله بداخلي أن يكون خيراً..

لم أرد اللحاق بأحمد..اخاف كثيراً من سماع أخبار سيئة..

يا الله..سلم سلم..
.
.
.
خرجت من المشفى مع جمان خلسة..

طلبت منها أن تقوم بتغطية وجهها فقد خشيت أن اقابل العم خالد في طريقي..

بدأت أمشي في ممر المستشفى وجمان تتبع خطواتي..

لقد كانت جمان خائفة أيضا...لا أعلم ما الذي مرت به بالضبط في منزل والدها لترتعب منه لهذه الدرجة..

لن أعيدها لمنزله أبداً..سأخذها للخالة هوازن ثم سأعود للمشفى لأرى الرعب في عينيه وهو يبحث عنها..

أريده أن يتذوق جزءاً من العذاب الذي أذاقه للخالة هوازن..

ألا يتهم الخالة هوازن بالأهمال؟؟

حسناً إذاً يا سيد خالد..لقد اختفت ابنتك عن ناظريك في داخل المشفى…

برأيي أن تركك لها هو قمة الاهمال..

حين وطأت قدمي البوابة الرئيسية للمشفى بدأت أشعر بالراحة..

التفت الى جمان بابتسامة...لقد نجونا...لم نثر الانتباه..

اشرت الى سيارتي ثم همست لها: تلك هي سيارتي..هيا اتبعيني…

أومأت برأسها ثم تابعت السير خلفي الى ان وصلنا للسيارة..

وما إن بدأت السيارة بالتحرك حتى بدأت أضحك في عدم تصديق: هههه...لم يلحظنا أي أحد..

بدأ قبي يخفق بسرعة عجيبة..مزيج من التوتر والحماس…

متحمس جداً لأعيد جمان لأمها وخائف من عواقب فعلتي..

نظرت الى جمان من المرآة الأمامية..كانت تلتفت خلفها في كل دقيقة..

من الواضح انها مرتعبة جداً…

حاولت طمأنتها:لا تقلقي يا صغيرتي...لقد اقتربنا من منزل ماما..

اجابت بصوت مرتجف:بابا سيغضب صحيح يوسف؟؟

ابتسمت باستهزاء:لن يستطيع فعل أي شيئ.

نظرت جمان الى النافذه بدون أن ترد…

شق ذلك الصمت صوت هاتفي وهو يرن…

نظرت الى المتصل:كانت سهى…

عضضت شفتي..سحقاً يبدو انها تبحث عن جمان…

اغلقت هاتفي ثم أعدته الى جيبي..لن أرد عليها..سأخذ جمان لأمها كما وعدتها..

وصلت الى منزل خالي..

نزلت من السيارة ثم فتحت الباب لجمان: لقد وصلنا..

وضعت جمان يدها على صدرها:قلبي يخفق بسرعة...انه يؤلمني..

ابتسمت: انه يخفق لأنك متحمسة..هيا بسرعة لتري ماما..لقد بكت ماما كثيراً من أجلك…

رفعت بصرها الي: هل كانت ماما تبكي؟؟

أومأت برأسي..

نزلت دمعة من عينها: جمان أيضاً كانت تبكي…

ارتبكت من دموعها:حسناً لا تبكي الآن هيا انزلي بسرعة…

خرجت من السيارة وبدأت تصعد الدرج خلفي..

طرقت باب الشقة وأنا في قمة حماسي..

ستفاجأ الخالة هوازن كثيراً..

وصلني صوت حنين: من هنا…

اجبتها بارتباك:اا..أنا يوسف..أين خالي؟؟

-انه نائم..

-حسنا ايقظيه أرجوك الأمر مهم…

صمتت قليلاً ثم أجابت : انتظر لحظة…

وصلني صوت جمان الباكي:أين ماما..لماذا لم يفتحوا الباب..

التفت اليها: انتظري يا صغيرتي سيقومون بفتحه الآن…

بقيت انتظر أن يقوم خالي بفتح الباب..أريد تسليم جمان له ثم أعود لعملي..سأقع بورطه ان تأخرت..

فتح الباب أخيراً ليظهر خالي من خلفه وملامح القلق بادية على وجهه:يوسف ما الذي حصل…

أردت أن أرد عليه..لكن جمان قد هتفت قبل أن أنطق: بــــــابـــــــــا أحمد..

اتسعت عينا خالي بدهشة:جماااان!!!
.
.
.
لا أستطيع وصف دهشتي وأنا أرى جمان تقف أمامي..

ركضت باتجاهي ثم ارتمت بين ذراعي وهي تهتف:بابا أحمد لا تتركني..

طوقتها بذراعي و أنا أنظر الى يوسف بصدمة:كيف أحضرتها!!

اجابني يوسف بابتسامة:لقد اتت الى غرفتي بالمشفى وقالت انها تريد امها فأحضرتها الى هنا..

عقدت حاجبي:هل وافق خالد؟!!

اتسعت ابتسامته اكثر: لقد اختطفتها..

اغلقت عيني وفتحتها عدة مرات:ماذا؟؟

ضحك ببلاهة:لا أحد يعلم انني اخذتها..لقد اختطفتها..

اتسعت عيناي بصدمة..ابعدت جمان عن حضني ثم امسكت بكتف يوسف لأسأله في عدم تصديق: هل أحضرتها بدون أن يعلم أبوها؟؟

بدأ يوسف يتلعثم بكلامه:اا.نعم..لا اعلم كيف اتت الى المشفى..احضرتها الممرضة الى غرفتي ثم ذهبت للبحث عن العم خالد ولكنني اخرجت جمان قبل أن تعود..

لم أستطع السيطرة على غضبي..صفعته بكل قوتي: ما الذي فعلته أيها الغبي..

وضع يوسف يده على موضع صفعتي ثم نظر الي بصدمة:ما الذي فعلته؟؟!

وصلني صوت جمان: اضربه يا بابا أحمد..لقد تركني وحدي مع دراكولا..

نظر يوسف اليها بحدة: أي دراكولا هذا لقد أحضرتك لماما..

رفعت يدي استعداداً لضربه: اصمت أنت..سيكون لي حساب أخر معك..ادخل الى المجلس..سأخذ جمان الى هوازن ثم أعود لأجد حلاً لمصيبتك..

شعرت بألم في رأسي….وضعت يدي عليها وأنا أردد : لا حول ولا قوة الا بالله...لا حول ولا قوة الا بالله…

همس يوسف بتردد:ولكن خالي يجب أن أعود الى المشفى حالاً.

نظرت اليه بحدة وأنا أصرخ: وتريد العودة وكأن شيئاً لم يكن..لا تثر جنوني يوسف..ادخل الى المجلس بدون أي اعتراض..

زفر يوسف : اففف حسناً..ولكن يا خالي أنا لم أفعل شيئاً…

اجبته بانفعال: كيف لم تفعل شيئاً..لقد خطفت الفتاة ايها الغبي..ستوقعنا بمشكلات مع والدها..

اشار يوسف لى جمان :انه لا يستحقها يا خالي..انظر لقد قام بصفعها..

صرخت: حتى لو قام بقتلها..الأمر ليس من شأنك..

احمر وجه يوسف بغضب ثم نظر الى الأرض بدون أن يرد..

أمسكت بيد جمان لأخذها الى غرفتي…

وجهت نظري اليها ولمحت ذلك الأثر على وجهها..الحقير لماذا ضربها..لا تزال طفلة…

سأجعلك تدفع ثمن هذا غالياً يا سيد خالد..لن يقبل القاضي بحضانتك لها ان علم انك قمت بتعنيفها هكذا..

مشيت مع جمان الى أن وصلنا للممر المؤدي لغرفتي مع هوازن,,

كانت هوازن تقف أمام باب الغرفة وملامح القلق بادية على وجهها..

وضعت يدها على قلبها: ما الذي حصل..

شهقت وهي ترى جمان تقف بجانبي..

تزاحمت الدموع في عينيها:يا حبيبتي…

ركضت جمان باتجاهها لترتمي بين ذراعيها وهي تهتف: مــــــــامــــــــــــــا..

سقطت هوازن أرضاً وهي تحتضن جمان بكل قوتها..

رغم أنني أعلم جيداً أنها تتألم بسبب العمليه..الا انها لم تصرخ…

كان الألم واضحاً على وجهها ولكنها لم تطلب من جمان أن تبتعد عنها…

كنت أسمع عن الرحمة والعطف والحب والحنان وأظنها مشاعر ، ولكني رأيتها شخصاً يسير على الثرى .

دموع هوازن التي إنصبت على جمان وهي تحتضنها ..اسالت الدموع على خدي..

بكيت رحمة على ابنائي لفقدهم لأمهم.لاشيء يضاهي حب الأم...

الأم ولا أحد غيرها..وعديم الانسانية فقط هو من يفجع اما بأبنائها..

كانت جمان تبكي بحضن هوازن ولسان حالها ينطق:

ماما..أحتاجك..

أحتاجك بشده…

أحتاج صدرك لكي يأويني …

احتاجك كي تضميني..

خبئيني...مدي يدك ...انتشليني

انظري الي ماما.. أنني أذبل وأتهاوى..

امنحيني فرصه الارتواء منك..

لا تبتعدي عني..

دعيني أروي ظمأي من نبع حنانك..

أحتاجك .....أحتاجك ....

أحتاجك ماما..
.
.
.

لم أستطع النوم ليلة البارحة..ارهقني التفكير بماجد كثيراً..

لا أعلم كيف أتصرف معه..

انها الثامنة والنصف الآن وأنا أعجز عن النوم..

وقفت من سريري وبدأت أتأمل وجهي في المرآة..

أريد حلاً لمشكلتي..لا أريد أن أبكي.. فقد ذبلت عيوني..وذبل وجهي من البكاء..

ليتني بقيت بغفلتي..ليتني لم أفضح أمره..على الأقل كان يخاف من التدخين بالمنزل..

أما الآن..فقد قام بالتدخين أمامي بكل وقاحه..

شعرت برغبة بالبكاء فأردت أن أغير من مزاجي....سأستحم وأقوم بتغير ثيابي ثم أذهب لزيارة سارة..

ابتسمت وأنا أتذكرها..رغم أن سارة تغضبني بغبائها ولكنها تستطيع رسم الابتسامة على وجهي…

الصديق كالمظلّة ...كلما إشتّد المطر ..كلما إزددت حاجة اليه..

بعد ان انتهيت من الاستحمام..وقفت أمام المرآة وبدأت أضع مساحيق التجميل..

ههه كما تقول سارة..أنا ومساحيق االتجميل..قصة عشق لا تنتهي..

سمعت صوت خطوات تقترب من الغرفة..يبدو أن ماجد قد استيقظ..

حاولت جاهدة ادعاء البرود..ولكن الحقيقة أنني احترق غيضاً..لا ارغب برؤيته..

فتح باب الغرفة قم نظر الي وقد ضاقت عيناه انزعاجاً من الضوء:كم الساعة الآن؟؟

تجاهلته وأنا أضع من أحمر الشفاه..

شهق وهو ينظر الى الساعة: مها انها التاسعة لماذا لم تيقظيني...تأخرت عن عملي..سيقوم اخوك بقتلي..

ضحكت باستهزاءثم همست بدون أن أنظر اليه:ليته يقوم بقتلك..

نظر الي بحدة: ما الذي قلته..

نظرت اليه بطرف عيني: لم أكن أحدثك..

اتجه نحو الخزانة ثم قام بتبديل ثيابه بسرعة..

ركض باتجاه هاتفه ثم خرج من الغرفة بعد أن قام بأخذه..

ولكن..وقبل أن يخرج..سمعت صوت المفتاح وهو يقفل..

نظرت الى باب الغرفة بصدمة..

لقد قام بقفله علي!!

ركضت باتجاه الباب وبدأت أطرقه بغضب:ماجد افتح الباب..

وصلني صوته وهو يصرخ:هذا درس حتى لا تقومي بتجاهلي مرة أخرى..

بدأت أطرق الباب بشكل جنوني: مــــــاجد لا تفعل هذا بي أفتحه ايها الغبي..

لم يرد علي..وبعد ثوان سمعت باب الشقة ..

لقد خرج وتركني..

بدأت أبكي بحرقة..لقد حبسني..

في كل يوم يزداد كرهي له..لم أعد أطيق احتمال تصرفاته أكثر…

اتجهت الى الحمام وبدأت أغسل وجهي بكل قوتي لأسيطر على دموعي..

لن أسمح لك بإنزال دموعي مرة أخرى..

ستدفع ثمن هذا غالياً ياماجد..

صدقني ستدفع الثمن..

.
.
.

-ارأيت يا أمي..ألم أخبرك بهذا..سيقتلني أبي حقاً..

قالها فارس وهو يوشك على البكاء..

منذ اختفت جمان وهو لم يتوقف عن التذمر..

أما أنا..فقد كنت أجلس أمام الممرضة سهى في انتظار أن يرد الدكتور يوسف..

قالت سهى أن جمان كانت معه..

كانت سهى تاضع هاتفها على اذنها وتنظر الي بتوتر..

زفر فارس بغضب: ألم يرد..

أومأت سهى برأسها والدموع تتزاحم في عينيها..فقد هددتها بتقديم شكوى ضدها ان لم نعثر على جمان..

انزلت الهاتف عن اذنها ثم همست بصوت مرتجف: لقد اقفل هاتفه..

نظر فارس الي: أمي ماذا سنفعل..

نظرت اليه بحدة: فارس .. اصمت..لست في مزاج جيد لسماع تذمرك..

وضعت يدي على رأسي وأنا أفكر بحل لهذه المصيبة..

الدكتور يوسف ذاك..لابد وأنها معه والا لم أقفل هاتفه؟؟

رفعت بصري الى سهى: سأبحث عنها مع فارس في أرجاء المشفى...سأعطيك مهلة لنصف ساعة فقط..وان لم اعثر عليها..سأدمرك انت والدكتور يوسف..

قلتها ثم خرجت من الغرفة مع فارس وسط نظرات سهى المرتعبة..

أرجو أن تكون جمان بخير..ان حصل شيئ سيئ لها فلن أتمكن من مسامحة نفسي..أبداً..

.
.
.

-اففففف لم أعد احتمل الجوع أكثر..

جلست على سريري وبدأت نظر الى باب الغرفة بتردد..

هل أخرج لآكل..ربما يكون مروان نائماً الآن..

زفرت بضجر: أين مروان..لقد قال أنه سيحضر الفطور لغرفتي..

بدأت أشعر بالحرارة حين تذكرت أنني قد اعترفت بحبي له..

يبدو انه قد صدم كثيراً..بدأت أتحسس وجهي بكفي..انني احترق من الحرارة... يا الهي ماهذا الاحراج..كيف قلتها له ..

انا غبية حقاً..ولكنني كنت غاضبة منه..

كيف سأتمكن من النظر الى وجهه الآن …تزاحمت الدموع في عيني..

لقد كان يشفق علي من قبل..والآن لابد أنه يشفق علي أكثر..كم أنا غبية..

بدأت معدتي تصدر أصوات من شدة الجوع..

وضعت يدي عليها وقد قررت أن أخرج...ان قابلت مروان في طريقي سأتجاهله وكأن شيئاً لم يكن..

اتجهت نحو كرسيي وبدأت احركه باتجاه الباب بحذر..

اخذت نفساً عميقاً ثم فتحت الباب.

تلفت حولي ولكني لم أسمع أي صوت..يبدو انهم قد نامو..هذا جيد..

بدأت احرك كرسيي باتجاه المطبخ..

فتحت الثلاجة لأرى ان كان هناك شيء يصلح للأكل.. وجدت بعض التمر فقررت أن أكل بعضاً منه مع كوب من الحليب..

ولكن ذلك الصوت خلفي قد استوقفني: سارة!!

.
.
.

جلست في المجلس في انتظار قدوم خالي وأنا احترق غيضا..كم أود ضرب جمان تلك.ناكرة للجميل حقاً..احضرها لأمها وبدل من أن تشكرني تطلب من خالي أن يضربني…

حسناً ياجمان...تقولين أنني تركتك ها..ان قمت بتلبية طلب لك مرة أخرى فلن يكون اسمي يوسف..

دخل خالي الى المجلس ثم جلس على الأريكة مكتف يده على صدره وهو ينظر الي بحدة..

نظرت الى الارض بسرعة..

اففف لقد بدأ خالي بطريقته المعتادة بتعنيفي…

ينظر الي بحدة الى أن أحتقر نفسي من نظراته..

هه وطبعاً لا يستطيع الاستغناء عن صفعي...

بالرغم من أن خالي يؤنبني دائماً ولكن لا يمكنني أن أعترض فعلى كل ..

لقد قام بتربيتي كأبن له منذ كنت صغيراً...

لم يبخل علي بأي شيء وتأنيبه لي يكون دائماً من أجل مصلحتي..

رفعت نظري اليه ثم ابتسمت ببلاهة:هل فرحت الخالة هوازن..

لم يرد علي..لازال ينظر الي بحدة..

زفرت بغضب: اففف خالي لا تنظر الي هكذا..انه بسبب جمان..
اتت الي وهي تبكي وقالت انها تريد امها .. لقد فقدت قدرتي على التفكير وقتها..

لم يرد..ولكن حاجبه قد ارتفع وكأنه يهزأ بي..

تابعت حديثي:جمان تلك....تدعي البراءة الى ان تنال مطلبها ثم تنكر أفضالك عليها..

انفرج ثغره بابتسامة جانبية..نطق أخيراً: ألا تخجل من نفسك وانت تلقي باللوم على فتاة مسكينة…..

صرخت بغضب:اي مسكينة تلك..انها خبيثة يا خالي..

ارتفع حاجبا خالي بدهشة:يوسف ..ما هذا الكلام..ما الذي فعلته تلك المسكينة..

نظرت الى الأرض وأنا أفكر..

فعلاً ما الذي حدث لي..لم أشعر بالغضب هكذا..

حسناً حتى لو أنها طلبت من خالي أن يضربني..

هي لم تقصد بالتأكيد..انها تهذي فقط..

ربما خافت أن يضربها خالي فحاولت الدفاع عن نفسها..

ابتسمت برضى على اثر هذه الفكرة..نعم لقد كانت خائفة لا أكثر..

تابع خالي حديثه:انت رجل متعلم..ومن المعيب أن يصدر أمر كهذا منك..هل تعلم كم المشكلات التي ستحدث لنا بسبب تهورك..

رفعت نظري اليه..

زفر خالي بعمق: لقد قررت أن أرفع دعوى حضانة ضده..أي خطأ يصدر منا قد يصب بصالحه ..هل تفهم يا بني..

اجبته بارتباك فقد شعرت انني غبي جدا في ذلك الوقت:أوه..أنا آسف ولكن..ما الذي سنفعله الآن ؟؟

مسح خالي على وجهه بتعب:لا أعلم..يجب أن نعيد جمان..ولكني لم أجرأ على اخبار هوازن حين رأيت جمان تتمسك بها بقوة هكذا..

اجبته بعد تفكير:سأتصل بسهى..

عقد خالي حاجبيه: وما الذي ستفعله سهى..

اجبته وأنا أقوم بفتح هاتفي لأتصل: سأخبرها لتحاول التستر على أمر غيابي ريثما أعيد جمان..

اومأخالي برأسه: لا ريب من المحاولة..ولكن لابد أن خالد قد لاحظ اختفاء ابنته..يبدو انني مضطر لمواجهة ذلك الرجل..

بدأت أتصل على سهى وأن أدعو لله بداخلي أن لا يعلم العم خالد..

.
.
.

التفت الى جنى بارتباك..كانت تنظر الي بابتسامة عريضة..

ابتسمت لها: اهلا عزيزتي..

ضحكت بهدوء : هل تشعرين بالجوع؟؟ .
وضعت يدي على بطني:كثيراً..

زفرت بعمق :أخي المسكين..لم يتمكن من الأكل..

عقدت حاجبي باستغرب..

غمزت لي:لا يستطيع الأكل بدون محبوبته..

اتسعت عيناي بصدمة..نظرت الى الأرض و انا اشعر بالاحراج..هل يعقل أن مروان أخبرهم ..

بدأت جنى تضحك بصوت أعلى: هههه لقد خجلت... لم أرى في حياتي مثلك انت ومروان… حقا ان رؤيتكم هكذا تثير ضحكي..

لم استطع احتمال ضحكها هذا...لا يحق لها ان تهزأ بي هكذا...

ان كنت مريضة فهذا لا يعطيهم الحق ليهزأوا بي...نظرت اليها بحدة ثم صرخت : لا يوجد شيء يستدعي هذا الضحك..

توقفت عن الضحك حين سمعت نبرة صوتي الجادة...نظرت الي باستغراب: سارة ما بك هل غضبت؟؟

شعرت برغبة بالبكاء...حاولت جاهدة ان لا اظهر ذلك وانا اتابع حديثي:لقد طلبت الطلاق من مروان في هذا الصباح..اخوك لا يهمني بشيء هل فهمت....
فليذهب ليتزوج بابنة خالته..اتمنى لها السعادة..

قلتها ثم بدأت أعود باتجاه غرفتي تاركة جنى مصدومة خلفي..

لم يعد لدي رغبة في الأكل..

لماذا اخبرتهم يا مروان لماذا..لابد أنه كان يهزأ بي أمام والدته..

من الصعب جدا ان تتلقى الاهانة ممن تحب...كم اكره نفسي في هذه اللحظة

آآآه مها أين أنت..أنا أحتاج اليك كثيراً..

.
.
.

انها الساعة التاسعة..بحثت عن جمان مع فارس في كل ارجاء المشفى ولم نعثر عليها.. قمت بتبليغ رجال الأمن بالمشفى عن اختفاءها فبدأوا باستجواب الممرضة سهى..

أما أنا..فقد بقيت جالسة على أحد الكراسي في انتظار سماع أي خبر عنها…

وقفت الممرضة سهى أمامي:استاذة سمر..

رفعت بصري اليها..كانت عيناها شديدتا الحمرة..يبدو انها كانت تبكي..

تحدثت بحدة: هل توصلتم لشيء بخصوص جمان؟؟

أومأت برأسها: سينتظرون عودة الدكتور يوسف ليحققوا معه..

زفرت: وما الذي تريدينه الآن؟؟

بدأت تتلفت حولها بارتباك:أنا..ااه في الحقيقة اعتقد انني اعرف اين جمان…

عقدت حاجبي..

جلست بجانبي:استاذة سمر..لقد كانت جمان تبكي لأنها تريد أمها..اعتقد أن الدكتور يوسف قد اصطحبها لمنزل والدتها فوالدة جمان متزوجة بخال الدكتور يوسف..

نظرت اليها باستغراب:وهل تقوم جمان بمقابلة والدتها؟؟

أومأت سهى برأسها:سيدة سمر..انك أم كذلك ..أرجوك ارحمي ضعف المسكينة جمان..حين اخرجها السيد خالد من المشفى انهارت والدتها كثيراً..أرجوكم لا تحرموها من أمها..

نظرت اليها باستغراب..ما الذي تهذي به هذه المرأة..اخبرني خالد أن والدتها متزوجة ولا ترغب برؤيتها..

حين رأتني سهى صامتة نزلت دمعة من عينها:هل تعلمين أن السيد خالد يبتزها بابنتها؟؟

سألتها بصدمة: ماذا؟؟

ابعدت نظرها عني وهي تتابع حديثها: لقد كانت هوازن تبحث عن جمان منذ كانت طفلة..وبعد أن تزوجت هوازن اخبرها السيد خالد أنه سيسمح لها برؤية جمان بشرط واحد..

عقدت حاجبي: وماهو هذا الشرط؟؟

نظرت سهى الى عيني:أن تتزوج به..

هل تعلمون ماهو شعوري وقتها؟؟

لا أعتقد أن أحد سيتمكن من فهمي..

بمجرد أن تعلم أي امرأة بأن زوجها يفكر بالزواج عليها..ماهو شعورها برأيكم؟؟

نعم..لقد شعرت باختناق شديد..لم أرد أن أصدقها..اجبتها في محاولة مني لانكار الأمر:كيف تجرأين على قول هذا..خالد لن يفعل هذا ابداً..هذا مستحيل..

أرادت سهى أن ترد ولكن هاتفها قد بدأ بالرنين..نظرت الى الشاشة: انه الدكتور يوسف..

قالتها ثم قامت بالرد على هاتفها:يوسف أين أنت...كلا السيد خالد غير موجود انها زوجته..لقد فضح الأمر يوسف..انهم ينتظرون قدومك ليحققوا بالأمر..

ابعدت السماعة عن اذنها ثم نظرت الي: سيدة سمر..لقد اخذها يوسف لأمها وسيقوم بإعادتها فورا..ااا..ارجوك..هل يمكنك اخبارهم انك عثرت عليها؟؟

اجبتها بسرعة: كلا ..اخبريه ان لا يحضرها..

عقدت سهى حاجبيها..

تابعت حديثي:اريد عنوان المنزل..أريد أن أقابل هوازن بنفسي..

ارتسمت ملامح الصدمة على وجه سهى..

-لماذا تنظرين الي هكذا..اريد عنوان المنزال...

اومأت سهى برأسها ثم اعادت الهاتف الى اذنها لتطلب عنوان المنزل من يوسف…..

لا أعلم حقاً لم اردت الذهاب الى منزلها..

أردت أن أرى هوازن..

أريد أن أعرف من هي تلك لمرأة…

ماهو المميز بها ليفكر خالد بإعادتها اليه ياترى؟؟

.
.
.
-هل تعلمين ماما..جلست وحدي في الظلام..وجاء ولد ضخم ومخيف وكان يريد أن يحملني...ولكنني بكيت كثيرا كثيراً..وبعد ذلك اتت الفتاة بالشعر المخيف..اسمها رغد..

انقطع نفسها من كثرة الكلام..فأخذت نفساً عميقاً ثم تابعت حديثها:قالت رغد أن بابا يكرهك..

امتلأت عيناها بالدموع:بابا ضربني ياماما لأنه يكرهك ..انظري..

قالتها وهي تضع يدها على ذلك الأثر في وجهها..

قلبي يتفطر حزناً عليها..انها المرة الثالثة التي تعيد فيها سرد ما حصل ليضربها خالد..

ومع كل مرة تحكي بها ما حصل..كنت احتضنها واقبل موضع تلك الصفعة..

اظن ان تقبيلي لها هو ما يشجعها على تكرار نفس الموضوع..

آه يا حبيبتي..كم اشتقت لكلامها واشتقت لرائحتها...رؤيتي لشكواها البريئة ..قضت على آخر ماتبقى من هوازن القديمة….

ما الذي تريده مني يا خالد؟!!..


ألا يكفيك أنك أخذت كل قطرة فرح في حياتي؟!!


ألا يكفيك..بأنك جعلت قلبي يتألم كل يوم..بكل لحظة وكل ثانية؟!..


ألا يكفيك هذا؟!.


ألا يكفيك أنك حطمت قلبي..وجعلته يتألم منك؟!.


ماذا بقي مني لتأخذه؟!..قلب محطم..أم روح مقتولة؟!


أم أنك تريد مني ذلك الإحساس المجروح؟!


ماذا تريد؟!!


لقد تعبت منك..ولقد تعبت كلماتي من معاتبتك..


ولقد تعبت روحي من سماع اخبارك..

.لقد تعبت فعلا..من مجاراة قوتك..


لست بضعيفة...


ولكنني أعترف بأنني ضعيفة أمام جبروتك..


لقد سئمت..

كل ما أريده منك هو تركي لأعيش بسلام..

هل هذا صعب؟؟


ايقظتني جمان من تفكيري بهمستها البريئة وهي مستلقية على صدري:رائحتك جميلة ماما..انها تزيل الأم من صدري..

طوقتها بيدي وقمت بالضغط عليها بكل ماتبقى لي من قوة..اختلطت دموعي بشعرها وأنا أقوم بتقبيل رأسها :آه..ياحبيبتي…

دخل أحمد الى الغرفة ثم وقف بجانب الباب وهو يتأملنا بابتسامة…

رفعت نظري اليه وكلماتي تعجز عن شكره..انه الرجل الوحيد في نظري..لم أتخيل في حياتي أنني سأتمكن من حب رجل بعد تجربة زواجي الأولى..

لكنه أحمد..السعادة..الأمان..الراحة..وكل ماهو جميل بقربه فقط..

بدأ يمشي باتجاه السرير ثم همس :هل نامت؟؟

أومأت برأسي بالنفي وأنا أسأله: هل رحل يوسف؟؟

أومأ برأسه: نعم ..لديه عمل الآن..

شعرت أنه يود قول شيء… سألته بارتباك:كيف تمكن يوسف من احضارها؟

بدأ يقلب بصره في انحاء الغرفة ثم زفر وهو يجيبني: اخرجها من المشفى خلسة..خالد لا يعلم بالأمر..لقد قامت زوجة خالد بأخذها الى المشفى بدون أن يعلم..

نظر الى عيني ثم تابع حديثه بارتباك: زوجة خالد قادمة لرؤيتك..

بدأت دقات قلبي تزداد..شعرت بخوف لم أعرف سببه..لم أتخيل في حياتي أن أقابل زوجته.

لقد أخرجت جمان بدون أن يعلم..كيف تمكنت من ذلك..أنا لم أكن أجرأ على عصيان أوامره أبداً..

ياترى..أي نوع من النساء ستكون زوجتك يا خالد؟؟

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
قديم 31-07-16, 06:04 PM   المشاركة رقم: 92
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 


الفصل الحادي و العشرون:انه يحبني!!

كنت مستلقية على سريري غارقة في عالم أفكاري..ذهبت لعالم بعيد..عالم مختلف...عالم بدون مروان..

أردت أن أتخيل حياتي بدون وجوده….حاولت تذكر أيامي بين أخوتي…

بالرغم من حياتي البائسة مع مروان..وبالرغم من كثرة مشاكلي منذ تزوجت به..الا انني لا اتخيل العيش بدونه..

كان يغزو كل تخيلاتي..لا اعلم مالذي حصل لي..أشعر وكأنني عشت طيلة حياتي بقربه..

فتح باب غرفتي فأغلقت عيني بسرعة مدعية النوم…

اغلق الباب من جديد ثم بدأت أسمع صوت خطوات..خطوات مروان..

ومع كل خطوة يخطوها..يخفق قلبي مصدرا صوت أنين قد أضناه التعب..

جلس على السرير ثم أمسك بذراعي ليزيد من توتري…

يريد أن يغرس الحقنة بها..لا يستطيع الاستغناء عن مهنته كطبيب..

أردت أن ينتهي الأمر بسرعة..فقد خشيت أن تفضحني دقات قلبي…

ترك ذراعي ثم امسك بكفي..ولكن مهلاً..لماذا لم اشعر بانغراس الحقنة بعد؟؟

همس بهدوء:سارة..اعلم انك مستيقظة..

تجاهلته..ولكن قلبي لم يتمكن من تجاهله..وددت أن أرد عليه..

أريد أن أسمع صوته..فقد لا أتمكن من سماعه مرة أخرى..

اريد العيش بدونه … ولكن قلبي يرفض ذلك..

تابع حديثه: سارة ..هيا..افتحي عينيك..لقد أحضرت الفطور..

صمت قليللاً ثم أردف بارتباك: ههه..هل تعلمين..لم أتمكن من تناول الفطور هذا الصباح..لقد انتظرت ان تنام امي مع جنى..انا جائع جداً..هيا اريد مشاركة الفطور معك..

لم أرد عليه..ولكن كلمات جنى ترددت في اذني..شعرت باختناق شديد..وددت أن أصرخ عليه لمعاتبته..لماذا تهزأ بي هكذا؟؟

-هل تريدين مني الخروج؟؟؟


حاولت جاهدة السيطرة على نفسي ..لم أرد أن أضعف..لا اريد الحديث معه..

حين رأى تجاهلي زفر بضيق:سارة..ارجوك..سأتركك الآن..ولكن..يجب أن تفطري لتأخذي أدويتك..

شعرت برغبة بالبكاء….

تابع حديثه:ربما يغضبك اهتمامي الزائد بأدويتك وبمواعيدها...ربما تعتقدين أنني غبي ولا ادرك مشاعرك..

صمت قليلاً..ثم أردف بتردد:ولكن أريدك أن تفهمي جيداً..اهتمامي بأدويتك ليس بدافع الشفقة..فأنا...لست مجبرًا على العناية بك..

ضحك بارتباك:هههه اعذريني انا لا أعلم ماذا أقول...أنا..ههه...انا لم أتمكن من معرفة مشاعرك..لأنني..

شعرت برجفة يده الممسكة بيدي..

افلت قبضته منها ثم تابع حديثه بهمس اهتز له كل كياني:لأنني وبكل بساطة أكون مرتبكاً أمام المرأة التي أحبها..

توقف قلبي عن النبض..تجمدت كل مشاعري..أصحيح ماسمعت..

وقف مروان من السرير ثم مشى باتجاه الباب..اغلق الباب خلفه..

فجلست بسرعة وأنا أنظر الى الباب في عدم تصديق..

نظرت الى يدي..لأرى تلك الأساور الذهبية عليها..

انفرج ثغري بابتسامة عريضة..شعرت بسعادة غامرة..

أخذت أتنفس بعمق لمرات متتالية في محاولة مني لتبريد جسدي المشتعل..

أنا لا أحلم..لقد قالها حقاً….

وددت أن أصرخ بأعلى صوتي لأخبر الدنيا كلها بذلك..

انه يحبني..

مـــــروان يحبــــني

.
.
.


قلبي يخفق خوفاً من رؤيتها..يخفق خوفا من صدق كلامها؟؟؟

هل فعلتها يا خالد؟؟

اسأل نفسي, وبعد هذا العمر الذي مضى وأنا معك, رفيقة دربك وشريكة عمرك ...
هل فعلتها؟؟

أسئلة كثيرة تدور في ذهني وقلبي وعقلي,
ولا أستطيع أن أجد لها إجابة !!!
أهي طيبة قلبي ؟!
أم ضعفي وقلة حيلتي؟!
أم غبائي وثقتي التي منحتك إياها منذ ارتباطنا؟!

اعطيتك مالي...اسكنتك في منزلي...اسكنت والدتك معي وقمت بتربية اختك مع ابنائي..
وهذا ما تجازيني به؟؟

ذهبت راكضاً خلف امرأة تخلت عن ابنتها لسبعة عشر سنة؟؟

لا أفهم لم تفعل هذا؟ ؟؟؟

رباهـ.....ما أحقرك من رجل..

هل حقاً تستغل ضعف ابنتك من أجل مصالحك!!

أرجو أن يكون كلامها مجرد افتراء..

ولكن ان كانت صادقة..فثق تماما بأنك أكبر خاسر وفاشل, فقد خسرت حبي وثقتي
وإحترامي لك إلى الأبد .و لا أملك إلا أن أشكيك لواحد أحد.

حسبي الله ونعم الوكيل..

وصلنا الى العنوان الذي وصفه الدكتور يوسف..

طلبت من فارس البقاء في السيارة..فأنا لا أنوي التأخر في منزلها..

كما أنني لم أخبر فارس بالأمر..أخبرته انني سأحضر جمان فقط..

بدأت أصعد الدرج وأنا أحاول اقناع نفسي بأن تلك المرأة تكذب.انها تغار مني فقط..تريد أن تدمر حياتي مع زوجي..

ان كان خالد يريدها حقاً..فلماذا لم يفكر بها سوى الآن؟؟

سبعة عشر سنة قد مرت ثم يبتزها بابنتها بعد كل هذه السنين؟؟

الم تكن اعادتها اسهل في اثناء غيبوبة جمان؟؟


ولكن ما يحيرني بأنها متزوجة..

ما الذي تريده بخالد الآن؟؟

ماهي مصلحتها من افساد حياتي..

طرقت باب الشقة..فقامت فتاة صغيرة بفتحه..مشيت خلفها الى المجلس..

في الحقيقة,شعرت بالاهانة..انها تعلم انني قادمة,,لماذا لم تقم هي باستقبالي؟؟

نظرت تلك الفتاة الي:ستأتي الخالة هوازن حالاً..ولكن جمان قد نامت لذلك انتظري قليلاً من فضلك..

اومأت برأسي: لا مشكلة..

جلست تلك الفتاة وبدأت تحدق بي..أما أنا قد كنت متوترة جداً..

بدأت أقلب نظري في ارجاء الغرفة..

لا يوجد أدنى مقارنة بين منزلي ومنزلها..

ابتسمت ابتسامة استهزاء على ذلك الاستنتاج برأسي..

الأن فقط اتضح كل شيء..

نظرت الى تلك الفتاة لأسألها:ما اسمك يا صغيرتي..

اجابت بارتباك: ها..اسمي حنين..

اتسعت ابتسامتي:اسم جميل حقاً وكم هو عمرك؟؟

نظرت الي باستغراب ثم اجابت: ستة عشر سنة…

ابعدت نظري عن تلك الصغيرة وأنا أفكر..هه يبدو أن تلك المرأة تزوجت بعد طلاقها فوراً..فقد ولدت هذه الطفلة بعد سنة من طلاقها..

أمرها عجيب حقاً..كيف تمكنت من متابعة حياتها بصورة طبيعية وابنتها طريحة الفراش..

اعدت نظري لتلك الفتاة:هل تسير الأمور على مايرام بين والدك ووالدتك؟؟

تغيرت الي بحدة ثم اجابتني بكل وقاحة:أولاً انها زوجة أبي..ثانياً..اعتقد أن الأمر ليس من شأنك...

شعرت ببعض الحرج..اجبتها بارتباك:لم أقصد شيئاً..كنت أسأل فقط..

زفرت تلك الفتاة ثم تمتمت بكلام لم أستطع فهمه..ولكنني تجاهلتها وأنا أفكر بهوازن..

اعتقد أنني فهمت الأمر..تلك الهوازن ليست سهلة على الأطلاق..هاقد استولت على عقل هذا الرجل وقامت باختطافه من زوجته...والآن تريد افساد حياتي مع خالد...كم اشفق على زوجها..هل يعلم بما تفعله تلك الخبيثة من وراء ظهره؟؟؟

.
.
.
لم أتمكن من النوم منذ قام يوسف بطرق الباب..مللت وأنا أحاول النوم فقررت الخروج لتجهيز الفطور..

خرجت من غرفتي لأفاجأ بتلك الفتاة المستلقية على فخذ الخالة هوازن في غرفة الجلوس..

عقدت حاجبي وأنا انظر اليها..

نظرت الخالة هوازن الي بابتسامة ثم همست:حنين..هذه هي ابنتي جمان..

اعدت نظري الى جمان..انها تشبه الخالة هوازن كثيراً…

نظرت اليها بتساؤل: كيف اتت الى هنا؟؟

اجابتني وهي تمسح على شعرها: قام يوسف بإحضارها..

فتحت جمان عينيها فجأة ثم زفرت بضجر:ماما..لا أستطبع النوم هنا..أريد النوم في ذلك السرير بغرفتك..

نظرت الخالة هوازن اليها: لا يصح يا صغيرتي بابا أحمد يريد النوم..

اجبتها بسرعة: خالة هوازن يمكنك النوم بسريري ان اردت فأنا لا أشعر بالنعاس..

ابتسمت الخالة هوازن لي: أشكرك ياحبيبتي..

نظرت جمان الي وهي تعقد حاجبيها:من هي هذه الفتاة..

اجابت الخالة هوازن :انها اختك حنين..

اقتربت من جمان لأسلم عليها..

قامت جمان بمصافحتي:مرحباً أنا جمان..

ابتسمت: أعلم هذا..

نظرت جمان الى الخالة هوازن:ماما انها تعرفني..

ضحكت قائلة : نعم تعرفك ..وهل يخفى القمر؟؟

أرادت الخالة هوازن الوقوف فقمت بمساعدتها..أمسكت بكتفي:حنين يا صغيرتي..ستأتي الآن زوجة خالد..سأبقى مع جمان الى أن تنام قومي باستقبالها حسناً؟؟

أومأت برأسي..

دخلت الخالة هوازن الى غرفتي...وبعد عشر دقائق تقريباً طرق باب الشقة..

أسرعت الى غرفتي لأخبار الخالة هوازن ثم قمت باستقبال تلك المرأة..

جلست أمامها وأنا احدق بها باستغراب..

انها جميلة حقاً..من الواضح أنها تهتم بمظهرها كثيراُ..ولكن ما فاجأني هو تلك العباءة الملونة التي ترتديها..كما أن حجابها يظهر الكثير من شعرها..ووجها ..من الواضح أنه لا يخلو من مساحيق التجميل..

في الحقيقة لقد كنت مصدومة من مظهرها..فقد قامت أمي بتربيتي على ارتداء عباءة محتشمة لا تظهر زينتي..

كانت تلك المرأة تنظر الى المنزل بنظرات ملؤها الاشمئزاز..

نظرت الي وبدأت تتطفل بأسئلتها..غضبت من تطفلها كثيرا…

اخبرتها بأن الأمر ليس من شأنها فشعرت بأنها مصدومة..

تجاهلتها وأنا أتمتم بهدوء:اكره الفضوليين..

دخلت الخالة هوازن الى المجلس ثم سلمت عليها..

نظرت الي وهي تشير لي بعينها أن أخرج.

خرجت من المجلس ولكن كان الفضول يقتلني...اردت سماع الحوار الذي دار بينهما..

بقيت بجانب الباب..في البداية لم أتمكن من فهم كلامهم..ولكن يبدو أن هناك مشكلة..فقد أرتفع صوت المرأة وبدأت بالصراخ..شعرت بالغضب حين بدأت تلك المرأة تهزأ بأبي.

حاولت جاهدة المحافظة على هدوئي كي لا يفضح أمري…..

ولكنني كنت أشتعل غيضاً...ولكن..وحين بدأت الخالة هوازن بالحديث..

انطفأت تلك النار بداخلي..فقد تمكنت الخالة هوازن من افحامها بكل بساطة..

.
.
.
بقيت مع جمان في غرفة حنين الى ان نامت أخيراً..لا أعلم كيف اقنعها بأمر العودة لمنزل خالد…

لن تتقبل الأمر بالتأكيد..ولكنها يجب أن تعود..لا نريد التسبب بمشكلة قبل فتح ملف القضية...

طلبت من حنين أن تقوم بمناداتي عند وصول زوجة خالد..

قامت بفتح الباب ثم همست: خالة هوازن لقد وصلت..

أومأت برأسي فذهبت حنين لفتح الباب..ابتعدت عن جمان بهدوء ثم وقفت..

أشعر ببعض التعب من الوقوف بسبب العملية لهذا كنت أسير ببطء..

خرجت من الغرفة لأقوم باستقبالها ..كنت أمشي وأنا اتساءل..لم تريد مقابلتي ياترى؟؟

اخشى أن تقوم بتكرار سخافات خالد..ربما قام بتحريضها علي..

ولكنني قررت التفاهم معها كأم...اخبرتني جمان أنها تحبها..

وقلب طاهر كقلب جمان..لن يتمكن من حب امرأة خبيثة..انا متأكدة بأنها طيبة القلب..

دخلت الى المجلس وحين رأيتها..شعرت بانقباض بسبب نظراتها..كانت تنظر الي باحتقار..يبدو ان خالد قد قام باتهامي أمام كل معارفه..

ان قامت بتكرار ذلك الاتهام فلن أصمت هذه المرة أبداً..

حاولت المحافظة على هدوئي فابتسمت ثم سلمت عليها: السلام عليكم…

ردت السلام ببرود وهي تقوم بمصافحتي..

اشرت الى حنين لتخرج ثم جلست أمامها في انتظار ان تتحدث ولكنها لم تنطق بأي كلمة..

حاولت كسر الصمت:أشكرك كثيراً على احضار جمان لرؤيتي..لن أنسى لك هذا الجميل أبداً..

ضحكت باستهزاء ثم ردت علي:أنا لم أحضرها لرؤيتك.كنت اعتقد أن جمان تريد الممرضة..

شعرت بالغضب من طريقة حديثها..كنت انوي الرد عليها ولكنها تابعت الحديث..

-مالذي تريدينه من خالد؟؟

نظرت اليها باستغراب: ما الذي تقصدينه؟؟

نظرت الي بحدة: انك تعلمين جيداً ما الذي أقصده..تريدينني أن أصدق أن خالد يبتزك بجمان لتتزوجي به؟؟

عقدت حاجبي: من أخبرك بهذا؟؟

زفرت بضجر: لا يهم من الذي اخبرني..لقد أتيت لأوصل لك كلمة واحدة..أنا اثق بزوجي كثيراً..ولن تستطيع امرأة مثلك أن تفرق بيننا هل فهمت؟؟

ابتسمت باستهزاء ثم تابعت حديثها: خالد لن يلتفت الى امرأة مثلك ....كنت اتساءل طوال الطريق عن سبب اصرارك على العودة الى خالد بعد كل هذه السنوات..

بدأت تقلب بصرها في ارجاء الغرفة:ولكنني فهمت الآن..لقد رأيت أن خالد يتقلب في النعم بينما تعيشين مع رجل متزوج في شقة صغيرة كهذه..لا ألومك فقد أعمت الغيرة بصيرتك...ولكني متعجبة من سكوت زوجك على هذا..

اطلقت ضحكة قصيرة ساخرة ثم تابعت حديثها:اعتقد أن رجلاً حقيراً يخون زوجته يستحق امرأة قذرة مثلك ...

كنت استمع اليها بصمت طوال الوقت..اردت أن أعرف سبب مجيئها..كما انني أردت أن اعرف ما الذي يقوله خالد عني أمامها..

حين رأيت صمتها اجبتها ببرود : هل أنهيت حديثك؟؟.

ابعدت نظرها عني بدون أن ترد..

تابعت حديثي : لو أعطيت ملك الدنيا بأكملها في مقابل العودة لذلك الرجل فلن أقبل بهذا أبداً..هل فهمت؟؟

نظرت الي ثم ضحكت باستهزاء..

نظرت اليها بنظرات ملؤها الشفقه على حالها...فاكتشاف الحقيقة صعب:اسفي عليك وعلى تفكيرك المريض..مافائدة المال..ان فقدت الكرامة؟؟
اعلمي جيداً أن أحمد بنظري برجال الدنيا..ولو كنت أعيش معه في جحر لما تخليت عنه..

صمت قليلاً ثم تابعت حديثي:في الحقيقة..أنا أشفق عليك..لا ألومك فخالد هو والد أبناءك وتحاولين المحافظة على سمعته بقدر استطاعتك..
ولكن خالد لا يستحق دفاعك عنه..لقد تذوقت مع ذلك الرجل ألواناً من العذاب..تذكري جيداً..كما تدين تدان..
وما فعله خالد بي,,قد يحدث لك في يوم من الأيام..فذلك الرجل قد تجرد من انسانيته…

صرخت بانفعال فجأة:أنا لا أسمح لك بالحديث عنه بهذه الطريقة … أنا أعرف خالد وأثق به جيداً هل فهمت..

ابتسمت بحزن:وأنا أيضاً كنت أثق به..ولكنه قد خان ثقتي واتهمني في عرضي..

نزلت دمعة من عيني ولكنني مسحتها فوراً..جرحي لم يبرأ بعد..لازلت مصدومة من اتهامه لي..

نظرت سمر الي بصدمة:انك تكذبين!!

نظرت الى عينيها بثقة:هل تريدين الاثبات؟؟

لحظة صمت بيننا يملؤها التوتر..رأيت الخوف في عينيها..من الواضح انها تخاف من انكشاف حقيقته..

وقفت من الأريكة وذهبت للجلوس بجانبها فالتفتت الي باسغراب..

اخرجت هاتفي من جيبي لأقوم بفتح المحادثة التي دارت بيني وبينه..ثم قمت بتشغيل التسجيل الصوتي الذي كان يبتزني به..

تزاحمت الدموع في عينيها وهي تأخذ الهاتف مني بيد مرتجفة...همست بصوت متهدج: كلا..خالد لا يفعل هذا ..خالد لايفعل..

قالتها ثم وضعت يدها على فمها لكبت تلك الشهقة..القت الهاتف من يدها ثم انفجرت بالبكاء..

شعرت بالحزن عليها..اردت التخفيف عنها فذلك لرجل لا يستحق دموعها..

ولكنني تركتها تبكي لتنقض الهموم التي تخنق صدرها.. استمرار نحيبها هز عواطفي..

ربما تحقد علي الآن..ولكن معرفة الحقيقة المرة..خير من العيش في مرارتها دائماً..

ارحم ضعفها يا الله…
.
.
.
فتحت عيني بتثاقل..مرهقة جداً من كثرة البكاء..

لا أعلم كم مضى من الوقت على نومي ..نظرت الى الساعة...انها الواحدة ظهراً,,

اشعر بجوع شديد..وذلك الغبي ماجد قد حبسني هنا بدون طعام..

علي الانتظار حتى صلاة العصر ليعود من عمله…

امسكت بهاتفي لأتصل على سمر..اردت الاطمئنان على ابنتي لانا..

لقد قضيت الكثير من الوقت في التفكير..قررت أن أحضر لانا الى المنزل...ربما يحن قلب ماجد على ابنته..

كما انني قررت البقاء مع ماجد أطول فترة ممكنه..لن أسمح له بالعودة الى اصدقاءه..سيكون تحت مراقبتي حتى يتخلص من ذلك السم..

رغم أنني غضبت منه في هذا الصباح ولكن وبعد أن فكرت..انه مدمن على اي حال..لن يكون التغيير سهلاً..
سأحاول اقناعه بالذهاب الى مركز متخصص للعلاج..

اتصلت على سمر فوصلني صوتها بعد لحظات: مرحباً..

زفرت بعمق: مرحباً خالة سمر كيف حالك..

ردت بصوت ضعيف: بخير..

عقدت حاجبي وأنا أسمع صوتها..سألتها باستغراب:مابه صوتك.. هل أنت بخير؟؟


تهدج صوتها:آآآآه يامها لا تسألي..أنا متعبة جداً

شعرت بقبضة مؤلمة في قلبي:لماذا..ما الذي حصل..

صمتت قليلاً ثم أجابت:سأخبرك فيما بعد...ماهو سبب اتصالك الآن ..هل هناك مشكلة يا عزيزتي..

اجبتها بارتباك:ااا..هاه..كلا ..لا يوجد مشكة..كل مافي الأمر اني أردت الاطمئنان على لانا..كما اني اريد التحث الى امي..

اجابت بهدوء:أنا في خارج المنزل الآن..

اجبتها بإحباط:أوه..حقاً…

لحظة صمت..قطعتها سمر بخبر صادم:مها..لقد ذهبت لمقابلة هوازن..

اتسعت عيناي بصدمة:ماذا؟؟

ردت سمر بصوت باكي: آآآه ليتني لم أقابلها..

ازدادت دقات قلبي: لماذا..ما الذي فعلته؟؟

صمتت قليلاً ثم اجابت: لا استطيع اخبارك بهذا الأمر على الهاتف..ان قدمت لمنزلي ..سأخبرك بكل شيء..حسنا..الى اللقاء الآن..

اجبتها بصوت هامس: الى اللقاء..

قلتها ثم أقفلت لخط..با الهي..مالذي حدث ياترى...مالذي فعلته تلك الخبيثة أيضاً…

زفرت بغضب: اففف تلك المرأة.انها بلاء فوق رؤوسنا…

.الن تنتهي مشاكلها ابداًً..
.
.
.
خرجت مع فارس الى احد المقاهي لأغير من مزاجي قليلاً..لا ارغب في العودة الى المنزل..

اشعر باختناق شديد..كما انني قررت ترك جمان مع امها حتى صلاة الظهر..

لم يكف فارس عن سؤالي عن سبب بكاائي ولكنني لم اعره اي اهتمام…

ما الذي أقوله له؟؟

هل أخبره بأن أباه رجل حقير وجبان؟؟

كلا ..لن أخبره..فأنا..لا اريد ان يلقبنى احد باننى تلك "الضحية" لا اريد ان يشفق على احد..

لقد جفت دموعى و انتهى كل شىء و الان ساعود الى نفسي فلقد اشتقت اليها....

لا اريد ان ابكى...

ولكنني لن انسى هذا الجرح..... فلا احد يعلم مدى قسوة الالم الا من عاشه.....

انت انانى ياخالد..

تريد الكثير و لا تعطى غير الجروح... فكم من ليلة بكيت و اشتكيت الى الله منك....

انت ناكر للجميل....

مهما بعدت خطواتك و ان عدت تجدني انتظر ..احمل قلب وفي مخلص لا يرى غيرك…

و مهما اشتدت عليك الايام قسوة وجدت انسانه تقف بجانبك و لا تنتظر منك غير الرضى عنها....

لقد كنت العب ادوار كل الذين من حولك ....

امك ..ابوك... صديقك....و اختك.....و زهرتك الجميلة..

اما انت فلقد كنت تستغل في طيبة قلبي…

لقد اخذت كل شىء مني.. حتى قلبي اخذته.....

والآن وقعت فى فخ غدرك......و المضحك هو اننى اكتشفت ذلك بنفسي..

لن أواجهك بالحقيقة...لكننى لن انسي......و سانتقم منك.....لكى تعرف من انا......

ساجعلك تبكى من جبروت ابتسامتى....

ساقفل باب الحزن و لن انتظر شىء منك ساتركك للايام....

سابعث التفاؤل فى كل شىء.. فالحياة لا تقتصر على وجودك ..

تالمت...حزنت....بكيت...

لكننى لم امت قبل يومى....اذ أن حياتى لا تقتصر عليك انت....ولا تنسى.... سأنتقم..وستعرف من أكون..

حين أصبحت الساعة الثانية مساءً عدت الى منزل هوازن لأخذ جمان…

في هذه المرة صعد فارس معي فقد اخبرتني هوازن أن جمان ترفض الخروج..ربما يتمكن فارس من اقناعها..

حين دخلت الى المجلس وجدت جمان تجلس بجانب هوازن على الأريكة..

رؤيتهما معاً..اشعلت شيئاً في قلبي..جمان تشبه هوازن كثيرًا!..

اقترب فارس منها:جمان يا عزيزتي هيا تعالي لنعود الى المنزل..ان لم يجدك بابا سيغضب كثيراً…

امسكت جمان بهوازن بكل قوتها وهي تصرخ: كلا ..اريد البقاء مع ماما..بابا لن يستطيع فعل أي شيئ..يوسف قال هذا..

نظرت هوازن الى جمان: هيا ياصغيرتي..ستأتين لرؤيتي في أي وقت تريدينه..سيحضرك أخوك..

أومأت برأسها الدموع تملأ عينيها: كلا كلا..انهم يكذبون علي..

شعرت ان هذه هي فرصتي لابقاء جمان هنا..في الحقيقة..انا لارغب بإعادة جمان معي..

نعم..لقد شعرت بالغيرة..اعتقد ان رؤية خالد لجمان ليل نهار هو ما اعاد هوازن الى ذاكرته..

نظرت الى هوازن بهدوء: ان ارادت البقاء فلا مشكلة..سأتصرف مع خالد..

اتسعت عينا فارس وهو ينظر الي:كلا أمي أرجوك..سيقلني أبي ان علم بهذا..

كنت سأرد عليه ولكن صوت هوازن وصلني: كلا..يجب ان تعود..لقد قمت برفع دعوى حضانة في ها اليوم..ستعود جمان الي بطريقة قانونية...وقتها لن يتمكن خالد من اثارة المشكلات..

بدأت جمان بالبكاء: كلا ماما..لا أريد أن اذهب...أنا أحبك كثيراً...
.
.
.

لم أعرف كيف اتمكن من اقناع جمان بالذهاب مع اخوها..رؤيتي لدموعها كادت تضعفني..ولكن ماذا افعل..

اخبرني أحمد أن بقاءها قد يؤثر في القضية..

قبلت رأسها:ارجوك يا صغيرتي..أنا احبك كثيراً أيضاً .. ولكننا لا نريد اغضاب بابا..

وضعت رأسها على صدري ثم أغمضت عينيها وهي تمسك بي بقوة وكأنها تريد أن تتملكني..

نظرت الى فارس وسمر بقل حيلة..

أقترب فارس مني ثم قام بمد يده:خاله هوازن اعطني هاتفك اذا سمحت..

نظرت اليه باستغراب..

تابع حديثه موضحاً : اريد تسجيل رقمك لدي..

-اوه حسناً..

قلتها وأنا اعطيه الهاتف..

بدأ يدخل رقمه الى هاتفي ثم اعاده الي بعد ان اتصل بهاتفه: لقد قمت بتسجيل رقمي باسم جمان..يمكنك الاتصال علي في أي وقت تريدينه..

ابتسمت له: اشكرك كثيراً..

أومأ برأسه ثم رفع هاتفه وقام بإجراء مكالمة فيديو..

نظرت الى هاتفي وقبل أن اسأله وصلني صوته:قومي بالرد علي..

أومأت برأسي وأنا أفتح المكالمة..

اقترب فارس من جمان ثم وضع الهاتف في يدها:انظري هذه ماما..

نظرت جمان الى الهاتف وهي تعقد حاجبيها..بدأت تقلب نظراتها بيني وبين الهاتف..

شهقت وهي تشير الى الهاتف: ماما..أنت هنا..

ضحكت بهدوء حين فهمت ماينوي فارس فعله..اجبتها بابتسامة: نعم يا حبيبتي..سأكون معك دائماً..

وضع فارس يده على كتف جمان ثم نظر الى عينيها: أرأيت..أنا لا أكذب عليك..ان اردت رؤية ماما أخبرني فقط وسأعطيك هاتفي لتتحدثي معها ..

نظرت جمان الي بحزن ثم أعادة نظارها الى فارس:وهل سأتمكن من رؤية ماما في منزلنا؟؟

أومأ فارس برأسه…

نزلت دمعة من عينها: ولكني أريد أن أمسك بيدها وأنا أتحدث معها…

زفر فارس بنفاذ صبر:حسناً سأحضرك اليها حين يخرج بابا من المنزل..ولكن الآن تعالي معي..زلقد ساعدتك لتري ماما ..هل تريدين أن يضربني بابا بسببك؟؟

أومأت برأسها بالنفي..

قام فارس برسم ملامح البراءة على وجهه:ان كنت لا تريدين هذا اذا تعالي معي..

نظرت جمان الي بعينين دامعتين ثم اعادت نظرها الى هاتف فارس...ابتسمت وهي تكابر دموعها: ماما مازلت هنا..

ضحكت على براءتها:نعم مازلت هنا..

وقفت مع فارس لتخرج وهي مستمرة بمراقبة الهاتف…

بدأت تنزل الدرج الى الخارج:ماما مازلت اراك..هل تستطيعين رؤيتي..

ارسلت قبلة بالهواء اليها:.نعم..اراك..

أستمرت جمان بمراقبة الهاتف حتى حين تحركت السيارة..لا تريد ابعاد نظرها..صغيرتي لا تريد فراقي..

أعذريني با صغيرتي..أحبك كثيراً..ولكن الأمر ليس بيدي..

نزلت دمعة من عيني ولكني مسحتها بسرعة كي لا تراها جمان..

قريباً جداً يا صغيرتي لن يجرأ أحد على تفريقنا..

أريدك أن تكوني مبتسمة دوماً..

اعذري ضعفي يا حبيبتي..فراقك صعب علي..

أنا إن شدوت بلحن البكاء...فذا هو شوقي لكِ يستعر..

قريباً قريباً سننسى العناء...وإن فرقتنا دروب السفر…

ستزهر يوماً روابي اللقاء..وتشرق رؤيا صبحٍ أغر..

فأنتِ لدربي كذاك الضياء….وفي جوف ليلي فأنتِ القمر..

.
.
.

عدت الى المنزل في الثامنة مساءً..لقد أجبرني العم خالد على التأخر في العمل اليوم فقد أراد معاقبتي لتأخري هذا الصباح..

وصلت الى غرفتي وبدأت أدعو الله بداخلي أن تكون مها نائمة..لست في مزاج جيد لسماع صراخها..

لابد أنها غاضبة لأنني قمت بإقفال الباب هذا الصباح..ولكني اردت ابعاد شكوكي..

أنا أعلم جيدًا انها ستخرج لرؤية سارة..اهتمامها الشديد بتلك الفتاة يحيرني..

لا أريد أن أظلمها ولكني سمعت الكثير من قصص الخيانة من اصدقائي..

ولكن اكثر تلك القصص تأثيراً علي ..هي قصة المرأة التي كانت تخون زوجها في بيت جارتها..

حين رأيت مها تتأنق هذا الصباح ..لم استطع السيطرة على شكوكي..فمروان مريض ولن يذهب لعمله اليوم..

لذلك أردك قطع شكوكي بإقفال الباب عليها..

فتحت الباب بهدوء فاستقبلتني مها بالصراخ كما توقعت:وأخيراً عدت يا سيد ماجد...لماذا تأخرت كل هذا الوقت..

اجبتها ببرود:هناك صفقة مهمة جداً للشركة..اضطررت للبقاء لمساعدة أخوك..كان يريدني أن أبقى معه حتى منتصف الليل ولكنني اخبرته انني لا أستطيع التأخر أكثر..

تزاحمت الدموع في عينيها: كدت أموت جوعاً هنا..

شعرت بالحزن عليها..لم يخطر في بالي أمر الطعام..يالني من غبي..

اقتربت منها لمراضاتها ولكنها دفعتني فوراً:لا اريد سماع أي شيئ..أشعر بالاختناق من رؤيتك..

زفرت بضجر: مها ..أنا آسف حسناً..اعدك انني سأبذل جهدي للتخلص من ذالك السم..

وضعت يدها على اذنها كي تجبرني على الصمت..

كم يغضبني عنادها الشديد..

صرخت بغضب:اووووووه..ماهذه التصرفات الطفولية..الحق علي لأنني أريد الاعتذار اليك..

قلتها ثم استلقيت على سريري لأنام..

بدأ صوت شهقاتها يصلني ويعتصر قلبي ولكنني تجاهلتها..

ستبكي قليلاً وستنسى الأمر..سأحضر لها هدية بسيطة في الغد..

مها ذات قلب رحوم وعطوف وستسامحني بالتأكيد..

.
.
.

اشعر بحيرة شديدة..هل أقوم بفتح شعري..ام أقوم بعمل ظفيرة جانبية…

ليتك هنا يا مها..لأول مرة..أرغب في أن يراني مروان بأجمل حلة..لماذا لم تأت مها اليوم..اشتقت اليها كثيراً..

احمرت وجنتاي خجلاً وأنا اتذكر اعتراف مروان هذا الصباح...خجلة جداً من رؤيته…

من يرى خجلي الآن لن يصدق بأنني متزوجة به منذ سبعة أشهر.

لم أخرج من غرفتي طول اليوم..كما أن مروان لم يدخل اليها..هه اعتقد انه خجل من اعترافه ايضاً…

لقد قامت جنى بإحضار الغداء من أجلي...ولكنها اخبرتني ان اخرج من أجل العشاء معهم والا غضبت عمتي..

نظرت الى احمر الشفاه بتردد..هل أضع منه قليلاً..شعرت بحرارة تسري بجسدي..ما الذي ستقوله عمتي ان قمت بوضعه؟؟

ستهزأ بي بالتأكيد..

غيرت رأيي..لن أضع شيئاً..سأكتفي ببعض الكحل فقط..رموشي كثيفة أساساً..لن يتغير شكلي كثيراً…

وضعت الكحل ..ثم ابتسمت برضى..لقد ابرز الكحل جمال عيني..

قمت بنزع مشبك الشعر عن تلك الخصلات لتتناثر على وجهي…

لقد قامت مها بقص هذه القذلة ولكن مروان لم يلحظها لأنني كنت أرفعها باستخدام مشبك الشعر ولكني أريده أن يراها اليوم..

قفزت فزعاً حين قامت جنى بفتح الباب وهي تهتف: سارة أين أنت لقد تأخرت…

صمتت فجأة وهي تحدق بي..شعرت بالخجل من نظراتها..بدأت أشك أن هناك خطب ما بمظهري..

تحركت شفتاها أخيراً:واااو..ما الذي فعلته بشعرك..هذه الخصلات.تناسبك كثيراً..

ابتسمت بخجل:شكراً…

اقتربت جنى مني لتقوم بتحريك كرسيي: هل أساعدك في الذهاب الى الغرفة..

أومأت برأسي ثم أجبتها بارتباك:سآتي بنفسي..اذهبي سألحق بك حالاً…

أومأت برأسها ثم خرجت من الغرفة…

بدأت أهف على وجهي بكفي من شدة الحرارة التي أشعر بها..

يا الهي..لماذا أشعر بالحرارة كلما مر مروان في ذهني؟؟

.
.
.
كنت انتظر حضور سارة على العشاء وأنا أشعر بتوتو أجهل سببه..

في الحقيقة..لم جرأ على الدخول لرؤيتها منذ الصباح..سارة تربكني بخجلها..رغم أنني كنت أرغب برؤية رد فعلها عند رؤية الاساور ولكنها تجاهلتني..لا ترغب برؤيتي..كم أود معرفة سبب غضبها هذا الصباح..

دخلت سارة الى الغرفة وهي تنظر الى الأرض بصمت..

ارتسمت على وجهي ابتسامة حاولت جاهداً اخفاءها..

احمرار وجنتيها وهي خجلة يزيد جمالها بهاءًا وسحراً..

رفعت بصرها بهدوء وهي تهمس:مساء الخير..

عند سمعت صوتها...ارتجف قلبي فرحاً..

وقتها فقدت التركيز بكل شي..وتهت في سحر ابتسامتها..

اتسعت ابتسامتي فشعرت بنظرات حادة من أمي..

ابعدت نظري عن سارة في محاولة مني لتخفيف توتري..

رفعت نظري ببطء فالتقت نظراتنا..

احمر وجهها بسرعة خاطفة..

أطلقت ضحكة قصيرة.مما جعل أمي تنظر الي باستغراب:ما الذي يحدث هنا؟؟

اجبتها بهدوء:احم..لاشيء..تذكرت شيئاً فقط..

قلتها وأنا أعيد نظري الى سارة..

لمحت طيف ابتسامة على وجهها وهي تنظر الى الطبق أمامها بدون أن تأكل..

شعرت برغبة في الضحك...لا أعلم ما الذي حدث لي..

ما سر تلك السعادة التي تتملكني!!
.
.
.
منذ أن دخلت سارة الى الغرفة وأنا أشعر أن هناك شيئاً غريباً بينها وبين مروان..

لم يتناول أحد منهما شيئاً..كانا يتبادلان النظرات فق وأنا أراقبهما باستغراب..

كان كل منهما يسترق النظر للآخر بدون أن يشعر…

التقت نظراتهما ..فاحمر وجه سارة ..أما مروان فقد ضحك بطريقة غريبة..

يا مثبت العقل والدين..لقد فقد ابني عقله بالتأكيد..

نظرت اليه باستغراب: مالذي يحدث هنا؟؟

اجابني بصوت مرتبك:احم..لاشيء..تذكرت شيئاً فقط..

تجاهلته وأنا أعيد نظري الى الطبق..لاحظت ان سارة لم تأكل شيئاً..أردت أن أحدثها ولكن الصدمة قد الجمت لساني حين رأيت تلك الأساور على يدها..

نظرت الى مروان بحدة ولكنه لم يلحظ نظراتي..

ضربت الملعقة على الطبق بكل قوتي فتوجهت انظار الجميع الي..

لاحظ مروان نظراتي الحادة له فسألني ببلاهة: ماذا؟؟

أشرت بعيني الى تلك الأساور..فظهر الارتباك على وجهه..لم أسأله أمامها..لم أرد أن أحرجه أمام زوجته ولكن قلبي يشتعل..

نظرت الى جنى فلاحظت انها تقلب نظرها بين سارة ومروان والابتسامة لا تفارق وجها..

شعرت بأنها تعرف شيئاً..تلك الابتسامة البلهاء تؤكد شكوكي..

وقفت لأخرج من الغرفة:الحمد لله..

نظر مروان الي: أمي لم تأكلي شيئاً..

نظرت اليه بحدة: لا اشعر بالجوع..

ابعد نظره عني بدون أن يرد..

اشرت الى جنى بعيني لتتبعني..

لحقت بي..وحين خرجنا من الغرفة..نظرت الي باستغراب: أمي ما الأمر…

زفرت:ما الذي يحدث بين أخوك وسارة؟؟..

بدأت جنى تضحك بشكل هستيري..

اففف يا مثبت العقل والدين..يبدو أن الجميع قد جن اليوم..

صرخت بحدة: جنى ..أنا أسألك..

بدأت جنى بالتقاط انفاسها ثم تحدثت بحماس لتفجر تلك القنبلة:فلتمحي أمر زواج مروان بخلود من رأسك يا أمي..

تابعت حديثها وهي تغمز بعينها:
ابنك يعشق يا آنسة..
ابنك يعشق يا آنسة..
ابنك يعشق يا آنسة..
.
.
.
ارتديت ثيابي بعد ان اخذت وقتاً من الاستجمام في مغطس مياه دافيء...اردت أن أزيل توتري قبل ذهابي للخطبة..

حظي البائس يقف في طريقي دائماً..منذ عدة أيام تشاجرت مع مروان ولم اذهب لموعدي..وبالأمس قمت بقتل عادل..

ارتعش جسدي بأكمله حين تذكرت الأمر..أو أن الحقيقة اني لم استطع نسيانه..

كل زاوية في المنزل تذكرني به..كل من حولي يذكرني به..أبي أمي..عمتي حسينة..وحتى العم حسن…

كما أن أبي قد اتصل علي لعدة مرات ليسألني عنه..آآآآآخ كم أود محوه من عقولهم…

ليتني أستطيع محو منظره وهو محاط بدمائه عن ذاكرتي...منذ الصباح وأنا أحاول اشغال نفسي..قمت بقص شعري ..ثم ذهبت لمركز خاص للاستجمام ولكن دون فائدة..

كل ما نظرت إلى نفسي في المرآه ..اراه هو بداخلي…


لماذا يحدث هذا معي لماذا؟؟

انها الساعة الثامنة الآن..يجب أن أعود الى المنزل لاصطحب أمي فموعدي مع والد أسيل في الساعة التاسعة والنصف..

عدت الى المنزل فوجدت أمي في استقبالي..كانت ملامح القلق بادية على وجهها..

لقد تفاجأت من بكائي في هذا الصباح ..فهي لم تر دموعي منذ سنوات..

ابتسمت أمي بحنان: هل أنت بخير الآن يابني؟؟

أومأت برأسي…..

سألت بارتباك:وماذا عن ذلك الرجل..هل هو بخير؟؟

شعرت بتوتر شديد..بدأت دقات قلبي تزداد ولكني حاولت ادعاء البرود: انه بخير..لقد استيقظ الآن ولم يعلم بأنني من اصطدم به..

ابتلعت ريقي ثم تحدثت بتلعثم بعد أن سيطر التوتر على كل خلايا جسدي:انه رجل بسيط ولا يحب افتعال المشاكل على ما يبدو..اخبرني انه لا ينوي رفع شكوى..كل شيئ على مايرام..لاتخبري ابي بأي شيئ .حسناً؟؟

زفرت أمي: هذا جيد...لن أخبره ولكنك تبدو متعباً..هل تريد مني تأجيل الموعد؟؟

اتسعت عيناي ثم اجبتها بانفعال: كلا ..لا تقومي بتأجيله..سيعتقدون اننا نتهرب منهم..

أومأت برأسها:أنت محق..حسناً سأجهز حالاً..وانت أيضاً..لقد طلبت من الخادمة أن تقوم بتجهيز ثوبك..اذهب بسرعة..

ذهبت الى غرفتي ثم قمت بتجهيز نفسي..نظرت الى نفسي بالمرآة..أبدو مرهقاً جداً..لكني لن أؤجل الموعد..اصبحت أشعر بأن يوم خطبتي هو يوم شأم..اريد أن ينتهي هذا اليوم علي أرتاح من المشكلات..

ذهبت مع أمي الى أن وصلنا لمنزل أسيل..

نزلت من سيارتي و بدأت أرتب مظهري..لابد انهم يقومون بمراقبتي..

انها ليست المرة الأولى التي آتي فيهاا لهذا المنزل..

فقد أتيت من قبل حين قمنا بخطبتها..أما اليوم فقد أتيت لرؤيتها فقط..

ولكن ..شتان بين شعوري بيوم الخطبه وبين شعوري اليوم…..

في يوم الخطبة كنت في أوج حماسي وسعادتي..أما اليوم..غدوت خائفاً مرتبكاً..

دخلت الى المجلس فقام والدها باستقبالي..

كان يتحدث معي باهتمام ولكني لم أدرك شيئاً مما يقول..اعتقد انه كان يتحدث عن اسرار سعادة الزوجين في نظره..

كنت ابتسم له طوال الوقت حتى يعتقد انني مهتم بحديثه..ولكن عقلي كان يفكر بها..

كيف تبدو ياترى..بالرغم من أنني رأيت الكثير من النساء في حياتي..وبالرغم من جرأتي في الحديث معهم الا انني شعرت بالتوتر….

أسيل هي حلم طفولتي..ماذا لو لم تكن كما أتخيلها دائماَ؟؟

ابتسم والد أسيل ابتسامة عريضة:سأذهب لأحضارها الآن..

خرج من المجلس ليحضرها..

ازداد اضطرابي. فبدأت أتنفس بعمق لتهدئة اعصابي...لماذا أصبح الجو حاراً هكذا..

تردد الى مسامعي صوت خطوات كعبها العالي..

ازدادت دقات قلبي..فوضعت يدي على صدري وسمعت دقات قلبي أكثر من شعور يدي بالنبض ودقاته..

توقف صوت الخطوات فجأة..لقد وصلت اذا..لقد كنت انظر الى الارض من شدة توتري..

وصلني صوت عمي وهو يمازحني:ههههه انظر اليها جيداً..لن ادخلها مجدداً الى هنا..هذه فرصتك..

اخذت نفساً عميقاً و انا مغمض العينين حتى يتسنى لي مواجهة نظرات تلك المخلوقة أمامي حين أفتحها ..

هذه أسيل. محبوبتي التي أعشق منذ الصغر ...حلم حياتي الأول ...تجلس أمامي أخيراً…….

فتحت عيني ببطء..ثم بدأت أرفع بصري تدريجياً لأرى وجهها..

كنت أنتظر تلك اللحظة بشغف..في كل ليلة أحاول تصور شعوري عند رؤيتها..

ولكن ردة فعلي كانت آخر شيئ أتمناه وأتوقعه..

فقد انتفظ جسدي بأكمله ثم صرخت فزعاً!!


 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 12:33 PM   المشاركة رقم: 93
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي




ههههههههه


قفلة رهييييبة طبعا

وشر البلية ما يضحك ..

اتوقع يكون شاف فيها صورة عادل او انها بشعة .



رروعة اللقاء بين هوازن وجمان ..

وحبيت فارس اللي قدر يقنعها تروح معهم.



بارتين رووووعة

انبسطت باعتراف مروان لسارة

وعن جد حسيتهم متل اللي بتعرفوا ع بعض من اول وجديد.



يسلمو ايديك يا قمر وكلي شووووق للقادم

لك خالص الود



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»



 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 16-08-16, 12:25 AM   المشاركة رقم: 94
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 


الفصل الثاني والعشرون: مذكرات قيد النسيان…

ابني مروان..قطعة من نفسي..ونبضة من نبضاتي

حملته جنينا ...ورعته يداي رضيعا...وسعدت بأولى خطواته ...

سعدت يوم ان حمل حقيبته على ظهره الرقيق ليخطو اولى خطواته في المدرسة..

سهرت معه في اصعب ايامه…

كان يطلب مني أن ادعو له دائماً..

ودعوت له بالتوفيق منذ ولدته الى ان اصبح رجلا ولا ازالت ادعو وادعو..

استقبلته بفرح لا يوصف وهو يمد الي يده بشهادته فرحا بتفوقه...

سجدت كثيرا في ليلي ونهاري ادعو الباري ان يحفظه ويسدده ويرعاه ..

صارت حياتي كلها تدور حوله وفي فلكه..حتى نفسي بت حريصة عليها لأجله..

حين خطبت له..كنت أريد له الأفضل كما أفعل دائماً..

بكيت وانا اتخيل يده بيد عروسته..

ليس حزنا.. ولكن فرحا وفخرا وزهوا..

هذا هو ابني الذي نما وترعرع على يدي…

بنيت أحلاماً كثيرة لأجله..

ولكنه حطم أحلامي بزواجه من سارة..

تمنيت أن أزفه..تمنيت أن أقيم له زفافاً يتحدث عنه الجميع..لأقول لهم ها هو ابني قد كبر..

ولكن من الواضح أن مروان لا يدرك تأثير فعلته علي..

لن أستطيع أجباره على الزواج بفتاة لا يريدها..

سارة فتاة محترمة أيضاً ولكنها لاتطابق أي من مواصفاتي التي كنت ارسمها لزوجة مروان..

ابني طبيب..وهي لم تكمل تعليمها حتى..

أردتها أن تكون خدومة له ..تسعده ويسعدها..

ولكن ما أراه بأن مروان هو من يخدمها فقط.

حين كنت أسأل مروان عن زوجة المستقبل التي يريدها كان يخبرني ان كل مايهمه بأن تكون زوجته طاهية بارعة..

وسارة لا تستطيع القيام بشؤونها لتقوم بشؤون المنزل..

لقد كان مروان مرحاً بشوشاً قبل زواجه بها ..لقد تغير كثيراً..

أنا أدرك جيداً أن مروان يعاقب نفسه بهذا الزواج…

انه يلوم نفسه على مرضها ولهذا يحاول افناع نفسه بأنه يحبها..

اريده أن يعود كما كان..أريده أن يكون سعيداً بحياته؟؟؟

هل هذا كثير لأطلبه؟؟

ولكن..إن كان إسعاده لسارة يشعره بالراحة..فلن أعترض بعد الآن..

لابد وأن يأتي يوم ويعود ابني لصوابه..وقتها سيطلب مني بنفسه أن يتزوج…

وحتى يأتي ذلك الحين..سأسأل الله أن يرزقه السعادة….
.
.
.
لم أصرخ بسبب رؤيتي لها..فخوفي مما رأيت قد أعمى بصري عنها..

كان بصري مثبتاً على تلك النافذة خلفها…..

لقد فتحت منذ قليل!!..

أنا متأكد بأنني رأيت من يراقبني منها..

قد يبدوا الأمر جنونياً ولكنني رأيت عادل..انه يلاحقني..

وقف والد أسيل بفزع حبن سمع صراخي..

أشرت الى النافذة بيد مرتجفة ثم بدأت أتحدث بخوف: انه يراقبني..لقد رأيته..انه يراقبني..

عقد حاجبيه باستغراب ثم اتجه الى النافذة ليقوم بفتحها..

لم أكن مخطئاً..كان هناك من يراقبنا حقاً..

نظر والد أسيل الي بغضب: هل تظن أن الوقت مناسب للمزاح؟؟

توترت من نظراته..شعرت بحرج شديد حين اتضح ان ذلك الشخص الذي يراقبني هو الأخ الأصغر لأسيل..

بدأ يضحك وهو يحمل الكاميرا بيده: لقد أردت أن أحتفظ بهذه اللحظات ولكني لم أكن أتوقع بأنه سيصرخ بهذه الطريقة.

التفت الى أسيل:هههه انها ذكرى جميلة حقاً..شاب يصرخ عند رؤيته لعروسه..

قالها ثم انفجر بالضحك..

صرخ والد أسيل بغضب: أصمت يا ولد..من الذي سمح لك بالتصوير هنا..

أراد حازم أن يرد ولكن أسيل قد خرجت من المجلس بسرعة وهي تبكي..

لقد شعرت بأنني أهنتها بالتأكيد...شعرت أن قلبي قد انفطر معها ولكن الأمر ليس بيدي..

لقد حدث رغماً عني ولكن من الذي سيتمكن من فهمي؟؟

التفت والدها الي بغضب..

حاولت تبرير موقفي ولكني كنت مرتبكاً..وبدون أن أشعر..بدأت بالبكاء.

مالذي دهاني..لماذا لا أستطيع التحكم بمشاعري..

بدأت أتحدث وسط دموعي: سامحني يا عمي..أرجوك سامحني…….

لم يرد علي..كان ينظر الي باستغراب فقط…

لقد صدم بشدة وحق له ذلك..

فهل هناك رجل يبكي في يوم خطبته؟؟

انه وبدون شك..أسوأ أيام حياتي...
.
.
.
جلست على طاولة المطبخ لأكل الساندويتشات التي اعددتها وأنا أصرخ بغضب..

-مـــتــبــلــــد الاحــــســــاس..

رجل انـــانـــي سخيــــــف..

غـــبـــي و مـــتـــمـــلـــق…

يراني أبكي بجانبه بدون أن يهتز شيئ من مشاعره!!!!!

أنا المخطئة لأنني اعطيته أكثر مما يستحق..كان عليه أن يعتذر على الأقل..

وضعت يدي على خدي وأنا أسترجع تأملاتي الحمقاء..اعتقدت أن يخرج معي لنأكل حين أخبره بأنني جائعة.

توقعت أن يعتذر ويخبرني بأنه لم يكن بوعيه حين أقفل الباب.

ولكن لا...يبدو أنه فعلها مع سبق الأصرار والترصد..

-اففففففف …..

قلتها وأنا القي الكوب بيدي على الأرض بكل قوتي لتتناثر شظاياه على الأرض..

نظرت الى الكوب المحطم وصدري يعلو ويهبط من شدة الغضب…

يبدو أنني سأقضي على الأواني في منزلنا بسبب ذلك المتبلد..

لا أعلم السبب..ولكنني أشعر بالراحة حين أكسر شيئاً..

فوجئت بماجد هو يقف على باب المطبخ مكتفاً يده على صدره..

نظرت اليه بحدة فرد علي ببرود:أود أن أفهم من أي مرض تعانين..ها؟؟

رفعت حاجبي: ماذا تقصد؟؟

زفر بغضب: الن تتوقفي عن تكسير الأكواب؟؟؟؟

صرخت فوراً : أقوم بتكسيرها كي لا أتهور وأحطم رأسك..كما أنك كنت نائماً..ما الذي تريده الأن..ها...

بدأت أحرك أصبعي بتهديد: اقسم يا ماجد ان لم تبتعد عن وجهي أنني سأضربك حالاً.

ابتسم ببرود:حقاً..تعالي واضربيني اذاً..

اعتراني غضب عارم حتى بدأت أشعر به على لساني و في عيني ... أردت الصراخ.. أردت أن أمزقه بأسناني .. و لكنني حاولت بكل ما أوتيت من قوة السيطرة على غضبي..أردت مجاراته ببروده فهو يحاول استفزازي الآن..

ابتسمت بصعوبة بالغة وأنا أتحدث: كلا..لن أضربك حتى لا أشوه وجهك المسكين..

وقفت من الطاولة وبدأت انفض ثيابي..

نظرت اليه من جديد ثم ابتسمت باستهزاء: على الأقل..أنا أقوم بتكسير الزجاج..ولكن غيري..قام بإفراغ القمامة والتفتيش بداخلها..كل ومقامه يا سيد ماجد..

تحولت ملامحه الى الغضب فجأة: مها..ان لم تتحدثي باحترام..

قاطعته بسرعة: ما الذي ستفعله..أخبرني؟؟

تابعت حديثي بصوت أعلى وبنبرة أكثر حزماً:لقد صمت على تصرفاتك كثيراً..ولكن أتعلم..لن أعطيك المزيد من الفرص..ان تجرأت على أذية شعرة مني فسأخبر والدك بكل تصرفاتك.

اتسعت عيناه بخوف:ما الذي تقصدينه..

ابتسمت بهدوء و أنا أرى الخوف في عينيه..لقد عرفت نقطة ضعفه:انك تعلم جيداً ما أقصده..سأعطيك فرصة أخرى ولكن ليس لأجلك..بل من أجل ابنتنا..وان لم تتغير..فسأفضحك ..هل فهمت؟؟

ضحك بارتباك:هه مها لن تفعليها..

ابتسمت ابتسامة جانبية بدون أن أرد..

خرجت من المطبخ فبدأ يلحق بي لمراضاتي: مها انتظري لنتحدث قليلاً..

شعرت بالانتصار وأنا أسمع نبرة صوته الخائفة..رفعت بصري اليه:لا يوجد أي حديث لي معك..

أمسكت بعباءتي وبدأت أرتديها..

نظر ماجد الي باستغراب: أين تذهبين…

تجاهلته وأنا أمشي باتجاه باب الشقة..

لحق ماجد بي ثم أمسك بيدي:مها الى أين تذهبين أنا أحدثك؟؟

نظرت اليه ببرود:سأذهب لسارة..هل لديك أي اعتراض؟؟

ترك يدي ببطء وهو يهمس:حسناً..لا بأس.

اجبته بصدمه:: هل أذهب!!

أومأ برأسه بدون أن يرد..

احباط ممزوج بالألم..أردته أن يرفض..قد أكون غريبة الأطوار ولكني أردته أن يحاول مراضاتي..

ولكنه متبلد ..لن يفهم الأمر بالتأكيد..اغروقت عيناي بالدموع فأبعدت نظري عنه فوراً كي لا يلحظها..

بدأت أخرج من الشقة وأنا أنتظر منه أن يمنعني ..

أنا أتألم منك يا ماجد..فهل ستشعر بي؟؟
.
.
.
دخلت الى غرفتي وأنا أبكي بحرقة..لم أستطع احتمال هذه الأهانة أبداً..ما الذي كان يقصده حين صرخ بتلك الطريقة!!

هل كان يعتقد أن الأمر ظريف ليفعله!!

لا ادري بالفعل هل استحقر نفسي .. أم ذوقك وفكرك وشخصك ؟؟

الاهانة..أعظم ألم و أكبر جرح يتعرض لهُ قلب الإنسان ..


وخاصة إذا كانت ممن يدعي محبته لك...

إنها جمرة ملتهبة..وسهماً فتاكاً..يخترق الفؤاد ….يكوي القلب...يغيبه في صميم الألم..


حاول أبي معي كثيراً كي أدخل مجدداً ولكنني رفضت ذلك..أردت البقاء وحدي في غرفتي فلا أحد يعلم مقدار الاهانة التي شعرت بها..

كيف يريدون مني الارتباط بشخص مثله؟؟

اهانة كهذه لا تصدر الا من فاقد الإحساس..

هذا الإنسان في الواقع لا يمتلك قلب... بل يمتلك صخرة ملتهبة من الكراهية والحقد....


إن مثل هذا الإنسان... في الحقيقة هو ليس أنساناً وإنما في صورة إنسان فقط…

كان بإمكانه الاعتذار بأي شيئ لأيقاف هذا الزواج بدلاً من اهانتي هكذا..

طرق باب الغرفة بهدوء فأجبته بصوت متهدج:اريد البقاء وحدي..

تجاهل أبي رغبتي وقام بفتح الباب ثم بدأ يرمقني بنظرات حانية..

جلس بجانبي وأخذ يمسح على شعر وهو يتحدث: أسيل يا ابنتي..الأمر لا يستحق كل هذا البكاء…

نظرت اليه بعينين دامعتين:ولكن يا أبي..لقد تعمد هذا..صدقني..منذ اللحظة الأولى حين تخلف عن موعده وأنا أشعر بالضيق..أعتقد أنه مرغم على هذا الزواج..أنا لا أريد أن أفرض على شخص لا يريدني..

أومأ أبي برأسه: أنا أتفهم رأيك يا عزيزتي..ولكن لا تتسرعي بحكمك..أن كان يتعمد اهانتك اذاً..لماذا يبكي؟؟

عقدت حاجبي: هل كان يبكي؟؟

زفر أبي بعمق: انه يعاني من ظروف صعبة في هذه الأيام..اخبرني أن ابن عمه قد هرب من المشفى وقد هدد بقتله..لهذا كان مضطرباً.لا أخفيك لقد شعرت بأنه مرتبك منذ دخوله..حين يعاني شخص من بعض الضغوط فتوقع أي شيء منه..
لو أنك رأيته في يوم الخطبة..وكأنه شخص مختلف..

مسحت دموعي بدون أن أرد..لازلت أشعر بأن هناك أمر مريب من تصرفه..

تابع أبي حديثه حين رأى سكوتي:أنت تعلمين جيداً أنني لن أجبرك على أمر تكرهينه أليس كذلك؟؟

رفعت بصري اليه: الن تعترض على رفضي؟؟

ابتسم بحنان: بالطبع لن أعترض..ولكني أريد منك أن تعطيه فرصة أخرى...لا تتعجلي بالحكم عليه..وان لم تتمكني من تقبله..فلن أجبرك أبداً..

شعرت بالراحة لهذا التصريح من أبي..لا أمانع في منحه فرصة أخرى..فرصة أخرى وحيدة يا سيد نادر..ليتني أستطيع معرفة ما يدور في عقلك..

هل هو مجبر على الزواج بي يا ترى؟؟
.
.
.
عدت الى النزل في منتصف الليل..لقد تأخرت في العمل اليوم بسبب عملي على صفقة مهمة..

حين فتحت الباب..نظرت الى غرفة مها بتردد..يا ترى..هل قاموا بإخراج جمان من الغرفة؟؟

لقد غاب أمرها عن ذهني...انشغلت كثيراً اليوم..

شعرت بالخوف حين فكرت بأنها لم تأكل شيئاً منذ الصباح..

كلا كلا..لابد أن سمر قد أطعمتها..لم تتركها وحيدة بالتأكيد..

أسرعت بخطواتي باتجاه الغرفة وبدأت أحاول فتح الباب..حصل ما كنت أخشاه..كان الباب موصداً..

بحثت عن المفتاح ولكنه لم يكن موجوداً..كلا كلا..

طرقت باب الغرفة لأطمئن عليها: جمان..جمان يا صغيرتي هل أنت بخير..

لم يصلني أي رد..

ركضت باتجاه غرفتي لأسأل سمر عن المفتاح..

لابد أنها قد قامت برفعه...حين فتحت باب الغرفة وجدت سمر قد استيقظت من نومها للتو..

سألتها فوراً:هل أكلت جمان شيئاً؟؟

ردت علي ببرود: وما شأني بها ..انها ابنتك أليس كذلك؟؟

زفرت بغضب:سمر..لست في مزاج جيد للشجار..جمان وحيدة في الغرفة منذ الأمس..لقد نسيت الأمر بسبب انشغالي..لقد أطعمتموها..صحيح؟؟

أومأت برأسها بالنفي: لم يقم أحد بفتح الغرفة..لا أحد يجرأ على مخالفة اوامرك..

اجبتها في عدم تصديق:سمر هل أت جادة؟؟

لم ترد..ولكن نظرات عينيها كنت في غاية الجدية..أنا أعرف سمر جيداً..

لا تحب المزاح..خصوصاً في أمور كهذه..

شددت شعري بغضب وأنا أصرخ:ستموت ابنتي .انها لا ترد..

ركضت نحو الأدراج وبدأت أفتحها لأفتش عن المفاتيح بخوف شديد..

التفت الى سمر وأنا أصرخ: أين المفتاح ..اخرجيه بسرعة...

وقفت سمر عن السرير بارتباك: لقد أعطيت المفتاح للخادمة.سأحضره حالاً...

قالتها ثم خرجت من الغرفة..عادت بعد لحظات وهي تحمل المفاتيح...

أخذت المفاتيح..ثم ركضت باتجاه الغرفة لفتحها..

فتحتها..وكانت الفاجعة...لقد اختفت ابنتي..
.
.
.
جئت لزيارة سارة ولكنني لم أتمكن من نسيان ألمي معها..

كانت سارة سعيدة جداً..اخبرتني أن مروان قد اعترف بحبه لها أخيراً...

كما أنها اخبرتني عن تصرفات والدته معها..

-مها..أنا أحب مروان كثيرا..ولكنني أتمنى أن أكسب محبة والدته..أنا لا أستطيع أن أفهم ..لماذا تكرهني بهذا الشكل..

زفرت بضجر: لا تهتمي لها..المهم الآن هو سعادتك وسعادة مروان..لا تسمحي لها بتعكير صفو حياتك أبداً..

اعتدلت بجلستي ثم بدأت أتحدث باهتمام:سارة اريد أن أخبرك بشيء ولكن أرجوك لا تغضبي.

اومأت برأسها: انا من المستحيل أن أغضب منك مها..


ابتسمت لها: انت تعلمين كم أحبك يا سارة ..انا أريد الافضل لك دائماً...لقد اخبرتني أن والدته تريد تزويجه..ان اردت مني أن أكون صريحة معك فأنا لا ألومها أبداً..

نظرت سارة الي بصدمة: ما الذي تقولينه مها..

تابعت حديثي: فكري معي يا سارة..انها ام ..وتريد لابنها زوجة تخدمه وتلبي احتياجاته..

ابتلعت ريقي قبل أن أكمل حديثي..كنت متوترة جداً.لا أريد أن أجرحها..ولكن من الضروري أن أواجهها بالحقيقة حتى تتمكن من مواصلة حياتهاا..

لاحظت أن الدموع قد تزاحمت في عينيها..أكملت حديثي فوراً: سارة يا حبيبتي..متى كانت آخر مرة قمت فيها بالطهو؟؟

اجابت بصوت متهدج:لم اطه شيءً منذ زواجي..أنت تعلمين..انا أعجز عن المشي..

امسكت بكتفها ثم نظرت الى عينيها: هذا ما اريد التوصل اليه سارة..لماذا استسلمت بهذه السهولة..لماذا سمحت لمرضك بالتغلب عليك..لا تسمحي لهذا الكرسي بإعاقة حركتك..واصلي حياتك بصورة طبيعية..لا تكوني اتكالية سارة...اثبتي لوالدة مروان أنك الزوجة الأفضل لابنها..هل فهمتني..

أومأت برأسها بدون أن ترد..

ابتسمت لها :أنا أثق بك سارة..انت قوية وتستطيعين تحدي مرضك..تستيعين الاستغناء عن هذا الكرسي قريبا..

نزت دمعة من عينها:أتمنى ذلك..

مسحت دموعها بسرعة ثم ابتسمت في محاولة منها لتخفيف حزنها..

نظرت الي:وأنت يا مها..ماهي أحوالك مع ماجد..انت لا تتحدثين عنه على الاطلاق..بالرغم من أنني اخبرتك بكل شيء عن حياتي

ضحكت باستهزاء:لقد تشاجرت معه قبل قدومي.

اتسعت عيناها بصدمة: مها هل أنت جادة..

بدأت أضحك بشكل هستيري...لا أدري مالسبب ..ولكن كما يقال .شر البلية مايضحك..

نظرت الى سارة فوجدتها تنظر الي بحزن..ابتسمت لها: لا تقلقي انا معتادة على الشجار معه...اصبح شجارنا جزء من حياتي اليومية..

زفرت بعمق:مها .انا لا أعلم حقاً ماهي المشكلة بينكما..ولكن سأعطيك نصيحة.. انا أعرفك جيداً مها..انك تمتلكين قلباً طيباً..ولكنك سريعة الغضب..

اخبرتني أمي قبل أن أتزوج أن الرجل يحب الزوجة المطيعة..

يجب أن تكوني زوجة مستسلمة له..وقتها سيطيعك هو ايضاً..

رفعت كتفيها:كما يقال .كوني له أمة..يكن لك عبداً...

ضحكت كثيراً حين قالت هذا..ولكن في أعماقي..كنت فكر بكلامها..

يا ترى..هل من الممكن أن يتغير ماجد ان كنت مستسلمة له كما تقول ...

لا أعتقد أن ماجد سيتغير يوماً..ولكنني أتمنى ذلك من كل قلبي.
.
.
.
منذ أن عدت الى المنزل وأنا أفكر بحياتي مع خالد..لقد تعرضت اليوم لأقسى صدمة في حياتي..

لم أتخيل يوماً أن يكون خالد هكذا..

كيف يتمكن من الكذب بكل ثقة..

فكرت كثيراً كيف انتقم لكرامتي..ولكنني حين فكرت ملياً..

حياتي معه مستقرة..

صحيح أنه أراد الزواج بهوازن..ولكنها متزوجة..وهي لا تفكر به أصلاً..

هذا يعني أن هوازن لا تشكل أي تهديد على حياتي..

ان كان الأمر كذلك لماذا أدمر استقرار أسرتنا بيدي..

ما الذي سأفعله؟؟

هل سأتطلق منه بعد كل هذه السنوات؟؟

مالذي سيحل بابنائي ان تطلقت؟؟

سأعيش معه من أجل ابنائي فقط..أما هو..فسيكون لي حساب آخر معه..

كل مايهمني الآن هو التفكير بطريقة تقنعه بإعادة جمان لوالدتها..

سأجعله يجن عن طريقها..وسأبدأ اليوم بأول خطوات تأديبي له..

بعد تناولنا للعشاء..تحدثت جمان مع أمها الى أن تمكنت من النوم..لقد تركتها تنام في الملحق اليوم..

أنوي اثارة جنون خالد ..اريده أن يجن من خوفه عليها..

لقد أخبرني من قبل أنه لا يريد مني التدخل بابنته..حسنا اذا..سأشعره بأنني لا اهتم بها على الاطلاق..

سأجعله يأخذها لأمها بنفسه..

بعد أن نامت جمان..قمت بفتح النافذة الموجودة في غرفة مها..ثم أقفلت الباب بالمفتاح...

ذهبت لغرفتي بعدها منتظرة قدوم خالد ..

انتظرت وانتظرت..ولكن انتظاري قد طال كثيراً..

لم أتصل به..فقد قررت تجاهله تماماً..

حين أصبحت الساعة الثانية عشرة.وصل خالد أخيراً..

ادعيت النوم وقتها..وحين صعد لغرفتي للسؤال عن جمان ..

أجبته ببرود: وما شأني بها ..انها ابنتك أليس كذلك؟؟

شعرت انه غضب كثيراً..وأنا سعدت كثيرا..

كم أنا متشوقة لرؤية الهلع على وجهك ياخالد..ستعاني الليلة كما عانيت..لن أكون الوحيدة التي تعاني هنا..

صدم كثيرا حين فتح الغرفة ولم يجد جمان بداخلها..

ادعيت الخوف وأنا انظر الى النافذة..شهقت ثم نظرت اليه: خالد..يبدو أنها هربت من النافذة..

أحمر وجهه من شدة الغضب..صرخ بانفعال: كلا هذا مستحيل..كيف ستهرب..

امسك ذراعي بكل قوته ثم نظر الي بحدة:لماذا لم تهتموا بها..لماذا تركتموها وحيدة طوال ذلك الوقت..

اجبته بثقة: انها ابنتك ..أي أنها مسؤليتك..أنا لن أحتمل مسؤليتها أبداً..

دفعني عنه ثم ركض الى الخارج..

ادعيت الخوف وانا اناديه: خالد الى أين تذهب..

نظر الي بعينين حمراوين..سأبحث عنها..لن تبتعد كثيراً..ابحثي عنها انت في داخل المنزل..

وان وجدتها اتصلي بي..

أومأت برأسي..

ركب خالد سيارته ثم انطلق مسرعاً أما أنا ..فقد جلست على التلفاز وأنا سعيدة بانتصاري..

لن أخبره انني وجدتها..انه متعب بسبب عمله..

أريده أن يتعب ويعاني أكثر..أريده أن يبكي كما أبكاني اليوم..

جمان هي نقطة ضعفه وسأجعله يعاني بسببها..

اتصل خالد بعد نصف ساعة تقريباً..

حين رأيت رقمه على هاتفي حاولت أن يبدو صوتي مرتبكاً..ولكن بداخلي..كنت في غاية السعادة: مالذي حصل..هل وجدتها؟؟

أجابني بصوت متهدج:سمر ..أنا لا أعلم أين أجدها..لقد ضاعت ابنتي..ضاعت بسببي..

قالها ثم صمت قليلاً..

وكأنني سمعت صوت بكاءه..هل يعقل أن خالد يبكي!!

في الحقيقة لقد حزنت قليلاً..ولكنني قسوت على قلبي..أريده أن يعاني أكثر:لا تقلق ستجدها بالتأكيد..

رد علي: سمر سأبلغ الشرطة باختفائها..

أجبته بارتباك: كلا..الوقت مبكر..لن يقبلوا ببلاغك قبل مرور اربع وعشرين ساعة على اختفائها..

-ولكن جمان حالة خاصة..انها ضعيفة يا سمر..ماذا لو تعرض لها أحدهم...الوقت متأخر..و الظلام حالك..لا بد أن جمان خائفة الآن..

اجبته بتردد:حسناً ابحث قليلاً بعد..وان لم تجدها أبلغهم..وأنا سأطلب من فارس أن يسأل الجيران..

صرخ فجأة: كلا ..لا تجعليه يخرج..ما الذي سيقوله الجيران عني..

صرخت بغضب: وهل تفكر بكلام الجيران الآن...ابنتك المسكينة لا احد يعلم أين هي..لا تكن أنانياً يا خالد..

همس بهدوء: حسناً..ان توصل لشيء فاتصلي بي..

أومأت برأسي ثم أقفلت الخط..نظرت الى الساعة..انها الواحدة..سأتصل عليه بعد ربع ساعة..اعتقد انه قد لقن درساً..

ذهبت الى الملحق لايقاظ جمان..اخذتها لغرفتها مع رغد وجعلتها تستلقي عل سريرها..

بقيت بجانبها ثم اتصلت على خالد..اجابني بلهفة: هل وجدتها؟؟

أومات برأسي:لقد وجدتها الخادمة تنام بالحديقة..المسكينة..لقد نامت وحدها في هذا البرد..لقد كانت خائفة من دخول المنزل..خائفة من أن تحبسها مجدداً..انها تريد العودة الى المشفى..ارحم ضعفها يا خالد..

-أنا قادم فوراً..

قالها ثم أغلق الخط..

ضحكت بهدوء:هه يبدو انه غاضب الآن ..تستحق هذا..

وصل خالد الى المنزل بعد لحظات..

بدأ ينادي في الصالة:جمان..سمر..أين أنتما..

ركضت باتجاه الصالة:خالد جمان في الأعلى..لقد ادخلتها لغرفتها..

بدأ خالد يصعد الدرجات بسرعة..نظرت اليه..التعب واضح على وجهه..وعيناه شديدتا الحمرة..لا أعلم حقا ان كان يبكي أم أنها احمرت من شدة الغضب..

دخل الى الغرفة ثم قام بفتح الباب بقوة.

جلست جمان على السرير بفزع..تزاحمت الدموع في عينيها..

ذهبت باتجاهه ثم امسكت كتفه: خالد اياك وأن تؤذيها..انها طفلة..وماحصل كان خطأك..

نظر الي بحدة ثم تجاهلني..

جلس على سرير جمان..شعرت بالخوف..خشيت أن يؤذيها...

أمسك بكتفيها ثم همس بصوت متهدج:لماذا أنت عنيدة هكذا يا ابنتي..هل تعلمين كم اخفتي بابا عليك..لا تفعلي هذا مجدداً ياحبيبتي..

قالها ثم احتضنها بشدة وبدأ بالبكاء..

أما جمان..فقد رفعت بصرها الي بتساؤل..

المسكينة..لا تدرك شيئاً مما يجري حولها...

لقد تفاجأت من بكاء خالد..انها المرة الأول التي أرى فيها دموعه..

منظر خالد وهو منكسر وحزين هكذا..اعتقد انني لن أنسى هذا المنظر ماحييت
.
.
.

بعد أسبوع..


استيقظت باكراً في هذا اليوم من أجل الذهاب لعملي..

لقد التأمت جراحي أخيراً..كم هو ممل البقاء على الفراش بدون أي عمل..

بت أشفق على سارة من هذا الفراغ الذي تعيش به...ليتني أستطيع أشغالها بأي شيء

لو أنني أتمكن من تسجيلها للدراسه..ولكن الآن بات الأمر صعباً..

فأنا لا أملك مايكفي من المال..ان كنت سأعالجها في الخارج سيتوجب علي توفير مصاريفنا قدر الأمكان..

لازال يتوجب علي دفع الايجار..بالاضافة لشراء الادوية..أدوية سارة باهضة الثمن..

بعد ارتدائي لمعطفي الطبي خرجت الى الصالة..كانت أمي تنتظرني مع جنى..سأعيدهم للمنزل ثم سأذهب لعملي..

ابتسمت: أرى أنكم قد جهزتم باكراً..

ضحكت جنى: لقد حرصت أمي على ايقاظي منذ الصبااح..لا نريد تأخيرك عن عملك..

نظرت الى أمي بضيق..لقد أصبحت أمي تتحدث معي بتحفظ منذ قمت بإهداء الأساور لسارة..

تمنيت أن تصرخ علي..ولكن الغريب بأنها لم تناقشني..

صمتها هذا يجعلني أشعر بالذنب..زفرت بضيق: احتاج لدعواتك أمي..

همست بدون أن تنظر الي: انا ادعو لك دائماً..

شعرت بالفرح لأنها اجابتني..ذهبت باتجاهها لأقبل رأسها,,

نزلت الى قدميها لتقبيلها ولكنها صرخت باستنكار: كلا يامروان..ارفع رأسك يابني..

نظرت اليها بعينين دامعتين: أحتاج لبركاتك أمي..لن أوفق بحياتي بدون رضاك عني..

تحسست وجهي لمسح دموعي: لا يوجد أم في الدنيا تغضب من ابناءها..أنا عاتبة عليك فقط..الحبيب يعاتب حبيبه أليس كذلك..

ابتسمت:أعذريني يا أمي..انا أكره كسر كلمتك..ولكن..

قاطعتني: لا تحتاج للتبرير..انت لم تخطئ بشيء..أتمنى لك التوفيق في حياتك..

ابتسمت بارتياح:سأعود حالاً..سأذهب لأطمئن على سارة..

أومأت برأسها بدون أن ترد,..

دخلت الى الغرفة فوجدت سارة تقرأ أذكارها..

التفتت الي بابتسامة:صباح الخير..ألم تذهب بعد؟؟

أومأت برأسي: أريد أن أعطيك الأدوية قبل ذهابي..

اجابت بتردد: ولكني أستطيع أخذها بنفسي..

غمزت لها: الا تدركين الأمر..أريد حجة لرؤيتك قبل ذهابي..

نظرت الى الأرض وهي تبتسم بخجل..

اتجهت نحو الدرج لأخرج الأدوية..ولكن..لفت انتباهي دفتر مذكرات سارة..

نظرت الى سارة بارتباك..هذا جيد لم تكن تنظر الي..

وضعت الدفتر بداخل معطفي ثم ذهبت اليها لأعطيها تلك الأدوية..

خرجت من الغرفة وأنا أدعو الله الا تلاحظ سارة اختفاء الدفتر..

أريد أن أعرف..مالذي قامت بكتابته في ذلك اليوم..

مالذي أزعجها لتفكر بالطلاق وقتها ياترى؟؟
.
.
.
مر أسبوع على رفعي لقضية الحضانة..

ستقوم هوازن اليوم بشرح قضيتها للمحامي عمار الذي قمت بتعيينه..أراد التحدث معها شخصياً..

كانت هوازن في غاية التوتر... لا ألومها.لابد أن تذكر تفاصيل طلاقها ليس هيناً..

انا أعلم أن المحامي سيطرح أسئلة قد تزعجها ..ولكني لم أعلم كيف اخفف عنها لذلك اكتفيت بالصمت..

حين قاموا بمناداة اسمها التفت الي ونظرات الخوف في عينيها...

امسكت يدها ثم همست لطمأنتها: سيكون كل شيئ على مايرام..

أومأت برأسها ثم وقفت لتدخل...اخذت نفساً عميقاً ثم التفتت الي:احمد..تعال وادخل معي..انا متوترة...

نظرت الى الشرطي الموجود على الباب: هل أستطيع الدخول معها؟

تلفت حوله ثم اجابني بتردد: اا..انتظر لحظة..

قالها ثم دخل الى الغرفة..خرج منها بعد عدة لحظات:لا بأس تستطيع الدخول..

زفرت هوازن بارتياح...

وقفت من كرسيي ثم أمسكت بيدها ودخلنا معاً لتلك الغرفة..

أشار المحامي الى الكراسي الموجودة أمام مكتبه: تفضلوا بالجلوس..

جلست على الكرسي ونظراتي مثبتة على هوازن ..لقد جلست على الكرسي المقابل لي..

كانت تنظر الأرض وهي وهي تشبك أصابعها..

نظر عمار الى الملف أمامه ثم رفع بصره الى هوازن: نعم يا سيدتي ..أنا اسمعك..

رفعت هوازن نظرها اليه ثم تحدثت بصوت ضعيف جدا:لا اعلم ..من أين أبدأ.

اتكأ عمار على الطاولة وهو ينظر الى هوازن باهتمام:مم اشرحي لي كيف كانت حياتك مع زوجك السابق..ماهو السبب في طلاقك..لماذا يصر على إخفاء ابنتك..والسؤال الأهم..لماذا لم تطالبي بالحضانة سوى الآن..

رفع كتفيه باستغراب: اعتقد أن الأمر غريب مطالبتك بحضانتها..اعني ان ابنتك في التاسعة عشرة من عمرها.

أبعدت هوازن بصرها عنه بدون أن ترد..هل كتفاها يرتجفان أم أنني أتوهم هذا..هل هي تبكي ياترى ؟؟

اردت التدخل حين طال صمتها..نظرت الى السيد عمار: صحيح انها في التاسعة عشرة..ولكن ابنتها مريضة..

التفت السيد عمار الي: اذا سمحت سيدي أريدها أن تتحدث هي..أن سألوها في المحكمة فلن يطلب أحد منك الحديث.اعذرني..

أومأت برأسي: لا بأس ..أنا اتفهم..

اعدت بصري الى هوازن بحزن...أرجوك يا هوازن..تشجعي قليلاً..

كانت تنظر الى النافذة الموجودة خلفي بشرود...شعرت انها في عالم مختلف..لاحظت تزاحم الدموع في عينيها..لابد أن تذكر الماضي صعب عليها..

تحركت شفتيها أخيراً لتنطق بصوت مرتجف:حياتي معه كانت أشبه بالجحيم..لا اذكر مرور يوم بدون شجار...كان يتفنن بتصيد الأخطاء لي..

بذلت كل جهدي لاسعاده...كنت استمع لانتقاداته بحرص..حاولت جاهدة تصحيح كل اخطائي لاسعاده ولكن دون فائدة..لم يشكرني يوماً على عمل قمت به..

وبالرغم من كل محاولاتي لاسعاده.لم يكن يبذل أي مجهود لاستقرار حياتنا..كان يريد كل شيئ..بدون أن يعطي أي شيئ..

وقبل أن أكمل الشهرين من زواجنا قام بضربي..وحجته بذلك بأن طهوي لم يعجبه..

خرجت شهقة منها ثم دخلت في نوبة بكاء مريرة..أردت التخفيف عنها .. شعرت بحقد شديد تجاه خالد..

قامت بأخذ المناديل الموجودة أمامها مسح دموعها..التفتت الى عمار : المعذرة..

أومأ عمار برأسه بتفهم..

أخذت نفساً عميقاً ثم تابعت حديثها:كنت مستعدة لتحمل أي شيئ سوى الضرب...أردت وقتها أن أخبر أبي بما يفعله ولكنني وقتها قد اكتشفت بأنني حملت بابنتي جمان..

قررت الصبر لأجلها.فقد فكرت بأنني في بداية حياتي الزوجية وأن حدوث مشاكل كهذه أمر طبيعي..

كنت أصحو كل يوم على أمل أن تتحسن أوضاعنا ولكن الوضع كان يسوء دائماً..أصبح خالد يكثر من السفر في الخارج..

لا يحب البقاء في المنزل وحين أطلب منه الاهتمام بي قيلا كان يخبرني بأنه يكره تدخلاتي بحياته..

صمت عن ذلك أيضا الى أن ولدت جمان..اصبحت جمان ضحكة حياتي ..

ترقرقت الدموع في عينيها:في المرة الأولى التي حملت بها جمان بحضني شعرت بأن كل مشاكلي تهون لأجلها

تلك البراءة في نظراتها.ابتسامتها وضحكاتها...جعلتني أنسى الدنيا..

كنت أحاول في البداية استجداء اهتمام خالد بي وبأبنتي ولكنني أصبحت أتجاهله فيما بعد....

لم يعد يهمني سوى ابنتي...

صمتت قليلاً ثم تابعت حديثها: بالرغم من أن خالد كان يهملها ولكني لا استطيع انكار محبته لها..لم يقم يوماً بإيذائها..فابنتي تستطيع امتلاك قلوب من حولها بتحركاتها..

كنت أحاول جاهدة تجنب المشاكل معه في وقت استيقاظها فقد قام بضربي يوما أمامها فباتت تخاف النوم وحدها..

تهدج صوتها:كان جحيمي معه يزداد يوماً بعد يوم ولم اكن اجد متنفساً سوى منزل جارتي أمل للتخفيف عن حزني..

وفي ذك اليوم..ذهبت لزيارة أمل..كانت جمان تلعب مع ابن جارتي يوسف في غرفته بينما اتحدث مع والدته..

كان كل شيئ يمر بشكل طبيعي الى أن طلبت من أمل أن تحضر جمان فقد جاء موعد عودة خالد من عمله..

انفجرت بالبكاء ثم تحدثت وسط شهقاتها: ولكن أمل ذهبت ولم تحضر جمان..

لم أستطع احتمال رؤية دموعها..امسكت بيدها ولكن بكاءها قد ازداد أكثر...قام عمار بإحظار قارورة ماء ثم قام بمدها الي..

شربت هوازن قليلا..ثم مسحت دموعها لمتابعة الحديث:حين أردت أخذ جمان كان يوسف يطرق باب الشقة بطريقة جنونية..قامت أمل بفتح الباب لأرى يوسف وهو يبكي وملابسه ملطخة بالدم..سألته عن جمان فأخبرني أنه وجدها ملقاة على الأرض مضرجة بدماءها..لا اعلم مالذي حصل لابنتي في ذلك اليوم..كان خالد قد نقلها للمشفى قبل أن أعلم بأمر الحادثة..

اتصلت عليه للاطمئنان عليها ولكنه قد صرخ علي واتهمني بالاهمال..

انتظرت عودته للمنزل لأطمئن على ابنتي ولكنه عاد الى المنزل بدونها...

وحين سألته عنها اخبرني أنه سيأخذني لرؤيتها..ركبت معه في السيارة ولكنه أوقفني عند منزل والدي....

وحين نزلت من السيارة..تحرك مسرعاً بدون أن يخبرني أي شيئ عن ابنتي..أرسل ورقة طلاقي..ذهبت لمنزله مراراً ولكنه لم يقابلني..

انتقل من المنطقة..اختفى تماماً..حاولت رفع قضية ضده ولكن بدون فائدة..كنت وحيدة.أبي رجل مريض ولم يستطع التصرف..بقيت بحسرتي لستة عشرة سنة..

علمت فيما بعد ان ابنتي في المشفى..

مسحت دمعة سقطت من عينها: لقد كانت ابنتي في غيبوبة طوال تلك السنوات..أصيبت في راسها لسبب اجهله..

رفعت بصرها الى المحامي: ابتي تبلغ التاسعة عشرة ولكنها تفكر كالأطفال..لازالت في الثانية من عمرها..ابنتي تحتاج الي..ولكن أبوها يبتزني لرؤيتها..

اشترط علي الزواج به من أجل رؤيتها..وقبل عدة أيام..حين ذهبت لمنزله تعرضت لطعنة لن انساها ماحييت..

عقدت حاجبي حين قالت هذا..عن أي طعنة تتحدث.
ن
ظرت هوزن الى عيني ثم تحدثت بصوت مرتجف:لقد اتهمني خالد في عرضي يا احمد..لقد اخبر والدته بأنني خرجت مع عشيقي تاركة جمان وحيدة في المنزل..لقد قام بتشويه سمعتي أمامهم.......

شعرت بالدم يفور بداخلي..صرخت بانفعال: لماذا لم تخبريني بهذا هوازن...كنت سأعلمه حدوده..

اجابت بصوت متهدج: لقد كنت مصدومة.لم أجرأ على أخبارك...أنا متعبة جداً يا أحمد......

قالتها ثم انفجرت بالبكاء...

وددت أن يكون خالد أمامي في ذلك الوقت..كيف يمكن لشخص أن يكون بهذه الدرجة من الحقارة..كيف يجرأ على اتهام ام ابنته بهذا الشكل.ان لم يكن أمرها يهمه.الم يفكر بابنته على الأقل؟؟

ألا يدرك أن سمعتها من سمعة أمها!!

نظر عمار الي: سيد أحمد..انه اتهام خطير..أن لم يكن يملك الاثبات فيحق لها رفع قضية شرف...

نظرت اليه بحدة:أنا أنوي هذا فعلاً..يجب أن يتعلم كيف يلتزم حدوده.

أومأ عمار برأسه:نعم ولكنها يجب أن تجد مايثبت كلامها أيضا.. يجب أن تجد من يشهد على هذه التهمة..

أومأت برأسي: أعلم هذا.

نظرت الى هوازن بحزن..الآن فقط ادركت سبب بكائها في ذلك اليوم..لولا انني أخشى من تأثر القضية..كنت سأحاسبك بنفسي يا سيد خالد..

سأنتشل جمان من بين يديك..فقد أثبت بجارة بأنك لا تستحقها.

نظرت الى عمار ثم قمت بتشغيل تهديده في ذلك اليوم..كما أنني قمت بتصوير الصفعة الموجودة على وجه جمان..سأبذل جهدي لأثبات حقارتك ياخالد..

ستعود جمان لأمها رغماً عنك..

بعد أن انتهى وقت الجلسة..ذهبت مع هوازن الى المشفى لرؤية ابننا ..اخبرني الطبيب أن وضعه أصبح مستقرا..فقد تجاوز مرحل الخطر..

بعد أن خرجنا من المشفى ذهبنا معاً الى المطعم الذي حضرنا اليه في يوم زفافنا..اردت تخفيف الحزن عن هوازن فقد كان يومها صعبا..

لم يهنأ لي بال حتى رأيت الابتسامة ترتسم على شفتيها..

أريدك أن تكوني قوية و سعيدة دوماً يا هوازن..لقد قطعت وعداً على نفسي بأنني لن أراها تبكي بسبب خالد ..

أبداً..
.
.
.
عادت أم مروان الى منزلها اليوم..فقد تعافى مروان أخيراً وعاد لعمله من جديد..استطيع القول بأن حياتنا ستعود كما كانت..

ولكنني فكرت بكلام مها جيداً..حقاً..يجب أن أتعلم الاعتماد على نفسي..لن أسمح لهذا الكرسي بإعاقتة حركتي..

سأثبت لعمتي بأنني زوجة صالحة لابنها..سأبذل جهدي لتعلم ممارسة حياتي بصورة طبيعية..

لن أسمح للأحباط بالسيطرة علي مجدداً..

بعد أنتهائي من صلاة المغرب..بدأت بترتيب المنزل..

لم يكن المنزل في حالة فوضى كبيرة فقد قامت والدته بالتنظيف قبل خروجها..

قررت طهو العشاء اليوم.. كنت معتادة على الطهو لأخوتي قبل مرضي..

هه في الحقيقة.لقد اعتدت على الدلال منذ زواجي..فأنا لم أفكر يوماً بدخول المطبخ..

ولكني منذ اليوم سأبدأ بتغيير نظامي.

دخلت الى المطبخ أبحث عن أي شيء لأطهوه ولكن لم أجد سوى بعض المكرونة.

يجب أن أخبر مروان بهذا..كيف سأطهو بدون توفر المقادير؟؟

بعد التفكير..قررت صنع المكرونة بالجبن..فهي الشيئ الوحيد الذي سأتمكن من طهوه بالمقادير المتوفرة..

بدأت الطهو فوراً..واجهت صعوبة كبيرة في الحقيقية ولكن الأمر كان ممتعاً....

شعرت بانجاز عظيم بعد انتهائي من الطهو..سمعت صوت المؤذن معلناً دخول وقت صلاة العشاء..فذهبت لأصلي..سيعود مروان بعد ساعة تقريباً..

بعد انتهائي من الصلاة..فكرت بالمكان المناسب للأكل..بالرغم من اننا نأكل بغرفتي عادة..ولكن في الفترة الأخيرة..حين مرض مروان كنا نأكل بغرفته..

أحترت كثيراً .. أين أضع العشاء.

فكرت بتفقد غرفة مروان..حين فتحتها...شعرت ببعض الارتباك..فأنا لست معتادة على دخول غرفته في غيابه..

لقد كانت الغرفة في حالة فوضى بعض الشيء..السرير مبعثر..وملابسه التي كان يرتديها ملقاة على الأرض..

قمت بفتح التكييف لتبريد الغرفة ثم حملت ثيابه الملقاة..

بعد ذلك ذهبت لترتيب السرير..واجهت بعض الصعوبة بذلك فسريره مرتفع قليلا..

صعدت على السرير لأثبت البطانية بشكل جيد...وقبل أن أنزل..

اغراني منظر الوسادة..تحسستها بيدي..وحين شعرت بنعومتها لم أستطع مقاومة وضع رأسي عليها..

لقد كنت مرهقة جداً من تنظيف لمنزل..واسترخاء جسدي على ذلك السرير المريح مع برودة التكييف..جعلتني وبدون أن أشعر..اغط في نوم عميق..
.
.
.
جلست مع أمي لتناول العشاء...أشعر بضيق شديد اليوم..

لقد اتصل خالي أحمد بأمي وأخبرها أن حالة الخالة هوازن النفسية قد تدهورت..

كانت أمي تتحدث معي بضيق وصدري يضيق معها أكثر فأكثر..

لقد عاد إلى صدري ألم قد تناسيته منذ زمن طويل..

شعور مؤلم بالذنب..لا أعلم كيف أتخلص من هذا الشعور المزعج..

زفرت أمي:أنا أشفق كثيراُ على المسكينة هوازن..أنا أيضاً أشعر بالضيق يوسف..أنا متأكدة أنها لم تبك بسبب طلاقها..

لقد بكت بسبب تذكرها لحالة جمان..لقد كانت جمان طفلة ذكية..كنت أخبر هوازن بأنها ستكون ذا شأن عندما تكبر أما الأن..

قاطعتها بضيق: وماهي حالتها الآن..أنها بحال جيدة..

مطت أمي شفتيها: أنت تعلم هذا أكثر مني يا يوسف..اعني..حالتها العقلية..

ألقيت الملعقة على الطبق وأنا أغمض عيني بكل قوتي في محاولة مني للسيطرة على دموعي..تحدثت بحدة: حالتها العقلية ممتازة..كل مافي الأمر أنها لم تواجه خبرات في حياتها..انها بريئة..هذا هو الأمر فقط..

فتت عيني ببطء لأنظر الى أمي مجدداً..كانت تنظر الي بصدمة:ما الذي حدث يوسف..هل أنت بخير؟؟

أومأت برأسي بالإيجاب: أنا بخير..

تابعت أمي حديثها بضيق: أنا أتفهمك..

رفعت نظري اليها..ليتك تتفهمين يا أمي..لا أحد يدرك الألم الذي أشعر به..لن يفهمني أحد أبداً..

حين رأت أمي صمتي أردفت بتردد:ان تذكر ذلك اليوم صعب علي أيضا يا بني..لقد كنت أيضاً شاهداً معي على الحادثة..ولكن ماذا نفعل..انه القدر...

وقفت من الطاولة: الحمد لله...

نظرت أمي الي باستغراب:الم يعجبك الطعام..لم تأكل جيداً..

قبلت رأسها: اعجبني كثيراً يا أمي..ولكني أكلت لأجلك فقط..أشعر بالنعاس..اعذريني..

قبلت يدها: تصبحين على خير..

ابتسمت أمي لي: تصبح على خير.ليحفظك الله يا بني..

آآخ يا أمي أحتاج لدعواتك كثيراً..

دخلت الى غرفتي محاولاً النوم..ولكن هيهات..لم أستطع ذلك..عاد منظر جمان وهي محاطة بدماءها الى ذاكرتي..

حاولت اقناع نفسي بأنه القدر ولكني لم أتمكن من الراحة..لا ينفك هذا الألم من ملازمتي..

الهي لقد تعبت..أريد أن أرتاح..

متى سأتخلص من هذا الألم..

متى سأتوقف عن التفكير بك يا جمان..
.
.
.
(مذكرات قيد النسيان..
هذا هو الاسم الذي اختاره الدكتور مروان لهذا الدفتر..
يقول ان كتابتي لألمي سيساعدني على نسيانه..ولكن ألمي أعظم من أن ينسى بشخبطة على الورق.
انه لا يدرك مقدار المي..
يوجد في الجزء الذي نعرفه من الكون الكثير من الظلم...
وغالباً ما يعاني الطيبون..وغالباً ما ينجح الأشرار..
في حين أنني فقدت قدرتي على المشي..يبقى نادر في تلك المشفى بدون أن يحاسب..
أنا هنا أعاني ليل نهار..اعاني من مرضي الذي يسوء..واعاني من كوابيس لا تنتهي..
عقلي يرفض نسيان ماعانيته في تلك المشفى..
أكره المستشفيات..واكره الأطباء ..انهم وحوش بشريه..فتكت بي حتى بت بحالة يرثى لها..
لقد تم تكذيبي.لقد اتهمت بالجنون لأنني حاولت المحافظة على شرفي فقط.
وفوق كل هذا تريديني أن أنسى يادكتور مروان؟..
أم يجب أن أقول زوجي..
كلا ..انه ليس زوجي.انه مجرد طبيب..طبيب يحاول القيام بعمل انساني عن طريق مساعدتي..
أي زواج هذا بدون احتفال؟؟
هل هناك فتاة تزف بدون أن ترتدي ذلك الثوب الأبيض؟؟
لقد ذهبت لمنزله وكأنني اذهب لمكان اعدامي..لقد اهدرت كرامتي..
اخبرتني والدته أنه يشفق علي....
منذ كنت طفلة وأنا احرص الا اثير شفقة أحد...
بالرغم من أنني كنت يتيمة الا انني لم أكن أشكي حالتي..
شعرت دوماً بأنني فتاة يعتمد عليها..ولكن الآن فقط شعرت بيتمي..
أنا احتاج اليك أبي..ابنتك ظلمت كثيراً..أريدك أن تكون معي..
لقد علمتني أن أبقى شامخة دائماً.ولكنهم كسروا شموخي يا ابي.
كنت أحافظ على كرامة بدون فائدة..
ها أنا ذا.أقابل الدكتور مروان ليل نهار وهو يشفق علي..أريد أن أموت لأرتاح..
أريد أن أموت..)

بقيت انظر الى الصفحة بذهول بعد أن قرأت كلماتها..لم أكن أعلم أن سارة تنزعج من اهتمامي بها.

لم أكن أعلم ان عدم احتفالي بزفافنا قد أثر بها لهذه الدرجة..

زفرت بعمق ثم قمت بفتح الصفحة التي تليها..

(أنا أحبه..أحبه حقاً..لماذا أحببته.انه لا يريدني..الا يكون حبي لزوجي أمراً طبيعياً؟؟
أصبحت أشتاق اليه عند غيابه..أسعد عند سماع صوته..انتظر عودته الى المنزل بفارغ الصبر..
ولكن..أنا لا يحق لي أن أفرح بهذا..فأنا بالنسبة له...مجرد مريضة يشفق عليها..
انه لا يتحدث معي حتى..يكون حديثه مقتصراً على أدويتي ..أو يتحدث عن أمر القضية..
لقد بت أختنق حين يخبرني عن القضية...لقد عاد بالأمس وهناك فج في رأسه.
أنا متأكدة أن نادر وراء هذا الأمر ولكنه اخبرني انه سقط من الدرج..
انه يكذب.انا اعلم هذا..
ليت قلبي الأحمق يدرك الأمر..
أنا ومروان..من المستحيل أن نعيش معاً بصورة طبيعية..
يقال بأن الحب شعور جميل..
ولكنني أعتقد أن الحب مؤلم..مؤلم لأقصى الحدود..
أريد أن أنسى مروان..أريد أن أنسى حبي له...
أنا مريضة ..وهو طبيبي..هذا ما يربطني به فقط..))

أطرقت لفترة بعد أن قرأت كلماتها هذه..صدمت كثيراً من تفكيرها..أنا فاشل في فهم النساء ..

في الحقيقة..أنا لا أعلم ماهو مفهوم سارة للحب..

ولكن بالنسبة لي...الاهتمام..الرحمة..المودة..هذا هو الحب..

الحب ليس كلمة تقال..

الحب اهتمام..قبل أن يكون كلام..

لقد كانت هناك الكثير من الحواجز بيننا بسبب ظروف زواجنا..لم ارد اجبار سارة على شيء تكرهه..

لقد كانت محبطة نفسياً..كما أنها كانت تدعوني بالدكتور مروان لفترة طويلة..

في كل مرة كنت أفكر بها بالتقرب اليها اكثر كانت تذكرني بها بأنني متزوج بها لمساعدتها على قضيتها فقط..

اعترف انني في بداية زواجي كنت أفكر بالافتراق عنها بعد انتهاء فترة علاجها..

ليس تقليلاً من شأنها..ولكن سارة صغيرة وجميلة..اعتقدت انها مجبرة على الزواج بي فقد بكت كثيراً في يوم زفافنا..

ولكن الآن الأمر مختلف..

لم أعد أتصور حياتي بدونها..

قمت بفتح الصفحة التالية لأرى جملة واحدة قد تكررت في عدة صفحات(مروان يجب أن يتزوج)

وقتها أدركت سبب غضبها..لقد أخبرتني أنني لم أكن مجبراً على اخبار أمي بأمر زواجي..

يبدو أن أمي قد أخبرتها أنها تنوي تزويجي بخلود.....

أغلقت الدفتر ثم زفرت بضيق. لم أرد أن أكون جزءاً سيئاً في ذاكرتها..لم ارغب يوماً في التسبب بإزعاجها..

يجب أن نتحاور معاً في هذا اليوم..

سنبدأ معاً..صفحة جديدة..بعيداً عن كل المشكلات التي واجهتنا..

بعد انتهاء وقت عملي.. ذهبت الى السوق لشراء هاتف من أجلها..لقد لقنت درساً مما حدث في ذلك اليوم..

عدت الى المنزل بعد أن قمت بتغليفها..

ان كانت سارة لا تستطيع ادراك حبي عن طريق الاهتمام..فليكن ما تريد..سأخبرها بمشاعري بكل وضوح..

ذهبت بهدوء باتجاه غرفتها ولكنني لم أجدها..تعجبت من ذلك كثيراً..

غريب..اين ذهبت يا ترى..

بدأت اتلفت حولي وانا اهتف باسمها: سارة..سارة..

فتحت باب غرفتي..فتوقفت عن مناداتها متعجباً مما أراه أمامي..لقد كانت سارة نائمة على فراشي!!

فتحت الباب أكثر فأصدر صوت صرير مزعج استيقظت سارة على اثره..

جلست على السرير مسرعة ثم بدأت تتلفت حولها بارتباك وهي تردد: مروان..انا..انا.. لم أقصد ..

انزلت قدميها عن السرير وهي تحاول الوصول الى كرسيها ولكنها سقطت أرضاً..

أسرعت بخطواتي باتجاهها...ثم امسكت بها لمساعدتها على الوقوف: هل أنت بخير.؟؟

رفعت بصرها الي..لارى تلك الدموع وهي متزاحمة في عينيها..

تألمت من رؤية دموعها..سألتها بخوف: هل تألمتي؟؟

اجابت بصوت متهدج:أنا..كنت أقوم بترتيب الغرفة فقط.

عقدت حاجبي:ماذا؟؟

تابعت حديثها بارتباك: لقد قمت بالطهو اليوم..ثم أتيت لترتيب غرفتكك..لهذا كنت مرهقة فغفوت بدون أن أشعر.

اسبلت أهدابها ثم اغمضت عينها بكل قوتها وهي تهمس بخجل:انا اسفة.

شعرت برغبة في الضحك حين ادركت سبب دموعها..ولكنني حاولت التماسك كي لا احرجها أكثر..همست بهدووء:لا يوجد أي داع للاعتذار انه منزلك ويمكنك النوم في أي مكان تريدينه..

رفعت بصرها الي سريعا: ولكنني لم أتعمد..أقسم بهذا.

حاولت تغيير الموضوع وأنا أضعها على كرسيها:تقولين انك قمت بالطهو اليوم.. انا متحمس جداً لتذوق أطباقك..

ابتسمت وهي تمسح دموعها: اردت الاعتماد على نفسي..ولكن المنزل ينقصه بعض الحاجيات..لقد طهوت المكرونة أتمنى أن تعجبك..

ابتسمت لها: ان كانت من صنع يدك فأنا واثق من أنها ستعجبني..

احمر وجهها خجلا فاتسعت ابتسامتي وانا اراها بهذا الشكل..

احب رؤية خجلها كثيراً.

هل هناك فتاة مثلها في هذا الزمن؟؟

لقد امتلكت سارة قلبي ببراءتها..

قمت اليوم بالبحث في أمر علاجها في المانيا..سأحاول السفر معها في أقرب فرصة ممكنة..

سأقيم لها حفلا بعد علاجها للتعويض عن حفل الزفاف الذي فاتنا الاحتفال به.

سأحرص على اسعادها ..لن أسمح لشعور النقص بالتسلل اليها من جديد..

كنت في ذاك اليوم قد اتخذت العديد من القرارات..

اردت أن يكون ذلك اليوم نقطة تحول في حياتنا...

أردت أن أعيش معها حياة أفضل..

اردت أن أعالجها...أردت رؤيتها وهي تمشي مجدداً...

أردت مساعدتها في نسيان الصعوبات التي واجهتها...

أردت أن أكون شيئاً جميلاً في حياتها..

أردت ذلك من كل قلبي..

ولكن..

أنت تريد.. وأنا أريد.. والله يفعل ما يريد..

لم أتمكن من تحقيق أي شيئ..

ففي تلك الليلة ..

استقرت طفلتنا في رحمها .. و انقلبت موازين حياتي ..

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
قديم 16-08-16, 12:26 AM   المشاركة رقم: 95
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
  


ههههههههه


قفلة رهييييبة طبعا

وشر البلية ما يضحك ..

اتوقع يكون شاف فيها صورة عادل او انها بشعة .



رروعة اللقاء بين هوازن وجمان ..

وحبيت فارس اللي قدر يقنعها تروح معهم.



بارتين رووووعة

انبسطت باعتراف مروان لسارة

وعن جد حسيتهم متل اللي بتعرفوا ع بعض من اول وجديد.



يسلمو ايديك يا قمر وكلي شووووق للقادم

لك خالص الود



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»



شكراً لك غاليتي على تحفيزك المستمر

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النوم, جمان/بقلمي, حرمتني
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:20 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية