لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-04-16, 08:29 PM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 


الفصل السادس عشر:طعم الحرية

وصل الاتصال الذي كنت انتظره أخيراً..اجبت بلهفة:ما الذي حصل هل قمتم بتهديده؟؟

وصلني صوته المرتبك:اا نادر..لقد قام اسامة بطعنه…

اتسعت عيناي بصدمة: ما الذي تقوله..هل طعن اسامة؟

رد بسرعة: كلا..اسامة هو الذي طعنه..لقد طعن مروان..

بدأ قلبي يخفق بشدة..صرخت بغضب: لماذا طعنه ذلك الغبي!!

اجابني بصوت مرتجف: نادراسامة لم يقصد قتله..لقد طعنه بسكينة صغيرة..ولكن ماذا نفعل الآن ..لقد طعن في منطقة مهجورة..سينزف كثيراً..ربما مات الآن ..ماذا نفعل ارجوك اخبرنا.

شعرت بصداع رهيب في رأسي..جلست على الكرسي ثم اجبته بحدة: اياك وان تتصل علي مجدداً..لقد اخذت نقودك وانتهى الأمر..ان اقحمت اسمي في هذا الأمر سأنهيك ..هل هذا مفهوم؟

قلتها وأنا أهم بإغلاق الخط..

-نادر..لحظة..انتظر..نادر..

اقفلت الخط ثم القيت بهاتفي على الطاولة وبدأت أدلك رأسي في محاولة مني للسيطرة على ذلك الصداع الذي اجتاحني فجأة..

-اففف سحقاً..لماذا اقع مع الأغبياء دائماً..

بدأ هاتفي يرن من جديد..نظرت اليه..كان ذلك الغبي كما توقعت..

اقفلت هاتفي ثم وضعته في جيبي.

ارجو أن يمر الوضع على خير..

صحيح انني أتمنى موت مروان ، ولكني لا أريد أن أكون الشخص المسؤل عن موته،يكفيني كم المشكلات التي تحدث لي بسببه..
لا أريد التورط بمصيبة جديدة..

أرجو أن لا يعلم أبي بهذا..

افف سحقاً..ماذنبي بهذا الأمر..لم أطلب منهم طعنه..كل ماطلبته منهم أن يلحقوا به لمعرفة منزله حتى يقوموا بتهديده..
اردته ان يبقى ملازماً لمنزله بسبب خوفه حتى لا يقوم بأي شيء يفسد أمر خطبتي..

صحيح انني اخبرتهم أن يضربوه قليلاً ولكني لم أطلب طعنه..انها غلطتهم..

جميعهم أغبياء ..مثل عادل تماماً..طلبت منه بعض الهلوسات فأصابها بالشلل..

عالم ملئ بالحمقى..
.
.
.
لقد كنت متلهفاً..متلهفاً جداً لسماع صوتها لأطمئن على صحتها..

سعدت كثيراً حين نطقت اسمي ..ولكن ما قالته بعدها كان صادماً جداً ..

بقيت انظر اليها غير مصدق لما سمعته اذناي..

بعد ان همست بتلك الكلمة..تفجرت الدموع من عينيها..

أما أنا فقد كنت أتأملها مصدوماً مشدوهاً مما سمعت..تريد الطلاق!!

لم أتمكن حتى من الرد عليها من شدة الصدمة..

افلت قبضتي من يدها ثم وقفت وأنا أنظر الى عينيها..

اخذت نفساً عميقاً لأتحدث بصعوبة: هوازن ..ما الذي حدث يا عزيزتي هل أنت بخير..

ابعدت نظرها عني ثم تابعت حديثها بصوت متهدج: أحمد أرجوك لا تصعب الأمر علي..لا تنظر الي هكذا أرجوك..اريد الطلاق يا أحمد أريد الطلاق..

رجفة رهيبة اعترتني في ذلك الوقت..لم أكن مخطئاً ..لقد طلبت الطلاق حقاً..اقتربت منها لأمسك بوجهها لتلتقي نظراتنا..حاولت جاهداً السيطرة على اعصابي وأنا أتحدث:هوازن..ماهذا الكلام..هل حدث شيء في غيابي؟؟
هل اخطأت معك بشيء؟؟

اغمضت عينيها بقوة ثم قامت بدفع يدي وهي تصرخ: احمد لا تفعل هذا بي ..اتركني يا احمد ..

ازداد بكاءها: لم اعد احتمل العيش معك..لقد تعبت..انا اريد الطلاق..

لم استطع السيطرة على اعصابي اكثر..صرخت: حسناً أنا أريد معرفة السبب على الأقل..

لم ترد علي..اسمع صوت شهقاتها فقط..

بقيت أتأملها بصدمة وهي تبعد نظرها عني وتردد وسط شهقاتها: اتركني يا احمد..ارجوك اتركني..

لم اكن قادراً على استيعاب موقفها..لماذا ..ما الذي حصل معها..

تصلبت بمكاني وأنا اراقب بكاءها..لم اعد قادراً على رؤيتها هكذا اكثر..

اشعر بحرارة تسري في جسدي..

اشحت بنظري عنها ثم بدأت اخرج من الغرفة بخطوات بطيئة..

بدأت أمشي بذلك الممر وأنا اغمض عيني..لابد أنني أحلم...لم يحدث شيء بيننا حتى تطلب الطلاق..

شعرت بثقل في قدمي..ما الذي يحدث لي..فتحت عيني ثم جلست على الكرسي المجاور لي لارتاح قليلاً..

اتكأت برأسي على الجدار وبدأت اتنفس ببطء في محاولة مني لاستعادة هدوء اعصابي..

ايقظني من تلك الحالة صوت يوسف وهو يناديني:خالي !!
.
.
.

منذ أن قام أخي بصفع جمان وهي ترفض الكلام..

حاولت جاهدة أن أنسيها ذلك الأمر ولكني أرى الدموع متحجرة في عينيها..تمنيت أن تبكي حتى ترتاح قليلاً..

كم أود أن افهم تفكيرها..فهي تبدو شاردة الذهن..

انزلتها معي الى غرفتي لمساعدتها على النوم..

انها الثامنة والنصف الآن ولكن أخي اخبرني انها اعتادت على النوم باكراً في المشفى..

كانت مستلقية على حضني وأنا امسح شعرها..كنت أنتظر نومها ولكنها لم تغلق عينيها…

هناك بعض الدموع المتزاحمة تأبى النزول…

بدأت أتحسس موضع تلك الصفعة بحزن..

لقد صفعها بقوة..اثر اصابعه قد طبع على خدها..لا بد أنها لازالت تتألم..

حين رأيت أنها لم تنم بعد فكرت بتغيير مزاجها قليلاً علها تنسى الأمر..

تحدثت معها بابتسامة: صغيرتي هل تريدين مشاهدة أفلام الكرتون..

جلست على السرير وهي تنظر الي بهدوء..

انتظرتها ان ترد ولكنها التزمت الصمت..

توجهت نحو التلفاز لفتحه..

نظرت اليه بشرود.

زفرت بعمق..ارجو ان تنسى الأمر قليلاً..

نظرت الى الهاتف بيدي ..وأنا..من سيساعدني لأنسى أمر ماجد..لم يتصل بعد..كم أتمنى أن أعرف سبب اهماله لي..هل فرح لأني تركت المنزل لهذه الدرجة..شعرت بالغضب على اثر هذه الفكرة..

اخذت نفساً عميقاً..لا بأس سأصبر قليلا..ربما لم يفكر بالأمر على هذا النحو..يجب أن أتقبل الأمر..هذا هو ماجد.لا يعطي أي أهمية للمكالمات الهاتفية..حتى والدته لا يحدثها بدون أن أخبره بهذا..

عزمت أمري ثم قمت بالاتصال عليه..
.
.
.


كنت أقود سيارتي باتجاه المنزل حين وصلني اتصال مها ..

اجبت عليه بابتسامة: أهلا أهلا. ياعزيزتي اشتقت اليك كثيراً..

لم يصلني أي رد منها..

عقدت حاجبي: مالامر يا مها..هل أنت بخير..

وصلني صوتها : هل يحتاج الأمر لحدوث مشكلة حتى أتصل عليك؟

ضحكت:ههه كلا لقد أسأت فهمي..لقد سألتك لأنك لم تردي فقط..

-لم أرد لأنني عاتبة عليك..

اجبتها باستغراب:اوه ..عاتبة علي ولكن لماذا..هل فعلت شيئاً سيئاً؟؟

ردت باستهزاء :اوه ايها المسكين..لم تفعل شيئاً أبدا...وهل تمكنت من رؤيتك اصلاً حتى تخطئ بحقي؟؟

اجبت بعد تفكير:حقاً أنا لم أرك أصلاً..

صرخت: احسنت يا ماجد احسنت حقاً لقد اعترفت بهذا..لماذا لم تقم بزيارتي.. هاا؟؟

تهدج صوتها: امي تسأل عنك يومياً وأنا اختلق لك الأعذار..لم أتصل عليك..اردتك أن تتصل علي بنفسك..ولكن لا..يبدو أن خروجي من المنزل قد أعجبك..لم تتصل ولم تقم بزيارتي حتى..ألم تفتقدني أبداً .الا تشعر بالشوق لابنتك؟؟

قالتها ثم انفجرت بالبكاء..

عضضت شفتي..يالغبائي..لم أفكر بهذا الأمر..لم أعلم أن الأمر سيحزنها هكذا..أجبتها بارتباك : مها يا عزيزتي لا تأخذي الأمور بحساسية..كل مافي الأمر أنني..

قطع صوتي وأنا أراقب تلك السيارة الموجودة أمام ذلك المبنى في يساري..انها سيارة مروان..

ولكن أين هو..لماذا يترك سيارته مفتوحة هكذا: مها يا عزيزتي سأتصل عليك لاحقاً..

قلتها ثم أغلقت الخط…

ارتجلت من السيارة واتجهت نحو سيارته..المفاتيح بداخلها..هذا غريب..

نظرت الى ذلك المبنى أمامي..هل هو بالداخل ياترى؟؟

ناديته :مروان..

اخرجت هاتفي من جيبي وقمت بالاتصال عليه..سمعت صوت الهاتف وهو يرن..

تلفت حولي بارتباك..بدأت أمشي باتجاه الصوت الى ان وجدت الهاتف..
لقد كان ملقى بالقرب من المبنى..توالت الافكار السوداء برأسي..هناك شيئ غير طبيعي يحدث هنا..

فتحت المصباح بهاتفي ليساعدني على الرؤية في هذا الظلام..

دخلت الى المبنى وبدأت افتش عنه بعيني وأنا اقوم بمناداته:مروان..مروان..

كان التفتيش عنه صعباً قليلا..فالأكياس الاسمنتية تملأ المكان..

وجهت هاتفي نحو كومة من الأكياس..فقد لفت انتباهي ذلك اللون الأسود وهو يلوث أحدها..

صرخت بخوف..فقد افزعني رنين هاتفي المفاجئ..اف هذه مها..اغلقت الخط ثم أعدت الضوء لذلك الكيس..حينها تمكنت من لمح ذلك الحذاء..

ازدادت دقات قلبي..بدأت اقترب من ذلك الشخص الملقى ثم تحدثت بارتباك: مروان؟؟!!

وقفت أمامه مباشرة..ثم اتسعت عيناي بخوف..انه مروان حقا!!

وضعت الهاتف في جيبي وبدأت اهزه بهدوء:مروان ..مروان..

بدأ يهمس بصوت متقطع بكلام لم استطع فهمه..

وضعت اذني بجانبه في محاولة مني لسماع صوته..

استطعت تمييز صوته اخيراً...لقد كان يردد الشهادة..

شعرت بشيء رطب يبلل ثوبي ..وحينها ادركت الأمر..لقد كان ينزف..

شعرت بخوف شديد..وقفت من مكاني وأنا أهم بالخروج من المبنى..

بدأت انتفض من الخوف..

بدأت اركض لأخرج من ذلك المكان..


تباطأت خطواتي تدريجياً ثم توقفت..ماذنبه لأتركه بتلك الحالة..لأتصل على الاسعاف على الأقل..

عدت للوقوف أمامه وبدأت أنظر اليه بأنفاس متسارعة..أنا لا أجيد التصرف في مواقف كهذه..ولكن كل مافكرت به هو أن أجد طريقة لايقاف النزيف ..

انزلت شماغي وأنا أفتش بعيني عن موضع النزف..استنتجت ان السبب هو بطنه ..فالدم متركز في تلك المنطقه..

قمت بربط بطنه ثم أخرجت هاتفي لأتصل على الأسعاف..
.
.
.
.سيسمحون لخالي برؤية ابنه في الغد

بالرغم من انه في مرحلة حرجة ولكن الله على كل شيء قدير..آمل أن يعيش هذا الطفل..سيكون صعباً جداً على الخالة هوازن تقبل امر خروج جمان من المشفى ان مات طفلها ايضاً..

كنت اعزم على اخبار خالي بأمر جمان فقد اخبرتني سهى انه اخرجها حين علم بزيارة الخالة هوازن لها..
الأمر واضح جداً..لابد انه يريد ان يحرمها منها مجدداً..

حين وصلت الى الممر الذي يحوي غرفة الخالة هوازن ..لمحت خالي يجلس على احدى الكراسي الموجودة هناك..

اقتربت منه ثم ناديته باستغراب: خالي!!

رفع بصره الي..كان التعب واضحاً على وجهه..

عقدت حاجبي: خالي هل أنت بخير..

زفر بعمق: يوسف أنا متعب..متعب جداً..

جلست بجانبه :ما الذي حدث..

ابعد بصره عني وهو يمسك برأسه: لا تهتم يابني..لم يحدث شيء..ولكن هوازن نائمة لذلك فكرت ان اعود لعملي ولكنني اشعر بالارهاق قليلاً..

بدأت أتأمله باستغراب..هل علم بأمر جمان يا ترى؟؟

تحدثت بارتباك:هل علمت شيئاً عن جمان؟؟

نظر الي وهو يعقد حاجبيه: هل حدث شيء لها ؟؟

أومأت برأسي: لقد اخرجها العم خالد بالأمس..

زفر بعمق:كان سيأتي هذا اليوم عاجلاً أم آجلاً..على كل كنت انوي التحدث مع ذلك الرجل منذ مدة..سيكون هذا هو الوقت المناسب..ولكن هوازن متعبة الآن..لا تخبروها بهذا الأمر مفهوم؟؟

اكتفيت بالأماءة برأسي..لم اتمكن من اخباره بأنه اخذ رقم الخالة هوازن أيضا..فقد كان التعب بادياً على وجهه...أرجو أن يكون العم خالد قد تغير..أرجو أن يسمح للخالة هوازن برؤية جمان بدون أي مشكلة..

وصلني صوت خالي:هل علمت شيئاً عن حالة ابني؟؟

أومأت برأسي:ان بقيت حالته مستقرة سيسمحون لك برؤيته في صباح الغد..

نظر الي بحزن:هل هو بحالة صعبة؟؟

اجبته بارتباك: في الحقيقة يا خالي لا أعلم ماذا أقول..ولكن الله على كل شيء قدير..ليس بيدنا سوى الدعاء..

أومأ برأسه: ونعم بالله..
.
.
.
صراخ وعويل..بكاء وأنين..أقفال وحديد..

هذه هي حياتي هنا..لقد علم الاطباء بالأمس انني أرفض اخذ أدويتي..كنت ادعي اخذها فقط..

لا أريدها..انا لست مريضاً..انها خطة منهم..يريدون اصابتي بالجنون..

ونادر متآمر معهم أيضاً..لا أستطيع أن أفهم..لماذا يفعل هذا بي؟؟

لماذا اراد تدمير حياتي..لقد أطعته بكل شيئ..كل ما اردته هو البعثة..ان لم يكن يريد ذهابي لم يكن مضطراً لوضعي بمؤامرة كهذه..

حاول الطبيب أن يعطيني الادوية عن طريق الحقن ولكنني قمت بضربه..

لقد تم اعتباري خطر على من حولي لذلك ادخلوني في غرفة منعزلة ثم كبلوني بالأصفاد..

بدأوا بإعطائي تلك الحقن وأنا اصرخ واستنجد دون فائدة..

انهم لا يملكون رحمة في قلوبهم..

بقيت مكبلاً بتلك الاصفاد ليوم كامل..

حاولت أن أبدو هادئاً اليوم حتى يقوموا بإخراجي..وقد نجحت بهذا..اعادوني الى الغرفة الجماعية..

انتظرت حتى ينام الجميع فقد قررت الهرب الليلة..

لا أحتمل البقاء في هذا الجحيم أكثر..ان بقيت هنا ..سيقومون بقتلي..وأمي..اشتاق اليها كثيراً..اريد أن أراها..

حين عم الهدوء ذلك العنبر جلست على السرير وبدأت أمشي ببطء باتجاه باب الغرفة..

فتحت الباب بهدوء وبدأت أتلفت حولي في ذلك الممر..

نظرت الى فتحات التكييف..انهم يعتقدونني غبياً ولكني أعلم يقيناً ان كمرات المراقبة مثبتة في داخل فتحات التكييف..

الباب الرئيسي المؤدي للعنبر مقفل بسلاسل حديدة..في بعض الأحيان أشعراني بداخل سجن..المباحث هنا يدعون أنهم أطباء ولكني لن أخدع بهم..

بدأت أركض باتجاه البوابة الرئيسية للعنبر..ان ركضت بهذه الطريقة لن تتمكن الكمرات من التقاطي فالظلام حالك هنا..

وصلت الى الباب وبدأت أحاول جاهداً أن أفتحه..

بدأت أطرقه بيدي: افتح..افتح..افتح..


سمعت صوت خطوات تقترب من الممر..شعرت بالخوف..

بدأت أتلفت حولي أبحث عن مكان اختبئ فيه..

ركضت باتجاه تلك الغرفة الصغيرة في يميني..

فتحتها ثم جلست خلف الباب..

كانت الغرفة عبارة عن مخزن صغير لأدوات النظافة..

كنت أنوي البقاء بتلك الغرفة الى أن يبتعد ذلك الرجل من الممر..ولكن وبدون شعور مني..غططت بنوم عميق…
.
.
.
حاولت جاهدة ان اخفي غضبي منه..لقد اقفل الخط!!

لم يأبه لبكائي ولم يحاول تهدأتي..

اعدت الاتصال عليه مرة اخرى ولكنه اغلقه من جديد..

مرت ساعة تقريباً..ولكنني لم أتمكن من تجاهل ما حدث..

بدأت تلك الدموع المتمردة بالنزول.

مسحت تلك الدموع الحمقاء ولكنها كانت تأبى الوقوف..

اغضبني تصرفه كثيراً...ماهذا التبلد الذي يعيش به هذا الرجل؟؟

لقد طفح الكيل حقًأ..

الى متى..

متى سيغير من تصرفاته تلك..

امسكت جمان بيدي..

وجهت نظري اليها لأرى ملامحها الحزينة وهي تحاول منع بكائها..

تحدثت ببراءة:لماذا تبكين؟؟

ابتسمت لها وأنا امسح دموعي: لا شيء يا صغيرتي..

اخيراً بدأت جمان بالبكاء..لم اتوقع يوما ان افرح ببكائها ولكن صمتها كان مريباً..

ارتمت في حضني وبدأ صوت شهقاتها يرتفع اكثر..

بدأت تتحدث وسط شهقاتها:ماما..لم... لم تأت..ماما..ماما تكــ تكرهني..

بكاءها بتلك الطريقة احزنني كثيراً..لقد ظننت انها تبكي بسبب صفع اخي لها..لم أعلم انها كانت تنتظر والدتها..

لقد اخبرني اخي انه تحدث مع هوازن قبل ان يخرجها من المشفى ولكن تلك الانانية قد رفضت رؤيتها..

كم اكره تلك المرأة..كيف تترك ابنتها بهذه الحالة..بدأت امسح دموعها واتحدث بهدوء: صغيرتي..ماما قالت انها ستأتي بعد يومين صحيح؟

أومأت برأسها..

ابتسمت: حسناً يا صغيرتي لقد مر يوم واحد فقط انتظري ربما تأتي بالغد…

عادت للبكاء مجدداً:بابا يكره ماما..بابا ..يكرهها..

نظرت اليها بصدمة: جمان ما هذا الكلام..

اخرجت تلك الشهقة ثم تابعت حديثها: تلك الفتاة بالشعر المخيف قالت ذلك ..بابا يكرهها لذلك ضربني…

اففف تلك الغبية رغد..لا تستطيع التوقف عن الكلام..

نظرت الى عينيها: كلا يا صغيرتي بابا يحبك ويحب ماما كثيراً.

وضعت يدها على موضع صفعته: اذا لماذا ضربني؟؟

اجبتها بعد تفكير: لأن جمان صرخت بصوت مرتفع وقالت انها تكره بابا..

بدأت ترفع خصلات شعرها الملتصقة على وجهها: كلا أنا احب بابا كثيراً ..لم أقصد هذا ..

ابتسمت لها: حسناً ما رأيك ان نذهب للاعتذار من بابا..

أومأت برأسها:سأذهب ولكن تعالي معي..أنا أخاف..

كنت اهم بالرد عليها ولكن رنين هاتفي قام بمقاطعتي.

نظرت الى الشاشة..لقد كان ماجد…

ترددت كثيراً في الرد عليه..اردت معاقبته..ولكنني لم استطع تجاهل اتصاله..ربما يبرر لي تصرفاته..

اجبت عليه بتردد..

وصلني صوته المرتبك: مرحباً مها..عزيزتي اعتذر كثيراً..لو تعلمين ما حدث..

زفرت بضجر..لابد انه سيخترع حجة جديدة فهذا ما يجيده على كل حال

اجبته بانزعاج: ما الأمر؟؟

اجابني بهمس: مروان..لقد تم طعنه..

اتسعت عيناي بصدمة: ماجد..ماذا تقول..انت لا تمزح صحيح؟

-وهل يمزح في أمور كهذه..لقد عثرت عليه وهو ينزف في اثناء مكالمتي معك..

اجبته بصوت مرتجف : وكيف حاله الآن؟؟

-لقد نزف كثيراً..لا اعلم ولكني اعتقد ان وضعه صعب..

وقفت من السرير بارتباك: ماجد..سارة يا ماجد..لابد انها في المنزل وحدها..

-مم..بالتأكيد ستكون وحدها..لا اعلم ما الذي قام به ذلك الرجل ليقوموا بطعنه..

قاطعته: الوقت ليس مناسباً للحديث الآن..سارة وحيدة هناك.لابد انها تنتظره..ارجوك ماجد تعال وخذني اليها حالاً..

اجابني بارتباك: ها..كلا كلا..لا استطيع..يجب ان ابقى في المشفى..سيقومون بالتحقيق معي بعد انتهاء العملية..

قاطعته: حسناً الى اللقاء ..

قلتها ثم اغلقت الخط..

كنت سأتصل على سارة لكنني تذكرت ان تلك الحمقاء تحدثني من هاتف مروان لأنها تخجل أن تطلب منه شراء هاتف لها..

يا الهي يا سارة..ماذا أفعل الآن..
.
.
.

اغلقت السماع بعد ان تحدثت مع مها..

اخرجت المفاتيح من جيبي لأفتح باب الشقة ..

ملابسي ملطخة بالدم..ارجو ان يكون مروان بخير..لا استطيع فهم تصرفات ذلك الرجل..في الحقيقة انه رجل محترم ولكني اشعر ان لديه الكثير من المشكلات..من الذي طعنه ياترى..

هل يعقل ان يكون طعنه بدافع السرقة كما خمنت الشرطة؟؟

ولكن ان كان ذلك بدافع السرقة لم لم يقوموا بسرقة سيارته؟؟

أمر محير فعلاً..

اتجهت الى الحمام لاستحم..

بعد ان انتهيت توجهت نحو المجلس..لقد أصبح مكاني المفضل للاسترخاء بعد ولادة مها..

اشعلت الاضواء وبدأت أقلب نظري في ارجاء الغرفة..انها في حالة فوضى كبيرة..لقد سهر اصدقائي في منزلي البارحة..

القيت بجسدي المنهك على الاريكة..اخرجت السجائر من جيبي وبدأت أتأملها..سأفتقد التدخين في المنزل ان عادت مها الى هنا..بقايا السجائر تملأ الغرفة..لذلك تحججت بالشرطة حين طلبت مها القدوم؛لا اريدها ان ترى ذلك..

لقد تعبت كثيراً اليوم..احتاج للترويح عن نفسي ..أشعلت السجارة وبدأت أدخنها باستمتاع..
.
.
.
لم أستطع احتمال البقاء في منزل أخي أكثر..لا أستطيع التوقف عن التفكير بسارة..انها مقعدة..مريضة ..وحيدة..
يجب أن أذهب اليها..لابد أنها تشعر بالخوف الآن..

كنت أنتظر ان تنام جمان لأطلب من أخي أن بعيدني الى منزلي ..

ولكن جمان تأبى النوم..انها العاشرة ولم تنم جمان بعد..

كانت تنظر الى التلفاز وتقاوم نعاسها..الافكار السوداء تهاجمني..ماذا لو تعرضت سارة لانتكاسة؟؟

ما الذي ستفعله وحدها؟؟

وقفت من السرير لأتوجه نحو غرفة أخي..سمعت صوت جمان وهي تناديني..

التفت اليها: سأعود حالاً يا صغيرتي..

اكملت السير الى أن وصلت لغرفته ..طرقتها بهدوء فوصلني صوت سمر..

فتحت الباب ونظرت الي وهي تعقد حاجبيها:ما الأمر يا عزيزتي هل هناك مشكلة..

اجبتها بصوت متهدج: أين أخي أريد الذهاب لمنزلي..

ظهر أخي من خلفها ثم تحدث بخوف: مها لماذا تبكين هل حدث شيئ لماجد.

أومأت برأسي: كلا لقد تم طعن جارنا..اريد ان أذهب لسارة..انها وحيدة..اخبرتك عنها من قبل..انها مقعدة وتحتاج لأحد بجانبها..

تحولت ملامحه الى الحزن: أوه ..حسناً..ولكن لماذا لم يأت ماجد؟؟

مسحت دموعي: يقول أن الشرطة قد طلبته للتحقيق..فقد كان هو الشخص المبلغ عن الحادثة..

اتجه اخي نحو الخزانة ليخرج ثوبه: قومي بتجهيز نفسك ثم اتصلي على ماجد ،ربما يحتاج لمساعدة..

أومأت برأسي ثم ركضت باتجاه غرفتي..اخرجت عباءتي من الخزانة وبدأت ألبسها..

وقفت جمان من السرير: عمتي هل ستتركيني؟؟

نظرت اليها..كانت الدموع تملأ عينيها..

اقتربت منها واحتضنتها: سأذهب لعدة أيام فقط وأعود..

أمسكت بي بقوة وبدأت تصرخ : كلا كلا..خذيني معك..لا تتركيني..أنا أكره هذا المكان..

قالتها ثم انفجرت بالبكاء.

لم أستطع تجاهلها..نظرت الى عينيها: حسنًا يا عزيزتي اذهبي لتجهيز نفسك سأخذك معي..

اتسعت ابتسامتها: حقاً

أومأت برأسي..

ركضت بفرح: حالاً حالاً سأجهز حالاً لا تتركيني وحدي..

ابتسمت: أرجو أن لا يرفض أخي أن آخذها..

اتصلت على ماجد لأسأله ان كان يحتاج لمساعدة ولكنه لم يرد..

افف يا ماجد..

وضعت الهاتف في حقيبتي ثم اتجهت الى لانا وحملتها لغرفة أمي..لن أستطيع أخذها معي..يجب أن أتفرغ لسارة..
.
.
.
بعد أن خرجت من المشفى عدت الى عملي..لقد فوجئوا من عودتي كثيراً فهم يعلمون بحالة هوازن..اخبروني ان أعود للمنزل ولكنني رفضت..أردت الانشغال بعملي..لازلت أفكر بهوازن..أشعر أن صدري يشتعل..

لماذا طلبت الطلاق لماذا؟؟

حاولت جاهداً أن أتذكر آخر حديث لي معها..لم ألحظ شيئاً على صوتها..لقد كانت تضحك..

ما الذي حدث بغيابي يا ترى..هل قامت حنين بإغضابها..

ولكنها معتادة على تصرفات حنين..

اذأ ماذا حدث؟؟

تذكرت أمل في تلك اللحظة..انها الوحيدة التي تستطيع تخفيف حزني..

اتصلت عليها فوصلني صوتها: يوم السعد..يوم السعد حقاً يوم اتصالك..

ابتسمت..لم أكن مخطئاً باتصالي..انها حقاً تجيد رسم الابتسامة على وجهي: كيف حالك ياعزيزتي..

-بأتم صحة ولله الحمد..خمن ماذا؟؟

-ماذا؟

-أنا اقوم بصنع الكعك..سأتي غداً لأبقى بجانب هوازن..انها صديقتي قبل أن تكون زوجتك.

تلاشت ابتسامتي حين سمعت اسم هوازن..اجبتها بحزن: أمل ..لا أعلم ما الذي حل بهوازن..حين ذهبت لزيارتها كانت تبكي بدون أن تتحدث..

لم أخبرها بأنها طلبت الطلاق..هناك أمل في قلبي أن تتراجع عن طلبها في الغد..

- لا بأس يا أحمد احتمل قليلاً..ماتمر به صعب للغاية..لابد أنها تفكر بابنها..انها قلقة عليه..ابق بجانبها….انها تحتاج اليك كثيراً في هذه الفترة بالذات..ههه أتعلم ..عند ولادتي بيوسف كنت كثيرة البكاء أيضاً .. ستعود لحالتها الطبيعية قريباً لا تهول الأمر..

زفرت بعمق: أتمنى ذلك..
.
.
.
ركضت باتجاه غرفتها وبدأت تفتش بالخزائن..انها متحمسة للذهاب مع عمتها..

تشعر بانقباض في صدرها من هذا المنزل..هناك الكثير من الاشخاص الغرباء..تشعر بالخوف منهم..

كما أنها تشعر بالغضب من والدها..لا تستطيع ادراك السبب الذي اجبره على صفعها..

لا تريد أن تراه..ان كان يكره أمها كما تقول رغد فلن تتحدث معه حتى يسمح لها برؤيتها..

بدأت تلقي ملابس رغد من الخزانة وهي تبحث عن حجابها..

لقد قامت امها بحياكة ذلك الحجاب من أجلها..حاكته لها حتى تتمكن من ارتدائه بدون أن تحتاج للفه فهي لا تعرف ذلك..

لقد كانت جمان متعلقة بذلك الحجاب فقد كان هدية من أمها.. كان حجاباً بلون أبيض ،وقد كتب على طرفه اسم جمان بخيط زهري اللون ..

دخلت رغد الى الغرفة لتفاجأ بتلك الفوضى..

اتسعت عيناها وصرخت: ما هذا ملابسي!!

التفتت جمان اليها: أنا أريد حجابي..

اقتربت رغد منها وقامت بدفعها: هذه ملابسي ..ملابسك في الطرف الآخر من الخزانة..

قالتها وهي تلملم ثيابها الملقاة على الأرض..

اتجهت جمان الى جهتها من الخزانة وبدأت بإلقاء الثياب عن الأرض..

وقفت رغد وامسكت بيدها وهي تصرخ: توقفي عن القاء الثياب ايتها الغبية..

صرخت جمان بأعلى صوتها: كلااااااااااااااااااااااااااااااااا
.
.
.
خرجت من غرفتي بعد أن قمت بتجهيز نفسي لأرى ان كانت مها مستعدة للخروج..

اتجهت نحو الدرج وقبل ان انزل ..استوقفني صوت صراخ يصدر من غرفة رغد..

اسرعت بخطواتي باتجاه غرفتها..

فتحت الباب لأرى جمان تقوم بشد شعر رغد ورغد تصرخ بألم..

اقتربت منها وأنا أصرخ بحدة: جمان ..اتركيها..

افلتت جمان قبضتها من شعر رغد وبدأت تنظر الي بخوف..

لمحت ذلك الأثر على وجهها..شعرت بالحزن..لم أكن أقصد ضربها بتلك القوة..
وبدون شعور مني..اتجهت نحوها لأقوم باحتضانها: سامحيني يا صغيرتي..

نظرت رغد الي بصدمة:ابي لقد قامت بضربي ..لماذا تعتذر اليها؟؟

وجهت نظري لرغد: لابد أنك أزعجتها..

أومأت برأسها : كلا لقد منعتها من القاء الثياب على الأرض فقامت بضربي..

نظرت الى الثياب الملقاة على الارض باستغراب: جمان..لم فعلت هذا ..

ابتعدت جمان عن حضني وبدأت تتحدث والدموع تملأ عينيها: أنا لا أستطيع أن أجد حجابي..أريد الذهاب مع عمتي ..اخاف أن تتركني هنا ان تأخرت..

نظرت اليها باستغراب:تريدين الذهاب؟؟

وصلني صوت مها: سأخذها معي يا أخي..

نظرت اليها بصدمة: كلا..

اقتربت مها مني وبدأت تهمس بأذني: أرجوك يا أخي أنها تشعر بالخوف منك ألا يكفي تخلي والدتها عنها؟؟

اجبتها بتردد: حسنا..

ركضت جمان باتجاه مها: عمتي أنا لا أجد حجابي..

التفتت مها الى رغد:رغد اعطني عباءتك ثم قومي بتجهيز حقيبة صغيرة من أجل جمان..

صرخت رغد: لن أفعل شيئاً من أجل هذه الغبية..

صرخت جمان: أنت الغبية أنا لست غبية..

نظرت الى رغد بحدة: رغد اسمعي كلام عمتك…

نظرت رغد الي بخوف ثم اعطت عباءتها لمها ..

بدأت مها تلبس العباءة لجمان لكن جمان بدأت تصرخ: كلا حجابي لونه أبيض؟؟أنا لا أريد هذا ..اريد حجابي..

حاولت مها أن ترضيها: سنبحث عن حجابك فيما بعد اجهزي بسرعة قبل أن اتركك وحدك..

نظرت الى مها: سأنتظركم بالسيارة لا تتأخروا..

قلتها ثم جلست بسيارتي..انتظرت عشر دقائق قبل ان يخرجوا أخيراً..

جلست جمان في المقعد الخلفي وهي تكتف يدها على صدرها والدموع تملأ عينيها ..

جلست مها بجانبي..التفت اليها: ما الذي حدث لها؟؟

همست مها:لا تهتم للأمر ...لقد غضبت لأن الحجاب بلون أسود انها تريد حجاباً أبيض..

نظرت الى جمان: سأشتري حجاباً أبيض من أجلك حسناً.

صرخت بصوت مزعج:أريد حجابي..

تجاهلتها وأنا أنظر الى الطريق لأتجه لمنزل مها..
.
.
.

منذ ان انتهيت من صلاة العشاء وأنا انتظر عودة مروان..اخبرني انه سيعود الى المنزل باكراً حتى اتمكن من زيارة مها..

نظرت الى نفسي بالمرآة..لقد قمت بارتداء الثوب الذي اختاره مروان من أجلي بالأمس..

ابتسمت وأنا اتذكر معاملته لي البارحة..لقد استمتعت كثيراً بالأمس..

حين ذهبنا للتسوق ..قام مروان بشراء هدية لمها..ولكنه لم يكتف بذلك..شعرت انه فرح جداً..فقد كان يضحك طوال الوقت كما أنه قام بشراء الكثير من الثياب من أجلي..رغم أنني لم أطلب منه ذلك ولكنه رفض اعتراضي..

لقد اكتشفت شيئاً جديداً بمروان..انه يحب اللون الأحمر..فمعظم الثياب التي قام بشرائها بلون أحمر..

كنت أفكر أن اطلب منه شراء بعض مساحيق التجميل فلا أريد الذهاب لمها هكذا..ستوبخني بالتأكيد..ولكني خجلت من هذا..

حتى الهاتف لم أستطع طلبه..لم أرتدي عباءتي بعد..أردت أن يراني مروان بهذا الثوب..احمرت وجنتي خجلاً وأنا اتخيل ردة فعله..صحيح أنني لا أضع سوى الكحل واحمر الشفاه ولكن شكلي قد تغير كثيراً…

بقيت انظر الى الساعة في كل دقيقة..لماذا لم يعد مروان بعد..هل نسي وعده لي ..لقد اقتربت الساعة من العاشرة..هذا غريب لماذا تأخر كل ذلك الوقت..

بدأ الخوف يتسلل الى قلبي..هل تعرفون ذلك الشعور حين تتوقع أن هناك أمر سيء قد حدث..ماذا يسمى..هل هو حدس؟؟

لا أعلم ولكني كنت أشعر بخوف شديد..كما أن هناك انقبض في صدري..حاولت ابعاد الافكار السيئة من رأسي..ربما نسي امر الزيارة..

في حالات كهذه اتمنى حقاً انني كنت أملك هاتفاً..

فتحت التلفاز لأقوم بتشغيل قناة القرآن الكريم..بدأ يتردد الى مسامعي تلاوة عذبة لسورة يوسف..

كم أحب الاستماع لهذه السورة..فهي تحمل بين طياتها الكثير من الأمل..

اغلقت عيني وقد بدأ الانقباض في صدري يتلاشى تدريجياً..

ترقرقت عيناي بالدموع مسحتها ثم اغلقت عيني وقد شعرت براحة تامة وبدون شعور مني...غفوت..

ايقظني من نومي صوت جرس الباب وهو يرن..

فركت عيني بتعب..نظرت الى الساعة..انها الحادية عشرة..هل هو مروان ياترى؟؟

لماذا لم يقم بفتح الباب بالمفتاح؟

قمت بتحريك كرسيي باتجاه المرآة وبدأت أرتب شعري..

ابتسمت برضى قبل ان يقطع ابتسامتي صوت الجرس من جديد.اتجهت نحو الباب وقمت بفتحه..نظرت الى لارض بخجل قبل ان يصلني صوت مها:عزيزتي سارة.

رفعت نظري اليها بصدمة: مها!!
.
.
.
كان اليوم عصيباً جداً علي بدون الخالة هوازن...المنزل في حالة فوضى..وليان تبكي طوال الوقت..

بقيت احاول معها الى ان نامت أخيراً..

اتجهت الى المطبخ..هذ جيد لقد قامت لين بغسل الأطباق قبل نومها..

جلست على الأريكة في انتظار قدوم ابي الى المنزل..اريد الاطمئنان على حال الخالة هوازن..

اشعر بالقلق..لا أعلم كيف هي حالتها الآن..

رفعت السماعة بتردد لأتصل على أبي..

وصلني صوته بعد عدة رنات:مرحباً يا صغيرتي..

نظرت الى الارض : مرحباً أبي..اا...هل ستتأخر بالعودة..

-مم كلا سأعود في الساعة الثاية عشرة..

رفعت نظري الى الساعة المعلقة على الحائط فوق باب المطبخ..انها الحادية عشرة الآن..

قطع تفكيري صوت أبي: هل نام أخوتك..

أومأت برأسي:نعم…

-هل أكلتم شيئاً..

-نعم

-وماذا عن عمي ؟..هل أخذ أدويته..

-نعم.

لحظة صمت بيننا تحدثت بعدها بتردد: أبي كيف هي حال الخالة هوازن؟؟

زفر بعمق:بخير..

شعرت من صوته أن هناك خطب ما..ولكنني لم أسأله..فقد شعرت بالخوف..سأنتظر قدومه الى المنزل لأستفسر عن الأمر..
اجبته: هذا جيد.سأذهب لانام الآن..

وصلني صوته: تصبحين على خير..

همست : تصبح على خير..

قلتها ثم أغلقت الخط..

لم أكن أنوي النوم..ولكن أبي سيوبخني ان قلت هذا.. سأنتظر قدومه..لن أستطيع الراحة قبل أن أرى أبي..

فتحت التلفاز واطفأت الصوت..استلقيت على الاريكة وأنا انظر الى التلفاز لتضييع الوقت..ولكن بدون شعور مني..غططت بنوم عميق..
.
.
.
كنت متوترة جدًا..لا اعلم كيف أوصل هذا الخبر لسارة..حين فتحت الباب ورأتني أقف أمامها صدمت بشدة..احتضنتها: اشتقت اليك كثيراً ياسارتي..

لم ترد علي ابعدتها عني لانظر الى عينيها: هه مابك ياسارة الست سعيدة برؤيتي؟؟؟

تحدثت بصوت مرتجف: مها ما الذي حدث..هل حصل شيئ لمروان..

نزلت دمعة من عينها ولكنها مسحتها فوراً..

احزنتني كثيراً ..لم أجرأ على اخبارها بالأمر ..حاولت اختلاق حجة: ههه اوه لو انك تأتي يامروان لترى وجه سارة وهي تبكي من أجلك..

غمزت: لا تخافي أيتها العاشقة..انه بخير..
كل مافي الأمر أن هناك عملية مستعجلة في المشفى لذلك طلب مني ان اتي اليك..لن يستطيع القدوم الليلة..

عقدت حاجبيها:هل يقوم مروان بإجراء عمليات؟؟!!

ازداد توتري..حاولت تغيير الموضوع: انظري من جاء لرؤيتك..

قلتها وأنا امسك بكتف جمان..

عادت سارة لسؤالي:مها ..لا تكذبي علي ..هل حصل شيء لمروان؟؟

ضحكت: أخبرتك لم يحدث شيء..اعدت نظري لجمان: جمان هيا يا صغيرتي.قولي مرحباً يا سارة..

اشارت جمان الى سارة: لقد سرقت كرسيي المتحرك..كنت أبحث عنه..لقد سرقته..

عضضت شفتي بإحراج:جمان لا تقولي هذا الكلام..

اعدت نظري لسارة: اعذريني يا سارة انها لا تعي ماتقول..

هادت جمان لمقاطعتي:أنا لا أكذب لقد سرقت كرسيي..السرقة سيئة لقد سمعت هذا في التلفاز.

نظرت الى جمان بحدة:جمان اشششش..

ضحكت سارة: ههه اتمنى ان لا تحتاجي اليه أبداً..

بدأت جمان تجر عباءتي:اخبريها أن تقف من الكرسي..أريد أن أجلس عليه لقد تعبت..

زفرت بضجر: ان كنت متعبة اذهبي واجلسي على الاريكة ..هيا بسرعة والا غضبت منك..

أومأت برأسها: حسنا ولكن لا تغضبي..ولكنها سسلرقت كرسيي..أنا لا أكذب..

قالتها ثم ذهبت الى الاريكة واستلقت عليها..

نظرت الى سارة بابتسامة: ما اخبارك يا عزيزتي..

أومأت برأسها: بخير..لقد كنت أنوي زيارتك اليوم..

-اوه حقاً..لقد اختصرت الطريق عليك اذاً..

نظرت الي بشك: الم يخبرك مرون بهذا..

افف يبدو أنها تريد أن يزل لساني:اا.نعم أخبرني ..احم سارة..هل هناك أدوية تحتاجين لأخذها لقد أوصاني مروان أن أهتم بأمر ادويتك..

-لقد اخذت ادويتي ولكن تبقت تلك الحقنة التي اخذها قبل نومي..

ابتسمت: حسناً سأعطيك اياها..

ارتفع حاجباها: هل تجيدين التعامل مع الحقن؟؟

أومأت برأسي: بالتأكيد ..أمي مريضة بالسكر ..انا معتادة على استخدامها..
هه ..لماذا نقف امام الباب لندخل الى غرفتك ونتابع الحديث..

قلتها ثم التفت الى جمان.كانت نائمة على الأريكة: من الجيد انها نامت ..

بدأت أحرك كرسي سارة باتجاه الغرفة: اخبريني اين أجد تلك الحقنة..

-كلا لا أريد أخذها..انها تسبب النعاس ..أريد أن أسهر معك..

ضحكت:ههه هل تريدين أن يقتلني زوجك؟؟..سأتحدث معك حتى يغلبك النعاس لا تقلقي سأجعلك تملين كثرة حديثي..

ضحكت سارة:هههههه أنا لا أمل حديثك ابداً..

دخلت الى غرفتها وبد أن أعطيتها تلك الحقنة..تبادلنا أطراف الحديث الى أن نامت سارة..

اطفأت الأضواء ثم خرجت من الغرفة..

كنت أهم بالنوم في الصالة مع جمان...ولكن جمان قد نامت بدون بطانية..لا أجرأ على تفتيش الغرف للبحث عن بطانية لذلك قررت ان احضر البطانيات من منزلي..

أخرجت المفاتيح من حقيبتي ثم اتجهت نحو باب الشقة..

فتحت الباب بهدوء..فوجئت بتلك الرائحة الكريهة في الشقة..

لقد شممتها وأنا أصعد الدرج مع جمان ولكن الرائحة قوية في شقتي..

سمعت صوت زجاج يكسر..كان الصوت يصدر من المجلس..

اقتربت منه ببطء:ماجد؟؟؟

فتحت باب المجلس لأرى ماجد مستلق على الأريكة ويحمل بيده سيجارة مشتعلة..

نظرت اليه بصدمة:ماجد!!!
أنت تدخن!!

نظر الي بعينين حمراوين ثم بدأ يضحك بشكل هستيري:هههه..مها..هههه..كيف اتيت الى هنا هههههههه..

وضعت يدي على انفي وبدأت اسعل بشدة:الرائحة لا تحتمل..

تجاهل ماجد وجودي واعاد السيجارة الى فمه..اقتربت منه بغضب وألقيت السيجارة من يده..

زفر بضجر ثم تحدث بتثاقل: افف مها اعطني اياها..

لم أرد عليه..فقد كنت مصدومة مما رأيت..هذه السجائر..ليست سجائر عادية..

لقد رأيتها في التلفاز من قبل..

نظرت الى ماجد بصدمة..كلا كلا...هذا مستحيل..

ولكن..ذلك الاحمرار في عينيه..وكلماته الثقيلة تلك...اهماله لي واهتمامه الشديد بالنقود..جميع هذه الأمور تأكد شكوكي..

خرجت من الغرفة وأنا أبكي بحرقة..

القيت بجسدي على السرير وبدأت بالبكاء..

لا استطيع أن أصدق هذا ..

الآن فقط اصبح هناك مبرر لتصرفاته..

ماجد..انه يدخن الحشيش..
.
.
.
عدت الى المنزل لأفرى حنين تنام في الصالة..هممت بإيقاظها..ولكنني شعرت بالحزن عليها..تبدو متعبة جداً.

اتجهت الى التلفاز وقمت بإغلاقه…

اتجهت لغرفة حسام لتفقده ثم ذهبت لغرفة حنين..سأخذ بطانيتها لتغطيتها..

فتحت باب الغرفة بهدوء وقبل ان اخذ البطانية..رأيت ليان تنام على سريرها..

وضعت ليان على سريري ثم ذهبت لتغطية حنين وعدت الى غرفتي لأبدل ثيابي قبل نومي..

استلقيت بجانبها على السرير وبدأت أتأمل ليان بهدوء: هل هان عليك ترك ليان يا هوازن؟؟
.
.
.
فتحت عيني ببطء..أين أنا..

تلفت حولي بخوف..لقد تذكرت..اختبأت في غرفة التنظيفات..

يا الهي كيف غفوت..كم الساعة الآن ياترى..

هممت بفتح الباب ولكنني شعرت بالخوف..ان رآني أحد في الممر سيعودون لتكبيلي بالأصفاد...كلا ..لا اريد أن أمر بتلك التجربة من جديد..

وجهت نظري الى النافذة الموجودة في الغرفة وبدأت أفكر...لماذا لا أهرب من النافذة..صحيح أنها صغيرة ولكنني فقدت الكثر من وزني في هذه الفترة...لاضير من المحاولة..ربما استطيع الخروج..

وضعت مجموعة من الصناديق ووقفت فوقها فقد كانت النافذة مرتفعة..

فتحتها ونظرت الى الخارج..داعبت وجهي نسمات رقيقة جلبت الراحة الى قلبي..

كانت النافذة تطل على شارع فرعي..ان استطعت الخروج منها سأخرج من هذا الجحيم الى الأبد..

اشتعل الحماس بداخلي..

بدأت أرفع زجاج النافذة وأضعه أرضاً..

اخرجت جسدي منها ولكنني استطعت ان اخرج صدري فقط..كانت ضيقة عند بطني..

عدت الى الغرفة بصعوبة..

تلفت حولي وأنا ألهث بتعب..

كنت أفكر بشيء يساعدني على الخروج…

ابتسمت على اثر الفكرة التي خطرت لي..

خلعت قميصي وألقيت به من النافذة..

اتجهت نحو قوارير المنظفات..

وجدت قارورة تحوي بداخلها صابون سائل لليدين..

بدأت ادهن بطني بذلك الصابون..

توجهت الى النافذة من جديد..في هذه المرة بدأت بإخراج قدماي..

وحين علقت بطني..وضعت قدماي على الجدار وبدأت أدفع بجسدي الى الخارج..

وفجأة ..انزلق جسدي فوقعت على الارض..

بالرغم من ذلك الألم في ظهري على اثر وقوعي..الا انني تجاهلت ذلك ..فحماسي للحرية كان كفيلاً بتسكين ألمي..

بدأت أضحك بشكل هستيري..لا أصدق أنني نجحت..

أرتديت قميصي بسرعة وبدأت أركض بكل ما أوتيت من قوة..كنت أركض بلا هوادة..كل ما يهمني أن أبتعد عن هذا المكان..

كنت أركض وأنا أفكر بشيئ واحد فقط..

سأذهب لقتل نادر...
.
.
.
فأثابكم غماً بغم..لطالما تعجبت من هذه الآية..

كان مدهشاً بالنسبة لي كيف كان غم المؤمنين بخبر موت النبي مثوبة لهم لينسوا أمر هزيمتهم في غزو أحد..اشغلهم حزنهم على فراق النبي صلى الله عليه وسلم عن حزنهم على الخسارة..

وحين علموا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم حي..فرحوا ونسوا غمهم فأصبح الغم مثوبة..

واليوم بالذات..شعرت أن تلك الآية اقرب الى قلبي..

فحزني على فراق جمان .اشغلني عنه قلقي على ابني..

ادركت بتلك اللحظة كيف يكون الغم مثوبة..

علمت هذا الصباح ان ابني لايزال حيا..الححت على الممرضة لأتمكن من رؤيته..

وقفت من الكرسي المتحرك لأقف أمام ذلك الصندوق الزجاجي ..

وضعت يدي على الزجاج وأنا أتأمله..لايزال صغيراً جداً..لا يوجد له أي ملامح على الاطلاق..

قطعة حمراء صغيرة تغطيها الأسلاك من كل الاتجهات.قلبي يتفطر حزناً.... هناك ألم في قلبي مع كل نبض لقلبه.

نزلت دمعة من عيني:حمد..تماسك يابني..اعذرني ياصغيري لم استطع حملك في بطني..عد ألي أرجوك..

مسحت تلك الدمعة وأنا أعيد نظري اليه..تمنيت لو كان أحمد بجانبي الآن..أود أن أحدثه..لقد قضيت البارحة وأنا أفكر به..

لا اعلم كيف طلبت منه الطلاق..حزني على جمان اضعفني كثيراً..

وددت أن اعتذر منه البارحة ولكنني لم أحضر هاتفي الى المشفى..

سأنتظر زيارته لي لأعتذر اليه..

سامحني يا أحمد..لقد كنت اهذي البارحة..أنا لا اقوى على فراقك أبداً..
.
.
.
ايقظني أبي من نومي لأصلي الفجر ثم اتجه الى غرفته لينام..لقد عاد وأنا نائمة ..لم أسأله عن حال الخالة هوازن بعد..

بعد ان انتهيت من الصلاة اتجهت الى غرفتي..كانت لين تمشط شعرها استعداداً للمدرسة..

سألتها:أين ليان؟؟

وجهت نظرها الي: انها في غرفة أبي ..بسرعة استعدي من أجل المدرسة الوقت متأخر..

اومأت برأسي : لا أرغب في الذهاب..

نظرت الي باستغراب: لماذا؟؟

-اشعر بالتعب..

قلتها وأنا اتجه نحو غرفة أبي..

في الحقيقة لا أشعر بالتعب..ولكن هناك شيء في قلبي يخبرني ان شيئاً سيئاً قد حدث..

فتحت باب الغرفة بهدوء..رأيت ليان على السرير ولكن أبي لم يكن موجوداً..

دخلت الى الغرفة ببطء..

تردد الى مسامعي صوت صنبور الماء..ابي في الحمام اذاً..

ولكن غريب..باب الحمام مفتوح ..

وقفت أمام باب الحمام لأرى أبي وهو يغسل وجهه ببطء شديد..

اخذ نفساً عميقاً وهو يغمض عينيه..شعرت بانقباض في صدري..

لا اعلم ولكنني اعتقد أنه كان يبكي..لم أستطع أن أميز تلك القطرات التي بدأت تتسلل الى ذقنه..هل هي دموع؟؟

هل كان يبكي أم أنه الماء فقط..

عاد لفتح الصنبور وبدأ يغسل يديه الى مرفقيه..أدركت وقتها أنه يتوضأ..ازدد الخوف في قلبي..فقد أدركت ان شياً سيئاً قد حدث..فهذه عادة أبي حينما يحزن..يتوضأ ببطء شديد..

بعد أن أنهى وضوءه التفت الي وحين فتح عينيه..تأكدت من أنه كان يبكي..عيناه شديدتا الحمره..

ابتسم بهدوء ثم تحدث بصوت ضعيف :الم تجهزي للمدرسة بعد..

شعرت برغبة قوية بالبكاء ..ولكنني حاولت التماسك..

تلك الابتسامة الحزينة وذلك الصوت الضعيف..جعلني ادرك الأمر..لقد ماتت الخالة هوازن..

فقد كانت هذه حاله حين ماتت أمي..

حاولت جاهدة ان أرسم الابتسامة على وجهي: لن أذهب للمدرسة..لم أنم جيداً البارحة..

أومأ برأسه ثم ذهب باتجاه السرير وبدأ يدلك رأسه…

خرجت من الغرفة باتجاه المطبخ ثم انفجرت بالبكاء..مسحت دموعي بسرعة..

يجب أن أكون قوية أمام أبي..لأمر ليس سهلاً أن تموت زوجته للمرة الثانية

اخرجت الأبريق لصنع الشاي..سأعد الفطور من أجله..كنت أجهز الفطور وأنا أحاول جاهدة المحافظة على هدوء اعصابي..لا اريد أن أبكي أمامه..يجب أن أكون قوية من أجله ومن أجل أخوتي..

اكتفيت بصنع الشاي مع بعض الخبز والجبنة..

اتجهت الى غرفة ابي وطرقتها بهدوء..

لم يصلني أي رد..هل نام يا ترى..

فتحت الباب ..لارى أبي قد عصب رأسه..

وضعت الصينية على الأرض واتجهت اليه: أبي هل تشعر بالصداع؟؟

أومأ برأسه:قليلاً فقط..

قبلت رأسه:أعددت الفطور ..كل قليلا وسأحضر المسكن من أجلك..

رفع بصره الي: اشكرك يا صغيرتي..

اتجهت الى الابريق لأسكب الشاي ولكن صوت أبي استوقفني:حنين..

شعرت بقبضة مؤلمة في قلبي..اغلقت عيني بقوة..يبدو انه سيخبرني بأمر وفاتها..

التفت اليه ببطء ونبضات قلبي تتسارع:نعم

نظر الى الارض ثم تحدث بارتباك:هل قمت بإزعاج خالتك هوازن قبل أن تذهب الى المشفى..

عقدت حاجبي:ها؟؟!!

نظر الى عيني:هوازن طلبت الطلاق..

تحولت كل مشاعر الحزن في قلبي الى الحقد فجأة..تلك الأنانية..الهذا يشعر أبي بالحزن؟؟

كم اكره ضعف تلك المرأة..هل رضخت لابتزاز ذلك المختل بسهولة؟

اليوم أدركت فقط مقدار أنانيتها..لم تفكر بنا أبداً..لم تفكر بأبي وجعلته يحزن هكذا..

لقد فكرت بمصلحتها..فكرت بابنتها فقط..أين ذلك الحب الذي تدعيه تجاه أبي وأخوتي؟؟

كنت سأنفجر من الغضب بذلك الوقت..سأخبر أبي بحقيقة أمرها وأجعله يتخذ قراره بشأنها..

نظرت اليه وبدأت أتحدث بحدة: أنا أعرف السبب..

نظر أبي الي باهتمام ..

اخذت نفساً عميقاً لأفجر تلك القنبلة:تريد العودة لطليقها..

.
.
.
فتحت عيني بتثاقل..أين أنا الآن..

تلفت حولي بخوف ..قبل أن أهم بالجلوس..ولكن ذلك الألم في بطني منع جلوسي..

الآن تذكرت..لقد تم طعني..
ازدادت دقات قلبي..كم الساعة الآن..

وسارة..سارة في المنزل وحدها..

فتح باب الغرفة ليظهر نادر من خلفه..افف ما هذا الحظ..الم يجدوا غير هذه المشفى ليحضروني اليها..

-ههه انظروا لهذا الأمر..أرأيت يا مروان..ان الله لا يظلم أحداً وقد أخذ حقي منك ..قمت بضربي..والآن أراك مطعوناً أمامي..

نظرت اليه بحقد:أنت من قام بإرسال اولئك ارجال أليس كذلك ؟

اتسعت عيناه بصدمة:أنا!!!
سامحك الله يا مروان..تتهمني بكل شيء سيء يحدث لك ..كنت أعرف أن زواجك بتلك المختلة سيؤثر على تفكيرك..

صرخت: لا تتحدث عنها أبداً أيها الخسيس..

ابتسم بهدوء:حسناً لاتغضب..أتعلم يا مروان..لقد حاولت أن أتجاهلك كثيراً ولكنك كنت تصر على تنغيص حياتي..أريد أن أعلم فقط أي سحر قامت تلك الفتاة بالقاءه عليك..

تجاهلت حديثه السخيف: نادر ابتعد عن وجهي حالا..

اقترب مني ببطء: ليس قبل أن أطمأن على صحتك يا عزيزي..

زفرت: من الذي احضرني لهذه المشفى؟؟

قام نادر بفتح الملف الموجود بين يديه..

-اسمه ماجد الــ…..،يسكن في المنطفة السكنية الجديدة في حي…..،شارع…..،الطابق الثاني..

التفت ليه بصدمة..هذا عنوان منزلي.

رفع نادر بصره الي:انه جارك..

وضع يده على ذقنه بتفكير: أتساءل هل تمكث سارة وحيدة في المنزل..

نظرت اليه بحدة:الأمر ليس من شأنك..

اغلق الملف ثم نظر الي بابتسامة: أتعلم يا مروان..انت تظلمني دائماً..انا رجل طيب القلب ولا أكن الحقد لأي أحد..ولتتأكد من صدق نواياي..سأذهب لزيارة سارة..

اتسعت ابتسامته اكثر: المسكينة..انها تحتاج لمن يعالجها في اثناء غيابك..

اتسعت عيناي بخوف: نادر اياك..اياك وأن تقترب من ذلك المنزل هل فهمت..

تجاهل حديثي ثم التفت بجسده وبدأ يمشي باتجاه الباب..ازداد الخوف بداخلي..ناديته مراراً ولكنه لم يلتفت الي..

فتح باب الغرفة وخرج منها بدون أن يهتم لندائي المستمر..

صرخت بأعلى صوتي:نادر أيها الحقير..اياك وأن تؤذيها..

نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــادر
نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــادر
نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــادر

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
قديم 30-04-16, 09:38 PM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285617
المشاركات: 759
الجنس أنثى
معدل التقييم: مملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1593

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مملكة الغيوم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 

السلا م عليكم ورحمة الله
عودا حميدا شخبوطه ارجو انك تكونى اتوفقتى فى امتحانك
قفله شريره لساته الندل نادر بيهدد بعد ما كان حيتسبب فى موت مروان مالت عليك يا نادر الكلب ومروان مش قادر يتحرك حتى عشان يطمن عليها
هوازن المجنونه شايف ان الطلاق حيرجع جمان خالد انانى عاوزها تطلق وبس
احمد مسكين صعبان عليا مصدق لقى زوجه ومحبه ومستحمله عياله وهى تصدمه بطلب الطلاق
اخيرا عرفنا ماجد بيودى فلوس مها فين بيدخن الحشيش والله تبقى غلطانه لو تطوله مليم بعد كده جاته القرف
جمان مخبله فى الكل وهى بتتكلم وتصرخ فى الجميع ولا هاممها ولسه ابوها الكداب واهم الجميع ان امها مش عوزاها وعامل فيها الحنين وهو اصابعه معلمه على خدها
بارت رائع يا عسوله تسلم ايدك ننتظرك فى القادم دمتى بخير

 
 

 

عرض البوم صور مملكة الغيوم   رد مع اقتباس
قديم 01-05-16, 02:17 PM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم مشاهدة المشاركة
   السلا م عليكم ورحمة الله
عودا حميدا شخبوطه ارجو انك تكونى اتوفقتى فى امتحانك
قفله شريره لساته الندل نادر بيهدد بعد ما كان حيتسبب فى موت مروان مالت عليك يا نادر الكلب ومروان مش قادر يتحرك حتى عشان يطمن عليها
هوازن المجنونه شايف ان الطلاق حيرجع جمان خالد انانى عاوزها تطلق وبس
احمد مسكين صعبان عليا مصدق لقى زوجه ومحبه ومستحمله عياله وهى تصدمه بطلب الطلاق
اخيرا عرفنا ماجد بيودى فلوس مها فين بيدخن الحشيش والله تبقى غلطانه لو تطوله مليم بعد كده جاته القرف
جمان مخبله فى الكل وهى بتتكلم وتصرخ فى الجميع ولا هاممها ولسه ابوها الكداب واهم الجميع ان امها مش عوزاها وعامل فيها الحنين وهو اصابعه معلمه على خدها
بارت رائع يا عسوله تسلم ايدك ننتظرك فى القادم دمتى بخير

الله الله على ردك اللي يشرح الصدر..

شكرك لمتابعتك المستمرة معي تسعديني جداً بتعليقاتك عزيزتي

الاختبار بفضل الله كان تمام شكراً لاهتمامك

سعيدة انه الفصل اعجبك

دمتي بخير حبيبتي

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
قديم 01-05-16, 04:02 PM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عودا حميدا ...

فصل راااائع ولو انو بجلط من بعض النواحي ...

هوازن اصابها اكتئاب ما بعد الولادة
ولما هديت حست بغلطها وندمت ..

بس حنين اتوقع رح تخرب كل الشغلة وممكن احمد ينقلب ع هوازن يكرهها
ولو اني بتمنى انه يتأنى وما يتسرع ويفهم من هوازن او يسمعها ع اﻷقل.



عادل حالته حالة المسكين
هل ممكن يخلصنا من نادر وشروره..



ماجد صدمني .. محشش ..!!!!!!




مروان الحمدلله انه اجت سليمة ولكن هو عاجز اﻵن
كيف رح يساعد سارة ..


قفلة شررريييييرة طبعا
ربنا يسامحك بس ..

متشوقة للقادم لك خالص الود


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 01-05-16, 07:52 PM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عودا حميدا ...

فصل راااائع ولو انو بجلط من بعض النواحي ...

هوازن اصابها اكتئاب ما بعد الولادة
ولما هديت حست بغلطها وندمت ..

بس حنين اتوقع رح تخرب كل الشغلة وممكن احمد ينقلب ع هوازن يكرهها
ولو اني بتمنى انه يتأنى وما يتسرع ويفهم من هوازن او يسمعها ع اﻷقل.



عادل حالته حالة المسكين
هل ممكن يخلصنا من نادر وشروره..



ماجد صدمني .. محشش ..!!!!!!




مروان الحمدلله انه اجت سليمة ولكن هو عاجز اﻵن
كيف رح يساعد سارة ..


قفلة شررريييييرة طبعا
ربنا يسامحك بس ..

متشوقة للقادم لك خالص الود


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

وعليكم السلام ورجمة الله وبركاته
سعيدة جداً بردك عزيزتي..

ههه مدري ليش يوم قبتي محشش جاتني ضحكة

اتوقع السبب انه اغلب النكت حطيناها بالمحششين..

اشكر لك متابعتك الطيبة عزيزتي

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النوم, جمان/بقلمي, حرمتني
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:44 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية