لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-16, 08:18 AM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

سعيدة برؤية متابعات جدد لروايتك ..

واعجبتني اﻷحداث الجديدة والتي أخذت منحى خطير في بعضها ..


اعتذر عن غيابي الفترة الماضية لظروف خارجة عن إرادتي واتمنى ان لا ينضب عزمك وان تصلي برائعتك إلى بر الروايات المكتملة..

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 02-04-16, 09:39 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 

الفصل الخامس عشر: انني أتألم..

عاد الى ابي الى المنزل في منتصف الليل..

ومنذ ان اخبرته امي انني اعتذرت عن الزيارة وهو يطرق الباب بقوة ويصرخ بغضب:
-الن تنتهي مشاكلك أبداً..
هل يعجبك ان تضعني بموقف محرج كهذا ..
ان لم تكن تريد الزواج لم طلبت مني خطبتها..

لم أرد عليه..اقفلت بابا غرفتي متجاهلاً اياه ..سيطرق الباب قليلاً وسيمل في النهاية
كنت احاول تجاهله..ولكن الحقيقة انني كنت احترق غيضاً.
ان كان الامر بيدي لم أكن سأتخلف عن الموعد..
ولكن مروان هو السبب وسأنتقم منه..

ارتفع صوت أبي: نادر افتح الباب وواجهني..لماذا تختبئ كالفتيات..
اعطني سبباً مقنعاً لتخلفك عن الموعد..

ردت أمي: معتز أرجوك اتركه بحاله انه متعب.

صرخ أبي: دلالك هذا هو ما افسده..
هه هل صدقتي انه ذهب لزيارة عادل؟؟!
انها حجة فقط ..الله وحده يعلم مالمصيبة التي اوقعنا بها هذه المرة..

بدأ يطرق الباب بقوة: نادر افتح قبل أن ينفذ صبري..

زفرت بعد أن اغلقت حاسوبي ثم اختبأت اسفل بطانيتي..

وضعت الوسادة على رأسي وبدأت اضغط عليها بقوة في محاولة مني لصم اذني عن صراخه..

لم يكن أبي يصرخ علي من قبل..

فقد انجبني بعد سنوات طويلة من العلاج …

دللني كما لم يفعل اي اب مع ابنه..

لم يكن يرفض اي طلب اطلبه..

ولكنه ومنذ أن علم بما حدث لسارة وهو يتصيد الأخطاء لي..

تغير ابي كثيراً…

تغير بسبب تلك المختلة..

لقد افسدت علي حياتي..

اصبح ابي يغضب من اي شيء أقوم به..

افف يا أبي كف عن الصراخ..

أرجوك..
.
.
.
بقيت متصلبة في مكاني لوهلة وأنا اسمع ذلك البكاء..

مشيت بخطوات بطيئة باتجاه الدرج لألمحها وسط الظلام..

كانت تتمسك بالدرابزين وتبكي :ماما..

حسناً لم أتمكن من الاستيعاب في البداية..

من هذه الفتاة وما الذي تفعله هنا..

حين سمعت صوت البكاء توقعت ان ارى فراس ..ولكن..

اتجهت نحوها بارتباك بعد ان استنتجت بأنها جمان..

نعم لقد اخبرتني رغد أن اخي قد اخرجها من المشفى في اثناء نومي..

جلست بجانبها لأنطق بصوت هامس:جمان!!

وجهت نظرها الي ثم عادت لاغلاق عينيها بكل قوتها وهي تردد وسط شهقاتها:مـ..ــامــ..ـــا..مــامــا.

وضعت يدي على كتفيها المرتجفين في محاولة مني لتهدأتها:لماذا تبكي يا صغيرتي..

ارتمت في حضني فجأة لأسقط على ظهري:آخ..

رغم انني تألمت ..الا ان رؤيتي لخوفها وهي تتمسك بي جعلتني اتجاهل المي..

سامحك الله يا اخي بالتأكيد ستخاف..تنام بالمشفى ثم تستيقظ بدون أن تجد أحداً بجانبها..

قبلت رأسها بهدوء:لا تبكي يا صغيرتي..هل تريدين البقاء معي بغرفتي؟؟

أومأت برأسها بدون أن تبتعد عن حضني..

همست في اذنها: حسنا يا صغيرتي هيا تعالي لننزل..

وقفت وحاولت ان اوقفها معي ولكنها رفضت ذلك..

بدات تصرخ بخوف: كلا كلا..لا استطيع المشي..

نظرت اليها باستغراب..ان كانت لا تستطيع المشي كيف وصلت الى هنا وحدها!!

حاولت ان اوقفها مجدداً ولكنها عادت للتمسك بالدرابزين وهي تصرخ: كلا كلا ..لا اريد ..سأسقط ..لا اريد..

لم اعرف كيف اتصرف..لا استطيع ان احملها وحدي..اشعلت الاضواء في الدرج لتخفيف خوفها..

نظرت اليها بحزن..

تبدو خائفة جداً..

اقتربت منها من جديد:جمان صغيرتي انتظري هنا سآتي حالاً..

نظرت الي والدموع تسيل على خدها:كلا ..لا تتركيني وحدي..انا اخاف..اريد كرسيي المتحرك..

مسحت دموعها بيدي: لن أتركك سآتي حالاً ولكنني سأطلب من احد ان يساعدنا حسنا...لا تخافي سآتي الآن..

أومأت برأسها..

ابتسمت لها ثم توجهت مسرعة نحو غرفة فارس…

فتحت الاضواء ثم جلست بجانبه: فارس..فارس..

بدأ يتقلب على سريره بانزعاج..

افف فارس ينام بعمق..من الصعب جداً ايقاظه..

رفعت الغطاء عن جسده وألقيت به على لأرض وأنا اصرخ: فارس استيقظ بسرعة..

بدأ يتحسس السرير حوله للبحث عن البطانية وحين يأس من ايجادها بدأ يفتح عينه ببطء...

ههههه القاء البطانية على الارض هي الطريقة المثلى لإيقاظه دائماً..

عقد حاجبيه ثم سألني بضجر: عمتي ما الأمر اريد أن أنام..

جلست بجانبه وبدأت اهزه: هيا يا عزيزي استيقظ بسرعة جمان وحدها على الدرج..

وضع الوسادة فوق رأسه:اففف وما شأني بها ..

حاولت ابعاد الوسادة عنه : فارس هيا انها خائفة لا تستطيع المشي وانا اعجز عن حملها..

وقف وهو يتأفف: اففف افففف حسناً..

قالها وهو يخرج من الغرفة..

يا الهي ان رأته جمان بهذا المنظر ستخاف بالتأكيد..

صحيح انه يصغرها بخمس سنوات ولكن جسده اكبر منها بأضعاف..

لحقت به بسرعة لأراه يمشي على الدرج باتجاهها ولكنها حين رأته بدأت تصرخ بخوف: ماما ..ماما..

جلس بجانبها ليحملها ولكنها صفعته وهي تصرخ: لا..لا ..لا ..لا ..

نظر فارس الي بصدمة ثم تحركت شفتيه ببطء لينطق في عدم تصديق: لقد صفعتني…

ضحكت رغماً عني: ههههه لا بأس احتمل قليلاً انها اختك الكبيرة هههه

وقف وهو ينظر اليها بحدة: اسمعي يا هذه ..لقد اتيت الى هنا رغماً عني ..هيا لينتهي هذا الموضوع اريد أن أنام..

نهرته بسرعة: فارس..انها خائفة اساساً لا تصرخ عليها..

ضرب وجهه بغضب : هيا تفاهمي معها بسرعة يا عمتي..

نظر الي بترج:ارجوك بسرعة اريد أن أنام..

جلست بجانبها :صغيرتي هيا سيقوم اخوك فارس بحملك الى غرفتي..

اومأت برأسها ثم صرخت تلك الصرخة التي شعرت بأنها هزت أركان المنزل:كــــــــــــــــــــــــلاآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ

وضعت يدي على اذني بقوة ..وقبل أن أحاول تهدأتها ..خرج أخي من الغرفة بخوف: ما الذي يحدث هنا..

حين رأت أخي ازداد بكاءها فجأة:بابا..بابا..بابا..

اتجه نحوها وجلس بجانبها: لماذا تبكي يا صغيرتي..

صرخ فارس: هذه الغبية جلست على الدرج ولم تستطع المشي اكثر والآن ترفض أن أحملها..

صرخت جمان بصوت أعلى: لست غبية أنت الغبي..

نظر خالد الى فارس بحدة: فارس اذهب الى غرفتك ولا تتدخل..

زفر فارس بغضب: اففف كله بسبب عمتي هي من ايقظتني من نومي..

قالها ثم ركض باتجاه غرفته واغلق الباب..

اما انا فلم استطع التوقف عن الضحك..يبدو ان جمان ستزلل المنزل بصراخها…

تمسكت بأخي بقوة : بابا ..انا خائفة ..لماذا تركتني وحدي في الظلام..اريد ماما..

حاول خالد تهدأتها:كلا ياصغيرتي لست وحدك ..الم تري اختك رغد..

نظرت اليه: اخي ..اجلبها لغرفتي ستنام جمان بجانبي اليوم..اليس كذلك يا صغيرتي..

نظرت جمان الي بعينين دامعتين: اريد النوم مع ماما..

حملها خالد وبدأ ينزل باتجاه غرفتي:ستنامين الليلة مع عمتك..وماما ستأتي فيما بعد ..

ردت عليه: لقد سمعت ماما صوتي .. ستأتي بعد يومين صحيح..

أومأ خالد برأسه…

عادت للحديث :يوم ويوم يعني يومين صحيح..

اومأ من جديد : نعم يا بابا ..

وصل الى الغرفة ووضعها على السرير..

عادت لسؤاله: ستأتي في يوم اجازة بابا أحمد صحيح ..

صرخ أخي: اففف جمان قلت لك انها ستأتي.. انتهى الأمر ..

قالها ثم خرج من الغرفة بغضب..

نظرت جمان اليه بصدمة وامتلأت عيناها بالدموع: لماذا غضب بابا..

مشيت باتجاهها ثم جلست بجانبها واحتضنتها بشدة: لم يغضب يا صغيرتي انه يريد النوم فقط..

شعرت بدموعها وهي تبلل ثيابي..سامحك الله يا خالد ماهو الداعي لصراخك.يجب ان يكون أكثر صبراً ..

ابعدتها عن حضني ونظرت الى عينيها: تعالي هل رأيتي طفلتي لانا..

أومأت برأسها بالنفي..

اتجهت نحو سرير لانا ثم عدت للجلوس بجانب جمان بعد أن حملتها:انظري كم هي جميلة..

نظرت اليها بتركيز ثم بدأت تتحسس شعر لانا بحنان وقبلتها بهدوء..
اعادت نظرها الي : لماذا لا تجلس في بطنك؟؟

عقدت حاجبي: ولماذا تجلس في بطني..

اخذت نفساً عميقاً:ماما قالت ان اخي يجلس في بطنها الى ان يصبح قوياً ثم يخرج..انها تبدو ضعيفة لماذا اخرجتها من بطنك..

حسنًا ..لم أستطع فهم ما تقصده بماما ولكن حسب قول خالد انه تدعو الممرضة بماما ..
ضحكت: هه كلا ان الطفل يجلس تسعة أشهر فقط ثم يخرج..

عقدت حاجبيها ثم نظرت الى اصابعها وقامت برفعها: ماذا يعني تسعة أشهر؟؟

اطرقت لفترة وأنا افكر..كيف اشرح هذا لها..

مددت يدي باتجاه يدها ثم قمت بانزال ابهامها :هكذا يعني تسعة..

مطت شفتيها : لم أفهم…

حاولت ان افهمها بطريقة ابسط ولكني لم أستطع..ضحكت: ستفهمين هذا لاحقاً فأنا لا أجيد الشرح..

نظرت الي بحماس: سأخبر ماما بهذا لقد طلبت منها ان تخرج أخي ولكنها قالت انه سيبكي كثيراً..سأخبرها أن لانا لم تبك..

ضحكت:هههه حسنا اخبريها..

قلتها ثم اعدت لانا الى سريرها..

اعدت نظري الى جمان فوجدتها تحمل هاتفي بين يديها..

وضعته بالقرب من فمها: ماما..اخرجي اخي الآن لن يبكي..ان لانا لا تبكي..

نظرت اليها بدهشة و أنا اجلس بجانبها: ههه جمان مالذي تفعلينه ..

اعادت نظرها الي: بابا قال انني ان تحدثت بالهاتف هكذا ستسمعني ماما..صحيح؟؟

يبدو أن أخي قد حاول اسكاتها بهذه الكذبة من قبل ضحكت : ههه صحيح..

مدت الهاتف الي: امي كم اهواها..

عقدت حاجبي : ماذا ؟؟

وضعت الهاتف بيدي: ان اريدها..امي كم أهواها ..اريد أن احفظها..لقد قام يوسف بتشغيلها هنا..

-اوه حسنا..

قلتها وأنا ابحث في هاتفي عن الانشودة..

بعد ان قمت بتشغبلها ابتسمت بفرح واخذت الهتف من يدي..

استلقت على السرير وهي تردد الانشودة وأنا انظر اليها بابتسامة..

انها تتصرف كالأطفال تماما..

اي طهر وأي براءة تعيشين بها يا جمان..

بدأت تعيد تشغيل الانشودة مراراً الى ان غلبها النوم..

وحينها..حملت الهاتف من يدها ونمت بجانبها بهدوء..

تصبحين على خير يا صغيرتي..
.
.
.
مرت الساعات ثقيلة علي وأنا انتظر ولادة هوازن..

توحهت الى المصلى وأنا ادعو الله ان تتمكن من مواجهة هذه المحنة…

شعرت انني عدت بالزمن الى يوم وفاة ام حسام..

لن احتمل فقدان هوازن أيضاً..

كما ان ابنائي لن يحتملوا هذا..

لقد احبوها كثيراً..

اللهمّ اشفها شفاءً ليس بعده سقمٌ أبداً، اللهمّ خذ بيداها، اللهمّ احرسها بعينك الّتي لا تنام، واكفها بركنك الذي لا يرام، واحفظها بعزّك الّذي لا يضام، واكلأها في الليل وفي النّهار، وارحمها بقدرتك عليها، أنت ثقتها ورجائها يا كاشف الهم، يا مفرّج الكرب، يا مجيب دعوة المضطرّين، اعد زوجتي الي سالمة..اللهم احفظها لي ولأبنائي.
آمين

بعد ان انتهيت من الصلاة ..جلست في المصلى قليلاً لقراءة القرآن..

رغم انني كنت اشعر بالتعب وأنا في عملي..الا ان خوفي عليها خطف النوم من عيني..

بدأ هاتفي بالرنين..اجبت عليه فوصلني صوت حنين: أبي اين أنت لقد تأخرت..

اجبتها بصوت ضعيف:سأتأخر يا صغيرتي لا تنتظريني..ربما لا أعود قبل الصباح..

صمتت قليلاً ثم اردفت:ابي مابه صوتك هل تبكي..

مسحت دمعة من عيني ثم تابعت حديثي: كلا يا صغيرتي لا ابكي..ولكن خالتك هوازن ستلد الآن ويجب ان أكون بجانبها…

ردت بصوت مرتبك: ولكنها في الشهر السادس فقط..

لا اعلم كيف اخبرتها بالأمر ولكني كنت في حاجة لتخفيف ذلك الحمل الثقيل : حنين انها تحتاج للدعاء..انه تسمم الحمل..

ردت بصدمة:تسمم الحمل!!

بدأت الدموع تنزل من عيني ..اردت ان انهي المكالمة بسرعة:حنين يا صغيرتي انتبهي لأخوتك..كما ان عمي يجب ان يأخذ ادويته بعد صلاة الفجر..ان لم أعد قبل الصباح اطلبي من حسام ان يعطيه اياها حسنا ..الى اللقاء الآن..

قلتها ثم أقفلت الخط قبل ان اسمع جوابها..

لم أرد أن تعلم انني كنت أبكي..

ارحمني يارب..
.
.
.
في تلك لليلة..

مرت أمي في ذهني..

خفق قلبي..ورجفة رهيبة اعترتني..

كل شيء حدث اليوم اعادها الى ذاكرتي..

ان الأمر يتكرر..

حين ماتت أمي كان أبي يحدثني بنفس تلك النبرة..

فتحت هاتف الخالة هوازن وبدأت اسمع صوت جمان وهي تبكي مراراً وابكي معها..

لقد خشيت ان تموت الخالة هوازن أيضاً..

لقد جربت فراق الأم من قبل..ولا اود ان يجربه أي أحد..

بعد أن توفيت أمي بقي أبي بجانبنا واغدق علينا من حنانه..

اما تلك المسكينة جمان..

فلا اعتقد أن رجلاً استغلالياً مثل والدها سيهتم بها..

صحيح أنني كنت اود الحديث معه من قبل ولكني لم أكن أعلم انه بهذه القذارة..

كنت اعتقد ان طلبه للزواج من الخالة هوازن لأنه يحبها ويرغب بالعيش معها..

ولكن حين سمعت صوته وهو يبتز الخالة هوازن متجاهلاً بكاء ابنته بجانبه شعرت بالحقد عليه..

تخيلت ان يقوم أبي بهذا…

كلا ..ابي من المستحيل ان يكون مثل ذلك الخسيس..

حتى في يوم زواجه بقي بجانبنا ولم يتركنا..

يا الله رحمتك..انني متعبة..متعبة جداً

نزلت من سريري..اسحب قدماي بثقل..لأتوضأ وأصلي..

شعرت بضعفي وأنا بين يدي خالقي فانهمرت دموعي بلا شعور..

بدأت اكفكفها وأنا ادعو الله الرحيم..
الهي..ان حدث لها أي شيء لن اتمكن من مسامحة نفسي ابدا.
الهي ..لقد كنت ادعو دائماً ان تفقد طفلها ولكني لم اكن اقصد هذا..
لا اريدها أن تموت..ارجوك يا الهي احفظها..احفظها من أجل اخوتي..احفظها من أجل ابنتها..ارجوك ..

ازدادت دموعي..اصبحت أبكي بلا شعور…

حاولت جاهدة ان اكفكف دموعي ولكني لم اتمكن من ذلك..

تمنيت ان اعود الى حضن امي.لاسترد عافيتي من انفاسها..

احتاج اليك يا امي كثيراً..
.
.
.
وصلت الى المشفى في الصباح الباكر..كنت سأذهب لتناول الفطور الا أن الممرضة سهى قامت بمناداتي: يوسف..

التفت اليها باستغراب وانا اسألها:اهلا..مالأمر ..هل حدث شيء لجمان؟؟

نظرت الى الأرض بارتباك :لقد اخرجها السيد خالد بالأمس..

اغلقت عيني وفتحتها عدة مرات: مـ..ـ..ماذا..اخرجها؟؟
هكذا فجأة؟؟

زفرت: لقد علم بالأمس أن هوازن تزورها اظن انه اخرجها لهذا السبب…

ازدادت دقات قلبي: كيف علم بهذا؟؟

أومأت برأسها: لا أعلم حقاً ولكنه طلب مني ان اعطيه رقم هاتفها..

سألتها بارتباك:وهل اعطيته اياه؟؟

أومأت برأسها..

زفرت: اففف سهى لم فعلت هذا..

تزاحمت الدموع في عينيها: أنا آسفة حقاً لم أكن أقصد ولكنه ضغط علي..

اشحت بنظري عنها ثم اخرجت هاتفي من جيبي لأتصل على خالي..يجب أن يعلم بهذا حتى يخبر الخالة هوازن بهدوء..

وصلني صوته بعد عدة رنات ولكن صوته كان ضعيفا جداً:مرحبا يابني..

عقدت حاجبي: اوه خالي أنا عتذر هل ايقظتك..

-كلا لم انم اساساً انا في المشفى..

اجبته بارتباك: لماذا هل انت قادم لرؤية جمان؟؟

رد بهمس: كلا لقد ولدت هوازن ..

تصلبت في مكاني لوهلة ثم اجبته في عدم تصديق:هه ولكن..انها في الشهر السادس صحيح؟؟

-نعم ولكن...انه تسمم الحمل.

شعرت بقبضة مؤلمة في قلبي..لابد ان خالي في حال صعبة الآن فقد توفيت زوجته سابقاً بسبب تسمم الحمل :حسناً خالي سآتي اليك اين أنت..

-امام غرفة العناية المشددة احاول الدخول اليها ولكنني لم استطع ذلك..

-حسناً سآتي حالاً انتظرني..

قلتها ثم اغلقت هاتفي واتجهت نحوه..

وصلت قسم العناية المشددة لأراه يجلس على احد الكراسي واضعاً يده على رأسه..

جلست بجانبه:خالي هل أنت بخير..

رفع نظره الي..كان التعب واضحاً على وجهه:يوسف تحدث معهم ربما يسمحوا لي برؤيتها..
لقد ولدت منذ ساعتين ولكنهم لم يدخلوني اليها..لم يسمحوا لي برؤية طفلي حتى ارجوك تحدث معهم..

أومأت برأسي ثم وقفت لاستعلم عن حالتها..كنت اود اخبار خالي عن جمان ولكن الوقت غير مناسب الآن..

سأخبره بهذا فيما بعد..

عدت الى خالي بعد أن سألت عن حالها:خالي انها بخير..ولكنهم لن يدخلوك الآن فهي لم تفق بعد..عد الى المنزل لترتاح وحين يأذنون لك بالدخول سأتصل عليك حسناً؟؟

رفع نظره الي: وماذا عن ابني..الن يسمحوا لي برؤيته..كما ان عملي سيبدأ عصراً ولن ينتهي قبل منتصف الليل..اريد رؤيتها الآن..

زفرت: خالي صدقني لا استطيع..هذه هي الانظمة هنا..
سأتصل عليك حالما تفيق حسناً..هيا اذهب للمنزل الآن يا خالي..

نظر الي بعينين حمراوين: كيف اتركها وحدها..

همست بضيق: خالي..بقاؤك هنا لن يكون مفيداً..
ان بقيت الآن ستكون متعباً عند استيقاظها..
هيا خالي..صدقني انها بخير..اذهب لترتاح الآن..

أومأ برأسه بهدوء ثم وقف على مضض..

ودعني ثم أشاح بنظره عني وبدأ يمشي بخطوات ثقيلة...

ارجو ان يتمكن من قيادة السيارة..يبدو متعباً جداً ..

كان الله في عونك يا خالي..
.
.
.
فتحت عينيها بتباطأ..اين هي الآن..

جلست على السرير وهي تتلفت حولها..

تذكرت الآن انها خرجت من المشفى وانها قد نامت مع عمتها..

لا يوجد احد بالغرفة..

اين ذهبوا..

مشت باتجاه سرير لانا …

شعرت بالراحه..انها ليست وحدها فلانا موجودة أيضاً..

بدأت تقلب بصرها في ارجاء الغرفة..

قامت بتثبيت نظرها على تلك الساعة المعلقة على الحائط …

اتسعت ابتسامتها فقد تذكرت ان يوسف قد اخبرها أنه سيأتي في الساعة الثالثة..

ولكن ابتسامتها سرعان ماتلاشت حين تذكرت انها لم تعد بالمشفى..

ولكن لا بأس..يوسف يعرف كل شيئ..سيعرف مكانها حتماً..

اتجهت نحو السرير لتلتقط هاتف عمتها..ستطلب من يوسف أن يأتي اليها..

وضعت الهاتف امامها وبدأت بالحديث..

-يوسف..أنا جمان..هناك ساعة هنا أيضا..سأنتظرك في الساعة الثالثة حسناً..
يوسف جمان خائفة..ستأتي ماما اليوم أليس كذلك..
لقد نمت في المشفى واستيقظت وحدي ثم نمت مع عمتي واستيقظت لقد مر يومين صحيح؟؟
يوسف اخبر ماما أن جمان تنتظر..
يوسف اخاف ان لا تعرف ماما مكاني لا تنس ان تخبرها جمان تنتظر..
ولكن جمان ستنتظرك يا يوسف في الساعة الثالثة..
هناك ولد ضخم قال انني غبية اريدك أن تضربه..

فتح باب الغرفة بهدوء لتظهر رغد من خلفه ..

قفزت رغد بحماس وهي تصرخ: آآآآآآآ لقد استيقظت اخيراً..

شعرت جمان بالخوف منها..

نظرت الى هاتفها ثم تابعت حديثها: يوسف هناك فتاة بشعر مخيف تصرخ هنا تعال لرؤيتها بسرعة..

جلست رغد أمامها وهي تنظر اليها بتركيز ثم زفرت: افف ياللخسارة عيناك سوداوان..

اما جمان فقد كانت تنظر الى رغد بخوف..انها المرة الأولى التي ترى بها فتاة بشعر اجعد هكذا..

بالرغم من أن عمتها تملك شعراً أجعد ولكنها تقوم بتمليسه بواسطة مجفف الشعر عادة..

اما رغد فهي تحب ترك شعرها الاجعد لينساب على كتفيها…

ضحكت رغد: لماذا تنظرين الي هكذا..

تحدثت جمان بارتباك: ان شعرك مخيف..

شهقت على اثر ذلك الاستنتاج الذي توصلت اليه: لابد انك لا تقومين بتغطية شعرك أمام الرجال ماما قالت لي ان لم تقومي بتغطية شعرك سيفسد..

نظرت رغد اليها بصدمة..حسناً لقد كانت كلمات جمان قاسية عليها..

صرخت بغضب: شعري مخيف ها.. لعلمك أيتها الغبية ..هناك الكثير من الفتيات يتمنين الحصول على شعري..

قالتها ثم خرجت من الغرفة ..لقد أطفأت جمان حماسها للحديث معها ببراعة..

اما جمان فلم تتمكن من فهم سبب غضبها..

كل ماكان يدور في عقلها البرئ ان رغد لا تقوم بتغطية شعرها امام الرجال بالتأكيد..

امتلأت عيناها بالدموع:لماذا يقولون انني غبية انا لست غبية..

نظرت الى الهاتف من جديد وهي تصرخ:يوسف تعال واضربهم يــــــوســـــــــف..
.
.
.
عدت الى المنزل وأنا استودع الله هوازن وابني..

لم أكن أريد تركها قبل رؤيتها ولكنني اشعر بالتعب حقاً..

حين فتحت الباب فوجئت بحنين في استقبالي..

ركضت نحوي:أبي..كيف اصبحت الخالة هوازن..

ابتسمت لها:لا تقلقي يا صغيرتي انها بخير..

احتضنتني بشدة وبدأت بالبكاء..

تعجبت من ذلك كثيراً..

سألتها بهدوء: حنين يا صغيرتي مالذي يبكيك صدقيني انها بخير..

تحدثت وسط شهقاتها: لا اريد أن تموت بسببي يا أبي..

عقدت حاجبي: حنين ماهذا الكلام..مادخلك بالامر..اخبرتك انها بخير هيا امسحي دموعك بسرعة..
لم ترد علي..تمسكت بي بقوة وصوت بكائها قد ارتفع أكثر..

كان علي ان لا اخبرها بالأمر..لابد انها تذكرت امها..

ولكني اخبرتها بذلك في لحظة ضعف..

بدأت امسح على شعر حنين بحنان..

عودي الينا يا هوازن..

عودي الينا سالمة أرجوك..
.
.
.
انتهى يوم شاق آخر من عملي بالمشفى..

اشعر بتعب شديد لا اعرف سببه حقاً..

هه يبدو ان ضربي لنادر قد أثر بي..

كنت اقود سيارتي باتجاه المنزل..

كل ما أبحث عنه الآن هو فراش مريح..

ولكنني سرعان ما تذكرت وعدي لسارة بأن آخذها لمها بعد انتهاء عملي..

افف كيف سأعتذر الآن..كلا لن أعتذر..

انها المرة الأولى التي تطلب فيها شيئاً لن أخيب أملها..

-آآآخ رحماك يارب..

رن هاتفي..لقد كانت أمي..

اوه لا بد انها ستعاتبني فأنا لم أتحدث معها منذ الأمس..

اجبت عليها:أهلا أهلا لقد كنت سأتصل الآن اشتقت اليك كثيراً..

وصلني صوتها المتذمر:اوه حقاً..تريدني أن أصدق الآن..ان كنت مشتاقاً لي كما تقول لماذا لم تقم بزيارتي..

اجبتها بإحراج: اعذريني يا أمي أنا مشغول حقاً..ارغب بزيارتك ولكن انت تعرفين..لا أستطيع ترك سارة وحدها..الا يكفي بقاءها وحيدة في فترة عملي..

زفرت أمي: اخبرتك من قبل أن تسكن معنا ولكنك عنيد..مالذي تفعله بسكن منعزل عنا..ولكني متأكدة ان سارة هي من قامت بتحريضك.

اجبتها بانزعاج:أمي ما دخل المسكينة سارة انها حقاً لا تطلب أي شيئ..لقد تنازلت عن الكثيرحين تزوجت بي..

شهقت: يجب ان تحمدالله لأنك التفت اليها..فتاة مقعدة لا تستطيع عمل شيء من أجلك وتمن عليك أيضاً لموافقتها على الزواج!!

- أمي متى قلت انها تمن علي..

قلتها ثم بدأت أحاول تغيير الموضوع فأمي تحب تصيد الأخطاء لسارة فقد كانت من أشد المعارضين لزواجنا: لا تقلقي يا أمي سأزورك غداً مع سارة ان شاء الله....

عادت للتذمر: تقوم بتغيير الموضوع يا مروان..اسمع يا بني..اخبرتك انني لن اعترض على زواجك بها ..حسناً لقد قمت بعمل انساني بزواجك بها ولكنها لا تملك الحق بايقاف حياتك..اريدك ان تتزوج وتستقر ..سيضيع شبابك مع تلك الفتاة..

قاطعتها: أمي سأتحدث معك لاحقاً فأنا أقود السيارة الآن ...

-سامحك الله يا مروان تقوم باسكاتي ها..

اجبتها بارتباك:ها..كلا أنا لم أقصد..

-الى اللقاء.

قالتها ثم اقفلت الخط..

يا الهي يبدو انها غضبت ..هل كنت فضاً بكلامي..

اعدت نظري الى الطريق وقد اتخذت قراري..سآخذ سارة الى مها ثم سأزور أمي قليلا لمراضاتها..

حين اقتربت الى المنزل لفت نظري تلك السيارة الحمراء خلفي..

انها تطاردني منذ مدة ..لم اعرها اهتمامي في البداية بسبب الازدحام المروري ولكن لحاقها بي الى هنا امر يثير الريبة!!

حسنا الشقة التي اسكن بها مع سارة تقبع في منطقة سكنية جديدة وجميع المباني حولنا في طور البناء لهذا اعرف جميع سكان الحي تقريباً وانا متأكد أنني لم أر هذه السيارة من قبل..

اوقفت سيارتي لأتأكد من شكوكي..

لقد توقفت السيارة حقا..

اذا هناك من يلحق بي…

ارتجلت من السيارة للتفاهم معه ..وقد ارتجل هو بدوره ولكنه لم يكن وحيداً..لقد نزل معه رجل ضخم البنية وقد قاما بلف الاشمغة على وجههم..

سألته بشك: خيراً يا أخي هل هناك مشكلة؟؟

لم يكلف نفسه بالرد علي فقد هجما علي فورا وقاما بتكتيفي..

وفي خضم محاولتي للافلات من بين ايديهم قاما بإدخالي لأحدى المباني المظلمة حولنا وقاما بألقائي ارضاً..

وقفت فوراً للدفاع عن نفسي ولكني لم استطع ذلك..فقد بدأ الاثنان بتوجيه الضربات علي بدون أن يعطياني ادنى فرصة للتماسك ..

لا اعلم حقاً ماهو هدفهما ومالذي يريدانه مني ..كان تفكيري مقتصراً على محاولة الافلات من بين ايديهم فقد شعرت ان عظامي قد كسرت من الأم..

توقف ذلك النحيل عن ضربي ثم وقف وهو يهم بالخروج..

اما ذلك الرجل الضخم فقد كان يحاول نزع معطفي..لا اعلم مالذي كان يريده ربما اراد سرقتي..وفي محاولة يائسة مني لتخليص نفسي من بين يديه ..قمت بالتقاط احدى الصخور التي بجانبي لأضرب بها رأسه بكل ما بقي لي من قوة…

ترنح قليلاً ثم نظر الي بغضب لأفاجأ به وهو يخرج تلك السكينة من جيبه..

واحد..

اثنان .

ثلاث..

اربع..

لقد كانت اربع..

اربع طعنات قام بتسديدها على بطني ثم وقف وبدأ ينظر الي بأنفاس متسارعة..

اما أنا فقد هوى جسدي على الأرض ولم أعد قادراً على الحركة..

صرخ صاحبه بغضب:لماذا طعنته أيها الغبي..

اجابه بارتباك: ها..لم أقصد ذلك ولكنه اغضبني..

صرخ بصوت أعلى: أيها الغبي هيا لنهرب بسرعة ..

قالها ثم بدأت أسمع صوت خطواتهم وهي تبتعد..

اصبح المكان هادئاً حولي..

لم أعد اسمع اي صوت…

برودة شديدة تتسللت الى جسدي..

بدأت انتفض على اثرها.
.
وضعت يدي على موضع تلك الطعنات..

شعرت وكأن هناك شيئاً ثقيلاً يجثو على صدري..

لقد فقدت الكثير من دمي..

ادركت انني ميت لا محالة..

لم أعد أستطيع التنفس..

حاولت جاهداً ملء رئتي بأكبر قدر من الهواء ولكن لا فائدة ..اشعر بالاختناق.

هل ستكون هذه نهايتي..

في هذا المنزل المهجور؟؟

هممت باخرج هاتفي من جيبي ولكنني لم أجده..

يبدو انهم قاموا بسرقته..

بقيت مستلقياً على الأرض بيأس..

بدأت حياتي تمر أمامي بحلوها ومرها..

لاح في ذاكرتي منظر سارة وهي تطلب مني زيارة مها بكل خجل..

لازال وجهها البرئ عالقاً في ذهني..

ابتسمت بهدوء..

ربما كانت ابتسامة سخرية على نهايتي المريرة..

سامحيني يا سارة.

لقد عجزت عن تحقيق طلبك الوحيد..

اخرجت تلك الشهقة من جسدي ...شعرت أن روحي قد بدأت بالخروج معها..

بدأت احرك لساني بتثاقل:أشهد أن لا اله الا الله ..و اشهد أن محمداً رسول الله.
.
.
.
اتصلت على خالي بعد ان ذهبت لصلاة العشاء فقد استقرت حال الخالة هوازن وقاموا بإخراجها من غرفة العناية المشددة..

جلست على مكتبي وأنا افكر بجمان..لم استطع ابعادها عن تفكيري منذ الصباح..

طرقت الممرضة الباب لتخبرني ان المريضة التالية قد وصلت..

أومأت برأسي ثم قمت بفتح ملفها لأرى..

اسمها ريم..وعمرها سنتان ..

حين فتح الباب ودخلت ريم مع والدها هتفت بابتسامة: اهلا اهلا صغيرتي ريم..

ولكني حين رأيتها ..اتسعت عيناي بصدمة..

انها تشبه جمان كثيراً..

تشبه جمان وهي طفلة!!

مالذي حدث لي هل اصبحت اتخيلها من كثرة تفكيري..

ايقظني من تفكيري صوت والدها:انها تسعل كثيراً يادكتور..

التفت اليه بارتباك: هاه حسناً سأراها الآن..

قام والدها بوضعها على السرير وبدأت بفحصها..

التفت اليه :لاتقلق انه مجرد زكام بسيط..

اعدت نظري الى ريم وهي تسعل وبدأت أتأملها..

انها تشبه جمان حقاً!!

تشبهها كثيراً.

لماذا تطاردينينني دائماً يا جمان…

هل سيطرت على تفكيري لتلك الدرجة…

لماذا لا استطيع التوقف عن التفكير بك لماذا..

ياترى مالذي يحدث معك الآن في منزل والدك..
.
.
.
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
مــــــــــــــــــــــــامـــــــــــــــــــــــ ا أريد مـــــــــــــــــــــــــامــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــا..

منذ أن حل الليل وجمان تبكي على سريرها..

لقد ازعجتني كثيراً...لقد كان حماسي لرؤيتها عبثاً..

انها لا تجيد سوى الصراخ..

كان أبي يجلس أمامها وهو يحاول تهدأتها: جمان يا صغيرتي لقد قالت ماما انها ستأتي بعد يومين..

بدأت تتحدث وسط شهقاتها: لقد مر يومين لقد نمت واستيقظت ثم نمت واستيقظت ولم تأت آآآآآآآآآآآ أريد ماما..

وضع أبي يده على اذنه بانزعاج ..ان صراخها مزعج للغاية..

حاول ابي افهامها عبثاً: نعم لقد نمت مرتين ولكن لقد مر يوم واحد فقط…

صرخت : كلا كلا مر يومين أريد ماما آآآآآآآ

صرخ أبي : جمان..انها لا تريدك حسناً..لقد اخبرتني انها لم تعد تريد رؤيتك لهذا اخرجتك من المشفى..

نظرت جمان اليه بصدمة ثم صرخت بغضب : أنت كـــــاذب..

اغلقت عيني بقوة فقد ادركت ان ابي سيضربها لا محالة..ابي يغضب ان قام احد بالصراخ عليه..

فتحت عيني ببطء ثم التفت اليها ..هذا جيد لم يضربها..يبدو انه يجيد التماسك أمامها..

نظر أبي اليها بحدة: جمان هل تقولين أن بابا يكذب..لا تقولي هذا مجدداً..اسمعي..ماما لا تستحقك..ان كانت لا تريدك فأنت أيضاً لا تريدينها صحيح..

تابعت حديثها: كلا ماما تحبني ..تحبني كثيراً ولن تتركني..
انا اكرهك ..انا لا اريدك ..أنت كاذب..

ارتفع صراخها أكثر: أنا أريد بـــــــابــــــــا أحـــــــــمــــــــد…

قطع صوتها على اثر صفعة قوية من أبي..سقطت على اثرها على السرير..

شعرت بالحزن عليها..

شهقت عمتي ثم نظرت الى ابي بحدة: اخي لماذا ضربتها..

لم يرد ..كان ينظر اليها بغضب وصدره يعلو ويهبط ..تحدث بحدة: لا تذكري اسم ذلك الرجل على لسانك..

ارتفع صوته أكثر: هل هذا مفهوم..

قالها ثم خرج من الغرفة..

أما جمان فقد توقفت عن الصراخ فجأة..

احتضنتها عمتي:لا بأس يا صغيرتي..بابا يحبك كثيراً ..لم يقصد هذا..

جلست بجانب عمتي وأنا انظر الى جمان..

لقد كانت تضع يدها على موضع تلك الصفعة وهي تفتح عينيها بصدمة بدون أن تتحدث..
حتى دموعها توقفت عن النزول..

بدأت عمتي تنظر اليها وهي تتحسس وجهها: مابك يا صغيرتي..ان اردت البكاء ابك لا بأس..

وجهت عمتي بصرها الي: رغد اجلسي بجانبها ..انها مصدومة سأجلب لها كوباً من الماء..

اومأت برأسي وأنا امسك بكتف جمان..

خرجت عمتي من الغرفة بسرعة..

اما جمان فقد كانت على نفس حالها..تنظر الى الباب بدون ان ترمش حتى..

همست: جمان يا عزيزتي..ان ابي يغضب بسرعة..لا تغضبيه مرة أخرى..حين اغضبه فارس من قبل قام ابي بتكسير رأسه..

نظرت الي بخوف..

استدركت حديثي لابد انها لم تعي ما اقصده: كلا انا اعني انه ضربه كثيراً لا اقصد ان رأسه قد كسر حقاً..

تحدثت بشفتين مرتجفتين: انا لم افعل شيئاً..أنا اريد ماما فقط..

زفرت بعمق:جمان ابي يكره امك حسناً..ان لم تكوني تريدن اغضابه مجدداً لا تتحدثي عنها مفهوم....

لم ترد..تنظر الي بصدمة فقط..

جلست عمتي بجانبها بعد ان اعطتها كوب الماء وبدأت تمسح على شعرها..

.
.
.
خرجت من عملي في الساعة الثامنة فقد أخبرني يوسف أن هوازن قد استعادت وعيها أخيرًا..

دخلت الى غرفتها لأجدها تنظر الى السقف بدون أن تتكلم..
-السلام عليكم..

قلتها وأنا اجلس بجانبها..

ولكنها لم تلتفت الي..

بدأت أمسح على شعرها:ماهذا ياهوازن هل هان عليك أن تقلقينا هكذا..
المنزل موحش جداً بدونك..ههه هل تصدقي أن حنين هي اكثر من سأل عنك..

انتظرت منها اي رد ولكن لافائدة..

كانت تنظر الي ولكنني شعرت انها لا تسمعني من نظراتها..

سألتها بخوف: هوازن يا عزيزتي ما الأمر..

لم ترد علي..نزلت دمعة من عينيها لتتوه بين شعرها..

مسحت دموعها بيدي وأنا أهمس : لماذا تبكين؟؟

انتظرت منها ان ترد ولكنها استمرت بالصمت..

زفرت بضيق..يبدو انها متعبة من العملية..
.
.
.
.
.
.
جلست عمتي بجانبي بعد ان اعطتني كوباً من الماء..

شربت قليلاً ثم ابعدت الكوب..

احتضنتني عمتي بشدة: جمان يا صغيرتي ان اردت البكاء ابك لا تنظري الي هكذا لقد فطرت قلبي..

ماما..لقد ضربني بابا اليوم..

عمتي تريدني ان ابكي ولكن لا استطيع..

هناك الم في صدري ماما..

ماما إنني أتالم..ولكني لا أستطيع ان أتكلم..

ماما اريد ان ابكي..

ماما لماذا بعدتي عني وقت حاجتي..

ماما..بابا يكرهك..تلك الفتاة بالشعر المخيف تقول أن بابا يكرهك لهذا ضربني..

بابا اشعر بالالم بسببك..

كنت اظن انك افضل الرجال..وان حبك لماما يفوق الخيال..

بابا انهارت بعيني كل ثقه ولم يبقى لها بداخلي مكان.

ماما لقد انتظرت قدومك ساعات وساعات..

هذه الغرفة كبيرة جدا وموحشة..

اريد ان اعود الی المشفی..

انت لم تتركيني انا متأكدة..

اخبرت بابا انني لا اريد الخروج ولكنه رفض..

كنت اعلم انك لن تعرفي مكاني..

يوسف لماذا لم تخبر ماما بمكاني بعد..

لقد نظرت الی الساعة وانتظرت حتی الساعة الثالثة ولكنك لم تأت..

تعال يوسف..أرجوك تعال…

أنا خائفة..
.
.
.

أشعر بالم يعجز جسمي عن الحركه..

ولساني عن النطق..

وعقلي عن التفكير..

وقلبي عن النبض..

اصبحت حياتي خاليه من اي حلم..

خاليه من اي طموح..

حياه صامته يابسه متشققه..

لا اعلم ما سبب هذا الشقاء..

لماذا كل هذا الالم يكسوني؟؟

اصحبت وحيده..

وحيده باحساسي..

وحيده بمعاناتي..

وحيده بتفكيري..

لا يوجد شي يزرع البسمه على شفتي..

كان أحمد يمسح على شعري وهو يتحدث بهدوء ولكنني لم افهم شيء من كلامه..

تحول كل شيء حولي لظلام دامس..

وضعت يدي على بطني..لقد فقدت ابني و جمان في نفس الوقت..

كم اكرهك يا خالد..لماذا تفعل هذا بي.


كل ما اريده هو جمان..

هل طلبت الكثير؟؟

ايقظني أحمد من تفكيري وهو يهمس بحنان: هوازن يا عزيزتي ما الأمر..

نظرت اليه وأنا أود أن أصرخ..أود ان اخبره عن خالد..اريده أن يقتل ذلك الحقير..

نزلت دمعة من عيني ولكن أحمد مسحها فوراً وهو يهمس : لماذا تبكين؟؟


نظرت الى عينيه ثم تحدثت بصعوبة:أحمد..

ضحك وسط دموعه:نعم يا حبيبتي...

ابعدت نظري عنه وأنا افكر بجمان.

لم يعد هناك أي شئ يربطني بأحمد بعد أن فقدت طفلي..

لن يستطيع اي احد ان يوقف جبروت خالد..

حرمني منها من قبل ويستطيع حرماني منها مجدداً..

طفلتي المسكينة..

لابد انها تنتظرني الآن..

لقد خذلتها..وعدتها أنني سأنام بجانبها..

هل تنتظرني الآن يا تری...هل هي تبكي..

مرت في ذاكرتي صورتها وهي تصرخ ماما في ذلك اليوم..

كانت خائفة جدا من تركي لها ..

يا الله ارحمني..ساعدني..

انا ريد جمان..اريد طفلتي..

كنت اريد ان أتحدث ولكني لم استطع..

تحجرت الكلمات في فمي..

امسك احمد بكفي ثم نظر الي ليستحثني علی الكلام..

نظرت اليه بعينين دامعتين:أريد الطلاق..

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
قديم 03-04-16, 08:36 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

سعيدة برؤية متابعات جدد لروايتك ..

واعجبتني اﻷحداث الجديدة والتي أخذت منحى خطير في بعضها ..


اعتذر عن غيابي الفترة الماضية لظروف خارجة عن إرادتي واتمنى ان لا ينضب عزمك وان تصلي برائعتك إلى بر الروايات المكتملة..

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

اهلاً عزيزتي عوداً حميداً..

ان شاء الله اخر الغيبات

ان شاء الله تعجبكم الرواية للآخر..

نختمها سوا على خير ان شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
قديم 05-04-16, 08:27 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صراحة ترددت كثير قبل ما اكتب ذا الرد ..

في البداية قلت اسحب لفترة ما ادخل النت ثم ابرر غيابي بس لأنكم تابعتوني وشجعتوني لين وصلت لذا الفصل من حقكم علي كمتابعين تعرفوا ضروفي..

شوفوا انا اتفهم رأيكم واعرف ايش شعور يوم تسحب الكاتبة لكن اللي تابعوني من البداية عارفين كيف كنت ملتزمة بتنزيل الفصول حتى ايام الاختبارات النهائية..

بس اليوم حصل شيء خلاني اضطر اعتذر

عزيزاتي انا طالبة دراسات قرانية وقسمي يحتم علي حفظ اربع اجزاء بالترم المهم اني يوم الاختبار النصفي اللي هو 40 صفحة جبت العيد مرة لأن يوم الحفظ ذهني كان مشتت ماغير افكر بجمان

عاد الدكتورة الله يجزاها خير اعطتني فرصة اعيد الاختبار لكن الضريبة انه بدل ما اسمع 40 صفحة لازم اسمع 80 صفحة

انتوا متخيلين 80 صفحة لازم اسمعها بعد اسبوعين والمشكلة اني حاولت اراجع حالياً ببس الله وكيلكم كأنه حفظ جديد الله المستعان

عاد انا مسوية لي جدول عشان اقدر احفظ بأسبوعين وأكيد عارفين كيف حفظ القران يبغالوا ذهن صافي والكتابة يبغالها ذهن صافي اذا كتبت اجزاء في ذي الفترة ماراح اكون راضية عنها عشان كذا حبيباتي راح اوقف الفصول لين يعدي الاختبار على خير..

ادعولي ارجع بعد اسبوعين وأنا مبسوطة من الاختبار

ان شاء الله اول ما اخلص اختباري اكتب فصل طويل يحبه قلبكم..

يعلم الله اني احبكم كلكم..

اشكركم من كل قلبي..

راح توحشوني وتوحشني جمان

بس بإذن الله ماراح أتأخر كثير

سلاااام

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
قديم 06-04-16, 12:41 AM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285617
المشاركات: 759
الجنس أنثى
معدل التقييم: مملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1593

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مملكة الغيوم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 

الله يوفقك ويجعلك من الحافظين واحنا فى انتظارك يا عسل
على فكره انا كتبت رد يوم نزول البارت بس ما وصل اعذرينى كنا متاءخر ما كتبت غيره مووووووووواه

 
 

 

عرض البوم صور مملكة الغيوم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النوم, جمان/بقلمي, حرمتني
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:49 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية