لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-12-15, 02:56 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الرابع)

 



الفصل الخامس








تجاهلته ونظرت للجانب الآخر وقلت موجهة كلامي للسائق

" عد للخلف واقطع الشارع الآخر "

لكن ذلك الغبي جمد مكانه فقلت بحدة " تحرك "

التفت لي وقال " هذه شرطة وليست لعبة فإن كان لك

مصيبة فانزلي له "

قلت بضيق " غبي وجبان "

طرق ذاك في الخارج على النافذة الأمامية فنظر له السائق

فأشار له لينزل فنزل على الفور , هذا الأحمق لا دليل لدى هذا

النصف شرطي على أي أحد منا ليخاف منه , أنزلت زجاج

النافذة ونظرت له وقلت " ماذا تريد "

قال بسخرية " أريد أن أرى قوامك الممشوق فانزلي "

قلت بسخرية مماثلة " وأنا لا أريد أن أرى قدماك

الكبيرتان لذلك لن أنزل "

نظر من فورة لقدميه فلم أستطع إمساك نفسي عن ضحك ثم

قلت من بين ضحكاتي " ضننت أن الصغار فقط

يفعلون هذا وتنجح معهم "

قال من بين أسنانه " يبدوا أنك تريدي زيارة مركز الشرطة

لا وتنامين ليلة في السجن أيضا "

رفعت كتفي وقلت بلامبالاة " واجعلها أسبوعا لكن أرني

بلاغا بالأسباب أولا "

أمال وقفته ونظر لعيناي بتركيز وقال " شهر أفضل يطلقون

عليه شهر عسل يا لصة "

كشرت في وجهه وقلت " خسارة هذه النجوم في كتفيك يا

وقح , هذا وأنت رجل شرطة "

ابتسم ابتسامة ماكرة وأشار بإصبعه أن أخرج فانتقلت بخفة

ورشاقة للكرسي الأمامي وأغلقت الأبواب من هناك وشغلت

السيارة وهوا يحاول فتح الباب بجانبي وعدت بالسيارة للخلف

وانطلقت خلال الشارع الآخر بأقصى سرعة وفي ضحكة واحدة

حتى ابتعدت وضربتها في أول عمود كهرباء أمامي عقابا لذاك

السائق الجبان ونزلت منها وركضت للشارع المعاكس





*~~***~~*





انطلقتْ بها مسرعة وأنا أراقبها ويداي وسط جسدي , آخر ما

كنت أتوقع أن تكون تعرف كيف تقود سيارة بل قفزت للأمام

وأمنت الأبواب بتفكير مجرمين محترفين , نظرت لنهاية

الشارع الفارغ منها وابتسمت حين تذكرت كيف تحول وجهها

عندما تحدثت عن شهر العسل , صلبة وشرسة في كل شيء لكن

خجل الأنثى لا يفارقها ولو لم تهرب كنت سأزود عليها الجرعة

بجنون لا أعلم من أين زارني فجأة , نفضت تلك الأفكار من رأسي

قبل أن أصل لشكل عينيها الناعسة وأصبح في مشكلة ثم نظرت

للواقف أمامي وهوا لازال نظره على الشارع الآخر مصدوما ثم

نظر لي وقال " سياراتي سرقتها !! "

ضحكت حينها وكأني لحظتها فقط أدركت أنها سرقت السيارة

وهربت بها ثم توجت لسيارة الشرطة ركبتها وعدت له للخلف

وقلت من النافذة " اركب سنجدها تركتها في مكان ما "

أعلم أنه لن يكون غرضها سرقة السيارة لأنها حين سرقت

محفظتي لم تأخذ منها النقود فهي لصة لمصالح شخصية فقط

أما الوسيلة فلا تفكر بالاحتفاظ بها , غادرت المكان وجبنا بعض

الشوارع ووجدنا السيارة مرتطمة بعمود والناس متجمعة حولها

فوقفت ونزلت مسرعا وتوجهت نحوهم قائلا

" ماذا حدث أين الفتاة التي فيها "

ابتعدوا حين لاحظوا أني رجل شرطة وقال أحدهم

" لم نجد فيها أحدا سيدي كانت فارغة "

أمسكت خصري بيداي وتنفست بضيق , المحتالة ضربتها في

العمود وهربت وكأنها تعاقب السائق أيضا فلا أحد يسلم منها

" لاااا السيارة "

نظرت للواقف بجانبي يمسك رأسه بيديه ولحظات وسيبكي فهذه

السيارات تابعة لتشاركيه خاصة بالنقل الداخلي وهوا مجرد سائق

عليها ويعلم أنه سيدفع ثمن أي ضرر , نظر لي وقال " أمسك بها

فلديك تهمتان الآن سرقة سيارة وتجاوز لقوانين المرور "

أخرجت المذكرة والقلم من سيارة الشرطة وكتبت فيها ومددتها

له قائلا " خذ هذا عنوان منزلي سأتصل بمن يأخذها من هنا

وسأتكفل أنا بإصلاحها فلا ذنب لك فيما بيننا "

أخذ مني الورقة وقال " لكن عليا تسليمها الليلة "

فتحت باب السيارة وقلت وأنا أركبها " سأتصرف في

الأمر اذهب لمنزلك واعتبره يوم إجازة "

ثم غادرت من هناك واتصلت بشرطة المرور لأخذها من هنا

للورشة فها هي نالت مني ككل مرة أحاول فيها النيل منها

وهربت وأنا من سيصلح الأضرار التي تركتها , كم أتمنى

أن يكون هذا آخر ظهور لها في حياتي رغم أنها أدخلت

على روتين العمل الممل بعض التسلية





*~~***~~*





انفتح الباب بسبب دفعتي القوية وتراجعت هي للخلف

قائلة " لست دُرة التي تقول عنها فماذا تريد مني "

دخلت وأغلقت الباب خلفي وقلت " بل دُرة ولن

تهربي مني مجددا "

كانت تمسك وشاحا تغطي به شعرها والريح يحركه حولها

وكأن الماضي عاد بي لتلك السنين دُرر الطفلة التي لا تخرج

إلا هكذا بعدما نبهتها بل أخفتها فأصبحت تمسك الوشاح على

وجهها هكذا وتركض به في الشارع لتذهب للمحل القريب

لتشتري البطاطا المملحة أكلتها المفضلة , اقتربت منها خطوتين

وهي تتراجع للوراء وقلت وعيناي في عينيها " لا تخرجي للشارع

وشعرك الجميل دون غطاء كي لا تأكله الشمس وتمسكه

الأشجار يا دُرة "

هزت رأسها بلا وقالت بغصة " من أنت أنا لا أعرفك من

أين تعرفني "

كنت سأتحدث لولا أن انفتح باب المنزل أكثر ووقفت أمامه

عجوز تتكئ على عصا وقالت " دُرر أين الرجل ألم

أقل أدخليه , هل هوا أنت "

نظرت لها حينها باستغراب , لما كذبت علي وقالت أنها

لا تقابل الرجال أم لأني قلت أني جئت خاطبا !!

دخلت حينها راكضة وأنا أراقبها بفستانها الطويل بأكمام

وحداء منزلي يظهر قدميها الصغيرتان البيضاء , لباسها

وكأنها ليست في منزلها الذي قالت أنه لا رجال فيه !!

توجهت بإشارة من العجوز لباب غير باب المنزل ودخلت

هي للداخل ودخلت أنا حيث الغرفة التي تبدوا موصولة

بالمنزل ووقفت مذهولا من القارورات والأكياس الصغيرة

والمبخرات التي تملئها وواحدة تبدوا خادمة واقفة هنا

وأشارت لي لأن أجلس فجلست ولا أفهم شيئا مما يجري

بعد قليل دخلت تلك العجوز وجلست بين تلك الأشياء

وقالت مبتسمة " أول رجل يزورني سنوات عملي هل

تريد أن تفرق بين زوجين أم تجعل زوجتك مطيعة لك

أم تفك عنك التابعة التي جعلتك لا تتزوج حتى الآن "

بقيت أنظر لها فاتحا فمي من الصدمة ثم قلت بهمس

" سحَرة "

نظرت لي وقد اتسعت عيناها المجعدتان وقالت

" ماذا قلت فسمعي ضعيف "

لهذا إذا رفضت إدخالي لها لكن لما تحديدا !!

قلت " لم أقل شيئا ولست لأجل كل هذا جئت "

لوت فمها وقالت " آه قل من البداية "

قلت " ماذا أقول "

قالت " هات ما عندك رغم أني توقعته "

قلت بجدية " بل خاطبا "

تنهدت وقالت ببرود " ومن سعيدة الحظ "

قلت من فوري " دُرر "




*~~***~~*





قال ببعض الضيق " سراب ماذا قررتِ أو رأيت غيرك "

التفت خلفي ثم نظرت له وقلت " الليلة سنتم كل شيء وسنلتقي

بك في مثل هذا المكان ونذهب للمحكمة صباحا , لقد اتفقت

وترجمان لأنها من ستخرج لي بورقة الوكالة لأتزوجك

فوحدها من يستطيع إخراجها من هناك "

قال بارتياح " جيد إذا سأنتظركما الليلة ونذهب للمحكمة غدا "

ثم نظر لسائقه في الأمام وقال " تحرك للمنزل يا ولد "

ثم غادرت السيارة وعدت أنا أدراجي للمنزل لأفاجئ بابن

زوجته ذاك يقف في آخر الشارع فتسللت دون أن يراني

ماذا يفعل هنا ذاك الحقير فهوا يريد إفساد الأمر عليا بأي

طريقة وأنا ما صدقت أن أخرج من مزبلة الفقر هذه

وصلت المنزل ورأيت الشاب الذي تحدثت عنه دُرر

خارج من هناك فصفقت وقفزت بحماس وأسرعت الخطى

فيبدوا جاء لخطبتها وعليها أن تهرب معه فورا مادمنا

سنأخذ توكيل الميتم الليلة , دخلت المنزل وتوجهت

لغرفتنا فورا ووجدت دُرر تجمع أغراضها وترجمان

تحاول التحدث معها فقلت " ما بكم ؟ ماذا حدث ؟؟ "

قالت ترجمان وهي تمسك القميص منها " تعالي

وانظري لهذه المجنونة تريد أن تهرب من هنا "

استلته منها دُرر بقوة وقالت بحدة " أتركاني وشأني لن أبقى

له أبدا هذا الرجل يعرفني جيدا ويريد شيئا ما مني , أنا

متأكدة فلن أبقى له دقيقة "

توجهت نحوها وضممتها من ظهرها بقوة وقلت " لا يا

دُرر لا تتركينا سنخرج معا من هنا لكن ليس وحدك

ولا نعرف مكانك "

قالت ترجمان بصوت منخفض " سأسرق التوكيل الليلة

وسنخرج من هذا المنزل حينها وبلا عودة يا دُرر

فاصبري هذه الساعات فقط "

انفتح حينها باب الغرفة بقوة ونظرنا ثلاثتنا للعجوز الواقفة

أمامه وضربته بعكازها وقالت بصوت مرتفع رنان

" هكذا إذا يا سراب تتزوجين من ورائنا "





*~~***~~*





ما أن ابتعدنا حتى أوقفت السيارة وقال " ها ماذا حدث معك "

قلت بضيق " ما منزل السحرة هذا الذي أنزلتني له "

قال بضيق أكبر " المفيد يا أواس "

قلت " لا يعلمون أنها مخطوبة ولا ستتزوجه كل هذا من

وراء والدتها وصرخت بي حتى تعبت وطردتني

وقالت لا بنات عندنا للزواج "

ثم ضربت على المقود وقلت من بين أسناني

" سحقا لها كيف سأخرجها منها الآن "

قال بحيرة " من تعني "

انطلقت بالسيارة مجددا وقلت " أعني الفتاة الأخرى , ذاك

المنزل ورائه حكاية غريبة وفهمت الآن سبب انزعاج

ذاك الشاب منها في المحل "

تأفف وقال " أواس هلا شرحت لي بما تهدي الآن "

لففت يسارا وقلت ببرود " لا شيء لا شيء العجوز ستفسد

الزواج لا تقلق فأنا هولت لها كل الأمر حين علمتُ أنها

لا تعلم وغير موافقة أيضا "

عليا مقابلة العقيد رفعت سريعا والقبض عليهم واستجواب

الجميع هناك قبل أن تختفي مجددا ولا أجدها , أوصلت آسر

وتوجهت له فورا وطلبت إذنا فأدخلوني له فكان معه ضابطان

من الجيش وقال ما أن دخلت " تعالى يا أواس أجلس "

جلست وقلت " وجدت منزلها , العجوز والدتها أو لا أعلم

ما صلتها بها تبيع السحر للناس وما فهته من حديثها أن

بناتها ثلاثة وترفض تزويجهن بأي شكل كان وبأي

رجل مهما كانت مميزاته وأمواله "

قال بريبة " هل تعتقد أنها ليست والدتهم "

قلت " كل شيء يجوز فالفتاة قالت أنه لا رجل في منزلهم

أما العجوز فقالت للخادمة اتصلي ببشير ليأتي أين هوا من

يومين تارك المنزل "

قال بتفكير " قد يكونوا هم , ما أسم الأخريات "

قلت " العجوز قالت أي الفتيات تقصد سراب أم ترجمان "

وقف على طوله وقال " الأسماء ذاتها "

هززت رأسي بنعم وقلت " أجل حتى الأعمار متقاربة جدا

باستثناء المدعوة ترجمان لأني لم أراها "

قال من فوره " جهزوا وحدة مداهمات يا أواس فالليلة

سندخل ذاك المنزل وعلينا الاتصال بعم الطفلة سراب

النصران لنتأكد من تحليل الجينات أنها ابنة شقيقه بما أن

ترجمان أنا عمها "

هززت رأسي بحسنا ووقفت وضربت التحية وخرجت من

عنده , وأخيرا ستكونين في قبضتي يا دُرة أخيرا سأتصافى

مع غريمي بعد كل هذه السنوات





*~~***~~*






نظرنا لبعضنا وقالت العجوز " تلعبين بي وأنا من ربيتك

وكبرتك يا ناكرة الجميل "

ثم أمسكت الباب وقالت " لا خروج لكم من هنا لنرى

نهاية هذا كله "

ثم أغلقت الباب بالمفتاح وغادرت وتوجهت سراب نحوه

من فورها تطرقه بقوة وتصرخ " افتحي الباب يا عجوز النار

لا نريد البقاء معك افتحي "

جلست ترجمان على السرير وقالت " لا تتعبي نفسك "

نظرت لنا سراب وقالت ببكاء " أفسد كل شيء ذاك الأحمق

القذر كنا سنهرب من هنا غدا صباحا , أقسم أن يرى حسابه مني "

انهرت جالسة على السرير وعقلي توقف عن العمل , ترى ما

صلة ذاك الشاب بكل هذا وجاء لخطبة من ومِن أين علم بكل ما

قالته سراب والعجوز عن الزواج والهروب , أمسكت رأسي

بقوة وأنا أتذكر كلماته (لا تخرجي للشارع وشعرك الجميل

دون غطاء كي لا تأكله الشمس وتمسكه الأشجار )

أشعر أنني أعرف هذه الكلمات وسمعتها سابقا وكأني سبق

وحلمت بها رغم أني لم أسمعها أبدا في منامي , توجهت

ترجمان نحوي وجلست بجواري على السرير وضمتني لها

وقالت " دُرر تحدثي ابكي افعلي أي شيء وتوقفي عن

الضغط على نفسك فلا يوجد بشر يمكنه التحمل كل عمره "

قلت بهمس وارتجاف " يعرفني يا ترجمان يعرفني جيدا "

أبعدتني عن حضنها وقالت " من هذا الذي يعرفك يا دُرر "

نظرت لسراب ثم لها وقلت بضياع " ذاك الشاب يعرفني

وعليه أن يخبرني من أكون "





*~~***~~*






وزعتِ الصور أمامي على الطاولة وقالت

" هيا اختر واحدة "

قلت بضيق " أمي كيف تأتيني بصور لفتيات متبرجات

هكذا , على الأقل بحجابهن "

قالت وهي ترتبهم " أهاليهن من أعطوهم لي بمحض إرادتهم

طلبت صورا فقط وهم أرادوا أن تكون هكذا "

نظرت لرغد الجالسة خلفها فأشارت لي بأصابعها أربعة وخمسة

ثم لوحت بيدها فنظرت للصور وأزلت الخامسة الرابعة ثم أشارت

ثلاثة وأشارت على طرف رأسها بمعنى مجنونة فأزلتها أيضا وأمي

كانت منتبهة لما أفعل وغافلة عنا , بعدها أشارت رغد على الأولى

والسادسة بمعنى وسط فأزلتهما أيضا ولم يبقى سوا صورتين

فأشارت لي رغد بإبهامها بمعنى ممتاز فقلت " انتهيت "

رفعتهم والدتي وقالت " لم تبقي سوا اختيار رغد هاتان لا تعجبانني

تبليم وصمت دائم حتى حقهن لا يعرفن كيف يخرجن به من الناس "

كتمت ضحكتي وقالت رغد بضيق " أمي ما تفعلي بطويلات

اللسان فلتضعي في حسابك أنتي المتضرر الأول والأخير "

قلت ببرود " لا يا شقيقتي أنا الأول وهي بعدي "

ثم نظرتُ لها وقلت بابتسامة صفراء " أنا لا أعرف أيا منهن

اخترتِ وأزلتهم وارتحت لصاحبتا الصورتين الأخيرتين "

وقفت وحملتهم معها وقالت مغادرة " سأحضر

لك مجموعة أخرى إذا "

وخرجت من الغرفة لتنطلق ضحكتي وقالت رغد ضاحكة

" لا مفر لك منها ستزوجك على ذوقها "

أخرجت هاتفي الذي كان يرن وقلت " مستحيل لن

أتزوج واحدة متوحشة مهما حدث "

كان رقم خالي رفعت فأجبت عليه بسرعة وقال من فوره

" إياس تلبس بذلتك وتأتيني بسرعة "

فوقفت من فوري قائلا " حالا دقائق فقط "

أنهيت بعدها الاتصال وقلت متوجها للحمام " رغد أسدي

لي معروفا وأخرجي لي بذلة عملي والحداء والجوارب

سأدخل للحمام قليلا وأخرج "





*~~***~~*






دخلت ووجدتها تضرب بعصاها الأرض بقوة وملامحها

ازدادت كبرا على كبرها وقلت " ما بك جئتِ بي على

قفا وجهي "

قالت بتنفيس قوي " تعال اجلس "

جلست أمامها فنظرت لي بتركيز وقالت " الليلة سننفذ خطتنا "

قلت بصدمة " ولما !! ألم تقولي ليس الآن "

قالت بغضب " لأن المجنونات كدن يهربن منا وساعة

الصفر لا داعي لتأجيلها أكثر "

قلت بريبة " وكيف ستقنعينهن بالذهاب هناك "

قالت بخبث " رغما عن أنوفهن أنت فقط دبر لنا طريقة للخروج

الليلة من المدينة وأريد آلة تصوير حديثة واتصل بجميع الصحف

التي تنتظر الخبر منا ولن تشرق عليهن شمس الصباح إلا

وصورهن وأخبارهن على كل لسان "

قلت بمكر " تعجبينني هكذا وأخيرا سنخرج من هنا

ونعش في ثراء بدلا من هذا الفقر "

قالت بشرود " المهم نفذ أنت ما قلت لك , أمامك

ساعتين فالليل قد اقترب "





*~~***~~*





استلقيت على السرير أنظر للسقف وأمسكت الهاتف وقرأت

الرسالة التي وصلت منه ( سلسبيل أجيبي عليا وارحميني )

أرسلت له ( مأمون كم مرة سنعيد ذات الكلام ولا ترسل شيئا

لأني لن أجيب )

أرسل مجددا ( أيعقل هذا ؟ لا أراك إلا من بعيد ولا أكلمك أبدا )

لم أجب فأرسل ( يا صبر أيوب )

ضحكت وأرسلت ( والدتك في آخر زيارة لها لنا لم تقل شيئا عن

موعد الزفاف وقبله لن تسمع صوتي هل ترضاها لشقيقتك )

أرسل بعدها ( حبيبتي ولن أرضى فيك شيئا أمري لله ...

تصبحين على خير )

حضنت الهاتف بسعادة وسمعت حينها طرقا على باب غرفتي

فمسحت جمع رسائله ورميت الهاتف بعيدا عني وقد عاد الطرق

مجددا فجلست وقلت " أدخل "

فتحت سدين الباب وقالت " لا أعلم ما هذا القانون السيئ

لا تدخلوا حتى آذن لكم "

ثم دخلت تتبعها ندى ترتدي مثلها تنوره سوداء قصيرة وتيشرت

زهري كمه ممزق والآخر خيوط شعرهما جديلتين وغرة على جانب

واحد ولونها زهري فضحكت عليهما وقلت " من يراها يضن أنها

ابنتك أنتي وليس رغد "

نظرت حولها في الغرفة وقالت " ماذا تفعلين لا تريدي أن نراه "

وقفت وتوجهت لسير المشي وصعدت فوقه وشغلته وبدأت

الركض مع حركته وقلت " لا شأن لك ثم كل شي أمامك

حضرة المفتش "

جلست على السرير وقالت ببرود وهي تمضغ العلكة

" مفتش في عينك أريد منك غرضا مهما "

قلت بنفس لاهث من الركض " خذي ما تريدين وأخرجي "

صعدت ندى السرير معها بصعوبة وجلست مثلها ساق على

الأخرى تلعب بخصلة من غرتها أيضا كحركة سدين وتنظر

لها لتقلدها فأوقفت السير وانفجرت ضاحكة لأن المشهد كان

يقتل من الضحك وضحكت سدين وقبلت خد ندى قائلة

" أموووواه كم أحبها يا بشر وأجمل شيء أنها ستكون

نسخة عني أي فتاة لا مثيل لها "

مسحت عنقي بالمنشفة وقلت " أما الثانية فأشك "

لوحت لي بيدها قائلة " تعالي وانظري "

اقتربت منها فأرتني يد ندى والخاتم في أول سبابتها

مثلها تماما فعدت للضحك من جديد وهما تضحكان علي

ثم قالت سدين " أريد فستانك الخوخي "

وقالت ندى بعدها " أليد خوخي "

فضحكت وهززت رأسي وقلت " حتى الكلام ستقلدينها فيه "

ثم توجهت للخزانة أخرجته ورميته لها وقلت " الفستان الوحيد

الذي أصغر من مقاسي وأريد أن أصل لوزن حتى ألبسه وأنتي

أفسدتِ طلته من كثرة ما أخذته مني "

حملته ووقفت وحملت ندى من على السرير وخرجت قائلة

" لا تقلقي سأعطيك واحد من عندي حينها بااااي "

وأغلقت الباب خلفها وغادرتا تغنيان معا , مجنونة

ووجدت لها واحدة مثلها





*~~***~~*





دخلت المركز ركضا ووجدتهم جميعهم هنا وقال خالي رفعت

" أريدهم هنا جميعهم خلال ساعة واحدة مفهوم "

نظرت لهم وقلت " من هم ؟؟ "

نظر لي محمود وقال " مداهمة طبعا لكنها صغيرة منزل

واحد نخرج من فيه ونحظرهم "

نظرت لهم بحيرة فوضع خالي يده على كتفي وقال

" ابنة خالك قد نكون وجدناها يا إياس "

قلت بصدمة " ترجمان "

هز رأسه بنعم وقال " والاثنتان المختطفات معها أردتك أنت

وأواس خصوصا أما آسر فسأتصل به ليأتي ويأخذ هوا وحيان

مكان أواس والضابط محمود لأنه سيكون معكم "

قلت باستغراب " حد علمي أن لآسر أيضا علاقة

بالأمر فلما ليس معنا "

قال بجدية " تعلم العداوة بينه وبين عم إحداهن لذلك لن نخبره

حتى تأتوا بهم , سكان المنزل عجوز وثلاث فتيات ورجل لا

نعرف ما صلته بهن , أريد المهمة أن تنجح على أكمل وجه "

قلت " هل تراقبون المنزل "

قال من فوره " لا الحي شعبي ومنازله متراصة وسيكتشفوننا

حينها ... بسرعة تحركوا "

ضربنا التحية وخرجنا من فورنا مع وحدة من رجال الشرطة

وركبنا السيارات وانطلقنا قاصدين العنوان ذاته وما أن وصلنا له

حتى طوقناه من الأمام والخلف ومن المنزلين المجتوران له وضرب

أواس الباب الخارجي بقدمه بقوة لينفتح من فوره ودخلنا بحذر نمسك

أسلحتنا في وضع الاستعداد للإطلاق ثم وقف بجانب باب المنزل

وأعطاني الإشارة برأسه فضربت قفله بمسدسي ودخلنا فورا وأربع

من رجالنا خلفنا ونظرنا لبعضنا ولكل شيء من حولنا حيث كان

الصمت والسكون يعم المكان والأنوار جميعها مضاءة , تسللنا

بخفة وحذر للغرف وكانت جميعها فارغة كل شيء موجود هنا

الثياب الأغراض وتلك القاذورات ذات الرائحة العفنة التي تملأ

أحد الغرف أما هم غير موجودين في كل مكان , نظرت له

وقلت " لا أحد في المنزل "

ضغط أواس على أسنانه وقال بغيظ " حتى متى ستهرب

مني أين سنجدهم الآن "

ثم خرج من المنزل يتحدث في الهاتف ألا سلكي الخاص

بالشرطة وأنا أتبعه وقال " لا أحد هنا أريد الجيران للتحقيق

معهم وراقبوا المنزل طوال الليلة "

ثم أعاده مكانه في حزامه وخرج مغتاظا يضرب بقدمه أي

شيء يعترض طريقه فرفعت كتفاي وتبعته , غريب أمره

لما منزعج هكذا وهوا ولا واحدة منهم تقرب له

رن هاتفي الخاص بالشرطة فأخرجته من الحزام وأجبت فكان

صوت خالي رفعت قائلا وكأنه يركض " بسرعة اجمعوا كل

الوحدة معكم وألحقوا بنا على الطريق الرئيسي هناك بلاغ

مؤكد عن بيت مشبوه نبحث عنه من زمن "





*~~***~~*






غادرنا المنزل من قرابة نصف ساعة في هذه السيارة المتهرئة

سيارة أشعب التي لا أعرف كيف اشتغلت دون دفع اليوم بالتحديد

الطريق كان وعرا وهي تهزنا في كل اتجاه وكأننا في زجاجة يقوم

أحدهم برجها , نظرت لسراب بجانبي وهي تنزل فستانها القصير

لتغطي ساقيها ثم نظرت لدُرر التي كانت تمسك عباءتها بقوة فهي

فرضت عليهم بعد عناء أن تلبس العباءة والحجاب فوق الفستان

نظرت بعدها لحدائي ولمعته بأصابعي قليلا , لو أفهم فقط ما سر

حفل زواج أحد الشخصيات المهمة في الدولة الذي سيأخذوننا له

لا وقالت أنهم يريدون تزويجنا من تلك الطبقة !! منذ متى تسمح

لنا بالزواج لتبحث لنا الآن عن أزواج , قالت سراب بهمس

" أشم رائحة مصيبة "

قلت من بين أسناني " لا تفاولي لنا في هذا الليل "

قالت بذات الهمس " يسجنانا لساعات ثم يخرجاننا لحفل

زواج فسريها لي أنتي "

مِلت برأسي جهة دُرر وقلت هامسة " ما رأيك أنتي فيما يجري "

قالت ببرود " المهم لا يكون في الحفل رجال لأني

حينها سأخرج وأتركه "

تأففت وقلت " نحن نسبح في وادي وأنتي في وادي آخر

بعيد عنه ألا تشعرين بريبة حيال الأمر "

تنهدت واتكأت على زجاج النافذة وقالت " أشعر بها من أيام

وليس اليوم فقط منذ حذرتني تلك المرأة منهم في حلمي لكن

ما في حيلتي أفعله , لعلنا نتزوج ونرتاح منهم "

قالت العجوز في الأمام " من هذه التي ستتزوج وترتاح منا "

قلت بضيق " أنا طبعا "

ضحك أشعب وقال " انبسطي إذا لأنك ستتخلصين منا قريبا "

ضربته العجوز بعصاها وقالت " أصمت أنت وقد بسرعة "

خرجوا بنا من تلك الصخور وبدأت سيارته الخردة تسرع على

الطريق المعبد حتى وصلنا لمنزل متطرف وكبير جدا ويبدوا

عليه الفخامة من الخارج , وصلنا للبوابة وأدخلنا الحارسان فورا

ما أن رأوا العجوز وشقيقها وكان أحدهما ينظر لملابسنا بقذارة

ووقاحة , تمنيت أني كنت خارج السيارة للقنته درسا لن ينساه

وصلنا المنزل ونزلنا وأصوات الموسيقى والصراخ تصل

للخارج فقالت دُرر " إن كان ثمة رجال فاقتلوني ولن أدخل "

أشارت لنا العجوز بعكازها وقال بأمر وحدة " أدخلن لا

رجال هنا هذا صوت الغناء والموسيقى "

دخلنا ببطء نتبعهما وأسمع همس دُرر بوضوح وهي تقول

" اللهم أحفظني من بين يدي ومن خلف ومن أمامي ومن

فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي "

فبدأت أردد خلفها كل ما تقوله وأتمتم خلفها " وجعلنا من بين

أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون "

وأكرر خلفها كل ما أسمع أفهمه أو لا أفهمه حتى كنا في الداخل

واقتربت منا امرأة ترتدي فستانا طويلا وحلي كثيرة وتسريحة

غريبة ويبدوا عليها الثراء , سلمت على العجوز بحرارة ثم قالت

" تفضلن يا جميلات للصالة هناك وسأوافيكن حالا لنصعد

للمدعوات الأخريات "

توجهنا حيث قالت وجلسنا هناك وكل واحدة منا تحدق في

الأخرى بصمت حتى قالت دُرر " سأخرج فقلبي ليس مطمئن "

قالت سراب " كيف تخرجي وأنتي تري الحرس في الخارج في

كل مكان وقد يختطفك أحدهم ألا تري أعينهم كيف تحدق بنا "

كانت ستقول شيئا لولا انفتح علينا الباب بقوة ودخل منه مجموعة

شبان وفتيات شبه عاريات فوقفنا بصرخة واحدة ثلاثتنا وكل واحدة

تحاول الهروب لكن أين الفرار من هؤلاء الوحوش فقد أمسك كل

واحد بواحدة منا ونزعوا لدُرر عباءتها وحجابها رغم محاولاتها منعهم

من ذلك , كنت أحاول ضربه وهوا يحضنني بقوة ويحاول تقبيلي وأنا أصرخ

وأبكي وكل تفكيري ليس معي وحدي بل وشقيقتاي اللتان جمعتني بهما

السراء والضراء الفرح والحزن رغم أننا لسنا شقيقات , مرت جميع

ذكرياتي أمامي وفكرت حتى في مستقبلنا في هذا المنزل الذي يبدوا

أننا لن نخرج منه وليثنا لا نخرج إن دنسوا شرفنا هكذا , كنت أسمع

بكائهما وكانت دُرر تصرخ قائلة ببكاء " ابتعد عني خاف الله يا جبان "

فاستجمعت حينها كل قوتي وقلت بصرخة " السلاح السري "

وغرست أسناني في عنقه بقوة لتخرج صرخته واطمئن بالي حين

سمعت صراخ الآخران أيضا مما يعني أنهما نفذتا الخطة وتركني

أخيرا لأركض جهة الباب هاربة وهما تتبعاني لنقف مكاننا ونحن

نرى الكم الكبير من الرجال والنساء الذين يركضون نازلين من

السلالم الضخم المقسوم لاثنان وسط المنزل ولم أفهم سوا كلمة

" شررررطة أهربوا "

ليبدأ صوت الرصاص في الخارج وقد حوصرنا هنا تماما وكأننا

أغنام في زريبة وانفتحت الأبواب بقوة ودخل منها رجال الشرطة

من كل مكان وبعدد كبير بل أكبر من عددهم هنا







المخرج كلمات للرائعة المبدعة الغالية نزف جروحي


والتقينا..

وخطفت رؤياكي أنفاسي..

بيننا باب صدئ ..

تحتمين خلفه مني..

مني أنا ..

من أفنى أنفاسه بالبحث عنك..

يا أحلامه ..يا طهره الناصع..

يا بلسم جراحه ..

ابتسامه طفل وسط دمائه..

لن أتركك ..لن تبتعدي..

فهنا بين الضلوع العوج مسكنك..

فهنا صحراء قاحلة ترتجي غيثك..

فأنتي درة وسط كوابيس حياتي..

أنتي سلام شاب شعري وأنا ابحث عنه..

بحجة الانتقام ..

رغم وجعي بتلذذك بصراخي قديما بيديك ..

يا ثلجا ..يا ماءا..يا بحرا..

يثلجني..يغسلني..يغرقني..

يطهرني من كل سوء..

وحدك أنتي من أبحث عنه..

وحدك أنتي ملاذي..

وحدك أنتي لن أتركك..

فلا يخيفك..







وموعدنا فجر الأربعاء إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 07-12-15, 03:25 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السادس الليلة)

 





الفصل السادس







فجأة وجدنا أنفسنا في قبضة الشرطة ثم في سيارتهم ثم في المركز

النساء جميعنا في مكان ضيق وكل واحدة تدفع الأخرى لتبتعد عنها

التي تبكي وتضرب خديها خوفا من أهلها والتي تقول عمي سيقتلني

وكل واحدة تسرد حكايتها عدانا نحن الثلاثة فلا أهل لنا نخاف منهم

ولا أحد غير العجوز وشقيقها اللذان أخذانا لمنزل لنكتشف أنه للفسق

والفجور وتركانا وهربا بالتأكيد لكانت معنا هنا , قالت سراب

من بين أسنانها " القذران هذا كان مخططهما "

قالت دُرر ببرود " المهم لم يمسوا شرفنا بشيء "

قلت بسخرية " وما الفائدة ونحن في قسم الشرطة وللسجن فورا

يا ثلاثي اليتيمات المنحوسات ولنكمل باقي حياتنا البائسة

هناك فحتى أهل يكفلونا ويخرجونا ليس لدينا "

انفتح حينها الباب ودخل منه شرطيان وقال أحدهما بصوت

مرتفع " سراب ودُرر وترجمان الأصمعي يخرجن فورا

من بين أكياس النجاسة "

قلت صارخة فيه من بعيد " ولما تتوج جملتك بتلك الخاتمة لا

أعلم ما الذي يُدرّسوه لكم في كلية الشرطة غير قلة الأدب "

شدت سراب فستاني وقالت بغيظ " ترجمان هذا ليس وقته

لا تنسي أننا في مركز للشرطة "

تأففت وخرجت وهما يتبعانني وقال " من منكما طويلة

اللسان التي تكلمت "

قلت ببرود " أنا هل لديك مانع "

كان سيتحدث لكن الذي معه قال له " توقف يا أسعد لا نريد

عقابا من سيادة العقيد "

تأفف وقال مشيرا بيده " أمامي بسرعة "

قالت دُرر " أين ستأخذوننا "

قال بسخرية " للبار يا حبيبة أمك لتكملي ليلتك "

قالت " أحضروا لي عباءتي وحجابي أولا "

أمسك ذراعها وسحبها قائلا " تحركي بسرعة وهل وجدنا

معك عباءة لنعطيها لك "

استلت يدها منه مع ضربة على رأسه سبقتها وكانت من حدائي

الذي خلعته حينها وقلت بغضب " وتمسك ذراعها يا قليل الأدب "

ابتعد بعدما اقترب اثنان آخران منا وهوا يقول " كسر الله

يدك الدماء تنزف مني "

أبعدوه وقلت للبقية بحدة " فليجرب أحد غيره أن يقول لنا كلمة

أو يلمس إحدانا ليجرب مثله كعب حدائي "

انفتح حينها أحد الأبواب وخرج منه رجل بلباس مختلف عنهم

وشارات كثيرة وعمر أكبر وقال " ما بكم ما كل هذا الضجيج ؟؟ "

ضربوا له تحية فورا وقال أحدهم باحترام " لا شيء سيدي

إحداهن ضربت الشرطي بكعب حدائها "

ضحك حينا ونحن ننظر له بصدمة وقال " لا تقل أنها

التي أسمها ترجمان "

عدنا لتبادل النظرات المستغربة فمن أين يعرفني فيبدوا أنه

صاحب رتبة عالية في الشرطة , قال بعدها " أجلبوهم "

تحركنا وقلت بحزم ناظرة لهم " لا أحد يلمسنا نذهب وحدنا "

دخلنا الغرفة وكان فيها الرجل نفسه واثنان يبدوان ضابطان

وقال " محمود استلم الباقيات أريد كل شيء عنهم لنكتب

استدعاء لأولياء أمورهم "

قلت حينها " وما ستفعلون بنا نحن "

نظر لي وقال " وما أسمك أنتي "

لم أجب وقالت دُرر " أريد عباءتي أرجوكم "

نظر لها وقال " أنتي ترجمان "

هزت رأسها بلا وأشارت لي برأسها فنظر لي وقال

" ومن ضربت الشرطي "

قلت ببرود " أنا فزدها على لائحة عقوباتي فلا يهم عندي

ودرّسوا رجالكم الأدب كمادة أساسية "

ضحك وقال " كوالدك وعمك تماما "

نظرت له بصدمة وقلت " أي والد وعم ؟ ما تخرف أنت "

قال الضابط بجانبه بحدة " لا تتجاوزي حدودك يا فتاة فهذا

عقيد في الشرطة الذي تقللي احترامك له "

تجاهلته ونظرت للجانب الآخر وتمتمت ببرود " تشرفنا يا "

ضحك حينها رئسه من جديد وقال " أين أواس والبقية "

قال الآخر " في طريقهم لنا فقد تولوا أمر الرجال ونقلهم لسجن

جنوب العاصمة حتى التحقيق معهم "

جلس حينها خلف الطاولة وقال " دُرر علي رضوان , سراب

حلمي نصران وترجمان أحمد صياد , هذه هي أسمائكم هل

لديكم علم بهذا أم لا "

نظرنا لبعضنا وكأننا نرى بعض للمرة الأولى وقلت لسراب

" هل هذه أنتي "

هزت رأسها بلا فنظرت لدُرر وقلت " وأنتي "

قالت بهمس " لا "

فنظرت له وقلت " لسن نحن أي أطلقوا سراحنا لأننا بريئات

مما فعلن من ذكرت أسمائهن "

ضحك وقال " بل لو كنتن من ذكرت تكن بريئات فاحكوا

لي سبب وجودكن هناك "

بدأت أنا وسراب بالكلام معا ودُرر صامته كعادتها

فقال بضيق " واحدة تتحدث لأفهم "

سكتنا فنظر لدُرر وقال " تكلمي أنتي "

فسردت له ما حدث اليوم ثم قالت بعبرة ودمعة وحيدة لا نراها

إلا نادرا " أريد أن أستر جسدي بأي شيء أرجوكم أشعر

أنني عارية أمامكم "

انفتح حينها باب الغرفة التي نحن فيها ودخل منها ... أووووه الشاب

الذي وجدناه في السوق مع ذاك المغرور وقالت سراب أنه معجب بدُرر

فنظر لها من فوره وشهقت هي بصمت وأنزلت رأسها للأرض فاقترب

منها دون كلام ونظره مركز عليها حتى وصل لها , يبدوا سيضربها

على وجودها هناك وسأجد من سأضربه بكعب حدائي غير ذاك الشرطي

لكنه فاجأنا وهوا يفتح أزرار سترة بذلته ثم خلعها وبقي بالقميص الأبيض

وربطة العنق ووضع السترة على كتفيها فتمسكت هي بها بقوة وغطت

بها كامل جسدها من الأعلى بما أن فستانها من الأسفل طويل فنظرت

لسراب من فوري وأشرت لها بحسرة فتنهدت وقالت بهمس

" يا خيبتي سأبقى هكذا بفستاني حتى يشبعوا الشرطة من النظر

لي , أين فارس أحلامي يا رب ليأتي لي وينقذني "

دخل حينها شخص آخر جعلها تشهق بقوة فالتفت له فكان ضابطا

آخر ونظر لها من فوره وقال بسخرية " يا محاسن الصدف "

أمسكت ضحكتي بصعوبة فها قد جاءها فارس أحلامها وبقي

دوري فلا أريد فارسا ولا فرس من هذا النوع

توجه حينها ذاك الوسيم صاحب الشخصية المبهرة جهة طاولة

رئيسهم وتسند عليها بيديه ومال له لتتدلى ربطة عنقه تلامس

الدفتر تحته وقال بجدية وصوت منخفض " لا داعي لإبقائهم

وسأخرجها معي "

نظرت لدُرر فورا وهي تنظر له بصدمة , آه وداعا يا دُرر

وجدتِ من ينقذك وحدك ويهتم لأمرك , دخل حينها واحد آخر

قائلا " بحق الله من هذه التي دمغت الشرطي بينهن "

ووقف مكانه حين التفتُ له فقال بصدمة مشيرا لي بإصبعه

" هذه أنتي يا لصة أقسم لن تكون إلا فعلتك "

نظرت للسقف وقلت بهمس " يا رب رحمتك ها قد جاء

الفارس الحقيقي لأحلامي "

وقف رئيسهم وقال " يبدوا أن ضباطي يعرفونكم مسبقا "

نظرت جهة ذاك المغرور بنصف عين فضيق عينيه متوعدا

لي فتجاهلته وحمل رئيسهم ظرفا ورقيا ورماه أمامنا

على طاولته وقال " أنظرن ما في هذا "

أخذته سراب من فورها وأخرجت منه مجموعة صور وشهقت

ما أن رأتها ثم مدتها لدُرر بيد ترتجف فأخذتها منها ونظرت

لهم بصدمة لتمتلئ عيناها الخضراء الواسعة بالدموع وهي تنظر

له وقالت بغصة " كذب كانوا يريدون .... "

وبلعت كلماتها بعبرة دون بكاء فأخذتهم منها وشهقت بقوة ما أن

رأيتهم وقلت وأنا أقلبهم " تلك العجوز السحارة وراء هذا

أمسكوها لي فقط "

ثم مزقتها لقطع وقلت " انتهى لا دليل لديكم "

قال رئيسهم " بل وصلت نسخ عنها للعديد من الصحف قبل أن

نصل هناك لنمسك العجوز التي كان مخططها ترككم والهروب

لولا البلاغ الذي وصل وأمسكنا مالكة المنزل وحكت لنا القصة

والأعداد ستنزل فجرا بأسمائكم الحقيقية التي ذكرتُ لكم "

قالت دُرر" أي أسماء وأي حقيقة "

قال بجدية " الحكاية وما فيها أنه تم اختطافكن وأنتن طفلات من

منازلكم من عشرين عام , بحثوا عنكم أهلكم ودون جدوى حتى

دونت القضايا ضد مجهول وفقدوا الأمل من وجودكن أحياء وكان

كله مدبر من العجوز التي كنتن معها لأن زوجها وابنيها توفوا في

عملية بعد قضية كبيرة جدا لذلك اختطفوكن , حفيدة قاضي المحكمة

العليا حينها وهي دُرر وابنة المدعي العام وقتها وهي سراب وابنة

أحد الضباط الذين تولى القضية في البداية وهي ترجمان والغرض

ما نحن وأنتن فيه اليوم وهوا توريطكم في شبهة وقضية شرف

ونشرها في الصحف بأسمائكن الحقيقية انتقاما من عائلاتكم "

قلت بصدمة " تعني أني ابنة ضابط في الشرطة "

قال بهدوء " نعم والدك رحمه الله كان ضابطا شهدت

له السنين بنجاحات كبيرة وكان وعمك في تلك العملية "

قلت بقهر " ميت !! ما هذا الحظ الذي لدي "

قالت سراب " وأنا "

قال " وأنتي أيضا والدك توفي لكن لك عم "

قالت دُرر " وجدي "

قال " ترك القضاء بعد أعوام وترك البلاد وهاجر للخارج "

نظرت لهما وقلت " منحوسات حتى بعدما ظهر أهلنا "

وقف على طوله وقال " ترجمان تكونين ابنة شقيقي "

نظرت له من فوري وقلت بصدمة " أنت عمي !! "

هز رأسه بنعم وقال " والواقف خلفك ابن عمتك "

نظرت للخلف بريبة لتقع عيناي على ذاك المغرور وابتسم لي

بسخرية فعدت بنظري للأمام , يع بقيت وحدك قريب لي من بين

كل أهلي ومن بين كل هؤلاء الضباط , ما هذا اليوم المشئوم

أشعر أنني في دوامة , قال بعدها " سراب عمك توفي منذ

ساعتين بأزمة قلبية "

شهقت بقوة وقالت " وهذا آخر عائلتي ضاع مني "

أشار جانبا وقال " لا هنا ابن خالتك أيضا "

نظرت حيث أشار وشهقت بقوة وقالت " هذا ابن خالتي أنا "

قال ذاك الضابط " نعم ألا أعجبك وهذا من محاسن الحظ لدي "

نظرت لدُرر وقلت " بقيتِ أنتي بدون قريب غثيت وأنقدك الله "

ضحك من قال انه عمي وقال " بل أواس ابن زوجة جدها رحمها

الله وعاش طفولته معها "

نظرت له باستغراب ثم لدُرر التي كانت تنظر له بصدمة وهوا

ينظر لها بهدوء وخرجت من صمتها أخيرا قائلة

" أنت تعرفني منذ كنت طفلة "

لم يتحدث ولم يزح عينيه من عليها فقلت " حسنا وها أنتم

تعلمون ببراءتنا فلما نبقى هنا "

قال من فوره " والفضيحة يا ابنة أخي والصور "

هززت رأسي بحيرة فخرج من خلف طاولته وفتح ذراعاه لي

وقال " دعيني أولا أفرح بأني وجدتك بعد بحثي كل هذه السنين "

نظرت لهم بصمت ثم له وهوا على حاله ينتظرني ثم توجهت نحوه

ونمت في حضنه فطوقني بذراعيه وقال مبتسما " سامحيني يا ابنتي

يا ترجمان لقد عملت جهدي لأجدك ولم أنجح "

قلت بحزن " المهم أنك وجدتني ولن أخرج للشارع "

لا أصدق أنه عقيد في الشرطة ويحضنني أمامهم هكذا شعور

غريب أشعر به , قريب لي أنا يهتم لأمري وسعيد بوجودي في

الحياة , ابتعدت عن حضنه وقلت " وأين والدتي "

تنهد وقال " أخبرتكم بمن بقي لكم سراب فقط والدتها لا

معلومات أكيدة لدينا عنها "

ثم نظر لهم وقال " أواس وإياس وآسر اسبقوني للمكتب المجاور "

خرجوا من فورهم وبقينا ثلاثتنا معه والضابط الذي كان هنا منذ

البداية وقالت دُرر " ماذا سيحل بنا الآن "

قال بهدوء " علينا إيجاد حل لمداراة الفضيحة فتلك العجوز هربت

هي وشقيقها وقد دبرا كل شيء فحتى الصحف لا يمكننا سحب

الصور منها جميعها قبل الفجر لأنه بقي عليه ساعات قليلة فقط "

ثم قال مغادرا " هناك حل واحد علينا دراسته أولا "

ثم خرج وأغلق الباب وتبعه ذاك الضبط وبقينا وحدنا ثلاثتنا

نظرت لهما وقلت بحيرة " هل تصدقا كل هذا ؟؟ "

جلست دُرر وقالت بحزن ناظرة للأرض " ومن يستطيع

تصديق هذا ؟ وما قد خفت منه حدث فذاك الشاب يعرفني "

قالت سراب بحزن " على الأقل أنظري كيف يخاف عليك أعطاك

سترته ويريد إخراجك ليس مثلي حتى عمي لم يجد متى يموت

إلا اليوم ولم يبقى لي سوا ذاك المصبية وقال أنه ابن خالتي

يا لها من خالة "

ضحكتُ رغم ما نحن فيه وقالت سراب بتذمر " نعم اضحكي

وجدتِ عمك ومؤكد لك عمة بما أن ذاك ابنها "

قلت وقد خيم عليا الحزن " هل هذا يعني أننا سنفترق "

قالت دُرر " فلنجد حلا لهذه المصيبة التي نحن فيها أولا فمن

سيقبلني في وضيفة الآن وحتى جدي لا أعرف أين يكون "

شهقت وقلت " نعم وجامعتني لن يقبلوني أبدا بل

سيتحدث الجميع عني هناك "

قالت سراب باستياء " يا حسرتي يعني لن أتزوج ما حييت "

قلت بضيق " يالا تفكيرك الساذج "

قالت بضيق أكبر " معي حق من سيتزوجني وينقذني من الشارع

والفقر فحتى ذاك العجوز لن يقبل بي بعد الآن , كله بسبب ذاك

المعتوه لكنا هربنا منذ ساعات وأنا الآن زوجته "

قالت دُرر بهدوء ناظرة للأرض " وعسى أن تكرهوا شيئا

وهوا خير لكم "

قالت سراب بحزن " لا شر أكبر مما نحن فيه وعلينا أن

نرضى بحلّهم مهما كان لينقذونا من الفضيحة "

قلت بحيرة " ترى ما سيكون ذاك الحل "





*~~***~~*






قال إياس باعتراض " مستحيل أنا أتزوج تلك !! ولا

على قطع عنقي "

قلت بضيق " هذا وأنت ابن عمتها وأنا عمها وخالك

وأطلبها منك فماذا سيقول الباقيان "

قال آسر " لتتحمل نتائج فعلتها لن أتزوج بتلك الجشعة

عاشقة المال "

هززت رأسي ونظرت جهة أواس الذي قال بهدوء

" موافق "

نظرا له بصدمة وقال إياس " توافق على أن تتزوج حفيدة

زوج والدتك وأنت لا تعرف شيء عنها وفي الصباح

ستخرج فضيحتها "

قال باختصار " نعم "

قال آسر هامسا " سحرته أم الخدان المتوردان من البياض "

نظر له أواس نظرة حارقة وقلت أنا بجدية " ليثكما تفكران مثله

لأن خبر زواجكم وحده ما سيلغي تلك الفضيحة ولن تجرؤ أي

صحيفة على نشر الخبر والليلة كان زفاف كل واحد منكم على

واحدة منهن وكانت في حفل زفاف ثم نائمة مع زوجها "

أغمض إياس عيناه بقوة وهز رأسه بلا فقلت " أعرفكم رجالي

في كل شيء ولا تعصون أوامري "

قال آسر ناظرا للأرض " وهذا ما يكسر ظهري وخوفي من أن

ترجع خالتي في أي وقت وتفجع بخبر ابنتها أو يصلها الآن

فسأوافق لكن بشرط "

قلت من فوري " وما هوا "

رفع نظره لي وقال " لا تخبرها بأن عمها يكون الرجل

الثري ذاك حتى تعلم مني أنا "

قلت بحيرة " ولما "

قال " لسبب في نفسي "

قلت " لعلمك هوا كتب ثروته باسمها حال وجدناها "

قال باستياء " أعلم وقضيتي ستكون رابحة أيضا وما تحكم لها

به المحكمة ستأخذه لكن لا أريدها أن تعلم أو لن أوافق

ولو تركت الشرطة "

تنهدت وقلت " حسننا هذا الثاني اقتنع بقي أنت "

تأفف إياس وقال " تراها بعينك كيف تكون من يرضى

بزوجة هكذا "

تنفست بقوة وقلت " آخر ما كنت أتوقع أن يكون هذا قرارك

وأنا من كنت أجزم أنك ستكون أول الموافقين ولو من أجلي

إن كان لا يهمك سمعتي وسمعتك بعدي "

مرر أصابعه في شعره وقال بقهر" وما يكسر ظهري غير

السمعة والفضيحة "

ثم أخرجها من شعره وقال بضيق " رضينا وأمرنا لله

فأرني كيف ستقنعهن "

تحركت من خلف المكتب قائلا " وهل هذا بمزاجهن بل

سيكون رغما عن أنوفهن "

ثم غادرت قائلا " نصف ساعة فقط أجلب ورقة من القاضي

فعليا إيقاظه في هذا الليل "

ثم خرجت وتركتهم وتوجهت لمنزل قاضي عام محكمة

العاصمة قبل أن يدركنا الوقت





*~~***~~*





خرج العقيد رفعت وتركنا في صمت موحش ننظر لبعضنا

بصمت وكل واحد يفكر بما حل به أما أنا فقد وافقت بمحض

إرادتي لأنها فرصة وجاءت لي وكنت سأسعى لها من دون

طلبه , كان يكفي جدها فضيحة أن يعلم أنها من هذا النوع الذي

خطط له العجوزان لكن لن تكون مني ولن تشفي غليلي فعليه

أن يعلم أن عنقه بين يداي , خرج إياس من صمته وقال

" آخر ما كنت أتوقع أن أتزوج الليلة وممن من

لصة طويلة لسان "

قال آسر بسخرية " أسكت ما سأقول أنا عن تلك الجشعة التي

كانت على استعداد لأن تتزوج من عجوز هرِم من أجل المال

لا وفي النهاية ظهر أنه عمها ! جيد أن الزواج لم يتم "

نظر له إياس وقال " وما ستفعل معها "

قال بمكر " سترى بعينها إن لم أجعلها تكره المال

وتكره نفسها "

قلت " ألن تخبرها بثروتها من عمها "

هز رأسه بلا وقال " سأحرق قلبها وهي ترى مالي ولا تلمسه "

هز إياس رأسه وقال " يالها من ليلة ولا أعلم لما ستنتهي "

رن حينها هاتفه وأجاب عليه في صمت ثم قال ببعض الضيق

" ومن أين سنجده الآن مقربة الفجر "

ثم تنهد وقال " نعم سنتصل به والفستان تبدوا فكرة مستحيلة "

قال بعدها " حسنا حاضر هدئ من أعصابك "

ثم أنهى المكالمة وقال " نريد فستان زواج ومصورة القسم "

قال آسر بسخرية " وهذا ما كان ينقص نلبسهم فستان زواج "

قال إياس ساخرا " لا ونفس الفستان حتى الغبي لن يصدقها "

ثم قال مستاء " آخر ما كان في خيالي زواج بلا حفل

ولا شيء وكأني ارتكبت معها جرما "

قال آسر " أما أنا فلم أتخيل أن أتزوج لأنه لا قدُره عندي

على الخرافات التي تتمسك بها الفتيات وجاءني زواج

بالمجان لولا أن العروس تسد النفس "

قلت بتذمر " يكفي صدعتماني لا أرى شيئا ينقصهما لتنفرا

منهما ثم يمكنكم الزواج لاحقا بمن وكيف تريدان

وتطلقاهما إن أردتما "

قال إياس ببرود " لا أعلم لما تأخذ الموضوع هكذا بكل

بساطة وراض به يا أواس , هذا وأنت متزوج "

ضحك آسر وقال " يبدوا أنه كما يقولون من يتزوج تنفتح عيناه

على النساء ولا تكفيه واحدة فأخبرنا ما السر بما أنك جربت "

هه لو تعلم حالي فقد سدت تلك القذرة نفسي عن كل النساء

قلت ببرود " ستجرب وترى بنفسك "

قال إياس " المهم الآن كيف نتصرف في مشكلة الفستان "

نظر لي آسر وقال " أنت سبق وتزوجت هل اشتريتم

الفستان أم استأجرتموه "

قلت من فوري " بل اشتريته لها "

قال " إذا المشكلة محلولة إن كان لا يزال موجودا "

قلت ببرود " لا أعلم "

نظرا لي بصدمة واستغراب فتأففت وقلت " لا تسألا فلن أجيب "

ثم وقفت وغادرت من عندهما , كيف سأعلم وأنا لم أفتح خزانتها

من أشهر طويلة ولا أعلم حتى أحرقته أم باعته أو ما فعلت به

غادرت المركز وتوجهت للمنزل دخلت وصعدت للجناح ولغرفة

النوم فورا فتحت الباب فكانت مظلمة سوا من الضوء عند السرير

فجلست من فورها ما أن دخلت وكالعادة نائمة بقميص نوم ولا

أعلم ما يخبرها عقلها تفعل كل هذه التفاهات فحتى إن نامت عارية

لن ترف نفسي لها ولن أقربها ما حييت , توجهت للخزانة من

فوري وفتحت جهتها دون كلام فوصلني صوتها من خلفي قائلة

" وما ستبحث عنه أيضا فيها هل ستتهمني بالسرقة "

قلت ببرود وأنا منشغل بالبحت " لو تشتري سلامتك مني

وتصمتي أفضل لك "

وجدت ضالتي أخيرا تعلقه في الخزانة الأخيرة الفارغة , هه

تحتفظ بماذا هذه النجسة أو لا تكن ستتزوج غيري بعد طلاقنا

وتلبسه له واهمة ويخدعها عقلها , أخرجته وأخرجت معه الكيس

الكبير في نفس الخزانة وبدأت بدسه فيه أجمعه وأرصه ليدخل

جميعه فقالت ساخرة " لا تكن ستتزوج وتلبسها ذات الفستان "

قلت وأنا أحاول جمع ذيله داخل الكيس " نعم هل لديك مانع "

قالت من فورها " أنت آخر من سيتزوج لأنك حطام وزدت الآن "

وقفت وحملته وقلت " وهنيئا لك بذلك يا نجسة ولعلمك

ستكون هنا أول الصباح "

ثم خرجت به وأغلقت الجناح بالمفتاح وغادرت عائدا هناك

كذب من قال أن الضرب يسكت طول اللسان لكان قطع

لها لسانها لأنه لا يزيده إلا طولا







*~~***~~*







مر الوقت ونحن جالسات في هذه الغرفة لا أحد جاء أو طل علينا

وحتى ذاك العقيد لم يرجع , تمسكت بسترته أكثر رغم أنه لا يوجد

هنا غيرنا ثلاثتنا ولا رجل معنا لكن لا أعلم لما أشعر بالأمان وهي

تغطي جسدي وأشدها عليه بقوة وقد شعرت للحظات وكأني في

حضنه , غريب كيف تعرّف علي وهوا لم يراني منذ كنت طفلة !!

انتفض جسدي حين عاد هاتفه في جيب السترة للرنين فقالت

سراب بتذمر " دُرر أجيبي أو أجيب أنا فهذا الهاتف يزيدنا

توتر مع توترنا "

قلت باستهجان " وكيف أجيب على هاتف ليس لي "

قالت ترجمان " وصاحبه ليس هنا ولا نعلم متى سيأتي ولن

يتصل به أحد هذا الوقت إلا لأمر ضروري فعلى الأقل

نخبرهم ليخبروه "

أقنعاني بكلامهما فقد يكون بالفعل شخصا ما يحتاجه وسنخبر

أحدا هنا ليخبره , أخرجت الهاتف من جيبها ونظرت

لشاشته وكان الاسم ( شبيه الأب )

نظرت للاسم باستغراب , كيف يكون أبا شبيه بأب ولما يسجله لديه

هكذا ! ظننت أن والده ميت بما أن جدي كان متزوجا بوالدته !!!

فتحت الخط ووضعته على أذني لأقول أن صاحب الهاتف ليس هنا

وسنخبره إن كان الأمر ضروريا لكن الذي في الطرف الآخر لم

يعطني المجال لأنه صرخ من فوره بغضب " ساعة لتجيب ؟ ترى

اتصالاتي وتتجاهلها كعادتك ولم يخبرك عقلك أنه آخر الليل وقد

أكون حتى ميت وأحدهم يتصل بك , ألا تستطيع ترك حضن

زوجتك قليلا لتجيب علي يا عاق يا شبيه الابن "

ثم أغلق الخط في وجهي وأنا جامدة مكاني من الصدمة , ما هذا

الهجوم وسيل الشتائم , أبعدت الهاتف عن أذني ونظرت له وجملة

واحدة تدور في رأسي ( ألا تستطيع ترك حضن زوجتك قليلا

لتجيب علي ) كان من المتوقع أن يكون متزوجا ومن المفترض

أن لا يعنيني الأمر لكن لا أعلم لما شعرت بأن الخبر فاجأني ولم

أتوقعه , قالت ترجمان " من هذا الذي اتصل ولم تقولي له شيئا "

أعدت الهاتف لجيب السترة وقلت " لم يجب أحد "

تنهدت سراب وقالت " أريد أن أعلم لما الذي من المفترض انه

ابن خالتي والآخر ابن عمة ترجمات لم يلبسانا ستراتهم وأنتي التي

تكونين حفيدة زوج والدته ما أن دخل ستر لك جسدك , ما هذا

الحظ الذي لديك يا دُرر "

قلت ببرود " لما لا تزيحي هذه الأفكار من رأسك فقد يكون متزوج "

تنهدت ترجمان وقالت " فليعجب بي أنا ويتزوجني حتى متزوج "

نظرت لها بصدمة فضحكت وقالت " سمرته الخفيفة مع ملامحه

الحادة الوسيمة تسلب اللب أليس كذلك "

هززت رأسي بيأس منهما وقالت سراب " غبية بل ذاك الذي

سرقتِ محفظته أكثر وسامة "

نظرت لها ترجان وقالت " يع ذاك البيضة المسلوقة شبيه الفتيات "

ثم ضحكت كثيرا وقالت " سراب هل لاحظتِ شيئا على ابن خالتك "

قالت ببرود " لا تقولي ابن خالتي والشبه نعم لاحظته نفس أنفي

الذي أكرهتني فيه طفولتي من كثرة ما كنتِ تضحكين عليه "

قالت ضاحكة " بل والعينين والنقرة عند الذقن "

تجاهلتها سراب ونظرتْ جهة الجدار فلم أستطع إمساك ابتسامتي

وقلت " المهم أنه ظهر لنا عائلات وأسماء ولسنا مجهولين

ومنسوبين لشلة السحرة تلك "

قالت ترجمان باهتمام " دُرر هل ستبحثين عن جدك "

قلت بشرود " لا أعلم لا أين أجده ولا كيف سأصل إليه "

قالت من فورها " عمي سيساعدك بالتأكيد "

قالت سراب بحسرة " عمي .... يالك من محظوظة أنا التي

ليس لي ولا حتى جد لا والد ولا شيء وحتى عمي توفي "

دارت ترجمان ناحيتها وقالت " قد يكون ترك لك إرثا "

قالت بضيق " غبية وهل سيتركه بلا أبناء يأخذوه "

قلت بهدوء " إذا ستذهبين لعائلة عمك "

تأففت وقالت " الوحيدة مجهولة المصير هي أنا "

انفتح حينها الباب أخيرا ودخل منه رئيسهم عم ترجمان ومد

لسراب وترجمان عباءتان وقال " البساهما واسترا نفسيكما بهما "

أخذتاهما منه ووضعتاهما على جسديهما دون لبس وجلس

هوا على كرسي المكتب ونظر لنا وقال بجدية " هناك حل

واحد لكل هذه المصيبة وسيخلصكن من الشبهة ولن تجرأ

أي جريدة على نشر خبر الفضيحة "

قالت سراب من فورها " هل ستعلنون خبر وفاتنا

منذ يوم أمس "

ضحك وقال " لا طبعا بل خبر آخر "

نظرنا لبعضنا باستغراب ثم له وقالت ترجمان " خبر ماذا ؟؟ "

نظر للورقة في يديه وفتحها وقال " خبر زواجكن وسيكون حقيقيا "

حينها لم تُسمع سوا شهقة ثلاثتنا معا ووقفنا على طولنا ووقف هوا

وقال " من دون كثرة كلام ولا نقاش ولا أريد سماع رأي

أي منكن وسأذهب للمكتب الآخر لنتم الأمر "

ثم خرج دون أن يضيف شيئا ولا يسمع منا حرفا ولا حتى

يخبرنا من يكونون الذين سنتزوجهم , وقفت ترجمان وقالت

وهي تتجه نحو الباب " ما هذه المهزلة من قال أني

موافقة على ذاك المجهول "

لحقت بها وأمسكتها قبل أن تخرج وقلت " توقفي يا غبية هل

تريدي أن تبقي في الفضيحة طوال حياتك "

التفتت لي وقالت بضيق " مجنونة أنتي ! هل تعي معنى

ما قال وسيفعل "

قلت بحدة " نعم أعي وهل تعي أنتي معنى فضيحة كهذه ستصبحين

صيدا للرجال في كل مكان لظنهم أنك فتاة تبيع جسدها حقا وزيدي

عليه أن يضيع مستقبلك لا دراسة لا وضيفة ولا أهل سيقبلون بك

وفكري في عمك ومركزه الحساس مع فضيحة كهذه "

قالت بتذمر بعدما ضربت الأرض بقدمها " وكيف هكذا يكون

زواج بالإكراه ودون حتى أن أعلم من هذا الذي ورطوني فيه "

جلست سراب على الكرسي منهارة وقالت بقهر وحزن

" وكأن ثمة من سمع أني لا أريد أن أبقى دون زواج "

نظرت لها وقلت بجدية " لا تنسيا أن ترجمان ابنة

شقيقه أي لن يزوجنا لأي كان "

قالت ترجمان بسخرية " نعم ومن هذا الذي سيرضى بي في

هذا الوقت القياسي غير الحارس في الخارج أو سجين يطلقوا

سراحه إن تزوجني "

قالت سراب بشرود " كل ما أخشاه أن يزوجوني بذاك ابن خالتي "

قالت ترجمان بنفي " مستحيل تري كيف يكرهك فلن يرضى "

شددت يداي على سترته التي تحضن جسدي وأكتافي وقلت

" وأنا مثلك أخشى من صاحب هذه السترة رغم أنه متزوج "

نظرتا لي باستغراب وقالت سراب " ومن أين علمت أنه متزوج "

قالت ترجمان بعدها " أما أنا فيستحيل أن يكون ذاك المغرور

لأني والحمد لله أعلم مدى كرهه لي "

قالت سراب بحزن " أراكما وافقتما على الأمر سريعا "

جلست أيضا وقلت بحزن " وما في يدنا نفعله فأهم شيء أن

لا تنتشر تلك الفضيحة ومن لا تعجبها حياتها تُطلق منه

وانتهى كل شيء "

قالت ترجمان بحسرة " ما هذا الزواج السيئ في مركز

شرطة !! تمنيت أن نتزوج معا لكن ليس هكذا "

وضعت سراب يدها على خدها وقالت بحزن " لما حين

دعوتي الله أن نتزوج معا لم تقولي وفي صالة أفراح فخمة

ورجال أثرياء وسيمين وشهر عسل وحياة سعيدة "

وضعت ترجمان يداها وسط جسدها وقالت باستياء

" وما أدراني أنا لكنت قلت في أي مكان إلا قسم الشرطة "

انفتح حينها الباب مجددا ودخل عم ترجان تتبعه امرأة ترتدي

حجابا ووجهها عليه آثار النوم الواضح وعيناها منتفختان تحمل

في يدها حقيبة وضعتها على الطاولة وقالت " لنبدأ العمل سريعا "

أخرج حينها هاتفه واتصل بأحدهم وقال " أخبر أواس يأتي "

نظرنا لبعضنا فأسمائهم متشابهة ولا أعرف أي منهم يعني حتى

دخل الشاب صاحب السترة يحمل في يده كيسا كبيرا وضعه

عند الباب ودفعه بقدمه جانبا وقال " لا أريد لزوجتي أن تلبسه أبدا "

شعرت بقلبي وقع على الأرض فمن يعني بزوجته هنا فيبدوا أنه

أول عريس بين الثلاثة المجهولين , نظر له عم ترجمان وقال

" إذا بفستانها من أجل تجنب تكرار الفستان "

ثم نظر لي وقال " دُرر أعيدي السترة لزوجك لتلتقط لكما

المصورة الصورة "

شهقت في وجهه وقلت بهمس " زوجي أنا "

قال وهوا يجلس " نعم وأنا سأخرج ورقة من هنا وأخرج "

فتح الدرج وبدأ يبحث عنها وأنا سافرت بنظري للأرض وقد زدت

تشبثا بسترته ولم أجرؤا ولا على رفع رأسي والنظر له ولم أعد أعي

شيئا مما يجري حولي , كيف يحدث هذا يخرج في حياتي بغموض

وغرابة يلاحقني ثم يتزوجني !! حسنا وزوجته كيف ستكون ردة فعلها

ألم يفكروا فيها , انتفض كل جسدي حين شعرت بيدين تمسكان السترة

وتبعدانها عني فأرخيت يداي حتى ابتعدت عن جسدي وشعرت به خلفي

يلبسها لكني لم أكن أراه , رفعت نظري لسراب فغمزت لي بعينها مبتسمة

وتبدوا سعيدة بهذا فابتسمت لها بحزن , لا أعلم لما أشعر أن ورائه حكاية

وأنه يريد شيئا ما من الزواج بي لَما كان رضي بي وهوا متزوج

سمعت حينها همسه الجاد من خلفي قائلا " هيا يا دُره فلا وقت أمامنا "

شددت قبضتي لصدري وتنفست بقوة مغمضة عيناي , يا رب ساعدني

وكن معي ما هذه الدُره الجديدة , تحركت والتفتُّ ناحيته ووجهي لا

يزال في الأرض وقالت المصورة " قفا هناك عند الجدار المقابل "

تحرك حينها وأنا لم أكن أرى سوا قدميه وجزء من ساقيه وتحركت

أتبعه حتى وقفت بجانبه على مسافة صغيرة وأشعر بقلبي سيتوقف

ليثهم تركونا للفضيحة أشعر أنه سيغمى علي , وصلني

حينها صوت المصورة قائلة " اقترب منها قليلا "

يا رب ما هذا اليوم المنهك للأعصاب والمصائب المتتالية

تحرك خطوة بجانبي حتى أصبح ملتصقا بي وقال بصوته

الجهوري الجاد " خلصينا من اقترب وابتعد "

رفعت رأسي ونظرت لها وكانت تحرك آلة تصوير كبيرة في يدها

وهي تضعها على عينها وقالت " حسنا ابتسما أو افعلا أي شيء

يدل أنكما متزوجان , هذه ليست صورة شخصية "

تأففت حينها بصوت مسموع فيبدوا لن ننتهي من هذا وقليلا وستقول

قبّل خدها , انتفض قلبي حين شعرت بيده على كتفي العاري وشعرت

أني لحظات وسأبكي , كانت يده باردة رغم أننا لسنا في فصل الشتاء

والموقف يرفع الحرارة لا إراديا لكن كفه وأصابعه كانوا كالجليد

تنفست بقوة محاولة تهدئة نفسي فهمس بجدية " يكفي ارتجاف

فكلها صورة فقط لن آكلك "

بلعت ريقي ولم أعرف ما أقول وسمعت صوت آلة التصوير

فتنهدت براحة , وأخيرا التقطتها ورحمتني

خلع سترته مجددا ووضعها على كتفاي كما كانت وقال وهوا

يخرج هاتفه من جيبها " بسرعة سوف آخذك للمنزل لأعود لعملي "

نظرت له فورا بل بصدمة لتلقي عينانا عن قرب وقلت بهمس

" الآن "

أبعد نظره عني وقال وهوا يضع هاتفه في جيب بنطاله

" متى إذاً في الغد ؟؟ "

نظرت لسراب وترجمان فورا فكانتا تلوحان لي مبتسمتان وسراب

ترمي لي بقبل بيدها مبتسمة , كيف سأتركهما وهل سأراهما مجددا

وأين ستذهب كل واحدة منهما وما سيحل بي و بهما ؟ كل تلك الأفكار

كانت تدور في رأسي وأنا أنظر لهما بعينان تمتلئان دموعا فلم

نفترق حياتنا أبدا وأخشى أن لا نلتقي مجددا

شعرت بذراعه على كتفاي ثم سار بي أحببت ذلك أم كرهت ونظري

كان معهما , لا أريد أن أذهب ولا أن نفترق فنصف الحلم تحقق حين

حذرتني تلك المرأة من العجوز وها قد ظهرت على حقيقتها وبقي

النصف الآخر وهوا ماضيا وتحذيرها لي منه وهذا الرجل جزء

من الماضي المجهول لي حتى الآن






*~~***~~*







غادرت دُرر أول الناجين من سفينة الغرق مع زوجها الوسيم

الأسمر وبقيت أنا وسراب والمصورة فنظرت لها وقلت

" أخذَته تلك المحظوظة وبقينا نحن مجهولات الحبيب "

تنهدت وقالت " لما لم يخترني أنا "

ضحكت وقلت " ضننت أن ذاك البيضة من يعجبك "

رمت يدها في وجهي بلا مبالاة ثم نظرت للمصورة وقالت

" لما لا تلتقطي لي ولها صورة معا كذكرى "

ثم تابعت بابتسامة عريضة " صورة في الزنزانة "

هزت تلك رأسها بيأس ثم غادرت وعادت بعد قليل وعمي

الجديد يتبعها ثم أغلق الباب وقال " ترجمان أرتدي هذا

الفستان , الغرفة هناك فارغة "

قلت بتذمر " لما أنا ؟ وذاك الضابط رفض أن تلبسه دُرر

يبدوا أن به شيء ما قد يصيبني بالجرب "

ضحك بصوت مرتفع ثم قال " لا تخافي لا شيء فيه بسرعة

يا ابنة أخي لا وقت أمامنا لنرسل الصور لأكبر

وأهم الصحف هنا "

توجهت للكيس وسحبته للغرفة ودخلت به وأنا أتذمر وأتمتم

بغيظ " رائع تحقق أحد الأحلام البائسة فستان زواج ويا

لا السخرية صورة في غرفة تحقيق في قسم الشرطة "

لبست الفستان كان فخما ورائعا ولم أتوقعه هكذا ويبدوا جديدا

وليس من محلات تأجير الفساتين , نظرت له على جسدي

وتنهدت بحسرة , لقد أعجبني حقا فلو أعلم فقط لما رفض زوج

دُرر أن تلبسه , ابتسمت بعدها بحزن وقلت " دُرر حبيبتي وأخيرا

تزوجتِ قبل أن يضيع منك العمر ويهرم جمالك الأخاذ "

سمعت حينها طرقات على الباب فتأففت وقلت بتذمر

" حسنا حسنا ألا يستمتع المرء قليلا أوف "

فتحتُ بعدها الباب وخرجت وأنا أنظر للذيل خلفي لأخرجه

منه ثم دُرت حول نفسي أنظر له وقلت " سراب ما رأيك

ينقصه فقط عريس بمستواه "

ثم رفعت نظري لها فكانت تعض شفتها مسكته لي ومشيرة للباب

بعينيها فنظرت هناك من فوري وشهقت بقوة حين وقع نظري على

الواقف مستندا عليه ومكتفا يديه لصدره وينظر لي بابتسامة ساخرة




نهاية الفصل ....


وهذي قصيدة بقلمي هدية للغالية ميمي حسب

طلبها وأتمنى تنال إعجابك



إلا الأسامي صعب تتغير أسامينا ...

أما المشاعر ويلنا لو حصل واتغيرت


اقسى علي صعب القسى يحطم أمانينا ...

مهما قسيت أقول يموت القسى وما أكرهك


أحتاجلك كلما تنفست الهوى لآخر نفس فينا ...

أشتاقلك وفي كل شي أتخيله أتخيلك


ليت الكلام ايطير ويحكي قصص أجمل ليالينا ...

ليت العمر يرضى كنت أخسره وما أخسرك


يمكن يطول الوقت ويتغير وتتغير أسمينا ...

أما المشاعر موووج يلين الحجر وما نقوا اتحجرت


وسلامتكم


موعدي معاكم الأربعاء إن شاء الله ودمتم بكل ود وحب

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 09-12-15, 01:08 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السادس)

 






الفصل السابع






فتحتُ بعدها الباب وخرجت وأنا أنظر للذيل خلفي لأخرجه

منه ثم دُرت حول نفسي أنظر له وقلت " سراب ما رأيك

ينقصه فقط عريس بمستواه "

ثم رفعت نظري لها فكانت تعض شفتها مسكته لي ومشيرة للباب

بعينيها فنظرت هناك من فوري وشهقت بقوة حين وقع نظري على

الواقف مستندا عليه ومكتفا يديه لصدره وينظر لي بابتسامة ساخرة

فشعرت وكأن حجرا ضخما سقط عليا من السماء فنظرت لعمي

وقلت بعبوس " زوجتني به يا عمي "

رفع كتفيه وقال " ومن ستجدي أفضل من ابن عمتك وبالنسبة

لي لن أجد أفضل منه وسأطمئن عليك معه "

نظرت له عند الباب نظرة استصغار وشك في كلامه عنه

فتحرك قائلا " هيا خلصينا فالجميع هنا مجبر على الواقع

أم تضنينني أنا الميت عليك "

توجهت معه نحو جدار الموت ذاك وقلت من بين أسناني

" كنت لذت بالصمت وحفظت ماء وجهك ووجهي "

تجاهلني طبعا ولم يجب وشدني من ذراعي لأقف جانبه , لما

لا يعرف الاحترام كزوج دُرر يحدثها همسا فقط حتى إن كان

شتمها فلم يسمعه أحد رغم أني أشك في ذلك من احمرار خديها

خجلا , آه من تعاسة حظي السيئ لما التقيت به سابقا وتشاجرنا

لكان تقبلني الآن ورضيت به على الأقل , كان يفترض بهم أن

أعطوه لسراب وليس لي فهوا يعجبها ولا يعرفها سابقا , سحبني

ووقف بي عند الجدار فاستللت ذراعي من قبضته ونظرت للخلف

ثم قلت " وهذا الجدار هل سيظهر في الصورة هكذا "

قال عمي " لا تقلقي سنضع خلفية مناسبة "

قلت بصوت منخفض " جيد لا أريد جداران يتصوران معي "

وللغرابة لم يعلق بحرف فشعرت بشيء يتحرك على ظهري

ليتحول لألم ساخن فيه فصرخت مبتعدة ونظرت له وقلت

بحدة " آي يا أحمق "

فسمعت ضحكة مكتومة هي لسراب بالتأكيد فهي لا تعرف

كيف تخفي الضحك فنظرت للمصورة فكانت تنظر جهة الباب

تخفي ابتسامتها وخجلها وخرج عمي حينها من فوره , هذا الأحمق

ما هذا الموقف الذي وضعنا فيه , نظرت له وقلت بضيق

" هل أعجبك هذا ما سيفكر فيه خالك الآن يا

وقح , لما قرصت ظهري "

شدني بجانبه مجددا وقال ونظره للمصورة " تعلمين السبب

وأنتي هيا بسرعة لا وقت ورائنا للعب الأطفال "

مغفل ومن كان يلعب الآن غيرك , عدلت آلة التصوير وقالت

" اقتربا من بعضكما واتخذا وضعا يليق بعروسين "

قلت من بين أسناني " لا تقترب مني ولا تلمسني تفهم "

وما أن أنهيت كلامي حتى لف يده حول خصري وشدني

ناحيته حتى صرت أمامه وطوق خصري بذراعين وقال

" هذا الوضع مناسب أم نغيره "

حاولت إبعاد يديه فقالت تلك الحمقاء " رائع لو تهدئ

العروس قليلا فقط "

قال بسخرية وهوا يشد خصري له أكثر " اتركيها ستفسد على

نفسها لأن الصورة ستملئ أهم الصحف غدا "

ضربته بمرفقي واستسلمت للأمر الواقع فيبدوا أنه يتحداني

وكلما اعترضت سيزيد من وقاحته , قالت وهي تحرك

آلتها بحركة دائرية على عينها " أجمعي شعرك للأمام

في جانب واحد بما انه طويل ليخفي قليلا من معالم

الفستان من أجل العروس الثالثة "

تأففت وقلت بتذمر وأنا أدير يدي خلف رأسي لأنقله للأمم

" يا ليلتنا الطويلة التي لن تنتهي "

شد على خصري أكثر فقلت بصوت مخنوق " أرخي

ذراعيك يا متوحش وفك شعري من بيننا "

أرخى ذراعيه حينها وقال هامسا " أرخي أنتي من

لسانك أو لن تري إلا الشد "

جذبت جزئا كبيرا من شعري للأمام بقوة جهة كتفي الأيمن

ولم أتحدث والتقطت لنا الصورة أخيرا مع آخر شخص كنت

أتمناه وأبعد وضعية أريدها معه , تحركت بعدها بين ذراعيه

وقلت بضيق " أتركني انتهى العرض "

شعرت حينها بشيء دافئ لامس عنقي برفق جعل الدم يتجمد

في عروقي ثم تركني فابتعدت عنه وأمسكت المكان في عنقي

ونظرت له وقلت باشمئزاز " ماذا فعلت يا وقح "

فضحك وتوجه جهة الباب وفتحه وخرج وتركني أمسح مكان

قبلته بقوة وغيظ فضحكت سراب من خلفي وصفقت وقالت

بحماس " ما كل هذا قلبي الضعيف لا يحتمل "

نظرت لها بغيظ فضحكت ونظرت للمصورة وقالت

" هل صورتِ القبلة على العنق يا حمقاء أم بقيتِ تشاهدينه فقط "

قالت ببرود " البركة في من تبقى وسألتقطها لك أنتي وزوجك "

دخل حينها عمي يتبعه ابن شقيقته الذي وقف عند الباب متكأ

بإطاره وقال عمي " خذ زوجتك يا إياس بما أنه الليلة ليس

ورديتك في العمل هنا فقد أتعبناك معنا "

شهقت ونظرت له وقلت " ماذا !! يأخذني أنا معه "

قال " نعم "

قلت بصدمة " أين ؟؟ "

قال مبتسما " لمنزله طبعا ألستِ زوجته الآن "

قلت باعتراض " أنت عمي وأنت من يفترض أن

أذهب معه وليس هوا "

تنهد وقال " نعم لكن ليس وأنتي متزوجة وسينتشر خبر

زواجكم بعد ساعات قليلة فماذا ستقول الناس عنكما "

قلت باستياء وتذمر أنفض الفستان بيدي " لا أريد لا أريد , هوا

تزوجني من أجل مشكلة الفضيحة وتصورنا وانتهى "

قال بنفاذ صبر " ترجمان لا وقت لدينا نضيعه معك "

كان ذاك الصخرة واقف هناك دون حراك ولا كلام طبعا

فقلت باستياء " ضننت أني وجدت عمي وظهرا لي يحقق

ما أريد ليس مستغلا لي وللظروف "

نظر حينها جهة ذاك الواقف هناك وقال " أتركها معي ليومين

إذا وتكون فرصة لتخبر والدتك وشقيقاتك وترتب أمورك أولا "

قال مغادرا " وتلك أمنيتي أيضا وأتركها للأبد أفضل "

ثم غادر ذاك الوقح , ومن قال أني أريد البقاء معه أو الذهاب

لا بعد يومين ولا عشرة , نظرت لسراب فكانت تنظر لي

وتكتم ابتسامتها فوضعت يداي وسط جسدي وقلت بضيق

" نعم اضحكي لما تخفينها عنا "

ثم نظرت لعمي وقلت " قل أن من تزوجها ذاك الذي

تعرّف عليها هنا "

ضحك ورفع هاتفه لأذنه وقال " آسر دقيقتان أو ثلاث وتعال "

نظرت لها حينها وأطلقت ضحكة عالية وهي تنظر لي بضيق ثم

قلت " تستحقين هذا لستُ وحدي من تزوجتْ عدوها اللدود "

تم توجهت للغرفة لأنزع الفستان وأخرج لأَحضرها وأشمت

فيها كما فعلت معي





*~~***~~*






أخذني في سيارته وكنت طوال الطريق أفرك يداي بتوتر ونظري

عليهما , يا إلهي ياله من شعور ... رجل غريب أنتي وهوا في

مكان مغلق ولا أحد يحاسبه على شيء ولا حتى نفسك والمصيبة

أنه كان يوثر لي أعصابي وأهابه منذ أول مرة رأيته وآخر ما كنت

أتوقع أن يتزوجني , لم ينطق بحرف طوال الطريق ولا صوت سوا

لتنفسه الهادئ وأنفاسي المضطربة التي أحاول تهدئتها بأخذ شهيق

وزفير كل حين حتى وصلنا لحي بمنازل واضح جدا عليها الرقي

هل يسكن هنا يا ترى ؟ سيكون صاحب ثروة بالتأكيد إن كان يعيش

هنا والمصيبة إن كان جلبني لمنزل زوجته وليس منزلا مستقلا , وقفنا

أمام أحدها وانفتح الباب آليا ودخل بالسيارة حتى وقفنا أمام المنزل

وقال وهوا يفتح الباب وينزل منها " اتبعيني "

كانت أول كلمة يقولها لي منذ خرجنا فتنفست بقوة وفتحت الباب

ونزلت ووقفت خارج السيارة ونظرت حولي , كان نظام توزيع

الأضواء هنا في الخارج رائعا ومنظرها مبهر أعطت لهذه الحديقة

مظهرا مميزا رغم روعتها حتى من دونها , أول مرة أدخل لمنزل

هكذا فلم أعرف حياتي سوا منزل العجوز الذي عشنا فيه ولم يكن

يزرنا أحد وممنوع جلب صديقات والاحتكاك بهن بل لم نرغب

نحن بذلك كي لا يتهمنا أحد بأننا سحرناه بما أن الساحرة الكبرى

نعيش معها , اتجه لباب المنزل وأنا خلفه وفتحه بالمفتاح ودخل

وأنا أتبعه , كان المنزل لا يقل فخامة عن خارجه وأثاثه مبهر

وألوانه غريبة ومميزة , وقف فجأة فوقفت أيضا وقال موليا ظهره

لي " انزعي السترة لا رجال هنا غيري ولأني سأعود لعملي

ولا أريد الصعود لأخذ غيرها "

نزعتها حينها ببطء ودون نقاش ووضعتها على الأريكة بجانبي

ثم تحرك واختفى في أحد الممرات , غريب أليس له أخوة ثم

لما لا يريد أن يصعد لجلب سترة غير هذه !! بعد قليل عاد وتتبعه

سيدة تبدوا في الخمسين أي متوسطة العمر كانت تتثاءب وتحاول

جمع شعرها للخلف ووصلا عندي والتفت لها وقال

" هذه دُرر زوجتي "

نظرت لي بصدمة ثم له وقالت " من قلت !! "

قال ببرود " زوجتي فأوصليها لأي غرفة هنا لأني

سأرجع لعملي "

فركت عيناها جيدا ونظرت لي بتركيز ثم قالت " كيف هكذا

تزوجتها فجأة وفي آخر الليل "

توجه للأريكة ورفع سترته من عليها قائلا " سنتحدث فيما

بعد ورائي عمل كثير هناك "

ثم توجه نحو الباب وهوا يغلق أزرارها فنظرت جهته وقلت

" أواس "

فوقف مكانه ولم يتحرك ولم يلتفت لي وقال بعد قليل

" نعم "

بقيت أنظر لقفاه بصمت ولست أعلم لما يوليني ظهره دائما

ويتجنب النظر لي ؟؟ قلت بهدوء " هل ستتركني هنا وتذهب "

كان غرضي مما قلت سؤاله عن هذا المكان والمرأة الواقفة

بجانبي عنه وعني بعد الآن , تحرك حينها قائلا بلهجة جافة

بل وقاسية " وهل تريدي أن أبقى معك هنا وأترك عملي "

ثم خرج وضرب الباب خلفه بقوة فبلعت غصة شعرت بها

كالحجر في حلقي , كيف يتركني هنا ولم يُعرّفني حتى بهذه

السيدة ولا بنفسه ولا وضعي معه , نظرت لها فكانت تنظر

لي بصمت فنظرت للأرض وقلت " آسفة أعلم أنـ.... "

أمسكت يدي وقالت " لا عليك ومبارك لكما تعالي لآخذك

لغرفة ابنتي هنا بما أنها لا تأتي إلا نادرا "

تحركت معها منصاعة وهل لي أن أعترض على شيء , دخلنا

الغرفة كانت مرتبة وجميلة وراقية , التفتت لي وقالت

" هل تريدين طعاما أو أي شيء "

هززت رأسي بلا فقالت " لن أسألك عن شيء نامي وارتاحي

وحديثي سيكون مع ابن أخي لأفهم سبب هذا الزواج الغريب "

قلت بشبه همس " هل أنتي عمته "

قالت باستغراب " نعم ألم يخبرك !! "

هززت رأسي بلا فتنهدت وقالت " لا أعلم ما يفعل وكيف يفكر "

ثم نظرت لفستاني وقالت " ألم تحضري معك ثيابا ؟؟ أين حقيبتك "

نظرت للأرض ولم أتحدث وأشعر أني أصبحت والسجادة التي عليها

سواء , ما هذا الموقف المحرج ماذا سأقول لها الآن فلا أريد أن

أكذب ولا أحب الكذب والحقيقة لن يجرؤ لساني على قولها

قالت عندما طال صمتي " الخزانة فيها بعض ثياب ابنتي

يمكنك ارتداء شيء تنامين به حتى تحضري ثيابك "

قلت ورأسي لازال أرضا " شكرا لك سيدتي وآسفة حقا

على وجدودي الغريب "

وضعت يدها على كتفي فرفعت نظري لها فقالت بهدوء

" لا عليك ونادني عمتي لا داعي لسيدتي "

ثم قالت مبتسمة وهي تنظر لملامحي " كيف ترك كل هذا

الحُسن وعاد لعمله "

شعرت بكلماتها كسكين انغرس في قلبي أكثر من كونها إطراء

لي فكما قالت كيف تركني وغادر بل لن أستغرب ذلك فلا

واحدة منا سيتزوجها أحد من هناك إلا مكرها

غادرتْ الغرفة بعدها وأغلقت الباب خلفها وتركتني وحدي أيضا

نظرت لكل شيء حولي وتنهدت بأسى ثم توجهت للخزانة فتحتها

فكان معلق فيها مجموعة لا بأس بها من الثياب , أخرجت فستانا

قطنيا قصيرا ووضعته على جسدي فكان المقاس مناسبا لي تماما

فتبدوا ابنتها ليست بدينة , ترى من تكون زوجته إن كانت ليست

ابنتها ! لابد وأنها في الأعلى حيث لا يريد الصعود ونائمة ولا يريد

إزعاجها , هززت رأسي أرمي منه كل هذه الأفكار وأعدت الفستان

مكانه وبحثت عن بيجامة فكانت جميعها ببنطلونات قصيرة للركبة

ولم أجد واحدة طويلة , ما هذا الموقف المحرج كيف سأرتدي إحداها

ويراها ولن أستطيع أخذ شيء آخر لأنها أذنت لي ببيجامة فقط

أخرجت أستر واحدة من بينهم حيث كانت بكمان يصلان لربع الذراع

أو أقصر بقليل , سيئة لكن أفضل من التي بلا أكمام أبدا , أخذتها معي

لحمام الغرفة وكان كل شيء موجود فيه استحممت ولبستها ثم خرجت

جففت شعري بمجفف الشعر هنا ثم نظرت للساعة على الحائط , ما يزال

أمامي أكثر من ساعة على وقت الفجر وأشعر بنعاس شديد لكن إن نمت

فلن يوقظني أحد وهاتفي اختفى منذ دخلنا ذاك المنزل وهجم علينا أولئك

الشبان , شعرت بجسدي ارتجف من ذكرى ما حدث فحضنت نفسي

وقلت بهمس خافت " حمدا لك يا رب أي مصاب إلا أن يضيع شرفنا

وسمعتنا شكرا لك يا الله استجبت لدعائي "

وقفت بعدها وتوجهت للباس الصلاة هنا وأخذته لبسته وصليت

ركعات الليل وركعتين شكرا لله ودعوت لسراب وترجمان فلست

أعلم حتى من تزوجتا وما سيحل بهما





*~~***~~*






دخلت ترجمان الغرفة لتنزع الفستان لألبسه بعدها طبعا وكأننا

متسولات نتبادل فستانا واحدا الله أعلم من تصدق به علينا في

هذا الليل وقد يكون أحدهم متزوجا وجلب فستان زوجته وهنا

الكارثة فمن التي ستنزل ضرة على أخرى قد تقطعها بأسنانها

لأنها أخذت زوجها , دخل حينها ثقيل الدم ذاك فنظرت للبعيد

متجنبة النظر له وخرجت ترجمان من الغرفة قائلة

" تركته لك في الداخل "

تأففت وقلت " لما لا أتصور كدُرر بفستاني هذا "

قال عمها خارجا من خلف مكتبه " به سيكون أفضل , هيا

يا ترجمان عليا إيصالك للمنزل والعودة فورا "

قالت بصدمة " ماذا !! لكني أريد البقاء حتى تذهب سراب "

نظرت لها وقلت بابتسامة شامته " تستحقي هذا

تريدين السخرية مني ها "

قالت بضيق متوجهة جهة باب الغرفة " بل أردت أن

أكون معك لكنك لا تستحقين "

خرج بعدها عمها قائلا " صوريهما وأخرجي الصور سريعا

أعود وأجدها جاهزة "

ثم غادر وأغلق الباب وقالت المصورة " بسرعة سيدة سراب ألبسيه "

دخلت الغرفة أتمتم بغيظ " سيدة !! ما أبشعها من كلمة لأنها بسببه "

لبست الفستان هناك , كنت أراه على ترجمان جميلا لكني أراه

على نفسي الآن أجمل , من أين حصلوا على هذا الفستان الرائع

الفخم المميز , لا وغادروا جميعهم وتركوه أي أنه سيكون لي

قفزت بحماس ثم فتحت باب الغرفة وخرجت وكان عريس الغفلة

يقف حيث الجدار الذي سنأخذ الصورة عنده وينظر لي بتململ

نظرت له من أعلى لأسفل نظرة تقييميه ببنطلونه الجينز وقميصه

الرمادي فهوا الوحيد بينهم لم يكن يرتدي بذلة الشرطة , لا بأس به

شاب ووسيم لأنه يشبهني طبعا , وضابط أي سيكون مستواه

المعيشي فوق الجيد أفضل من عجوز وفقير أو أن يكون شرطيا

بسيطا لا شيء لديه , قال ببرود " تحركي هل ستتأملينني طويلا "

لويت شفتاي وقلت " لا تغتر بنفسك يا أخ "

ثم توجهت نحوه ووقفت بجانبه وقالت المصورة " اقتربي

سيدة سراب يفترض أنك عرفتها من كثرة ما قلتها الليلة "

قال حينها الواقف بجانبي " لا داعي لذلك هذا يكفي "

نظرت له نظرة باردة ثم التصقت به فلنرى مادام هذا سيزعجك

التقطت الصورة سريعا وابتعد من فوره وقال متوجها

جهة باب الغرفة " اتبعيني بسرعة "

نظرت للفستان ولنفسي كيف سأخرج هكذا ؟ سمعت صوته

من الخارج صارخا " بسرعة "

فأخذت عباءتي سريعا ووضعتها على جسدي وخرجت مسرعة

وذيل الفستان يتبعني وكأني خارجة من صالة أفراح وليس قسم

شرطة ويبدوا أن هذا الفستان من نصيبي حقا وهذا أجمل ما حدث

معي الليلة , توجه لسيارة معينة وأنا أتبعه وركبها ففتحت الباب

بجانبه وركبت بصعوبة بسبب الفستان وانطلق من قبل حتى أن

أغلق الباب وأجمع الفستان معي في الداخل فقلت صارخة

ونظري للخارج " تمهل ذيل الفستان بقي خارجا "

قال ببرود " لا يهم أغلقي الباب "

نظرت له وقلت بحدة " قلت توقف ستفسده عليا أريده جديدا "

ضحك حينها ضحكة عالية ثم قال ونظره على الطريق أمامنا

" لن يتناسب والمنزل يا عروس "

تجاهلت تفسير كل ما قال ورفعت الذيل بعد جهد لأن السيارة

لم تكن تسرع وأغلقت الباب بقوة وبدأت أبحث عن الإنارة في

السقف فأنزل يدي وقال " لا تتعبي نفسك لا يوجد شيء "

تأففت وقلت " ما هذا سيارة بدون ولا إنارة في سقفها

هذا وأنت ضابط في الشرطة "

لف ودخل لحي واسع وقال " لم تري شيئا بعد "

نظرت له باستغراب فنظر لي ثم عاد بنظره أمام وقال بسخرية

" احمدي الله إن وجدتِ إنارة في سقف غرفتك "

فتحت فمي أنظر له بتجهم فأوقف السيارة في ساحة ليس بها سوا

سيارات متراصة بعشوائية وقال " انزلي نوشك أن نصل "

نظرت حولي وقلت بصدمة " ما قصدك بأن أنزل ونوشك أن نصل "

فتح الباب ثم قال وهوا يفتش عن شيء في الدرج عنده بضوء

هاتفه " أعني أن الحي الذي أسكن فيه ضيق والسيارة لا تدخل

هناك فسنتابع الطريق سيرا , هل وضحت الصورة الآن "

قلت بصدمة " ماذا !! كيف أنزل بهذا الفستان وكم شارع

لنصل لشارعك المنشود "

نزل من السيارة قائلا " شارعين , بسرعة أو ذهبت وتركتك

لأني متعب وأريد أن أنام فوردية عملي اليوم "

تأففت مرارا وتكرارا أنفض يداي وأبكي دون صوت وألعن كل

شيء خطر في بالي خصوصا العجوز تلك فضرب الباب بقوة

وغادر فنظرت له وخطواته تبتعد عني ثم نزلت من فوري

وقلت منادية له " هيه انتظر أين ستذهب وتتركني "

وقف والتفت لي وقال " تحركي بسرعة "

سلمت أمري لله وتبعته أمسك عباءتي لتغطي النصف العلوي من

جسدي لأن ثمة هواء يتحرك وتركت الفستان يسبح خلفي في التراب

وأنا أتبعه محاولة مجارات خطواته السريعة وكأنه يتعمد فعل ذلك

ليتعبني , اجتزنا شارعين وثالث ورابع فوقفت وقلت بتذمر

" هيه نحن نلف من ساعة أين المنزل "

قال حينها " ها هوا هناك "

تحركت قائلة " مررنا من هنا سابقا أليس كذلك "

وقف أمام باب حديدي أحمر طلائه يكاد يختفي وقال

" نعم يبدوا أني لم أنتبه "

ضغطت على أسناني من الغيظ فيبدوا يتعمد كل هذا ليلف بي كل

هذه الشوارع لا وقال متعب ويريد أن ينام , نظرت للفستان خلفي

بحسرة وأنا أرى ذيله الذي تحول من اللون السكري للبني بسبب ما

مر فوقه , بدأ بفتح الباب مصدرا صريرا قويا وكأنه صاروخ يعبر

الجو فقلت بانزعاج " هذا باب أم برميل قمامة "

دفعه للداخل ليصدر صريرا أعلى ودخل قائلا

" توقفي عن التذمر وادخلي "

تبعته قائلة " وما الذي يجعلني لا أتذمر ها "

وقف والتفت لي لأصطدم بصدره فعدت خطوتين للخلف فأشار

لي بإصبعه على الباب في صمت فقلت بسخرية " أَخرج

نعم ولما لا فلا شيء يعجبني فيك "

أشار بإصبعه عليه وقال بحدة " بل أغلقيه بعد دخولك وخروج

من هنا لن تخرجي وجربي أن تعتب قدماك خارجه "

بقيت أنظر له بجمود فقال بغضب " تحركي "

فانتفضت في مكاني ثم عدت ناحيته أتأفف ودفعته بقوة وأغلقته

بصعوبة , هذا بوابة وليس باباً !! التفتُّ بعدها أنفض يداي من

الغبار الذي علقت فيهما منه فكان واقفا مكانه ينتظرني فوضعت

يداي وسط جسدي وقلت بضيق " تمت المهمة ماذا بعد "

أولاني ظهره وتحرك للداخل قائلا بأمر " لا شيء سأنام

ولا تزعجيني مفهوم "

ثم دخل إحدى الغرف وأغلق الباب خلفه من الداخل وتركني وحدي

وسط المنزل المفتوح من الأعلى وأصوات صراصير الليل تملأ المكان

نظرت حولي كان هناك ثلاث أبواب أخرى غير الذي أغلقه خلفه

كل شيء قديم كل شيء متهالك ومتهتك , ما أجمل منزل العجوز الذي

عشت فيه على هذا , نظرت تحتي حيث كانت الأرضية اسمنت فقط

فقوست شفتاي وأشعر بحسرة لم أشعر بها حياتي , أيعقل أن هذا

منزله وسنعيش هنا ! لا يا إلهي هذا فوق طاقتي واحتمالي

توجهت لأحد الأبواب ودفعته فكان مطبخا وحالته ليست بأفضل من

باب المنزل وثمة صحون وأكواب في مغسلته الحديدية لازالت بلا

غسل , تركته وتوجهت للباب الآخر فكان حماما فتوجهت للثالث

والأخير فكان صالونا قديم الطراز وتلفاز صغير فقط , أين سأنام

الآن بل كيف سأنام بهذا الفستان , كله بسببه لم يعطني مجالا ولا

لجلب فستاني الذي كنت ارتدي , توجهت نحو الغرفة التي دخلها

فمؤكد غرفة نوم , طرقت الباب ولم يجب فطرقت بقوة فخرج

صوته صارخا " قسما يا سراب طرقة أخرى وأكسر لك أصابعك "

قلت بتذمر " أخرج وجد لي حلا أين سأنام وكيف "

لم يجب وكأنه لم يسمعني فقلت صارخة " آآآآسر "

ولا حياة لمن تنادي فقلت بقهر " ونعم الزوج حقا "

ثم تركت المكان ودخلت الغرفة الوحيدة المتبقية , نظرت من

حولي لا شيء هنا ولا حتى فراش أو بطانية أنام عليها , توجهت

للأريكة وجلست فوقها وأنا أتمتم بقهر " لن أبكي لا تبكي

يا سراب لا شيء يستحق دموعك "

ونجح الأمر كعادتي دائما حين يجتاحني الضعف والرغبة في

البكاء , أغلقت باب الغرفة بسبب أصوات الكلاب في الخارج

لأنها كانت وكأنها هنا وشعرت حقا بالخوف ثم عدت للأريكة

وجلست قليلا ثم اتكأت عليها منكمشة على نفسي وقليلا وأقع فلمن

ستتسع هذه العته لي أم للفستان الذي كان لا يليق بالمنزل كما

قال وأصبح الآن أسوء منه






*~~***~~*






دخلت المنزل ووجدت والدتي جالسة وسطه وفي يدها مسبحتها

ووقفت ما أن رأتني وقالت بقلق " إياس بني شغلتني عليك أين كنت "

اقتربت منها وقلت " أمي هل أنا طفل ؟ ثم ها أنتي تريني

أمامك ببذلة الشرطة "

قالت بهدوء " لكنه لم يكن يوم عملك ومؤكد مداهماتكم

المعتادة , كنت طمأنتني ولو بالهاتف "

أمسكت رأسها وقبلته وقلت " حسنا لن أعيدها فقط لا تسهري

ثانيتا هكذا وتتعبي نفسك فأخبار السوء تصل في أوانها "

قالت بخوف " بسم الله أبعد الله الشر عنك بني "

أمسكت يدها وقلت متوجها بها جهة غرفتها

" ها قد عدت فنامي الآن "

قالت وهي تسير معي " وقت الفجر أصبح قريبا وسأصلي

أولا أخشى أن يسرقني النوم "

ضممت كتفيها بذراعي وقلت ونحن ندخل غرفتها " إذا ثمة ما

أريد التحدث معك فيه بما أنك لن تنامي ولا داعي لتركه للصباح "

جلست على الأريكة وشدت يدي لأجلس بجانبها قائلة

" خيرا إن شاء الله "

جلست وقلت ببرود " نصف ونصف "

قالت بحيرة " ماذا تقصد بهذا يا إياس "

تنهدت وقلت " أقصد نصفه خير ونصفه شر "

قالت بقلق " إذا هات الخير أولا "

نظرت لكفها بين يداي وقلت " وجدنا ترجمان ابنة خالي أحمد "

شهقت بقوة ثم قالت بفرح " قل قسما وجدتموها وكيف "

نظرت لها وقلت " الأمر أكيد مئة بالمئة أما كيف فهذه حكاية

طويلة والأهم في كل القصة "

قالت باستغراب " قصة ماذا ثم كيف وجدتموها بعد كل

هذه السنوات ونحن ظنناها ميتة "

ثم قالت بسرعة " والنصف السيئ هل يخصها هي ؟ هل

بها مكروه ؟ هل تضررت "

قلت ببرود " لا تخافي عليها سبع ابنة سباع "

نظرت لي بصدمة فقلت بعبوس " تزوجتها منذ أكثر

من ساعتين "

شهقت بقوة أكبر هذه المرة وقالت " تزوجت من !! "

نظرت للأرض وقلت " تزوجتها ترجمان ابنة شقيقك "

قالت بتذمر " اشرح لي لأفهم شيئا يا إياس ولا تجنني معك "

تنهدت بضيق وبدأت أسرد عليها ما حدث حتى اللحظة ثم قلت

" وما قلته أريد أن يكون بيننا ولا حتى شقيقاتي يعلمن به

سنقول وجدناها وتزوجتها وانتهى "

هزت رأسها وقالت بضياع وحيرة " لا أصدق ما أسمع كيف

يختطفوهن كل هذه السنوات لينتقموا لأناس أكل أجسادهم

التراب وقضية طواها الزمن بل وكانوا هم المذنبين "

قلت بهدوء " هكذا حدث ولا أحد للآن يصدقه ولا يستوعبه "

قالت بتوجس " وأين هي الآن لما ليست معك بما أنك تزوجتها "

نظرت بعيدا وقلت بضيق " ذهبت مع خالي رفعت لمنزله "

قالت باستغراب " ولما !! "

وقفت وقلت " لا فرق هنا أو هناك كله واحد "

قالت ناظرة لي للأعلى " أرى هذا أفضل كي تجهز غرفة

لكما أولا ونجهز استقبالا لها بدلا من حفل الزواج "

قلت مغادرا الغرفة " لا داعي يا أمي لا داعي "

ثم خرجت من عندها وصعدت لغرفتي وأشعر حقا بالضيق

والغضب ولا أنكر أن أغلبه بسبب فرض رأيها علي وذهابها

معه دون حتى أن تطلبها مني أنا , تمرد وعصيان من بدايتها

يا ترجمان وخالي بدلا من أن ينبهها لذلك وقف معها , رميت

السترة على السرير بقوة ثم دخلت الحمام لآخذ حماما يريح

عضلاتي المتعبة وأصلي وأنام ولو قليلا






*~~***~~*






مند وضعني عمي هنا غادر ولم أراه ولا حتى الصباح , تجولت

في المنزل حتى حفظته وأستغرب لما هوا وحيد لا زوجة لا أبناء

ولا أحد يعيش معه سوا تلك الخادمة الكسولة ! طبعا أكلت كل ما

اشتهت نفسي وتمنيت أن سراب معي فهي تحب الطعام على أصوله

نمت في غرفة بسرير مريح وأغطية ناعمة وتكييف من دون صوت

ليس كالذي كان لدينا في منزل تلك العجوز صوته تسمعه من آخر

الشارع وبلا مفعول فكم كانت دُرر تقف أمامه شعرها مفتوح لتبرد

من حره , آه يا دُرر ترى أين أنتي وما حل بك أخاف عليك أكثر منا

لأني أعرفك كتومة وتتحملين وتصبري ولا تتكلمي وتعبري عما في

داخلك مثلنا لنا لسان يأخذ بالحق ويزيد , نزلت السلالم الذي صعدت

ونزلت عليه عشرين مرة وأنا أجوب المنزل كل شبر بشبر , ما

فهته من الخادمة أن عمي رفعت يستقبل رجال شرطة كثر هنا

ليثه جلبني للعيش معه دون الزواج من ابن شقيقته ذاك وخلصني

من وجع الرأس , لما حظي هكذا لكنت عشت هنا ملكة لكن لا بأس

هوا لا يطيقني وعند أول مشكلة معه سأترك له منزله وآتي هنا

وأجدها عذرا ويطلقني بما أنه لي أحد غيره , دخلت المطبخ

فنظرت لي الخادمة وقالت ببرود " فطور آخر "

ضحكت وسحبت الكرسي وجلست قائلة

" لا شبعت سأنتظر الغداء "

نظرت لي بصدمة ثم أشارت بأصابعها وقالت

" ثلاثة فطور وتتناول غداء "

قلت ببرود " نعم هل لديك مانع "

أولتني ظهرها ولم تعلق فقلت " كيف تعيشين مع

هذا الملل هنا وحيدة "

قالت وهي منشغلة بما تفعل " أنا لا يمل يطبخ يجلي يغسل

ثياب ينظف كيف يمل إن كان أنت يشعر بالملل تعال ساعدني "

قلت بسخرية " في منامك , ما صدقت أن وجدت خادمة

تخدمني لأعمل "

ثم قلت باهتمام " أليس لعمي رفعت زوجة أو أبناء "

قالت وهي تفتح الثلاجة " اسأل هوا ليس أنا "

لويت شفتاي وتمتمت " هذه حرباء وليس خادمة "

التفتت لي وقالت بضيق " أنت حرباء وزلحية "

ضحكت كثيرا وقلت " سحلية وليس زلحية , هل تعلمي

أني أحببتك "

قالت مبتسمة " وأنا أحببت أنت , هل سيبقى معنا "

قلت بحسرة " يا ليت فكيف سأهرب من تلك

البيضة المسلوقة "

نظرت لي باستغراب ثم قالت " من بيضة ؟؟ "

قلت ببرود " قالوا زوجي لكن الأمر لن يدوم "

هزت رأسها بعدم فهم ثم قالت " كيف أنت متزوج وهنا "

دخل حينها عمي رفعت بلباس عمله وفي يده جريدة , وضع

يده على كتفي وقال مبتسما " كيف وجدتِ المنزل "

نظرت له وقلت مبتسمة " رائع كم أتمنى أن لا أخرج منه "

ضحك وقال " إياس الرجل الوحيد الذي أؤمنه عليك "

قلت بعبوس ونظري له للأعلى " أشك في ذلك , من أين

تجد كل هذه المميزات التي تراها فيه "

ضحك مجددا وسحب الكرسي وجلس بجانبي ووضع الجريدة

على الطاولة أمامه وقال " أخبريني من أين تعرفيه وما

سبب كل هذه العداوة "

ضحكت كثيرا ثم بدأت بسرد لقاءاتي به وما حدث معي وهوا

يضحك دون توقف حتى انتهيت ثم أشار للخادمة وهوا يسعل

فناولته كوب ماء بسرعة وشربه ثم وضع الكوب على الطاولة

وطوق كتفاي بذراعه وضمني لكتفه وقال " ترجمان إياس في

حسبة ابني تحمل كثيرا ورعى شقيقاته وهوا صغير , ورجل

كان يقف لظروفه بقوة فاكسبيه في صفك "

قلت ببرود " سأحاول "

فضحك مجددا ثم رفع الجريدة من على الطاولة ومدها

لي وقال " أنظري للخبر "

ابتعدت عنه وأخذتها منه قائلة " لا تقل صورنا البارحة "

ضحك وقال " نعم لكن الوقت أول ليلة أمس وأدركنا الأمر

سريعا فحتى من طبعوا شيئا سحبوه لأن الخبر لم يعد بفائدة "

ثم وقف وغادر قائلا " سيشي أيقظيني عند الغداء "

ثم ابتعد وصوت خطواته يصعد السلالم ففتحت الجريدة بسرعة

وكانت صورتي وذاك المغرور أول صورة فقلبتها سريعا , ذاك

الوقح هل يعجبه هذا وعمي يراها , كانت الصورة التالية لدُرر

وذاك الوسيم بجانبها يضع يده على كتفها وينظر لها , لا أعلم لما

أشعر أنهما الوحيدان اللذان يليق عليهما كونهما زوجان , لا وغطوا

لهما ثلث الصورة السفلي بالورود فلم يبقى يظهر منها سوا أعلى

كتفيها ولا أستغرب أن يطلبها ذاك صاحب الذوق الرفيع وجيد أنه

لم يطلب منهم أن يغطوا شعرها بالورود أيضا , نظرت للصورة

تحتها وكانت لأشخاص آخرين فقلبت الصفحة وكانت صورة

سراب وزوجها فضحكت فورا وقلت " الوقحة أنظروا

كيف ملتصقة به "

سمعت حينها صوت عمي من الأعلى مناديا " ترجماااان "

فخرجت من فوري من المطبخ فكان في أعلى السلالم يمسك

هاتفه وقال مادا إياه لي " تعالي لتتحدثي مع عمتك فلن

تدعني أنام حتى تكلمك "

لابد وأنها والدة إياس فلم يذكر لي غيرها , صعدت السلالم

ركضا وأخذته منه وقلت مبتسمة " هل تتركني أكلم به شقيقتاي "

قال مبتسما " هواتفكم لازالت في القسم وحين أعطي زوج كل

واحدة منهما هاتفها سأحضر لك هاتفك وتحدثي معهما كما تشائين "

قلت بلهفة " متى "

قال مغادرا " بعد أن أنام وأتناول الغداء "

ركضت خلفه قائلة " عمي انتظر "

وقف والتفت لي فوصلت عنده ووقفت مقابلة له وقلت

" كيف يكونان من تزوجا بهما ؟ أنا حقا قلقة عليهما "

قال بجدية " لا تقلقي رجالي وأعرفهم وإن كان الأمر حدث

مفاجأة ورغما عن بعضكم لكن الرجل يبقى رجلا "

أبعدت الهاتف وقلت بصوت منخفض " كنت

زوجتني بغير ابن شقيقتك الذي يكرهني "

هز رأسه بلا وقال " آسر شاب ظروفه صعبة حاليا وورائه

قضايا ومحاكم ولا أريد لك تلك الحياة رغم أنه شاب لا يقاس

بالمال أما أواس فاختار دُرر بمحض إرادته هل أفرضك عليه "

قلت بحسرة " علمت هذا منذ البداية كم هي محظوظة دُرر "

قال بنظرة ناهرة " لا تقولي هذا أمام زوجك ولعلمك

فأواس متزوج "

شهقت وقلت " ولما اختارها وتزوجها إذا "

هز رأسه بمعنى لا يعينا هذا ثم قال مغادرا

" أجيبي على عمتك ساعة وهي تنتظر "

نظرت للهاتف في يدي ثم وضعته على أذني وقلت

" مرحبا عمتي "

جاء الصوت الحنون في الطرف الآخر قائلة بلهفة

" مرحبا ترجمان يا ابنتي حمدا لله على رجوعك

لنا ومبارك لك ولابني "

قلت مبتسمة " شكرا لك عمتي خشيت حقا أن

يزعجك طريقة زواجنا "

قالت من فورها " حكا لي إياس كل شيء ولن يعلم غيري به

أنتي ظُلمتي ويبدوا قاسيتِ فلن نظلمك أكثر ولن أتمنى أفضل

من ابنة شقيقي له لأني تمنيت حقا لو كان لي فتاة من عائلتي

أزوجه بها "

ابتسمت بحسرة ولم أعلق فقالت " لن أدعه يجلبك قبل أن

ننهي الترتيبات ونجهز حفلا صغيرا لك "

قلت بابتسامة " لا داعي لكل هذا فكل ما أريده أن أراك "

سمعت حينها صوت رجولي يحدثها ثم قالت له

" انتظر لا تغادر أريدك بني "

" لا لن أؤخرك الأمر مهم "

ثم قالت بصوت مبتسم " تعال هناك من قد تريد سماع صوته "

قلت حينها سريعا " عمتي هذا عمي رفعت يناديني لابد

وأنه يريد هاتفه وداعا الآن "

قالت من فورها " وداعا إذا وسأتحدث معك لاحقا "

ثم أنهيت الاتصال وتوجهت جهة غرفة عمي متمتمة

" قال يكلمني قال وأنا من سعدت بفراري منه ولو

ليومين لا أراه ولا أسمع صوته "

طرقت باب غرفته فوصلني صوته من الداخل " أبعديه

عني يا ترجان فلن يدعني أنام وسآخذه منك فيما بعد "

وبالفعل ما أن أنهى كلامه حتى بدأ بالرنين فنظرت للباب

ثم رفعت كتفاي وعدت لغرفتي وأخذته معي وهوا في رنينه

المستمر وتقابلت والخادمة عند الباب فأخذته من يدي فورا

ووضعته على أذنها قائلة " عكيد رفعت ينام الآن "

" لا يستطيع "

" حادر أنا يقول له "

ثم أعادته لي وواصلت طريقها وأنا أنظر لها بصدمة , يبدوا

أنه يترك هاتفه معها حينما ينام وهي تتولى مهمة تصريف

جميع من يتصل به , ابتسمت بمشاكسة وقد أعجبتني الفكرة

فدخلت الغرفة ورن من فوره فأغلقت الباب وأجبت دون حتى

رؤية من يكون وقلت " عذرا الرقم الذي طلبته قد يكون مقفلا

أو خارج التغطية أو لا يوجد لديه هاتف "

الصمت كان جواب الطرف الآخر فقلت " تووووت أترك

رسالة بعد سماع الصفارة "

ليأتيني الصوت الحاد قائلا بغضب " ترجماااان "

شهقت بصمت ثم بلعت ريقي وقلت بهمس " نعم "

قال بحدة " لما تجيبين على هاتفه "

وكان الرد مني طبعا أن أغلقت الخط في وجهه , لما لم

يجلب لي حظي غيره يتصل به الآن !!!






*~~***~~*








كنت في برميل مغلق عليا ولا أستطيع الخروج منه ثم بدأ

أحدهم يطرقه من الخارج بقوة تصدع الرأس والأذنين فقفزت

واقفة أنظر حولي لأكتشف أني لازلت في تلك الغرفة التي نمت

فيها وبنفس الفستان فأمسكت رأسي بتألم , إذا حقيقة كل ما حدث

ذاك المنزل والشرطة والمركز وذاك الزواج الغريب الكارثي

عاد الطرق القوي على الباب مجددا فقلت بصراخ

" خارجة خارجة توقف "

ثم تأففت بقوة وتوجهت للباب وفتحته ولم أجده أمامه , خرجت

من الغرفة فكان خارجا ببذلة الشرطة من غرفته التي نام فيها

وكان يعدل حزامها وقال ناظرا لي " كل هذا نوم لم أتصور

أن الأريكة مريحة لهذا الحد "

تجاهلته ونظرت للجانب الآخر دون أن أجيب فقال

" الفطور سامحتك فيه برضاي الغداء آتي عند الثانية

ونصف أجده جاهزا "

نظرت له باستخفاف من كلامه فقال ببرود وهوا يضع سلاحه

في الحزام وقد حول نظره عليه " وهل لديك أي اعتراض أم

تضني أني تزوجتك لتنامي وأخدمك أنا "

ثم تحرك جهة باب المنزل فقلت " هيه انتظر "

وقف والتفت لي واضعا يداه وسط جسده فقلت " أريد ملابس

كيف أخدمك بهذا الفستان ثم عليك أن توفر كل شيء

أحتاجه لأطهو لك وأريد غرفة وسريرا "

أشار برأسه للمطبخ وقال " كل ما استطيع توفيره تجديه هناك

غيره لا يمكنني جلبه وغرفة بسرير أمامك هناك تنامين فيها أو

جدي لك حلا غيرها وملابس لا يمكنني جلبها حتى وقت

عودتي في الغد "

ثم توجه للباب من فوره فتحه وخرج وأغلقه خلفه بقوة زلزلت

الحي بأكمله لأنه طبعا لا يغلق إلا بهذه الطريقة , ضربت بقدمي

بتذمر عدة مرات ثم جلست على الأرضية الإسمنتية والفستان

حولي وقد كرهت حتى وجوده على جلدي , ما هذه الحياة وما

هذا المنزل والزوج , هذا وهوا ضابط في الشرطة يعيش في هذا

المنزل الذي تعافه الحشرات , نزلت على جفني أول دمعة قهر

وحسرة فمسحتها سريعا , لن أبكي سأتخلص منه وأترك له هذا

المنزل المتعفن وسيمل ويطلقني بالتأكيد لأنه أساسا لا يطيقني

وقفت وتوجهت للمطبخ الضيق الخانق وفتحت النافذة الحديدية

بصعوبة ليدخل له بعض الهواء وكانت تفتح على المساحة

الموجودة داخل المنزل ثم نظرت من حولي , يبدوا أنه غسل

الأواني التي كانت موجودة ليلة البارحة , جيد هذه الحسنة

الوحيدة فيه لا يترك أوساخه بعده , فتحت الثلاجة الصغيرة

في الزاوية فكان بها مجموعة أكياس فتحتها فكانت جميعها

خضراوات بعضها بدأ يفسد ولا شي غيره لا فواكه لا عصائر

لا شيء سوا الخضروات والبيض والماء , أغلقتها بقوة وفتحت

الخزانة أرى ما يملك أيضا هذا المعدوم ثم خرجت من هناك

ونظرت لباب الحمام , كيف سأدخله الآن بهذا الفستان أريد أن

أستحم وأصلي الصبح الذي فآتني , انفتح حينها ذاك البرميل

ودخل منه آسر وفي يده كيسا واقترب قائلا بسخرية

" أمازلت تقفين مكانك "

قلت ببرود " لا أنت الذي لم يخرج بعد "

ضحك ورمى الكيس على الطاولة الصغيرة المصنوعة من

السعف والخيزران الذي غيرت الشمس لونه ثم قال وهوا

يغادر مجددا " هذا فستان فلا تتحججي لكي لا تطبخي "

ثم غادرا وأغلق الباب فأخرجت له لساني ثم أخذت الكيس بقوة

وغيظ وفتحته وأخرجت ما فيه وشهقت بقوة وأنا انظر للوحة

الألوان الفاقعة المدموجة أمامي , ما هذا الذوق السيئ حتى العجائز

يعافونه لا وحجمه ضعف حجمي , ذاك الأحمق يفعلها عمدا فحتى

إن كان ذوقه سيء هكذا فلن يفوته أنه ليس على مقاسي , تأففت

ونفضته في الهواء بغيظ ثم توجهت للحمام بقلة حيلة فلا حل أمامي

غيره , وقفت أمام الباب وحرت كيف سأدخل بهذا الفستان ثم

نظرت للأعلى فلم يكن هناك شيء سوا السماء والسحب البيضاء

فنزعت الفستان عند الباب ودخلت الحمام بسرعة واستحممت ولبست

خارطة الألوان التي أحضرها وخرجت وأنا أحاول رفعه وجمعه بيدي

كان واسعا حتى أن رقبته تنزل من كتفي فربطت ما جمعته منه عند

الخصر ليضيق قليلا ويرتفع عن الأرض لنصف ساقاي لكن رقبته

الواسعة لم أجد لها حلا وكلما رفعتها لتغطي كتفي نزلت لنصف

ذراعي فتركتها كما هي ودخلت المطبخ







*~~***~~*







استيقظت على صوت منبه يرن بقوة ففتحت عيناي بصعوبة ثم

جلست بسرعة أنظر من حولي فكنت في ذات الغرفة التي نمت

فيها البارحة , نظرت لكل مكان هنا أبحث عن مصدر الصوت

كان صوت رنين هاتفي أعرفه جيدا لكنه ليس هنا ثم أنا لم أحضره

معي واختفى في ذاك المنزل , غادرت السرير وأنا أسمع الصوت

من عند باب الغرفة , هل يكون في الخارج يا ترى !! كنت سأتحرك

لولا أن انفتح الباب وكان أواس ببذلة عمله فيبدوا أنه عاد للتو وجلب

هاتفي معه من هناك لأنه كان في يده وتوقف حينها على الرنين , كان

ينظر لعيناي بصمت , طريقة كم يعشق فعلها معي ولعبة كم يُتعب بها

أعصابي , نظر بعدها مباشرة لجسدي فعدت خطوتين للوراء حين

تذكرت ما ألبس فلأول مرة أكون بملابس كهذه أمام رجل بل أمام أي

أحد لأنه حتى النساء لم أكن ألبسها أمامهم , تقدم خطوتين وأدار يده

خلفه وأغلق الباب على صوت رنين هاتفي الذي عاد للاتصال مجددا







المخرج كلمات للمبدعة الغالية تالين



ترجمان ...

أنا امرأة أعشق الحرية أعيش ل نفسي ل حريتي أعيش في مملكتي
مجنونة قوية لا أخاف إن هبت ريح لتعصفني ..أنا أنثى نصفي
كبرياء و نصفي الآخر شموخ أنا أنثى كرامتي لا يعلوها مخلوق
فأنوثتي ملك كرامتي و كرامتي تزيد بريق أنوثتي حذاري يا
ابن حواء فأنت مجنون ان ظننت انك ملكتني ...



درر ...

أنا امرأة لا انحني إلا في صلاتي و اتخذ من الصمت سلاحي
لكن إياك يا سيدي أن تستهين بصمتي إياك و ظلمي فرغم صمتي
الا انني قادرة على جعلك تتوه بكلماتي .. اياك و المس بكرامتي
فصدقني ستكون لدي قدرة هائلة في تدميرك .. حذاري يا ابن آدم
عندما ابدأ بانفعالاتي فلا يهمني شيئ سوى انهاء مأساتي ..



سراب ..

لست كسابق إخوتي فأنا تلك التي أحبت المال و شادت به القصائد ..
أطلق عليي من للقضاء ينتمي جشعة طماعة و للمال سراقة فانتبه
يا من للرجال تنتمي فلا ماض لي تعلمه حتى تطلق الأحكام فحواء
من ضلعك ليست من دماغك لتتعالى عليها خلقت من جانب ضلعك
كي تتساوى بك و من تحت ذراعيك لتحميها و من جانب قلبك لتحبها
فيا سيدي افتح صفحات الماضي ثم سمني ما شئت ...




إياس ..

عذرا سيدتي فليس بقاموسي جنون امرأتي و ليس لفتاتي حرية
بدوني انتشلتك مما أنت فيه لان شرفك مرتبط بشرفي فاستميحك
العذر فمن الآن حريتك ملكي و جنونك لي سأعلمك ما تجهليه
و ن عاندتي فلي وسائلي فان سكنت البحر سأسكن الطمأنينة
والسلام سيدتي لا تعاندي فسيكون ترويضك من نصيبي ...




أواس ...

لست أنا من ينحني لكلمة او جملة لست انا من تحمر وجنتاه و
يخفض بصره الى الارض لست انا يا درتي ان كنت لا تعلمين
فأنا من صبر لظلم جدك من تحمل ضربك في سنون طفولتي ..
أنا إن كنت لا تعلمين من حارب النهار و بارز الليل أنا من خافت
منه الوحوش .. قد تكون من خلقتني امرأة لكنها أخرجتني لتحارب
الألم فأنا الآن أقوى و لن يمنعني شيئ من الانتقام ..




آسر ..

سلب عجوز الحقد ثروتي و جئت لتغشلي مخططي و ما علمت من
أكون و مع من علقت .. أنا من واجه جحيم الحياة بصبره وقلة حيلته
أنا الغني الفقير يعيش براتبه و لديه ثروته استميحك عذرا فالمال ملكي
و لا تملكين منه انشا .. سآخذه و لن تطالي منه برغوتا .. سأمسح من
قاموس دماغك كلمة مال سأجعلك ترينه دون ان تلمسيه فإن كان
المال لك الحياة سأجعله الجحيم فالسموحة سيدتي






موعدي معكم فجر السبت إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 12-12-15, 12:06 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السابع)

 

بنزل لكم الفصل وبعدها بكتب الردود الي ما كملتها

بس أول شي حابة أشكر الأخوات

عبيركك , آيفا رمضان , برستيج أردنية , ألم الواقع الحزين

بنوته رومانسية , جنون شرسة , الكسنا , النوري العتيبي

عبق حروفي , fata , ahsas , em esoos , الجميله

morgana~ maysa , renad


على كلامهم الطيب وتشجيعهم لي واشكر الغالية آيفا رمضان على

النص الرائع إلي كتبته وسعدت جدا بقراءته ولو تسمح لي بضيفه

لفصول روايتي

وكل الشكر للحبيباتي فيتامين سي ولامارا على جهدهم الرائع والطيب

في نقل الرواية فشكرا يا أعظم كنوز المنتديات الروائية



الفصل الثامن







رمى الهاتف على السرير وهوا لازال في رنين مستمر وتقدم

نحوي فتراجعت حتى التصقت بالجدار وقلت " أواس ماذا بك ؟؟ "

وصل عندي وأمسك ذراعي بقوة وقال من بين أسنانه

" من عمر الحاشي هذا "

قلت بتوتر ونظري في عينيه الغاضبة " مـ مالك المحل الذي

كـ كنت أعمل فيه "

هزني بقوة وقال " وما يفعل رقمه عندك ويتصل بك

لماذا يا دُره تكلمي "

يا إلهي عيناه ستخرج من مكانها من الغضب وأشعر أنه سيحرق

وجهي بأنفاسه وحتى في أوج غضبه يناديني بدُره , شد على ذراعي

أكثر وقرب وجهي لوجهه وقال بغضب " لا تكوني من النوع ذاك

يا دُره لأني لن أرحمك أبدا , كله إلا أن تكوني من أنجس ما خلق الله "

حاولت الكلام لكني لم أستطيع فهذه العقدة مرتبطة بنفسيتي , هزني

بقوة وقال بصراخ " تكلمي ما يفعل رقمك لديه ويتصل

بك في الصباح الباكر "

كنت أحدق فيه بصمت وتنفسي يتصاعد ثم هززت رأسي بلا

ليفهم أني لا استطيع الكلام وهوا بهذا الغضب فرماني على

السرير بقوة وتوجه للباب ليخرج فقلت بصوت ضعيف

" لا أعرفه أقسم لك "

وقف حينها والتفت لي فدسست وجهي في اللحاف وقلت

" زوجته تحدثت معي من رقمها مرة ولم أسجله عندي "

وصلني صوته قائلا بضيق " ولما يتصل إن كان الرقم عند زوجته "

قبضت على اللحاف بقوة ووجهي لازال مختبئ به وقلت ببحة

" لا أعلم , اتصل به الآن أمامي لتفهم ولا تصرخ أرجوك

حتى أتبت لك عكس ما تضن "





*~~***~~*






نظرت لها وهي تنكمش على نفسها وتتمسك باللحاف بقوة لينتقل

نظري لجسدها وساقيها وذراعيها البيضاء فنظرت جانبا حيث

الباب الذي أمسكه بيدي فقالت بخفوت وهمس بالكاد يسمع

" لا تغضب أرجوك لتفهم "

نظرت لها سريعا وقلت " لازالت لديك تلك الحالة ؟!! "

لاذت بالصمت ولم تتحدث ولا تتحرك فمررت أصابعي في

شعري وتوجهت نحو الهاتف اتصلت بالرقم ذاته ورميته على

السرير بجانبها وقلت " سيجيب الآن وأريد أن أفهم موضعه

من كل هذا أو قسما لن أرحمك "

جلست حينها تجمع شعرها البني جانبا وتمسح أنفها الذي احمر

رغم أنها لم تكن تبكي فجميع ما كان يحدث معها عند طفولتها

لازال يلازمها , رفعت الهاتف وفتحت مكبر الصوت فأجاب

صوت ذلك الرجل مجددا وقال " آنسة دُرر معي "

شعرت بالنيران تعود للاشتعال في داخلي ما أن سمعت صوته

فأن تكون شبيهة بوجد أمر لن أرحمها فيه ولن أتهاون أبدا

وسترى ما لم تراه تلك , أبعدتْ الهاتف وأصبح ويدها التي

تحمله على فخذها وقالت ونظرها عليه " نعم "

قال من فوره " اعذريني أخذت الرقم من زوجتي لأني بحثت

عن رقمك لدى جميع من عملتي معهم ولم أحصل عليه

وفوجئت بأن زوجتي تملكه "

مسحت أنفها وقالت بهدوء " والمطلوب مني سيد عمر "

قال من فوره " تعودي للعمل كيف تتركيه فجأة حتى راتبك

لباقي الشهر لم تأخذيه وأنا مستعد أن أزيده فقط لا تتركي المحل "

تقدمت نحوها أضغط أسناني بقوة فوقفت تنظر لي بتوجس

وعادت للخلف قائلة " سيد عمر أنا تركت المحل ليس من أجل

الزيادة في الراتب ولا أريد العودة وليس من اللائق أن تتحدث

معي في أي أمر بنفسك وليس زوجتك "

قال من فوره " أعلم ونصحتني زوجتي أني لو تحدثت معك

فستُصرّين على رأيك أكثر وكانت تريد هي التحدث معك لأنها

تريد خطبتك لشقيقها وأنا لا أريدك أن تتركي المحل فلنتفاهم

على ما يرضي الطرفين , توافقين عليه ولا تتركي العمل "

أخذته من يدها بقوة وضربته في الجدار ثم توجهت للباب وتركتها

ووقفت عنده ممسكا مقبضه والتفتت لها وقلت بحزم " تخرجي

من المنزل أقطع ساقيك تفهمي "

وهي لازالت مكانها ملتصقة بالجدار وتنظر لي بصمت وصدمة

فغادرت من هناك وصادفتني عمتي تحمل صينية فيها فطور

وقالت مبتسمة " كنت سآخذه لزوجتك وبما أنك أتيت

خذه أنت وتناولاه معا "

فتركتها واقفة وغادرت دون أن أقول شيئا






*~~***~~*







نزلت السلالم ووقفت مصدوما أنظر لوالدتي والخادمتان

وهما يجران أريكة الصالون فقلت ونظري يتبعها

" أمي ماذا تفعلين "

وضعتاه هناك وقالت وهي ترجع للتحفة لتحملها " سننزل

الآخر الذي في الأعلى هنا ليتسع المكان لأشخاص أكثر "

تبعتها وقلت " ولما ؟؟ "

وضعتها على الطاولة ونظرت لي وقالت " من أجل الحفل طبعا "

ثم تحركت قائلة " اتصلت بمحل أثاث وسيأتي العمال بغرفة

النوم ليركبوها بداية المساء فكن هنا "

هززت رأسي بيأس منها ثم تبعتها وقلت بضيق " أمي لما كل

هذا من ورائي ؟ وتعلمين أنه يوم عملي فكيف أستقبلهم "

حملت الطاولة الصغيرة مع الخادمة وقالت وهي تسير وأنا أتبعهما

" أخبرتك فجرا حين أتيت أم نسيت ولن تثني رأيي أبدا أريد أن

أفرح بك يكفي أنه الكثيرات قرأن الخبر واتصلن بي يسألن عن

حفل الزفاف الذي لا يعلم عنه أحد "

وقفت ونظرت للأعلى وقالت " يا أيامك القادمة يا إياس "

عادت نحوي وضربت كتفي وقالت " لا تقل هكذا ولا تنسى أنها

ابنة شقيقي الذي أخذه منا الموت شابا وسأتصل بخالك رفعت

يستقبلهم وسنقيم حفلا رغما عن أنفك فالحفل للعروس نستقبلها

به ولا شأن لك أنت ولن تكون فيه سوا لتلبسها ما ستشتريه

لها من حلي "

قلت بصدمة " ماذا !! ألبسها ماذا "

وضعت يداها وسط جسدها وقالت " وقل أنك لن تشتري لها

عقدا وخاتم زواج كغيرها , لا تكن يتيمة وبلا أهل ولا نعلم "

قلت بتذمر " والدتي أنتي أم والدتها هي ؟؟ "

قالت مغادرة جهة المطبخ " والدة كلاكما وانتهى

الحديث في هذا "

فهززت رأسي وغادرت جهة الباب فلا وقت لدي

لمناقشة أمور لن تتراجع فيها أبدا







*~~***~~*






خرجت من المطبخ ولم أجده فمؤكد غادر لعمله , نزلت حينها

سدين من السلالم وندى تتبعها تلبسان بيجامتا نوم بيضاء بقلوب

صغيرة وكثيرة وملونة وندى تفرك عيناها بيديها الصغيرتان

فقلت مبتسمة " من أين وجدتِ بيجامتان لكما من

نفس النوع واللون "

نظرت حولها وقالت باستغراب " ماذا بكم ؟؟ "

وقالت ندى وهي تفرك عينها " ماذا بتم "

فضحكت رغما عني وخرجت رغد من المطبخ قائلة

" ندى تعالي ماما عليك أن تستحمي وتغسلي أسنانك "

قالت سدين ناظرة لها " ما رأيك أن أحممك أنا "

توجهت لوالدتها وقالت " أليد ماما "

فحملتها رغد وقبلت خدها وقالت " وأين قبلة الصباح لماما "

حضنت لها عنقها وقبلت خدها ونامت على كتفها فقالت سدين

ويداها وسط جسدها " وأنا لدي أم ليس وحدك فتعالي معي "

قلت مبتسمة " يكفيك أنها نامت معك ولأول مرة تنام

بعيدا عن والدتها "

قالت باستياء " ومن أيقظني في هذا الصباح الباكر

غيرها تريد والدتها "

ثم نظرت للخادمة تنزل السلالم تحمل كرسيا وقالت

" ماذا يحدث هنا هل سنرحل "

ضحكت وقلت " لا سنقيم حفلا "

نظرت لي وقالت بحماس " قولي قسما ولما "

قلت بعد ضحكة " قسما ولما "

قالت ببرود " علّمتها لك ثقيلة الدم سلسبيل "

لتأتيها ضربة على ظهرها من خلفها وقالت سلسبيل

" أنا ثقيلة دم يا حرباء "

قالت سدين وهي تمسد ظهرها بيدها وبتألم

" آي تتريض وتقوي عضلاتها لتضربني أنا "

ضحكتْ ثم توجهت لرغد وغادرتا معا تتبادلان الحديث وقلت

أنا لها " بسرعة استحمي وغيري ثيابك لتساعدينا "

قالت بحيرة " أخبريني لماذا الحفل ؟؟ "

قلت متوجهة جهة السلالم " شقيقك تزوج وسنقيم له حفلا "

شهقت من ورائي بقوة وقالت وهي تتبعني

" متى وكيف وأين نحن ؟؟؟ "

قلت صاعدة الدرجات ببطء " ليلة البارحة وبعلمي وحدث

الأمر سريعا والعروس ستكون هنا في الغد "

صفقت وقالت " نااايس سنزيد فردا "

ضحكت وهززت رأسي وتوجهت للصالون العلوي لأرى ما

سننزل أيضا وتبعتني هي قائلة " حسنا من العروس "

قلت وأنا أزيل التحف من على إحدى الطاولات

" غيّري ثيابك وانزلي وسأحكي لكم معا "






*~~***~~*






دخلت المنزل عند الثانية وربع ووجدتها تشطف وسطه بالماء

والمقشة وتوليني ظهرها منحنية فعدت خطوتين للوراء ودست

بحدائي في التراب الذي وصله الماء وسرت جهة غرفتي ثم جهة

المطبخ فوقفت وقالت " هيييييه انظر تحتك "

وقفت ونظرت خلفي مباشرة وقلت " آه لم أنتبه "

قالت بحنق " كاذب "

نظرت لها بضيق وغرضي توبيخها فانفجرت ضاحكا حين

رأيت ما فعلت بالفستان وكيف تربطه عقدة عند خصرها ليجمد

نظري على كتفها العاري فرفعته لتغطيه وقالت بضيق

" لما تنظر يا قليل الحياء "

دخلت المطبخ قائلا " زوجتي وقليل حياء !! كيف إن

لم تكوني كذلك "

ثم توجهتُ للقدر على النار ووقفت هي عند باب المطبخ قائلة

" ذلك عندما أعترف بك زوجا وتقبلني زوجة فنهاية

حياتنا الطلاق المحتم "

غطيت القدر مجددا وتوجهت نحوها وأبعدت يدها التي تمسك

بها رقبة الفستان وأنزلته كما كان لذراعها وعيناي في عينيها

وقلت بهمس " لا خروج لك من هنا سيدة قروش حتى تموتي "

أبعدت يدي بقوة وغطت كتفها مجددا وقالت

" ليس أنت من يقرر سيد فقر "

ضحكت رافعا رأسي للأعلى ثم نظرت لها وقلت

" ولعلمك يا زوجة السيد فقر قضيتي ستربح وسآخذ مال ذاك

العجوز كله ولن أصرف منه علينا قرشا وسنعيش هنا "

شهقت بقوة وقالت " تأخذ كل ذاك المال وتعيش هنا !! "

أمسكت ذراعها وأزحتها جانبا ببطء وخرجت من المطبخ

قائلا " نعم ومحرم عليا وعليك الدرهم منه "

ثم تركتها في صدمتها ودخلت الغرفة أوشك أن أنفجر ضاحكا

على شكلها , لم تري شيئا بعد يا سراب وستكرهين المال أقسم

وأنا آسر , جلست على السرير وأخرجت هاتفي واتصلت بالمحامي

فأجاب بعد وقت فقلت مباشرة " مرحبا سيد جهاد آسف اليوم

عملي ولا يمكنني المجيء لك فطمئني ما حدث معك "

قال بهدوء " كل شيء يسير على ما يرام وتعرف المحاكم

تأخذ وقتا دائما لكن المهم أن نحصد نتائج جيدة "

قلت مبتسما " جيد وهذا كل ما أريد وسأحضر لك غدا عقد

زواجي بها , لن آكل حقها لكن لن توقع على أي ورقة

وتستلم أي شيء حاليا من ورثها منه "

قال مباشرة " كن مطمئنا هذا الأمر سهل ولن يأخذ وقتا "

وقفت وقلت " وداعا إذا فلن أعطلك وأراك في الغد "

ثم أنهيت المكالمة وأعدت الهاتف لجيبي وخرجت من الغرفة

وتوجهت للمطبخ , وقفت أمام الباب أراقبها وهي تحرك ما في

القدر وتقول بتذمر " لا أعلم متى سأتخلص من الأعمال كنت

هناك آخذ أعمال ترجمان ودُرر وأنا أكثر من يكره أعمال

المنزل والآن من تعاسة حظي زوجوني بهذا المعدوم , ما

أنا أكيدة منه أن ترجمان ودُرر الآن تخدمهما

الخادمات ولا يفعلن شيئا "

ضحكت عليها بصمت ثم اقتربت حتى وقفت عند فتحة الباب

وانحنيت في وقفتي واتكأت على إطاره أنظف أسناني بعود

شجرة وأنظر للجهة التي تربطها من الفستان وترتفع حتى

ركبتها وهي منحنية وساقها كله مكشوف ثم رميت العود عليه

فنظرت جهتي من فورها وقالت بضيق " ظننتها السحاب غطت

الشمس وليس جسدك المخيف سد النور عن الباب , ولا ترميني

بشيء ثانيتا تفهم "

قلت ببرود ونظري يتنقل بين ملامحها " أريد

غدائي بسرعة لا وقت لدي "

عادت بنظرها للقدر ثم حملته وتحركت به جهة الصحن

قائلة " أجلس هناك على كومة أخشابك في الخارج وما

أن أسكب التبن سأعلفك به "

قلت بابتسامة جانبية " لن ينجح معي هذا الأسلوب يا سراب

ولن أغضب من كلامك وأطلقك فأقصى حالات غضبي

أضربك حتى تتكسر عظامك "

رمت الملعقة في المغسلة ووضعت يداها وسط جسدها

وقالت بضيق " فكر أن تمد يدك علي وأقسم أن أشتكيك

لرئيسك الذي زوجني بك ليجد لك حلا "

قلت ببرود " هذا إن خرجتِ من هنا ورأيته ولا تهدديني

فأنتي زوجتي ولن يتدخل ولن أسمح له "

ثم غادرت من هناك وجلست على الطاولة وأخرجت هي الطعام

ووضعته أمامي وغادرت جهة غرفة الضيوف هنا فقلت

" هيه ألن تأكلي "

وقفت عند الباب والتفتت لي ووضعت يدها وسط جسدها

وأمالت وقفتها وقالت بسخرية " لا رغبة لي فقد شبعت برؤيتك "

قلت بمكر ناظرا لجسدها " هل أخبرتك أن الفستان يليق

بك خصوصا اللون "

نظرت لي بغيظ ثم قالت " لأنه من ذوقك المميز يا وجه الفقر "

ثم أغلقت الباب بقوة فضحكت ثم قلت بصوت مرتفع

" خصوصا الأصفر رائع عليك يا سيدة قروش "







*~~***~~*






بقيت سجينة غرفتي طوال الصباح خصوصا بعدما دخلت عليا

عمته بعده ووجدت هاتفي محطم وفهمت أن ثمة شجار دار بيننا

أريد أن أعرف لماذا تزوجني إن كان سيفعل كل هذا ويسجنني في

المنزل ؟ كان تركني تزوجني غيره أو بقيت للفضيحة , أول مرة

أشعر بالإهانة والاتهام في شرفي وهوا يقول لا تكوني من أنجس

ما خلق الله ويطلب مني أن أبرأ نفسي أمامه , بأي حق يتهمني فإن

كان بحق أني زوجته عليا أن أقدم العذر فليس له حق في اتهامي

رفعت شعري بعشوائية وأمسكته بمشبك بلاستيكي أسود بشكل

فراشة وجميعها طبعا أغراض صاحبة الغرفة لأني جئت

بالفستان الذي علي , طرق أحدهم الباب فقلت " تفضلي "

انفتح الباب وكانت عمته وقالت مبتسمة " هيا يا دُرر الغداء

جاهز ولا تقولي أنك لا تريدين لأنك لم تأكلي شيئا أبدا "

وقفت منصاعة رغم أنه لا رغبة لي في شيء وخرجت أتبعها

حتى طاولة الطعام التي كانت في صالة المنزل , أمر غريب

لكنه مميز حيث يفصلها أشبه بالجدار الزجاجي عن باقي صالون

الاستقبال فيمكنك ما أن تدخل أن ترى إن كان ثمة أحد يجلس هناك

ويأكل , جلسنا معا وبدأنا الأكل في صمت من كلينا سوا نظراتها

المستفسرة من حين لآخر حين أرفع نظري فيها فجأة ولا ألومها

فيما تفكر ومن حقها أن تستغرب وجودي , فتاة تراها لأول مرة

في حياتها يُدخلها عليها مقربة الفجر ويخبرها ببساطة أنها زوجته

ويتشاجر معها ما أن يأتي صباحا فلا أستغرب أن تتوقع ما حدث

معي وأن الزواج مداراة لفضيحة ويبدوا أنه لم يخبرها عني شيئا بل

جاء ليزمجر بي ويغادر , الأمر الآخر الغريب أين زوجته أو أن هذا

منزل عمته وليس منزله هوا !! كلما حاولت سؤالها أنربط لساني فما

ستقول عني وأنا حتى تفاصيل حياته العامة لا أعرفها , اقتربت منا

الخادمة وقالت " سيدتي ماذا بشأن غداء السيدة وجد "

نظرت لها مباشرة وباستغراب فقالت عمته " لا أعلم من المفترض

أن عمل أواس انتهى منذ الصباح لكنه غادر صباحا ولم يغير حتى

ثيابه فلابد وأن لديهم حالة طارئة أو أخذ مكان أحدهم "

كنت أنقل نظري بينهما أنتظر مزيدا من التوضيح , هل تكون

وجد هذه زوجته أم شخص آخر من سكان المنزل كشقيقة مثلا

لكن لما لا يأخذون لها الغداء إلا بحضوره !! قالت الخادمة

" ننتظره إذا وسأسخنه لها عندما يأتي "

ثم غادرت من فورها ولم أجرؤ على السؤال فأن تضن أني أعلم

كل شيء أفضل من أن تعلم أني لا أعرف شيئا , تابعت طعامها

ووضعت أنا الملعقة فنظرت لي وقالت " ما بك يا دُرر لم

تأكلي شيئا "

قلت بهدوء " شبعت شكرا لك "

نظرتْ حينها أماما مبتسمة لأحدهم من بعيد فنظرت جانبا حيث

تنظر فكان أواس متوجها نحونا ولازال بملابس الشرطة , وقف

عند أول المكان ونظرت أنا لصحني بسرعة وقالت عمته

" سبقناك ظننتك لن تأتي "

نظر للخلف ولم يجب عليها ونادى بصوت مرتفع " آني "

فجاءت الخادمة مسرعة وقال لها " غداء وجد وألحقيني بسرعة "

ثم غادر من فوره وصعد السلالم بخطوات سريعة ونظري يتبعه

باستغراب , وجد هذه تبدوا مريضة نفسيا ويسجنوها في الأعلى

ووحده من يفتح لها فلا تفسير آخر للأمر والخلاصة أنها مسجونة

في مكان ما , وقفت لأغادر لغرفتي فتسمرت مكاني حين سمعنا صوت

تكسر الأواني في الأعلى فنظرت لعمته مصدومة وفتحت فمي لأسأل

فلم يعد بإمكاني التكهن بشيء لكني لم أجد وقتا بسبب الصراخ الذي

بدأ يصلنا من هناك , صراخ امرأة وصراخه الغاضب و........

ضرب يضربها !! قبضت على البيجامة جهة قلبي وقلت بصدمة

" ماذا يحدث هنا ؟؟ "

وقفت حينها عمته وقالت ناظرة للأعلى " هذا الأمر أصبح

شبه يومي وتطور جدا ولا يمكن السكوت عليه "

قلت بحيرة " من هذه التي يضربها في الأعلى ولما ؟؟ "

ولم تجب لأنه نزل حينها يصرخ غاضبا " عمتي "

فتحركت مسرعة وتبعتها لأعلم ما سبب كل هذا ووقفت مبتعدة

كانت ثمة ورقة في يده لوح بها في الهواء وقال بغضب

" كم مرة قلت لا تجلبي لها شيئا لما تعشقين كسر كلامي دائما "

قال من فورها " لم احضر لها شيئا بني وكيف سأراها

وأنت تغلق عليها باب الجناح "

قال بحدة " من أين جاءتها هذه إذا من السماء "

ثم نظر جهة المطبخ وصرخ " آني , إلْيا "

فخرجتا الخادمتين مسرعتين نحوه وملامحهما ملئها خوف

وتراجعت أنا حتى التصقت بالجدار الزجاجي وصرخ هوا

فيهما " من أحضرت هذا لوجد تكلما أو رأيتما شيئا ينطقكما "

قالت إحداهما بخوف " ليس أنا سيدي أقسم "

صرخ في الأخرى " وأنتي "

قالت بارتجاف " رجل قال شقيق هي وقال أعطي هذه لوجد

طرقت عليه باب فقالت أدخليه من تحت باب جناح أنتما "

قبض على الورقة بقوة وقال بغضب " أقسم إن تكرر الأمر

سأضربك بدلا عنها تفهمي "

قالت بخوف " حادر سيدي "

ثم نظر لعمته وقال " ولا تغفلي عنهما يا عمتي فقد يرشوهم

أحد حتى بالمال "

قالت بهدوء " حسنا بني اهدأ ولا تزعج نفسك "

هز رأسه وقال بضيق " كيف أهدأ وورائي تلك , وأريد أن

أُعلمك بأنه على الأخرى ينطبق قوانين الأولى "

يا إلهي لابد وأنها أنا الأخرى فما تكون هذه القوانين غير الخروج

فهل سيسجنني ويضربني مثلها بل ما في الأمر إن شقيقها جاء

من أجلها ولما يرسل لها رسالة دون أن يطلب رؤيتها !!!

خرج بعدها كما جاء لم يخبر ولا عمته أين كان وأين سيذهب

وهزت هي رأسها بقلة حيلة وقالت مغادرة جهة الممر الآخر

" آني أحضري لي الشاي في غرفتي "

ثم اختفت خلف الممر فتحركت نحو المطبخ ووقفت عند الباب

فكما يقولون لا شي يخفى عن الخدم , نظرتا لي بصمت فقلت

" من في الأعلى هل هي زوجته "

لم تجيبا لأن إحداهما التفتت لإبريق الشاي على النار والأخرى

علق نظرها خلفي فشعرت بقلبي توقف حين وصلتني رائحة عطره

مما يعني أنه هنا لذلك لم تتحدث أي منهما , تخطاني ودخل

المطبخ وقال " إلْيا أحضري علبة الإسعافات "

تحركتْ تلك خارجة بسرعة ونظرتُ أنا ليده مباشرة وكان يضغط

على كفها بقوة والدم يغطي أصابعه فيبدوا أنه أصيب بسبب تحطم تلك

الأواني لكن كيف لم ننتبه له حين نزل !! خرجت الخادمة الأخرى

بالشاي وكنت سأغادر حين أوقفني صوته قائلا

" أخرجي الثلج من المبرد "

التفت له فكان ينظر لكف يده , لما لا يغسلها بالماء غريب تفكيره

وتصرفاته !! توجهت لمبرد الثلاجة وأخرجت منه الثلج ووضعته

على الطاولة أمامه فأخذ منه ووضعه على الجرح وأنا أنظر له

باستغراب , كيف يوقف الدم بالثلج !! دخلت الخادمة حينها بعلبة

الإسعافات الأولية ووضعتها على الطاولة وأخرجت الشاش والمعقم

وقالت " قد يحتاج غرزه لما لا يذهب أنت لمستشفى "

قال بضيق " أفعلي ما قلت وتوقفي عن كثرة التدخل فيما لا يعنيك "

كنت سأغادر لكن منظري كان سخيفا زوجته والخادمة من

تعقم له الجرح لكنه لم يطلب مني ذلك , قال " أفتحي القارورة "

فتحت له قارورة المعقم وأمسك القطنه بيده اليسرى وقال

" أسكبي هنا بسرعة "

فعلت ذلك سريعا وأنا طبعا أقف أتفرج ولا أعلم لما وكأن قلبي

يقول لي أنظري لحجم الجرح أولا , نظف الجرح بالقطنه كان

صغيرا نسبيا لكنه ينزف دون توقف , قالت الخادمة

" تريد مساعده هل يلف أنا شاش "

أبعد يده وقال " لا يحتاج غادري لعملك "

غادرت من فورها وكأن ساعة الفرج أتتها وبقيت أنا مكاني

أنظر له وهوا يحاول لفه بصعوبة ثم رماه عندما تلطخ بالدماء

ونفض الصندوق ولم يفتح له فقال ونظره عليه " تعالي افتحيه "

نظرت حولي ولم يكن غيري هنا فأنا المعنية بالتأكيد فتوجهت نحو

الطاولة وفتحته وأخرجت له شاشا آخر وأزلت عنه الغلاف الورقي

وفتحته فأخذه مني فورا وبدأ يحاول لفه من جديد فقلت بهدوء

" دعني أساعدك "

قال ونظره على يده " قلت لا يحتاج "

وكانت النتيجة أن فسد هذا أيضا فأخذت شاشا آخر أخرجته

وتوجهت نحوه وأمسكت يده وسحبتها نحوي فشدها مني

وقال بضيق " قلت لا يحتاج ما يبقيك أنتي هنا "

أمسكتها بقوة وقلت ونظري عليها " بل يحتاج وسألفه

لك ثم أريحك من رؤيتي "

ضغطت بإبهامي على الجرح كي لا ينزف ووضعت الشاش

وبدأت بلفه , كنت أشعر بتوتر كبير من إمساكي ليده بل ومن

أنفاسه التي تلفح وجهي وهوا قريب مني هكذا والشعور الآخر

كان ( الخوف ) فكلما تذكرت ضربه لها الذي وصل لأن نسمعه

في الأسفل أشعر برجفة في عظامي فما الذي يجعله بهذه القسوة

معها وهل سيكون مصيري مثلها !!

انتهيت من لفة وربطته بسرعة رغم الرجفة في أصابعي

وأبعدت يدي لأفاجئ به أمسكها بسرعة بيده السليمة فرفعت

نظري له فورا وقلبي أسمع نبضاته في أذناي فكان ينظر لعيناي

بصمت تلك النظرة التي أحار في فهمها , حاولت سحب يدي

منه فشدها بقوة أكبر وعيناه لازالت في عيناي وقال بهمس

" هل تذكرين يا دُره كل تلك الأمور "





*~~***~~*







عاد هاتفي للرنين مجددا ونظرت للاسم فكان هوا , ما به

اليوم يصر عليا كثيرا , لن أجيب اتفق معه إياس على الطلاق

وسيطلقني ولا شيء بيننا , ابنته إن أراد رؤيتها فليتحدث مع إياس

وهوا لن يرفض , عاد للرنين مرارا وتكرارا فأمسكت الهاتف

بتردد ثم قررت أن أجيب عليه ونغلق هذا الباب نهائيا , فتحت

الخط ووضعت الهاتف على أذني فجاء صوته متلهفا

" رغد وأخيرا رحمتِ حالي حبيبتي "

أغمضت عيناي بقوة وألم وأنا أتذكر كل كلامه هذا ولهفته

التي تلاشت فيما بعد وتحولت لسراب بل لضرب وسب

وإهانات , قال بحنان " رغد أجيبي دعيني أسمع صوتك "

قلت وقد عانقت دمعتي خدي " ليس بيننا أي كلام يا مصطفى "

قال من فوره " كيف ؟ وأين حبك لي لا أريد أن ننفصل

يا رغد وأنتي من بيده تغيير كل شيء "

قلت بحزن " وأين كان حبك أنت عندما كنت تضربني وتشتمني

وتقسوا علي وتسجنني في المنزل , حبي لك لم ينقص يوما

لكن كلامك ذاك كله كان كذبا وظهرت على حقيقتك ولن

أخالف شقيقي مهما حدث "

قال باستياء وحزن " وأنا ؟؟ أنا أريدك وأريد ابنتي لما

تدمرين منزلنا وحياتنا "

مسحت دمعتي وقلت بثبات " أنت مريض يا مصطفى مريض

بالشك وأنا السبب لأني تزوجتك عن حب تحدثت معك في الهاتف

وتقابلنا خارجا في أماكن عامة وغافلت أهلي وشقيقي وكانت النتيجة

أن بقيت في نظرك كما عرفتني فتاة تلعب من وراء أهلها ستلعب من

ورائك , تضربني دون أن تتحقق من شكوكك وتسجنني كي لا أخرج

وأقابل رجلا كما كنت أقابلك , أنا أخطئت وارتكبت غلطة عمري

حين تركت كل شيء ورائي من أجلك "

قال مقاطعا لي " أنا لم أشك بك أنا فقط حريص عليك

لا أريد أن يقربك أحد "

قلت بابتسامة ساخرة " لا تلفق الحقائق يا مصطفى فأنا وأنت

بنينا شيئا على الباطل فلن يكون إلا باطلا والثمرة كانت

ابنتنا التي ستعيش بلا أب "

قال بهدوء " حسنا فكري فيها إذا ولنعطي لنفسينا

فرصة من أجلها "

قلت بجدية " فرصة في ماذا ؟؟ هل ستتركني أخرج وأدرس

وأعمل وأذهب للسوق ؟ هل ستترك لي هاتفي طوال الوقت وليس

وأنت موجود فقط ؟ هل ستتركني أفتح النوافذ دون أن يخبرك

عقلك المريض أني سأراسل أحد الجيران منه ؟ هل

ستسمح بكل هذا "

لاذ بالصمت ولم يجب فقلت بسخرية " لا طبعا لأن

الرخيصة في نظرك ستبقى رخيصة "

قال من فوره " لو كنتِ كذلك في نظري ما طلبت

أن ترجعي لي "

قلت بألم " إذا جارية اعتدت على خدمتها لك والنوم معها , هذه

سهلة تزوج بأخرى وهي ستوفره لك ونصيحة مني لا تتعرف

عليها قبل الزواج كي لا يكون نهايته الفشل كهذا "

قال بضيق " أبنتي أريدها إذا وتصرفي وشقيقك أو

أخذتها رغما عنكم "

قلت بابتسامة جانبية " ها قد ظهرت على حقيقتك وابنتك خذها إن

أردت فأنت الملزم بها وعلى الزوجة الجديدة أن تربيها وليس أنا

لأني سأتزوج وأعيش حياتي , إياس من تمسك بها أما رأيي

فهي ابنتك وعليك تحمل مسئوليتها "

ثم أغلقت الخط في وجهه ورميت الهاتف بعيدا وارتميت على

السرير أبكي بحرقة , يا رب كل شيء إلا ابنتي لا يستخدمها

وسيلة للضغط علي لأني سأتحمل حتى ضربه لأعيش معها





*~~***~~*





وقفت أمام النافذة أمد ذراعياي للأعلى وأتكاسل فقال من خلفي

" كيف حال العروس معك "

أنزلتهما ونظر له نظرة باردة ثم عدت بنظري للنافذة وقلت

" حالك مع عروسك "

قال بضيق " هل أنت معي في أنهم ورطونا يا رجل "

التفت له ووقف مستندا بها وكتفت يداي لصدري وقلت

" عروس تخدمك وبلا مهر ولا جهاز لو فقط قطعوا لها لسانها

قبل أن يزوجوك بها لكانت أفضل ورطة "

قال بابتسامة جانبية " أراك تقنعني بها "

قلت بسخرية " بل أراك أنت تريد ذلك "

أشار لي بوجهه وقال ببرود " لو خيروني ما اخترتها سيدة

قروش لكنه حظي الرذي دائما "

ضحكت كثيرا فقال بضيق " قم قم تأكد من الدورية بدلا من

الكلام الفارغ "

توقفت عن الضحك بعد وقت وتنفست بقوة وقلت

" أما سيدة قروش هذه خطيرة وتليق بها "

ضحك وقال " ولا أخبرك لقّبتني بالسيد فقر "

عدت للضحك مجددا وقلت " أقسم أنكما ثنائيا رائع "

كشر في وجهي وقال " بل الثنائي لديك فما صنعت أنت يا مدير "

تأففت وقلت " كنت تركتني أضحك ومستمتع فأنا لم أراها منذ

غادرت من هنا مع خالي رفعت وأتصور حياتنا كيف ستكون "

قال بمكر " إذا داوها بالتي كانت هي الداء "

نظرت له بحيرة فتابع " انظر لمصيبتك ما سيكسر رأسها وافعله "

فكرت قليلا ثم قلت " أراها تحب التغطرس ولا أحد يفرض

رأيه عليها ويبدوا ستتخذ من عمها ظهرا لها "

قال بابتسامة " جميل أعطها من هذا الباب إذا واكسر رأسها "

قلت بصدمة " ما قصدك بهذا "

أشار لي بإبهامه وقال " هؤلاء يفكرن بنفس الأسلوب تخلصوا من

الفضيحة عن طريقنا وسيستخدموننا كجسر عبور يتحررن منا

ويعشن كما يردن فأكرهها على البقاء معك حتى توقع بك في

مشكلة بينكما توصلها لخالك فيطلقها منك بما أنه لديها مكان

غير منزلك "

هززت رأسي بلا فقال بتذمر " ما هذا الجواب المبهم "

التفت للنافذة مجددا وقلت بهدوء " وضعك ليس كوضعي يا آسر "

قال باستياء " أَفهمني معنى ما تقول لأرى "

التفت له وقلت " والدتي وخالي لن يرضيا بذلك وسيحاولان

إيجاد حل للأمر دون الوصول للطلاق ثم هي ابنة خالي في كل

الأحوال هل أفكر في نفسي وفي التخلص منها ولا أفكر فيها "

قال باستغراب " والمعنى "

قلت " المعنى أني لن أطلقها أبدا "

هز رأسه بعدم تصديق وقال " ظننتها لا تعجبك "

كتفت يداي لصدري وقلت " طبعها لا يعجبني وعلى

أحدنا أن يتغير "

قال بابتسامة جانبية " ها قل هكذا من البداية راقت لك "

التفتت للنافذة مجددا ولذت بالصمت , قد لا يكون أمامي خيار آخر

غيره وعليها أن تغير من نفسها وأن تتقبلني كما أنا بما أنه لا طلاق

يلوح في الأفق ولن يكون ذلك أبدا , دخل حينها أمين وتحرك

آسر قائلا " إذا سأغادر أنا لهم بما أنك أتيت فعليك

مرافقة إياس لسجن الجنوب "

ثم خرج من فوره ونظر لي أمين وقال مبتسما

" كيف العريس "

قلت ببرود " ومتى ستتزوج أنت وترحمنا "

نظر للسقف وقال " متى يا رب "

قلت ببرود " هذا وأنت تملك المال والمنزل وأي واحدة

تشير لها ستكون لك وتقول هكذا "

قال خارجان معا " وهل هي لعبة تتزوج من أي كان ؟ عليا

أن أعرف كيف أختار ولن تكون إلا جوهرة بين النساء

بحسبها وأهلها أولا "







*~~***~~*







خرجنا من القسم سويا وربت بيده على ظهره وقال ونحن نقترب

من السيارة " هذا يعني أنك كنت ترى شقيقاتي هكذا لذلك

طلبت اثنين منهن "

ركبنا سيارة الشرطة وقلت ونحن ننطلق " نعم أردت نسبك فأنت

صديق طفولتي وشبابي ووالدانا رحمهما الله كانا أعز أصدقاء

وأردت حقا نسبكم لكن الله لم يكتب ذلك "

نظر لي ثم للطريق وقال " وإن قلت لك أني أيضا أريد ذلك

وأنتظر فقط أن تفتح الموضوع "

نظرت له باهتمام فيبدوا يقصد رغد فهي حسب كلامه سيطلقها

زوجها خلال هذين اليومين , صحيح سبق لها الزواج ولديها ابنة

لكن لا بأس فطبعها يطغي عليها وتعجبني تربيتهم وأخلاقهم

نظر لي وقال " ها ماذا قلت "

قلت من فوري " موافق طبعا وهل سأعترض "

عاد بنظره للطريق وقال بعد ضحكة " قد يكون فقط لأني

وضعتك في موقف محرج "

قلت ضاحكا " لا من هذه الناحية لا تقلق فأنت تعرفني

كلانا يعتبر الآخر شقيقه "

قال ونظره على الطريق " إذا آخذ رأيها ؟؟؟ "

قلت مبتسما " بالتأكيد "

وقف حينها أمام باب قسم السجن وقال " إذا على بركة الله

وهذه المرة لن تكون إلا لك "

وكلامه هذا يؤكد أنها رغد بما أنه قال هذه المرة أي هناك سابقة

وأخيرا تحقق مرادي , أردت حقا شقيقاته جمال كشقيقهم وأخلاق

وتربية جيدة إذا ما استثنينا طباع ولباس تلك المدعوة سدين التي

خرجت طفرة من العائلة ولأني لم اطلبها سابقا فلن يفكر في

عرض الموضوع عليها طبعا لأنها لن ترضى وستعتبره

هوا من عرضها علي





*~~***~~*





جربت الاتصال بهما مرارا وتكرارا وبلا فائدة فدُرر هاتفها مقفل

وسراب لا تجيب مهما حاولت , كنت أريد أن أطمئن عليهما وأرى

ما حدث معهما ومؤكد لن تبشرني أي منهما بالخير كما سيكون

مستقبلي قريبا وتنتهي أيام راحتي هنا بل ساعات راحتي فهوا لم

يتركها تصبح أياما , طرق أحدهم باب الغرفة وانفتح ودخل منه

عمي رفعت فعدلت جلستي وقلت مبتسمة " مساء الخير عمي "

اقترب مني وجلس أمامي وقال " مساء النور ماذا كنتِ تفعلين "

نظرت لهاتفي في حجري وقلت بحزن " جربت الاتصال

بسراب ودُرر لكني لم أحصل على أي منهما "

قال بهدوء " متزوجات ومع أزواجهم ليستا مثلك تاركة

زوجك وجالسة هنا "


نظرت للأسفل أشعر بالخجل من كلامه وبالحزن ذات الوقت

لأنه يرى بقائي معه لا يجوز , وصلني صوته قائلا

" لا تسهري كثيرا فغدا ورائك تسوق لتشتري ثيابا لك

وتتجهزي فعمتك أعدت حفلا بسيطا من أجل استقبالك "

رفعت رأسي ونظرت له وقلت " ولما كل هذا ؟ "

قال مبتسما " لن يستطيع أحد تغيير رأيها ثم هوا ابنهما

الوحيد ومن حقها أن تفرح به "

قلت من فوري " أليس لديها غيره ؟؟ "

هز رأسه بلا وقال " ثلاث بنات وإياس فقط وستحبينهن بالتأكيد "

ابتسمت له دون تعليق فوقف وقال " سأتركك الآن لأن أصدقائي

ينتظرونني في المجلس ونامي باكرا كما اتفقنا حسنا "

هززت رأسي بحسنا مبتسمة فوضع يده عليه وحرك شعري

ثم قال مغادرا " إذا تصبحين على خير "

ثم خرج وأغلق الباب فمددت شفتاي مستاءة , لما لا أبقى هنا

أنا حقا لا أريد الذهاب هناك , رفعت بعدها اللحاف وتغطيت

به حتى رأسي وتركت كل شيء للغد فقد أعود هنا سريعا

وهذا المؤكد فهوا يكرهني بجنون







*~~***~~*







طبعا لم يرجع آسر باقي النهار ولا حتى الليل ولم يهتم حتى أني

لوحدي هنا لينام في عمله ويتركني في هذا المنزل الذي يتحول

لشيء مخيف ليلا , ما أن بدأ يحل المساء أخذت قارورة ماء بعدما

دخلت الحمام طبعا وتوضأت من أجل صلاة العشاء ثم دخلت لغرفته

وأغلقتها من الداخل , كانت غرفة بسرير واسع وخزانة أفضل من

الأريكة تلك رغم أنها أسوء ملايين المرات من غرفتنا في منزل

العجوز فحتى تكييف لا يوجد فيها ولا حتى كذاك الخردة الذي يبرد

قليلا , نمت سريعا بسبب تعبي في هذا المنزل الذي لا ينفع معه

تنظيف وحتى منظفات تفي بالغرض لا يوجد فيه أي فقر مبقع

والغبي سيحصل على مال كثير من ذاك العجوز ومتمسك بهذا

المنزل الذي أجزم أنه بني أيام الاحتلال من أكثر من مئة سنة

نمت متمنية أن أسمع أذان الفجر لأنه ليس لدي ما يوقظني فحتى

هاتفي أضعته في ذاك المنزل , لكني استيقظت قبله بسبب الشيء

الذي رفع فستاني للأعلى فقفزت من السرير صارخة






نهاية الفصل وموعدنا فجر الإربعاء إن شاء الله


 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 15-12-15, 11:04 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثامن)

 





الفصل التاسع







صرخت في وجهه بكل قوتي " يااااااااااااااااا "

فصرخ فيا بقوة أكبر " ميااااااااااااااااوو "

فانهرت جالسة على الأرض أرتجف من الخوف ونظري جمد

على القط الأشهب الكبير الذي التف حول نفسه ونام وسط السرير

وكأن المكان له وأنا من تطفلت عليه ثم بدأت بحك ساقاي وفخذاي

بقوة وأنا أبكي وبقيت على ذاك الحال لوقت حتى طرق آسر الباب

وهوا يصرخ " سراب افتحي الباب ما بك "

وقفت بصعوبة وتوجهت نحوه وفتحته فدخل ونظر لي باستغراب

ودموعي ملئت وجهي فأشرت له على السرير بإصبع يرتجف وأنا

أشهت بقوة فدخل وتوجه نحوه وقال " داشر هذا أنت فقط ؟ "

نظرت له بصدمة وهوا يجلس على السرير وذاك القط وقف

وجلس في حجره فقلت بصدمة " قطك "

قال وهوا يمسح على ظهره " نعم واعتاد على النوم معي "

قلت بحدة " وهذا ما ينقص منزلك الجميل قطط ضخمة تنام فيه "

نظر لي وقال ببرود " ومن قال لك تنامي هنا , لو بقيتِ

هناك ما ذهب لك "

قلت بغضب " أخرجه من المنزل أو أقسم قتلته لك "

وقف قائلا بضيق " وهذا ما ينقص "

ليسقط ذاك القط بسبب وقوفه ويصدر صوتا وكأنه كيس رمل

وقع على الأرض ثم ركض جهتي عند الباب ليخرج فابتعدت

صارخة بقوة على صوت ضحك هذا المعتوه فخرجت من هناك

أبكي وتوجهت للحمام من فوري وأغلقته خلفي ونزعت الفستان

وغسلت جسدي بالصابون عشرات المرات وأنا أفرك وأحكه

بقوة وكلما تخيلت فقط أنه لمس جسدي ازداد بكائي وفركت

فخذاي بقوة أكبر حتى طرق آسر الباب وقال من الخارج

" توقفي عن البكاء وأخرجي "

قلت بعبرة " لا شأن لك بي أتركني وحدي "

وعدت لفرك جسدي ثم أخذت الفستان ووضعته تحت قدماي

في حوض الاستحمام وسكبت عليه كل الصابون وبدأت برفسه

بقدماي حتى تعبت ثم أخرجته وعصرته وغسلته بالماء كثيرا

ونشرته على النافذة وجلست على حافة الحوض فطرق

الباب مجددا وقال " أخرجي أريد أن أتناول فطوري "

قلت بصراخ غاضب " لن أخرج حتى يجف الفستان أو اذهب

وأحضر غيره أو كل أنت وقطك ما تجدانه "

قال وكأنه ينادي " سرراااااب تخرجي أو أدخلته لك من النافذة "

شعرت بجسدي ارتجف وقلت " أقسم أغرقه حينها "

ضحك وقال " لن تستطيعي يا جبانة وسأفعلها حالا

أمامك حتى العشرة "

واحد اثنان .... "

وقفت مفزوعة حين سمعت صوت القط وهذا يعني أنه عنده

فلبست الفستان بسرعة وهوا مبلول وفتحت الباب ووقفت ورائه

من الداخل وقلت " ادخل لغرفتك حتى أدخل المطبخ "

قال " حسنا لا تتأخري لأني جائع وأريد أن أنام "

تمتمت بغيظ " نامت عليك جرّافة "

قال حينها من بعيد " ماذا قلتِ "

قلت بصراخ " لا شيء اذهب أذهبني الله من حياتك "

وخرجت بعدها ركضا لغرفة الضيوف صليت الصبح بعدما

فآتني وقت الفجر وأغلقت الباب عليا من الداخل فليريني كيف

سيرغمني على إعداد فطوره فلا نافذة هنا يهددني بإدخاله منها





*~~***~~*






حضنت الوسادة بقوة أخفي وجهي فيها بل عبرتي كي لا يسمعها

أحد فحتى دموعي التي لا يراها جفني إلا نادرا استطاع إنزالها

من يوم واحد لي معه هنا , ضممتها أكثر وأنا أتذكر كلماته

حين قال بجمود " هل تذكرين يا دُره كل تلك الأمور "

فقلت بحيرة ونظري يتنقل بين سواد عينيه الواسعة

" أذكر ماذا "

أبعد نظره للطاولة وقال ببرود " ضربك لي بالسوط "

فشعرت بكل خلية في جسدي ارتجفت وبقوة وقلت بصدمة

" أنا !! "

نظر لعيناي مجددا ولم يتكلم فهززت رأسي بلا وقلت بصوت

مخنوق " مستحيل ... كذب "

فابتسم بسخرية ثم ترك يدي بعنف بل رماها من يده رميا وغادر

ماذا يعني بهذا كيف أنا أضربه في ذاك السن مستحيل يكذب بالتأكيد

لكن صوته ونظرته تدل على أن ما يقوله حقيقة بل خارجة من صميم

الألم داخله فنظرته كانت ملئها غضب من كل شيء وأنا أولهم

غادرت السرير أجر خطواتي جرا ودخلت الحمام نزعت ثيابي ودخلت

تحت الماء لتعود لي نوبة البكاء مجددا وأنا نفسي أجهل سبب كل هذا

البكاء , ترى من أنت يا أواس بل من أنا في ماضيك وحياتك

ليثه يجيبني أحد عن كل هذا







*~~***~~*






دخلت المنزل ليصلني صوت ضحكهم المرتفع , غريب ما

سر كل هذا الضحك وما يجمعهم جميعهم !! بحثت عنهم فكانوا

في الحديقة المضللة التي يفتح عليها الباب الخلفي للمنزل جالسات

معا يشاهدن شيء ما ويضحكن عليه وندى تلعب بالتراب بالمقربة

منهم فاقتربت منهن وانتبهت لي سلسبيل وهمست لهم شيئا فأخفوا

ما كن يضحكن عليه فوقفت أمامهن وقلت " أين أمي "

قالت رغد مبتسمة " في غرفتك الجديدة لم تترك شيئا لم تفعله

ولن تخرج منها إلا بقدوم العروس "

وضحكن معا فقلت ببرود " هل لي أن أعرف سبب كل

هذا الضحك وما الذي تخفينه "

ضحكت سدين بصمت تكتم تنفسها لأنها تفضحهم دائما فوكزتها

رغد بمرفقها ووقفت ندى ومسحت وجها بيدها المليئة بالتراب

لتلطخ خدها به وقالت " علوسة علوسة "

فانفجرن ضاحكات فنظرت لهن وقلت " أخرجن ما تخفينه

أو أخرجته بنفسي "

قالت رغد " لا أنصحك أن تعلم ما يكون "

وضعت يداي وسط جسدي أضرب الأرض بقدمي بملل فقالت

سلسبيل " اذهب وغير ملابس الشرطة نخاف أن تعتقلنا "

مددت يدي لهم وقلت " أخرجاه فورا أو أخرجت سلاحي "

ركضت ندى خلف كرسي سدين وأخرجت من خلف ظهرها

شيئا وركضت به نحوي وركضت هي خلفها لتمسكها لكن حضني

كان الأقرب لها فارتمت فيه ضاحكة وأخذت من يدها قصاصة

الجريدة فدخلت رغد من فورها وسلسبيل تتبعها وكانت سدين ستلحق

بهم لولا وقفت وأمسكتها من كتف قميصها ثم رأيت القصاصة

فكانت صورتي وترجمان فنظرت لوجهها بضيق فقالت ضاحكة

" لم تخبرني أنها إحدى صديقاتي المفضلات "

قلت بحدة " بل لم أخبرك أني لم أكن راض عن صداقتك لها "

نظرت لي بصدمة وقالت " ولما تزوجتها إذا "

تركت قميصها وقلت مغادرا " ليكتمل المهرجان طبعا

لأنها من ينقصكم هنا "

ثم صعدت للأعلى وتوجهت لغرفتي لتوقفني والدتي قبل أن

أدخل قائلة من خلفي " إياس بني تعال قبل أن تدخل "

التفت لها وقلت " متعب يا أمي أريد أن أستحم وأنام "

قالت بشيء من الحزن في ملامحها " حسنا بني كما تريد "

وغادرت فتنهدت باستسلام , عليا أن لا أكسر فرحتها فكم تمنت

أن أتزوج وانتظرت هذا اليوم بالساعة , تبعتها قائلا

" انتظري أمي سأذهب معك "

فوقفت والتفتت لي وقالت بابتسامتها الحنونة

" لن أؤخرك قليلا فقط "

فابتسمت وحضنت كتفاها بذراعي وسرت بها حيث أعلم جيدا

أين ستأخذني وقالت ما أن وصلنا باب الغرفة " أريد رأيك في

لون الأغطية ولا تجاملني لنغيرها قبل المساء "

قلت مبتسما " أمي افعلي ما تريه مناسبا , فيما سيغير

رأيي ثم أنا لا أفهم في هذه الأمور "

أمسكت يدي وقالت " بل ادخل لترى كل شيء ولا تكسر

فرحتي يا ابن قلبي الذي لم تنجب غيري مثله "

قبلت رأسها ويدها ودخلت معها فعليا أن أقدر مشاعرها وفرحتها

بي وأتغاضى عن الباقي فيكفي أن أتعس وحدي لما أتعس الجميع

معي , دخلت الغرفة وقلت وأنا أنظر لها نظرة شاملة

" متى فعلتم كل هذا "

قالت مبتسمة " وهل عندي غيرك أسعى من فجر ربي له

وأتعبت خالك معي وقال إما أن يوافق ابنك على سائق

لكم أو يشتري لإحدى بناتك سيارة "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " وهذا ما بقي يقدن السيارات "

قالت وهى تلمس أغطية السرير " ما رأيك في اللون أحببت

السكري كثيرا يتماشى مع الستائر لأنه بها نقوش سكرية

أيضا وإن كانت بسيطة "

ثم نظرت جانبا وقالت " التحف ومفارش الطاولات ذهبية فقد

أعجبني تنسيق المحل للون هكذا بما أن السجادة مذهبة "

ثم نظرت لي وقالت " ها ما رأيك أم ينقص شيء "

قلت وأنا أنظر حولي " جميل لا شيء ينقصها "

قالت مبتسمة " بلى العروس ويا شوقي للمساء لتكون فيها "

ابتسمت رغم الإحباط في داخلي وقلت " قليلا ونجد

أنفسنا فيه فلا شيء يركض أسرع من الوقت "

ضمت يداها لصدرها ونظرها للأعلى وقالت بحنان

" أسعدك الله يا إياس كما أسعدتنا وعوضك بها عن كل

تعبك معنا وأراني أبنائكما عاجلا قبل أن أموت "

لتنزل دمعتها الغالية فحضنتها وقلت بحزن " أطال الله

في عمرك يا شمعة حياتنا حتى تزوجيهم أيضا "

ابتعدت عن حضني ومسحت دموعها ثم نظرت لوجهي

وقالت ودمعتها ما تزال عالقة على رموشها " وأتمنى

أن تكون كما أحب وليس مريضة نفسيا "

ضحكت ومسحت دمعتها وقلت " لا تخافي فهي من

النوع الذي تحبين وزيادة "

قالت مبتسمة " يكفي أنها ابنة شقيقي الذي حرمنا منه وحُرمت

هي منا فقد عوضكما الله ببعض ولا أوصيك يا إياس لا

تتركها لألسن الناس تلتهمها "

قبلت رأسها وقلت " حاضر يا أمي فلن أنسى أنها ابنة خالي

وإن طلقتها فلن يرحمها أحد خصوصا بعد قضية اختطافها

وإيجادنا لها , هل أذهب لأستحم الآن "

قالت " نعم لكن لا تنم ورائنا الكثير ولا سائق غيرك "

تنهدت باستسلام وغادرت من هناك فيبدوا أن هذا اليوم طويل

وكله على رأسي , دخلت غرفتي وأخرجت قصاصة الجريدة

من جيبي ونظرت للصورة , آخر ما كنت أتمنى عروس متوحشة

وزواج ببذلة الشرطة فكم انتقدت من تصوروا بها في زواجهم






*~~***~~*







بقيت في الغرفة ولم آبه لطرقه ولم أجب عليه فبدأ

باستفزازي قائلا " أخرجي يا سيدة قروش يا وجه الفقر

يا مصيبة حلت عليا في ليلة مظلمة كحياتي "

وأنا طبعا لا حياة لمن تنادي فقال " لو كان لي حظ كرفقاي

لزوجوني بإحدى صديقتاك ولم يكن نصيبي بشعة مثلك "

حقير نسي أني أشبهه يعني بشع مثلي , لكني لن أجيب وإن

سب أهل أهلي , ذهب بعدما يئس مني وأنا لم أخرج إلا بعد

مرور وقت فمؤكد نام الآن لأنه سيكون متعب ولم ينم طيلة ليلة

البارحة , أخذت عباءتي ولبستها سيكون منظري سيئا عباءة بلا

حجاب لكن لا حل غيرها فلو كانت مغلقة للأسفل لكنت شققت

الفستان وصنعت منه وشاحا لكنها مفتوحة حتى المنتصف فهل

سأخرج متحجبة بساقين عاريتين , سرت بخطوات بطيئة حتى

باب المنزل لأكتشف أنه يغلقه بالمفتاح من الداخل فضربته بقدمي

وعدت أدراجي للغرفة فيبدوا لا يمكن ولا الخروج من هذا السجن

دخلت الغرفة وشهقت بقوة حين وجدته جالس على الكرسي

وقال بسخرية " أهلن أين كنتِ "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت بضيق " وهل تركت لي

مجالا لأكون , لما تغلق الباب بالمفتاح "

وضع ساق على الأخرى وقال " كي لا يدخل اللصوص "

قلت بذات ضيقي " أريد الخروج إذا "

قال ببرود " ولما "

قلت ببرود أشد " لأجلب هاتفي وأوراقي وشهادتي

طبعا لأعمل بها "

قال بحدة " جميل هذا ما كان ينقص تعملي "

قلت بغضب " ولما لا ؟ هل يعجبك الفقر الذي نحن فيه

على الأقل نستأجر منزلا أفضل من هذا "

أشار برأسه وقال " في أحلامك هذا منزلك لآخر يوم في

عمرك وخروج لن تخرجي "

نفضت يدي وقلت باستياء " ولما ؟ أي جرم هذا الذي ارتكبته

في حقك تعاملني هكذا "

وقف واقترب مني حتى أصبح أمامي وأمسك ذقني ورفع

وجهي له وقال من بين أسنانه " جرمك أنك تزوجتِ بي "

أبعدت يده بقوة وقلت وعيناي في عينيه " طلقني إذا "

ضحك رافعا رأسه للأعلى ثم قال مغادرا الغرفة

" في منامك سيدة قروش , نامي واحلمي بها "

ثم غادر فضربت الباب خلفه بقوة وجلست على الأريكة آكل نفسي

من الغيظ فيبدوا لا خلاص لي منه ومستمتع جدا بقهري وأنا من

ضننت أن مناه طلاقي وسيفعلها سريعا , عاد بعد قليل ورمى

كومة ثياب وقال " اغسليهم هل ستتركين ثيابي حتى تنتهي

لتغسليها نهارا كاملا , وأعدي الغداء بسرعة أم

ستتهربين كالفطور "

ثم غادر فأخرجت له لساني ورميت ثيابه بقدمي رغم

أني أعلم أنه لا مفر لي من غسلها







*~~***~~*






جلست في الصالة أنتظره حتى دخل فتوجهت نحوه وأمسكت يده

وسحبته معي قائلة " تعال أريد التحدث معك "

قال وهوا يجاري خطواتي " انتظري عمتي حتى أستحم

وأغير ثياب عملي "

دخلت به لغرفتي وأغلقت الباب ووضعت يداي وسط جسدي

وقلت " أواس هل أفهم الآن من هذه التي أحضرتها

وسبب زواجك المفاجئ والغريب منها "

نظر جانبا وتأفف فقلت بضيق " أعلم أنك لست صغيرا لأتدخل

في قراراتك ولن أعارضك إن تزوجت حتى أربعة لكن لما الفتاة

بدون ثياب ؟ حتى الحديث لا تتحدث وتتهرب كلما حاولت فتح

الموضوع معها "

تنفس بقوة ونظر لعيناي وقال بجمود " هذه تكون دُرر

حفيدة علي رضوان "

شهقت بقوة أغلق فمي بيدي وقلت بصدمة " دُرر حفيدته "

قال ببرود " نعم "

وضعت يدي على جبيني وقلت بعدم تصديق

" حية ولم تمت كل هذه السنوات "

أبعد نظره عني وقال " نعم ظهرت هي والطفلتان الأخريان

اللتان اختُطفتا معها في نفس اليوم "

هززت رأسي وقلت بحيرة " بعد كل هذه السنوات والبحث

الطويل وبعدما يئسوا منهن يظهرن فجأة "

نظر للأسفل وقال " هكذا حدث "

نظرت لوجهه وقلت بريبة " ولما تزوجتها ولم

يستدعوا جدها ليأخذها "

نظر لي وقال بضيق " في منامه ليس قبل أن

يتسولها مني تسولا وأحقق ما أريد "

قلت بصدمة " أواس ما هذا الذي تقوله "

أشاح بوجهه عني وقال " ما سمعته "

ثم نظر لي ورفع سبابته وقال مهددا " وإياك يا عمتي إياك

وإخراجها أو مساعدتها في شيء لأنك حينها لن

تريني ما حييت "

قلت بريبة " هل تعلم هي بسبب جلبك لها هنا ؟؟ "

لم يجب ينظر لي بجمود فقط فأمسكت ذراعه وهززتها وقلت

" تكلم يا أواس هل تعلم شيئا "

قال بجمود " لا ... لكنها ستعلم قريبا "

ثم خرج وتركني فضربت كف بالآخر وجلست على السرير

هذا ما كان ينقصك يا أواس أن تطبق فكرة الانتقام التي زرعتها

في رأسك لسنوات وتكون ضحيته هذه الفتاة المسكينة , هذا إن لم

تكن أنت وحدك الضحية ككل مرة تحاول فيها لملمة جراحك

والمضي للمستقبل , لن يثني أحد قراره أعرفه جيدا يفعل ما

يقرر وإن كان فيه موته , أواس الرجل الذي ربته فصول السنة

أربعتها ... ربيع والدته خريف والده وشتاء زوج والدته وصيف

زوجته وجاءت من ستدير عجلة فصوله من جديد والله أعلم

ستكون ماذا منهم وأخشى أن تكون شتاءً آخر لتكون الضربة

القاضية له لينتقم بها جدها منه بدلا من أن يكون الضحية

خرجت من الغرفة وتوجهت لغرفتها وطرقت الباب

ليصلني صوتها الهادئ قائلة " تفضلي "

فابتسمت بعفوية , ماذا إن كان أواس وليس أنا هل ستقول له

تفضلي !! ثم ضحكت على نفسي حين تذكرت أنه زوجها لما

سيطرق الباب , تنهدت بحيرة وأسى ثم فتحته ودخلت فكانت

جالسة تمسك المصحف الذي لا أدخل إلا وأجده في يدها

وضعته جانبا وقالت " تفضلي سيدتي "

اقتربت منها وجلست معها على السرير وقلت مبتسمة

" لا تناديني سيدتي كم مرة قلتها لك "

قالت بحيائها الذي لا يزيدها إلا جمالا " وبما أناديك إذا "

قلت مبتسمة " عمتي كما يناديني زوجك "

قالت بابتسامتها الجميلة التي على ما يبدوا لا تظهر إلا

نادرا " وكيف أناديك عمتي وأنتي في هذا السن

تكادين تكونين في عمري "

ضحكت وقلت " لا تجعليني أغتر بنفسي فأنا تجاوزت

الخامسة والأربعين "

قالت بذات ابتسامتها " تبدين صغيرة جدا وأستغرب كيف

أن لك ابنة هذه ملابسها "

قلت مبتسمة " إن حسبتها تجديها صحيحة "

نظرت بعدها حولي وقلت " أرى كل شيء مكانه لا تقيدي نفسك

يا دُرر واعتبري الغرفة غرفتك والثياب لك ألبسي ما تريدين

فابنتي مدمنة على الثياب لديها أكثر منها في منزل والدها "

قالت بهدوء " هل تعيش هناك "

تنهدت وقلت " أغلب الوقت وتقضي الإجازة معي

هكذا كتب الله لنا "

قالت بحزن " المهم أن تكون موجودة فالأموات

وحدهم من نتحسر عليهم "

أمسكت يدها بين كفاي وقلت " احكي لي حكايتك يا دُرر , أواس

أخبرني أنك حفيدة زوج والدته المختفية من سنوات "

قالت باستغراب " هوا قال لك هذا ؟؟ "

هززت رأسي بنعم وقلت " أجل وهذا فقط ما قاله "

قالت بهدوء " ولا شيء غيره لدي لأقوله لك , كانت الظروف

التي وجدوني فيها صعبة وتزوجني وأحضرني هنا ولا

أعلم ما يخبئ لي المستقبل أيضا "

تنهدت بأسى ولذت بالصمت فكم أخشى عليك من حقده يا دُرر

رغم أني أجزم أنه لا رجل يصمد أمام هذا الجمال والرقة وقد

يكون هذا ضدك وليس في صالحك فإن أحبك سيقسو عليك

أكثر كي تقتلي مشاعره نحوك

قالت بحيرة " عمتي هل لي بسؤال "

قلت مبتسمة " نعم "

قالت بهدوء " أين جدي هل هوا على قيد الحياة ؟ "

تركت يدها وأبعدت نظري عنها وقلت " لا أعلم يا دُرر فهوا

سافر منذ سنوات ولا أخبار عنه فهوا ليس سوا زوج زوجة

شقيقي الثانية أي لا صلة تربطني به "

قالت بهدوء " وزوجته أين هي ولما يضربها ويسجنها "

هززت رأسي بلا وقلت " لا يحق لي قول شيء عن هذا ولا

أعلم سببه لكن أواس ليس بطبعه يضرب النساء فمؤكد

بينهما شيء "

لاذت بالصمت ولم تتحدث فنظرت للمصحف وقلت

" أراك تمسكينه طوال الوقت هل تحفظين منه أم تثبتي حفظك "

نظرت له وقالت " بلى الاثنتين لكن الآن لا أشرطة كاسيتان

عندي أحفظ بواسطتها فقد بقيَت في المنزل الذي كنت أعيش فيه "

قلت باستغراب " ألم تلتحقي بدورة لتدريس القرآن "

هزت رأسها بلا وقالت " لا أريد أن أكون مجبرة وأتمسك

به خجلا من الناس , أريد أن أثابر بنفسي من أجل الله فقط "

قلت مبتسمة " ما أكبر عقلك يا دُرر حتى أنك لم تتذمري من

وضعك الغريب هنا "

انفتح حينها الباب فالتفت سريعا فكان أواس قد استحم وغير

ثيابه وشعره لازال مبللا فوقفت من فوري وقلت " عن إذنك

الآن وإن أردت شيئا فلا تترددي في طلبه مني "

ثم خرجت ووقفت أمامه وضغطت على يده التي تمسك مقبض

الباب وقلت هامسة " خاف الله فيها يا أواس فهي لا

ذنب لها فيما كان بينكما "

ثم غادرت وتركتهما وقلبي يطلب الله سرا أن تكون دوائه

وليس دائه الجديد فأنا أخشى عليه أكثر مما أخشى عليها





*~~***~~*







غادرت عمته وتركتني في مواجهته وحدي وهذا الطبيعي فمن

سيواجهه معي ومن الذي يشارك غيره في قدره , وقفت ونظرت

له دون أن أزيح عيناي فعليا أن أفهم معنى ما قاله , أغلق الباب

بيده دون أن يلتفت له كما فعل المرة السابقة فشعرت أن قوتي التي

جمعتها قد انهارت فشتت نظري بعيدا عنه ليصلني صوته قائلا

" ستنتقلين لغرفتك في الأعلى "

نظرت للأسفل وقلت بهدوء " أريد ثيابي إن كنتم دخلتم منزل

العجوز ولدي أغراض أريدها من هناك "

قال بجدية " مثل ماذا "

رفعت نظري له وقلت " مثل أشرطة الكاسيتات الخاصة بي

ومسجل الصوت الشخصي الصغير أوراقي و..... "

وسكتُّ فجأة حين رن هاتفه وأخرجه من جيبه وأجاب

عليه قائلا " نعم "

سكت قليلا ثم قال " لا ليس اليوم "

قال بعدها بحدة " قلت لا وليست مهزلة هي ومن المفترض أن

يكون الرجل بكلمة لا كلمتين وقلت من البداية واتفقت معه أني

سأستلمها بداية الأسبوع ولم يحترم الموعد فليرى لنفسه صرفة

فيها أو يرميها في البحر وانتهى وداعا "

بلعت ريقي ولا أعلم لما كل شيء أعرفه عنه يزيدني خوفا

منه وتوثرا , قلت بتوجس " ماذا كنت تقصد بكلامك صباحا "

تحولت ملامحه للقسوة فجأة فتراجعت حتى التصقت بالجدار وأنا

أراه يقترب مني حتى وقف أمامي وسند يده بالجدار خلفي لتغمرني

رائحة عطره والصابون الذي لا يزال يفوح من جسده وشعره

المبلل وقال بجمود وعيناه في عيناي " لا تسأليني هذه الأسئلة

لأن نتائجها لن ترضيك "

قلت بنظرة ثابتة في عينيه " من حقي أن أفهم كيف لطفلة

في الخامسة أو أقل أن تضرب بالسوط "

أمسك فكاي بقبضته بقوة ليصبح ذقني في قبضة يده وقال

من بين أسنانه " أكذب إذاً هل هذا ما تعنيه "

بقيت أنظر له بصلابة وعينان ثابتتان ثم قلت بهمس

" كله إلا رفع اليد يا أواس لا تجعله الحوار الوحيد بيننا "

قبض على فكي أكثر حتى خرجت مني أنة متوجعة ثم قرب

وجهه مني حتى لامست شفتاه خدي وأمسك وجهي بيديه

وقال بهمس " ولا أنا أريده لغتي معك فلا تحديني على فعلها "

ثم قبل أعلى خدي ثم وسطه وانتقل لآخره ويداه تخترق شعري

لعنقي فأغمضت عيناي بقوة لأقاوم دموعي التي ستخونني فما

أقساه من شعور أن تصوني نفسك كل حياتك لتصبحي مباحة

لرجل كيف يشاء وإن كان زوجك , تركني بعدها متمتما بشيء

لم أفهمه ثم توجه جهة الباب وفتحه ووقف عنده وقال موليا

ظهره لي " لا تسالي كثيرا عما تريه هنا ولا تتدخلي فيما

لا يعنيك كي لا تعرفي أواس الحقيقي مبكرا "

ثم خرج من فوره وترك الباب مفتوحا لأنزل على الجدار حتى

وصلت الأرض وهززت رأسي بحيرة وضياع , من أنت يا

أواس من ماضيا ومن أنا من ماضيك ليخبرني أحدكم ؟؟!!







*~~***~~*








" ارفعي ذراعك للأعلى قليلا سيدتي "

تأففت ورفعتها وقلت بضيق " متى ينتهي هذا العرض

كسرتم لي ظهري "

قالت مبتسمة وهي تعدل من خصر الفستان " لا توجد عروس

بظهر سليم فتحملي قليلا لننجز عملنا على أكمل وجه "

حركت كتفي وقلت للأخرى باستياء " يكفي خنقتني

بها , كل هذا بُودرة للجسم "

لم تكترث لي طبعا وكأنهم أحضروهم من مركز الشرطة وليس

خبيرات تجميل يطبقن الأوامر بحذافيرها ولا يُقدّرن أني منهكة

وكنت ألف الأسواق من الفجر واستلموني هم من الظهر للعصر

لولا الحفل هناك ما رضيت بكل هذا فليس هناك زوج أتزين له

طرق أحدهم باب الغرفة ودخل فصرخت بصدمة قائلة

" سديييين "

فأشارت لي بحركة بأصابعها ثم توجهت نحوي وحضنتني

بقوة فقلت بسعادة " لا أصدق , من رماك هنا من سيارته "

ضحكت كثيرا وقالت " مبارك يا زوجة شقيقي "

ابتعدت عنها ونظرت لها بصدمة وقلت " شقيقك !! "

ضربت لي التحية وقالت " نعم حضرة الضابط إياس هل

رأيت محاسن الصدف "

ضحكت وقلت " لم تخبريني أنه شقيقك لكنت هربت

من المدينة مبكرا "

ضحكت كثيرا ثم قالت " لو أفهم فقط سر هذا الزواج "

لويت شفتاي وقلت " أفضل لك أن لا تعرفي "

نظرت لي بحيرة وهزت رأسها بمعنى ماذا هناك فسحبتها

من يدها وجلسنا سويا وقلت " اتركينا من هذا الآن سأحكي

لك لاحقا كل شيء واتركيني أعلم منك ما حدث

هذين اليومين مع شلتنا "

ضحكت وقالت " حتى وأنتي تتزوجي تفكرين فيهم "

" علينا إنهاء عملنا سيدة ترجمان "

نظرت لها فوقي وقلت " انتهى ماذا تركتم ولم تفعلوه "

قالت سدين مبتسمة " أجل هي بذر هكذا ولا ينقصها شيء "

ثم غمزت لي وقالت بهمس " ويا ليلة إياس الليلة "

ضربت كتفها وقلت بضيق " وقحة وجاءتك الفرصة "

وقفت وأوقفتني وقالت " هيا بسرعة فإياس ينتظر في الأسفل "

قلت بصدمة " وما جاء به هنا "

ضحكت وقالت " ليأخذك طبعا فوالدتي تشتغل له اليوم من الصباح

وبنشاط حتى ضغطها تعدل بمعدل لم يصله من قبل "

ابتسمت لها دون تعليق فقالت وهي ترفع الغطاء من السرير

" أمي كانت تنتظر باليوم والساعة أن تزوجه هوا تحديدا

تشعرنا بالغيرة من حبها الشديد له "

نظرت بعدها لي ووضعت يدها وسط جسدها وقالت

" تحركي لما كالتمثال هكذا "

ضحكت وقلت " لا أصدق حتى الآن أن تكوني شقيقة زوجي "

قالت مبتسمة وهي تدير الغطاء حول كتفاي " صدّقي وابنة

عمتك أيضا ويا ويلهم في ذاك المنزل فقد اجتمعنا لهم "

حمدا لله هذه حسنة ولو واحدة أن سدين شقيقته , سأجد من يرفه عني

على الأقل , قلت وهي تعدله وتربطه " هل الضيوف كثر هناك "

قالت وهي ترفع القبعة وتغطي بها رأسي " حاولت أمي

تقليص العدد لأن الحفل في المنزل ورغم هذا هوا مليء

الآن والجميع ينتظر ليراك "

تنهدت باستسلام وذهب تفكيري لسراب ودُرر , ليثهما كانتا

معي الآن فهما أهلي لأني لم أعرف حياتي غيرهما , ترى

هل حضت كل واحدة منهما بحفل أيضا ؟ هل سافرتا ما سر

كل هذا الانقطاع واحدة تغلق هاتفها والأخرى لا تجيب

خرجت بي سدين تتحدث ولا أفهم مما تقول شيئا ففكري كان

مع شقيقتاي خصوصا بعدما علمت أن زوج دُرر متزوج

وأرادها تحديدا والآن هاتفها مقفل ! نزلنا للأسفل وسمعت عمي

يقول " لا أوصيك عليها يا إياس فهي ابنة خالك ومن دمك "

جاء صوته حينها لكن ليس ردا على كلام عمي بل لشخص آخر

قائلا بضيق " ساعة... ؟؟ أرسلناك لتنزليها تنامين معها "

فلويت شفتاي بضيق وعضضتهما من الغيظ بما أنه لا

أحد يرى وجهي , أعانني الله على كثلة الجليد والغرور هذه

قالت سدين ضاحكة " صبرك قليلا نهايتها ستكون معك "

شعرت برغبة في لكمها على وجهها وما زاد الأمر سوءا

ضحكة عمي التي ملئت المكاني ثم قال وصوته يبتعد

" مبارك لكما وأنا سأسبقكم هناك "

وصلنا للأسفل فأمسكت بيد سدين وهمست لها

" ستذهبين معنا أليس كذلك "

قالت ضاحكة وبهمس " نعم لأفسد الجو طبعا

فهذه وصايا أمي "

شعرت بارتياح كبير لأني حقا لا أريد الركوب معه وحدي

خرجنا ولست أرى شيئا طبعا سوا الأرض تحتي وأركبتني

سدين السيارة في الخلف وركبت بجانبي وسمعت صوت بابه

في الأمام أُغلق ثم انطلقنا وقال من فوره " من سمح

لك بالركوب معنا يا غصن الزيتون "

كتمت ضحكتي وقالت سدين بضيق " لا غصن زيتون سوا

زوجتك فها هي نحيفة مثلي فتوقف عن تعييري أو لن أرحمها "

زادت سرعة السيارة بشكل مخيف وقال " ستمن ولو

أطعمتها علف الحيوانات "

صررت على أسناني بغيظ كي لا تخرج الكلمات مني وقالت

سدين بخوف " مهلك خفف السرعة أعلم أنك تفعلها عمدا "

دار بالسيارة فملنا على بعض بقوة وصرخت سدين من الخوف

فقلت بضيق وأنا أدفعها عني " خنقتني يا غبية وثقبتِ لي

طبلة أذني لم أعرفك جبانة هكذا "

وذاك المغرور طبعا وكأنه لم يفعل شيء وابتعدتْ هي عني قائلة

" لدي فوبيا من السرعة وزوجك المبجل يستغل الفرصة "

جاء صوته قائلا ببرود " من طلب منك الركوب معنا "

قالت بضيق " والدتك طبعا وليثني لم أطاوعها "

قال بلهجة جافة وكأنه يوجه الحديث لي " هذا كي

لا تعيديها في المرة القادمة "

قالت بصدمة " هل ستتزوج مرة أخرى !! "

وقفت حينها السيارة وفتح بابه وقال " حسب سلوك ابنة

خالك طبعا "

ثم أغلق الباب ذاك الثلجي الأحمق هل يضن الأمر يعنيني

قالت سدين وكأنها تلطف الجو " مزاح إياس ثقيل دائما "

قلت بلامبالاة " ولما مزاح فليفعل ما يحلو له لأني لن أكون

كما يريد وأولها لن أسمن وأفسد جسدي "

ضحكت وقالت " نعم هكذا قوة النساء تعجبني دائما , هيا

لننزل فوالدتي تجديها على جمر الآن "

نزلنا من السيارة وكأن سدين العريس وليس شقيقها , هي

تركبني وتنزلني أخرجتني من هناك وتدخلني هنا وجيدا فعلت

والدته أن أرسلتها معه كي لا يفعل هوا كل هذا متذمرا , دخلنا

للداخل ليستقبلني الصوت الحنون الذي خاطبني في الهاتف سابقا

وقالت " أزيلي عنها هذه الخيمة لأرى زوجة ابني "

ضحكت سدين ورفعت الغطاء عني لأجد والدتهم أمامي امرأة رغم

سنها إلا أن جمالها ملفت للنظر ومن هنا اكتسبت سدين وذاك البيضة

المسلوقة البياض والجمال , نظرت لي بحب وعينان دامعة وقالت

" ما شاء الله عروس حقا وأتمنى أن يكون لسانك كاسمك "

حضنتها بحب وقلت " حمدا لله أن كان لي عمة أو

خالة على قيد الحياة "

قالت بحزن " عائلة والدتك رحمها الله في بلاد مجاورة لنا

هي ليست من هنا ولك خالات ستتعرفين عليهم بالتأكيد "

ابتعدت عنها فأمسكت يدي وقالت " هيا أريد أن أدخلك

بنفسي كما رغبت دائما "

سرت معها منصاعة فاليوم كل شيء مخطط له على ما يبدوا

سمعت عن فرحة الأم بزواج ابنها لكني لم أضنه هكذا ! والخبر

الأروع أن لي عائلة والدة أيضا أي خلاصي منك سيكون قريبا

يا إياس وسأغادر من هنا كما دخلت لأن كرهك لي سيجعلك تطلقني

سريعا, وصلنا للداخل حيث النساء أشكال وألوان رغم اتساع

المكان إلا أني أراه ضيقا بهم







*~~***~~*








ما أن مر وقت بعد العصر وبردت الشمس أخرجت تسط

حديدي كان في الحمام وملأته بالماء و الصابون لأكمل وظائف

الزوجية طبعا التي لا أرى منها إلا الشقاء , جلست على الأرض

وبدأت بغسل ثيابه وأنا أتحسر على حظي فحتى منزل العجوز

كان فيه غسالة قديمة تغسل الثياب على الأقل , هذا المنزل علمني

أن منزلنا ذاك كان قصرا رغم أنه حتى الخدم يعافوه لكن هذا

لا أعرف ما أقول عنه زريبة مقبرة متحف لا وصف يليق به

أبدا , رميت القميص من يدي بغيظ ليتطاير الصابون على جسدي

وشعري فبدأت بمسحه بتذمر واستياء وأشعر بأعصابي تحترق

ثم نظرت لغرفته المغلقة من وقت , ينام ويتركني كالبغل يحرث

علي ولا حق من حقوقي كزوجة يوفره لي وعليا أنا أن أكون

الزوجة المثالية , أمسكت القميص مجددا وبدأت بفركه

والغناء بصوت مرتفع لأنغص عليه نومه ولا ينعم بالراحة








*~~***~~*








اتكأت على طهر السرير وضحكت بصمت على غنائها المرتفع

تريد إزعاج نومي إذا تلك الحرباء ولا تعلم أني لست نائما , سنرى

يا سيدة قروش من سينغص على من , فتحت الباب ووقفت أمامه

أنظر لها مبتسما ومتكأ عليه ويدي في جيب بنطالي القصير فنظرت

لي ببرود وقد توقفت عن الغناء فقلت " من هذا الذي كذب عليك

وقال أن صوتك جميل ؟ لقد هربت العصافير بسببك "

تجاهلتني ولم تتحدث وعادت للغسل فتوجهت للطاولة وجلست على

الكرسي مقابلا لها ووضعت ساق على الأخرى أنظر لها وهي تحاول

رفع رقبة الفستان وتغطية كتفها كلما وقع ونسيت ساقيها وبعضا من

فخذيها المكشوفان ثم نظرت لي وغطتهم وقالت بضيق

" على ماذا تتفرج ؟ انتهى العرض عد لغرفتك فورا "

ضحكت ولم أعلق ثم أخرجت هاتفي واتصلت بالمحامي أمامها

عمدا فأجاب عليا فقلت من فوري " اطلعت على جميع الأوراق

أعماله يديرها مديره حتى أستلم أنا الأموال بما أنه لا وريث له

والمال لوالدتي وقاضي اطلع على أوراق القضية وقال أنها

رابحة بلا شك "

قال ضاحكا " أنت تكرر كلامي لك صباحا "

ضحكت وقلت " أعلم أريد أن أتأكد فقط "

قال من فوره " مسألة وقت ليس إلا "

قلت ونظري عليها وهي تنظر لي وقد توقفت عن الغسل

" لا مشكلة خذ وقتك فسأترك مدير أعماله يستلم كل شيء

وسأرى الأوراق فقط فلست أريد شيئا من مال حرمني

منه ووالدتي "

قال ضاحكا " من عقلك تقول هذا "

قلت مبتسما " لا طبعا وسنلتقي غدا صباحا وداعا الآن "

ثم أغلقت الهاتف وأعدته لجيبي فقالت من فورها

" هل جننت يا وجه الفقر "

هززت رأسي بنعم دون كلام فوضعت يداها وسط جسدها

وقالت بضيق " أريد أن أفهم كيف تريد مني أن أقوم بجميع

واجباتي وأنت لا تقوم بواجبك نحوي "

قلت ببرود " وما الذي قصرت فيه ها "

قالت بحدة " كل شيء "

اتكأت على ظهر الكرسي وكتفت يداي لصدري وقلت

" طعام وأحضر ما أقدر عليه فستان طلبته وجلبته

لك في لحظات "

ثم أشرت بعيناي لغرفته وقلت " وأي شيء آخر

تفضلي تجديه هناك "

شهقت بصدمة وقالت " ما تعني يا وقح "

قلت بابتسامة ماكرة " أعني ما تكلمتِ عنه أنتي "

عادت للغسيل وتأففت تتمتم بأشياء لا أفهمها فقلت مبتسما

" بسرعة لتكوي لي قميصي كي أذهب لحفل زواج صديقي إياس "

نظرت لي بصدمة وقالت " زوج ترجمان تعني "

هززت رأسي بنعم مبتسما فرمت الثياب من يدها وقالت باستياء

" واحدة يحتفلون بها وواحدة تعيش كالبغل هنا ما هذا العدل "

وقفت وقلت متوجها نحوها " يبدوا أنك تصرين على أن

أكمل واجبي كزوج "

فوقفت من فورها مبتعدة ويداها مليئة بالصابون وقالت بتحذير

" ابتعد عني يا آسر أفضل لك "

فضحكت بصوت مرتفع ثم غادرت جهة غرفتي قائلا

" فقط كي لا تقولي أني قصرت معك كزوج "

ثم دخلت الغرفة أضحك على شكلها فلم تري شيئا بعد يا سراب

رن هاتفي فنظرت للمتصل فكان العم صابر الذي رباني فاستغربت

اتصاله الآن وأنا كنت عنده فجرا قبل أن آتي هنا , أجبت عليه فكان

الصوت ليس له بل لفتاة تبكي فقلت بصدمة وقلق

" ما بك يا صبا ما يبكيك "







نهاية الفصل .... الفصل العاشر بعد شوي


 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:47 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية