*~~***~~*
أنهى الاتصال معه ونظر للأرض بشرود فقلت " ما بك يا قصي !
ماذا قال لك شقيقها ؟ "
رفع نظره بي وقال " قال تريد أن أراها أولا "
قلت مستغربة " ألم تقل أنها ستعلم اليوم ! وكنت تنتظر موافقتها
وتوقعتها ما أن اتصل شقيقها الآن ! "
قال بحيرة " نعم وهكذا ضننت حين ستقرأ ما كتبت لها في ذاك
البطاقة ويبدوا أنها لم تراه "
قلت بتفكير " قد تكون فهمت ما كتبت بشكل خاطئ "
وقف وقال " لا شيء فيه ستفهمه بشكل خاطئ فقد طلبت منها أن
توافق عليا وكتبت لها اسمي "
نظرت له فوقي ولم أعرف ما أقول فقال بضيق " ستفسدون كل شيء
بمخططكما , ولا أعرف لما وافقت على ما طلبته مني "
ضحكت وقلت " ترجمان ضمنت لي موافقتها وأنها ستصلح الأمر في
أي حال فثق بها أنا أكثر من يعرفها "
قال ببرود " إن أضعتماها مني فلن أسامحكما "
ضحكت وقلت " وماذا قررت الآن ؟ "
تنفس بقوة وقال " سأذهب صباح الغد طبعا فيكفي ما أفسدتم من
الأمر حتى الآن تتسلون على حسابي "
شهقت وقلت بصدمة " كنت موافقا ومتحمسا لكل هذا فكيف
تغير كلامك الآن ! "
قال مغادرا الغرفة " لنرى نهاية كل هذا "
وما أن خرج حتى دخلت والدتي وقالت " متى جاء قصي ؟ وما به
غادر بسرعة هكذا ؟ "
قلت مبتسمة " جاء ليرانا قبل أن يعود للمنزل وينام , ولديه غدا
مقابلة مع عروس المستقبل "
قالت باستغراب " ولما يراها وهوا يعرفها ! "
ضحكت وقلت " دعيه يرى ردة فعلها التي هرب منها اليوم "
بكى طفلي حينها فقلت من فوري " هاتيه لأرضعه مؤكد جائع , ولنغير
حفّاظه بما أنه استيقظ "
مدته لي وقالت مبتسمة " ليس كثير بكاء مثلك في صغرك تماما
سيأخذ طبعك الهادئ "
أخذته منها وقلت بضحكة " لو أخذ طبع والده لقلب المستشفى رأسا
على عقب من صراخه "
ضحكت وقالت " سمعته أول أمس يصرخ على العمال لتركهم صنبور
المياه مفتوحا , أنا التي لا دخل لي شعرت بشعر جسدي وقف "
مسحت على شعره أراقب ملامحه وهوا يرضع وقلت " لكن قلبه لا
أنقى منه يا أمي , ستعاشرينه وتعرفيه "
جلست على طرف سريرها وقالت مبتسمة " عرفته من تعلقك به وحبك
له ولن تحب امرأة رجلا بلا قلب وقاس عليها "
قلت ونظري لازال على أصابعي التي تعبث بشعراته الحريرية الكثيفة
" حمدا لله الذي رده لنا ليرى ابنه , ويجده ابنه ما أن يكبر بجانبه
ويربيه ليكون رجلا مثله "
*~~***~~*
تحسست بطني بيدي وقلت " ألا ترى معي أن حجمه يكبر بسرعة ؟ "
أمسك يدي وأبعدها وقبّلها وقال " اتركيه يكبر كما يريد , ما
شأنك به ؟ "
قلت من فوري " سيتعبني في ولادته , أريد كدُرر ولدته بسهولة
لصغر حجمه "
قال بضيق " وهل يعجبك هكذا صغير كالدمية "
ضحكت وقلت " لكنه رائع وجميل أليس كذلك ؟ "
قال مبتسما " نعم حفظهما الله له , من كان يصدق أنها ستلده
ووالده معها ؟ كم من نِعم لله علينا "
قلت وأصابعي تتلمس فكه " ماذا تريد أن تسميه ؟ أنت لم
تخبرني حتى الآن "
قال مبتسما " لا أعلم أسميه معجزة أم منة أم مفاجأة "
قلت بصدمة " ماذا !! ما هذه الأسماء البشعة ؟ "
ضحك وقبّل يدي وقال " فليطل علينا سيادته والاسم لا يهم "
قلت من فوري " نسميه رائد يعجبني كثيرا هذا الاسم "
قال بتفكير " رائد رِفعت صياد , أسم مناسب متناسق تماما ليس مثلهم
جابر أواس مجدي ! يفترض أنه أواس جابر مجدي سيكون أفضل "
ضحكت كثيرا فقال " هيا نامي حالا أو لن تذهبي غدا لمنزل ابن شقيقك
وإن سمعت فقط أنك تحركتِ هناك قطعت ساقيك مفهوم "
ضحكت وقلت " أعانني الله عليك حتى ألد , ألم تقل الطبيبة أني
اجتزت المرحلة الخطرة ؟ "
أشار بإصبعه وقال " نامي هيا أو نفذت تهديدي "
ضحكت وقلت " حاضر فقط لا تمنعني عنهم غدا "
*~~***~~*
نزلت السلالم وأمي تتبعني قائلة " عودي لغرفتك فورا وأزيلي هذه
الأوساخ سيهرب الرجل منك "
تجاهلتها تماما حتى وصلت للأسفل ووقفت على صوتها قائلة بتهديد
" قسما يا سدين إن فر الرجل بسبب شكلك كما حدث مع زوجك سابقا
يوم خرجتِ له هكذا لا أنتي ابنتي ولا أعرفك "
التفت لها وقلت بضيق " حياتي يا أمي وأنا أقررها فإن كان رجلا بحق لن
يعنيه مظهري هذا لأنه لن يتغير حتى بعدما سأصبح زوجته وفي منزله
وإن كنت لا أعجبه هكذا فأنا في غنى عنه , الله لم يخلقه وحده "
هزت رأسها بيأس وقالت مغادرة " اللوم ليس عليك بل على الرجل
بشاربيه ولحيته ويطاوعك في كل هذا "
تأففت وتوجهت جهة باب المجلس الداخلي للمنزل , فهذا المتوقع منها ستسمعني
ما لد وطاب وتلوم إياس على إطاعته لي , فلن يفهم أحد لما أفعل هذا ولن أغير
رأيي ولست على استعداد أن أكون في أمين جديد فهذا الرجل تشاءمت منه من
وقت خروجه المبهم في حياتنا وطلبه الزواج مني وإصراره على الاستعجال هكذا
والكارثة الأعظم حب والدتي الخرافي له فهي لا ترضى عن أحد إلا وكان ورائه
حكاية وكارثة , نظرت لنفسي في المرآة قرب المدخل نظرة أخيرة وتأكدت من أن
كل شيء في مكانه وعدّلت شعري , لا أعلم لما لا أعجبهم هكذا فما أجملني ؟
أرسلت قبلة لنفسي في المرآة وأخذت نفسا قويا وتوجهت لباب المجلس , فلنرى ما
سيكون رأيك بي بعد الآن سيد قصي , لا وجاء من ثاني يوم ومستعجل جدا على
رؤيتي ؟ ما أن وضعت يدي على مقبض الباب حتى رأيت إياس يخرج من الباب
الآخر حيث يفصلنا باب المنزل المفتوح وكان يتحدث في هاتفه وأشار لي بيده
أن أدخل وأنه قادم حالا , ما هذه الورطة كيف يتركنا معا هكذا ؟ لا بأس
كي يقول ما لديه دون أن يخجل من إياس ويعطيني رأيه بي مباشرة
*~~***~~*
خرج شقيقها وتركني جالسا وحدي وهوا من اتصل بها للتو لتنزل ليضعني في
مواجهتها لوحدي وهرب , كان وجوده سيمتص صدمتها قليلا ولن تستطيع قول
شيء أمامه أما الآن فلا أستغرب أن تطردني من هنا خاصة بعد حديثي معها أمس
عن زواجي , ما هذه الورطة التي وضعت نفسي فيها ؟ هذه الفتاة تبدوا مدللة من
عائلتها حد أنها طلبت الطلاق من زوجها السابق ووقفوا معها ومؤكد ما أن تكتشف
كذبتي سترميني بقدمها خارجا والجميع سيقف في صفها , ضغطت قبضاتي بقوة
وأنا أرى مقبض الباب يدور , تبا لقد لعبوا بي النساء وسيفسدون عليا زواجي بمن
أحببت , انفتح الباب ودخلت منه لكنها لم تنظر ناحيتي بل كانت مشغولة بشيء ما
علق في سوار يدها ويبدوا موصولا ببنطلونها , لم أستطع أمساك ابتسامتي وأنا
أرى المظهر الذي ظهرت به والثياب وصبغة الشعر , هذه المجنونة تعمدت كل
هذا لأراها فيه وعلمتُ الآن لما طلبت رؤيتي بل وفهمت لما طلبت الطلاق من
زوجها الذي يبدوا لم يرى مظهرها إلا بعد زواجهما ولم يعجبه , شدّت يدها بقوة
وقطعت السلسال الموجود بحزام بنطلونها الذي علق في سوارها لحظة ما نظرت
جهتي وتمتمت بشيء ما متضايقة ثم جمدت مكانها وشهقت بقوة تنظر لي دون أن
ترمش فشعرت حينها بورطتي الحقيقية فعضضت طرف شفتي كمن وقع في
مأزق فرمت قطعة السلسال جانبا بقوة وقالت " المريخي !! "
ضحكت وقلت " صاحب العينين الخضراء "
توجهت نحوي وأنا أنظر لها مستغربا حتى وصلت عندي ورفعت وسادة
الأريكة وبدأت بضربي بها قائلة " كاذب ومحتال لما لم تخبرني أنه
أنت ؟ سأريكم جميعا "
قلت ضاحكا وأنا أحتمي بذرعاي على وجهي أحاول تجنب ضرباتها
المتتالية " لو قرأت البطاقة أمس لعلمت كل شيء "
قالت بضيق ولازالت تضربني " سأريكم أنت وشقيقتك وشقيقتها
يا محتالين يا مجرمين "
وقفت وأخذت منها الوسادة ورميتها بعيدا وأمسكت رسغيها وأدرتهما خلف
ظهرها واقفا أمامها لتصبح بين ذراعاي وقلت مبتسما وناظرا لعينيها الجميلتان
" أنتي الفتاة التي أحببت وبحثت عنها طويلا يا سدين وما كنت سأفرط فيك "
نظرت للأسفل وقد علت خديها حمرة طفيفة فشددت على يديها أكثر
وقلت بهمس " قولي شيئا قبل أن يرجع شقيقك "
أنزلت رأسها أكثر وقالت بحياء " مخادع .. لست تعلم أي ليلة مررت بها
البارحة وكم دعيت على نفسي وأنا أضنها فتاة أخرى كنت تقصدها "
ضحكت ضحكة خفيفة ولم أعلق فرفعت رأسها ونظرت لي بضيق فتركت
يديها وأمسكت وجهها وقلت " أحببتك من أول يوم رأيتك فيه يا سدين لأني
رأيت داخلك رأيت كم أنتي مختلفة عن كل من قابلت وكم أعجبني
تمسكك بقناعاتك وإثبات ذاتك للجميع "
أغمضت عينيها وقالت بتنهيدة " ويلي منك يا أحمق , ضننت أنه لا
وجود لك إلا في المريخ "
عضضت شفتي بقوة ممسكا نفسي عنها وقلت مبتسما
" أريد أن أعلم شيئين الآن "
فتحت عينيها ونظرت لي باستغراب فقلت " ما الذي قلته فور دخولك
حين قطعتِ السلسال "
قالت مبتسمة " قلت ما هذا الشؤم الذي يحل مع هذا الرجل دائما "
نظرت لها بصدمة ثم ضحكت وقلت مبعدا يدي ورفعت بلأخرى خصلة شعرها
الحمراء النارية عن وجهها " وشعرك هل يراه كل من يأتي خاطبا ؟ "
أنزلت رأسها وقالت " بل أنت أول رجل يراه بعد شقيقي وخالي
وعمي وزوجي السابق طبعا "
قلت ببرود " وماذا رأى ذاك أيضا ؟ "
تحركت حتى كانت خلفي ودفعتني قائلة " تحرك والحق بشقيقي في
الخارج وأخبره أني موافقة لا بارك الله فيكم يا حمقى يا رجال "
اكتفيت بالضحك وهي تدفعني حتى أوصلتني خارج باب المجلس وأغلقته
خلفي , مجنونة وكم أعشق كل شيء فيها حتى فصوصها وشعرها الملون.
.
.
.
بعد مرور خمسة أعوام
أمسك كتفي بيده وقال مبتسما " تصور من الضابط الذي سيباشر عمله
اليوم متدربا "
نظرت له باستغراب وقلت " ضابط ومتدرب ! كيف تكون هذه ؟ "
ضحك وابعد يده وقال " أجل ضابط متدرب , وصل قرار تعيينه لي مباشرة
من الوزارة , خريج كلية الشرطة حديثا وبدل أن يكون ضابطا سيكون
متدربا وقد تم نزع النجوم من كتفي سترته أيضا "
نظرت له بعدم فهم واستيعاب وقلت " عقيد أواس قل شيئا مفهوما
يا رجل "
دار خلف مكتبه وقال " أمجد جابر حلمي "
نظرت له بصدمة وقلت " ابن الوزير !! "
هز رأسه بنعم وقال " وبقرار من والده "
لم أعرف ما أقول وبما أعلق وكيف اركب الجملة في رأسي من أساسه وكنت
سأتحدث فطرق أحدهم الباب ودخل منه وضرب التحية , كان شابا في الثالثة أو
الرابعة والعشرين من العمر له طول وأكتاف عريضة وجسد رياضي متناسق
وشعر بني ناعم كثيف , بشرة بيضاء وملامح جميلة مسترخية بها جاذبية غريبة
وكان ببذلة ضباط الشرطة فوجهت نظري لكتفيه فورا وكانا بالفعل بلا نجوم فهذا
الشخص المعني إذا , ابن الوزير ويعمل هنا !! لا ومتدربا بعد كل هذه السنوات
التي درسها ! وعلمت عنه أنه من المتفوقين في كليته وبشكل ملفت للنظر ! ابن
وزير يفترض أنه يمسك مركزا في الشرطة أو الجيش حتى إن كان فاشلا صعلوكا
فكيف إن كان ناجحا مثله !! تحرك أواس من خلف الطاولة وقال " هذا هوا
الرائد آسر من ستكون رفيقا له هذا الأسبوع فهوا المسئول عن جميع
وحدات جنوب العاصمة وشرقها "
قال من فوره " وأنا تحت أمره "
لم أستطع إمساك ضحكتي وقلت " قل قسما أنك أمجد ابن وزير
الداخلية وليست طرفة منكما "
قال مبتسما " بلى ومستعد أن أريك بطاقتي "
قلت باستغراب " وكيف رضيت له أن يذلك هكذا يا رجل "
قال من فوره " بل راض تماما وموافق وعليا أن أتبث جدارتي وأن أستحق
كل رتبة سآخذها كما بَنا هوا نفسه درجة درجة واستحق ما صار عليه "
هززت رأسي وقلت بإعجاب " ابن والدك حقا وبارك الله فيما رباك عليه "
قال بفخر " وفي التي ربتني قبله "
تحركت جهة الباب قائلا " اتبعني إذا وويلك مني يا ابن الوزير "
خرج خلفي ضاحكا وقال " ولن أجد من يردع شرك عني طبعا فوالدي
رفع يده مني ما أن وصل قرار تعييني هنا معكم "
ركب معي سيارة الشرطة وتنقلنا قليلا أشرح له عن بعض تحركاتنا وكان
ذكائه ملفتا للنظر حقا وسرعة بديهته وحفظه للأمور سريعا , دخلنا شارعا
معينا وقلت " طبعا لن تخبر أحدا عن هذه المخالفات التي ستراها الآن "
ضحك وقال " اعتبرني غير موجود إن كانت في المباح شرعا "
ابتسمت بإعجاب وقلت " طبعا مباحة , سأزور منزلا هنا قبل أن يذهب
كل واحد منا لتناول الغداء في منزله فلن أدعوك لمنزلي كي لا
تدعوني لمنزلك "
ضحك وهز رأسه بحسنا ووصلنا حينها لمنزل عمي منصور الذي لازال
يعيش وعائلته في ذات المنزل الذي تبرعت به سراب لهم , نزلت من السيارة
ولاحظت أنه فتح الباب ونزل أيضا وفور وقوفه نظر لطابقه الثاني وكأنه
يبحث عن شيء في شرفاته ثم نظر لي وقال " أهذا منزلك ؟ "
هززت رأسي بلا وقلت " منزل عائلتي ولي منزل أنا وزوجتي وأبنائي "
دخلت المنزل وصعدت السلالم وما أن توجهت لوسط الطابق حيث صالون
واسع كالذي في الأسفل قلت لعبير وصفاء الواقفتان بعيدا " أين والدكم ؟ "
قالت
عبير من فورها " جاءه رجل وخرج معه منذ قليل "
كنت سأغادر فتوجهت إسرار نحوي صارخة بفرحة وحضنت ساقاي
فقلت ضاحكا " أصبحتِ في الثامنة ولا تزالين ترحبين بي "
أشارت لي بيدها وقالت " انزل سأقول لك شيئا "
نظرت لها باستغراب على صوت صفاء قائلة بحزم " إسراء "
نظرتُ لها ثم لإسراء ونزلت عندها وقلت " ماذا هناك ؟ ما الذي
تريدون إخفائه عني ؟ هل ينقصكم شيء ما ؟ "
نظرت للخلف وقال " صفاء ستضربني "
أمسكت كتفيها وقلت " لن تضربك فقولي ما الذي تريدين إخباري به "
همست في أذني قائلة " صفاء وداليا تشاجرتا مع أحدهم في المدرسة "
نظرت للواقفتان هناك من فوري وقلت للتي همت بالمغادرة
" صفاء تعالي واذهبا أنتما "
غادرت عبير ونزلت إسراء للأسفل طبعا هربا من الجميع ووقفتُ أنا على
طولي ونظرت لوجهها وهي تنظر للأسفل وقلت " ما هذا الذي حدث في
المدرسة وتخفونه ؟ وأنا من نبهت أن تعلموني بكل شيء قبل أن
يتفاقم ولا نجد له حلا "
قالت بصوتها الهادئ الخجول " كان شابا ضايقنا فقط "
قلت بحزم " إسراء قالت أنكما تشاجرتما معه فلا تكذبي عليا يا
صفاء فهذا ليس طبعك "
نظرت لي وقالت من فورها " لم يتشاجر معنا نحن صدقني آسر "
قلت بجدية " مع من إذا ؟ "
نزلت بنظرها للأسفل مجددا وقالت " مع شاب من الشرطة وقف
بسيارته حيث كان ذاك الشاب يضايقنا في الشارع "
قلت من فوري " شرطة ماذا هذا ؟ "
هزت رأسها وقالت " لا أعلم لقد نزل فتعرض له ذاك الشاب وكانت بذلته
كبذلتك سابقا وتشاجرا وضربه ففر هاربا , قال لنا ذاك الشرطي أن نسير
وأنه سيكون خلفنا حتى نصل , هذا هوا فقط ما حدث أقسم لك "
ربط دماغي الأمور سريعا وشككت بأمر من تصرف خارجا بغرابة ونظرت
لها وهي تهرب بنظرها مني للأرض , صفاء أجمل شقيقاتها وجهها الدائري
الصغير الملائكي وخديها المتوردان , أخذت عينا والدها الجميلتان وبياض
والدتها وأصبحت ما أن كبرت مغناطيسا للشباب الطائش والمشاكل كلما
تأخرت حافلتهما وعادتا سيرا للمنزل , قلت بجدية " ولم تريه سابقا ؟ "
رفعت نظرها بي سريعا وقال بصدمة " من تعني ؟ "
قلت من فوري " ليس المضروب أعني طبعا "
هربت بنظرها مني مجددا وقالت بارتباك وتورد خديها في ازدياد
" كانت مرة واحدة في الطريق ولم يتحدث معنا أبدا آسر أقسم لك "
تنهدت بقوة ووضعت يدي على كتفها وقلت بهدوء " صفاء أنتي فتاة عاقلة
مقبلة على الجامعة فلا تجعلي شيئا يشغلك عن دراستك ومستقبلك فبعض
الأشياء يستحيل أن تكون لنا لأنها أعلى من مخيلتنا "
نظرت لي باستغراب وعدم فهم فقلت مغادرا " ذاك الشاب أبن وزير
الداخلية يا صفاء وتعلمي مؤكد من هوا والده وكيف يكون "
وغادرت من هناك نازلا السلالم متمنيا أن تكون وضعت اعتبارا لكل ما
قلت رغم أني موقن من أن ما بينهما أكبر من أن تستمع لنصيحتي
*~~***~~*
نظرتُ للطفل الذي يحبوا بعيدا جالسة على الأرض أطعم آخر أجلسه على
فخذي وصرخت بالواقف موليا ظهره لنا قائلة " وسام "
ثم هززت رأسي متأففة وقلت " حسام أمسك شقيقك قبل أن يوقع الطاولة
على رأسه , وأحضره لي هنا "
نظر له من بعيد وتأفف بتذمر ثم توجه نحوه ورفعه من كتفي قميصه ليصبح
معلقا بثيابه فقط وهوا يضحك مبتهجا وتوجه به نحوي فصرخت بصدمة
" أمسكه جيدا ستخنقه بقميصه يا أحمق وكأنك لست ابن الأربع سنوات "
وصل به وأنزله موقعا له وغادر بلامبالاة كعادته على صوتي الغاضب " لو
أحبني الله لكنتم فتيات جميعكم لا بارك الله في اليوم الذي عرفت فيه والدكم "
انفتح الباب حينها ودخل منه المعني بكلامي مبتسما وقال " ما بك
صراخك في أول الشارع ؟ "
أشرت للطفل الذي عاد يحبوا ناحيته وقلت " أحضره هنا , ومن يكون
لها أربع قرود مثلهم ولا تصرخ ؟ "
رفعه عاليا وقبل خده ثم توجه به نحوي وجلس مجلسا له في حجره
وقال وهوا يسحب صحن الطعام من أمامي " أعطني لأطعمه أنا
وضعي لي الغداء لأغادر "
أبعدتها عنه قائلة " لا أنت ستوسخ بذلة الشرطة هكذا والأخرى في المغسلة
دورك غدا ستحممهم الأربعة وتطعمهم لأشطف أنا المنزل كاملا "
ضحك وقرص خدي وقال " أنتي لستِ عادلة هل لاحظت ذلك ؟ ثم
الخادمة ستصل هذا الأسبوع فأجلي حملات تنظيفك قليلا "
قلت باستغراب " ولما تأتي بالخادمة الآن ونحن سننتقل لمنزلنا
الجديد نهاية الشهر ! "
وقف حاملا فراس معه وقال " لترتاحي قليلا , سأذهب لأضع غدائي
وحدي ككل مرة "
وتوجه جهة المطبخ فحملت فارس ولحقت بهما ودخلت خلفه وجلست على
الطاولة وقلت مبتسمة " اغرف لي معك أيضا فأنا لم آكل حتى الآن "
ضحك وقال وهوا يسكب الأرز " كل خوفي يا سراب أن أصبح
أغسل ثيابك وثيابي بعد التوأمين القادمان "
ضحكت وقالت " لا تستغرب شيئا "
*~~***~~*
اتكأت بيدي على مقدمة السيارة الحوض التي اشتريناها مؤخرا من أجل
المزرعة ونظرت للرأس الصغير الذي أطل من النافذة قائلا
" بابا ألن نذهب ؟ "
نظرت للساقين الخارجتان من تحت السيارة وقلت مبتسما " لنرى
والدتك ومهاراتها الوهمية أو لن تذهبي لأي مكان "
خرجت التي كانت تحت السيارة ووقفت تنفض يديها وقالت " جربها
ولا تسخر من مهاراتي وتنعتها بالوهمية مرة أخرى "
توجهت لبابها المفتوح وأدرت مفتاحها دون أن أركبها فاشتغلت سريعا
على صوت تصفيق شهد الحار قائلة بحماس " رائع ماما رائع "
أغلقت الباب ونظرت لها وقلت مبتسما " كل هذه السنوات ولم أعلم أنك
تجيدين تصليح السيارات ؟ "
قالت وهي تمسح يديها بمنديل ورقي " أخبرتك سابقا أن قدراتي تفوق مخيلتك
فشقيق العجوز ذاك لم يترك شيئا لم يعلمه لي ومنذ طفولتي , جميع الأشياء
التي كانت ستخدم مصالحه حين أكبر دربني عليها "
ثم تابعت وقد رمت المنديل من يدها " وما لم يتخيله أني ما أن سأكبر
سأتمرد عليه وأعصيه ولم أعد أفعل له شيئا "
هززت رأسي مبتسما وقلت " ولما وأنا متورط في سيارتي سابقا لم
تفكري في مساعدتي بقدراتك هذه "
قالت وهي تتوجه للباب وتفتحه " لأن كل تلك المشاوير لم تكن
تخصني طبعا "
وركبت وأغلقت الباب خلفها فهززت رأسي ضاحكا وركبت أيضا
فقالت شهد ما أن أغلقت بابي " ماما هيا نغني للحقول "
ضحكت وقالت ونحن نغادر المزرعة " غني أنتي ووالدك , لو كنتِ
تريدين أن أغني معك لجئتِ تشبهينني وليس تشبهينه "
ضحكتُ كثيرا وقلت " تعالي نغني أنا وأنتي يا شبيهتي الجميلة ثلجية
البشرة عسلية العينين بنية الشعر واتركيها وحدها "
التصقت بي من فورها وبدأنا نغني معا أنظر بمكر للتي تنظر لنا ببرود
حتى قلت " اسمعي سأغني أنا وحدي أغنية ستعجبك وعليك أن
تحفظيها عن ظهر قلب "
سكتت من فورها تنظر لي بفضول طفولي فنظرت للطريق وبدأت الغناء
قائلا " قالت لكل الأصدقاء هذا الذي ما حركته أميرةٌ بين النساء سيستدير
كخاتمٍ في أصبعي ويشب نارا لو رأى شخصا معي .... يااااا مستبدة "
وبدأت شهد تكرر خلفي والمعنية بالكلمات طبعا نظرت جهة النافذة متجاهلة
لنا تماما , ورغم أن الأغنية جميعها مديح وإطراء لها لازالت لا تحبها
*~~***~~*
رتبت لها تنورتها وأدخلت القميص فيها جيدا لحظة ما انفتح باب المنزل
فقبلت خدها وقلت " بسرعة يا مشاغبة لوالدك سنغادر الآن "
ركضت جهة قصي الداخل من باب المنزل وقد تلقاها بذراعيه ورفعها
للأعلى راميا لها في الهواء على صرختها المبتهجة كعادتهما ووقفت
وحملت مؤيد الذي وجد فرصته ليحبوا بعيدا وتوجهت نحوهما قائلة
" للسيارة بسرعة يكفي ما أخرتنا للآن "
ضحك وضمني بذراعه الأخرى وقال خارجين
" مازلت تصرين على رأيك ؟ "
قلت وقد وصلنا السيارة " بالتأكيد وظننتك ستفهم موقفي "
وضع رناد في السيارة ثم أخذ مؤيد مني ووضعه في مقعده المخصص في
الخلف ثم خرج من السيارة ونظر لي وقال " بلى فهمت ما تريدين إيصاله
لي حبيبتي لكني قلق عليها حقا وأواس أوصاني عليها كثيرا قبل مغادرته "
ثم أغلق باب السيارة ولازال ناظرا لي بعدم اقتناع فتنهدت بقوة وعجز وقلت
" قصي أنت تعلم وتعرف درر جيدا وحالة هوسها بزوجها من بعد اختفائه وعودته
من أربع سنوات , وإن مر عليها نصف يوم دون أن تعلم أين يكون يجن جنونها وهوا
حريص دائما على ذلك , فأن يذهب بأولاده اليوم خارج العاصمة ولا يخبرها أين ولا
السبب ويأخذ والدتها لها من الصباح يعني أن عقلها جميع مجساته تعمل الآن فكيف إن
ذهبنا لها نحن أيضا فستشك بالأمر وقد يصور لها عقلها أمورا غير موجودة ولن نستطيع
أن نخبرها بالحقيقة لأنه حذرك كثيرا ولأن معرفتها بما سيجري قد يؤثر عليها وهي
حامل وفي شهرها , ولا تنسى كيف وكّلت محام دافع عن العجوز التي اختطفتهم
وشقيقها وكادت زوجة إياس تجن لأنها فعلت ذلك , لأن شقيقتك مختلفة وقلبها
رقيق وضعيف حتى اتجاه الشخص الذي سيكون آذاها يوما "
تنهد تنهيدة طويلة شعرت أن فيها كما من المرارة ثم أمسك وجهي بيديه وقبّل جبيني
ثم نظر لعيناي وقال " رغم كل ما كنت أعلمه عنه ورغم ما فعل بنا يا سدين لا
أنكر أن الخبر أثر بي وأشعر بالضيق اليوم وأنا من لم أتوقع ذلك ويبدوا لي
معك حق فيما قلته "
أمسكت يديه بقوة وقلت ناظرة لعينيه " هذا أجله كان سيقضيه على كل حال "
هز رأسه بنعم ثم ركبنا السيارة مغادرين لمنزل عمي رفعت فقد أقنعته بصعوبة
ليعذل عن قراره بأن نذهب لمنزل شقيقته حيث أنهم انتقلوا من هنا وأخذت أنا
وقصي منزلهما الجديد وبقيت والدته وخالته وجدته في منزل أواس الأول وكله
كان بإصرار من زوج دُرر بعد عودة ابن الخالة راحيل ولأن شرط إياس من قبل
زواجنا ومن بعد زواج رغد الأول أن يكون لأي واحدة منا تتزوج منزلا مستقلا
عن أهل زوجها فكنا نأخذ الطابق الثاني في منزل أواس الذي كان بسم درر قبل
أن يشتريه قصي منها وحين عاد ابن الخالة راحيل خرج أواس فورا من سور
المنزل بأكمله ولا أفهم لما ! وانتقلنا نحن لمنزلهم السابق
نظرت له ونظره على الطريق ثم أمسكت بيده التي يضعها على يد السرعة فنظر
لي وابتسم ثم رفعها لشفتيه وقبلها , قصي كان أجمل شيء حدث لي وأروع رجل
ما كانت ستعطيه لي الحياة مرة أخرى فهوا يعرف كيف يتصرف مع المرأة وكيف
يحتويها في كل حالاتها , وتجربته الطويلة مع نساء عائلته تبدوا علمته الكثير والكثير
فأراه يعلم متى يعامل ابنته الطفلة كامرأة ومتى يعامل زوجته المرأة كطفلة وبالعكس
ولست أصدق حتى الآن كيف جعلني أستغني عن مظهري السابق بدون أن ينتقدني ولا
أن يجرحني فكان يكفي منه أنه كان يتغزل بي وقت استيقاظي صباحا وقبل النوم ووجهي
لا
زينة فيه أكثر من أي وقت آخر حتى جعل تلك الأوقات إدمانا لي وبث أريدها في كل
وقت , ثم بعدما أنجبت رناد وكبرت قليلا كان معترضا على أن أجعلها نسخة مصغرة
عني وكان يقول ( لا أريدها أن تكبر معتادة على هذا فلن أجد لها زوجا يقدرها وستتعب
كما لو أنك تزوجتِ بزوجك السابق ذاك وستعاني من الجميع , فمن أين سنجد لها شابا
عاش في الخرج يعلم أنه ليس المظهر ما يحكم على الإنسان ) ولم يغضبني أبدا كلامه
وقتها لأنه لم ينتقدني بل حاول أن يشرح لي أن ابنتنا ستعاني مستقبلا حتى اقتنعت عن
نفسي أن أترك كل تلك الأشياء ليكون قصي معي طوال النهار ذاك الذي لا أعرفه إلا
ووجهي مغسول بالماء للتو , ولكي لا تحذوا ابنتي حذوي وهي تراني أبيح كل ذلك
لنفسي ثم تُوقعها أقدارها في زوج يراها كما كان يراني أمين , نظرت للخلف حيث
الملتصقة بالنافذة تغني وقلت ضاحكة " قوليها أمام رائد وسنلقى منه ومن
والده ما سيسرك ويسرنا "
التفتت لي وقالت مبتسمة " ثنزور رائد , لا أحب أحمد "
ضحك قصي وقال " على خالك أن يجد حلا لعداوة ابنه مع ابنتي فلن
أرضى أن ترجع لي منه بوجه مليء بالخدوش كل مرة "
قلت مبتسمة " تعرفه جيدا لا يتحمل في ابنيه ولا الكلمة الطائشة ولن تجد
فيه العون أبدا "
وطبعا أنجبت زوجته ابنهما الثاني أحمد وعمر رائد عام واحد وبعدها أجهضت
مرة ونصحها الأطباء بعدم محاولة الحمل مجددا لأنها ستؤثر عليها ورغم أنها
لم تكن تريد أن تلقي لكلامهم بالا إلا أن خالي رِفعت عارض وبشدة وقال أن
الاثنين يكفيانه ويزيد , وكم كان رجلا قنوعا ورائعا ويعجبني كيف يعامل
ابنتهما غدير وأبنها وكأنه حفيده من ابنته فالرجال أمثاله نادرين هذا
الوقت عدا الجالس بجواري طبعا , آه نعم وإياس شقيقي أيضا
*~~***~~*
دخلت مبنى سجن جنوب العاصمة أحمل طفلتي التي تمسك في يدها حلوى تمصها
ثارة وتتحدث مشيرة بها ثارة أخرى وأمسك بيدي الأخرى يد جابر الذي أصبح
الآن في الخامسة , ببذلة عملي التي يمسك ابني قبعتها ولولا رتبتي هذه ما تمكنت
من الدخول بهما ولا رؤية من سأراه بعد قليل , أجل هذا هوا اليوم الذي انتظرته من
خمس سنوات وبعد محاكمات ومرافعات طويلة وبعد تأجيل وتمديد وحصر لجرائم
لا يتخيلها عاقل ولا مجنون صدر قرار المحكمة العلية في البلاد بإعدام المجرم
الذي ما رأت له مثيلا من قبل فمهما أجرم الناس لن يكون جرمهم وجرائهم كمن
أمسك القضاء يوما وعتا به فسادا في الأرض , وصلت لباب الحجرة التي يوجد
فيها حاليا قبل نقله لتنفيذ الحكم عليه وفتحته ودخلت بعدما أمسكت يد جابر مجددا
مدخلا له معي فوقف الجالس بالثوب الأحمر مصفد اليدين والقدمين بالسلاسل ينظر
لي بصدمة فمؤكد لم يتوقع أن يراني وأني حيا أرزق وأن النجمتين على كتفي تحولتا
لنسرين ونجمة , بل لدي طفلين أصغرهما عمرها عامين ونصف فقط , ابتسمت
بسخرية وقلت للواقف ينظر لنا ولم يتخطى الصدمة بعد " طبعا لم تتوقع رؤيتي
بل وأبنائي معي , فسأعرّفك عليهم لكني لن أعرفهم عليك "
اكتفى بابتسامة ساخرة متهكمة كعادته التي لم يغيرها كل ما مر به
فقلت للممسكة لعنقي بذراعها الصغير " من والدتك ؟ "
أخرجت الحلوى من فمها فورا وقالت مبتسمة " دُرة "
شددت جابر لي وضممت رأسه لفخذي وقلت " وهذا اسمه جابر ومؤكد
خمنت لما سميناه بهذا الاسم وأن خاله قصي من سجله "
علت حينها الصدمة ملامحه أكثر فقلت بسخرية " نعم ابن ابنك الذي طلبت
من حفيدتك أن تقتله بسلاحه والذي هجّرته وعائلته يا قاضي القضاة العادل "
خرج من صمته أخيرا وقال ساخرا " عرض رائع , أجئت تُعلم أبنائك
أن يكونوا سفاحين مثلك ليروا جد والدتهم يموت مقتولا "
قلت مبتسما بتهكم " بل جلبتهم لتراهم أنت قبل أن تموت ولتعلم أن أمر الله هوا
النافذ وليس هناك بشر كان من يكون له القدرة على اللعب بأقداره مهما علا
وتغطرس ولعلك تتوب في هذه الدقائق قبل أن تلقى وجه بارئك "
ثم خرجت من هناك بهما ولم أكترث لكل صراخه وشتائمه التي أطلقها خلفي
فهذا أكثر ما يقدر عليه ومتوقع منه ليتخطى صدمة أنه تدمر وحده وخسرها
وخسر الحياة وحده وليس كما كان يتخيل
.
.
.
وانطوت فصول حكايتي التي لم تنتهي هناك بالطبع , وكلها كانت من عوالم
الخيال فلا الأسماء ولا الأشخاص ولا الشخصيات مستمدة من الواقع , ومؤكد
صادفتكم قصصا تشبهها ولو في أشياء منها لكنها لم تنتهي نهايتها ففي القصص
والحكايات لا فصول فيها لما بعد الموت لكن في الواقع فثمة يوم حساب يفرق فيه
بين الحق والباطل ويُفصل فيه بين الناس ويأخذ صاحب الحق الذي لم يأخذه في
الدنيا حقه لأنه يوم الحكم الذي لا باطل فيه .
وتبقى العبرة من هذه الرواية أن لا يترك الإنسان لظروفه مجالا لتبني شخصيته
جاعلا لها حجة وتبريرا , وعلينا بني البشر أن لا نحكم على أي شخص من
واقعه وماضيه الذي وجد نفسه مجبرا عليه كأطفال دور الأيتام واللقطاء
النـــــــــهاية
( رواية جنون المطر )ستكون في أول فصولها من جزأها الأول هدية العيد
لكم إن شاء الله ليكون لنا لقاء آخر جديد .
.
.
ولأني لست ممن يجيد كتابة الخواتيم كما أفتقر للدقة في كتابة البدايات فكل ما
أريد قوله أني سافرت معكم في كل سطر كتبته وكل فصل وضعته بين أيديكم
لعالم كنتم أنتم فيه أروع ما رأيت ووجدت , استمتعت جدا بردودكم وتعليقاتكم
وحماسكم وكأن ما يُكتب واقعا ملموسا وليس البشر من يتحكم فيه وكانت تجربة
فاقت توقعاتي بالفعل لأني خشيت فشلها حتى كدت أن لا أنزل الرواية لكنها
لاقت استحسانا منكم والحمد لله وهذا كل ما كنت أصبوا إليه
.
.
بداية أتقدم بخالص وجزيل الشكر لمن ساهموا في وصول الرواية لكم بأفضل
صورها .... الغالية ( فيتامين سي ) من كان لي كبير الشرف بلقائها والتعرف
عليها إنسانة أقل ما يقال عنها أنها نبع للعطاء دون توقف ولا طلب للمقابل فبفضلها
بعد الله كانت الفصول تصلكم في وقتها المحدد ورغم أشغالها الكثيرة وضيق وقتها
تحملت مشقة جمع الفصول وترتيبها وتنسيقها وتنزيلها لكم في أوقات ثابتة وأيام
مختلفة مما زاد مهمتها صعوبة ولم أرى منها إلا رحابة الصدر ولم أستشف ولا
بالخطأ تذمرا أو تسخطا في كلامها رغم أني أنا من عرض عليها الأمر فلك مني
كل الشكر أختي الحبيبة وحفظ الله لك عائلتك وعائلاتهم وحفظك لهم لتبقي
شمعة تنير حياتهم للأبد وتنير دروبنا هنا دوما
وأتقدم بالشكر أيضا للغالية ( لامارا ) على تعبها في نقل الرواية
وعلى إختيارها لصور الغلاف جزاها الله خيرا
.
.
وأتقدم بالشكر أيضا للغالية ( بحر الندى ) على تصميمها الرائع لغلاف الرواية
.
.
وأتقدم بالشكر أيضا للغالية مايا ( بلومي ) لاهتمامها بالرواية بفصولها وترتيبها
وقد سبقت أفضالها من رواياتي السابقة وكانت لي العون دائما
.
.
وأشكر من أعماق أعماق قلبي كل من كتب كلمات مهما كانت قصيرة وعبر
عن إعجابه وحبه للرواية واشكر كل من كانت لهم الردود المشبعة الرائعة التي
أتناولها بنهم في كل مرة وأنتظرها منهم بشغف وخاصة من تنقل لهم الرواية
ورغم أني لست متواصلة معهم كانوا يطرونني بردودهم السخية المفصلة
الرائعة لأحمل جميلا لهم على قلبي فلا أنساهم ما حييت
أشكر كل من زين روايتي بأشعاره وخواطره الرائعة لتحمل طابعا مميزا
وذكريات رائعة ستذكرني بهم على مر السنين كلما عدت لفتح فصول
رواياتي , ولتنقل إبداعاتهم لكل من سيقرأ ولو فصولا قصيرة منها
وفي النهاية أعتذر من أي شخص جرحته بكلمة أو أذيته وليعلم أنها كانت
بغير قصد مني وأني لا أحمل في قلبي مثقال ذرة على أحد منكم ولا يحق
لي ذلك فقد كنتن جميعا ونعم الأخوات المتابعات تعكس تعليقاتكم وردودكم
ونقاشاتكم طيب معادنكم وحسن أخلاقكم
وختاما رحم الله جميع موتى المسلمين ونشر سلامه وأمانه على بلادهم
أجمعين وفرج كربات أخواننا في فلسطين والعراق وسوريا واليمن و تونس
ومصر وبلادي الحبيبه ليبيا , وأدام أمنه وأمانه على باقي البلدان العربية
آمين يا رب العالمين
ودمتم في حفظ الله جميعا وسأشتاق لكم في كل وقت
أختكم ..... برد المشاعر