كاتب الموضوع :
~FANANAH~
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حين المغيب
تمت النظرة الشرعية بحضور والدها وشقيقها الأكبر والزوج المرتقب ، لم تستطع استشفاء ملامحه من شده حيائها
ياله من وقت ممتاز للغوص في خجل لا نهاية له ، ما أن تلبث أن تلتقي أعينهما حتى تجد عيناها تحتضنان الأرضية الرخامية مجددا لقد حفظت أدق تفاصيلها ولو تم سؤالها عن ذلك الزوج فلن تستطيع الإجابة بجواب شافي ؛ ولكن من جهة
أخرى فقد تمكن فهد من إلقاء نظرة جيدة على زوجته المستقبلية التي لم ينقصها من الجمال ما يجعل الرؤوس
تلتفت لمتابعة خطواتها بالرغم من معرفته بشأن تربيتها بين خمسة أشقاء فلا يزال يرى فيها الأنوثة الناعمة وبهذا تمت الترتيبات للحفل الكبير .
.
.
تتالت الأيام والتحضيرات على قدم وساق والجميع أطلقوا حالة استنفار لإنهاء اللوازم والحجوزات بالوقت المناسب
كانت في طور تلك الاستعدادات تعامل كأميرة مخملية ستزف لأميرها المنتظر ، لتحل الليلة المنتظرة
وتصبح نجوم الليل كسفراء للقمر بإنارتها لضوئها ومشاركتهم لبهجتهم انتهى الصخب ليتم مرافقة العريس
بموكب ضخم مصاحبا ذلك مزيج من أصوات الأبواق لحين وصولها لمنزلها المستقبلي، لم تسعها فرحتها حين تمكنت
من رؤيته زوجها فهد بشكل أقرب بهي بطلته ذو بشرة سمراء تعاكس بيضاء بشرتها وعينيه البنتين وجسده العريض الذي يشعرها بمدى صغرها نسبة لضخامته ؛ لا تعلم الكثير عنه أو كيف يقضي جُل يومه أو ما هي طبيعة عمله
فوالدها من النوع التقليدي الذي لا يحبذ التواصل قبل الزواج ولا تخفي إعجابها بمقدار التزام فهد بما نصه
والدها من ممنوعات حيال كل شيء بشكل تقريبي .
.
.
حين وصولهم لعش الزوجية ومغادرة البقية دلف الزوجين الحديثي العهد لتفقد المنزل ، ولكن من كان يعلم بأن ما شعرت به سابقا ريم كان يعني شيئا مزعجا وسيئا كهذا ..!
.
.
ما حدث ليلتها لم يكن مخططا ، لم يكن مفترضا ، ولكنه أصبح واقعا يختبئ خلف تلك الأبواب الموصدة .!
خرج من منزله هائجا كثور أرعن يشتم ويركل كل ما يصادفه وهي تلك الحمامة مكسورة الجناح قد بقيت تحتضن جسدها الغض في زاوية حادة من غرفة نومهم، تكتم صوت بكائها تارة وصوت شهقاتها تارة أخرى خوفا من موجة جديدة من الاعتداء الجسدي ، ولكن ماذا عن فاجعة روحها بما حدث هنا !
ليتكرر سؤالها في جنبات عقلها الصغير " ما الذي فعلته وأغضبه ، ما خطأي ؟!!"
.
.
حقيقة لم يكن خطؤها فكل فتاة تدخل في تجربة جديدة تصبح خائفة من رأسها لأخمص قدميها فما العلة حينما ترفض الانصياع لطلبه في الحصول عليها بطريقة خجلة ، أينهال عليها ضربا وركلا وشتيمة ؟!
بزغ فجر اليوم التالي وقد غفت ريم على وضعيتها منذ الليلة السابقة ولم يوقظها سوى صوت التكبير للصلاة
من هاتفها المحمول ولذلك قاومت ألآمها واتجهت نحو حقيبتها لتغير فستان زفافها برداء أخر ولم تترك بقية
المستحضرات حبيسة لحقيبتها بل حررتهم لتزيل أثار الماكياج فقد بدت رهيبة بكحلها السائل مع أنهار دموعها ، أخذت
ما يلزمها ودلفت للحمام بصعوبة وأغرقت جسدها تحت رشاش من الماء الدافئ لتستعيد حيويتها وحين انتهائها
قامت بلف منشفة متوسطة حول جسدها لتعتني بجروحها وكدماتها المزرقة التي أفسدت جمال بشرتها الكريمية ؛ ابتلعت غصتها وأكملت مداواة ما ناله من ركل وخدش وحين انتهائها ارتدت فستان ربيعيا ذا أكمام قصيرة وتركت شعرها فاحم السواد طليقا واستغلت الفرصة للحاق بفريضة الصلاة .
.
.
انقضي نصف النهار وفهد لم يعد للمنزل لم تكن لتهتم كثيرا لظنها بأنه نادم على ما اقترفته يداه لهذا لم تجد حاجة للاتصال بذويها وتضخيم مسألة خاصة بين الأزواج ؛ شغلت ريم ذاتها بتفقد المنزل الذي سيصبح ملاذها وبدأت في الاعتياد على أجوائه حتى أنها صنعت لها وجبة تسد بها جوعها وبقيت تتصفح مجموعه كتب قد انتقتها بعناية لتشغلها في أوقات فراغها .
.
.
|