كاتب الموضوع :
~FANANAH~
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حين المغيب
بعد مرور 3 سنوات أنجبت ريم توأمان وصبي تركتهم برعاية حازم ريثما تنهي تجهيز العشاء وبينما هي سارحة
بتفكيرها ، اقترب منها على غفلة محتضنا خصرها الغض بين ذراعيه ليتحدث بصوت غيور" ما الذي يشغل تفكير جميلتي ؟"
لكزته بمرفقها على إحدى ذراعيه" دعني انهي تحضير العشاء ، ثم من يراقب الأطفال ؟"
دس أنفه بين رقبتها وخصلات شعرها يتمتع بعبق رائحتها قائلا كمن يتمتع بمخدر مؤقت" لا تقلقي ، هم بخير "
تركت ما يشغل يدها واستدارت تحتضنه بالمثل لتهمس بمحبة " أحبك جدا "
أرسى قبله على جبينها مجيبا بالمثل " أحبك جدا يا جميلتي "
ولكن لا أحد يعلم بأن هنالك سرا آخر كان جاثما على صدرها ولم تخبر أحدا عنه هو سرها الذي سيغيب بغياب شمس هذا المساء ، فهي لم تكن سندريلا ولكنها عثرت على سعادتها ربما هي أنا أو أنتِ أو إحدانا ..
*****
ولكن مهلا ، كل الأسرار تكشف وقبل أن تغرب الشمس وترحل دعوني أخبركم بالسر الذي خبأته خلف باب موصد كتب له بأن يكشف ولكن ليس للجميع ..
*****
ذلك المساء حينما انهارت بمنزلها بعد اكتشافها للحقيقة المروعة لم تقبل بأن تكون طرفا بالمعادلة لذا أحكمت رباطة جأشها لتستعيد حياتها ، لترسم العدل وتعيد الألوان لعينيها اللتان ما عادتا تريان العالم سوا باللونين الأبيض والأسود أرادت الخلاص ولذلك بقيت تراقب تلك الشقة المشبوهة وتذهب لها من خلال سائق أجره حتى لا تشكك زوجها بالسائق الخاص ويضطر أن يستعلم منه عن أماكن تواجدها حينها ستكون مشكلتها ، ولكن غيابه ومعاملتها كهامش في حياته سهلت عملية تنفيذ خطتها بشكل يقارب الدقة .
لم تخطئ حينما وصفت تلك الشقة بأنها " للدعارة " عند اكتشافها لعشيق جديد لا يعلم عنه زوجها العزيز وله أوقات محددة للحضور لا يتأخر عنها مما سهل ابتكارها لخطة تبعدها عن الشبهات .
كان يوم التنفيذ هو اليوم الثامن والعشرون من ذو الحجة ، اليوم الذي اختارته والدتها لإقامة اجتماع عائلي وبما أنها أصرت على زوجها بالحضور بناءاً على طلب عائلته رافقها مرغما ولا تخفي مقدار سعادتها في نجاح خطتها لهذا الحد قضيا الأمسية في نقاشات لا نهاية لها لتسرق هاتفه المحول بدون علمه وترسل رسالة نصيه لرقمها الظاهر التي قد ألتقطه مرة بعد سماعها له وهو يعدها بزيارة قريبة " معشوقتي أعتذر لن يمكنني الحضور هذه الليلة "
وسرعان ما قامت بحذف الرسالة بعد تأكيد وصولها ولكي تتأكد من عدم قدرته على مكالمتها لتفضح خطتها قامت بإبدال البطارية بين هاتفيهما ولم تترك بصماتها بالطبع ، حينما حان وقت الرحيل لاحظت ريم إمارات الضيق على فهد وقلة الصبر ونظراته لهاتفه المغلق ثم ما لبثت إلا أن طلبت البقاء لمساعدة والدتها في التنظيف، وكما توقعت تماما لم يمانع ولم ينظر خلفه مرتين بل استقل سيارته وذهب مسرعا دون قول كلمه .
انتهي الاحتفال وخلد الجميع للراحة فيما عداها انتظرت عدة دقائق وقامت باستخدام شريحة مؤقتة " استعمال واحد "لتتصل بالشرطة لتقديم بلاغ واصفة الحدث ب " تجمع ببيت دعارة " ولم تنسي أن تبدل نغمة صوتها لطالما كانت قادرة على ذلك من تقليد أشقائها ، لم يطل الأمر وفي أقل من دقيقة كانت قد أنهت المكالمة لتتخلص من الشريحة وتعود لترتاح بغرفتها وتستسلم لتلابيب النوم ؛ وما ستجده الشرطة هناك رجلان يتعاركان لأجل إمراة .!
ولكن من قال بأن ما نرغب يتحقق !
" ما كل ما يتمنى المرء يدركه .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ "
وما سمعته في صباح اليوم التالي كان هي الطامة بأنها ارتكب " جريمة قتل مزدوجة " ومما يبدوا فقد ثمل الأحمق
ورأي الاثنين معا وقتلهما في غمرة غضبة ..
*****
أجل ، هذا هو سرها الذي غَرب مع شمس ذلك اليوم !
فهنالك أسرار تكتم لنعيش ، وأخرى تفضح لنتحرر من آسرها وهي لم تكن سندريلا وهو لم يكن أميرها .!
وتلك القصة قد رويت أم لم تروى ، لا أعلم ولكنها قصة تروى حِين المغَيب ..
تمت بحمد الله ..
10/6 /1436 هـ
|