كاتب الموضوع :
منى على سيد
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
3- اجازة غير عادية
- هل يمكنى دعوتك لتناول القهوة ؟
- شكرا ياسيد بايلى و لكن ........
رد عليها بخشونة "اوه كفى عن ذك يا اونور وا قبلى دعوتى فمنذ بضعة اسابيع و نحن نتصرف كما يتصرف القط و الفار "
فى هذا الوقت كان فريق التصوير التلفزيونى يعيد ترتيب الات التصويروبقية الاغراض و يستعد للمغادرة . فامسك بذراعها وجذبها نحو مكتبه فيما فكرت بمرارة ان هذا المنظر سيبهج دون شك موظفى مؤسسة بايلى . ولما اصبحا داخل مكتبه تهالكت علىالمقعد الجلدى نفسه الذى جلست عليه خلال الشجار الذى دار بين راين وموظفيه . وفيما كان يناولها فنجانا تلاقت اعينهما فيما انتفت لغة الكلام لبرهة مما دفع الى العبوس بخبث و اخيرا جلس على المقعدالمواجه لها وبادر راين الكلام "لا استطيع ان استنتج ايهما يزعجك اكثر ان اعاملك كموظفة مثل بقية الموظفين او الا اعاملك كموظف "
ثم رفع فنجانه فى نخب هزلى و قال " فى صحتك"
فردت عيه "حسنا اعتقد انك تزعجنى فحسب لا اكثر و لا اقل "
فاجاب و هو يشد على مخارج الحروف " لقد ذكرت ذلك قبلا و لكن لماذا تستمرين بالعمل لحسابى يا اونور ؟
سبق ان اخبرتك ايضا اننى عندما اقارن ين سلبيات العمل و ايجابياته افاجا بترجيح كفة الايجابيات دائما.
ثم وضعت فنجانها على الطاولة الصغيرة و اضافت " ومن ضمن هذه الايجابيات ان صيتى قد ذاع قليلا اليوم"
راقبها بضع لحظات ثم قال" لقد اديت واجبك بشكل حسن "
فردت عليه صادقة " ينطبق هذا الكلام عليك ايضا"
فرد عليها وهو يمعن النظر فيها " اذا الا تظنين ان بامكننا ان نستثمر هذا الاعجاب المتبادل فى ربح نافع ؟"
مثل ماذا؟
كان نحاول الاسترخاء حين نكون معا فى سبيل التغير ليس الا
فرفعت راسها الى الوراء فى شموخ وقالت "لا" هنا رد بهدوء ماا لذى تخشينه يا اونور ؟ اتخشين من نفسك ؟" فاجابته معترضة " اوه مللت من ترداد معزوفتك القديمة نفسها "
لكن المعزوفات القديمة غالبا ما تكون هى الصحيحة .
ترى هل باستطاعته ان ييفذ ببصيرت الى داخلها و يكتشف الارتباك الكامن خلف هذا الرفض القاطع ذلك اللارتباك الذى تنامى فى داخلها على مدى الاسابيع القليلة الماضية و هى تحاول متعمدة اان تفصلهما المسافات؟ وسرعان ما تفاقم انزعاجها عندما ادركت ان ابتعاده عنها هو الاخر ساهم فى مضافة ارتباكها منذ رحلتهما الى الشاطىء الذهبى فاستحالت علاقتهما علاقةرئيس بمرؤوس رسمية و باردة . فراحت تردد الى نفسها " انا لااحب هذا الرجل من يظن نفسه على اى حال ؟
ولكنن خيل اليها ان كلمات الدنيا باسرها لن تجح فى صرف تصرفاته اللاعقلانية عن تفكيرها فهىرغم انها لا تكن له اى محبة لاتنفك تفكر فيه .الا ان هذا لا يدعو الى الاستغرب فكل نساءالشركةيعانين من المشكلة ذاتها و باختصار ان راين بايلى رجل جذاب بصورة تدعو الى الحذر . وما لبثت ان سرت فيها قشعريرة خفيفة لم يكن الاشمئزاز لها سببا و عرفت انه رجل خطر يستطيع ان يقوض جبل مقاومتك ببضع كلمات كما انه ذكى جدا وذو هيبة قوى وضخم ووسيم بشكل رائع ولكن ماذا عن النساء الاخريات اللواتى تحفل بهن حياته ؟
وفجاة رفعت بصرها و اذا به يتفحصها بتامل فما كان منها الا ان لعقت شفتيها و شرعت تبحث عن كلام ما اى كلمة تبعد عنها هذه الافكار و اذا برنين الهاتف ينقذ الموقف فقال بتكاسل "اهه انها على الارجح المخابرة التى انتظرها من بورث مورسباى و هى تتعلق بجسر البابواى ويمكن ان تستغرق وقتا طويلا و لكن على اى حال يمكنك ان تنهى قهوتك قبل ان تذهبى "
ومع انها لم تفصح عن تفكيرها الا ان عينيها عبرتا عنه بشكل واضح : ايها الحقير ثم نهضت من مكانها ببساطة و غادرت المكتب دون ان تلقى نظرة الى الوراء . فى الايام القليلة التى تلت ظل الغضب يعتمل داخل اونور . وعندما اثر ذلك على رياضة التنس التى باتت تمارسها بتهور و عدم تركيز كرست وقتها لتحسين ادائها و لكن محاولاتها جميعا باءت بالفشل و عجزت عن اقناع نفسها بترك العمل عند راين بايلى. وفى عصر يوم السبت حدث ما لم يكن فى الحسبان فقد قرع الجرس و لما فتحت الباب وجدت امامها الشاب المفتول العضلات بشعره الاحمر و لحيته الداكنه الذى راته يتسكع على الرصيف خارج منزل راين منذ بضع اسابيع فخاطبها باحترام" هل انت الانسة لينغارد؟"
نعم
انسة لينغارد انا مارك مارخام كيف حالك ؟
فاتسعت عينيها " انت تعنى ........."
نعم انا الذى رسمت لوحة المراة فى الحديقة هل رايتها ؟
انا نعم فى الواقع و لكن
ما رايك بها يانسة لينغارد ؟
فاجابته بتكاسل " حسنا اعتقد انها تستحق الاهتمام "
فهتف بتحسر انما بلهجة ساحرة " انسة لينغارد هل تسمحين لى ان اطلب منك خدمة كبيرة لقد نظمت معرضا صغيرا للوحاتى فى مراب قديم الطراز وقمت دعوة عدد قليل من الاصدقاء صباح الغد فهلا حضرت و القيت نظرة على اللوحات ؟ ارجوك؟"
حسنا سيد مارخام كيف عرفت من اكون ؟ وكيف حصلت على عنوانى؟
فاجابها ببراءة " لقد شاهدتك فى التلفزيون و بحثت عن عنوانك فى دليل الهاتف "
فاجابته بعبوس لانها تذكرت شعور الانزعاج الذى استولى عليها عندما شاهدت نفسها الى جانب راين فى التلفزيون " ل اعاد اللوحة اليك؟
ارتسمت على وجه مارك بتسامة طفولية و اجابها "نعم لقد اعادها الى و لكنى انسان متفائل و اذا كانت لوحة المراة لا تعجبك فمن اللوحات ما يغطى المواضيع كافة " فكرت قليلا ثم ابتسمت " حسنا اعطنى العنوان و لكنى الفت انتباهك الى انى لا استطيع ان اعدك بحضور السيد بايلى او اى وعد " فقدم لها دعوة مكتوبة بخط اليد و شكرها بحفاوة اما هى فلميخطر فى بالها ان تفكر فى ما كان يفعله خارج منزل بايلى فى ذلك اليوم الا بعد ان رحل و لكنها سرعان ما نسيت هذا الامر بعد لحظات .
تميز اليوم التالى بالحرارة و الرطوبة فاختارت اونور بنطلون رمادى اللون فضفاض و بلوزة حريرية طويلة الاكمام من اللون المشمشى الباهت اضف الى صندل من الكانفا البيضاء و قبعة من اللون المشمشى و الابيض المزينة بالازهار. ثم اخذت مضرب التنس بالاضافة الى حقيبة تحتوى على كل معدات هذه الرياضة و رغم حرارة الطقس المتزايدة قررت ان تذهب الى النادى بعد حضور معرض مارك مارخام و قد عقدت العزم على ان تبرهن ان اللاعبة النجمة لم تفقد قدراتها بعد .بعدئذ انطلقت الى منزل مارك واذا بمارك يخرج من منزله ليستقبلها ثم يقودها الى موقع مظلل و ساعدها على النزول من السيارة بكل تهذيب ثم اشار اليها برفع سقف سيارتها فاستجابت له واكتفت بالقول " حسنا لن ابقى طويلا ". فرد عليهابرزانه "اهه لا يستطيع احد التكهن بذلك ابدا لا سيما ان كان فى ذلك المكان ومن الافضل ان تاتى بحقيبتك و مضرب التنس ايضا فى حال ما حدث ما ليس فى الحسبان" فهزت كتفيها و نظرت حولها ثم نفذت ما طلبه منها تماما . وولجت داخل المراب لتشاهد اروقة تحيط بميناء الزوارق الاسمنتى حيث استقر زورق صغير و قديم اما لوحاته فمعروضة بكل الوانها الشامخة على الجدران الخشبية و الى جانبها رات طاولة مغطاة بشرشف ابيض وضع عليها زجاجات عصير وعدد من الكؤوس ازاء كل ذلك لم يكن باستطاعة اونور الا انا تشعر بالاعجاب الشديد لهذا الاعدادالمنظم و لمهارات مارك الفنية لا سيما ان عمره لا يتجاوز الاربع و عشرين سنه على الاكثر كم قدرت . فى غضون ذلك لم تلاحظ انها الضيف الوحيد الا بعد ان شربت نصف كاس العصر الذى قدمه لها و ابدت رايها فى بضع لوحات كما اعربت عن اعجابها بافضلها اى لك التى تتضمن رسومات للزوا ق وا لمناظر البحرية وحين ابدت استغرابها من خلو المكان اجابها ان الاخرين سيصلون قريبا من د ون شك. ولكن ما ان انتقضت دقيقتان حتى بدا ينتابها شعور غريب و ترنحت فى وقفتها ثم استدارت نحوه بارتياب و اتسعت حدقتاها من الخوف و باتت عاجزة عن الكلام وما لبثت ان شعرت به يمسك بها وهى على وشك السقوط ثم سمعته يقول بصدق قبل ان تفقد وعيها " انا اسف جدا يانسه لينغارد و ارجوكى لا تقلقى و لكن احيان على الانسان ان يقوم بهذه الاعمال فى سبيل فنه ".
وبعد فترة عادت اونور الى وعيها تدريجيا و احست وكانما المركب يخوض غمار البحر و لكن شتان ما بين هذه الصدمة و تللك التى فاجاتها بعد لحظات فاغمضت عينيها وهى تظن انها تحت تاثيرا لهذيان فقد بدا لها فى واقع الامر انها تبحر على متن " ساندرا –لى "
ولكن عندما فتحت عينيها ثانية زال عنها كل شك و الفت نفسها مستلقية على الاريكة الرمادية و العاجية اللون و الى جانبها المصباح نفسه ذو القاعدة الرخامية و القماش الاخضر ...
فما كان منها الا ان انتفضت جالسة فيما راسها يدور بشدة وفجاءة ارتعدت اوصالها عندما سمعت صوتا مالوفا " هونى عليك ياونور"
انت !
و فغرت فاها ما ان استقرت نظراتها على راين جالسا على الارض و مشدودا الى عامود فيما ساقاهاالطويلتان ممدوتان امامه ولاحظت ان شعره مشعث على غير عادة فيما قميصه الاصفر متشح بالاوساخ . فصرخت بنبرة تشبه فحيح الافعى " كيف تجروء على فعل ذلك ؟"
ثم انزلت ساقيها نحو الارض فى محاولة للوقوف و لكنها سرعان ما عدلت عن ذلك عندما انحرف المركب و تمايل بصورة تنذر الخطر . اجابها بعبوس " لم افعل بك شىء و فى الحقيقة يداى مقيدتان الى هذا العمود كما ترين "
جحظت عينا اونور عندما ادركت حقيقة كلامها اذ بدا عاجزا عن الحركة و مقيد اليدين وكان اللوم اول ما خطر على بالها " هل انت مجنون ؟ من الذى يقود هذا المركب اللعين ؟"
ثم حاولت ان تقف ثانية و لكنها ترنحت من جانب الى اخر فقالت " و الان اسمعنى ....."
ولكنه ضحك بخفة و قاطعها " كنت اتساال متى ستنطقين بهذه العبارة الشهيرة اونور اتعتقدين حقا اننى قد اقيد نفسى الى عمود؟ و لماذا ؟ امن اجل الانغماس معك فى عواطف جنونية وخارجة عن المالوف ؟"
فتورد و جهها بصورة جالية مما ضاعف غضبها " اذا لماذا سمحت بتقييدك ؟ ما الذى يحدث هنا ؟"
لقد تعرضنا لخطف
فهتفت باندهاش و حيرة " ختطفنا ؟"
نعم
لماذ ؟ ومن اقدم على ذلك هل تقصد انه مارك مارخام ؟
ومن غيره؟
ثم سالها بتهذيب " كيف وصلت الى هنا ؟"
فتمتمت اونور بعصبية " ليت هذا المركب يسكن ويستقر "
نحن فى خضم عاصفة هوجاء فسالته و قد شحب وجهها " اين؟"
فى خليج مورتون
انت تمزح!
كلا و لكن يبدو انه يمسك بزمام المركب جيدا كما انه يقود بمهارة كيف وصلت الى هنا ياونور ؟
ابتلعت ريقها و اخبرته حكايتها " لا شك انه دس مخدر فى كاس الشراب الذى قدمه لى ثم حملنى بعد ان فقدت الوعى على زورقه القديم و جاء بى الى نا لا عجب انه طلب منى ان اقفل سيارتى بعد ان اخرج اغراضى منها...."
و عجزت عن متابعة الكلام لا سيما حين وقعت ىعيناها لى مضرب التنس و حقيبة ملابسها
وانا الذى كنت اتسال لماذ اتيت مجهزة للعب التنس
لم اكن اعنى كنت انوى ان العب التنس بعد ذلك لكن بعد كل ما اقدم عليه من خداع !
ثم سالته فى ضعف " حسنا .... ماذا عنك ؟ كيف وصلت الى هنا ؟"
قررت ان ارتاح من العمل لبعض الوقت فابحرت بالمركب الى الخليج لامضى الوقت فى صيد السمك و منذ ليلتين تسلل الى المركب فما كان يرسو ى ميناء شاطىء سانت هيلينا و بينما كنت نائما ضربنى على راسى و قيدنى و انا على هذه الحال منذ ذلك الحين .
اتسعت حدقتاها و هى تشاد للمرة الاولى الكدمة على صدغه ثم قالت ان عنفه اذن يماثل جنونه!
رد عليها راين متمتما " ليس كثيرا لقد اغدق على اعتذاره و قال لى انه يفعل ذلك فى سبيل فنه وحسب ......."
هذا ما قاله لى لكن ما السبب الذى دفعه الى اختطافك بالضبط؟
هو لا يعدها عملية خطف با يتحدث و كانه السبيل الاوحد للوصول الى وهو يطلب ان ادفع له مئة الف دولار ثمن لوحاته كلها مقابل ان يطلق سراحى من دون ان يلحق بى اى اذى يبدو انه واثق تماما من قدرته على اقناعى بكلامه كما يظهر ان مسالة القبض عليه فورا بتهمة الاختطاف لم تخطر على باله
توسلت الية اونور " بحق السماء لا تلفت انتباهه لهذا الامر و لكن لماذا اختطفنى ؟"
فاصلح من جلسته و قال بنبرة تدل على الاشمئزاز من نفسه " قد اكون المسؤل عن ذلك "
ماذا تعنى بذلك ؟
لقد اخبرته اننى لا اشترى اى لوحة قبل استشارة القيم على اعمالى الفنية
الم تستطع ان تجد غير هذه الكذبة لا شك ان تبادل اطراف الحديث قد امتد لدرجة اعطائه اسمى ايضا !
كلا كما اننى تحشيت بدقة ان اخبره بان القيم امراءة و لكن لم اخذ بالحسبان ال....
قاطعته بتذمر" البرنامج التلفزونى !احيانا لا استطيع ان اصدق مدى غبائك "
فرد باستهزاء " اذا من الافضل ان تبدائى بتصديق ما يحدث ياونور و فى الوقت نفسه هل تمانعين فى التفكير فى وسيلة تفكين بها هذه القيود اللعينة عنى ؟ ما نحتاج اليه هو مقص حديدى او منشار معدنى ...."
ردت عليه بضعف فيما كان المركب يترنح ذات اليمين و اليسار و لمعان البرق يضىء الغرفة باكملها " منشار معدنى ؟ قد اقطع ذراعك فى ظروف كهذه !لم لا تدفع له و ننتهى ؟ فانت تملك اكثير من المال !"
ثم تلفتت حولها بجنون و استدركت " واين هذا اللعين على اى حال ؟"
رد عليها حاسما الموضوع " انه يقود المركب من دفة البرج و بالمناسبة انا لم اخضع يوما للابتزاز طوال حياتى و ليس فى نيتى ان ابداالان فتمالكى نفسك ياونور "فصرخت فيه ثم نهضت اخيرا على قدمها و اذا بنظرها يقع على مشهد من النافذة كاد يوقها ثانية بحر عاصف و امطار غزيرة وزورق مارك مارخام الصغير يطفو و يغوص وقد الحق ب "ساندرا- لى" من الخلف التفتت نحوراين و قالت " علينا بجهاز ارسال .. من المؤكد انك تملك جهاز ارسال فى المركب سوف اطلب النجده !" ثم اتجهت الى الجنب الايسر من الحجرة حيث يقع مركز القيادة السفلى باجهزته المصطفة و دفته الفولاذية الكبيرة
لا تتعبى نفسك لم يبق فيه جهاز سليم و احدا
فتنفست اونور بعمق و غضب و قالت " وانا التى اعتقدت انه شاب لطيف و فاتن للغاية انا ....."
فرد بصورة عشوائية " انه يتصرف بجنون دجاجة مذبوحة "
و لكنك قلت
نعم و لكن من يستطيع ان يتكهن الى اى مدى سيستمر فى افعاله؟ اخبرينى ما مقدار الثبات العقلى الذى تتوقعينه من رجل استدراجك الى فخ خدرك ثم جلبك الى هنا يااونور ؟ و رغم انه يبدو خبير جدا فى قيادة المراكب الا ان الاحوال الجويةلا تبشر الخير و انا
فعضت على شفتيها و قاطعته " انت على حق اخبرنى اين اجد العدة التى تحتاجها ؟"
شرح لها كيفية الوصول الى غرفة المحركات ثم دلها على مكان صندوق العدة لكن اتضح لها ان المهمة تنطوى على تجربة مخيفة فغرفة المحركات مليئة بالبخار و هى تصدر ضجيجا عاليا و حرارة فظيعة كما انها تقع فى جوف مركب " ساندرا –لى " الذى بات الان يتمايل بشدة ما اضطر اونور الى الزحف حتى تصل الى العدة و من ثم جرت نفسها الى غرفة الحمام للتقيؤ بعد ان اصيبت بدوار البحر ولما تمكنت من العودة الى جانب راين اخيرا كانت شاحبة اللون و لكنها على الاقل استطاعت ان تعب الهواء المنعش الذى يهب الى الداخل من باب الحجرة المفتوح على المتن الخلفى قبل ان تتمتم " لم اجد منشارا معدنيا بل قاطعة حديدية كبيرة جدا يتعذر حملها و لكنى جلبت .... هذا المبرد
اجابها باختصار " انت فتاة ذكية هيا ا لى العمل " وهكذا اخذت تبرد القيود الحديدية و هى جاثية خلفه علىىركبتيها و بعد مرور خمس دقائق سمعته يحثها " انه ات الينا لاتدعيه يراك "
فاصابها الهلع وما كان منها الا ان جلست على المبرد لاخفائه و لم تستطع ان تفكر بحجة تفسر فيها لمارك سبب جلوسها على الارض الى جانب راين بهذه الطريقة فاقدمت على اول ما ورد ذهنها و لفت ذراعيها حوله و هى تستند راسها الى كتفه بهيام و هنا ظهر مارك عند الباب
لقد اتيت لاتفقد حالكما ليس الا اما الان فاتسال ان كانت علاقتكم تتعدى علاقة هاو بجمع الاعمال الفنية مع القيمة عليها ! بالمناسبة انا اسف بشان الاحوال الجوية و لكن كما تريان استطيع التحكم بزمام الامور جيدا و مع انى غير متاكد مئة بالمئة من موقعنا الا اننى ساوصلكما الى المكان المقصود لا تخافا اطلاقا ! ثم انهى حديثه و اختفى متسلقا السلم الى البرج . تنهدت اونور و قالت " ترى الى اين يوصلنا " اجابها راين بضيق " من يدرى ؟ ورغم اننى معجب بوضعك هذا ياونور و لكن كلما عجلت بتحريرى كلما كان ذلك افضل "
فوثبت مبتعده ةعنه وكان نار احرقتها ثم عاودت برد القيود الا انها فى لحظة نفسها التى قضت فيها على الحلقة الاولى و قبل ان تطلق صية النصر شعرت بخبطة قوية اثر ارتطام راسها بالعمود فوقعت مغشيا عليه . لم تعرف كم من الوقت انقضى و هى فاقدة الوعى و لكنها فى النتيجة استعادت وعيها و فتحت عينها ثم همست من شفتيها المبللتين " اين انا ؟" اين ........"
اجابها راين بهدوء " لا باس عليك ياونور انت على ما يرام لقد ارتطم راسك بالعمود وذا كل ما فى الامر "
كل ......كل
وبعد ان استرجعت الاحداث فى ذهنها حاولت الجلوس ولكنها احست ان الدنيا تدور بها و بدا لها انها واقعة بين ذراعى راين او قل مستغرقة فى احضانه
فتمتت بخوف " ما الذى يحدث ؟"
فاطمانها قائلا " استلقى ثانية فسيلازمك الدوار لبعض الوقت " اذعنت لامره فيما استطرد هو قائلا "اما عما يحدث فقد جنح صديقنا المجنون بالمركب الى الشاطىء لا تجزعى "
كما انه تركنا للاقدار و لكننا لسنا فى خطر داهم
و لماذا رحل عنا ؟
لا ادرى هل بعثت فيه الصدمة القليل من التعقل ام انها زادت من جنونه و لكنه ركب الزورق الصغير و فار هاربا
فردت عليه " اذا نحن محتجزان على الشاطىء جنح المركب الى جزيرة فعلا؟"
اجابها بهدوء "تماما لقد استطلعت المكان عندما كنت غائبة عن الوعى فقد خشيت ان نكون على احدى ضفاف رملية و لكنى وجدتنا عى شاطىء و لذا نحن فى امان فى الوقت الحاضر"
هل تعرف اى جزيرة هذه
كلا
و توترت اعصاب اونور فقال لها" اسمعى حالما تهدا العاصفة قد اتمكن من تحديد موقعنا فانا اعرف جغرافيا هذا المكان جيدا و على اى حال سوف يكتشفون مكاننا حالما يصحو الطقس و حتى ذلك الوقت مازلنا نملك الكثير من الطعام و الشراب و لكن المركب قد يخرق او ينقلب لذا من الافضل ان نحاول الانتقال الى الشاطىء فمن يدرى " قد يكون جسم المركب مثقوبا "
فعلقت وقد سالت الدموع فجاة من عينيها " يالسوء حظ هذا المركب !"
نعم اعرف هذا ولكنه مؤمن علية
هل سيفتقدك احد فى الوقت الحالى ؟
مضى وقت صغير قبل ان يجيب على سؤالها " لا الا فى حال وقعت ازمة طارئة فى العمل"
فاستقامت فى جلستها بحماس " ولكن كيف سيتمكنون من الاتصال بك على اى حال ؟ اعنى ماذا عن جهاز الارسال ؟"
هذا فيما مضى كان لدى فى المركب عدة اجهزة ارسال و التقاط بالاضافة الى هاتف خلوى و هاتف بحرى ولكن مارك تكفل بها جميعا و لما انهارت ثانية طوقها بذراعيه "اذا هو يملك فرصة للنجاة اما نحن فلا "
ثم همست و هى ترتعش " هل نظرت فى عينيه مرة؟ كيف خدعت بهما الى هذه الدرجة ؟"
على الارجح هذا طبيعى فى معظم الاحيان
حتى اننى اعجبت ببعض لوحاته و على الاخص تلك التى تتضمن مناظر بحرية
و تابعت " وماذا نفعل الان ؟ اسمع عندى فكرة عظيمة هل لديك قارب مطاطى ؟"
كان عندى
لا تقل انه سرقه ايضا
لقد استخدمه ليصل الى زورقه بعد ان قطع الحبل الذى يربطه بساندرا – لى
فردت بحدة " اذا هو تائه فى مكان ما من هذا البحر الهائج لكنه يستحق الغرق جزاء بما فعله بنا "
هم....م...م.... كيف تشعرين الان؟
فاجابته و هى تتحسس راسها بحذر " على ما يرام و انت كيف حالك ؟"
اعانى من ورم فى راسى ايضا
فسالته و قد جحظت عينيها " هل ضربك على راسك ثانية ؟"
فاجابها بمرارة "ليس تماما و لكنى تهالكت حين انهكنى التعب فتركت مارخام يتقدمنى بخطوة و يغادر المركب بالقارب المطاط"
فمنحته اونور رغما عنها ابتسامة ملؤها الحنان
فسالها و هو يرفع حاجبه " ماذ يفترض ان افهم من هذه الابتسامة ؟"
لا اعرف لكنك بدوت لى اشبه بانسان حقا
فرد عليها بوقار " شكرا "
وفجاة دوى صوت قوى و اذا " بساندرا – لى" تجنح فتصدم بالصخور فيما الرياح من حولهما تشتد و الطقس ينذر بعاصفة رهيبة
اونور اعتقد انه يجب ان نغادر المركب و لكن ساذهب اولا و القى نظرة عليه هل تستطيعين فى هذه الاثناء ان تجمعى كل الاغراض الضرورية التى سناخذها معنا الى الشاطىء ؟
فتحت فمها لتعترض و لكنه حدق بها بنظرات هدات من روعها فاستطاعت اخيرا ان تتمتم بهدوء " حسنا سافعل"
ولما عاد راين من مهمته الاستطلاعية حمل من الاخبار ما لا يسرهما لقد اكتشف ثقب فى جسم المركب عند المقدمة وبما ان المد يرتفع فسيقوم باغراق ساندرا – لى
و لهذا ساخذ ما خف حمله من الطعام و الشراب اونور افهمى نحن لا نملك غير ساعتين لكننى وجدت ملاذا على مقربة من الشاطىء يمكن ان نلجا اليه فسالته وهى تشعر بالخوف " متى يحتمل ان تهدا العاصفة ؟"
لا املك ادنى فكرة و لكن احساسى ينبئنى ان سلسلة من العواصف المجنونة تمر من هنا
فاتفقت بتحسر " ان هذا احساسى ايضا فى هذا الصباح ان الطقس سيمسى عاصفا "
لا شك فى ان المسئولين كانوا يبثون التحذيرات من الرياح الشديدة منذ ايام
فتوترت اعصابها و اردفت " صحيح اننى سمعت فى احدى الاذاعات عن الاعصار الذى سيضرب المنطقة الساحلية و لكنى لم اعر ذلك انتباها فهذه الاعاصير لا تصل عادة الى منطقتنا اليس كذلك ؟"
فما كان منه الا ان اطلق شتيمه و قال " كلا و لكنها تستطيع التسبب باضرار جسيمة ما ان تلقى بظلها حسنا سوف اجهز السلم كى يتسنى لك انزال الحمولة فالصعود من المركب و النزول منه فى هذه الظروف مشقة لعينة هيا الى العمل "
كانت ليلة فيها من الارهاق ما ابكى اونور وحين ساعدها ليلاس اخيرا على النزول من المركب فى خضم الامطار و الظلام العاصف كان المد قد بدا يتحول جزرا و المياة تنحسر و لكنها مازالت تهدد بغرق المركب و اكتشفت اونور انها لا تستطيع الوقوف على قدميها الا اذا تعلقت براين ثم وعلى نحو مفاجىء هبت رياح هوجاء دحرجتهما معا و فصلت المركب عن مرساته محدثا دويا هائلا ثم جرفته بعيدا فى باطن الظلام .
انتهى الفصل الثالث
**********************************
|