كاتب الموضوع :
منى على سيد
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
1- امراة من جليد
لم يكن راين بايلى رجلا يسهل التعامل معه لا سيما عندما يحتد و يشتد غضبه مثل الان اذ يغدو رجلا لا يحتمل
تاملت اونور لينغارد الموقف من مقعدها الجلدى الفاتح اللون القائم فى زاوية من زوايا هذا المكتب الفاخر . وراحت تحمد ربها لانها خارج نطاق اللوم الذى ينصب على الحاضرين .
جلست انيقة الهندام حسنة المظهر فى حضنها مفكرة كانت تمسكها باهتمام وقد اخفضت اليها بصرها وهى تنصت بقلق الى تبادل الكلام النارى
كان راين يوبخ الرجلين الجالسين الى طاولة مكتبه : "هذه المناقصة الثالثة التى نخسرها فى الاشهر الماضية ،لا بل نخسرها امام الشركة ذاتها ، فما الذى يحدث بحق السماء؟ و ما الذى يدفعنى الى هدر رواتب شهرية ، يساوى كل منها ثروة ؟امن اجل تدمير شركة بايلى للانشاءات؟ اعذرانى لهذه الشكوك التى ساورتنى ولكن...."
قاطعه بيل فورتشن على عجل :" لقد قدمنا عرض المناقصة وفق ارشاداتك تماما يا راين ".
رد عليهما راين ببرود :"الم يخطر فى بالكما ان تشتبها بالخسارة عندما فقدنا المناقصات مرتين و ثلاث ؟ لا على مايبدو . بل اكتفيتما بالتراجع مثل صبى الكشافة يخوضان منافسة للمرة الاولى.
- ولكنك كنت مسافر للخارج.
فانحنى راين فوق مكتبه واجاب :"ايجب ان انفذ الاعمال بنفسى؟ هل تريدنى ان امسك بيدك لاعلمك مبادىء العمال؟ الاتعرف ان لا احد يستطيع ان يتقدم باسعار اقل من اسعارنا الا اذا تلاعب بنوعية مواد البناء او ....قام برشوة موظف هنا وهناك؟"
اجابه بيل :"نعم لقد تعجبت من الامر ،ولكننا لا نملك اسلوبك فى معالجة الامور"
رد عليهما رئيسهما بلهجة قاطعة و باردة "اذا ،اقترح عليكما ان تتمرسا باساليبى والا طردتكما من العمل و كفى جدالا"
وما لبث الرجلان ان غادرا مكتب راين بعد ان نظراباتجاه اونور وهما على قدر من الحرج كانت قد سبقتهما فى الوصول الى المكتب بلحظات و تلقت تذمرا جافا فى غضون هذا التوبيخ وبقيت تتنتظر راين الى ان جلس الى مكتبه مرة اخرى و اقفل الملف امامه بخبطة قوية ثم اعطى سكرتيرته التعليمات هاتفيا . و اغتنمت هذه اللحظات القليلة فى مراقبته بتحفظ .
كان راين فى الاربعين من عمره رجلا طويل اسمر و خشن الملامح لا يمكن وصفه بالوسامة ومع ذلك يملك من الحضور ما يفرض مزيجا من الهيبة و الاثارة ام العينان فرماديتان داكنتان ثاقبتان تسمران من ينظر اليه فى مكانه . ولكم اثرتا فى العديد من النساء بصورة غريبة افقدتهن رباطة جاشهن .عدا عن ذلك كان مطلقا و مهندسا مدنيا استطاع ان يجمع ثروة عن طريق العمل فى شركة بايلى للانشاءات . ومع الوقت تفرغ لاعمال اخرى .خلال معظم الفترة التى امضتها اونور فى خدمته كان مسافرا و لكنها سمعت عنه ما يكفى لتعرف انه رجل صعب .
كانت مستغرقة فى تاملاتها وهى ما تزال تحدق اليه خفيه، عندما تكلم معاها ببطء :" لماذا تبدين بهذا التعالى يانسة لينغارد؟.
فضاقت عيناها و اجابت بلطف" كنت اتسال فقط ان كان حضورى الان تصرفا دبلوماسيا ضروريا ؟"
- استطيع ان اقول انه بالرغم شهاداتك و خبراتك و اداب السلوك التى تتحلين بها و الهالة الحضارية اذا لم نقل هالة التفوق فقد وظفتك امينة على مجموعتى الفنية و لهذا انت موظفة كاى موظف اخر عندى
ردت عليه باللهجة ذاتها مع انها شعرت بنبضاتها تسارعت قليلا:"و اسمح لى ان اقول ياسيد بايلى : لو كنت نادلة فى مطعم لطلبت ان يتصرف معى صاحب العمل بصورة منطقية وعقلانية "
فاجبها بغضب "هل تعتقدين باننى كنت غير منصف ؟ اذا انظرى الى الامر من الزواية التالية لولا وجود شركة بايلى للانشاءات لما توفرت مجموعة فنية تؤتمنين عليها "
وقفت " ربما من الافضل ان تتصل بى عندما يصفو مزاجك فلا اعتقد ان باستطاعتنا انجاز اى اتفاق فى هذه اللحظة و ....."
اهه لقد اخطات فى هذه النقطة هل حدث ان قام اى رجل باغوائك حتى فقدت السيطرة على نفسك ؟
لزمت الصمت لان كلامه اخرسهااما هو فاستانف كلامه بعد توقف " او حاولت اغواء رجل ما بصورة لا تقاوم بدلا من ان تكونى على هذه الصورة المثالية من البرودة و التعالى ؟ و رغم ذلك لا تنفكين عن ارسال ذبذبات من الاغراء .فمجرد التفكير فيك و قد ارخيت شعرك واطلقت لجسدك الجميل الفارع حرية التحرك و انت تتحدثين بكلام ينطوى على الف معنى
سيد بايلى..
قاطعها بايلى و تابع بكسل متوقفا عند كل مقطع :" انها معضلة تحير العقل فعلا هل تعلمين ؟ اظن ان الدانتيل الاسود يناسبك تماما وهكذا ....هذا يمكننا تحقيقه معا انسة لينغارد التشديد على هذه المسائل"
فما كان من اونور الا ان اقدمت على التصرف الوحيد الذى يجنبهاصفة الغباء فاطلقت لغضبها العنان ثم استدارت على عقبيها وسارت خارج المكتب و هى تصفق الباب ورائها متجاهلة نظرة الذعر التى اظهرتها سكرتيرته بام ماير
يقع مكتب اونور فى مركز بايلى سارت اونور للمرة الاولى دون ان تهتم باللوحات المفضلة لديها ولا لمنظر النهر المطل من نوافذ المبنى واستندت الى الباب متجهمة الوجه وراحت تفكر بعمق فى الاهانات التى تعرضت لها
ابتعدت عن الباب لتلتقط سماعة الهاتف و قد بدا الرنين ثم ردت بجفاء "نعم"
اونور انا بام انا .لقد لقد طلب منى السيد بايلى ان ..
فردت عليها مختصرة النقاش " بام من فضلك اسدى الى خدمه وقولى له ان يذهب الى الجحيم"
اجابتها بام بلهجة معنفة "اونور لا اعتقد بامكانى ذلك فسيمسى ارضاؤه اكثر صعوبة"
ردت اونور بعنف اكثر صعوبة؟ هذا الرجل غير منطقى بتاتا
لا اشاطرك الراى اونور فكما تعرفين كان طيبا جدا معى
تنهدت اونور و ابعدت السماعة عن اذنها فمن المعروف ان بام تكاد تعبد راين بايلى لا سيما انه رفعها من طابعة بسيطة الى سكرتيرته الخاصة كما ساعدها فى التخلص من علاقة عاطفية عنيفة .
وما لبثتان قربت السماعة من اذنها ثانية وقاطعت بام التى كانت تتحضر للاشادة برئيسها " حسنا حسنا اخبرينى فقط ما الذى يريده منى حتى اعلمك بعد ذلك اننى لن افكر فى تنفيذه
اجابتها بام بسرعة لقد فرض علينا فى اللحظة الاخيرة استقبال وفد حكومى من دولة بابوا نيوغينيا فى المساء و يحتمل ان يتم توقيع عقد لبناء جسر وهو يرغب فى ان تحضرى حفل الاستقبال هذا "
فبادرت اونور الى القول :"انا لا افهم فى بناء الجسور ولا اعرف الا القليل عن دولة بابوا نيو غينيا بلاضافة الى ...."
- انه يرغب فى حضورك بصفتك الامينة على مجموعته الفنية يبدو ان الوزير متحمس جدا للفن الاوسترالى لا سيما الفن الخاص بسكانها الاصليين اونور ارجوك!
- وراحت اونور تردد على نفسها الاسئلة وهى تعيد سماعة الهاتف الى مكانها " لماذا فعلت ذلك؟ لماذا لم اقدم استقالتى و اغادر هذا المبنى فورا؟"
- و سرعان ما عثرت على الجواب و هى تصر على اسنانها لانى اريد ان القن راين بايلى درسا لن ينساه"
- ثم جلست وهىتتنهد وقد اخذت الافكار من عقلها حيزا كبيرا ان مجموعته الفنية من اهم المجموعات الخاصة و الاشراف عليها مثل الاشراف على المتحف الوطنى
- هذا لا يعنى ان راين اعطاها حق التصرف المطلق و لكن ارائهما المتشابهة جعلته يتقبل افكارها لتحتل مجموعتة المكانة الارقىوسرعنا ما سافرت افكارها الى عدد المرات التى سافر فيها راين و شعرت بالانزعاج. واجتاحاتها المرارة كيف تعمل مع رجل يفكر فى هذه الطريقة نهضت اونور و ذهبت الى الحمام لتغسل يدها وتجدد زينتها و اخذت تتفحص ملامحها فى المراة فهى نحيلة رشيقة قوامها متناسق تنتقى ملابسها بعناية بشرتها بيضاء تزينها شعر اسود وعينان داكنتان باردتان توفيت والدتها منذ صغرها وو الدها كان قاضيا فى المحكمة العليا و تربت فى بيئة فاضلة توفى والدها منذ اعوام تاركا لها ميراثا ماديا مهما وارسلت الى اليابان اثناء دراستها فى برنامج تبادلى وتعلمت اللغة واصبحت تتحدث بها بطلاقة وفكرت هل قادها كل ذلك الى ان تصبح شخصية تحيطها هاله من التعالى و التكبر. لكنها سرعان ماتمتمت تقتضى المسالة الان ياونور التصرف بذكاء يجب الاتسمحى لهذا الرجل ان يقهرك
- انتهى بها المطاف الى ملازمة الوزير لاكثر من ساعة مما اعتبره بعض الموظفين الشركة محط تقدير
- و اذببيل فورتشن يهمس فى اذنها " نحمد الله على وجودك معانا يا اونور اذا حصلنا على هذا العقد فسرعان ما ينسى المدير المناقصات الثلاث التى خسرناها خلال سفره
- فالتفتت اليه قائلة اشك فى ذلك يابيل فذاكراته قوية جدا ولا افهم كيف باستطاعتك تحمله؟
- وما كان من بيل لا ان فغر فاه تعجبا و اختصر الرد بلهجة غريبة " انه من افضل رجال الاعمال فى حقل البناء و الاعمار"
- اوه حسنا يقال ان هذا الحقل يضم كل انواع الرجال و لكن لا تعتمد على فى المساهمة فى تنفيذ اى نوع من عقود لانشاء يا بيل
- و لكن الوزير بدا معجبا بشخصك و خبرتك الفنية
- بل كان يعرف والدى و هو من محبى الفنون الجميلة
- لكن بيل استمر يؤكد كلامه " احيانا ياونور تولد الفرص الكبيرة من مثل هذه التفاصيل الصغيرة "
- لاحقا فى هذا المساء عندما نزلت الى المراب اكتشفت ان اطار السيارة مثقوب وكذلك الاطار الاضافى فقررت ان تستقل سيارة اجرة لتعود الى المنزل و فيما كانت تشاور نفسها بين ان تصعد مكتبها ثانيا فتتصل بمكتب سيارات الاجرة و بين ان تخرج الى الشارع تجرب حظها خرج راين من المصعد وفى اصابعه مفاتيح سيارته و ما ان راها حتى سالها بتكاسل هل من مشكلة يانسة لينغارد؟ كيف استطيع مساعدتك
- ولما تذكرت كيف تجنبته طوال الامسية و كيف تعمدا التعامل بصورة رسمية جدا اجابته وقد بدا التعب عليها كان حرى بك انت بالذات ان تقع فى هذه المشكلة
- فابتسم ورد عليها باللطف من المزعج حقا ان تلتقى بمن لا تفكرين الاستعانه به بتاتا فى وقت كهذا اليس كذلك؟
- فما كان منها الا ان رمت مفاتيحها داخل حقيبة يدها و صرخت به قائلة انت محق تماما و لكنى لا احتاج الى اى مساعدة بل ساطلب سيارة اجرة و فى الصباح ساجد شخصا يصلح لى سيارتى "
- فاقترح عليها باستطاعتى ان اغير اطارات سيارتك اذا شئت
- لاتستطيع لان الاطار الاضافى مثقوب ايضا
- فرفع حاجبه استهزاء يالله لقد كان يومك سيئا يانسة لينغارد و لكن لا حاجة لطلب سيارة اجرة سوف اقللك بنفسى
- لا شكرا سيد بايلى انت اخر شخص اقبل ان يوصلنى بسيارته و استدارت لتبتعد عنه و اكتفى راين بالضحك الهادىء
- واذا بها تكتشف حين بلغت الشارع ان المكان خالى من اى سيارة اجرة و فيما كانت تقف مترددة على ناصية الشارع توقفت بمحاذاتها سيارة لامبورغينى زرقاء عند الرصيف ثم برز راس راين من خارج النافذة و قال بجفاء اصعدى ياونور انت تعرضين نفسك للخطر قد يهاجمك احد او يسلبك مالك فبما انت تتسكعين هنا بمفردك وتذرعين الشارع بلا طائل اؤكد لك سيصيبك مكروه ما لن تتعرضى له ابدا
- صرت على اسنانها ثم نظرت حولها فوقعت عينيها على زمرة من الفتيان عند الازقة و حينها انسلت داخل السيارة و هى تتنهد احباطا .
- الى اين تريدين الذهاب؟
- فاجابته بنبرة عادية الى منزلى و افضل ان توصلنى الى الموقف سيارات الاجرة فانا لا اريد ان احملك مشقة القيادة لمسافات طويلة
- لدى فكرة افضل فانا اعرف مكان تبقى ابوابه مشرعة حتى ساعة متاخرة من الليل وهو يقدم وجبات لذيذة لا اعرف ان اكتفيت بالمقبلات التى قدمت فى حفل الاستقبال فانا لم اشبع بعد و بالمناسبة انه مكان يوفر لك الامان و فى الوقت ذاته يمكننا مناقشة الاسباب التى تدفعك الى الاستمرار فى العمل لحسابى والى متى تخططين البقاء فى هذا العمل و لماذا لم تشتمينى بكلمات يعاقب عليها قانون العقوبات وختم كلامه بحماس وهو يرمقها بنظرة ابرزت الغضب فى عينيها حتى بدا جلياللاعين "اسمع "
- فقال لها وقد نفذ صبره كلا انت اسمعى اونور اما ان تصطلح الامور بيننا و ام ان يمضى كل فى سبيله
- فاجابته بغضب انا ....وانت ..ما كان داع للقيام باى اصلاح لو لم تتفوه بهذه الملاحظات البذيئة
- هز كتفيه بلا مبالاة لم اكن فى لحظتها فى افضل حالاتى النفسية ثم اضاف بشكل مقتضب "لقد وصلنا المطعم"
- كان المكان هادىء و يضفى عليه الدفء و الحميمية طلبت اونور طبقا من اللحم مع البهارات و الخضار و قد ابدى راين اعجابه باختيارها فطلب الطبق نفسه الا انهما لم يستهلوا الحديث الا عندما حظى كل منهما بكوب شراب ساخن اما البداية كانت ابتسامة خفيفة منه و كلمة واحده اذا
- فارتشفت قليل من الشراب الساخن و قالت ببرود اذا ماذا
- ومالبث ان القت مرفقها على الطاولة و نظراتها الباردة تتفحص وجهه صحيح انه ليس بتلك الوسامة لكن الله انعم عليه بهاتين العينين و بفم بدا حساسا بصورة تدعو للفضول ثم اخذت تتفحص فى ملامحة وهيئته
- سالها وهو يلقى عليها نظرة استفهام "هل تريدين الافصاح عما كتمته طويلا ام ابدا انا ؟"
- رفضت ان تسمح له باخراجها عن طورها فردت اعتقد انه من الافضل ان ابدا بما فعلته بعد ظهر اليوم
- فعبس قليلا و قال اذا اقدم اعتذارى
- ردت عليه و قد خالط صوتها نبرة من الدهشة وانا قبلت الاعتذار فضاقت عيناه و اجابها هل هذا كل شىء ؟
- وهنا رفعت حاجبها و اردفت نعم ماذاكنت تتوقع؟
- فكر قليلا قبل ان يرد القاء خطبة من نوع ما او ....
- انا لااقوم بالقاء الخطب على الناس ياسيد بايلى
- فتمهل فى الرد و هو يتفحص التعابير على محياها كنت غاضبة جدا منى على اى حال
- سمحت لابتسامة خفيفة بالظهور على شفتيها نعم كنت غاضبة و لكنى سرعان ما امعنت التفكير و كانت النتيجةاننى مهتمة بعملى و هكذا قررت ان استمر فيه شرط الا يتكرر مثل هذا الحالدث مرة اخرى
- فما كان منه الا ان ذكرها و قد لمعت عيناه بنظرة غريبة و ماذا عما حدث فى المراب منذ قليل ؟
- فاعترفت بنبرة متسامحة " لعلى بالغت هناك قليلا و الحل ياسيد بايلى ان يقتصر التعامل فى ما بيننا على العمل فقط.
- فتمتم بتكاسل انت بارعة ياونور بارعة جدا ثم سكت وهو يرمقها مركزا على فمها المتصلب فاجبرت نفسها على الاسترخاءقبل ان تتابع الاصغاء اليه بفضلك فزت بمشروع بناء جسر فى مجاهل بابوا- نيو غينيا فما قولك؟
- فاتسعت عيناها " انت.....لا تعنينى ..بالتاكيد"
- بل اعنيك انت نعم
- لكن كل ما قمت به ....وافقها الراى " لا يذكر"
- ثم ابتسم لها متابعا و قد اعتراها العبوس و لكنها قد تكون الزهرة التى رجحت كفة الميزان لصالحنا اهنئك على ذلك
- استغل الحيرة التى ارتسمت على محياها ليضيف لم لا تقرين بانك مازلت تقاومين بعنف ؟ اعلمى ان ذلك يزيد من اعجابى بك
- فتلون خداها باللون الوردى الخفيف فيما ضاقت عيناها و هى تقاوم شعورا شديدا يدفعها الى ان تقول له انها لا تابه البته بما يعجبه و ما لا يعجبه لكن و بدلا عن ذلك مالت براسها بتامل و قالت اخيرا ولم افعل ذلك؟
- فنالت اجابة جافة سريعة لانه من غير الطبيعى ان تكبحى هذا الشعور فى داخلك بهذه الطريقة
- شكرا
- ردت عليه بصوت خافت فيما كان النادل يقدم طبق اللحم امامهما:" يبدو ان مفهومينا للطبيعة شديد الاختلاف "
- ثم تناولا الطعام فى صمت الى ان قال لها اصبحت النساء فى ايامنا الحاليةجريئات جدا فى الافصاح عما يدور فى خلدهن
- قالت كمن يكلم نفسه لقد علمنى والدى الحذرمن اى انسان كلامه معسول كما علمنى ان افكر ماليا قبل اتخاذ اى قرار
- ثم اضافت ببرودة و هى تشدد على بعض المقاطع "ولهذا اعتقد ان اثارتك لغضبى لم تستطيع ان تغير احساسى بانك اولا رجل و رجل يجيد اختيار كلماته ايضا
- رمى راين السكين و الشوكة فى صحنه ثم دفعه بعيدا عنه و اجاب فهمت اهذه طريقتك فى اخبارى انك رغم سكوتك تفكرين فى بالاسلوب نفسه الذى افكر به فيك
- قالت بحنق و هى تدفع عنها الطبق اسمعنى انا ....... ولكنه رفع يديه و قال بتملق انا احاول ان احدد بعض الامور فمنذ اللحظة الاولى لتعارفنا اعتبرت انك امراة رائعة لم يكن فى نيتى ان افصح لك عن هذا الكلام كما فعلت الان و لكن حقيقة هذه المشاعر لاتزال باقية و يبدو لى اننا نناسب بعضنا تماما يانسة لينغارد على اى حال انا لاانوى متابعة التشديد على هذا الموضوع اذا كنت مصممة بهذا الشكل .......فاكدت له نعم انا مصممة
- ولم تستطع هى نفسها ان تعرف لماذا اكتفت بتلك الكلمات ففى خضم هذا الغليان من المشاعر فى داخلها كانت تتوقع ان تثير كلماته الاخيرة و لو بعض الحنق و الاستهجان
- قال : جيد الديك حبيب؟
- كلا وانت؟
- ضحك واجاب كلا على اى حال توقعت منك هذا الجواب فرمقته بنظرة متشددة وردت امن غير المحتمل ان يكون لى حبيب
- نعم
- لماذا؟
- اجابها بتامل : لانك ببساطة لا تملكين مواصفات تؤهلك للانخراط فى علاقة عاطفية مع رجل
- حسنا قبل ان اذكرك انك قلت منذ لحظات انك لن تشدد على هذا الموضوع فقاطعها بكسل و لكن هذا موضوع مختلف قليلا
- يبدو اننى اعارضك فى هذه المسالة
- يمكنك ان تعارضينى فى مختلف المسائل يااونور فشعورى ينبئنىانك تمضين الكثير من وقتك فى الجدال
استتركنى انهى كلامى؟
اجابها وهو يسند ظهره الى المقعد و فى عينيه علامات الاهتمام المهذب بكل تاكيد
فنظرت اليه وعيناها تقدح شررا لقد قطعت على افكارى
كنت قد عقدت العزم على مناقشتى ملاحظتى التى تتعلق بمواصفاتك المفقودة....
ردت علية اه .نعم فى ذهنى فكرتان الاولى ان الرجال الخبيرين امثالك لا يعجبوننى او قل اولئك الذين يحسبون انفسهم من اصحاب الخبرة فى هذا المضمار
اذا كنت تحاولين ان تردى الامر الى نوع من النزوة فانت ةمخطئة فاجابته بعنف بالطبع لست مخطئة
هل تعتقدين ذلك حقا ؟ انا اميل الىتقدير العلاقة بين الرجل و المراة كثيرا فهما ركنا الطبيعة البشرية و للاسف من الناس من يملك عادات فى تحقير هذه الطبيعة البشرية و نسف اهم القواعد التى تقوم عليها العلاقة بين اثنين لكن بما انك تؤكدين انك لست منهم فيجب اسقاط هذه التهمة عنى
ردت عليه قائلة هذا اسواء كلام منطقى سمعته فى حياتى
فهز كتفيه ورد متحذلقا اهه حسنا فلننتقل الى فكرتك الثانية
قد اكون انا المراة التى توقفك عند حدك ياسيد بايلى
فاقترح عليها ولكن ليس الان
ووافقته على كلامه وهى ترد بهدوء لا ليس الان و لكن اعلم مبدا مهم سيد بايلى اذا كنت تعجز عن الفوز بى فذلك لا يعود الى رجل اخر يشاركنى حياتى بل يعنى فى الواقع ببساطة غير مهتمة بك" فضحك وقال هذا الواقع البسيط يثبت بالتاكيد انك خصم جديربالمنافسة ياونور على اى حال بما انك اوضحت النقاط الغامضة اخبرك الان اننى احضرت معى من الخارج بعض اللوحات و قد نقلتها الى بيتى مؤقتا و لكنها مازالت بحاجة الى تصنيف ومن الضروروى ادراجها فى دليل فنى فهل يناسبك المجىء الى البيت والاهتمام بالامر؟
اجابت بصوت بارد كالثلج "فى اى وقت يناسبك ياسيد بايلى"
انتهى الفصل الاول
|