كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
روائع من عبق الرومانسية
رد: مبدعين بلا حدود
.
.
.
ما هذا الجنون الذي تتفوه به الآن ؟!
أعادت بتصميم “ سأبقي هنا ، برفقتك ، إن وعدتني بأننا سنلتقي مجددا سأغادر غير ذلك سأبقي “
“ لا يمكنني إيفاء بوعد كهذا ! “
“ إذا سأبقي “
“ ولا يمكنك فعل هذا أيضا”
“ لا يهمني فلن يفتقد غيابي أحد ، ليزي ستتكفل بتظليلهم “
“ لما أنتِ عنيدة ؟ “ همس بغضب
“ منذ أن التقيت بك “ ابتسمت خجلة ، مُخفيه وجهها بقسمات ظهره .
“ لكن ، ألا تشعرين بالتقزز مني ، ألا تنفرين من بشاعه مظهري ؟”
هزت نافيه “ بل العكس ، لا تهمني المظاهر ، ما يهمني هو قلبك لأكون أكثر دقة “
زفر بعصبيه كل ما كان عالقا بصدره لقد نفذ صبره “ لن تخدعيني بكلماتك هذه “
حل إرتباط يديها المتعلقته به واستدار ليواجهها ، ليريها أبشع ما فيه ، ما كان الجميع يصفونه به الوحش ، السبب الذي حبس لأجله خلف العديد من الجدران “ انظري جيداً !! “
صرخ مجددا بانكسار “ هذه شخصيتي ، هذه هي حقيقتي ، كيف لك أن تقولي بأن كل هذا لم يترك أثرا فيك ؟! “
فتحت فمها ثم ما لبثت أن أغلقته بعد إدراكها بسخافة ما كانت على وشك النطق به ، أمسكت بطرفي فستانها محرجة تُفكر في حلول سريعه تكفي لإقناعه بصدقها !
تحدث بهدوء غامض “ سأعيدك لغرفتك ، لعالمك الهادئ و .. “
قبل أن يتمكن من إضافه كلمة أخرى يزيل بها توتر الموقف ، أخرسته بِقُبله رست على شُطئان شفتيه دفء ونعومه لم يكن قد شعر بهما سابقا ، شعر بدمائه تغلى وبدقات قلبه في ازدياد ، اقتربت منه مُحيطه بذراعيها عُنقه تؤكد بذلك مشاعرها الحقيقة اتجاهه ، ظل مدهوشا لدقيقه بعينين مُتسعتين وأنفاس مخطوفه ، لقد توقف عن التنفس !
ازدادت قُربا وقَبلته مرة أخرى ، ليستعيد رُشده ، فما أن فاق من ذهوله حتى وجد نَفسه مُنجذباً لها إنها تتقبله بكل عيوبه ، لم تخدعه !
استعاد ضبط تنفُسه وسَكنت كل أمواجه الهائجه ، حررته من أسرها وابتعدت بهدوء تَلتقط الهواء لصدرها أن تَعدل عن محاولة إغراءه للمزيد ، لقد جُنت بالفعل !!
كان لا يزال يُحيطها بذراعيه فما استطاعت الهرب والاختباء بعيداً عن عينه اليسرى التي تتفحصها وحينما دققت النظر فيها كانت بلون أخضر زاهي ، يا إلهي إنه خلاب بطريقه تُطرب قلبها .
لم تدرك سر ابتسامته ، ولكنه سرعان ما بدأ بالغناء ومراقصتها ، ضحكات متفرقه ، مزحات متتابعه إنها سعيده برفقته ، لم تُخطئ هذه المرة .
حين تعبا من الرقص استلقيا فوق السرير مما جعل الكتب تتناثر في الأرضيه الخشبيه ، احتضنها بقرب قلبه ، لازال يشعر أنه بداخل حَلم ساحر قد يستفيق منه في أي دقيقة من الآن .
“ لم تُخبريني لما أنت مأسور هنا ؟ رغم وضعك للقناع “
“ قصة طويلة ! “
“ لدى الكثير من الوقت لذا أخبرني”
“ عمي صاحب المنزل كان لديه شقيقه تزوجت بشخص من خارج معارف الطبقة النبيله ، وحَبُلت منه مما أزعجه فقرر حبسها بعيدا عنه زعما منه أنه له تأثيرا سيئا ! “
صمتت وهي تستمع له ، فإذا ما صدق حدسها فوالدها المعني بالأمر وذلك الرجل الغريب هو والده ؟
“ مرت السنوات وقد أنجبتني والدتي وفيما كنت ألهو بإحدى غرف المنزل سقطت شمعه وسط الستائر وأضرمت النيران ، لحمايتي قامت والدتي بدفعي بعيدا عن اللهب وفي محاولتها احترقت هي ونجوت أنا ولكن بحرق في وجهي من الدرجه الثانية .!”
تنهد متابعا “ عاد والدي رغبته بأخذي بعيدا ولكن أغراه عمي بالمال والوعود الكاذبة شرط إبقائي ومعالجتي احتراما لوصية أخته الراحلة ، ولكنه لم يستطع تحمل النظر بوجهي فعزلني في أبعد مكان مجهور ، لا يسمح لي بالخروج دون القناع لذا استخدم صدى صوتي للاستدلال “
زمت شفتها السفلى مضطربه “ وماذا بعد ؟ “
“ لا جديد كل فترة يحضر الطبييب ليشرف على علاجي وتتغير الوصفات في كل مرة ، ولا أعلم إن كان جاداً بمحاولته هذه “
“ الأ تعلم من يسكن هناك ، من أفراد العائلة ؟ “
“ لا أنا بمعتزل عن العالم ، لذا فالجميع غرباء عني “
“ وإن أخبرتك بأني ابنه عمك ، ماذا ستفعل ؟”
.
.
.
يتبع ..
|