كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
روائع من عبق الرومانسية
رد: مبدعين بلا حدود
فقط لو يدعونا
بعد تردد طويل لم أكن اصدق انه قد مر أربعون يوما على رحيلهما
وقفت امام قبرهما غير مصدقة لقد أقنعت نفسي مجبرة ان ازورهما لأنهم اخبروني ان ذلك سيريحني ويفرحمها
حسنا انا لم ارتاح بالتأكيد لكني امل أنهما فرحا
لا يمكنني ان اصدق ان والدي قد غدا تحت التراب انني انظر الان لقبرهما أنهما رحلا ولن أراهما ثانية ...
صعوبة الموقف كانت ماذا افعل وانا اعرف ان لا شيء سأقوم به سيغير هذا الواقع الماثل امامي أنهما رحلا
لست اعترض على قدر الله إنما أتألم بسبب هذا الفراق
ماذا أقول ..ماذا افعل
قالو لي انهم يشعرون بي يسمعون كلماتي فماذا عساي اخبرهم
اخبرهم كم الحياة صعبة دونهما كم اني اشعر بالوحدة او كم انا متألمة وحزينة اني استيقظ كل ليلة باكية بعد ان احلم بتفاصيل يوم رحيلهما
لكني صمت ابكي بحرقة دون صوت وعقلي يردد دعاء الرحمة لهما ادعي ان يكون ما حدث هو الأفضل لهما ادعي ان يكونا في مكان أفضل الى جوار ربهما
لكني داخليا كنت احترق راغبة بالصراخ كنت اريد ان اخبرهم انه في يوم عزاهم أتى من يسمون انفسهم أقارب يحلمون الملاعق في حقائبهم خوفا ان يفوتهم الطعام
انهم بدل ان يعظمو اجرنا كانوا يفكرون بنوع طبق الغد الذي سنقدمه لهم
ليس هذا أسوأ ما مررت به ....ليس هذا ما جعلني احترق غضبا
إنما استخفافهم بالمي كنت ساتحمل اي شيء يقال الا التقليل من حجم حزني
ان يقال لي ان والديك كبار في العمر وأنهما عاشا حياتهما ماذا يقول من مات له شاب
ماذا يقول ؟؟؟اني اتساءل ما الذي يجعل حزننا على موت شاب أعمق من حزننا على موت كبير السن ومالذي يجعل الالم عدى فراقه أعمق ماذا نقول إذن لام حملت تسع أشهر ومات جنينيها قبل الولادة هل أقول انك لم تريه فلا داعي للألم ما الذي يخفف من وطأت الفراق باي معيار يقيسون الحزن
وهل اساسا له معيار انه فراغ خواء وحسرة ومرار تملا الروح والجسد تشعرك انك ضائع تائه لا تحدد مكانك او زمانك انك مفصول ببساطة عن الواقع
لما يقللون من عمق هذا الإحساس لما لا يتركونا في همنا وشقاءنا لم لا يكتفون بالدعاء لنا بالصبر لأننا لا نملك سواه
لا اريد منهم غير ذلك كلمة مواساة صادقة دعاء بالتحمل والعون من الله ويتركونا مع حزننا نتعايش بسلام
|