كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
روائع من عبق الرومانسية
رد: مبدعين بلا حدود
.
.
جيت بالتكملة الجزئية ^^
.
.
.
مضى اليوم بطيئا للغاية ، بقيت مشغولة البال تماما بشأن ما حدث ، حضوره وصوته لا يزالان واضحان جدا بالنسبة لها ، ألقت بنظرة يائسة على الخدش الذي بدأ بالإلتام متسائله عن حاله؟
عليها العودة لذلك الجزء المظلم أن تقتحم المجهول لتقابله من جديد وترغمه أن يخبرها بالحقيقة وعن سبب اختبائه !
" بالمناسبة لما لا يعلم أحد بكونه يسكن بالجزء المهجور من القلعه ؟!" تساءلت بصوت جهوري لتقطع عليها خلوتها صديقتها ليزي بصوتها الطفولي
" إذن أخبريني كيف سار التحدى ؟ ، هل ربحت هذه المرة ؟"
تمنت ناتالي أن تقفز فوق ليزي وتكبل عنقها بيديها الاثنتين فما قاسته البارحة لم تذقه خلال سنين حياتها كلها ، لتتحدث من بين أسنانها " لقد خسرتي مجددا ".
" أوهه يا للأسف ، لا بأس هنالك تحديات أخرى سنقوم بها " ردت ليزي وهي تقفز للغوص بين وسائد السرير الوثير .
تجاهلت ناتالي وجود صديقتها وحاولت أن تفكر جديا في الاعدادات التي ستقوم بها للذهاب مجددا، بالرغم من معرفتها باستحالة تفوقها هناك إلا أن المسألة باتت مهمة !
خرجت من غرفتها مسرعه تاركه ليزي خلفها واتجهت نحو المطبخ ، ترددت في البداية ثم حزمت أمرها بالدخول لأنها تعلم بأن هذا المكان محظور عليها دخوله بأوامر من عمتها الكبرى وأيضا كون العاملين هنا لا يمكنهم الاختلاط بمن في الطابق العلوي ، " يالها من قاعدة سخيفة "
هذا ما طرأ بتفكير ناتالي حين سماعها للقرار المجحف لعمتها التي تولت السيطرة التامة بعد وفاة والدتها ولأن والدها ليس مهتما كثيرا بما يجري خلف جدارن قصره فلا يعبأ بمن يقع عليه اللوم ، عمله فقط إصدار حكمه النهائي ، كعمله في القضاء الطَرق بمطرقة الحكم وأمر الحارس بإقتياد المجرم للتنفيذ!
ارتعشت لتلك الفكرة التي مرت سريعا عن المساكين الذين وقعوا تحت يدي والدها خلال السنين الماضية ، لابد بأنه لم يظهر رأفه بهم بمنتهي الأحوال ، لم تجد أحدا بالداخل لتستهل الفرصة بالبحث عن بضعه خيوط يستخدمنها بالطهي ومصباح ضوئي عله يكون بمكان ما هنا في حالة الانقطاع الكهربائي المفاجئ عند العواصف ، وبينما هي مشغولة في فتح الخزائن والتعرف على مناطق جديدة عليها فاجأها الصوت الآتي من خلفها تماما " أترغبين بمساعدة ما يا آنستي ؟"
كان الصوت يحمل نغمة مقززة نافرة لم تستدر وأكمل بحثها المستميت قبل أن يحدث أمر لا يحمد عقباه !
وجدت الخيوط التي أرادتها لتنهض بخفه وتمثل موقف الغرور المتعاهد فيها " لا أحتاج مساعدتك بشيء فقد وجدت ما ابحث عنه "
لتواجهه رجل ذا طول فارع ولحية غير مشذبة بابتسامة شيطانية تبثُ القلق وانف معكوف وعينان تتفحصان كل شبر من جسدها ، " اللعنة ، ما كان علي إرتداء أقصر فساتيني والنزول لهنا !"
أجل ، لا تفكر مطلقا وتقوم بكل شيء بتهور ، هذه هي شخصيتها رغم سوء تمثيلها أحيانا إلا أنها تتمتع بحس عالي في أزيائها التي غالبا ما توقعها فريسة للمستذئبين كهذا الرجل تحديدا .
تجولت بعينيها تبحث عن أحد ما قادم ، أو كبير الطهاة لكن لا أحد أهي فترة إجازتهم ؟! ، اقترب الرجل بخطوة واسعه وحك بأصابعه لحيتة وعيناه تتلذذان بمشهد الأرنبة الخائفة ، وحينها اتخذت قرارها المتهور بالعبور مهما كان الثمن بسبب كونه يقف بقرب باب الخروج المؤدي للطابق العلوي شدت بقبضتها على بكره الخيط حتي ابيضت مفاصلها ، واستنشقت الهواء لرئتيها إذا اضطرت للصراخ تحركت بخفة واتزان لتعبر من خلاله دون أن تترك له الفرصة للحاق بها وحينما أصبحت بالدور العلوي توجهت على الفور لإحدى الغرف الغير مستخدمة مواقع اختبائها .
شعرت بالألم يعتصر رئتيها وبأن الهواء لا يصل إليهما ، قلبها يخفق خوفا وتوترا لا يجرؤ أيا كان على الدخول للقصر وخاصة للمطبخ إذن من ذلك الحقير ؟
حاولت تهدئه خفقات قلبها وبدأت بسرقة جرعات طويلة من الهواء وزفره بهدوء ، راقبت قدمها العارية وأظافرها المطلية بلون أحمر قاني وبقيت تركز باللون حتي تبعد تفكيرها عن الموقف المزعج .
بعد خمس دقائق استعادت مثابرتها ، لم يبقي لها سوى المصباح ولكن أين ستعثر عليه ربما في مكتب والدها هنالك العديد من الأشياء المتواجدة لديه فمن المؤكد عثورها عليه هناك !
توجهت للمكتب وابتسامة النصر لا تزال حاضرة على قسمات وجهها ، وصلت للمر المؤدي لمكتب والدها وحينما اقتربت شاهدت ذات الرجل يدلف للممر خلف
كبير الخدم !
توجهت خلفهما ببضعه خطوات ليدلف الاثنان للمكتب ويترك الخادم الباب مواربا لخروجه بأي لحظة انتهزت الفرصة واسترقت النظر عبر الفتحه ، لتجد والدها يقدم مغلفا للرجل ويأمره بعدم العودة من جديد ، احتد النقاش بين الاثنين لينتصر والدها في انهاء الأمر ويبدأ الرجل في الاستعداد للرحيل حانقا على هذه العائلة المسيطرة ، وقبل أن تُكشف هربت بخفة لغرفتها ولكن قبل أن تستكمل مغامرتها أطلت برأسها من خلال فتحه الباب لتجد ليزي بانتظارها تقلب بجهاز التحكم القنوات " إذا سأل أحد ما عني فأنا بالمكتبة اتفقنا ؟ "
هزت ليزي رأسها إيجابا تعلم بأن هذا رمز فيما معناه سأغيب لوقت طويل فأبحثي لي عن عذر ما ، فمن سيصدق بأن ناتالي تبقي بالمكتبة لسبب وجيه ، أوصدت الباب من خلفها واتجهت لآخر الممر للباب المؤدي للجزء المهجور وتمنت أن يكون غير مؤصد، أمسكت المقبض المذهب وعكسته للاتجاة الأخر فأصدر صوتا يُمكنها من الدخول ، كادت أن تقفز فرحا فهي ليست مجنونة كليا !
.
.
.
نصبر للتكملة القادمة لاحقا هههه =)
قراءة ممتعة ..
|