كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
روائع من عبق الرومانسية
رد: مبدعين بلا حدود
بالنسبة لي فالإلهام يأتي غالبا من الكتب التي أقراءها ^^
وترائ لي هذا الموقف لا أعلم إن كان سيعجبكم أو سيكتب لها التتمة
ولكن أحببت أن اجرب الخوض في موقف مشابهة =)
.
.
.
.
.
أزدرات ريقها بصعوبة تحاول دفن خوفها المتصاعد ، فالظلام يسود المكان فيما أن ضوء القمر
المتسلل بخفة يتيح لها رؤية موضع قدمها وما سوى ذلك فلا إمكانية للرؤية الجيدة!
تلمست بأطراف أصابعها الجدار الملاصق لجسدها المرتجف ، إنها مرتعبة تشعر بكل ذرة من أوصالها
ترتعد لفكرة غوصها داخل هذة الظلال المتراقصة ، استنشقت ذرات الغبار لصدرها لتبدأ
بالسعال وتتجمع الدموع في محاجر عينيها " لا يمكنك البكاء يا ناتالي ، عليكِ الفوز بهذا التحدى !"
استمرت بالتقدم خطوة بخطوة وصوت الرياح الهامس بصوت خفيض يداعب أذنيها ، تجولت بعينها
الجاحضتين من التركيز في كل ما أمكنها تمييزه ، أرضية خشبية ممتلئة بالأتربه ، جدران عتيقة رطبة
مقشرة لا تكاد تُلاحظ لون الطلاء المصبوغ بها ، استمرت في حَث نفسها علها تطرد جُبنها
" حسناً ، لا يعقل أن يكون هنالك شبح يسكن حنايا المكان المهجور ، إنها مجرد شائعات !"
تداركت سقوطها الموشك ولكنها خدشت ظاهر كفها في محاولتها ، " اللعنة !"
احست بالألم يتسلق مسرعا ليصل منذراً دماغها ، لتبدأ نوبة بكاء جديدة ، تدحرجت قطرات ندية
على وجنتيها وتكاتفت ذراعيها تواسيها في لحظة الضعف هذه ؛ توسدت الأرض بجلستها الطفولية
وتركت صوت نواحها يتردد كصدى في الأرجاء ، لم يعد الأمر يشكل فارقا بالنسبة لها ، تعبت
من المحاولة وهذا التحدى يبثُ الرعب في قلبها ، عاتبت نفسها بلعو صوت ودموعها لا تزال جارية
" تستحقين هذا ما كان عليكِ الموافقة ، مواجهة مخاوف ! ؛ إن الأمر كالإعدام بالنسبة لي "
كطفلة باكية لم تتوقف ، ليتناهي صوت مخملي يصد صدى بكائها المزعج ، توقفت لحظتها ولكن
لايزال هنالك القليل من الفواق نتيجة نشيجها ، استمر الصوت في الإقتراب جاعلاً من ناتالي تهدأ
قليلا ولكنها جِفُلت من تواجد شخص آخر هنا ، والصوت لم يأتي من خلفها بل من الأمام
من مفترق الطرق الذي يواجهها !
دفعت بجسدها للخلف لم تستطع النهوض خارقت قواها ، بدأت بالتراجع ودفع جسدها بيديها
وهمست برهبة تفوق احساسها باللحظة " لا يعقل ، أهنالك شبح ، هنا !! "
في ثانية توقف الصوت عن الغناء فيما ارتطم ظهرها بجدار يعلن نهاية الهروب ، وحينما ظنت بأنها
في مأمن حاليا ظهرت صوت خطوات تقترب ، خطوة ، خطوة ، أغلقت عينيها بشدة وعلمت بأنها
موشكة على الموت ؛ ليهيأ لها وجود شخص يقف أمامها ثم ما يلبثَ أن ينزل برفق لمستواها !
" سيقوم بإلتهامي ، ولن يُبقي شيئا ليتعرفوا به علي !" حدثت نفسها في فزع ، ولكن الهدوء طال
والشخص المجهول لا يزال متواجداًبل إنها تشعر بحرارة أنفاسه تلفح بشرتها الرطبة إثر دموعها
إنه قريب منها ، قربه مخيف ولكنه مطمئن نوعا ما ، فتحت عينيها قليلا لتختلس النظر إليه
الآ يحق لها رؤية مفترسها ستموت في كلتا الحالتين لذا لتستغل الفرصة ، لربما
أمكنها الصراخ لاحقا و .. لم تكتمل خططها في الهروب فما رأته أخرس أفكارها وجعلها في
حيرة من أمرها .!
كان الشخص يرتدي قناعاً !
قناع أبيض يغطي عينيه وجزء من فكه الأيمن ، بل ويوجد شق طفيف على شفته أهو جرح من لكمة ؟
بدا لها وكأن ضوء الليل يزيده جاذبية ، بدا لها كملاك مغني وليس كشبح !
ابتسم لها ومد راحه يده ولا يزال متكئ على قدميه ، بحركه لا إرادية قامت بلمس يده لتشعر برعشة
على طول عمودها الفقري ، نهض بخفه وسحبها لتقف هي الأخرى وبدأ بالتحرك في الأرجاء
دون الحاجة لخلع قناعه ، شعرت ناتالي بالبلاهة وهي مقادة بواسطة غريب مغني في وسط الليل
بجزء مهجور من القلعة .
أرادت أن تتحدث ولكن صوتها لم يخرج ، شعرت بأنها أصبحت بكماء في حضوره ففضلت السكوت
طالما أنه لم يتحدث هو الآخر ، راقبته من الخلف فوجدته يناهزها بالطول يبدوا كلاعب لكرة القدم
راقبت تاليا يده الدافئة التي تمسك يدها المرتعشه إنها خجلة تبدوا كطفلة في السابعة بالعمر
بالرغم من احتفالها بعامها الثاني والعشرين قبل يومين !
توقف أمام باب لا يختلف عن بقية الأبواب التي رأتها سابقا ، وسمعت صوت المقبض وهو يُرحب
بصاحبه ليفتح جزء بسيط ليتسلل منه النور ، أشار لها بالدخول .
ولكنها لم ترغب بأن تتركه وتعود ، لما لا يمكنها التعرف عليه أكثر واصطحابه معها ، تحدثت أخيرا
بعد فترة صمت طويلة ليخرج صوتها منهكاً " لتأتي معي ، لا يمكنك البقاء هنا "
هز رأسه رافضا الفكرة وأشار لها بالذهاب ، رغبت أن تصر عليه ولكنه أشار بسبابته واضعا إياها
على شفتيه ، فأدركت بأنه لن يستمع لها هاجمها شعور بغيض لم تألفه من قبل ، ترغب
بالاحتفاظ بشعور الإطمئنان هذا !
" أيمكنني رؤيتك مجددا ؟ " ، لم يجب هذه المرة وأطلق راحه يدها توجهت للباب
فيما دلفت توجه هو نحو الظلام ليغوص فيه ، وبينما الباب يغلق عَلمت بأن مغامرة
أخرى ستطلق قريبا ، لن تتركه يرحل
عليها أن تكتشف المزيد وستهزم جانبها الضعيف لأنها بحاجة أن تجده
وتعلم لما يختبئ في جزء مهجور .!
رمشت عيناها حينما بدأت خيوط الشمس تشرق وترسل أشعتها الذهبية
نحو الممر الذي وجدته يؤدي لغرفة نومها لقد اعادها للجزء الصحيح من القصر ، إلى الجانب
المنير المعاكس لما واجهته البارحه تنبهت قبل أن تعود أدراجها بأن الباب هو وسيلتها
للعثور عليه ، لذا حاولت فتحه ولكنه كان مؤصدا!
تحدثت بعصبية " لا يعقل بأني كنت أتوهم وجوده ! "
حاولت المرة تلو الأخرى لتستسلم ، ستجده لربما ليس الآن الوقت المناسب
للبحث عنه فهي متعبة ، ورائحتها مقرفة ، بل إن هيئتها توحي بالتسول
لم يبقي الغبار موطنا لم يمسه منها ، خصلات شعرها المحمرة
وكنزتها الصيفيه والجينز الكحلي ، توجهت لغرفتها فعليها أن تغطس في مياه دافئه
لتزيل رهبة الليلة الماضية ، وتستعيد تفاصيل شبحها المغني .
|