كاتب الموضوع :
auroraa
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
30
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبه
Aurora
..
الفصل الثلاثون
' نهار يومٍ جديد ,
اربعه جُدران سوداء تُحيط به يشعر بها تُطبق على صدره ونفسه ، كليلته السوداء التي قضاها يُحاول كبح غضبه وتهذيب نفسه دون ان ينجح في ذلك لينفجر هذا الصباح ، غضبٌ عميق لم يستطع ان يتخلص منه منذ البارحة ، كل شيء يقف في وجهه وضده ويضغط عليه ، زوجته ، اميراته ، سيف ، مُصعب ، زياد ، لن يرتاح قلبه قبل ان يتخلص من كُل العثرات بحياته واحده واحده عثره عثره ، عندها فقط سيقول انه هدأ وانحسرت نار الغضب داخل جوفه .
شبك أصابعه القاسيه ببعضها وذراعيه تسترخيان على الطاولة والغرفة السوداء التي يجلس بها عازلة لضوء الشمس التي تعلو السماء في هذا الوقت .
ينتظر واضناه الانتظار وطال انتظاره للقيام ببعض الإجراءات التي لاتنتهي بهذا المركز حتى يرى ذلك المجرم القذر .
عقد حاجبيه فور ان ادخله موظف الأمن لتلك الغرفة السوداء الكاتمة للضوء وكذلك الأوكسجين الذي يصل بصعوبه لرئتيه ، وتفاجأ ان أحداً ما يُرِيد زيارته وهو ليس له من الأقرباء والاصدقاء من يُطيق وجوده بالحياه وأخته بالتأكيد لن تتجرأ وتفعلها .
تحفزت خلاياه وهو يرى الجسد الضخم امامه ، جسد مفتول ليس بغريبٍ عليه ، وانفرجت اساريره بابتسامه كسوله وهو يتعرف عليه ، ليهتف بسُخريه : اووووه وانا اقول مين ذَا اليبي يشوف خشتي ؟؟؟! ما دريت اني غالي عليك لهالدرجه تجي وتزورني بهذا المكان المتواضع .
أسبل اهدابه بقوه وهو يشد أصابعه المُتعانقة بشده ، لقد شعر بدخوله .. شعر والغضب عاد يتأجج في عينيه .
اطلق نفساً خشناً وهو ينهض بعُنف مُتناغم مع ضخامته ويدفع المقعد الذي كان يجلس عليه بقوه للخلف حتى اصدر المقعد صوت ارتطامه بالحائط ، وخرّ المقعد صريعاً .
التفت له بقسوه وهو يُحدق به بإزدراء ، وهتف بسُخريه تُماثل سخريه مُصعب وهو يفتح ذراعيه للهواء : وانت الصادق شفت شلون انك غالي عليّ عشان اجي ازورك .
اختفت السُخرية من ملامحه ليقول بجمود قلق ففهد لا يبدو طبيعياً : وش تبي جاي ؟؟؟! ما عندي شي أقوله لك !!!
مالت ابتسامه فهد بغضب وانعقد حاجبيه بقسوه واختفت السُخرية من ملامحه هو الاخر ليقول بقوه : انت ما عندك شي تقوله ، بس انا عندي !!!
قبل ان يسأله مُصعب عن ما يُرِيد ، شعر بكماشتين من حديد تعتقل حاشيه ثيابه الأماميه وتُلقيه بعُنف إلى الأرض ، ارتطم رأسه في السيراميك الصلب ولم يكد يستوعب ما يحدث من الدوار الذي اجتاحه ، حتى باغته فهد وهو يدوس بعُنف على صدره عده مرات ثم ابعد قدمه بقوه .
وهبط بجسده ليثني قدمه اليُمنى وينصب اليُسرى ويُرخي ذراعه عليها .
ويُصبح قريباً جداً منه ويقول بفحيح وعينين مُخيفتين من الغضب الاعمى : هذا عشان كذبك علي بموضوع ولدي وعشان لعبت بسُمعتي يا القذر وانت ما عرفت مع مين تلعب يالرخو !!!!
سقطت عينيه المُخيفتين على عينيّ مُصعب المتألمتين و دون ان ينظر للخلف دفع بقبضته بقوه حتى تخترق أحشاء معدته ، ويُطلق مُصعب صرخه يتبعها تأوه مؤلم وهو يشعر ببطنه يُسحق أسفل قبضه فهد .
وهمس فهد بقسوه : وهاذي عشان اختي يا الحقير ومحاولتك تعتدي عليها ياالوسخ .
غير وضعيته ليسحق ذراعه بقبضته وهو يلويها له ، وانكمش جسد مُصعب بخوف وألم .
دلف رجُليّ أمن لداخل الغرفه عندما سمعا صوت الصُراخ الذي تجلجل كالرعد داخل الغرفة وكان مصدره فمُ مُصعب الذي كُسرت ذراعه و كان يتلوى من الالم على الارض الصلبة بعد ان تركه فهد .
نظر له رجل الأمن بغضب وهو يقول بقوه : لو سمحت اطلع من هنا بالطيب ولا رح نتخذ معك إجراءات باللازم ، وبعد اليوم انت ممنوع من الزياره !!!
بصق فهد على مُصعب الذي يتلوى من الالم وقال بقسوه : اصلاً ماعاد رح اجي والوث نفسي عشان اشوف هالوجه القذر ، و هذا الشي يعتبر بسيط بالسواه في هلي .
خرج وهو ينهب الارض نهباً ، مازالت النار تشتعل داخله دون ان تهدأ حتى بعد ان افرغ غضبه في ذلك القذر لم يُشفي غليله بعد ، ولا يستطيع ان يكبح الشرّ الذي بداخله .. لا يستطيع .
لمعت عيناه وهو يتذكر زياد ، استل هاتفه من جيبه ويتصل عليه ويضغط على شاشه الهاتف بقسوه حتى كاد ان يُهشمها بأصابعه القاسية .
اجاب زياد بهدوء من الطرف الاخر : الو !!!
ابعد الهاتف عن أذنه من صرخه فهد التي انطلقت عبر الأثير وهو يسأله عن مكانه ، فأجاب زياد ببعض الخوف وحاله فهد الغاضبة والتي ينوي ان يُفرغها به لا تجعله يطمئن فلقد كان واضحاً على صوته الخشن بأنه فاقد السيطرة : اهدا يا النسيب انا في البيت ، ماله داعي كل هالعصبيه .
قال فهد وهو يشُد على اسنانه ويُصدر صرير احتكاكهم وطحنهم ببعضهم : نص ساعه يا زياد ، معك نص ساعه بس تجي المحكمة و تطلق ريما ، و إلا اقسم بالله العلي العظيم والخلق السماوات السبعة انك لا تشوف مني شي عمرك بحياتك ما شفته ، وما اعتقد انك بتكون ممنون يوم تشوفه .
اغلق الخط في وجهه ليتجه نحو المحكمة بسرعه هائلة وهو يتجاوز السيارات امامه ببساطه وكأنه بداخل لُعبه ما وكفاه تضغطان على المقود حتى برزت عروق كفيه النافرة من الغضب .
،
توتر زياد بعد هذا الاتصال ، لقد ارتاح كثيراً في الأشهر الماضية عندما لم يُفاتحه احد بموضوع الطلاق وظن ان ريما ستلين وتعود إليه بعد ان يسقط كُل ما في رأسها من غضب وألم عليه ، حتى انه كان حريصاً ان لا يُكلمها حتى تأخذ راحتها وتُفكر جيداً من اجل اطفالهم .
وهاهو اليوم يُفاجئ من هذا الاتصال والذي اخذه فهد على حين غِرّه .
اتصل فوراً على عمه سلمان ليقول فور ان وضع الهاتف على أذنه : الو ، هلا يا عمي شلونك ؟؟!
قال سلمان بهدوء يتخلله البرود ، وهو يتعجب اتصاله هذا الوقت المتأخر ولم يقصد الساعة بذلك بل قصد مرور الأشهر : تمام ، وانت ايش علومك ؟؟!
تنهد زياد وهمس : انا ماني بخير يا عمي ، مالي بعد الله غيرك عشان تساعدني .
قال سلمان عاقداً حاجبيه بوجوم : وش الصار يا ولدي ؟؟! خير ان شاء الله
همس زياد بألم : انا ادري اني مزعل ريما كثير وهي للحين عندكم وماالومها على زعلها وبرضيها وبسوي لها كل التبيه بس ترجع لي ، ومخليها براحتها كل هاذي الأشهر ولا ضغطت عليها عشان يطيح البراسها و ترجع بدون اي ضغوط و عشان عيالنا ، وقبل شوي فهد يكلمني ويهددني اني لو ماجيت خلال نص ساعه عشان اطلق ريما رح يوريني شي عمري ما شفته ، يرضيك يا عمي ينهدم بيتنا ببساطه عشان غلطه ممكن تتصلح .
اكفهرت ملامح سلمان وهمس : لا والله ما يرضيني أبد ينهدم بيت بنتي ، انت الحين ماعليك من فهد وتعال القصر وبنادي فهد وريما ورح نتفاهم هنا .
أومأ زياد وكأن سلمان سيراه وهمس : طيب يا عمي مسافه الطريق وبجي .
ينهشه القلق و يجتاحه الخوف من ان تنكشف الحقيقه فلا احد سيُسامحه ان كُشفَت ، كما ان اسيل سوف تتضرر اكثر وهو لا يُرِيد افساد حياتها او حياه اسرتها وفهد لن يتركه حياً يُرزق عندما يعلم بذلك ، يُرِيد ان يعود كل شي كما كان دون ان يرتكب هذه الغلطة مُجدداً .
*****
كانت تجلس بخيِلاء عكس شخصيتها المرحة ولكن مع هذا الرجل المُستفز فهو يُخرج أسوأ مافيها للأسف ، ابتسمت ابتسامه مُتصنعه وقالت بهدوء : وين رح نسافر بعد الزواج ؟؟؟!
لم تقل " شهر العسل " من إحراجها .
ابتسم يوسف ابتسامه فاتره ويفهم انها تقصد شهر العسل مع الأسف لن يكون لديه اي شهر عسل في المستقبل وفي جميع أيامه ، لقد كانت حبيبته تُحب المالديف كثيراً وكانا يُخططان للسفر اليها بشهر عسلهم ، و تكره ماليزيا ولا تتمنى السفر إليها ابداً لذلك سيأخذ هذه المعتوهة إليها ، فقال يتشدق : ماليزيا ان شاء الله !!!!
اختفت ابتسامتها المُصطنعه " هل هناك من يذهب لماليزيا في شهر العسل إلى الان ؟؟؟! " ولكنها قالت ببعض المكر والخُبث : خساره عاد كنت مجهزه خطط كثيره وشاريه ملابس وحركات عشان فكرت بنروح المالديف ، كل العرسان صاروا يروحها .
ازدرد ريقه وهمس : وش الأشياء المجهزتيها ؟؟؟!
احمرت وجنتيها بخجل مُزيف وهمست : عيب اقولك الحين ، وبعدين خلاص ماله داعي اقول واحنا بنروح ماليزيا ، الخطط كانت للمالديف
وانه اول مره بروحها مع زوجي وكنت بسوي اشياء كثيره ، بس دام مالك نيه رح اسافر لها قبل الزواج مع اهلي .
كم هي كاذبه مُحترفه ، متى استطاعت تأليف كل هذا الكلام ؟؟! تأمل فقط ان ينتابه الفضول ويأخذها إلى المالديف وعندها ستُجهز بعض الخطط وتشتري بعض ملابس البحر .
المالديف حلمها الأزلي الذي يرفض اَهلها السفر لها بقولهم انها تليق بالمتزوجين فقط .
حسناً !!!! لقد انتابه الفضول الآن بحق لما ستفعله هناك ، حتى انها ذكرت امر بعض الملابس ويتشوق لرؤيتها بملابس البحر في مكان مُغلق بالطبع وخاص بهما .
تباً !!! اهل عليها الان ان تُنعش هرموناته الذكورية بالتخيل لما ستفعله هناك ؟؟؟! وما سترتدي ؟؟؟!
انها تُفقده المُتبقي من صوابه وما تبقى من عقله .
تأفف بغيظ وهو ينظر لها تتعبث بطرف بلوزتها التي تُخْفِي بشرتها البرونزية باحتشام مُسرف ، ومازال طعمُ شفتيها عالقاً على شفتيه ، والبخيلة لم تمنحه قبله اخرى بعد تلك الليلة التي شعر بالكون يدور من حوله وهو يُقبلها .
قاطع أفكاره التي تنحني لمنحنى خطير دخول عبدالرحمن " أخيها " .
نهض حتى يُسلم عليه : هلا والله ابو عبيد ، وش علومك ؟؟!
جلس عبدالرحمن بخشونه تُرافق جميع رجال الكاسر : عساك على القوة .. أبد ازقح ، إلا انت وش اخبارك ؟؟!
همس بلُطف : الحمدلله بخير .
نهضت رسيل حتى تسكُب لأخيها بعض الشاي ، و كان يفرُج قدميه ويُرخي ذراعه على فخذه ، وبكفه الاخرى ارتشف الرشفة الأولى من الشاي .
وعقد حاجبيه من لذاعته وهتف بخشونه : وش ذَا الشاي الماصخ البدون سُكر ؟؟؟!
كانت تجلس رسيل بجانبه وقالت بابتسامه حقيقه لوجود اخيها معها : انا ويوسف نشربه بدون سُكر .
قال بهدوء : طيب قومي جيبي سُكر .
مال حاجبيها بضيق والكسل يمنعها من النهوض وقالت بمرح كما تفعل مع فهد دائماً عندما يطلب السُكّر : يووووه مشوار أقوم الحين ، يعني ما يحتاج قول بس يا رسيل حطي إصبعك .
وغطست إصبعها بالشاي لتُخرجه بسرعه متأّوِهَه بألم وقد لسعتها حرارته ، فقال عبدالرحمن بسُخريه مُغيظه : تستاهلين يالوسخة ، الحين روحي جيبي سُكر وبياله بعد ما لوثتي بيالتي بإصبعك .
عضت شفتيها بدلال وهي تقول بدلع لا يخرج الا نادراً عندما تُحرج ، وخاصه انه احرجها الآن امام يوسف : شرير انت مو مثل فهد ، ياليت عندك شوي بس من العنده بس ماأقول الا مالت .
عندما تقوم بهذه الحركه لفهد فهو يبتسم بجذل ويرتشف " بياله " الشاي دفعه واحده ويمتدح طعمه ايضاً ولا يُحرجها كهذا الاحمق .
خرجت على مضض حتى تجلب له ما يُرِيد فأرتجف جسدها واسبلت أهدابها بخوف وهي تسمع صوت الصُراخ الأشبه بدوي المدافع القادم من غرفه المعيشة ولقد كان الصوت صادراً عن والدها و فهد ويبدو غاضباً جداً على غير العاده وقد فُتح مُجدداً موضوع ريما ، اخر مره غضب بهاذا القدر منذ فتره طويله وقد كانت الراحه تبدو على قسمات وجه لوجود ميرال حوله ، ولكن يبدو الان ان الوضع قد اختلف وهما يبدوان مُتشاجرين .
عادت لغرفه الضيوف وملامحها حزينه على غير العاده كما تشعر بالقلق لما يحدث بالداخل .
لم يغب عن يوسف وعبدالرحمن صوت صُراخ فهد ووالده لمُشكله عائليه عرفها عبدالرحمن بينما آثر يوسف المغادرة حتى يأخذون راحتهم وهو يشعر بأنه من العيب ان يبقى اكثر .
نهض بهدوء واتضحت معالم جسده الرشيق والممشوق قوي العظام ، وقال بابتسامه جذابه : يلا انا استأذن الحين تأخرت وتعصب عليّ الجده الحين .
ابتسم عبدالرحمن باقتضاب وانتابه القلق ايضاً بوجود النار والبارود في مكان واحد " فهد وزياد " .
قال عبدالرحمن : الله يحييك يا رب تنور في اي وقت ، وماعليك من جدتي انا بتصرف معها .
قالت رسيل ببعض الخشونة لانه اغاظها بموضوع السفر : جدتي صادقه باقي ثلاث أسابيع على زواجنا في عيد الأضحى .
قال يوسف بابتسامه هادئه : ما عليه اجل بكلمك تلفون بس ، دام الزياره ممنوعه .
خرج يوسف وهو يضغط بعض الأرقام ، وقال ببعض الهدوء وهرموناته الذكوريه لا تهدأ عن الثوران في داخله : مصطفى الله يخليك ودي أغير حجزي بعد ثلاث أسابيع من ماليزيا للمالديف .... صدق مو مشكله الفرق بدفعه بس المهم الحجز يتغير .... ما تقصر يا الحبيب اعتمد عليك .
تنهد براحه وهو يستقل سيارته وينهب الطُرق إلى المجهول .
،
كان صوت فهد يرعد وهو يُحرك ذراعه بعُنف : يعني هالرخمه ذَا يكسر كلامي ويجي يحتمي فيك يبه مثل الحريم ويجي يشكي لك مثل البزران ؟؟؟!
اتسعت عينا سلمان وهو يقول بصوت غاضب شبه مُنخفض ويلكز فهد على كتفه بعُنف وحاجبيه معقودين بصرامه : وش فيك انت ؟؟؟! وش فيك ؟؟! وش كل هالجنون ؟؟! وطي صوتك يوسف بالمجلس ، نعن ابو هالصوت تقول دريل .
نفث فهد انفاسه كحمم البُركان وهو يحاول تهدئه صوته : يبه ، ريما ما تبغاه !!! غصب يعني غصب تكمل معاه وهي رح تصير تعيسه معه والله اعلم وش مسوي فيها الحيوان ؟؟؟!
صرخ سلمان بحده : فـــهــــد !!!!
ثم ارتفع حاجبيّ سلمان وهو يردف بذهول : يعني كل هالمعمعه والعصبية الأنت فيها و ما تعرف وش الصار بينهم ؟؟؟! وودك تهدم حياه اختك .
قال فهد بقوه : ريما عقلها كبير وما رح تخليه لسبب تافه وتشتت عيالها .
تدخلت ريما فوراً وقالت والدموع تهبط من عينيها : خلاص بس لا تتهاوشوا عشاني !!! نظرت لوالدها واردفت بألم : بابا الله يخليك تفهمني صعب احكي لك التفاصيل بس هو خاني وغدرني وانا مُستحيل أسامحه على هالشي ، دمرني وحطمني وللحين ما قدرت الم شتات نفسي ، بس اذا رح تتهاوشوا عشاني انا خلاص رح ارجع معه وقلبي مكسور .
اشتعلت عينيّ فهد بغضب جمّ عندما علم السبب وهو يُحدق بَشَرّ في زياد الذي بدأ يرتجف من فرط الخوف من نظره عينيه السوداوتان و الثاقبتان .
ونظر له سلمان بنظرات عاتبه على ما فعله ، حسناً !! لقد عرفوا جزء من الحقيقة ولم يعد بامكانه الدفاع عنه اكثر من ذلك ويكسر آبنته المُدللة من اجله ، فابنته كانت حزينه منذ اشهر ولم تزر الابتسامه وجهها الحزين وقد عرف السبب الآن وقلبه تألم لأجلها .
تنهد سلمان وهو يقول لزياد : ما اعرف وش قصرت فيه ريما بحقك ؟؟! بس كان ممكن تجي ونتفاهم بحق تقصيرها مثل الحين ، الخيانه عمرها ما رح تكون الحل خاصهً اذا كانت بالحرام !!! وانت تقدر تروح للحلال ، بس الواضح انه هالخيانه من نوع ثاني !!!! وانا ما رح اجبر بنتي على العيشة معك لو ماكانت رح تسامحك .
اطرق زياد رأسه بحُزنٍ مرير اجتاح مُقلتيه ، لم تقصر في حقه ، لم تُقصر .. لقد كانت مُتعبه وحسب وهو غدرها بكل بساطه بسبب ضُعف لم يتجاوزه .
ازدردت ريما ريقها وقالت لزياد بحشرجه : ممكن تروح الحين وتطلقني البينا انكسر من زمان وعيالك رح تشوفهم الوقت التبيه ما حد رح يحرمهم منك ، وانا مو من النوع التغفر او تسامح مع الأسف ، مو من هالنوع .
قلبها حجر !!!! نعم فهي تعترف قلبها حجر ولن تستطيع المُسامحه ابداً .
قال فهد بفحيح غاضب وهو يكاد يُقطعه بين انيابه ويُدمي وجهه الكئيب : امشي قدامي اشوف ، ماعاد لك عذر الحين بعد العرفناه .
خرج فهد ويتبعه زياد ، و كانت اسيل تقف اعلى السِلّم وسمعت كل مادار بينهم .
انزلقت الى الارض وهي تتشبث بالديرابزين وكفها الاخرى تكتُم بها فمها حتى لا يخرج صوت نحيبها المتألم .
أغمضت عينيها بقوه وهي تذرف الدموع على خطأها ، هي القذرة الوحيدة بهذه الحكاية !!! هي من أفسدت حياه أسره كامله بتهورها وغبائها !!!
صعدت ريما عتبات الدرج وقد بات جسدها ثقيلاً ، ثقيلاً جداً وقد دخلت شهرها الأخير ، نظرت بعينين مُصغرتين إلى اختها التي تتعلق بديرابزين الدرج .
وكالعادة اتشحت عينيها بالغضب والإزدراء لها وهمست بغِلّ : تقدرين تنبسطين الحين !!!! الكان تاعب قلبك من الغيرة والحقد انتهى وماعدنا لبعض .
ثم اردفت بقسوه : تقدرين ترتاحين الحين !!!!
غادرت دون ان تقول اي كلمه اخرى ، ونظرت اسيل في إثرها والدموع تُغطي وجهها الجميل .
أطلقت شهقه عاليه وهي تهرول وتختفي بين جدران غرفتها الكئيبة التي تحملت دموعها الحمراء وحُزنها المرير لأشهُرٍ مضت .
*****
' و مضت بعضُ الأيام ,
كان يجلس بجانب خاله ومازال مصدوماً منذ ذلك اليوم الذي جاء به مع أسرته وخالاته اللذين اشفقوا على أخيهم وأخيراً ليخطبوا " نادين " لرعد .
يعلم ان الدُّنْيَا صغيره ولكن ليس لهذه الدرجة التي صدمته ، همس لخاله : تدري ما قد تخيلت انه زوجتك السريه بتكون في يوم من الأيام تقرب لزوجتي ، هذا وانا كنت ناوي امسح فيهم الارض على السوه في زوجتي بس عاد العين بصيره والايد قصيرة وهم صاروا نسايبك الحين .
ابتسم رعد دون ان ينظر اليه : خلاص فهمنا !!! كم مره بتقولي هالجملة عرفنا انه زوجتي تصير قريبه زوجتك ، وايه ماعاد بسمحلك تأذي اَهلها قدامي وانا اشوف واسكت ، مع انه بيني وبينك امها يبي لها قرصه إذن كل البلا منها !!!!!
تنهد فهد وهو يقول : ذيل الكلب اعوج ما يتعدل ولا رح تتعدل هالمَرَه ، المهم نكون مفتحين عيونا للبصير قدام .
أومأ رعد دون ان يهتم لما يقوله فعلقه مُغيَّب في مكانٍ اخر ، حيثُ توجد امرأته الشقراء التي تُشبه لُعبه " الباربي " .
ثم اخرج بطاقته حتى يتم عقد القِرآن والشوق يقتله حتى يراى باربيته بعد نضوجها كل هذه السنوات .
رفضت نادين ان تقوم بحفله ضخمه او زفاف واكتفت بعقد القِرآن في المنزل حتى تجتمع مع طفلها وحبيبها بأسرع وقتٍ ممكن ، كما ستُغادر معه الان وتترك طفلها عند ميرال بإصرار منها .
نظرت للمرآءة حتى تتأكد من زينتها ووجهها المُشعّ يبدو متوتراً فهي لم تره منذ سنوات وقد بدا لها مُتغيراً جداً بهيئته الصلبة وشخصيته التي اصبحت أشد قسوه وجبروت ، بينما في داخله لا يوجد من هو احنُ قلباً منه .
ابتسمت ساره لها بحُب وهي تقول ببشاشة : والله انك تجنين ورح تطيرين عقله ، ما يحتاج تناظرين نفسك !!!
نظرت لها نادين بحرج وهمست : عن جد ؟؟؟!
اومأت ساره وهي تنظر لميرال بابتسامه : اكيد حبيبتي ، تصدقي ما كنت اتخيل انه زوج ميرو رح يقرب لزوجك صدق الدُّنْيَا صغيره !!!
قالت ميرال بابتسامه : جد الدُّنْيَا صغيره ، ماصدقتّ لما قالي فهد انه خاله يكون زوجك قبل سبع سنين وانه ولدك عايش للحين الحمدلله يا رب مرررره فرحت لكم ، الله يجمعكم على خير يا رب .
قاطع حديثهم دخول سوسن لغرفه نادين وقالت بهدوء غريب عليها منذ تلك الليلة التي اكتشفت بها نادين الحقيقة : يلا يا نادين جوزك بيستناكِ تحت مشان لا تتأخري عليه .
اومأت نادين بجمود وهي تلتقط عبائتها وترتديها ، ثم نظرت لميرال : حبيبتي ميرو مو حابه اغلبك معي ، خلي فِراس يجي معي بخاف يعزبكم !!!!
قالت ميرال بإصرار : ولا يهمك حبيبتي ما رح يتعبني ، وانتِ عروس تفرغي لزوجك ولا تهتمي اتصلي باي وقت عشان تسألي عنه .
ابتسمت لها نادين بامتنان وهي تخرج خلف والدتها ، فهي تتعامل معها بطبيعيه وبعضُ الجمود ، وبالتأكيد لا تثق بها ولا تستطيع تأمين ابنها عندها للأسف لم تكن ترغب ان تكون علاقتها مع والدتها بهذه السطحية ولكن هي من أجبرتها على ذلك بعد ان عرفت كل شيء .
وسوسن لا تقول لها اي شيء او تُعاتبها فما فعلته من قبل ليس بقليل ولذلك هي لاتلوم ابنتها ان لم تثق بها لقد كُسرت تلك الليلة وأصبحت صغيرة في عين ابنتها بسبب شجعها وطمعها قبل سبع سنوات واستمر معها إلى الآن .
خرجت ميرال مع عمها وزوجته ويُرافقها فِراس ، نظرت بحُزن من نافذه السيارة إلى فهد وهو يتحدث مع والده ويضحك معه كما يُخلل أنامله بين خصلات شعره بحركه اعتادها واعتادت على رؤيتها وهو يفعل ذلك ، ويبدو ان الصُداع يجتاح رأسه ويُداري وجعه بابتسامته القاسية ، فهي تعرف كل حالاته التي يمُرّ بها !!!
يا الله كم اشتاقت اليه !!!! وكم تتمنى لو انها تُحرك أصابعها على رأسه حتى يزول ألمه كما اعتاد منها .
منذ ذلك اليوم الذي رمت به الكلام القاسي عليه وهو يُجافيها ولم يعد يُشاكسها كما السابق ويُحدثها بالامور المهمه بجفاف .
حتى انه لم يعد ينام في المنزل لقد اكتشفت بالصدفه انه يبقى في جناحه داخل القصر عند زوجته الاولى لتقتُلها الغيره وتنهشُ عظامها .
كتمت شهقاتها ودموعها حتى تصل للمنزل فليس الوقت ولا المكان المُناسبين للبُكاء .
يا الله !!! لقد غادر حتى دون ان يهتم بإلقاء نظره عليها ويطمئن على حالها وهي ماتزال تنزف الدم بسبب ضُعف حملها و التصاق مشيمة طفليها برحمها .
نعم !!! انها تحمل طفلين ولم تستطع ان تُخبره بسبب جفاءه معها .
عادت للمنزل ودخلت إليه بهدوء حتى تُطعم فراس وتجعله ينام بهدوء ، وتتفرغ لحُزنها بدونه
*****
زفر نفساً عميقاً وهو يُقاوم قلبه من ان يُلقي نظره عليها في سياره والده ، حبيبته القاسية المُجبره على العيش معه !!!! يُرِيد ان يُحررها منه حتى لا تكون مُجبره عليه وفي ذات الآن لازيستطيع التفريط بها ، لا يقوى على تركها وتحريرها .
كان يتوقع الأذى والمرار من الجميع عاداها هي لم يتوقع إطلاقاً ان تؤذيه بهذه الطريقة !!!!
فهي لم تكن قاسيه هكذا ابداً .
عاد إلى القصر والصُداع ينهش رأسه ، لقد اعتاد النوم بالغرفة الثانية المرفقة بجناحه داخل القصر ولم يعد يحتمل مُجاوره دينا الفِراش فهو ينفر منها يوماً بعد يوم ، وهي تبدو سعيده ومنتشيه بوجوده حتى وان لم يقترب منها وكأنها شعرت بالخلاف بينه وبين ظبيته الصغيرة وتتشمت بهما .
اسند كفيه على طاوله الزينة وهو يهدُر انفاسه من التعب .
وفتح درجها الاول والتقط المُسكن الذي يعرف بوجوده دائماً هنا ، فتحه والتقط حبه يتيمه من العُلبة وتفاجأ من حجمها الصغير ، فهو يعرف حبوب هذا المسكن لقد كانت اكبر من ذلك حتى انه لم يَكُن شكلها .
نظر على الحروف المكتوبه عليها والتقطتها عينيه الثاقبتين ليبحث عنها في مُحرك البحث في هاتفه ، وتتسع عينيه بصدمه وذهول شديد وهو يتعرف على هذه الحبوب " حبوب منع الحمل " .
لقد طُعِن كثيراً من زوجاته وتحملهم جميعاً وتجاوز كثيراً عنهم ، ولكن إلى هنا وينفذ صبره .
فهو لم يعد يتحمل المزيد !!!
يا الله !!! انه بشر .. مُجرد انسان لا حول له ولا قوه .
يحمد الله انه لم يفقد عقله بعد كل ما حدث له وانه مازال يقف على قدميه بصلابته دون ان يخُرّ صريعاً .
التفت بعُنف وهو يسمع صوت ضحكات وقهقهات مغناجه تصدُر عن دينا
اثارت قشعريرته كلماتها النفاذة و المسمومة التي وصلت إليه وانصهرت كانصهار الحديد في أذنيه .
: ههههههههه ، لا ماعليكِ يختي وش ابغى فيه اصلاً متحملته بالغصب ما يمر من حلقي لولا فلوسه كان هربت من زمان ، ولا وش اليخليني أخذ حبوب منع الحمل ، ما ابغى شي يربطني فيه وشكله متهاوش مع الغبية الثانية ومتكي عندي ... لا هو الحين مع خاله رايح يتزوج الشايب على اخر عمــ .......
لم تُكمل باقي كلامها وهي ترى عينين مُخيفتين جاحظتين تنظران لها بحقد اعمى .
صرخت بُغته ولم تشعر به عندما انقضّ عليها وخرّ الهاتف من كفها على الرُخام بعُنف دوى في ارجاء الجناح البارد و شعرها يكادُ يُقتلع من جذوره .
همس بقسوه وغِلّ : ما في ولا وحده مُجبره انها تعيش معي فاهمه يا الحيوانة ، ولا وحده تغصب نفسها على العيشة معي وتتحملني !!!! انا في في غنى عن كل الحريم بحياتي قرفت منكم ومن قذارتكم وخداعكم .
كانت تتألم بقوه وتتأوه بقوه وفي كل حرف ينطقه يشُد شعرها اكثر ويهز رأسها حتى شعرت بدماغها يرتج داخل جُمجمتها .
القاها بعُنف إلى الارض وعيناه مُتوحشتان كما لم تكونا من قبل وصرخ بها : قومي يا الوسخة وانقلعي عن وجهي انتِ طاااااااالق هالمره ماعاد فيها رجعه يا الكلبة .
اردف بقسوه : لا تظني انه الموضوع انتهى هنا !!!! رح اخليكِ تندمين على الخمس سنوات الجلستي فيها هنا وانتِ تستغفليني وتاخذي حبوب منع الحمل من وراي هالمره ما رح اخلي حقي يضيع هدر .
نهضت بتعب تتأوه بألم وشعرها يُؤلمها حتى خرجت بعض الخُصلات بين أصابعها ، وهمست والشياطين تُحيطها من كل جانب : بطلع ، لاتخاف وماني ميته على العيشة معك ، بس تدري انا رح احرق قلبك حرق على الاخذتها زوجه عليّ وبخليك تندم على العيشه المرار العيشتني فيها ، قرييييييييييييب .
قال بقسوه وهو يُبْصق في وجهها البشع من الحُقن : طوليها برجولك لو ما قدرتِ تطولينها بإيدك يالقذره ميرال لو حاولتِ تقربين منها او من طفلي وقتها انا الرح احرق لك حياتك وحياه اهلك كلهم البلوني فيكِ ، بمجرد طلعتك من القصر مالك رجعه له وأغراضك الوسخه برميها لكِ مع العاملات ، والحين انقلعي ولا توريني وجهك بعد اليوم !!!!
صرخ بالكلمات الاخيره بصوت مُجلجل ، حتى خرجت والشياطين تتقافز امام عينيها ووجها يتغضن بابتسامه شبحٍ شرير .
خلل أصابعه داخل شعره وهًو يضغط على عينيه بشده لتبدأ معه عثرته الأخيرة وتتقاذف عليه كلماتها القاسية وتطعنه بسِهامها .
" ما رح اسامحك ابداً ، ما توقعت انك مؤذي لهاذي الدرجة ، انا مجبوره أعيش معك ، الله يصبرني على الحياه معك ، طلقني ماعاد ابغى أعيش معك "
لم يعد يتحمل .. لم يعد يحتمل كل هذا الغدر والطعنات التي توجه له مِراراً وتكراراً سأم هذه الحياة وسأم هذا النبذ الذي ينبذونه به حتى وصل إلى درجه ان يحرموه من اطفال تمناهم مُهجهً لقلبه .
دفع قبضته إلى الحائط بقوه يُفرغ به غضبه وكم تمنى ان يُفرغه بتلك الحقيرة .. القذرة التي خرجت للتو واللحظة .
تجرحت قبضته وغطتها الدماء حتى شوهت كفه السمراء القاسية ، وهبط عتبات الدرج حتى يُصفي آخر عثره بقيت في طريقه وينتهي منها .
،
كانت تجلس في مُنتصف فِراشها وتضم رُكبتيها الى صدرها ، وهي لا تتوقف عن النحيب منذ عده ايام ، عندما جرحت فهد بكلامها القاسي وآذته وآذت قلبها معه قبل ان تؤذيه هو .
يا الله منذ متى اصبحت بهذه القسوة ؟؟؟! لطالما كانت زوجه خالها تؤذيها دون ان تستطيع فتح فمها بكلمه حتى ترد عليها ،
منذ متى تشبّعت بها هذه الأذيه وانعدام الضمير ؟؟؟! لقد أدركت انها كانت تستمد قوتها من قوته التي يهابها الجميع فهو وحده كان مصدر هذه القوة التي اكتسبتها منه لتُقلب عليه الطاولة .
قلبها يؤلمها تشعر بأنها تتجرد من ذاتها ، وهي لا تُرِيد ذلك لا تُرِيد ان تتجرد من روحها ونفسها .
هل هانت عليه كل هذه الأيام حتى لا يطمئن على حالها المُتعب بدونه ؟؟!
عندما تتشجع وتجمع رباطه جأشها حتى تذهب وتعتذر اليه يصُدها جفافه وجلافته فتشعر ان قواها تنهار امام صلابته ......
قاطع استرسال أفكارها ، دخوله المُهيب لا تحتاج ان تراه لتعرف انه دخل ،
وهي تشتم رائحته الفاخرة وتشعر بالغرفه تضيق بها فور ان يدخل .
رفعت رأسها إليه بلهفه بينما كان وجهه صلب التعابير وعينيه باهتتين وتبدوان حزينتين .
يا الله !!! كم باتت ملامحه القاسية بلا اي تعابير .
فغرت شفتيها ليخرُج من بينهما هواء صاخب ارادت ان تتكلم ان تعتذر ولكنه أوقفها هذه المره بكفه حتى تصمُت وصمتت للمره التي لا تعرف عددها .
وجلس على الاريكة ليقول بجمود : تعالي اجلسي في شي مهم بقوله .
لم تشعر بقدميها وهي تتحرك لتجلس امامه على طرف السرير وبين ساقيه وساقيها مسافه قصيره .
بدأ يتكلم ويقول يُرِيد تفسير لها كل شي حتى لا يبقى لها اي عُذر : طليقتي الاولى ، طلقتها لانها فاسخه الحيا من البدايه ، وحبيت اقطع راس الحية من اولها ، وعلى فكره اَهلها عرفوا سبب الطلاق وحاولوا معي عشان أرجعها بس كانت رح تتعبني لو رجعتها ، وبعدها مادري ايش الصار وليه ماقالوا لباقي اَهلها عمامها وخوالها بالسبب ؟؟؟!
ازدردت ريقها وهمست بغصه : كنت تقدر تغيرها بدون لا تطلقها حتى لو حتتعب معها كانت حتتغير .
ابتسم بقسوه وهو ينظر لها : دينا معي من خمس سنوات وعلى فكره هي مثلها ، بس اهون بشوي على الأقل دينا ما جتني في شهر العسل وبتطلع معي بملابسها القصيرة بدون عبايه او حجاب مثل الاولى .
سألها بجفاف : قدرت أغير دينا وأخليها مثل ما ابغى هالخمس سنوات ؟؟؟!
اجاب بنفسه عندما رأى صمتها : لا طبعاً هي حتى من وقاحتها دخلت اَهلها بينا عشان لا أكلمها بموضوع النقاب على فكره عشان كذه تشوفينها كاشفه وجهها وكسرت كلمتي ، ومع ذلك مخليها معي لا طلقتها ولا أذيتها بضرب و لانها الثالثه وما كنت ابغى انهي حياتي بفشل .
همست له بألم : يعني زوجتك الثانية هي ام ولدك التوفى ؟؟؟!
قال بقوه وصوت مرتفع : طليقتي ما هي زوجتي ، تدرين هي وين كانت في اليوم التوفى ولدي ؟؟؟!
اجاب بسُخريه مره اخرى وهو يُشتت عينيه بأرجاء الغرفة عندما رأى صمتها : ما تدرين طبعاً !!! ليه أسألك ؟؟؟!
نظر لها وأردف بقسوه : أبشّرك كانت مسافره ، مسافره بدون حتى لا تستأذن مني كان معها جدول رحلاتي دايماً من الحرص الزايد وتعرف متى ارجع ومتى أغيب ، ووقتها المفروض أكون اسبوع في أوروبا ، بس صار ظرف طارئ لصديقي وتبادلنا رحلاتنا ورجعت ودخلت القصر ولقيت ولدي يطفوا فوق المسبح وكان ميت في وقتها وطلعت منه الروح ، والعامله حاطه السماعات بإذنها ولا هي بحوله .
غصّت حُنجرته بألم وهو يقول : وعرفت انها خلت الولد مع العاملة وسافرت بنفس اليوم ، والله اعلم كم مره سوت هالحركه ، طبعاً هذا عذر وحيد اقدر أطلقها عشانه ما يحتاج اقولك عن اهمالها لكل شي بحياتنا ، وابتليت بدينا بعدها .
نظر بقسوه لها ليقول بصوت غادرته الحياه : وعلى فكره حتى دينا طلقتها قبل شوي الطلقه الثالثه وحرّمتها عليّ !!!! وقبل لا تتهمني بكلامك المسموم ، اليوم ولأول مره اكتشف انها خمس سنين تاخذ حبوب منع الحمل وانا الماكنت حتى افتح معها الموضوع عشان لا اجرح كرامتها .
وضعت كفها على فمها بصدمه مما سمعته ودموعها تتساقط على وجنتيها كخرير الماء دون توقف ، كان قاسياً جداً وهو يصف مشهد موت طفله الصغير ، قاسياً جداً وهو يذكر لها سبب طلاقه لدينا ، قاسياً جداً على قلبها ان تكتشف بأنها ظلمته وظنت بأنه معدوم الضمير ، قاسياً جداً ....
نظر لها ببهوت وهمس لها بلُطفٍ مُخيف : عرفتي الحين ليه قلت لك من قبل انك مختلفه عنهم كلهم ؟؟!
أومأت برأسها دون ان تستطيع التكلم وهي تنتحب بألم .
اردف بنفس اللُطف المُخيف : كنتِ مثل الغمامه البيضا الجت فوقي وتحميني من حراره الشمس ، كنتِ نعمه في حياتي مع انه ما كان ودي اتزوج مره رابعه لانه فقدت الأمل بحياتي انها تتحسن لولا اصرار جدتي آخذك .
ازدردت ريقها وهي تشهق بألم وتنظر له وعينيها مُحمرتان من النشيج المتواصل لعده ايام ، وأردف هو بحُزن : كُنتِ نعمه لي ولحياتي ، بس ما قدّرت هالنعمه ورميت عليكِ الكلام قبل شهور بسبب ثقتي المتزعزعة بالحريم وظلمتك وانتِ كنت البريئه في كل القصة ، يمكن جا الوقت الأحررك فيه مني ومن عُقدي زي ماطلبتي مني اني أحررك ، جا الوقت الأبعد فيه عن حياتك وبياضك ما ودي انك تكونين مجبوره على العيشة معي ، ما رح تكونين مجبوره !!!!
عانق وجنتها بكفه القاسية ويهمس بغضه والكلام يَخْرُج من حنجرته كالسكاكين التي تجرح حلقه : انتِ تستاهلين انسان صافي ماله ماضي وعُقد مثلي ، انسان افضل مني وما يأذي مثلي وماتكونين مجبوره عليه ، انسان مامرّ عليه حريم من قبل ، انسان لو حاول يقرب منك بقطعه قبل لا يفكر يلمسك ، بس لا تخافين رح احاول ابعد عنكم عشان لا أأذيكم .
ابتلع ريقه ليجرح حنجرته اكثر وأكثر ويهمس بغصه كلمه اعتاد قولها وأصبحت خفيفه على لسانه : انتِ ، طااااا ...
|