لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-15, 03:35 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد:

 
دعوه لزيارة موضوعي



كانت شارده بهمومها التي تحتفظ بها في قلبها , الذي يتجرعها رشفه رشفه حتى أصيب بالصديد والجفاف ولم يعد يأبه ,
أُجفلت على أزيز هاتفها برساله , القت نظره عابره متجاهله الرساله .
وفجأه انتابها الحنين لنبره صوته , خشونته , حتى وان كان يتجاهلها كالعاده , يكفيها أنها تحبه حتى لا تتخلى عنه ,
وإن كان بالـ ............ .

اغلقت الآله الموسيقية " الجرامافون " .
ويديها تحتكان بتردد , لتستقرا اخيراً على هاتفها وقد حسمت قرارها , وضغطت أرقاماً تحفظها عن ظهر قلب ,
بللت شفتيها بتوتر إلى أن خفق قلبها بشده كما لم يخفق , لحظه سماعها صوته الرخيم .
قالت بغنج ودلال كطبيعتها دوماً , لا تستطيع التخلي عنه
: الووو .

صوتٌ على الطرف الأخر قال متنهداً بيأس
: اااه أسيل هاذي أنت , يا بنت الحلال كم مره قلت لك لا عاد تكلميني , حراااام هالتسويه خلاص تراني متزوج وأحب زوجتي و بديت أطفش من ازعاجك وساكت عشانها وعشان ابوك واخوانك .

قالت بعناد مُدلل , دون أن تأبه لأي شيء

: عادي تقدر تطلقها أنت كنت حبيبي أنا أول مو حبيبها هي انت انقهرت مني عشان كذه رحت تزوجتها , وقلتلك قبل وبقولك الحين , أنا اااااااسفه غلطت كان لازم أوافق عليك بس خفت من الزواج .

سحب شفته السُفلى تحت اسنانه , يقول بصبر

: هي الحين صارت حبيبتي والبينا انتهى من زمان , وياليت ما اسمع صوتك أبداً أنت رفضت تتزوجيني من قبل واحترمت قرارك وانه كان حب مراهقه , بس انا ما كنت لعاّب وكنت فعلاً ابغى اتزوج وطلعت لي اختك , والحين احنا مبسوطين مع بعض ما يحتاج اقولك وش بسوي فيك لو حاولتي تخربي بينا .

قُطع الصوت فجأه , واختفى صوت من كان حبيبها يوماً , لم تعد تسمع إلا صوت ارتطام المطر بكل شيء حولها .
نظرت ببهوت عميق حولها , ثم ليديها اللتان تتشبثان بالسور ,
هل هذه القطرات عليهما , هي دموعها ام أن السماء تنتحب بدلاً عنها ؟؟!
مدت احدى يديها لوجهها تتحسسه بألم , لقد كانت تبكي حقاً !!!
هل خسرت هذه المعركه , وكل شيء بها ؟؟!
هل هي في معركه مع شقيقتها حقاً !!!!
أم أن غيرتها هي التي تُشعل الحقد في قلبها الأسود ؟؟!
اشتعلت جمرتيّ عينيها بتصميم وإصرار , على أن تنال من كان لها يوماً , فهي لا تتخلى عن أملاكها ببساطه .

أطلقت تنهيده عميقة , وجمعت شعرها بكلتا يديها مُصممه أن تنفذ خططها ,
وحررته مره واحده ليتناثر كشلال على اكتافها ودخلت إلى المكان الذي ستبدأ تنسج به أفكارها و خططها الشريره

*****

في جهه اخرى , وقد توقفت الأمطار الغزيرة عن الهطول , بعد أن سقت الأراضي الجرباء الظمأه , والصحراء القاحلة .

كان يجلس على حافه السرير المُزدوج , يسند مرفقيه على ركبتيه ويضع راسه بين يديه .
والهموم تكالبت عليه كما هطل المطر للتوّ .
أخت زوجته الصُغرى , تباً !!!! لقد كان يتحدث معها قبل سنوات , عندما كانت في المرحلة الثانوية , كان جاداً عندما أرادها فقد فتنته بصوتها رغم انه لم يرها كثيراً في ذاك الوقت , وغضب منها فقد رفضته بعنهجيه عندما تقدم لخطبتها .

كل ما يخاف منه الآن ان ينساق خلفها , كما انساق من قبل على سحر صوتها , هو واثق من نفسه ومن حبه لزوجته , ولكنها تضغط عليه كثيراً , أكثر مما ينبغي .

دخلت عليه زوجته , ابتسم لها فور رؤيتها ,
وتذكر ذلك اليوم الذي رُفض فيه من أختها وهو بطريقه لخطبتها وكانت عائلتها تعلم أنهم قادمون لخطبه إحدى بناتهم ,
لتخرج له هي كالملاك بنعومتها وتسحره سحراً لا يعرف ما ذا يكون ؟؟!! ,
سٍحراً جعله يقول لوالده الذي صُعق ان من يريد خطبتها هي ريما , رغم انه اخبره من قبل ان من يُريدها هي أسيل .

نظر اليها مُطولاً , جعلها تتنحنح خجلاً من نظراته الجريئة , على قميصها الشفاف بلون الليلك .
فهي متزوجه منذ اربع سنوات , ولديها اروع طفلين في العالم , وماتزال تخجل من غزله الصريح ونظراته الوقحة لها .

هبّ واقفاً على قدميه واتضحت بنيه جسده العادية , فقد كان
طويل القامه , ممتلي ولكن ليس ذلك الإمتلاء البشع ,
له شعره خفيييف جداً وخشن الملمس .

تقدم نحوها أحاط خصرها بذراعيه ساحباً إياها إليه عنوه , واعاد شعرها خلف اذنها بأطراف انامله القاسية ,
واستنشق عبيرها الطبيعي الذي ادمنه حتى النُخاع , وهمس بأذنها

: صايره محلوه هالأيام وش عندك ؟؟!! .

دفنت رأسها بتجويف عنقه بخجل
: افا عليك !!! بس هالأيام .
زياد بشجن
: إلا كل يوم تزيدين حلا وسُكر , او من شوقي لك أشوفك حلا .

*****

كانت عائله الياس تحمل الحقائب للسياره , استعداد للذهاب إلى المطار
وكانت ميرال تودعهم بالشارع بحجابها الأنيق , تقدمت نحو خالها الذي عانقها بعنف يشتنشق رائحتها التي سيشتاقها وهو يهمس لها بإذنها , رابتاً على كتفيها بحنان

: سامحيني يا بنتي , قصرت معك كتيير وما حافظت على الأمانه الوصتني فيها إمك , نفسي كنت اخدك معي بس بتعرفي سوسون
ـ وبحرج من ضعف شخصيته امام زوجته ـ
وانا مافيني اعمل شي .

كانت تعلم حرج خالها من حياتها معه ولكن الحياه بقربه وهو من رائحه والدتها كان يُريحها كثيراً ويجعل قلبها آمناً مُطمئناً , ردت عليه بحنان يفوق حنانه

: ولا يهمك يا خالو انت ما قصرت معي , ومن حقك تروح انت واهلك تتمشوا بدون أغراب معكم وانا بنتظركم .

على الأقل هي سترتاح قليلاً , لان زوجه خالها لن تكون موجوده لإيذائها لمده من الزمن .

عانقت نادين مودعه إياها وهي تقول لها بوداعه

: انتبهي على نفسك باربي , تمام وانبسطي كثر ما تقدري .

دمعت عينا نادين من ذكرى قديمه , قديمه جداً , وقالت بحزن , وابتسامه باهته من هذه الذكرى الجميلة

: طيب رح انبسط ان شاء الله , بس الله يخليك لا تحكيلي باربي بتزكر شي ما بدي اتزكره .

عضت ميرال شفتيها وقد نست الأمر تماماً , لتقول معتذره
: اسفه حبيبتي ما كان قصدي اذكرك .
نادين بلطف : ولا يهمك حبيبتي , يلا الله معكوانت كمان ديري بالك على حالك سُكرتي , تمام .

كانت ميرال تُقبل ابن خالها الصغير بشغف لأنها ستشتاق اليها , ثم وقفت تلوح لها
: تمااااام .

وعندما غادرت سياره خالها ودَعَتْ الله بسِرها ان يحفظهم ويُعيدهم سالمين .

ارادت الدخول للمنزل , فهبتّ ساره بوجهها تقول بمرحها وحيوتها المعتاده

: على وين ؟؟! على ويين ؟؟؟! يا المزه مافي تروحي هناك من اليوم لين يجوا بيت عمي الياس بتباتي عندنا ليل ونهار , وبدون أي كلمه وانت ساكته .

قالت مذعوره من الفكره وهي مُحرجه للغاية

: لا مستحيييل ماقدر مره استحي من ابوك واخوك تكفين خليني ببيتي ارتاح احسن لي ولكم وبجي عندكم كل يوم لو تبين .

ساره

: مالي دخل والله ابوي عصب من عمي الياس ليه ما اخذك , و قال والله مالها مبات الا عندنا , واذا على عبود بروح استراحته مع الشباب وبيجلس عندهم يعني عادي بنفل ام امها .

ميرال بأسى

: ياقلبي ماودي اضيق عليكم , تكفيييين .

ساره

: مع نفسك يا بنتي انت أختي الثانيه , واحنا الطالعين وانت الداخله , وش تضيقي علينا ذي ماعاد اسمعها منك ولا زعلت , تعالي حتى شرووووق مشتاقتلك تموت فيكِ وغاثتنا كل يوم تبي تشوفك , يلا خذلك عاد الحين بتنهبل علينا بس تدري انك بتباتي عندنا .

ميرال وقد غمرتها العاطفة ودائماً ما تعبر عنها بدموعها الرقيقة الشفافة , قالت بتحشرج

: يا حبيبتي يا هيّ وانا اموت فيها معزتها بمعزه خالد والله , تسلمي يا ساره ما اعرف وش اسوي لو أنك مو موجوده بحياتي كان زمانها باهته وبلا ألوان .

ساره : يلا يلا تعالي عاد , لا تشعري علينا الحين من العاطفه القويه النزلت عليك , عبود شاري بلايستيشن جديد خلينا نروح نلعب فيه ونخربه له .

*****

جسدها الغضّ ممد في منتصف السرير الوثير ,
والقدمين عاريتين ناعمتين تتأرجحان للأمام والخلف , يلُف ساقيها سِروال من الجينز الفاتح ,
وتتحرك اصابعها الأنثويه بخفه على أزرار الحاسوب المحمول , وتدردش مع ابنه خالها اسيل , نسختها الأنثوية المختلفه عنها فكرياً .

قالت ملاك تتمطى بكسل

.", تكفيييين " مررره طفشانه خلينا نطلع شوي نغير جو
ردت أسيل بعنهجية
" وين نطلع قلتيها اجازه وطفش على الاقل ايام الجامعه كنت متسليه ببنت الفقر وانا اذلها " .
رفرفت اهداب ملاك قائله
اوووه صح هذيك ايش صار عليها يوم كبيتي عليها الكوفي , مسكييينه تبهذلت بهذله ما لها اول ولا تالي " .
ردت ببساطه
" ماشفتها من يومها غابت ول عاد جت , والحين اجازه , يعني فلتت مني الوقحة " .

ثم اردفت بارتخاء

" ماعلينا المهم يلا قومي خلينا نطلع أي مكان نغير جو بدل الكآبه هالشرقيه مافيها شي , اخ بس لو اهلي يخلوني اسافر لحالي مع صديقاتي , بس عليهم مخ اعوذ بالله " .

لوت ملاك شفتيها

" " طيب تمريني ولا امرك

اسيل

" عادي مو مهم نلتقي هناك عشان لا نضيع وقت ونرجع مع بعض وكلمي عبير بعد تيجي معنا عشان نفلها " .

قالت بحماس

" اوك " .

قفزت من السرير , يغمرها الحماس لمتاع الدُنيا ,
خاصه انها مُتواعده مع أحد الشُبّان , لم تخبر ابنه خالها بذلك لأنها سترفض بقوه ,
أسيل , ربما هي مغروره ذو كبرياء لا تنزل من برجها العاجي , تُهين الصغير والضعيف والأقل منها , تظن نفسها قويه بالسلطه والثروة التي تمتلكها ,
ولكن عند الشباب هي لا تتجاوز حدودها تظن ان الأمر مجرد سخافات والأدهى أنها كانت ايام المُراهقة تتحدث كثيراً مع الشُبان وتوقفت فجأه , وحل عليها نعمه العقل ,
حتى وان كانت مُبتذله بلباسها وحجابها .

اخرجت عبائتها السافرة التي خصصتها للتسوق , ولم تنسى ايضاً بعض مساحيق التجميل لتزيد من جمالها , حملت حقيبتها الصغيرة وهرولت على عتبات الدرج .

وهذه ملاك وحياتها التقليدية المُعتادة دوماً ,
الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات متناسيه أن
وان دارت الدُنيا على أعقابها .

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 28-06-15, 03:02 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد:

 
دعوه لزيارة موضوعي



لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل الثالث


شقه متواضعه تم بنائها على طلب الجده لتأخذ بها راحتها بعيداً عن أجواء القصر الكئيب كما تُسميه ,
كانت تعشق ومازالت تحب البساطة , لا تهمها حياه البذخ بعد هذا العمر الطويل .

كان فهد يزورها بإستمرار للإطمئنان عليها , وان لم يستطع حين يكون في عمله مُعلقاً بين السماء والأرض , فهو يقوم بتوصيه الأقرب إليها
لايُنكر أنه يجد روحه المفقوده هناك , بين حنايا الجدران المُعتقّة ,
عندما يدخل إلى هذه الشقه تختفي من أمامه المظاهر والمُجاملات وحياه البذخ , ويستمتع بحديث جدته الذي يُدواي جروحه , شفتيه لم تعرف الإبتسامة الحقيقية إلا في هذه الشقة .

كانا في هذه اللحظه يتحدثا عن الماضي الجميل , تحكي له عن جده وكيف كان شُجاعاً , شامخاً لا يكسره شيئاً , لم يستطع أن يقضي معه أيامه الأخيرة قبل أن يتوفى , اشغلته دراسته في الخارج لسنوات مع ابن عمه .

قالت الجدة بحنين للماضي تتجاهل منه جزء قد شطر قلبها لنصفين ومازال يُدمي قلبها وينزف بلا رحمه , وعيناها المُجعدتان تشرد امامها

وابد ياوليدي هاذي حكايه جدك , اطباعك مثل اطباعه حتى أحياناً حركات يدك وجلستك مثله بالضبط , كان مِقدام وهايج بالزووود , بس انت تفرق عنه ان قلبك طيب يعرف الحنان , اما هو الله يرحمه كان قاسي , وبسبب هالقسوه بقت لي حسره بقلبي .

عقد حاجبيه بغير اطمئنان مما يسمع
: وش هالحسره البقلبك يمه ؟؟! , الحين مارح يهنالي بال لين
أعرف و أخلي ذا الحسرة تروح وماعاد ترجع .

دمعت عينيها ولكنها لم تسمح للدمع أن يهِل من مُقلتيها
: ما تقدر يمك ما تقدر , لو أحد يقدر كان من زمان راحت ذا الحسرة .

تغضن جبينه , وضرب قبضته على أضلاع قفصه الصدري , يقول بقوه وفخر باسمه ومكانته كما كان جده
افا بس , انا فهد بن سلمان , مافي شي يأذي روحي وما اقدر عليه , يمه .

ابتسمت على حميته , وقالت تتنهد
: والنعم والله بهالراس يا وليدي , تقدر ترجع عمك الميت من قبره .

عقد جبينه أكثر حتى تشنجت ملامحه , وهو يتذكر عمه المتوفي , الذي غضب عليه جده منذ زمن طويل
: استغفر الله , حاشى .

هزت رأسها بأسى , وهي تحرك خرزات مسبحتها تُتمتم باستغفارها , وأجفلت من الهواء المندفع من الخارج مع دخول حفيدها الثاني , بمرحه الذي لا يكون إلا هنا في هذه الشقة .

قال فيصل بنشاط وحيويه تشع منه بعد أن القى السلام وتم الرد عليه , يوجه كلامه لفهد
" : له له له يا السلنتح " قليل الادب
, قايلك اني بجي تقوم تسولف مع جدتي حبيبتي وتسحب عليّ .

الجده بغضب تغضن وجهها , وهي لا تسمح لأحد أن يتطاول على حفيدها المفضل
: اقطع يا السربوت تقول عن وليدي سلنتح يا الصايع .

فيصل يُمثل الدهشة
: افا الحين انا صرت سربوت وصايع بعد , يعني سبع سنوات دراسه حق الطب , وبعدها ست سنوات تخصص أعلى شي يعني ست سنوات وأصير صايع , وش خليت للسرابيت .

الجده وهي متحامله عليه , لأنه مشغول بعمله ولا يجد الوقت الكافي للجلوس معها
: ايه هماك اقولك تزوج تزوج عشان تركد في الديرة , وانت ماغير تسربت من ديره لديره ومسوي دختور , وانت ماعندك ماعند جدتي يا القطوع .

رفع فهد رأسه للسقف يضحك على ابن عمه الذي شاركه الضحك , وكأن الجده لم توبخه للتو , وقال يقبل جبينها بحنان

: أبشري يا الغاليه حقك عليّ تزعلين وأنا مقصر معك , بس ها جايب لك البشارة وبدخل القفص الذهبي وبركد بالديرة وماني مسربت بعد اليوم !!! .

الجده بدهشه , لم تفهم ما قاله
: انت وش تخربط انت وتبربر على راسي ؟؟!! , وش قفصه ذا ؟؟؟! .

نظر فهد لفيصل نظره لم يفهمها غيره , وكأنه يسأله " هل انت جاد أم انها مزحه من مزحك السخيفة " , وأومأ له فيصل بأنه جاد , ثم همس له
: اقولك السالفة بعدين .

أومأ فهد برأسه , ثم رفع رأسه يقول وهو ينظر لفيصل ببعض التوتر , طالما انه اخبر جدته اولاً , فهذا يعني انه يطلب مساعدتها وعائلته لن تقبل بالعروس التي يُريدها
: يمه فيصل قصده أنه بيتزوج .

قالت الجده بفرح , وظهرت على وجهها التغضنات عندما ابتسمت
: انت تقول الصدق ولا تكذب علي عشان لا اهول فيك .

فيصل بإبتسامه , وهو يستعد لتفجير قنبلته
: لا والله اني صادق يكفي لعب , وجاي بعد ابي فزعتك يوم أخطب البنت الأبيها .

الجده بتعجب قالت
: هو وشوله تبي فزعتي , قول لأمك تخطبلك وبتجيبلك الزينه التنفعك وتروق لها .

فيصل بجديه صادقه
: لا ياجده , امي ادري بتخطبلي وحده ماصخه وملكعه وفاسخه الحيا , وبعد لازم تكون من مستوانا ولا ما تروق لها .

الجده باستفسار
: وش مستوانا ومو مستوانا , وليين والتبيها وش ملتها ؟؟!! .

فيصل بتحفز
: بنت من هالبنات يمه أهلها مامعهم فلوس واجد يعني مثلنا , وامي اكيد بترفض .

الجده لوت شفتيها بضيق
: يعني عشا مامعها فلوس مثلنا بترفضها , ولييين وش ذا الناس كل همها الفلوس ومتاع هالدنيا ماعاد به ناس عاقله وانا اشهد ؟؟؟! .

أسبل فيصل اهدابه مُتحفزاً للقنبلة الأخطر , فتح عينيه بتصميم
: بس يا جده في شي ثاني رح يخليها ترفض بقوه .

ركّز فهد والجده بما يقول متأهبين , وقد شعر فهد بمرور عاصفه هوجاء , وصُعق عندما أردف فيصل
: هي ضريره وهالشي ما رح يعجب أمي ولا أبوي .

تصلّبت ملامح الجده , كما تشنج جسدها الملئ بالتجعدات , كما قالت بجمود
: فهمت عليك , بس أنت متأكد من قرارك ؟؟! وفكرت زين ؟؟! ذا زواج وعشره يا ولد مو لعب عيال , ولازم تعرف انه انت البتداريها مو هي التداريك .

فيصل وهو يؤكد كلامه وواثق منه , لا يعرف لماذا ؟!! هو أيضاً مُتعجب من قراره !!! , كان يستطيع حمايتها دون ان يرتبط بها , لكن هناك شيء ما لم يستطع تفسيره يجذبه لها جذباً , وماذا عن ابنه عمته ؟؟! لم يعد يفكر فيها كما في السابق
ايه متأكد ومصر أبيها , وبتتعالج قريب اصابتها كانت نتيجه حادث , وتحتاج عمليه .

هزت الجده رأسها بتفهم
: طيب , طيب بس عساها بنت ناس يا رب , لا تضايقك ولا تأذيك .

نظر له فهد بنظرات صامته مليئه بالتساؤلات , رافعاً حاجبه المشروخ , أومأ له فيصل .
...

دخل سعد وإيمان فجأه لرؤيه الجدة كما العادة , وتفاجئا بوجود ابنهم وفهد هذا الوقت , عقد سعد حاجبه قائلاً
: يا حيّ الله الشباب !!! , شعلومكم وش مسوين ؟؟!! .

انتفض فيصل على قدميه يُقبل رأس والده , ثم انتقل تلقائياً لوالدته
ثم قالت إيمان بأنفه , اثارت اشمئزاز فهد
: هلا والله حبيبي , كيفك وش مسوي ؟؟!
ـ التفتت إلى فهد بابتسامه ـ
وش اخبارك فهد ؟؟! وأخبار زوجتك .

رد عليها باقتضاب , ونظراته يُشتتها في الأرجاء
: طيبين الله يسلمك .

لم يكن مرتاحاً بالجلوس وزوجه عمه معهم فانتفض واقفاً , وقد استأذن باحترام للخروج .
لقد اعتاد على ألا ينظر للنساء حتى وإن كُنّ محجبات كزوجه عمه , لقد كان دوماً مُحافظاً ولا يقتنع بالحجاب وشديد الغيرة على نسائه , لطالما تشاجر مع زوجته و أخواته بسبب هذا الموضوع , فرسيل من احترامها له خضعت و قبلت ما يُريد , وأما أسيل فقد تمردت وثارت وفي النهاية تدخل والده وجعله ينفذ ما برأسها من دلالها عليه , و زوجته حطمت الرقم القياسي في عصيان اوامره فقد أدخلت عائلتها , ولم يتدخل بحجابها بعد ذلك اليوم .

قال سعد بمرح أورثه لابنه فيصل
: خير ان شاء الله وش كان عندكم باجتماع مجلس الأمم .

فيصل بارتباك لم يظهر عليه
: ابد يا الغالي بس ماودك تشوف عيالي , قررت أتزوج .
قالت إيمان بسعاده , وقد حرّرت حجابها , بعد خروج فهد حتى يتنفس شعرها
: أمانه من جد يمه ولا تمزح مثل مزحك السامج , عندي لك خوش عروس تقول للقمر قوم أجلس مكانك .

قال فيصل ينظر لجدته
: مابيها تشبه القمر يمه .

قطب سعد جبينه وهو يرى النظرات بين والدته وابنه , وقد شعر ان ابنه يُخفي مصيبه تعلمها امه وسيفجرها الآن , فقال بصرامه حاده
: فيصل , انطق مثل الرياجيل وقول مين هي التبي تتزوجها ؟؟؟! .

زفّر فيصل نفساً خشناً , وقال مستسلماً دفعه واحده , حتى يكون وقع المصيبة أخف
: مريضة أعالجها يبه على قد حالها
ـ أطرق برأسه حتى لا يرى نظرات والديه ـ
وضريره , بس قبل لا تقول شي أنا أبيها وماني متزوج غيرها .

شهقت إيمان واضعه كفها على صدرها بذهول وهي تهز رأسها نفياً
: لاااا أنت أكيد جنيت , أو انه أذني فيها بلا وما سمعت زين , مو مصدقه الأسمعه , وش قلت يمه ؟؟؟! .

أسبل فيصل أهدابه يُصارع أفكاره التي تخبره أن يتوقف عن هذه المهزلة , ولكن شيء ما يجبره أن يُتابع للنهاية
: صدق السمعتيه يمه .

اشتعلت حدقتيّ سعد بغضبٍ عارم , نار متأججه تحرق الأخضر واليابس , وهدر بقوه
: جنيت أنت , أكيد جنيت بتتزوج عميا , وش لك بهالزواجه , شلون بتتصرف معها ؟؟! شلون هي بتتحرك بالقصر وتطلع وتنزل ؟؟! هي يلا تداري نفسها عشان تداريك , ولا بتجيب لها شغاله أكيد .

فيصل بتصميم
: الا فكرت باخذ فيلا , أو حتى شقه أفضل , وأيه بجيب عامله تداريها لين ارجع البيت واصلا انا شايف تحاليلها اخر مره عمليه بسيطه ويرجع نظرها مثل ما كان .

ولولت إيمان بصدمه , وهي تطرق فخذيها بباطن كفيها
: لا , هاذي أكيد ساحرته بنت *** , اكيد ساحرته , انت شلون تصر على وحده ما يندرى أصلها من فصلها ولا حتى أهلها وش هم معجونين منه .

تدخلت الجده وقالت بحده مُختلطه ببعض التعب من هذا الجدال العقيم
: أقول لا تظنين الشينة ببنت الناس , وإن بعض الظن إثم , وبعدين ولدك ما هو بزر ما يعرف الحريم , ماقال يبيها إلا وهي أكيد محترمه .

قالت إيمان بسُخرية مُختنقه بغصتها , واضعه كفيها على خصرها
: وين الأحترام وهي مضبطه ولدي بالمستشفى ورايحه وراده عليه , ماتدرين وش سوت له عشان تقلب مخه فوق حدر .

نظر فيصل برجاء لوالده , الذي شلته الصدمة ولم ينطق بكلمه , ثم هبّ سعد وقفاً بعد أن رأى نظره التصميم والإصرار تشتعلان في حدقتيّ ابنه البِكر أولى فرحته , وقد كُسرت ملامح وجهه وقال بانكسار
: انت ماعادك بزر مثل سيف , دخلت الثلاثين وماعاد لي سلطه عليك , انت أدرى بمصلحتك أنا ربيتك وسويت العلي وجا وقت اشوف نتايج تربيتي لك وان شاء الله انك ما تسوّد وجهي , ما رح أضغط عليك وأجبرك أخاف إذا جبرتك تكون تعيس بحياتك .

ثم نظر له بحده وصغّر عينيه بتهديد , رادفاً
: بس ها , لا تجيني أي يوم تتشكى من هالزواج أنت البنفسك رح تتحمل كل شي يجي من وراه , وأنا مالي شغل بشي .

تقدم من الباب كي يخرج وسمع صوت زوجته تقول بسخط وصدمه
: سعد , كيف بتخليه يسوي البراسه , من جدك أنت بتخليه يغرق نفسه بالهزواج المحكوم عليه بالفشل من قبل لا يبدأ .

نظر لها زوجها نظرات ذات مغزى , فهي عشره عمرٍ بينهم وقد فهمت معنى هذه النظرات جيداً , ثم قالت بحقد لتلك الفتاه التي تنوي أخذ ابنها منها
: طيب يا فصيل , لا أنا أمك ولا عاد تعرفني و تجيني لو تزوجتها
ـ وبقوه هدرت من صوتها ـ
وانسى انه لك أم .

قالت الجده وهي تتنهد
: سعد لا تنسى تروح مع ولدك تخطب له , وكون راضي عنه عشان ربي يوفقه بحياته , هو ماسوى غلط بيتزوج على سنه الله ورسوله واستأذن منكم ولا تزوج بالسر , مير أمه الله يخلف عليها بس التتبرى منه .

قبّل فيصل يد والده بامتنان شديد , يقول وقد تجمعت العبره في حنجرته
: تكفى يا يبه رضاك أهم شي عندي .

ربت سعد على كتفه بهدوء
: راضي عنك يا ولدي راضي , بس عساك ما تندم من هالزواج .

وجه فيصل نظراته الكسيرة لوالدته طالباً برجاء في مُقلتيه أن تعفوا عنه , ولكنها تجاهلته بقسوه , وخرجت من الشقة بعد ان استلّت حجابها .

قال سعد بحزن لوالدته
: الخلاني اوافق , اخوي الله يرحمه والصار معه ما ابيه يتكرر مع ولدي .

أطرق فيصل برأسه , كان يعرف عمه المرحوم كان طيباً للغاية , وسمع بعض الأحاديث التي دارت حوله , وحول قصته , ونفيه

*****

كان يجلس على الأريكة الوثيرة في جناحه , ويمُدّ قدميه للأمام مُريحاً إياهما على الأريكة الطويلة ,
يرتدي منامه قطنيه بارده , ازراها مفتوحه للمنتصف , ويقرأ صحيفته ويحتسي قهوته .
قرّر أن اليوم سيكون لراحه وجسده وباله من عناء السفر , ويُفكر جِدياً لسفره خاصه بالاستجمام بأحد الجزر لوحده هو وأصدقاءه يحتاج إلى ذلك فعلاً , فالسفر مع زوجته وعائلته نهايتها مراكز التسوق والمطاعم , ولن يسمح لأحد بافساد مزاجه هذا اليوم .
القى نظره خاطفه إلى باب الجناح الذي كان يُصدر صريراً , وكأن أحداً يدُس به المفتاح حتى يفتحه , وظهرت له الطامه الكُبرى
زوجته !!!!!!!!!!!
التي ترتدي عبائه مزركشه بالألوان , والخمار موضوع على رأسها بإهمال, وخصلات من شعرها الأشقر المصبوغ تتدلى من أسفله كما هي العاده عندما تخرج لوحدها , كانت تتحدث إلى الهاتف بميوعه مُقززة , ولم تنتبه لعينيّ الفهد الذي يرمقها والشرّ يتطاير من عينيه .

قال يهدر بصوتٍ خطير
. الحين انتي جايه من بره كذه :

ارتعش جسدها عندما سمعت هدير صوته بنبرته الخطيره التي تُنبئ بالشرّ ,
فهي لم تتوقع ان تجده اليوم , فهو عاده يُسافر بالطائرة , او عند جدته فنادراً ما يتواجد بالقصر .
التفتت يمينها بهدوء , تلتقط انفاسها المُنتثرة وتحاول تهدئه خفقان قلبها الراقص بين أضلعها ,
حيث يجلس بغرفه المعيشه المفتوحه التابعه للجناح .

و قالت وهي تنكر بشده , واتضح له كذبها من عينيها المُشتتين عن عينيه
: لا الله يصلحك توي وانا على الدرج فكيت الطرحة , ماكان في احد بالقصر لا تخاف .

ترك مابيده وخلع نظارته الطبية عن عينيه , فهو لايرتديها الا للقراءه او الحاسوب , ونهض عن الأريكة واتجه لها , كفهدٍ ينوي الانقضاض على فريسته .
وكان قلب دينا يخفق ويتراقص بشده داخل أضلاع قفصها الصدري , لدرجه أنها شكت أن صوت دقاته قد وصلت إلى ذلك الفهد مرهف السمع .

وقال من بين شفتيه القاسية , بصوت شبيه بفحيح الأفعى , قابضاً على ذقنها بقوه
: أنتِ زوجه فهد بن سليمان الكاسر , يعني أيش؟؟! يعني سمعتي و سمعه أهلي , سالفه تغطي وجهك ومشيتها بمزاجي عشان أهلك وعشان أبوك أعتبره مثل ابوي .

وفجأه ارتفع صوته كالرعد المُجلل , يهدر بعصبيه ليست من طباعه
الحين انت ما عدتي عايشه عند أهلك , انت هنا في بيتي , بتمشي على نظامنا ومجبوره تطيعيني , هالانحطاط ذا ماعاد ابي اشوفه سواء كنت موجود هنا ولا لا .

شد على ذقنها , حتى تألمت من ضغطه , وقال من بين اسنانه
: فاهمه وش اقول , ولا اشرح بطريقه ثانية .

أومأت برأسها , وهي تغمض عينيها بقوه من الخوف , وهمست بصوت مختنق
: فاهمه , والله فاهمه .

هدأت عاصفته بعض الشيء , وانفاسه تسترخي بتناغم مع عضلات جسده التي بدأت تهدأ , وركز في وجهها الخائف المرتعش , رافعاً حاجبه المشروخ .
وقال مُستفسراً
: انت وش مسويه بوجهك ؟؟! .

وقد لاحظ شحوب وجهها الأسمر , وحجم شفتيها الغير طبيعي , ولاحظ أكثر أن حاجبيها لم يتحركا من مكانهما ولم يتفاعلا مع أي حركه من حركات وجهها الخائف

ارتجفت أكثر ولم تستطع أن تخبره أنها قد حقنت " البوتكس " وإلا سيغضب ولن يُطفئ نار غضبه الماء , لطالما حذرها من ذلك أو ان تفكر به .
فهمست بكذب مطأطأه برأسها
: كنت بالمشغل مسويه تنظيف بشره وتقشير .

قطب جبينه ومالت شفتيه بعدم تصديق , ولكن لا يملك دليلاً على كذبها .
فقال باشمئزاز
: قومي جهزي أغراضك بوديك بيت أهلك كم يوم , امك تبيك هناك وكلمتني اليوم الصبح .

ثم همس بخفوت تأكد أنه لم يصل إليها
" خليني أفتك شوي من وجهها الصناعي " .

*****

في احدى الشركات بالقسم النسائي , قالت منى عاقده حاجبيها
: يعني خلاص رح تتزوجي قريب .

قالت بشرود وهي تعبث بالقلم بين اناملها , وترسم رسوم عشوائيه على ورقه خاليه أمامها
أي زواج بالله عليك , واضح انه عمي أجبر طارق يتزوجني ويعقد علي , ما احس انا مخطوبين أبداً , لا يكلمني ولا حتى يزورني ولا قد جاب هدايا , كلها حركات رجال مجبور .

قالت منى بأسف , وحزن لصيدقه عمرها
: طيب ايش بتسوي الحين ؟؟؟! , عمك قال انه الزواج تحدد بعد أسبوع , كذه فجأه !!! بدون لا يقول من قبل ولا يعطي خبر متى تلحقي تتجهزي ؟؟؟! .

لم تستطع النظر لوجه صديقتها , كانت تُحدق أمامها بشرود , فهزت منكبيها وقالت
: ما ادري والله , ما ادري ايش رح اسوي , حاسه انه في شي غريب بس ما اعرف ايش هو !!!!!!! .

قالت منى بحماس
: خلاص اجل أنا هذا الاسبوع بفرّغ نفسي عشانك , كم سموره عندي , ونروح للسوق من اليوم يلا نلحق نشوفلك الأشياء الأساسية , ما تدرين وش ظروف عمك عشان يعجل بالزواج .

ابتسمت سميره لها بامتنان
: حبيبه قلبي منمن من لي غيرك اعز صديقه , بس ماني رايحه السوق ولا رح اقبل اكمل هالزواج , لين اعرف وش صار وخلا عمي يخليه بعد اسبوع قلبي موم طمن أبداً .

هزت منى رأسها بتفهم
: ايه طبعاً اكيد لازم تعرفي وش السالفة , ان شاء الله خير .

قالت سميرا وهي ترتدي عبائتها الساترة وغطائها
: ان شاء الله .

حملت حقيبتها ففاجأها رنين الهاتف , اخرجته بعجله وهي تتحرك للخروج من الشركة .
وقالت بصبر

" الو هلا مروج , يعني ماتقدرين تصبرين لين أوصل البيت , تعرفين اني اطلع من الشركة الحين ـ عقدت حاجبيها بصدمه ـ وش تقولين انت ؟؟! متى صار هالشي ؟؟! طيب طيب يل جايه " .

هرولت للشارع تبحث عن سياره اجره , وهي تحوقل وتدعوا الله أن يجلب لهم الخير .

*****

قبل خمس ساعات من الآن , كانتا تمشيان جنباً الى جنب كالأخوات , في إحدى مراكز التسوق الكبيرة , تتحدثان معاً بصوتٍ منخفض , ومستمتعتان بوقتهما ,
فمن النادر ان تستمتع الأخرى بهذه الطريقة بحياتها مع زوجه خالها القاسية , ترفه عن نفسها قليلاً قبل أن تعود لعذابها مع عوده عائله خالها .

قالت ساره باشمئزاز
: عما ان شاء الله وش هالناس المقرفه والله على بالي هالنوع انقرض من الوجود .

عقدت ميرال حاجبيها , تقول ببرائه
: وش السالفه ؟؟! مين انقرض ؟؟! .

صفقت كفيها ببعضها وهي تقول بحنق
: صدق انت مو في هالعالم !! , قصدي هالشباب للحين عايشين يرقموا لا وينقلني الرقم , صدقيني جالسين يطالعوا فيك انت وعيونك الفيروز , ولا انا ماحد يطالع بوجهي انا ونقابي .

قالت ميرال بحنان
: لا تقولي كلك عسل وسكر , ما عليك منهم طنشيهم , انا عشان ما اركز فيهم ما يهمني ولا اعرف اذا في احد يغازلني او لا .

ضحكت ساره بخفه وهي تقول
: سمعتيه يو يقول عنك قزمه .

اتسعت حدقتيّ ميرال الفيروزيتين
: أمانه قال كذه , أهبل خير ان شاء الله احلى شي القصر , وبعدين اكيد قصده انت .

وقفت ساره تُلصق كتفها بكتف ميرال وتضحك ضحكتها المُضحكة بمُزاح
: شوفي , شوفي الفرق بيني وبينك , قال يقصدني , قال .

ضحكت ميرال بنعومه .

و قطع عليهم أحاديثهم واستمتاعهم رنين هاتف ساره , اخرجته وهي ترد عليه برجاء
: عبوووووود تكفى لا تقول جيت توه بدري .

من الجهه الأخرى قال بنفاذ صبر وهو يطرق عجله القيادة بأنامله
: اقول انثبري واطلعوا يلا أنا انتظركم بره , كل ذا وماخلصتوا حشى , صدق حريم .

تأففت ساره بملل و مطّت شفتيها وقالت
: يلا نطلع عبود بره ينتظرنا .

ميرال بحنان
: طيب ليه زعلانه ؟؟! الحمدلله غيرنا جو , يلا نطلع عشان لا نتأخر عليه .
نظرت لشروق بحب وامسكت بيدها وقالت
: يلا شوشو حبيبتي , رح نطلع .

أومأت الطفله الصغيرة بأدب , واقتربوا من البوابه , وكان عبدالله يقف بسيارته على الطرف , بينما السيارات الأخرى تمر بجانبه , وبعضها يقف حت يُقل عائلته .
رأته شروق وعرفته وهي تفلت يدها من كف ميرال , وتركض نحوه ,
ولم ترى حولها إلا اخيها الذي تُحب , ولم ترى تلك السيارة التي أنزلت عائلتها عند البوابه , وحرّكت محركها وارتطمت بجسد الطفله الضعيفة مُلقيه إياهاً أرضاً .
صرخت ساره , كما فعلت ميرال , وصُعق عبدالله مُتسع العينين , وهو يرى أخته الصغيره تُدهس امام عينيه .
والزمن توقف عند تلك اللحظة المؤلمه , والتي قطّعت قلبه لأشلاء متناثره .

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 29-06-15, 08:51 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: نظره الفهد وسحر عيناي / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي



لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل الرابع


اختنقت من رائحه المُعقمات وسعلت واضعه كفها على فمها فوق النقاب , كانت تسند ظهرها على الحائط أمام باب غرفه العمليات , تُشاهد الأطباء الذين يهرعون هنا وهناك , وتلك المريضة التي خرجت محموله على سريرابيض يُشبه الكفن .
لم تتمالك نفسها وهي تذرف الدموع منذ وصولهم , تشعر ان الذنب ذنبها عندنا افلتت الصغيرة يدها , لم تمسكها جيداُ وإلا ما حدث ما حدث .
تمتمت بالاستغفار , وهي تعلم انه القضاء والقدر .
اقتربت منها امرأة كبيره في السن , تربت على كتفها هامسه
: بس يا بنتي , بس شروق ان شاء الله انها بتكون بخير وما رح يصير لها شي .
قالت ميرال تعض على شفتها السُفلى
: حرام توها صغيره وضعيفه , أخاف ما تتحمل , وأنا السبب المفروض امسك ايدها كويس .
هزت أم عبدالله رأسها نافيه , مسبله أهدابها , تقول وهي تمد نفسها بالقوه من خلال حروفها
: لا يمه لا تقولين كذه ربي أرحم مني ومنك , الله رح يلطف فيها أملي فيه كبير , ولا تنسين انه قضاء وقدر .
أما الآخر الذي يشعر بالذنب أيضاً , كان يقف مُنكسراً مُنكس الرأس , ضاماً ذراعيه لصدره , والدماء تلوث ثيابه .
يظن نفسه سبباً في هذا الحادث , لأن أخته الصُغرى أرادت أن تركض إليه هو , بقي مصدوماً عده ثواني حتى جاءه الاستيعاب , مُترجلاً من سيارته بسرعه ليحمل جسدها الغض الذي يقطر دماً بين ذراعيه إلى المشفى .
اقترب منه والده , لا يعلم ماذا يفعل ؟؟! , هل يواسيه او يواسي نفسه بابنته المدللة أخر العنقود ؟؟؟! .
قال أبو عبدالله
: اهدا يا عبود , اهدا , لا حول ولا قوه الا بالله .
خرج الطبيب من غرفه العمليات , يمسح عرق جبينه بظاهر كفه , وما أجمل المال الذي يؤخذ حلالاً من خلف عرق الجبين .
تجمع حوله عائله الطفلة الصغيرة , وسأله ابو عبدالله بلهفه
: ها دكتور بشّر ان شاء الله بنتي بخير ؟؟! .

ابتسم الطبيب وملامح التعب تُزين وجهه , وقال بحبور
: الحمدلله , نجحت العملية , وكانت بسيطه جبسّنا رجلها الكان فيها الضرر , وشهرين بس ونفك الجبس وترجع تمشي مثل الحصان .
تهلهلت أسارير الجميع على وجوهمم , وهم يحمدون الله , ويشكرون الطبيب بعنف .
وقال ابوعبدالله والسعادة تغمره
: ربي يعطيك العافيه , ويجزيك الخير يادكتور , طمنتي الله يطمنك .

وضع الطبيب كفه على كتف الرجل المسن , يربت عليه
: يعافيك ربي ياعم هذا شغلي , تقدرون تشوفنها وتتكلمون معها بس تقوم من البنج .

تورمّ الفيروز في مُقلتيها من بكائها , واستأذنت كي تغسل وجهها وتعود .
دخلت دوره المياه تلتقط انفاسها النافره بلا هواده , والبسمة تُغطي وجهها لسلامه الصغيرة ,
خلعت نقابها وخمارها والتقطت الماء بين كفيها تُبلل وجهها وتُطبطب عليه حتى تخف حُمرة عينيها
اجتذبت حقيبتها , وكانت تنكس رأسها خارجه من دوره المياه , تربط النقاب خلف رأسها , ولم تنتبه لذلك الحائط الحيّ الذي ارتطمت به .
سقطت حقيبتها وتناثرت حاجياتها المتواضعة والتي تحملها معها دائماً في كل مكان , هبطت للأرض ترفعها بتوتر وخوف , وكان ذلك الحائط الذي يقف بثيابه الرسمية وقد تلوثت ثيابه النظيفة بالقهوه التي كان يمسكها .
فقال ساخطاً , ينظر لثيابه الخاصه بالعمل قد تلطخت
: لا حول ولا قوه الا بالله , وش ذا يا بنت ؟؟! عميا ما تشوفين قدامك .
رفعت رأسها وليتها لم تفعل !!! , لم يتضح من وجهها سوا حبتيّ الفيروز المتوترتين , نعم الفيروز !! لم يستطع تفسير لون عينيها إلا بالفيروز .
شرد قليلاً في عينيها ولم ينتبه او يسمع اعتذارها , وملامحها المذعورة منه ومن هئيتة الشامخة المُتكبرة رغماً عنه !!! .
رباااه !! كيف فعل ذلك ؟؟؟!, كيف شرد بوجه امرأة بهذه الصفاقه ؟؟! , كيف تنازل عن مبادئه ؟؟! نفض رأسه كي لا يُفكر أكثر بذلك الموضوع .
تأفف وهو ينظر لثيابه ينفض القهوة عن حُلته , ولفت نظره شيء ما , يلمع أرضاً .
مال بجسده الضخم يلتقط البطاقة , الذي اتضح له أنها هويه صاحبه العينين الفيروزيتن , وكان قد وُضِع لاصق مكان الصورة الشخصية .
بالطبع لن يكون حيواناً ليرفع الاصق ويرى صوره صاحبه حبتيّ الفيروز , ولا يعرف لماذا ابتسم بفخر ؟؟! ربما لأنها كانت حريصه على تغطيه الصورة , حتى وأن كانت تعتقد انها لن تُضيع البطاقة .
نظر للإسم المُرفق بالهوية , واتسعت عينيه بصدمه عندما قرأ الاسم كاملاً ومكان الميلاد , قد يكون تشابه أسماء لو تكررت العائله أو أسم الأب , ولكن هنا قد تكرر أسم الأب والجد وجد الجد وكذلك العائله .
والأدهى والأمر أن اسم الأب هو اسم عمه المنبوذ , هل من الممكن أن يكون له أطفال ؟؟! , ولكنه متأكد أن والده بحث جيداً عندما سمع بوفاته عمه , رغم ذلك فقد تسلل الشك لقلبه , أن تلك العائله قد كذبت عليهم ونفت أن لعمه أولاد حتى يعتنون بهم كما ينبغي .
عاد أدراجه لغرفه ابن عمه فيصل , حتى يرى رده فعله , فقد كان عنده قبل قليل حتى يفحص نظره

*****

في هذا المكان الذي تطغى عليه الرهبة والقشعريرة , الثُرية الضخمة المُتدلية من السقف اعطت المكان هاله صارخه من الفخامه والعظمة .
كان يجلس مُتحفزاً , يسند ذراعيه على فخذيه وأمامه يجلس والديه متأهبان لما سيقول .
فقال سلمان بلا صبر
: فهد وش السالفة ؟؟! ليه ناديتنا وقلت الموضوع ضروري ؟؟! وش فيه ؟؟! أخوك سعود فيه شي .
وضعت سوزان كفها على فمها بصدمه من هذه الفكره
: سعود فيه شي يمه ؟؟؟! .
قال فهد وهو ينفي برأسه
: سعود مافيه إلا العافية , السالفه عمي محمد الله يرحمه .
قطب سلمان جبينه بإستفسار
: وش فيه عمك الله يرحمه ؟؟؟!!! .
رد عليه , يُزفر نفساً خشناً
: اذكر انك سألت إذا كان له عيال بعد ما توفى الله يرحمه , بس قالولك لا ما عنده عيال أبد .
أومأ سلمان برأسه , وزوجته تنظر له تاره , وتاره اخرى لأبنها وملامحها تشعُ توتراً
: ايه هذا الصار قالولي ما عنده عيال , ودورت حتى ما صدقتهم وفعلاً ما كان عنده الله يرحمه .
أسبل فهد اهدابه وقال مُحاولاً تناسي حبتيّ الفيروز
: اليوم كنت بالمستشفى عند فيصل أفحص نظري , وصدمت فيني بنت وطاحت اشياءها من شنطتها وراحت , بعد ما لمتها بس شكلها نست هويتها , وما اقولك صدمتي وانا اقرأ الاسم .
تنهد سلمان براحه وقال
: حسبيَ الله على ابليسك خوفتني يمكن تشابه اسماء !!! .
حرك جسده مُريحاً إياه على الأريكة
: وأنا قلت كذه في البداية , بس مو معقول الاسم كامل يكون تشابه !!! في إنّ بالموضوع .
أطرق سلمان برأسه ودخل قلبه الشك هو الأخر , وكان يتذكر ملامح إلياس المتوترة عندما سأله عن أطفال لأخيه , فأجاب بالنفي ولكن الارتباك كان ينطق من عينيه .
فقال بتصميم
: أجل خلاص , هالموضوع صار بيدك ولا تعلم جدتك لين نتأكد من صحه الخبر , عشان لا تتأمل خير , اعطي رجالنا الاسم وخلهم يدوروا عليها , وبس تلاقي مكانهم عطيني خبر , أنا صار لي زمان ما رحت لبيت إلياس ونسيت مكانه وممكن انهم نقلوا بعد .
سأل فهد قاطباً جبينه
: مين إلياس ذا ؟؟!
لمعت عينا سلمان بحده وقال
: لو الفي بالنا صح , وطلع في بنت لأخوي بدون لا ندري عنها , فهذا يعني انه إلياس يكون خالها .
قالت سوسن وقد تهلل وجهها مُستبشراً بالسعادة
: يلا ان شاء الله خير , وتكون بنت محمد , عسا خالتي ترتاح شوي وهي تشم ريحه حفيدتها .
ابتسم فهد وهو يتخيل سعاده جدته روحه وقلبه , ان كانت التي اسمها ميرال حقاً هي ابنه عمه !!!! , قد تختفي مسحه الحزن تلك التي تؤلمه من عينيها .
عندما تذكر العينين خطرت على باله حبتيّ الفيروز , حتى اسمها جميل كعينيها ميرال !!! , " الغزال " .
تأفف بضجر وهو يطرق رأسه ويهمس
" بس , بس هي مو حلالي حرام تفكر فيها يا فهد , اعقل "
زفر نفساً خشناً , يجتذب أغراضه من الطاولة , و يخرج من القصر حتى يهرول حوله , كي يمحي هذه الأفكار المُحرمة التي تراوده .

*****

جلست سميرة بنزق , تعقد ذراعيها إلى صدرها , وتتنفس بعنف , ولا نحكي عن ملامحها المتجهمة بغضب .
قالت بحده
: قلتلك يمه , خلااااااص ما ابيه , دامنا على البر خليه يطلقني !!! .
وضعت والدتها كفها على فمها بصدمه , من جنون ابنتها
: من جدك , تعرفين وش معنى يطلقك , يعني بنصير علكه بحلوق الناس , والماتكلم علينا بيتكلم , ليه تجيبي لنا الحكي ؟؟! وحنّا حريم لحالنا .
شتتت سميرة نظراتها هُنا وهناك , وقالت
: يمّه , أنا ما يهمني كلام الناس , يهمني رأي واستقلالي , يعني طروق صارله سنتين حاططني على الرف لا يزورني ولا يكلمني , والحين جا في باله يتزوجني ؟؟؟! , فجأه طريت في باله , انا شاكه في الموضوع الخلا عمي يعجل بالزواج عشان كذه ما رح أقبل .
توترت نظرات والدتها , وخشيت أن تعرف انها هي من تحدث لعمها , كي يضع النقاط على الحروف , ولم تعرف أن ابنتها ستُعاند وترفض بهذا الاصرار .
قالت بقنوط , تحاول معها وهي تعرف عناد ابنتها ورأسها الذي كالحجر
: تكفين سمور , وافقي ولا تجيبي لنا الحكي .
انتفضت سميره بعنف , وهي تنظر لأمها مُصغرة عينيها بحزن
: اسفه يمه , انا لي كرامه ورأي , مو على كيفهم يلعبوا فينا مثل ما يبون , مستحيل ارضى أذل نفسي لهم , حتى لو هُم أهل عمي , وهذا أخر كلام عندي , خليه يطلقني وكل واحد يشوف طريقه .
اعتلت عتبات الدرج بشموخ , ووالدتها طرقت رأسها باستسلام , التقطت هاتفها حتى تتحدث مع عم ابنتها
ردت باحترام فور أن وصلها صوته الوقور
: هلا والله أبو طارق , عساك بخير .
رد هو الأخر باحترام
: هلا ام سميره أمريني , البنات فيهم شي ؟؟! محتاجين شي ؟؟! .
قالت بخجل
: سلامتك أبو طارق مو محتاجين شي , بس أنا مكلمتك على موضوع سميرة .
قال بتأهب وهو يعرف رد هذه الفرس الجامحة , فهي لن تخضع لهم أبداً
: وش فيها بنَيّتِي ؟؟! .
تنهدت بعمق وقالت
: رفضت تتزوج طارق , وطلبت الطلاق كمان !!! .
أومأ برأسه مُتفهماً , وقد توقع هذا الرد
: خلاص أبشري , ما يصير خاطرك إلا طيب , أنا بتصرف .
اومأت هي الأخرى تودعه , وتُغلق الهاتف بتوتر مرتبك , وعقلها يأتي بها ويأخذها إلى المالانهاية .

*****
يجلس جسد هشّ العظام على الأريكة , مُستنداً إلى عصاه التي لا يستطيع السير بدونها , وجهه يشع بالوقار , والتجاعيد تملأ وجهه إلى رقبته , ولم تنسى طريقها لكفيه الممتلئين .
قال بلهجة لا يخصها إلا لهذا الفهد المُفترس , الذي يجلس أمامه بكل شموخ وكبرياء , وعينيه تشتعلان ببريق العَظمة والسيطرة
: هلا فيك ياولدي , حيّ الله من جانا , توّ ما نور الدار .
قال فهد بصوتٍ غليظ كطبيعته , مُختلطاً بالاحترام لهذا الرجل
: الله يحيك ويبقيك يا عمي وكلك معزه بقلبي , انت ابوي الثاني .
ابتسم الكهل بحب له , فهو من طلب من هذا الشهم أن يخطب ابنته يوماً , ولكنه لم يكن يعلم أن ابنته المدللة ستفضحه مع هذا الرجل , الذي قل هذا الزمن من أمثاله
: الله يسعدك يارب ويوفقك , تدري أني طالبك عشان أكلمك في موضوع دينا أمسح بوجهي حركاتها الماصخة .
أطرق فهد برأسه , ليرفعه بنفس الثانية ويقول بقوه
: ماعليه يا عمي , هي زوجتي من أربع سنين , واعرف اتصرف معها .
قال الكهل مُستفسراً , ولم يراوده حتى الشكّ
: تقول انك معورها قبل لا تجيبها هنا , عشان كذه رافضه ترجع معك .
همس بصوتٍ لم يسمعه إلا روحه
" بالناقص من رجعتها وجه البوم , لو موه الرجال الطيب كان مطلقها من دهر " .
أخذ نفساً كافياً من الأكسجين , حتى يُزفره براحه ويقول
: تدري يا عمي انا مستحيل أمد ايدي على حرمه , فما أدري وش سالفه عورتها هاذي !!!! .
دخلت على أخر كلمه نطقها , و قالت بدون مقدمات بعنهجيه , وبدون أي سلام
: يوم مسكت ذقني وانت تهزئني على حجابي .
نظر لها من الأسفل للأعلى , وبقوه قادر استطاع اخفاء نظرات الإشمئزاز بمهاره , بينما قال والدها بصوتٍ جهوري
: اقطعي حسك , ياقليله الحيا والمستحا , في حرمه عاقله تقول كذه لزوجها وتتكلم معه بهالطريقه , يعني السالفة انه ضغط على ذقنك .
زمت شفتيها بقهر , وأومأت برأسها
: ايه هاذي السالفة , ومو راجعه معه لين يعتذر و يوعدني ما يكررها ولا يتدخل بحْجابي .
ارتفع حاجب الفهد المشروخ بتكبّر , وهدر والدها بجنون
: انهبلتي انت , تبين الفهد يعتذر من غلط انا متأكد انه منك , والحشيمة له .
كتفت ذراعيها لصدرها وقالت بتعالي
: هذا العندي , وما رح اتنازل عن كرامتي !!! .
ابتسم فهد لينهض بعِلياءْ ويقول بقوه
: أجل هنا اسمح لي يا عمي أمشي عندي شغل مهم ما أقدر أأجله أكثر من كذه , وأخلي الأمانه عندك لين تعقل .
أومأ له الرجل , وهو مكسور الخاطر من ابنته التي أحرجته
: حقك معك يا وليدي , الله يحفظك .
تقدم فهد منها , ينظر لها نظرات احتقار حرص أن لا يراها والدها , وخرج من باب الغرفة بعد ان تعمد أن يرطم كتفه بكتفها .
ارتد جسدها بعد الارتطام , وكانت فاغره الشفاه كالبلهاء , نظرت لوالدها بصدمه قد شلتها .
وقالت بذهول
: شفت يبه , راح , راح وخلاني ولا فكر حتى يراضيني .
نهض والدها متكأً على عصاه وقال
: انت الجبتيه لنفسك , بين الزوجين ما في كرامه , ولو هو غلطان كان اعتذر وأنا أعرف الفهد مثل ما أعرف نفسي , بس انت شين وقواه عين تبينه بعد يعتذر وانت الغلطانه .
ضربت الأرض بقدمها ساخطه
: هو الغلطان , هو اول مره يضغط على ذقني بهاذي الطريقة وكأنه يمسك نفسه يضربني .
نظر لها بنظرات ذات معزى
: لو ضربك ما الومه , انا وامك يلا نتحملك شلون هو المسكين صابر عليك اربع سنين , يوم من الأيام لا خسرتيه , لا تجيني تصيحين , تصبحين على خير .
خرج والدها , لتخرج دموعها من مِحجريهما , هي لا تشعر نحوه بالحب او الموده !! , ولكنه زوجها وتُعجبها شخصيته فهو يملك كاريزما لم يمتلكها رجلٌ اخر , وطلاقها يعني نهايتها على ألسن الناس التي سوف تتحدث عنها , فهي لطالها كانت تتباهى به امام اقاربها وصديقاتها وجميعهم يحسدونها عليه , وهاهي تحسد نفسها الآن بفقدانه , ولكنها ستتنازل عن كرامتها في حال شعرت بالخطر , فالتستمتع الان في منزل عائلتها كما ينبغي .
,
وقف بسيارته أمام تلك الفيلا , وعينيه تشرق من الظلام تحت عامود الانارة .
القى نظره على الساعة , رغم حلول الظلام إلا أن الوقت مايزال مُبكراً , فالساعة الآن الثامنة مساءً .
ترجل من سيارته الفاخرة , يتقدم إليها ويطرق الجرس , لا يعرف لماذا يُخيّل إليه أن الفيلا فارغه لا يُسكنها إلا الجِنّ ؟؟! .
بقي واقفاً ينتظر قليلاً , حتى فاجأه رجلاً يبدو على اعتاب الخمسين من العمر , كما قدّر من خلال نظرته الثاقبة .
قال الرجل بريبه
: السلام عليكم .
رد فهد باحترام , لشيب هذا الرجل
: وعليكم السلام , ياعمّ .
قال أبوعبدالله بابتسامه
: أأمرني , وش أقدر أخدمك فيه ؟؟! .
فهد
: ما يأمر عليك عدو , بس كنت بسأل وين أقدر القى صاحب هالفيلا ؟؟! .
نظر ابوعبدالله للفيلا
: قصدك إلياس العُسلي .
اشتعلت عينا فهد ببريق مُرعب خطير , وهو يربط الصور ببعضها , ميرال تحمل اسم عائلته الكامل , وإلياس كان سيكون خالها كما قال والده , أي ان صاحبه حبتيّ الفيروز هي فعلاً ابنه عمه وقد تأكد الآن من ذلك .
قال بنفاذ صبر
: ايه قصدي هو وين ممكن ألقاه ؟؟! .
لوى ابوعبدالله شفتيه قليلاً وقال
: والله يا ولدي بتنتظر اسبوع , لين يرجع هو واهله من السفر .
هز فهد رأسه , وملامحه تتوحش في هذا الظلام , والغضب يتسرّب إليه من هذه العائله التي اخفت عنهم ابنه عمه , وسببت الحزن والألم لجدته التي لم ترى أحفاداً من ابنها المحبُوب
: أها , يعني مسافر , طيب يا عم ممكن تتصل فيني أول ما يوصل ودون ما يدري عني .
ثم مدّ له كرته , ارتفع حاجبيّ ابوعبدالله يقول بتعجّب وهو ينظر للكرت , رافعاً رأسه
: عفواً اخ فهد على المُداخلة , بس وش فيك عصبت يوم ذكرت اسمه ؟؟! وايش يقرب لك .
التوت شفتيّ فهد بابتسامه لم تكن بسمه بقدر ماكانت التواء غضب على شفتيه , وقال بقوه
: ايش يقرب لي ؟؟! بينا صله دم , وأيش ابي منه ؟؟!! عندهم شي لنا من سنوات وجا الوقت الناخذه .

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 30-06-15, 07:30 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: نظره الفهد وسحر عيناي / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي



لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل الخامس


نظرت ببهوت , لأولادها و حفيديها , عيناها الصغيرتان المُحاطتان بالتجاعيد كانت ترمش بصدمه , وكأن العمر أخذ منها ما أخذ من صحه فما باتت تسمع جيداً , هبطت دمعه يتيمه على وجنتها المُجعدة .
أثارت حميه فهد لينتفض من مكانه ويجلس عند رُكبتيها , قابضاً يديها بين كفيه القويتين , وحاجبيه يقتربان من بعضهما , في غضب خفي لم يظهر على وجهه كان مُتركزاً بين حاجبيه ,
غضبٌ يكبر يوماً بعد يوم ,
رغبه متوحشه بالانتقام من تلك العائلة التي أخفت ابنه عمه عن جدته , وأثارت دُرر جدته الغالية عليه .
قالت الجدة بصدمة تُحدق أمامها
: ياما تمنيت يكون محمد عنده عيال , يمكن وجودهم يخفف من حسرتي عليه , سنين ما شفته بسبب جدك يا وليدي , ويوم سمعت بموته أنهرت , انهرت وحسيت أنه حياتي وقفت هناك في اليوم المات فيه , وقالولنا ما عنده عيال ولا أي ريحه باقيه منه .

ارخى فهد ملامحه , وهو يلثم كفيها بحنان , ويقول بتوعّد صريح
: والله والخلق سابع سما , حفيدتك بتجيك وبتشبعين منها , وحسابهم عسير طاحوا بايدين الفهد , ما رح أعدي لهم حركتهم هاذي أبداً .

الجدة بحزن كبير غمرها , وتساقطت دموعها كأوراق الخريف
: ياتسبدي ياوليدي , بنته عاشت بعيد عن أهلها وعن حضني , كيف حياتها مع خالها ؟؟! عساها تكون مرتاحه معه !! , وش تاكل وش تشرب ؟؟! وش اسمها ؟؟! أحس أني احبها واموت فيها وانا توني للحين ما شفتها .

قال فيصل بابتسامه هادئه
: هه يلا راحت علينا يا فهيد , بتجي التاخذ قلب الجده وتسحب علينا , ولا يهمك يا جدتي أول ما تجي دلعيها مثل ما تبين , اكليها وشربيها كل شي مفيد , نصيحه من دكتور يعني , هااا لا تأكلينها خرابيط , وعسا ما تطلع عقربه تجبلك الجنان .

قال فهد بعظمه وكبرياء يُلازمه لهيئته المُهيبة
: فصيل عما ان شاء الله , ما اسمحلك تتكلم مع امي كذه , ومكانتك عند أمي بتطيح اكيد , بس أنا ماحد يقدر ياخذ مكاني عندها غييير !!!! .
ونظر لجدته بشجن , لا يعرف لما كل هذا الحب لها ؟؟! ربما ولأنها منذ صغره ونعومه أظافره كانت تفضله عن باقي أحفادها , وترى به المستقبل والماضي والحاضر , كما أخبرته مره قبل سنوات عنما سألها .

قالت الجده
: ما عليك منه يمه , طنشه خله يكلم الطوفه الوراه أبرك , وبعدين مافي غيره عقرب زمانه , بس انت علمني الحين يوم رحت بيتها وش عرفت عنها ؟؟! مو قلت صدمت بوحده ويمكن تكون هي !! فينها طيب ؟؟! .

قال وهو يتجرع حروف هذه الكلمه حرفاً , حرفاً , ولا يعرف لما يتلذذ في نطقها
: ما أعرف أي شي عن حياتها يمه , بس اسمها " ميرال " , والله العالم مثل ماقالي جارهم انهم مسافرين والوكاد اني شاك مخلينها هنا , لانه البنت الصدمت فيها طاحت منها الهوية أعتقد انها هي نفسها أكيد , يعني مستحيل هويتها تكون مع احد ثاني , بس يرجعون من السفر بتأكد منهم , ولو صحيح تاركينها هنا , حياتهم بعد اليوم ما رح تشوف النور !!! .

ارتسم تعبير مُخيف على وجهه , وهو يتخيل انهم قد تركوها هنا فعلاً رغماً عنها تنهشها الذئاب المُستعرة .

غامت عيناه يُفكر لو كانت لوحدها في الفيلا كانت قد فتحت له الباب أو أنها من خوفها لم تفتح , قد تكون سيئه السُمعة وتلعب بذيلها ولم تكن بالفيلا , وقد وقد , قد ....... , تداخلت الأفكار برأسه عن حياتها .

هز فيصل رأسه يائساً
: لا صدق راحت علينا يا فهيد , ما تشوف شلون حبتها وهي ما تعرف عنها شي , اجل وش بتسوي لما تشوفها .

ارتعش قلب الجده عندما تخيلت هذه اللحظة , كانت ستنهار حقاً لو انهم فاجائوها , ولكن حفيدها الفذّ يعرف كيف يتصرف وفضل أن يخبرها قبل أن تراها , حتى تجمع شتات مشاعرها المُتنافره .

هز فهد رأسه هذه المره يأساً من ابن عمه
: لا حول ولا قوه الا بالله , فهيد بعينك , كم مره اقولك لا تناديني كذه , غشم انت ما تفهم ؟؟؟؟! .

قال سعد بابتسامه وقد كان صامتاً هو وأخيه سلمان من صدمتهم لوجود ابنه أخ مُرتقبه
: اقول اهجد يا الشايب ولا تحارش جدتك وولد عمك , مالي دخل في البصير بعدين .
وهز منكبيه براحه مُسبلاً جفنيه
قال فيصل مُتسع العينين
: افا !!! , شايب مره وحده يا بوي , لا لا أنا كبريائي وغروري كل مالها تنهان , اطلع بكرامتي أحسن
ـ توقف عند الباب ملوحاً بكفه ـ
يلا سلام .

همست الجده , والمشاعر الجياشة تغمرها من كل جانب
: مع السلامة , الله يحفظك .

,

مرت الأيام , والجميع بدأ يتوتر من هذه الحقيقة التي نزلت عليهم كالصاروخ , فالاقارب المُقربون هم فقط من علموا بابنه العم المترقبه , ولا يعرفون كيف يتصرفون معها , لا يعرفون اخلاقها !! ولا تصرفاتها !! ولا حتى كيف هي شخصيتها ؟؟! , على العموم فالوقت أمامهم و سيتضح كل شيء مع الوقت .

*****

الأطفال منتشرون بالشوارع كالجراد المبثوث , يتقاذفون الكره بينهم , بينما جزء أخر منهم مُحترف بالرسم على الحائط بطريقه بشعه دون أي فنّ , والأدهى والأمر من أن يتركهم عائلاتهم في الشوارع , فأشكالهم مُبهرجة بالتُراب والأوساخ التي تحتاج إلى دعكٍ قويْ بالصابون .
توقفت ثلاث سيارات من الموديل الفاخر , و ذات طراز لم يمر على هذا الحي من قبل , صدم الجميع .

تجمهر أطفال الحي حول السيارت , وأصابهم الذهول , بدت أشكالهم الظريفة مُضحكه وجميعهم فاغري أفواههم وأحداق عينيهم مُتسعه بصدمه , من لمعان السيارات وبريقها الذي يخطف الأضواء من النظافة , فعاده سيارات الحي تكون مُتسخه بالغبار .

ترجّل من إحدى السيارات وفاحت من جسده رائحه العود الفواحة , يُقيّم المكان بنظرات مُتكبره سريعة , لم يكره الفقراء يوماً بل يُشفق عليهم , حتى أنه يتبرع بالكثير دون أن يعلم أحدٌ بذلك حتى لايُعد عمله رياء , ولكن لم يتوقع ولا بأقل أحلامه أن سيُنزل نفسه لهذا المُستوى الردئ ,
وكله بسبب ابن عمه الذي سيخطب فتاه تعيش بهذا الحيّ الشعبي , لا يعرف ماذا يقول ؟؟! يتمنى له العوض والتوفيق !!! , فمن يتزوجها بالطبع لا تعرف الأناقه وسيتعب معها .
اقترب منه طفل , جذبه بياض ثوبه الذي يهفهف على جسده وأراد أن يلمسه , رفع فهد نظارته وغرزها بين خصلات شعره الكثيف , وقال بحده مُخيفه شعّت من عينيه , فارداً كفه بوجه الطفل
: ياويلك تقّرب !!! .

هذا ما كان ينقصه بهذا الجو الحار كجهنم , طفلٌ يلوث له ثوبه , وتعلق به رائحه العرق التي تتساقط كالشلال على أجساد هؤلاء الأطفال .
تباً !! أين عائلاتهم تضُفهم في منازلهم , ألا يخافون عليهم بالشوارع ؟؟! .

قال فيصل عاقداً جبينه , يُعدل نسفة شماغه , وينفض ثوبه من بعض الأتربة العالقة عليه
: فهيد حرام عليك , خرّعت الولد بعيونك , شوف شلون راح يركض يستنجد بأخوه .
تحرك فهد يقول بلا اهتمام بنبره تهكّم
: عادي , يعني بخاف من اخوه مثلاً .
أومأ فيصل برأسه يُرسل نظرات اعتذار لذلك الطفل وأخيه , الذي يبدو انه اكبر منه بقليل وملامحه غاضبه كغضب الأسد , ينظر شزراً لفهد , ويحمي اخوه الصغير خلفه .

في مكان ما بهذا المنزل الصغير كعُلبه سردين , غرفه الضيوف كما أطلق عليها ذلك الرجل المتحذلق , يُقسم انهم يستخدموها للنوم أيضاً ,عندما لمح خلف الباب بعض الفِرش والمُلاءات .

كان يشعر بالغثيان من هذه الرائحة , حقاً لا يعرف ماذا يفعل ؟؟! , أيحمل نفسه وينفذ بجلده ويترك ابن عمه يُصارع وحده هذا المكان المُقرف برائحته !!! , هو يرى بوضوح محاوله فيصل بكتم نفسه واستنشاق القليل من الأوكسيجن , إذ أنه يشك ان الأوكسجين قد هرب من هذه الغرفة ,
طوال سنين حياته لم يشم رائحه كريهه كهذه الرائحة الصادرة من ذلك الرجل القذر , نظر حوله ولم يُظهر على ملامحه أي امتعاض , لا من اجل اصحاب المنزل , فقط من اجل ابن عمه وصديقه .

قال بسام بسخرية تخللت صوته , بينما يُعدل ثوبه الأصفر الباهت وكان قد رفع أكمامه لتتضح سواعده النحيلة , دون أن يأبه لرائحته التي كادت تقتل فهد وفيصل وسعد ,
: هلا والله بالعريس وأبوه , تو ما نورّ البيت .

نظر لفهد مُصغراً عينيه , وأردف وكأنه يستصغره وأن لا علاقه له كي يأتي أيضاً لعقد قِرآن أخته
: بس ما تعرفنّا على الحبيب , يا النسيب .

ارتفع حاجب فهد بتهكُم , ليقول بثقه عاقداً حاجبيه , حتى ظهرت غضنه بينهما , ويشد على كُل اسمٍ ينطقه
: فهد بن سلمان الكاسر .

لم يرتح بسام لنظراته القوية , وتسلل له الذُعر من نظراته المُخيفة !!! , نعم مُخيفه هذا ما خطر على باله فوراً , و نظراته مصوبة تجاهه تكاد تقتله لو أن النظرات تقتل , أنه حتى لم يهتزّ لبرهه , أو يتحرك من مكانه بتململ , كان صامداً كجبل شامخ , ينظر له نظرات مُتهكمه كي يدرسه ويبدو انه نجح في ذلك .
قال فيصل بحده يُنهي الحوار العقيم معه وهو يعرف كم أنه ذا لسانٍ طويل يلتف على جسده , و حتى يخرج من هنا بأسرع وقت
: مثل ما سمعت الاسم , ولد عميّ و شاهدي , والحين يلا خلنا نخلص ونعقد ما ني فاضي لك .

نظر سعد لولده بتعجب , واقترب منه هامساً بغضب , يُريد توضيحاً
: أنت مو قلت لي بنجي نخطب , وش سالفه العقد الحين .
قال فيصل ببساطه
: يبه الظروف هنا غير , ما عندهم شي اسمه خطبه وملكه عيب يعني , واضطريت أعقد عليها الحين , وبما انه وضعها الصحي ما يسمح نسوي عرس فبنأجله , وأسف المفروض اعلمك بس قلت انك بترفض !!! .
هزّ سعد رأسه غاضباً , يقول
: طيب , طيب يا الكلب , أنا اوريك شلون تستغفلني كذه .

اقترب فهد من الجهه الأخرى
: اقول يا الحمار وش مسوي أنت , مخلي عمي يعصب ويقلب وجهه .
همس بتوتر من غضب والده , والأكيد انه سيُخاصمه ولن يكلمه , كما يفعل دوماً عندما يُعاقبه
: بعدين أقولك , خلينا نخلص الحين بس .
قال فهد بشبه ابتسامه
: الله يوفقك يا رب , ويجعل زواجك منها خير .

أمنّ فيصل بداخله أن يكون هذا الزواج خيراً .

تم عقد القِرآن دون أي مشاكل , وأصبح فيصل مُتزوجاً بشكلٍ رسمي , وقال بسرعه
: نادي لي العروس أنا بننتظرها بره .
ثم وجه عينيه بامتنان لفهد و الآخر قد أومأ برأسه محيياً إياه
: يلا نستأذنك أنا وعمي عندنا شغل .
ارتفع حاجب فيصل بفضول
: وش لك شغل مع ابوي ؟؟! .
التوت شفتيه لليسار قائلاً بنبره هادئه لم تُغضب فيصل , وقد اعتاد على جلافته
: مالك دخل , أنا وعمي نتصرف , انت خلك بعروسك .

وهكذا غادر فهد مع عمه سعد ,
فقد وصله اتصال مُهم ينتظره منذ فتره , وكل يومٍ يمر دمائه تغلي وتغلي دون أن تتبخر ويزداد غليانها , عندما يرى نظره اللهفة والحزن في مُقلتيّ جدته , لديه حساب يُصفيه مع تلك العائله التي تسببت بحزنها وإنزال دموعها الغالية , حساب لن يتنازل عنه أبداً , حساب سيُلغي تحضره و سيُعيده لبدائيته الحمائية تجاه عائلته وجدته خاصهً .

,

كانت تجلس على طرف سريرها , مشاعرها مُتضاربه كأمواج بحرٍ مُتلاطم .
ابتسمت بسخرية على نفسها , فهي لا يحق لها أن تفرح في هذا اليوم كما تفرح الفتيات الأُخريات , لا يحق لها أن تحلم بليله ورديه .
فهي ليست بعروسٍ كامله , لم ترتدي اللون الأبيض ولا حتى فستان منفوش , وحتى أنها لا ترى إلا السواد كلما أدرات رأسها بكل جهه وكل زاويه , ولن يُقام لها حتى ولو عُرس بسيط .
هي ببساطه تُقاد كالنعجة إلى المسلخ , قام اخيها ببيعها ببساطه للطبيب الذي يُعالج عينيها , حتى يُتابع علاجها دون أي مصاريف منهم , والتي ارهقت كَبده .
لا تعرف ماذا يُخطط أخيها تماماً !! او ماذا يُريد منها عندما تتزوج برجلٍ غنيّ ؟؟؟! , هذا ما سمعته منه أنه فاحشٌ بالثراء , هي متأكده أنه يُضمر شراً لذلك المسكين وينتظر منها ان تعود للرؤية حتى يعرف كيف يتصرف !!!! , فهي لن تفيده بعماها , وإلا لما سمح لها ان تذهب للطبيب وحدها ,
لقد شكّت بالبداية بنيته ثم صحّت شكوكها , عندما قام بذلك الفيلم الدرامي بغرفه الطبيب ... .
أجفلتها والدتها مُقاطعه أفكارها المُتضاربة ,
تدخل بهدوء لغرفه ابنتها الوحيدة وتقول بحنانها الأمومي , كاتمه غصه حُزنها لفراق ابنتها وهي في هذه الحالة الصحية , في مُنتصف بلعومها , ولكن ربما زواجها من هذا الشاب الغنيّ يكون خيراً لهم جميعاً , لم تفكر كثيراً وهي توافق على زواجها , فأفكارها دوماً محدوده داخل عقلها الصغير , ولم تشك بابنها لبرهه او ماذا يُمكنه أن يفعل ويُخطط بكل شرّ
: ميس , يلا يمّه العريس ينتظرك بره , لا تتأخري عليه , خليني اساعدك والبسك عبايتك .
كانت كالجماد الذي يُحركه عامل خارجي , لم تتحرك بارادتها كانت والدتها ترفعها من عضدها وهي تنهض تلقائياً .
البستها والدتها عبائتها بهدوء , ثم احاطت رأسها بكلتا كفيها تقول
: أدري يا حبيبتي انك زعلانه , لانك ما تحسين باحساس العروس , بس غصب عني اخوك ما رضى نسوي شي أبداً
ـ تلكأ لسانها قبل ان تردف بكلمه ـ
ووضعك .... .
قاطعتها ميس ببرود , وقالت
: عشاني عميه , أدري يمّه , اصلاً انا ما كنت رح ارضى يتسوى لي عرس وانا بهاذي الحالة .
لم تعرف والدتها أن أخيها قام ببيعها , وإجبارها على السكوت والقبُول بالأمر الواقع .
سمعت فجأه صوت شهقات والدتها الغالية , وتحسست أمامها بكفيها تبحث عن وجه من الجنّة تحت قدميها , حتى وصلت اليها , تمسح دموعها .
وتقول بعبره عبرت حُنجرتها
: يمّه تكفين لا تصيحين ما يهون علي أشو ...
ـ بترت كلمتها قبل أن تُكملها وأردفت ـ
أسمعك تصيحين .
قالت الأم بتحشرج
: وأنا ما يهون أفرط فيك , وأزوجك بهاذي الطريقة .

سحبت والدتها وعانقتها بقوه تغمر وجهها في تجويف عُنقها علها تحفظ رائحتها ولا تُفارق أنفها ,
خفق قلبها من كلمه " الفُراق " فهي تُدرك انها لن تعود لرؤيه والدتها مع خُطتها الجديدة ,
ويؤلمها أكثر أنها لن تشتمّ رائحتها كل يوم لتُنسيها بُعد النظر إلى عينيّ والدتها الجميلة , ولم تعد تستطيع أن تتشبث دموعها في مُقلتيها .
وقالت من بين دموعها
: حلمي الوحيد , أنِّي أرجع اشوفك يمّه , وأمليّ عيني من شوفتك , وش بسوي من دونك يا نور عيوني ؟؟؟!! .
مسحت على شعر ابنتها تُسرحّه لها بكفها التي غشيها بعض التجعيدات وهي تهمس
: رح تشوفين يمّه رح تشوفين وتملا عينك من شوفتي وشوفه الدُنيا , يا بعد هالدُنيا .

كان وداعهم أليماً لبعضهما , كانا وكأنهما لن تريا بعضهما مُجدداً .
وخرجت تجُر أذيال خيباتها وألمها خلفها .

*****

سحبت نفساُ عميقاً , وزفرته بخشونه , وعيناها المُتسعتين تدوران بين أرجاء المنزل , الذي هجمت عليه موجه من الغُبار الكثيف .
سعلت بقوه من رائحه الغبار وفتحت النوافذ حتى يتهوى المنزل قليلاً
وقالت بقوه
: نادييييييين , ولك ناديييين تعي لهون بسِرعه .
هرولت نادين بهلع على عتبات الدرج , تشعر بالتوتر وهي تُدرك معنى غضب والدتها الآن وقالت
: شوبك ماما , خير شوفي .
ردت بعصبيه تنفض التراب عن الستاره التي كست النافذة
: لك الله لا يعطيّا الخير والعافية , بنت الكلبي , روحي لبيتا لساره واندهي لها الحيواني .
رفرفت اهدابها وهي تعلم من تقصد والدتها , طرقت برأسها متأسفه على حال ميرال فوالدتها لن ترحمها أبداً .

جاءت ميرال والبسمة تتراقص على شفتيها التوتييتين ,
كانت مساء البارحة قد نظفت الفيلا بشكلٍ كامل , ومن المستحيل ان تتسخ بيومٍ واحد ,
كانت مرتاحه جداً من ان زوجه خالها لن توبخها وتعاقبها على تقصيرها , ولذلك كانت سعيده هذا اليوم بعد ان ودعت ساره وعائلتها وشكرتهم كثيراً وبامتنان على استقبالها هذه الفترة .

دخلت للفيلا وفغرت شفتيها بصدمه وهي ترى الغُبار و رائحته تتغلغل بين انفاسها , هي متأكده انها اغلقت النوافذ بشكلٍ جيد ونظفت البيت , حتى فاحت منه رائحه المسك , ماهذا الاعصار الذي حلّ على المكان ؟؟؟!! .
تأوهت بألم وهي تشعر بخصلات شعرها البُندقي يُشد للأعلى بأنامل زوجه خالها , التي صرخت عند اذنها بحقد
: لك يا حيواني مو حكيتلك تنضفي البيت ونحنا مسافرين !!! رجعت ولقيته زي الزباله , اتاريك عم تلعبي من ورانا شو كنت بتعملي ؟؟! ومع مين بتطلعي ؟؟!! آه ولي احكي شو اسمن الشباب البتطلعي معن وأهملتي البيت مشانن ؟؟؟!!!!!!! .
هزت كفّها بحده , ليتحرك رأس ميرال بقوه للأمام والخلف , ويُشد حتى شعرت ان خصلات شعرها الناعم سيُقتلع من مكانه , وقالت بألم من كلامها , وشكّها بشرفها !!! , كيف تتهمها هذا الاتهام الباطل ؟؟! وهي من ربتها لسنوات كيف تشكك بتربيتها ؟؟!!! .
ولم تتحمل لتسقط دُررها الواهنة من مُقلتيها , دُرر انسانه جُبلت على الظلم والأسى والحزن الزمهرير الذي لا يدفئ
: والله نظفت البيت أمس بالليل , وما طلعت مع احد , طول الوقت كنت في بيت عمي ابوعبدالله , تعرفيني خالتي لا تظلميني .
كزت سوسن على اسنانها , وهي تسحبها من شعرها البندقي الخفيف , وترطم رأسها بالحائط وتقول بغضب , اتضح في عيناها الحمراوان بشكلٍ مُخيف
: اليوم رح تنكتي الفيلا من اولا لأخرا , وما رح تاكلي ولا تشربي شي , ولا حتى حتنامي الليلة وبس تخلصي أنا بفرجيك يشو حعمل فيكِ , نضفي اول وبعدين بنتفاهم .

نكست رأسها ترثي حياتها المُظلمة كسواد الليل الكحيل , تُعزي نفسها بروحها ,
فقد عرفت وفهمت تماماً ان زوجه خالها تُريدها بكامل طاقتها , حتى تنظف المنزل وفور ان تنتهي وتتعب , ويُهّد جسدها صريعاً من التعب , تأتي وتُكمل عليها بضربها " بالخيزران " .

في أخر الليل تلألأت النجوم تُزين السماء السوداء ببريقها الآخّاذ , كانت تنظر من النافذة للقمر الذي يتباهى بخيلاء , ابتسمت ببهوت لشكله الجميل و الهادئ .
ومسحت بخفه على ذراعها المكشوفة من بلوزتها ذات الكُم القصير , ولم تختفي ابتسامتها الصغيرة التي تمنحها الأمل .
نظرت بعُمق للرضوض على ذراعها , وتحول لون الرضوض للأزرق المُصّفر , يبدو انها ستُعلِّم رضوض الخيزران على جسدها الصغير دوماً , حتى تُصبح وسماً تحمله معها للأبد , وكلما رأته تذكرت زوجه خالها .
تأوهت بوجع عندما ثار الألم على فخذها , فلم يسلم أي جزء من جسدها من الضرب .
, كانت غارقه بأفكارها , تفكر بالباقي من حياتها !! وماذا سيحدث لها مع هذا العذاب ؟؟! , وإلى متى ستتحمل هذا الألم ؟؟!! , أن بقيت هكذا فهي لن تعيش طويلاً ,
لم تدرك أو تسمع تلك الأصوات التي كانت ترتفع تدريجياً للعُليّة وتكاد أن تتحول لشجار كبير .

,

كان إلياس يجلس على الأريكة , مُتقدماً بجسده للأمام دون ان يسند ظهره على الاريكة من ارتباكه , عرقه يتصبب على جبينه ليس من حراره الجو !! , بل من شده اضطرابه , وهو يُدرك جيداً من يكونون هؤلاء الرجال الضِخام ,
يجلسون بخيلاء أمامه وكُل واحدٍ فيهم , نظراته تشتعل غضباً ماعدى الأخير والذي يبدو شاباً بينهم , فنظراته تشعُ ناراً مُتعسِرّه من الشرّ .
بلل شفتيه وقال بترحيب يُقلّد لهجتهم السعودية فبدا مُضحكاً لأنها لا تليق عليه
: حيّ الله , عيال الكاسر تو ما نورّ الدار بوجودكم .
كتم فهد ضحكه تهكم كاد أن يُطلقها , من نبره صوته الرخيمة البعيدة عن نبره الرجال
, وسلمان لم يهتم ويقول وعينيه بعينيّ الياس , بصوتٍ جهوري حاد كنصل السيف , أورثه لابنه فهد
: الله يحيّك ويبقيك النور نورك , ألياس " افندي "
ـ وشد بصوته على هذه الكلمة ـ
, السموحة جيتنا ذا الوقت وانت توك راجع من سفر الصباح .
ارتعش الياس من نبره السخرية بصوته , وخاصه عندما ناداه بلقب " أفندي " وهو يعرف انه استاذ في مدرسه , ماذا يُريدون منه ؟؟!! هل عرفوا بأمر ميرال ؟؟!! ام أن أمراً اخر يشغلهم ؟؟! . ولكنهم قطعوا كل علاقاتهم من قبل لم يخبر احداً أن اخته لديها ابنه او أي طفل ,
قال الياس مُحاولاً جذب الهدوء إلى انفاسه , التي يشعر بها تهدر بلا هواده من فتحتيّ انفه
: حاشا يا ابو فهد , ما جيتوا إلا وعندكم شي ضروري , أأمروني .
هذه المره قال سعد وهو ينظر له بقوه , و ببساطه يقصده بكل حرف ينطقه
: مايأمر عليك ظالم يا أستاذ , الله لا يذوقك مراره الظالم لا ظلم وأنكر .
ابتسم ألياس ببهوت ينتظر , ماذا يُريدون منه ؟؟! .
فاتسعت عيناه الزرقاء بقوه , ورجف قلبه وخفق كما لم يخفق من قبل , عندما هدر سلمان بقوه , يقول بتهكم
: بسيطه إلياس افندي !!! , جينا ناخذ بنت أخوي التربت عندك من سنين , اعتقد جا الوقت النعيلها إحنا , اخذتوا انتوا كفايتكم .
عقد حاجبيه
: شو بتحكي انت ؟؟! أي بنت أخ ؟؟! , بتعرفوا انو اخوكن ما عنده ولاد وحكينا لكم من زمان , ما عندي بالبيت غير بنتي نادين و ابني خالد .
هنا ثار فهد وانتفض واقفاً , وقال بصوتٍ كهدير الرعد وقدّ أمسك بتلابيب إلياس ساحباً إياه إليه , مُتخيلاً رده فعل جدته الحزينة , أن عادوا خائبين
: لا والله , طيب وانا اقولك أنه الشرطة بس تنتظر اتصال مني تجي تفتش البيت , متأكد انه عمي له بنت !!!! .
ارتعش إلياس من خوفه , وخوفه الأكبر أن يخسر ابنته التي رباها بيديه , قد لا يستطيع الدفاع عنها من زوجته ولكنه يُحبها كثيراً , ويُواسيها كثيراً في ألمها ويطعمها من خلف زوجته العقرب .
استمر بالانكار حتى صدح صوت سوسون بصخب اخترق أذانهم , دون أن تُدرك أن الضيوف يسألون عن ميرال !!!
: ميراااااااال , تعي هون لشوف !!! .
نظر فهد لإلياس نظرات كادت أن تقتله وتُسقطه صريعاً , تركه فهد أخيراً ينظر له بشرٍ كبير ووعيد شديد على كذبه من شيء هُمّ متأكدين منه !!! .

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 01-07-15, 12:15 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد:

 
دعوه لزيارة موضوعي



لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل السادس


التعبير الذي ارتسم على وجهه كان مُخيفاً
يُحدق بشر في الياس ، الذي اكتنز جسده بالخوف
وهو يرى اتساع عينيّ ، سعد وسلمان ، و يسمع هسيس فهد ويكاد يفترسه كضحيه ، يُقطعها بأنيابه الحادة
اجل تقول ماعندك احد بالبيت اسمه ميرال ؟؟؟!! . :
ازدرد الياس ريقه ، ولا يعرف ماذا يقول بهذه المصيبه ؟؟؟!
التي حطّت على رأسه .
اطرق برأسه ، حتى يستسلم ويقول بأسى
: ما كنت بدّي هيك يصير ، بس إنتوا من زمان وعندكم القوه والسلطة ، وخفت !! ، خفت كتيير تحرموني
من بنت اختي وما أبئى اشوفها ، لهيك عملت العملته .
عقد سلمان حاجبيه ، ولم يعجبه تبريره ، حتى انه لم يقنع أحداً , فقال بوقار اتشح به صوته
: مو عذر السويته ولا هي من شيم رجال الأصول ، أمي صارلها سنين تتعذب على فراق اخوي ، وبعدها موته اوجعها وماعادت تتحمل ، وانه ماكان عنده ضنى يحمل اسمه وينّسيها ألمها على فراقه .
اكمل سعد بهدوء ، رغم اشتعال الغضب بداخله ، من تأكيد إلياس لهذه الحقيقة , ولكن لابد من المداهنه حتى يخضع لهم
: حنا مو عيال حرام ، عشان نحرمكم منها يا أهلها ، اكيد كنتوا بتشوفنها وبتنام عندكم وتزوركم بما انكم ساكنين هنا ، هي عرضنا وشرفنا ، ومكانها بين أعمامها لانها تحمل دمنا واسمنا , اسم الكاسر !!!! .
قال فهد يهمس ، وبحرص ان لا يصل صوته الى والده وعمه
: صدقني انا مو رحيم وطيّب مثل أبوي وعمي ، وحسابكم يا هالعائله كلها بكون عسير ، ما راح امشي الموضوع بالساهل .
تجاهل الرجل الكبير في السن كلامه ، رغم ضعف شخصيته امام زوجته الى انه لا يخشى الرجال أبداً ، ولا حديث التهديدات الصريحة وأيٍ كان .
ربما هو اخطا عندما استمع الى زوجته , وطلبت منه اخفاء امر ميرال !!! ، ظَنّ في البداية انها تُشْفِق عليها
لصغر سنها ويُتمها ، وأدرك مع الوقت ومن بُخلها انها ارادتها كخادمه مجانيه لهم ، ولن تضطر بعد ذلك لجلب خادمه براتب عالي يقضي على مصروفهم الشهري ,
فهي كانت تعيش بالبذخ حتى ووضعهم المادي غير مُستقر ، ويعتقد الآن انه يستحق العقاب على مافعله منذ سنواتٍ طِوال .
نظر لسلمان وسعد ، بتجاهل واضح لذلك الفهد الذي تهرب انفاسه من بين شفتيه بلا هواده ، يعتقد !! بل مُتأكد ان فهد لاعلاقه له بميرال حتى يتدخل بأمرها , فهي ابنه عمه وحسب .
قال بهدوء
. انتظروا شوي لروح واناديها :
خرج من عندهم لبضع لحظات يُكلم زوجته وكانت ميرال , هناك قريبه , تنزل عتبات الدرج ببطء شديد مُتحامله على الألم بجسدها , وهي تتشبث بسور السِلّم الحديدي , مُلبية لنداء زوجه خالها التي لم ترحمها حتى الآن وتريدها ان تتابع عملها .
فجأه سمعت كلام خالها وما يقوله لزوجته , ليس من طبعها التلصص والتجسس ولكنها سمعت اسمها , موضوع يخصها هي !! , موضوع به حياتها ومستقبلها معهم .
قد جعلها مصدومه للغاية فاغره الشفاه , لم تتوقع ولا في أقل من أحلامها ان خالها أيضاً يكرهها إلى هذا الحد , ويفعل بها كُل هذا السوء
إلياس ببعض الغضب في صوته الرخيم
: لك انت شو بك عم بِتصْرَخِي بميرال , ما بتعرفي مين عنا هون .
كتفّت ذراعيها بلا اهتمام , وهي تُحرك قدمها بقله صبر
: شو عرفني انا مين في عنا ؟؟!! , ناس بلا زوء جاين بهاد الوقت وهنن عارفين إنا راجعين من السفر وتعبانين ومو ئادرين نرفع راسنا .
عقد إلياس حاجبيه وقال
: الجاين عنا هدول أهلا لميرال , وطبعاً ما رح يهمهن انا راجعين من السفر وهنن بيستنونا نرجع من اول , عيله الكاسر أهل ابوها , واحزري شو بدهن منا ؟؟؟!! .
انزلت ذراعيها لجنبيها بتأهب لما ستسمعه اختلط ببعض التوتر , وحواسها كلها مُستعده لتلك الثورة التي تتخيل ان تحصل , فور ان سمعت باسم هذه العائله التي لن تنساها بحياتها !!! , وكم تمنت ان ترتبط بهم في يومٍ ما , ومازالت امنياتها أحلام , ولكن الله لم يقدر لها ذلك الارتباط
: شو بدهن يعني ممكن بيسألوا عنا لأنا قرايبهم ؟؟! , وكان بينا صله دم .
إلياس بهدوء يُفجر قنبلته
: عرفوا انه أخوهن محمد عنده بنت الهي ميرال , وجاين لياخدوها معن , ولا رح يسامحونا على عملتنا وإنا خبينا ميرال عنن , وكزبنا عليهن وقلنا اخوهن ماعنده ولاد , ابصر شو رح يعملوا فينا شكلن مو سهلين أبداً !!! , قلتلهن ماعنا بنت اسما ميرال أنكرت لأني ما بدي اخسرا , وبعدين سمعوا صرختك بإسما وانت تندهي عليّا .
توتر وجه سوسن قليلاً من هذا الكلام لتقول بصدمه
: وهنن كيف عرفوا عن ميرال ؟؟! .
: حكولي بالمختصر الصار , بكانت بالمشفى و خبط ابن عما فيّا وطاحت منّا هويتها وكان عليها اسما الكامل .
سوسون بطرف عينيها
: يعني خلاص الموضوع انكشف , وهم مصرين ياخدوها , ما هيك ؟؟؟! .
أومأ إلياس برأسه , والتفت برأسه حتى يعود إلى أدراجه , واتسعت عينيه وهو يرى صغيرته ,
قد تهدلت شفتيها وتاهتا عن بعضهما بصدمه كبيره ، و يخرج من بينهما الهواء الصاخب المليء بالضجيج
عقلها الصغير لم يستوعب كميه هذه الصدمة !!!!! .
هي ميرال الضعيفة لها عائله ؟؟! , عائله والدها يعني عائلتها هي , إذاً لماذا زوجه خالها قالت أن لا احد لها ومجبوره على العيش معهم ؟؟! وليس لها غيرهم !!! ,
ماذا كانت تُريد منها وهي لا تُحبها ؟؟! , لما لم تعطها لعائلتها منذ البداية ؟؟! .
طرقت برأسها وهي تُدرك السبب , لقد أرداتها خادمه فهي منذ أن بدأت تعمل في المنزل قد رحلت الخادمة للأبد لتصبح هي البديلة , هل زوجه خالها بهذه القسوة حتى تفعل بها ذلك لهذا السبب ؟؟! , أم أنّ هُناك أسباب أخرى لإخفائها بهذه الطريقة المُهينة ؟؟!! .
رباااااه هذا كثير عليّ !! , قلبها لم يعد يحتمل كل هذه الخسارة , و كُل هذا الضرر والشرخ الذي حدث في قلبها .
رفعت رأسها على صوت زوجه خالها التي تقول بكل برود وتنظر لها بحقد , وقالت بخبث
: أكيد سمعتي الحكي الصار وفهمتِ شو صار ؟؟! كل شي واضح وهلأ بعد كل هالسنوات ما عدت أتحمل شوفك بوجهي ليل ونهار , نكدتي علينا حياتنا , وإجا الوئت الأرميك فيه لأهلك , روحي ضبي اغراضك والبسي عبايتك وانزلي فوراً .
دخلت سوسون بخيلاء بعبائتها وحجابها , وفور ان وقعت عيناها على الرجال الثلاثه ، حتى تخّلت عن خيلاءها , و سرت رعشه هلع الى أوداجها , من طولهم الفارع وهيئتهم المخيفة ,
ظنّت ان الرجال حمقى وأجسادهم مليئة بالدهون وبطونهم تمتد أمامهم , مثل زوجهم , ولكن هؤلاء مُختلفين وكأنهم يقفون أعلى قمّه برجٍ من عاج ,
يشعُ منهم الكبرياء والغرور , وذلك الشاب الذي يقف جانباً كان أكثر هيبه وأنفه .
حاولت أن تتمالك نفسها وتلتقط أنفاسها وقالت بخبث يتخلله الكذي ولم يتضح لهم كذبها المُحترف باتقان تُجيده منذ سنواتٍ طِوال
: يعني بالأخير عرفتوا عنها , بصراحه فكرتكن أزكى من هيك ورح تعرفوا فيّا من أول , بس خيبتوا أملي , وهلأ وبعد الصار اليوم ماعاد بدي ياها في بيتي , مشان سمعه عيلتي الرح تشوها بحركاتها .
عقد فهد حاجبيه من كلامها الأحمق ليقول رافعاً ذقنه
: أقول أحنا يا الرجال مالنا حكي مع الحريم , نادي بنت عمي ناخذها ونسري وسلينا !!! .
هزت كتفيها الرقيقين وقالت بل اهتمام , وعينيها تشتعلان بمكر الثعلب
: رح تجي خبرتها تضب اغراضا , بس من حقي احكيلكن ونحنا مسافرين كانت رافضه تسافر معنا وخليناها على راحتا , ولما رجعنا اليوم اكتشفنا انها ماكانت حتى تبات بالبيت , الله اعلم وين كانت تبات ؟؟! وشو كانت تعمل ؟؟! انتوا أدرى فيها بعد اليوم مو نائصني تجبلي مشاكل لبيتي .
ارتفع صدر سلمان بغضب هادر , وهو يفهم ماهيه هذا الكلام الخطير , الذي تنطق به هذه المرأة المجنونة ,
هل يلوم تلك الصغيرة على ما تفعل لو كان كلامها صحيح ؟؟! وهم لم يعرفوا بها ابداً !!! ولم يسمعوا بها وتربت عند عائله غريبه !!! , بالطبع لا يستطيع لومها ولا يستطيع تصديق هذه الكاذبه ,
التي اخفت عنهم ابنه اخيه لسنوات , وقد تكون هذه كذبه من كذباتها , وقال بغلاظه
: أستاذ إلياس , أقضب زوجتك ونادي بنت أخوي , الحين أطلعها من هنا , ومن هالجنون الانتوا فيه !! .
أما فهد فهو ببساطه استطاع أن يُصدق , بعد أن قالت انهم تركوها , إذاً من اصطدم بها ذات حبتيّ الفيروز هي ابنه عمه ,
لقد رأها عندما رفعت أغراضها عن الأرض , كانت تهرول و تتحدث مع شاب في المشفى وقد غادرت خلفه , ولم يكن هذا الشاب إلا عبدالله الذي لم يعرفه فهد !!!! .
كانت تقف عند الباب , تحمل حقيبتها الصغيرة التي بها كُل اغراضها , ترتجف خوفاً وترتعش زمهريراً داخلياً حتى اعمق اعماقها , لم تستطع أن تتحرك أو أن تصدر حركه لوجودها .
كيف يُرِدون منها أن تدخل على رجال غُرباء ؟؟! , على أساس انهم اعمامها , فهي بحايتها لم تسمع ان لديها أعمام .
كم تشعر بخوفٍ رهيب أن يكونوا أسوأ من زوجه خالها , هي لم تعد تتحمل كُل هذا السوء , تريد الموت علها ترتاح , فالموت مهما كان فهو أفضل من هذه الحياة الظالمة بحقها وحق الضُعفاء .
تململت زوجه خالها بالداخل , وصرخت من مكانها دون أي احترام أو اعتبار للرجال الثلاثه أمامها
: ميرااااااال وينك ؟؟؟! , تعي لهون اشوف ادخلي , مافي حدا غريب .
صغّر سليمان عينيه بغضب , يتمنى لو يقترب من هذه الشمطاء حتى يقوم بخنقها والقضاء عليها , همس لابنه بقربه
: قوم يابوك قوم , اطلع بره خل بنت عمك تدخل , هي أكيد خايفه منّا وما تعرفنا للحين .
أومأ فهد باحترام لأبيه , ينتفض واقفاً وعيناه ترمقان سوسن بتهديد صريح , وازدراء اتضح على وجهه , خرج من باب أخر في نفس الغرفة , حتى يستقر بسيارته , يطرق أصابعه على المقود بقله صبر , ليرى رده فعل جدته بحفيده , يأمل فقط أن تُمحى تلك الغمامه الحزينة من عينيها الصغيرتين المختبئتين بين التجاعيد في وجهها .
أما في الداخل , انتفضت ميرال على صُراخ زوجه خالها , وأجبرت نفسها على الحركة وإلا فهي تعرف زوجه خالها عديمه الصبر ستأتي وتسحبها من حجابها كالنعجة المسكينة .
سمّت بالله الرحمن الرحيم , وآثرت الخُطى بهدوء حتى توقفت أمام الباب مطأطأه برأسها تخشى رفعه , الخوف يكتنز جسدها اكتنازاً , لا تستطيع السيطرة عليه .
سمعت همساً حنوناً يقول
: تعالي يا بنتي أقربي , لا تخافين منا , ما رح نأذيك
رباااااه انه صوت والدها !!! , هل هي في حقيقة أم سراب ؟؟؟!! , كيف تستمع إلى صوت الموتى ؟؟!! , اللذين تحت القبور لا تُسمع أصواتهم !!! , هل يوجد للصوت أشباه أربعون ؟؟؟!! , هذا مستحيل !!!! .
وجدت نفسها تنقاد إليه تدريجياً , فقد قال " ابنتي " , إذاً هو والدها وليس عمها كما يدعون , كانت تقترب دون أن ترفع رأسها , لقد خافت !! , خافت أن يخيب أملها ولا يكون أبيها .
حين أصبحت قريبه منه , سمح لنفسة أن يجتذبها لحضنه , رغم أنه شعر من قبل أنها قد ترفض وتنتفض هاربه للبعيد , ولكن حين لبّت ندائه لم يقاوم ذلك , قد يشتمّ فيها رائحه أخيه , الذي مضى به الدهر دون أن يراه , دون أن يتحدث إليه .
انزلق أرضاً كما انزلقت هي أيضاً بين ذراعيه , يشعر بدموعها تُبلل ثوبه فوق كتفه , يُدرك انها لم تفتح عينيها لتراه اقتربت كما طلبت منها الفطرة أن تفعل ذلك , ربما هو رابط الدم بينهم من جعلها تقترب ,
كان يُقطّع قلبه فقدانها لوالدها وأنها ترى والدها به , لقد شمّت به رائحه أخيه , بينما هو قد شمّ بها رائحه أخيه المفقود , يؤلمه أكثر مناجاتها له بــ " بابا " , تمنى أن يكون لها الأب بعد هذا الوقت , فهو لن يتخلى عنها أبداً مهما كان , وسيحرص أن تكون هي ابنته الرابعة .
ارتعشت ميرال في حضنه وقد باتت تُدرك , أن جسد هذا الرجل ليس بجسد والدها الدافئ , كان جسد هذا الرجل به بعض البروده التي لم تعتدها .
ابتعدت عنه بهلع , تهدر انفاسها وسمعت صوت زوجه خالها يقول باستخفاف
: هياتكن شفتوا قدام عينكن , كيف رمت حالا ع أول رجال غريب , يعني متعوده على هالشي .
احمّرت عيناها بألم , لم تفهم ماذا تقول زوجه خالها ؟؟! , هي بذاتها مُحرجة من نفسها على أنها القت نفسها على رجلٍ غريب لم تعرفه من قبل , فور ان سمعت صوته الذي يُشبه صوت والدها كثيراً , نفس بحه صوته , نفس حنانه .
قال سلمان فاقداً آخر ذرات صبره
: أستاذ إلياس , لو سمحت للمرة الثانية أقولك ضفّ " اقلع " مرتك , ما لنا حكي مع الحريم أم لسان طويل .
نظر إلياس برجاء لزوجته أن لا تحرجه أمامهم , وقد فهمت معنى نظراته جيداً , و همس لها
: دخيل الله , ادخلي هلأ رح أجي وخبرك شو صار , أصلا رح ياخدوها و ما رح يصير شي .
نظرت لهم نظرات ازدراء من الأعلى للأسفل , ورفعت رأسها بغرور وهي تستدير حتى تدخل للداخل .
ثم قال سعد بهدوء
: أهلين فيكِ يا ميرال , أنا عمك سعد الوسطاني
ـ اشار بذقنه إلى أخيه , يردف ـ
سلمان أكبر مني , واخوي محمد الله يرحمه أصغر مني .
احمرّت وجنتاها وهي تقول بخفوت
: أسفه , بس ما عرفتكم !! .
ابتسم سلمان بهدوء
: ماعليه يا بنتي , بإذن الله رح تتعرفي علينا واحد واحد , وعشان تطمنين وتصدقينا .
أخرج بطاقه هويته من جيبه , كما أشار لأخيه أن يفعل , وفردها أمامها , قائلاً بحبور
: هاذي هوايتنا وأسماءنا عليها وصورنا لو بتتأكدين أنا مو كذابين .
بُهتت ملامحها وقالت : حاشا أكذبكم , صوتك يا عمي يشبه صوت بابا حتى أنك تشبه .
قال سعد ببعض المرح أورثه لابنه فيصل
: أفا بس وانا مالي من الحظ نصيب .
نظرت له بطرف عينيها والورد في وجنتيها يشتعل احمراراً , وهزت رأسها قليلاً
: يمكن فيك شوي منه .
قال سلمان وهو يرغب في الخروج من هنا , يشعر بالشياطين والجن تحوم بالمكان , وقال بحنان
: يلا تعالي معنا عشان نعرفك بـأمي الهي جدتك , كل همها أنها تشوفك وتضمك لحضنها , وتشمّ فيكِ ريحه أخوي .
قالت بابتسامه لا تسعها الدُنيا من السعادة
: أنا عندي جده ؟؟!!!! , أم ابوي الله يرحمه الحكاني عنها كثير ؟؟؟! .
قال سعد بهدوء
: إيه عندك ورح يطير عقلها لين تشوفك , إحنا قلنالها من قبل لما تأكدنا منك , عشان لا يصير لها شي لا سمح الله من المفاجأة .
ابتسمت من اجمل الابتسامات التي يُمكن ان تبتسمها , حتى تلفت لخالها تودعه , من كل قلبها وتشكره على كل ما فعله من اجلها , وكل مالم يستطع فعله من أجلها , أقل شيء كحمايتها من زوجته القوية , بينما بادلها إلياس العناق بقوه وهو يوصيها على نفسها وعائلتها , يتمنى لها الخير وأن تحظى بحياه أجمل بكثير مما قضته معهم هنا .
دخلت إلى الداخل أيضاً , حتى تتبادل عناقاً قوياً تخلله الدموع مع ابنه خالها نادين , ولم تنسى الصغير , بينما أرادت توديع زوجه خالها وشُكرها على ما قدمته لها كانت الأخيرة قد غادرت لأمرٍ طارئ .
ثم عادت ادراجها حي ينتظرها عميّها الاثنين , غادرت معهما إلى حياةٍ جديده , تأمل أن تكون أفضل وأجمل من حياتها هُنا !!! .
*****

كان يدور حول نفسه كأسد جائع في قفص , أي اتجاه يتجه اليه مُغلق في وجهه , زمجر بغضب وهو يتذكر كلام والده له
*
قال أبو طارق وهو يُحرك خرزات مسبحته بين أصابعه
: طارق تعال هنا .
كان يصعد عتبات الدرج بوجه مُتجهم , لأن والده الآن يُجبره على أن يُتمم زواجه بابنه عمه , بعد أن أجبره على أن يتزوجها ويعقد قِرآنه عليها قبل سنتين , كان يرغب أن يتركها مُعلقة أكثر من ذلك.
اقترب من والده بتحفز , ماذا يُريد منه بعد ؟؟! ألم يحدد موعد الزواج بعد اسبوع , ماذا يُريد أكثر من ذلك ؟؟! , لما لا يجعله يرتاح قليلاً قبل أن يقع , مع ابنه عمه الغبية , كانت دوماً مثل أخته , تباً !!! انها أصغر منه بسنتين فقط , لم يُكِّن لها المشاعر إطلاقاً .
قال باحترام لوالده , فمهما حدث فهو والده
: سمّ يبه " نعم " .
نظر له والده مُصغراً عينيه , وفجأه أرخى بجسده على الأريكة يبتسم بمكر , ويقول
: خلاص ارتاح وتطمن , لا عاد تحضر للزواج ماله داعي , بنت عمك سميرة رفضت تِتمم الزواج , وتبغاك تطلقها .
اتسعت عينيه بصدمه , من هي هذه المُتكبرة حتى ترفضه بهذه الطريقة ؟؟! وتُهينه وتُهين رجولته برفضها له .
قال بذهول , وذراعية ترتعش بجنبيه
: يبه , تدري اني ما رح اتضرر من هالموضوع وهي الــ
رفع والده كفه حتى يوقفه عن الكلام وقال
: سميرة لبوه , ما رح تهتم لحكي الناس , آخر همها وش يحكي الناس فيها , وبعدين مو انت ما تبيها !!! , خلاص جاك الرفض , خلك وأهجد " ارتاح " , لا تسويلنا مشاكل .
زمّ شفتيه بغضب , صحيح انه لا يُردها وظنّ أنه سيُخضعها , حتى يستطيع أن يتزوج عليها متى ما أراد , ويذلها كما يُريد , متى أصبحت تأمر وتُنهي ؟؟! , بل منذ متى وهي تمتلك شخصية ؟؟! , لاطالما عرفها ضعيفة تخاف كثيراً , وتحتمي بالجميع .
قال بقوه , والشرّ يلتمع في عينيه
: معليه " مو مشكله " يبه , ما رح أسوي مشاكل , بس أنا بتفاهم معها , هي زوجتي الحين وأظنّ عادي أقدر أكلمها .
هز والده منكبيه , يُخفي ابتسامته من التراقص على شفتيه , لقد عرف أن ابنه ثار , وغضب لأن ابنه اخيه المُذهلة , رفضته هو ولم تطلب الطلاق منه طوال سنتين لانه تجاهلها , ويعرف أن أنسب شخص لطارق وشخصيتة الجِلفة , هو سميرة بقوتها وجبروتها وفي نفس الآن أنوثتها وأناقتها التي ستسقطه صريعاً , فابنه لن تعجبه الضعيفة الذليلة .
*
جرجر ذهنه من الماضي القريب إلى الحاضر , ولا يُريد التعمق أكثر بذكرياته تلك !!! , تباً .
وجهه قبضته الخشنة للحائط يُفرغ به غضبه , وأنفاسده تهدر من رئتيه بلا هواده .
تلك التافهة ستجبره على أن يذهب إليها , حتى يسترضيها .
هدأت أنفاسه وعادت تتناغم مع ارتفاع وهبوط صدره , والتوت شفتيه بخبث , حسناً !!! فليكن سيسترضيها ليتمّ هذا الزواج , وعندها سيذلها لأنها أجبرته على ذلك برفضها , في الحقيقة هي فاجأته , كان طوال سنتين ينتظر الطلاق منها هي حتى لا يكون الذنب عليه ويلومه الجميع .
حمل أغراضه الشخصية و مفاتيح سيارته , يخرج من منزله وكله اصرار على تلقينها درساً لن تنساه .

*****

كانت تتجول بسأم في القصر , تنفض شعرها الناري للخلف , فهي تحبه حُراً طليقاً يُهفهف على قدّها .
وصلت إلى غرفه الجلوس وليس لها خيار آخر , فحتى الخروج ملّت منه ,
هناك كانت تجلس والدتها و رسيل تتبادلان الأحاديث بوديه والابتسامة تتراقص على شفتيهما , لم تحب يوماً الجلوس معهما فهي ترى أن والدتها ليست بسنها واحاديثها لا تليق لها ولا تروق لها , بينما لا تعرف لماذا رسيل تستمتع كل هذا الاستمتاع معها ؟؟؟؟!! .
دون أن تدرك أن روحاً نقيه وصافيه تربط بين توأمتها ووالدتها , روح الأم وابنتها , تلك الثمرة التي نمت في بطنها حتى كبرت وتفجّرت , شعور لم تجربه بسبب عنهجيتها وغرورها .
جلست بهدوء , وسمعت والدتها تقول بحنان
: ياحيّ الله بنيتي القاطعة , وينك يمه ما تنشافين , ماتملين لحالك وبجناحك .
لوت شفتيها ونظرت لوالدتها وقالت
: إلا يمه أطفش بس مافي شي أسويه , حتى هنا أطفش .
قالت رسيل بمرحها المُعتاد
: ترى فاتك نص عمرك , طلع عندنا بنت عمّ , تخيلي عمي محمد الكنا نسمع فيه بس ما شفناه الله يرحمه طلع عنده بنت .
ارتفع حاجب أسيل باهتمام وقالت
: صدق ؟؟! , وليه تونا نعرف عنها وش صار .
قالت والدتهم بتحفظ
: هالشي ما يعرف فيه إلا الكبار , ماعليكم منه , المهم هالبنت بس تجي رح تعيش هنا , عند جدتكم حلفت أنها تعيش عندها , ياخوفي تطلع رفله " مو كويسه " وتأذّي جدتكم بدل لا تعاونها .
رسيل : لا ان شاء الله انها حبوبه و كيوت , وتصير صديقتي وناسه انها بتعيش هنا .
ردت اسيل بامتعاض : وع وش التجي تعيش هنا ؟؟! فاتحين حظيره إحنا ؟؟!! .
قالت والدتها بقوة : اسيل , احترمي نفسك , هاذي بنت عمك أولاً وبعدين مالها مكان وإحنا أهلها , وين نجدعها " نرميها " بالشارع مثلاً ؟؟؟! , وانت تدرين انه جدتك عايشة هنا مو عند عمك سعد , وما رح تضايقكم بشي والشقة مفصوله كلياً عن القصر .
مطّت أسيل شفتيها , وانتفضت واقفة وقالت بتكّبر
: طيب , يمّه سو التبغون , مالي دخل وبعدين بتشوفين أنها بتاخذ واحد من أخواني لو جت , وترتاحين انها بتكون عندك علطول .
غادرت وتركتهم يُتابعون حديثهم , بعد أن سمعت كلام والدتها وهي ترفع صوتها حتى تسمعها
: هي بتيجي وتعيش عندنا , وبنشوف اخلاقها لو ماعليها غبار , أكيد بشرفني تاخذ واحد من عيالي .
حركّت كفها بعدم اهتمام , فاليفعلوا ما يريدون , لا يهمها الآن غير أن تُفرّق اختها عن زوجها , حتى وان لم تأخذه هي , فالنهاية زياد كان حبيبها .
اشتعلت عيناها بفكرة خطيره , لتلوي شفتيها بابتسامة خبيثة , وهي تنوي البدأ بتفريقهم .
كمية الحقد في قلبها الأسود , لا تسع هذه الدُنيا , مع الأسف فهي لم تُصفي قلبها من ذنوبه وندوبه , لاتثق بنفسها ولا حتى بجمالها , أعمت عينيها عن هذه الحقيقة وملأتها بالغيرة و حقدٌ وكُره كبير.

*****
في هذه الليلة الداكنة , ظلام الديجور يكسو السماء السوداء , حيث المجون عمّ المكان بأشكاله , وانتشرت روائح السيجار والحشيش بانواعها وألوانها ,
في إحدى تلك الغرف البعيدة عن الصخب والضجيج .
يجلس متكئاً سانداً ذراعه إلى ركبته , يمُج من سيجارته وينفخ دخانها , حتى سعل ذلك الشخص أمامه من قوه الدُخان دون أن يأبه به الأخر وهو يُتابع شُرب سيجارته ويقول بهدوء
: وش آخر الأخبار الجمعتها عن فهد الكاسر .
ممر نظراته عليه يُردف مستفسراً باستهزاء
- اسمه فهد الكاسر صح ؟؟؟! .
أوما الآخر برأسه
: ايه يا زعيم فهد الكاسر تأكدنا منه , ووضعه مثل ما هو , بس في شي غريب .
لمعت عينيه باهتمام , ليردف الآخر
: هو حالياً مشغول بموضوع بنت , اعتقد انها قريبته , كان راسل رجاله يدروا عليها .
صفر الزعيم باهتمام كبير , وجرجر كل حواسه إليه
: ايه وش سالفه هالبنت ؟؟! .
قال : مادري للحين ما صار شي , رجالنا مراقبينه ونعرف وش يصير معه , اعتقد تقدر تهجم الحين دام هو مشغول وتاخذه غدر .
أومأ الزعيم برأسه بصبر , لقد صبر لسنه كامله حتى يتغلب على هذا الفهد الشرس , ووقت النصر قريب , لا مانع إن انتظر اكثر من ذلك , سيرُد له الجرح أضعافاً مُضاعفه , مهما كان , قال وهو يُحدق للأمام
: لا , بنصبر شوي , لين نشوف وش سالفه هالبنت , أخواته الحين وحده منهم تحت السيطرة , بس الثانية ثقيله ماعليها من أحد , الثالثة متزوجه و زوجته واضح انه ما يطقها الأعمى يشوف لو ضريناها ما رح يتأثر .
مع الأسف فهم لم يعرفوا طبائع الفهد !!! , حتى وان كان لا يُحب فهو أيضاً لا يكره ويتمنى الأذى , وعائلته من والديه إلى اخواته وزوجته وعائله عمه , خطٌ أحمر عريض لمن يقترب منهم بأذى لا يرحمه .

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
#aurora, البشر, الطبايع, اجتماعية, دراما, رومنسية, رواية خليجية, رواية طويلة, رواية#أورورا, فهد
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t199807.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
(ط±ظˆط§ظٹط©) ظ†ط¸ط±ظ‡ ط§ظ„ظپظ‡ط¯ ظˆط³ط­ط± ط¹ظٹظ†ط§ظٹ / ط¨ظ‚ظ„ظ…ظٹ | Bloggy This thread Refback 24-10-15 08:17 PM


الساعة الآن 09:48 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية