لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-07-16, 12:17 AM   المشاركة رقم: 81
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 
دعوه لزيارة موضوعي



لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
aurora
..
الفصل السادس عشر

كان يسير وقد سلبه التعب كُل طاقته المكنونه وكسر شوكته , لم يبقى إلا بعضُ الفُتات من الطاقة التي تجعله يعود بسلام للفندق . عاد من الطريق الآخر والأسرع حتى يصل إلى زوجته التي تركها تقف عند البوابة وحيده , و التي هي بالطبع تشعر بالتعب أكثر منه بما انها مُجرد أنثى ضعيفه الجسد وهشة العود .
رأها , ويا الله !! كم أوجعت قلبه رؤيتها هكذا وهي تتخبط عند العامود وتُصارع الإعياء من الوصول لعينيها . تقدم نحوها فور أن رأى امرأتين غريبتين تجلسان عندها , وهي وكانت قد اغمضت عينيها وتهمس بقوه وهي تُحاول جاهده فتح عينيها حتى لا تخرّ صريعه : وين فهد ؟؟! ابغى فهد زوجي !! , لا تسوا لي شي الله يخليكم , لا تأذوني .
قطبت احدى المرأتين حاجبها وقالت بلُطف : لا تخافي يا بنتي ما رح نأذيك , بس نبغى نساعدك .
قال فهد يتنحنح بخشونه خلفهما : عفواً ممكن تخلوني اتصرف مع زوجتي واشوف ايش فيها , محتاجه انها تتنفس .
ابتعدت المرأتين عنها وقطبت الأُخرى من صِلفه وكأنها ووالدتها تخنقان زوجته , واقترب منها فهد يرفعها بخفه وأصبحت ذراعة المفتولة خلف عُنقها ويربت على وجنتها بخفه : ميرال , قومي يلا , ميرال يلا قومي .
قالت المرأه الكبيرة : خُذ يا ابني رش عليها شوي مويه عشان تصحصح , وشربها العصير وخليها تاكل التمر يمكن انخفض سُكرها .
أخذ منها فهد الماء دون أن ينظر لها وشكرها , وبلل يده بماء زمزم وهو يُطبطب على وجهها الرقيق , حتى بدأت تفتح عينيها البلوريتين , وقال يتنهد بعُمق : كيفك الحين ؟؟! وش تحسين فيه ؟؟! , اخذك المستشفى .
ابتعدت عنه بخجل فور ان ادركت أنها تبقى فوق ذراعه وقالت بتعب : لا , لا ماله داعي المستشفى , دخت شوي بس الحين احسن .
قالت المرأة بابتسامه : الحمدلله انك بخير , هو الواضح انك ما اكلتي شي قبل العُمرة عشان كده دُختِ , اشربي العصير عشان تتحسني أكثر , ألف سلامه عليكِ .
قالت ميرال بامتنان : الله يسلمك يا خالة , مشكوره .
غادرت المرأتين وبقي فهد ينظر لها وهي تأكل التمر بهدوء وقد بدأ اللون يعود لوجهها , وقال فجأه : ايش جابك هنا ؟؟! , انا تركتك عن البوابة .
نظرت له وقالت بصوتٍ مُتعب : كان في مجموعه كبيره من الناس فجأه دخلت بينهم وما قدرت اطلع تعبت و كل واحد يدفني للثاني , لين لقيت نفسي هنا وما عرفت أرجع لمكاني .
أشار فهد أمامه بمسافه قصيرة نحو بوابة ضخمة : أنا تركتك هناك , بس اول مره تجين فأكيد لخبطتي بين البوابات وتهتي .
أومأت برأسها وهي لا تستطيع التحدث أكثر , قال فهد وهو ينهض عن الأرض : تقدرين تمشين للفندق ؟؟! ولا اجيب " تاكسي " ياخذنا .
نهضت بهدوء : لا أقدر أمشي .
وصلا لفندقهما ,فقال فهد وهو يشعر بالذنب لتركها كل هذا الوقت من دون طعام فهو معتاد على ذلك والطعام القليل , بينما نسي وجودها معه وانها بالتأكيد تشعر بالجوع : بخليكِ هنا شوي وبروح اشوف اذا في مطعم مفتوح الحين عشان اجيب شي ناكله .
قالت ميرال بسرعه : لا , ما اعتقد في شي مفتوح الحين احنا بالفجر , انا ابغى انام بس مو جوعانه .
نظر لها بشك : أكيييد , تراني نسيتك أنا عشاني متعود ما أكل كثير .
نهضت وهي تتوجه لدوره المياه وتحمل بين ذراعيها منامه ذات أكمام طويله : أكيد .
خرجت من دوره المياة والماء يتقاطر من شعرها ويجد طريقه على منامتها القطنيه وقد بللها نوعاً ما , وكانت قد سرَّحت شعرها بشكل عشوائي ورفعته بمشبك كبير , وكان فهد يمُد جسده على السرير وكان شعره رطباً مُتهدلاً على وجهه وقد استحم في الحمام الآخر , ولم تعرف ميرال ماذا عليها أن تفعل ؟؟! و أين تذهب لتنام ؟؟! فهي تخجل كثيراً ولا تستطيع ان ترمي بنفسها بجواره , فقررت أن تجلس بهدوء على الكُرسي الذي بقُرب النافذة الزُجاجية المُمتدة من السقف إلى الأرض وهي ترى الناس يُصلون ويطوفون حول الكعبة .
فُزعت عندما سمعته يقول لها بصوته الخشن القوي : مو قلتِ بتنامين ؟؟!
أومأت برأسها , بينما هو رفع حاجبه وقال : طيب وش تسوين هناك , تعالي نامي .
وأشار بذقنه بجواره , احمرت وجنتيها وهي تنهض بهدوء وتجلس على طرف السرير بنعومه وتدخل قدميها أسفل الغطاء وتسحبه لذقنها , و تحمدالله أنه قد تكلم فظهرها يكاد أن يتحطم من التعب وتحتاج أن تمُدة وتُريحه قليلاً .
أولاها ظهره وهو يُغلق الضوء الصغير بجانبه وقد رحِم خجلها الشديد منه وقد كان واضحاً على ملامح وجهها وحركاتها البلهاء .
تنهدت براحه عندما أغلق الضوء ومدت نفسها بهدوء على السرير حتى تُغمض عينيها . وشهقت بصدمه عندما شعرت بذراعيه المفتولتين تُحيطان بخصرها , وتسحبها بقوه إلى صدره حتى التصق ظهرها بصدره وكأنهما أصبحا كجسد واحد .
كانت تفوح منه رائحه ما بعد الحلاقة , وشعرت به يُمرغ وجهه بشعرها الرطب وهو يستنشق عبير شعرها , ويهمس : هششش , ما ابي أسمع ولا حرف رح ننام مانيب مسوي شي الحين .
كان قلبها يتخبط بداخل صدرها , وانفاسها قد تعثرت داخل حُنجرتها , بينما شعرت به يُمرر كفه على ذراعها ويقول بصوتٍ خافت : وش فيكِ تتنافضي ؟؟! أهدي ما في شي يخوف .
كان يسمع صوت انفاسها المتوترة , وعقد حاجبيه من خوفها الغير مُبرر بالتأكيد هي لم تكن تظن أنه لن يأخذ منها حقوقه فهو يريد طفلاً وعادت هذه الرغبة تجتاحة بقوه وأكثر من قبل , يشعُر بالحنين لطفله الذي ودَّع هذه الحياة مُبكراً , ولسوء حظها فقد وضعتها جدته في طريقه .
بعد عده دقائق شعرت بانتظام انفاسه وتناغمها مع عضلات جسده وارتخائه , حتى ترتخي هي وأخيراً بعد موجه الخوف التي انتابتها من قربه , وتغُطُ في نومٍ عميق وأحلام سعيده تراودها مع رجُلِها الذي يحتضنها الآن , .فمنذ البارحة وهو يُعاملها باحترام ولم يقسوا عليها حتى وان كان يتخلل صوته البرود , فهي شعرت معه بالأمان في الحرم المكِّي فلا أحد معها هنا حتى يحميها غيره .
*****
فتح عينيه بهدوء وقد نام لساعات قليلة , فهو معتاد على النوم القليل والأرق الدائم , كابوسٌ ما يُراوده بأنه قد تزوج مره أخرى !! , نعم انه كابوس فهو لن يُخطئ للمرة الرابعة ويجلب على رأسه مُصيبة أخرى غير التي عنده .
رمش بعينيه بقوه وهو يفزّ من السرير وينظر ببهوت باتجاه الشهقة التي صدرت من فم زوجته التي تجلس على الكُرسي بقرب النافذة الزجاجية الضخمة , عندما أجفلها بنهوضه المفاجئ كالملسوع .
قال يفرُك صدغة بعد ان استعاد قليلاً من وعيه وأدرك أن هذا ليس بكابوس بل إنها حقيقه مرّه : كم الساعة الحين ؟؟!
ردت بنعومه وصوتها مختلط ببحة النوم فهي أيضاً لم تستيقظ منذ مده طويلة : الساعة وحده الظهر .
نهض عن السرير وهو يدلُف لدورة المياة , خرج وتفاجأ عندما رأها تُرتب السرير , فقال بصدمه
: ماله داعي ترتبين السرير , بس نطلع الحين بيجي العُمّال يرتبوا الجناح .
كانت قد انتهت من ترتيبه , بل كانت المرة الأولى التي تذهب فيها إلى فندق فلم تكن تعرف ماذا عليها أن تفعل ! فقامت بترتيبه حتى لا تكون مهمله في عينيه .
خرجا معاً حتى يُصليّا الظُهر في الحرم المكي , ثم ذهبا لإحدى المطاعم البسيطة حتى يتناولا طعام الغداء .
لم تكن معتاده على الطعام الجاهز فكان هذا الطعام لذيذاً بفمها وقد أعجبها كثيراً , ثم بدأت موجه توترها وكيف ستخبره بما تُريد .
همست بخفوت والطاولة حاجز بينهما وقد اشعرها ذلك ببعض الأمان : فهد !!
خرج إسمه من بين شفتيها رقيقاً جذاباً بنغمه يسمعها للمرة الأولى , هل يُبالغ إن قال أنه أحب إسمه أكثر من قبل ؟؟ وأحب همستها بإسمه التي هي أحلى من النايّ .
قال بهدوء وهو يأكل الأرز : سميّ .
همست : سمّ الله عدوك , بس كنت حابه اسأل كم يوم بنجلس هنا ؟؟!!
أصدر صوتاً ساخطاً بداخله وهو يُحدث نفسه " هه وأنا العلى بالي انها مختلفه عن القبلها , و طلعت أردى تنتظر اليوم النرجع فيه "
قال وهو يلوي شفتيه : ليه تسألين ؟؟! مليتِ وودك ترجعين ؟؟
هزت رأسها نافيه وهي تقول بسرعة وقد فهمت مقصده : لا لا مو قصدي , بس عشان إذا بنجلس قليل ودي أخذ عمره كل يوم بنجلس فيه هنا ! هاذي المرة الأولى الأجي فيها مكه وبصراحه ما ودي ارجع بدري وانا ما شبعت منها , واحس عمرتي امس ما استغليتها كويس , وكنت تايهه ما أعرف شي .
طرقت رأسها بخجل وهي تتكلم بسرعة حتى تُبرر له , اتسعت عيناه وقال بهدوء وهم يعقد ذراعيه لجذعه : احنا بنجلس اسبوع هنا , بس ما نقدر ناخذ عمره ثانيه تحللنا من احرامنا امس , لو انك قايلتلي من أمس كان تصرفنا .
احمرت وجنتيها ولم تستطع ان تخبره بأنها خجلت من ان تتحدث معه البارحة وان اليوم قد فُكتّ عقده لسانُها فجأة .
قال مُردفاً وهو ينهض : تعرفين إني طيّار وهالرحلات القصيرة اروحها اغلب ايام السنة يعني نقدر نعتمر كل شهر مره او مرتين , يلا قومي خلينا نروح نصلي العصر بالحرم .
ابتسمت وهي تنهض معه ويتوجهان للحرم ويُصليان العصر , لم يكونا بحاجه إلى سياره فكُل شيء موجود بقربهم .
كانت تُحدق بالحَمَام الذي ينقُر الأرض المُلتهبة من الشمس نقراً كثيفاً ويبحث عن رزقه , كان مشهده جميلاً للغاية وهم مجتمعين حول بعضهم , وكانت تتعجب من اقتراب الناس وعدم هرب الحَمَام منهم وكأنهم يعرفون أن هذا المكان محمي من الله وأنه لا داعي للخوف حتى يهربوا من المُعتمرين الطيبين اللذين يقومون باطعامهم .
نظرت لفهد وقد كان مُنشغلاً بالحديث بالهاتف , وأخرجت قطعه من الخُبز من الكيس الذي معها وكان من طعامهم الزائد . واقتربت بخوف من الحَمَام , وهبطت بهدوء نحوهم وهي تمُد ذراعها .
شهقت بخوف عندما رفرف الحمام بعُنف , وعادت للخلف وهي تراه يُحلق حولها برفض .
سمعت صوت فهد يقول : ما رح يرضون ياكلون الخبز وأصحابهم في الجهة الثانية مستمتعين بالحبوب .
نظرت له وقد أشار بذقنه حيثُ مجموعه ضخمه من الحمام في زاوية معينه تُحاوط الحبوب وتنقرها بمنقارها .
قالت بيأس : خساره كنت ابغى أأكلهم وأخليهم يجوا على إيدي بس ما معي غير هالخبز .
أمسك بكفها وهو يسحبها معه إلى أحد " الحجات التي تبيع الحبوب " واشترى منها كأساً من الحبوب , ويُعطيه لها ويقول
: يلا طيب , لو ما تخافين أكليهم ؟؟! بس ها لا يطلع صوت صراخك من الخوف مو لحالنا إحنا هنا .
ابتسمت أجمل ابتسامه يُمكنها ان تبتسمها ويكفيها ان تشعر بهذه السعادة بقُرب الحرم المكي وهي تُطعم الحمام .
وضعت القليل من الحبوب بكفها وهي تمُدها أمامها حتى يهجُم عليها سربٌ من الحمام ولم يكن الأمر مُخيفاً كما كانت تتخيل بقدر ما كان جميلاً وهي تتغلب على خوفها من هذه المخلوقات الضعيفة التي لا تؤذي .
قهقهت بمرح وهي تحاول كتم صوت ضحكاتها حتى لا تعلو ويغضب منها فهد , وأما هو فقد كان يقف خلفها ويستمع لصوت قهقهاتها ويبتسم بهدوء دون ان تصل ابتسامته لعينيه , وقد أنهى مُكالمته للتو مع صديقه يوسف , الذي فاجأه بأنه تقدم لأخته منذ اسبوعين دون أن يخبره أحد بذلك . جرجر أفكاره عن هذه المُكالمة . و حدَّقّ بها بعُمق يرى رقتها بإطعام الحَمَام , واستمتاعها بهذه المُهمة وضحكاتها الجميلة , لقد كانت جميله حقاً .
تقدم بخُطىً واثقه وقد تحمس لأن يُجرب شعورها الذي تشعر به ! يُجرب إطعام الحمام ليعرف ما الذي يجعلها تضحك بهذه الطريقة الناعمة ؟؟! هل هو ممتع حقاً إطعام الحمام ؟؟! ام انها تُبالغ ؟؟ يُريد لهذه الضحكه والبسمة على شفتيها أن تنتقل له .
وقف بجانبها وهو يُعبئ كفه بالحبوب ولم يكد يرفع الكأس حتى يهجُم عليه سرب أخر من الحمام قام باجفاله حتى تعثر وسقط أرضاً , لم تستطع ميرال كتم صوت ضحكاتها وهي تضحك بصوتٍ ناعم ولكنه مُنخفض لا يصل إلا إليه .
نظر لها نظرات حاده حتى كُتم صوت ضحكاتها وهي تسعُل بحرج , نهض عن الأرض والغضب تصاعد لعينيه و ينفض ثيابه بنزق , وقد اُفسد مزاجه بهذه الحركة التي لم يجد بها أي متعة تُذكر , وقال بخشونة من إحراجه : أمشي يلا بلا حركات تافهه بنرجع الفندق .
دخلا إلى الفُندق , وكانت ميرال تضغط على شفتيها من خوفها أن يضربها بسبب ضحكها عليه , لقد ندمت الآن لأنها سمحت للضحكة أن تجتاحها , فلقد كانت سعيدة جداً وهي تُطعِم الحَمام وجاء موقفه وضحكت رُغماً عنها .
أغلق الباب خلفه وارتعشت بخوف وهي تُعطي ظهرها للنافذة وتنظر له , كان كالنمر المُرقط وهو يقترب منها بهدوء وخطوات غداره , حتى وقف أمامها مُباشرة .
هذه المرة هو يُريدها ويُريد اتمام زواجهم لقد تجاهل هذا الأمر الليلة الماضية لتعبهم في أداء مناسك العُمرة , أما الآن فضحكاتها ما تزال ترِنُّ برأسه , وابتسامتها تحكي أنّ ثغرها معصية , هو أراد أيضاً عقابها بطريقته لسُخريتها به أراد إحراجها ورؤيه احمرار وجنتيها القُطنيتين .
كانت الستارة مكشوفه وأراد أن يُغلقها حتى وهو مُتيقن أنهم بعيدين عن مجال الرؤية من العيون المُتلصصة , فمد ذراعه بعفويه باتجاهها , وصدمت ميرال عندما وضعت ذراعيها امام وجهها بطريقه حمائية وهي ترتجف خوفاً , كأنه !! كأنه سيضربها ؟؟؟؟
مرر ذراعه فوق كتفها وهو يُغلق هذه الستارة , ويلتفت إليها ويُمسك بعضديها وهو يقول بقوه : طالعي فيني !!
نظرت له وهي ترمش بعينيها والخوف لم يُغادرهما وهمست : أنا آسفه ما كان قصدي أضحك !!
قال باستنكار : ترى الضحك ما هو حرام ! ولا هو عيب ! ولا هو ممنوع !! ليه تعتذرين ؟؟ موقفي كان يضحك من جد وأنا لا ني أول ولا أخر انسان تصير له مواقف زي كذه , وعصبت عليكِ تحت من إحراجي بس , ولو صارلك انت بعد على بالك بطبطب عليكِ أكيد رح أضحك , بس الأبي أعرفه ليه كل هالخوف وفكرتي أني ممكن أضرك أو أضربك بشي أنت مالك ذنب فيه ؟؟! وحتى لو لك ذنب أنا آخر تصرف أتصرفه هو الضرب والعُنف وخاصة مع الأطفال والحريم .
ترقرت عينيها , لا تعرف ماذا تقول له ؟؟ هل تقول أن زوجه خالها تقوم بضربها بشده وحرقها بالسجائر عندما تُكسر كأسٌ من زجاج أمام قدميّ ابنها ويُجرح بها ؟؟! و تضع اللوم عليها وأنها هي من تعمدت وضع الكأس أمامه لتؤذيه , هل تخبره كم أصبحت تخاف منها ومن كل حركه وهمسه تقوم بها حتى لا تتعرض للأذى ؟؟ .
كتمت شهقه مريرة كادت أن تخرج منها , وهي تطرُق برأسها ولا تعرف ماذا تقول ؟؟ وقد فضلت الصمت .
فهم نظراتها وارتعاشاتها , بالتأكيد هي زوجه خالها الشريرة لقد رأى بنفسه كميه الشرّ بعينيها , كما أخبره والده بالباقي من حقدها .
ربااه كم آلمتك هذه المرأة !! وأرى هذا الألم في عينيك , هل جعلتكِ تخافي حتى أوصلتك لهذه الحالة الحساسة بالخوف من أي حركه عفويه لأن تظني بأنها أذى يُصيبك ؟؟ ماذا فعلت بك تلك المرأة ؟؟ أخبريني و دعيني أُكمل طريقي بما فعلته , بسبب إخفائهم لكِ عنا وعن جدتي التي كانت تتوق لرائحتك .
كانت هشه ورقيقه تحت ذراعيه القويتين , تأوه بقوه وهو يرفع رأسها بين كفيه ويرى الدموع تتغرغر على مُقلتيها , لم يكن يوماً ممن يتأثرون من دموع النساء فهو يراها دموعاً كاذبه كدموع التماسيح .
وحدّق فهد بالجدولين الصغيرين اللذان تدفقا نزولاً على وجنتيها النديتين , ولا يعرف لما تأثر ؟؟! سيُجن ويعرف لما تأثّر بدموعها ؟؟
لم يُقاوم أكثر وهو ينحني قابضاً شفتيها بين شفتيه كالنسر حين ينقضُّ على فريسته , تلاشت ساقيها من تحتها فلم تشعر بها وكأنها شُلَّت,يرفعها عن الارض بخفه وكأنه تعب من الانحناء, ويحملها بخفه إلى حيثُ يقبع مضجعهم , فقُبلتها أثارت به الكثير من الأحاسيس , أحاسيس مُتشابكه لم يُحدد كنهها , كل ما يشعر به هو رغبته الشديدة في أن ينالها و ينهل من عذوبتها ورقتها .
أما هي فقد كانت خائفة جداً كانت قُبلتها الأولى و رقيقة للغاية ولكنها كانت تزداد تطلباً في كُل ثانية , كانت تخاف أن يرى ما حاولت إخفائه !! تخاف أن يرى علامات عذابها لسنين ماضية , علامات مازالت تقبع مكانها !! , كيف تُفسر له ما رمرت به عندما يُطالبها ؟؟! لن تستطيع التفسير فهي تنزف دماً وألماً عندما تتذكر !! فكيف بها تُفسر؟؟! وهي تنزف بذوراً جديده تنمو للربيع .
*****
وهاهي الأرض تُشرق بنور ربها ويمضي اليوم كأي يومٍ طبيعي , والجميع يخرُج لعمله ويؤديه على أكمل وجه وبإتقان , بينما الذي لا يكون طبيعي البعض الآخر من الجنس البشري الفظيع اللذين يمدون جسدهم بكسلٍ ذريع على الأريكة , تماماً مثل بسام .
نظرت له والدته بقله صبر , وذراعه تتدلى بجانبه وكفه الأخرى تستقر على صدره , بينما يفغر شفتيه كالأبله وصوت شخيره أزعجها , فنظرت لميس وهي تُعانقها وتهمس لها
: اشتقت لك يمّه , شلونك عساكِ بخير ؟؟ وزوجك يعاملك زين ؟؟ وكيف اهله معاكِ ؟؟ عساهُم ما يأذونك .
ابتسمت بخجل عندما تذكرت زوجها وطاقته الرجولية التي لا تهدأ فمن بعد تلك الليلة وهو لا يترُكها تتنفس بشكلٍ جيد , وقالت برقه : الحمدلله يمّه بخير , كلهم يعاملوني زين و يقدرون حالتي الصحية , إلا خليكِ مني وقوليلي أنت شلونك وشعلومك ؟؟!
تنهدت أمها وهي تنظر لابنها وتقول : مثل ما انت شايفه يامك , جالسه وحاطه ايد على ايد وهالولد ما منه فايده وعايشين على بعض الصدقات , والفلوس القليل اليجيبها .
اكفهر وجهها وهي تبكي داخلها دماً بدل الماء وقلبها ينزف وأخيها يرُش عليه الملح عنوة , لو انها فقط تستطيع أن ترى أمامها لكانت عَمِلَت وفعلت المستحيل حتى تبقى أمها مُعززة ومُكرمة ولكن ليس بيدها شيئاً , ليس بيدها , كل ما تأمله الآن أن تستعيد بصرها حتى تستطيع العمل من أجل والدتها .
قالت امها بهدوء : أنا بقوم شوي يا قلبي , بسويلك شي تشربيه .
كانت تُحرك كفيها بجانبها تبحث عن والدتها حتى وجدت كفها والتقطتها وهي تُقبلها بعُمق : تسلم إيدك يا الغالية الله يخليكِ لي وما يحرمني منك ومن وجودك , بس تكفين أجلسي ما ابي اكل واشرب شي , اشتقت لك واشتقت لريحتك , ما ابي شي .
قهقهت والدتها بخفه وهي تقول : طيب , طيب انت ما تبين بكيفك انا متعوده اشرب شاي العصر , ما ني مطوله .
ذهبت والدها وذهبت معها رائحتها التي تُشبه المِسك , قفزت بفزع عندما سمعت صوت أخيها المُتحشرج من النوم يقول بخشونه : اووه العميا هنا !! أفا عليك بس كان علمتينا طيب انك بتنزلين من برجك العاجي وتتكرمين علينا وتجينا و نفرش لك الأرض ورد وريحان .
عبست بوجهها بضيق وقالت : ماله داعي كلامك يا بسام , وكأنك ما تعرفني انا مثل ما انا ما في شي يغيرني .
أخرج لسانه بلا أحترام : ايه علينا أقص إيدي لو بقيتي مثل ما انتِ نشوف مع الوقت وش بصير !!
تنهدت بصبر وهي تقول : بسام أنت للحين ما لقيت شغل , حرام عليك التسويه بأمي , أنت ولدها الوحيد وانا وتدري بحالتي لازم ترعاها وتصرف عليها هذا من البرّ فيها , ولا تخليها تنهان للناس ولا تحرجها , تكفى يا خوي سوي شي عشانها .
مات شفتيه وقال : وش بإيدي اسوي ما حد يقبل يشغلني عندهم , لا يكون تبين اشحذ الوظيفة بعد , يخسي اليخليني أشحذه عشان يوظفني .
ميس : مين قال تشحذ , انت رح تدور رزقك بس .
بسام : طيب قولي لزوجك يعطينا ويعطي امك هالفقيرة , ناس مرتاحه ومعينه من الله خير وخيرهم مالي الأرض , مافيها شي لو ساعدنا بالأخير صرنا أهل .
ميس بذهول : طيب قول ماشاء الله تبارك الله , رح تنظلهم حرام عليكِ وش ذا لسانك عوذه منك , وبعدين انسى اطلب من فيصل شي هو مو مسؤول يصرف علينا وعزت نفسي أهم من أي شي ثاني .
ضغط بأسنانه على شفته السُفلى وهو يسخر منها ويُقلد كلامها : قال عزت نفسي قال . ثم أردف بوقاحه ويتخلل كلامه كثيرٌ من الجهل : اقول انثبري بس , بعد تتعوذ مني شايفتني شيطان , وبعدين زوجك ذا الخبل مسوي نفسه دكتور كبير ولا قدر يرجع عيونك مكانها , ونافخ ريشه علينا , يعني إني احسن منكم , اقول بس لو انك شايله هم امك كلميه يعطيك شي عشانها , انا مانيب متعب نفسي بشي , ذا الناقص بعد تتأمر عليّ .
همم بسخرية وهو يُربع قدميه على الأريكة ويمُد ذراعه على ظهرها ويلتقط جهاز التحكم بالتلفاز ويُقلب القنوات , شعرت وان الأرض قد انهارت من أسفلها ربما هو لم يُوضح كثيراً مقصده ولكنه أخيها وتفهمه أكثر من نفسه فهُما عشره عُمر , وهمست تقول لقلبها " يا الله !!! عشان كذه زوجني بهاذي الطريقة يبغى يستغل فيصل ومعتبره بنك مُتحرك , يبغاه يصرف علينا " , طرقت برأسها وهمست " يا رب أكون غلطانه , يا رب لا تكسرني بأخوي يا رب لا تكسرني فيه "
أتت الأم وفي يدها كوب الشاي يتصاعد دُخانه للأعلى , وقالت بعجب : بسام وش فيكم تتناقرون مثل العادة ؟؟! خلاص خلّ اختك بحالها لا تناشبها .
مضى الوقت سريعاً لأُمٍ وابنتها , حتى جاء الوقت الذي تُغادر به ميس , عانقت والدتها بشده ولم ترغب في تركها , فمن بعد حديث أخيها وشمها لرائحه الخُبث في صوته بدأت تخاف كثيراً من هذا المُستقبل .
ابتسم فيصل وكان قد ترجل من سيارته حتى يُسلمَ على والده زوجته ويطمئن على أحوالهم , كان متواضعاً جداً لدرجة انه لم يتقزز من منزلهم القديم المُهترئ ولم يُركز على المنزل وموقعه ومابه من اثاث .
قال بحلاوة لذيذة : ميس خلاص خنقتي عمتي تراك كذه تحسسيني بتأنيب الضمير لأني ما أجيبك هنا كل يوم .
قال بسام بفظاظه : وليه تجيبها كل يوم ان شاء الله , سايبه هي ما لها بيت يضفها .
تأفف فيصل بخفوت ثم قال بإبتسامه مُحببه يتجاهل وجوده كلياً : خلاص يا عمتي وهذاني بعطيك كلمه من الحين , لو ميس قالت بس انها اشتاقت لك بجيبها هنا علطول وبنفسي لأني ما أأمن عليها السواق .
قال بسام بخفوت يميل برأسه دون ان يسمعه أحد : عشتو بس , وبعد صار يخاف عليها !!
أخذ فيصل ميس يقودها نحو السيارة وتوجه لإحدى المطاعم , حتى يجعلها تُرفه عن نفسها قليلاً , وقد قضيا معاً وقتاً ممتعاً لم تعد تخجل منه مثل السابق بل كانت تتجرأ بالحديث معه , وعرقت عنه الكثير كما عرف عنها , ففي كُل يوم تزداد علاقتهم تشبثاً ويأملان أن تستمر حياتهما كذلك هادئه ورقيقه ومليئة بالمودة والألفة , مُتجاهلان أن الأمور لا تبقى كما هي عليه للأبد .
عادا إلى القصر وكالعادة كان يُمسك بكفها ويقودها على الدرج للبوابة الداخلية بينما يتبادلان الضحك على بعض المواقف اللاتي حدثت معهم في الصِغر .
أجفلهما صوت إيمان الهادر من غرفه الجلوس يقول بمراره : حشا يمّه يا فيصل , كذه طالع لجناحك بدون لا سلام ولا كلام مو مالين عينك أنا وأختك , ولا محنا قد المقام .
نظر لهم فيصل مُقطباً وقال بإعتذار : يمّه سامحيني ما انتبهت انكم في الصالة , كنت أشوف طريق ميس .
لوت والدته شفتيها بعدم رضا وأشارت بكفها غير راضيه ويتضح على ملامحها الحُزن الحقيقي , ظناً منها أن ابنها توقف عن الاهتمام بها وأصبحت زوجته هي شُغله الشاغل : خلاص شوف طريقك , دربك خَضِر يمّه .
تنهد بعُمق وهو يقول : دقيقه يمّه بس بودي ميس الجناح وارجعلك علطول , لا تزعلين مني ما يهون عليّ زعلك يا الغالية .
كان يسير معها ويهرول بخطواته وعندما ابتعد عن أنظار والدته واخته , مال بجسده وهو يرفعها بين ذراعيه .
شهقت بصوتٍ مكتوم وهي تهمس بخجل : فيصل وش تسوي ؟؟! الحين بشوفنا عييييب عليك .
فيصل بمرح : لو يشوفنا كان ما شلتك يا الدُبة , بس كذه اسرع بوصلك واروح اراضي أمي , ولا تتحركين وتسوين شي إلا لما أرجع .
شهقت مره أخرى وقد تجاهلت جميع كلامه , وركزت على نقطه واحده منه : حرام عليك أنا دُبه الحين ؟؟؟ .
أنزلها عند باب الجناح ودفعها بخفه للداخل , وقال بضحكه : إيه كسرتي ظهري ذي المسافة الشلتك فيها , أثرك ثقيله .
لم يكن فيصل ذا جسد رياضي ضخم الجُثة , بل كان طويلاً ورشيقاً ذو عظام ثقيلة , ولهذا لا يستطيع حملها لأماكن طويلة حتى وإن كانت ميس في قمّه الرشاقة
مطت شفتيها بدلال تُمثل الحُزن , الخبيثة !! تعرف ان هذه الحركة تغويه ولا يستطيع مُقاومتها من شفتيها , و قد سرق قُبله سريعة من شهدهما , وقال وهو يرفع صوته قليلاً : ادخلي الجناح وانتظريني , بس اجي براضيك انتِ بعد بطريقتي الخاصة .
اتسعت حدقتيها بذهول وقالت : قليل الأدب !!!
فيصل وهو يُعطيها ظهره : تراني سمعتك , بس ارجع بعلمك شلون تكون قله الأدب الحقيقة .
غطت عينيها , وقد اجتاحها خجلها الفطري , وهي تتمنى أن لا يكون هناك أحدٌ قريب منهما وسمع ما قاله زوجها الوقح !! .
دخلت إلى الجناح وهي تبتسم بسعاده وتتمنى من الله أن يُديمها عليهما .

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 11-07-16, 12:18 AM   المشاركة رقم: 82
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 
دعوه لزيارة موضوعي





لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..
الفصل السابع عشر

غياهب الظُلمة و ها هي تغزو عينيه لا يرى إلا ظلاماً داكناً أمام عينيه , يُحدّق بريبه في التلفاز الذي ينتصب أمامه .
زفر نفساً خشناً والغضب يحتل مكان الظلال التي تدور حوله , غضبٌ أعمى يغشى عينيه الحادة الجامدة كالصخر , ما زال لم ينسى نظرات خوفها منه وظنها بأنه سيضربها !!!
زوجه خالها وخالها الضعيف !!!! لمع هذا الاسم في ذاكرته هُما من اوصلها لهذه الحالة بكُل وحشية وقد تأكد من ذلك عندما رأى أثار الجروح والحروق على بشرتها الناعمة , حروق بأشكالٍ غريبة منتثره في كُل مكان من جسدها الغضّ .
انتفض وهو يوجه نظراته لدوره المياه التي تختفي خلفها , عصر كفه بغضب وهو يدور في الجناح كفهدٍ متوحش , يشعر بالجوع وهو يرغب في الانقضاض على فريسة ما وتهشيمها بأنيابه الحادة .
وبدون أي مقدمات مررّ ذراعه القاسية على المنضدة الخشبية رامياً كل ما بها من أوراق وأدوات على الأرض المكسوة بالسُجاد الوثير , ضارباً بقبضته الطاولة يُفرغ غضبه عليها .
بأي حق تقوم تلك المرأة الحقيرة بإذائها ؟؟؟ بأي حق حتى وإن أخطأت لا يحق لها إيذائها !! إن لم تكن تُريدها لماذا لم يُخبروهم عنها ؟؟؟ لماذا أخفوها عنهم كُل هذه السنوات ؟؟ لماذاااا ؟؟؟؟؟؟؟
داخل دوره المياه قد انهت استحمامها وارتدت ثيابها المُحتشمة بإسراف , غطت أُذنيها بخوف وأسبلت عينيها وهي ترتعش وتستمع لصوت تحطيمه بالخارج وكأنه أسدٌ سجين بين اربعه جدران يُريد الفرار .
خرجت بهدوء بعد أن هدأ صوت زمجرته في الخارج , كانت كطالبه المدرسة وهي تضُم كفيها أمام حِجرها وتنكسُ برأسها للأرض , دون أن تجرؤ أن تنظر إليه , وشعرها يتدلى حول رأسها بكثافه .
ارتعشت عندما سمعت صوته القوي يقول : ميرال تعالي أجلسي هنا , وبتحكي لي كل شي سواه خالك وزوجته فيكِ , ما رح تهملي شي بتحكي كل شي بالتفصيل , سامعة ؟؟
همست بخفوت وهي تعبث بأطراف شعرها المُبلل : أيش أحكي ؟؟! ما في شي عشان أحكيه !!
ارتفع حاجبيه وهو يقترب منها بهدوء ويعُد للعشرة حتى يسجتمع أعصابه الثائرة , فصراخه عليها الآن حتى تتكلم سيزيد من خوفها وصمتها .
لهذا تنحنح وقال وهو يسحبها بخفه ويُجلسها على الأريكة ويجلس بُقربها , وقال بصوته الغاضب الذي اودعه كل ما استطاع من الرقة : أبد بنتكلم شوي شوي وبتجاوبي على أسئلتي , أول شي وش هي هاذي الجروح على .... .
سحبت شفتها السفلى تحت اسنانها وهي تعرف جيداً أيه جروح يقصد فهمست : سجاير وسكين حاره !!
ارتفع صدره وانخفض بقوه دون أن يجرؤ لينظر إليها ويرى الألم في بلورتيها وقد عرف انها تتألم من صوتها الحزين , سماع هذه الكلمتين كانت كالسهم الذي اصابه بقوه ومع ذلك عليه ان يُتابع اسئلته حتى يعرف الباقي , فهمس : إيش كنت تسوين عشان تعاقبك هالعقاب ؟؟!
ازدردت ريقها وقالت دون أن تحاول النظر إلى جهته : كنت أحياناً أكسر الصحون بالغلط وانا اغسلها ـ نظرت له وهي تردف بلهفة وسرعه , وقد امتلأت عينيها بدموعها المالحة ـ بس والله ما كان قصدي أكسرها أحياناً بس اغسلها و اكون تعبانه من شغل البيت او دايخه فتزلق من ايدي بالغلط .
نظر لها وكم أثَرت به رؤيته لدموعها العالقة بين رموشها وهو الذي لم يتأثر يوماً إلا لدمع امه واخواته , كم هي قويه ومتماسكه وهي ترفض أن تبكي أمامه ترفض ان تُريه حزنها الواضح لعينيه , يعلم أن ما خُفي كان اعظم لا يُريد أن يعرف المزيد فبكل شيء جديد يعرفه يزداد غضبه أضعافاً ويفقد به الكنترول على غضبه .
شعر باهتزازها بجانبه وهي تحاول أن تكبح دموعها , لم تُرد أن تبكي أمامه , فهو ليس أهلاً لمشاعر الحُزن والألم ولا يُريدها ان تبكي بسبب كرهه للدموع وفي الآن ذاته يُريدها ان تبكي حتى تُفرغ ما في صنبورها و ترتاح ولا تتألم , بحق الله انهما لم يُكملا اسبوعاً من زواجهما فكيف يشعر بكل ذلك اتجاهها !!!!
ولكن بدون مقدمات نفَّذ ما شعر به و مرر ذراعه خلف عنقها وهو يسحبها لصدره بخفه , على الأقل فلتبكي على صدره عده ثواني ولا تكتم دموعها أكثر من ذلك ولتنتهي هذه النوبة ولن يعود لفتح الموضوع مُجدداً فأكثر ما يكره رؤيته دموع النساء وكرهها أكثر بعد أن تأثر بدموعها العالقة بين رموشها , همس وهو يُحرك كفه على شعرها بعفويه : ابكي , رح ترتاحين , واوعدك اني ما رح اعدّي لهم السوه فيكِ ورح يندمون على كل شي .
وكأنها لم تُصدق ان يقول لها أن تبكي , حتى تُفلت منها الحِبال وتنهار بُكاءً على صدره , وهي تتشبث بقميصة , بينما جسدها يختض كغربالٍ بين ذراعيه وهو يُحاول تهدئتها حتى هدأت بعد لحظات , ولكن جسدها مازال يهتز بفعل الشهقات المكتومة .
كانت المرة الأولى التي يسحب فيها إمرأة إلى صدره بهذه الطريقة وبالتأكيد سوف تكون الأخيرة , فهو لا يُحب هذه المشاعر التي يشعر بها وهي تبكي على صدره وكأنها عثرت على ملجأ الأمان به , لم يُعجبه وهو يُحرك كفه على نعومه شعرها المموج وقد أحب ملمس شعرها , لم يعجبه انه قد احب وجودها بين ذراعيه وهو يعلم جيداً أن وجودها في كل مره لن يتطلب ان تبكي , ولا يُعجبه أنّ الثواني التي اراد بها تهدئتها قد تحولت لعده دقائق لدرجه انه لم يرغب ان يبعدها عنه .
,
ابتعدت عنه بعد ان هدأت وهربت الشهقات عن جسدها , وكم شعر بالخواء والفراغ مع ابتعادها , ومسحت بقايا دموعها وقد احمرّ وجهها من البُكاء وزاد احمراره بقائها على صدره , قالت بخفوت : بعد إذنك بروح دوره المياه .
أومأ برأسه دون أن يتكلم , ونهضت بخجلها وهي تهرول إلى حيث أرادت , ورُسمت على شفتيه بسمة صغيرة جداً وهو يشعر بخجلها , لم يعد يعرف نفسه ؟؟ وماذا يفعل ؟؟ ولم يعد يعرف كيف يشعر بها وهو الذي لم يشعر هكذا من قبل ؟؟ فهو لا يُجيد المواساه فكيف استطاع تهدئتها بهذا الشكل , وكأن البراءة والطفولة والأنوثة الجامحة والقوة تجتمع بها وكأنها كانت تنتظر أحضانه فقط حتى تهدأ وتسكُن بسلام .
*****
الشياطين تدور وتسرح وتمرح في هذا المكان بسعاده غامره بعد أن خرجت الملائكة بحزنٍ يائس من هذه الأجواء التي لا تروقهم , والأصل هو أن الملائكة لا تعرف طريقاً لجناحها وهي من تنام وتستيقظ على هذه المُوسيقى في كل ليل ونهار , وصورها تنتثر في كُل مكان .
كانت تُشغِلّ إحدى الأغاني الشرقية التي تستطيع الرقص عليها , بينما قامت بربط وشاحٍ على خصرها وهي تهُزّ جسدها بإغواء و سعادة تُرفرف حولها , وقد تحقق مُرادها بعد عناء وتعب الشهور والمُلاحقة والخفة تحقق مُرادها وأخيراً .
أرسلت قُبلة لصورتها المُعلقة على الحائط بقربها , ولم تكن مهتمه كثيراً بصورها المُنتشرة بأنحاء الغُرفة والتي تستمتع بطباعتها دون الخوف من أن تضيع منها إحدى هذه الصور وهي تحملها معها لتُريها لصديقاتها في الجامعة , بعنهجية حتى يروّ ثيابها الفاخرة ودلالها بالصور .
جلست بعد أن هدها التعب من الرقص وأنفاسها تهرب من رئتيها , وصدح هاتفها النقال بتلك النغمة المميزة حتى تقفز من مكانها بسعادة , وتلتقطه بسرعه .
تنحنحت قليلاً تُجلي صوتها ثم ضغطت على زر الإجابة بنعومه وردت بصوتٍ مدروس وخفيف يصل الأُذن و يُدغدغها , وهمست بكلماتٍ جميلة : هلا والله بحبيبي يا الله انك تحييه .
قال بهدوء وهو يرسُم خطوطاً عشوائيه على ورقه فارغه أمامه بمكتبه المنزلي الصغير : هلا فيكِ , وش مسويه ؟؟
أسيل : أبد مشتاقه لك مووت ما اشتقت لي ؟؟ صرت تتصل فيني قليل , وأذني تشتاق لصوتك لأني ما اقدر اشوفك .
تنهد بعُمق وهو يشعر بذنبٍ كبير , ذنبٌ لضُعفِه , ذنبٌ لخيانته و أسفٌ على زوجته وأطفاله .
وهمس بخفوت : أبد بس مشغول بشغلي و بعدين ريما بدت تشُكّ وتدرين لولا اصرارك وضغطك علي كان ما رجعت اكلمك .
ابتسمت بخُبث ولم يخفى عليها شكُ اختها بزوجها فالساذجة تأتي وتُخبرها بكل شيء تشعر به وتطلُبها المواساه , ولم تهتم لحزنها وهي تشكي لها ابتعاد زياد عنها بروحه وقلبه , فهي كانت تعلم انه يبتعد عن اختها من الذنب الذي يجتاحه وحسب , همست برقه : عاد انت تدري انك اشتقت لي عشان كذه صرت تكلمني من شهر , وإلا لو انك تحب ريما جد كان ما كلمتني فلا تخليها حجه إني ضغطت عليك حبيبي .
فرك جبينه بإبهامه وسبابته يُفكر بأنها مُحقة فهو خائن حقير لم يعد يهتم بزوجته بسبب إهمالها له , ولكي يُشبع حاجته الحيوانية والتي تفتقدها أذنيه ذهب بقدميه إلى أختها الشيطانة , فهو يعرف جيداً كميه دلالها و تفتحها كالورده وهي الأقرب إليه حتى تُسعده . ماذا سيحدث الآن ؟؟؟ هل ستنهار اسرته الصغيرة التي يبنيها ؟؟! لما هو محتار هكذا ؟؟! ألهذه الدرجة قامت هذه الصغيرة بالتأثير عليه بحيويتها ونشاطها ؟؟؟؟
قطع تفكيره صوتها المُشِعّ : حياتي وش مسميني عندك بالجوال ؟؟!
قال وهو يتغافل عن مُرادها وما تُريد الوصول إليه : فيس يضحك بالجوال !!
قهقت بمرح وقالت : أكيد تمزح ومو من جدك تسميني كذه !!
زياد : إلا كذه مسميكِ , لا يكون عندك مانع ان شاء الله ؟؟؟
رطبت شفتيها بلسانها وهي تقول رافعه حاجبيها وقد اودعت صوتها الدلال : لا ما عندي يا قلبي !! بس ليه سميتني كذه ممكن اعرف ؟؟
قال ببساطه : عشان ريما تمسك جوالي دايماً وتستعمله
كانت تُريد سماع هذه الاجابه تماماً فقالت : اوووه طيب ورسالاتي الأرسلها لك ما تخاف تشوفها ؟؟ وعادي تخليها تفتش جوالك قدامك ؟؟
قال بجمود وقد امتلأت الورقة بالخطوط الكثيرة والرسومات العشوائية : لا هي ما تفتش لو أدري انها تفتش ما خليتها تمسكه , ورسايلك أمسحها اول بأول .
زمت شفتيها ومثلت بصوتٍ حزين : افا عليك بس انا اكتبها واتعب نفسي وارسل لك , وانت تمسحها ببرود وتزعلني كده .
قال ببرود : اقول لا يكثر بس , قال تتعب نفسها قال وكلها ناسختها من النت وقاريهم من اول .
أغلقت السماعة وهي تُزفرّ بغضب وقد اكتشف كذبها , انها تعرف نبرته جيداً فهو الآن يتصرف معها بجمود لأنه يشعر بالذنب وهي تعرف كيف تُعيد سحبه إليها كما فعلت من قبل , وعليها ان تُنهي المُكالمة الآن , فقالت بصوتٍ مدروس : طيب حبيبي بكيفك الحق عليّ انا الأدور شي حلو وارسلك ياه وغيري مو قادرين حتى يعملوا زي وينسخوا .
كانت تقصد اختها وقد فهم عليها جيداً هذه الخبيثة فهي تُذكره بإهمال ريما له , تُذكره بالسبب الذي جعله يلجأ إليها , تقوم بإبتزازه بقذراة , يا الله مع أيّ شيطان وقع بين يديه ليحدث هكذا بحياته .
قال بسرعه وهو يرى زوجته تدخل عليه بعبائتها وخمارها على رأسها : طيب مع السلامة , أكلمك بعدين !!!! .
أغلق الخط في وجهها , ونظرت للهاتف وهي ترفع حاجباً واحداً بمهاره وهمست : أكلمك !!!! الزفت يكلمني بصيغه المُذكرّ أكيد دخلت عليه الخبله , طيب هين يا زياد أنا اعرف كيف أتصرف معكم .
,
وضع الهاتف جانباً وهو يبتسم بإبتهاج ويقول بهدوء : هلا فيكِ , من وين جايه ؟؟! دخلت البيت ومالقيتك .
جلست بتعب على الكرسي وهي تقول بعد أن التقطت انفاسها النافرة : تدري اني قبل شهرين وانا تعبانه ومالي خلق لشي , واخلاقي واصله لخشمي , فرحت قبل يومين للمستشفى اعمل تحاليل واليوم رحت استلمها واشوف النتيجة .
نعم هي محقه لقد تغيرت عليه وعلى الأطفال منذ شهرين , وهو لضعفه قام بخياتها بكل وضاعه قبل شهر .
فقدّم جسده باهتمام للأمام وهو يقول بلهفه : بشري وش فيكِ ؟؟! عساكِ تكونين طيبه ومافيكِ شي كايد
هزت منكبيها بأسى وهي تقول : مادري كيف صار كذه وأنا حريصة , النتايج تقول اني حامل بس أنا اخذ مانع وحبوب وما اهملها أبداً وماشكيت بالحمل لأنه كان يجيني ادله اني اكيد موب حامل , بس سبحان الله القدر لو شاء ما حد يقدر يرده .
بُهت وجهه وقال بخفوت : حامل !!!!
أومات برأسها وقد احمرّت وجنتهيها من الخجل , عجباً لقد استمر زواجهم أربع سنوات وقد رُزقا بطفلين خلاله وما زالت حبيبته تخجل منه !!
إذاً تلك الشيطان من أين لها كل هذه الجرأه والوقاحة وكل تلك القذراة , فهو اختلط جيداً بعائلتهم وكان الجميع يحترمونه وكانو في قمه الرُقيّ والإحترام معه !!!! هو الآن قد تأكد أنّ تلك الشيطان مُجرد طفره وراثية بالعائلة فهي من المستحيل أن تكون منهم .
قال بابتسامه : قلتيها يا قلبي , القدر ما حد يقدر يرده , وهذا رزق وجانا وعسا ايامنا الجاية تُمر بسعاده وخير .
ابتسمت براحه وهي تقول : يعني مو معصب وزعلان مني لأني حملت . نهض من مكانه وهو يلتفت بجسده إليها , ويُمسك بعضديها ويرفعها حتى أصبح وججه يُقابل وجهها . أمسك وجهها بين كفيه وأسند جبينه على جبينها وهو يقول بصوتٍ خافت : في أحد يزعل لأنه الرزق من الله بيجيه " المال والبنون زينه الحياة الدُنيا " ما رح أزعل وربي أعطاني هالنعمتين ما رح أتبطر عليهم .
ابتسمت وهي تُسبل اهدابها بخجل عندما استقرت شفتيه تلثُم جبينها بحنان . وكان في قراره نفسه بأن الله قد ستر عنها ذنبه الكبير ولم يفضحه أمامها , وجاء الوقت لإصلاحه وقطع علاقته الهاتفية بأختها نهائياً , فقد كانت زوجته تتألم ووتعذب وهو الذي اهملها ولم يعرف ماذا تُعاني كان عليه ان يكون بجانبها لا أن يهرب كالجبناء والأوغاد , وها قد منحه الله فرصة جديده وابنٌ جديد ورزقٌ جديد , وعليه المُحافظة على هذه النعمة قبل أن يأخذها منه .
*****
نظرت من النافذة بنظرات يتسمْ بها البرود , زفرت انفاسها وكونت تكثُفاً على الزُجاج البارد . ترى زوجها واخواته وحماتها يخرجون من المنزل إلى إحدى ولائم الخالة الكُبرى , لم ترغب بالذهاب فهي تشعر بالارهاق الشديد وترغب بالراحة وفي قراره نفسها لم ترغب بالذهاب لسبب آخر ؟؟؟ ميار !! تلك الجنية الصغيرة التي تحاول إغاظتها دوماً بلا فائده فلا أحد ينجح بإستفزاها غير زوجها , الذي لا يكُف عن مشاكستها ويستمتع بذلك رغم الجمود الذي ما زال بينهما .
ابتعدت عن النافذة وهي ترتدي عبائتها وتضع خمارها على رقبتها , وتهبط عتبات الدرج لغرفه الجلوس . ففالعاده هي لا تأخذ هذه الاحتياط بوجود والده زوجها وأخواته ولكنها لاتضمن ان يعود احد من اخوته فجأه , فلذلك هي حريصه للغاية عندما تكون لوحدها في المنزل .
تنهدت بملل وهي تجلس وتُقلب بالقنوات , بعد بُرهه من الوقت شعرت بالملل الفظيع وهي تنهض تنوي الذهاب لغرفتها .
شهقت بقوه عندما رأت أخ زوجها الأكبر قد دلف لغرفه الجلوس . اتسعت عينيها بذهول وهي تُغطي وجهها أمامه ولم يلتفت بوجهه ونظراته مُركزة عليها , ماهذه الوقاحة والبجاحة ؟؟؟!!!!
فقالت بحده صارمه : لو سمحت يا أبو محمد وخرّ عن طريقي بطلع لغرفتي .
قال يلوي شفتيه : انت هنا لحالك ؟؟
عقدت حاجبيها وهي تتقدم بقوه عندما رأت جسده يبتعد عن طريقها وقالت : مالك دخل لحالي أو لا !!
ارتفع حاجبيه وهو يقول بهدوء مُكتفاً ذراعيه لصدره : شوي شوي علينا يا مرت اخوي , وش كل ذي العصبية ؟؟! وش سويتلك تعصبين عليّ ؟؟
اتسعت حدقتيها بصدمه وهي تلتفت بجسدها الذي يقف بمُنتصف السِلَّمْ : كُل السويته وذا الوقاحة وما سويت شي ؟؟؟
كان ما يزال مُستمراً بوقاحته وهو يرمقها من الأعلى للأسفل , دون أن يأبه لكلامها . زمجرت بغضب شديد وهي تصعد باقي درجات السلم حتى تصل لغُرفتها , وتسنتند على الباب وأنفاسها لا تجد طريقاً لجسدها الذي يرتعش من الخوف .
كان يبتسم بالأسفل وهو يسرح في السِلّم ويهمس بخفوت " آه يا طارق كل ذا الجمال والنعومة ومو عاجبتك أجل لو تشوف الشيفة العندي وش بتقول ؟؟! صدق متبطر على النعمة , بس هين مو انت كارها وما تبيها أجل أنا أخوك و أولى فيها " .
التفتت بسرعه وهي تتذكر انها لم تغلق الباب بالمفتاح , ثم اغلقته مرتين وتشد عليه حتى يُغلق للثالثة دون جدوى فالمفتاح لا يُغلق إلا غلقتين , كانت كفها التي تُمسك المفتاح ترتعش بخوف وتركته بهدوء وهي تبحث عن هاتفها بلهفه , فلا تَنْفَعَها قُوتها الشخصية أمام القوة الجسدية لرجل وقد صور لها خيالها الكثير والكثير من الأحداث المرعبة .
,
في الطرف الآخر كان يجلس بهدوء ويمُد ذراعه على ظهر الأريكة وكفه الأخرى تستقر على فخذة , ويبتسم وهو يتبادل الحوارات مع الرجل الذي يجلس بجانبه , حتى صدح صوت هاتفه فجأه وأثار ضجه حوله في المكان الهادئ إلا من أصوت قِلَّه من الرجال .
نهض وهو يعتذر : عن اذنكم يا جماعه , بطلع شوي !!
خرج وهو يرفع حاجبيه وهاتفه يُضيء بإسم المُتصل " الخيشة " , رفع الهاتف لإذنه بكسل وهو يقول بتسليه : هلا والله , أمداك تشتاقين لي مامدانا نطلع .
كان يمُطّ جسده وذراعيه اللذان تيبسا من الجلوس , وسمع صوتها يلهث ويقول بسرعه : طارق متى رح تجون ؟؟! رح تتأخرون ؟؟
اعتدل بوقفته وشد جسده ولم يعجبه صوتها اللاهث والخائف , وقال باهتمام عاقداً حاجبيه وقد غادرت التسلية ملامح وجهه : سميرة وش فيكِ ؟؟ ما صار لنا ساعتين واصلين , صار شي ؟؟ انت بخيرر ؟؟
قالت بهدوء وهي تجلس على طرف السرير : انا بخير بس طفشانه لحالي , لا تتأخرون وارجعوا بدري .
ارتخى جسده ومطّ شفتيه وقال : على كيف اُمك انت , وأنا عبالي عندك سالفة طلعتي ماعندك ما عند جدتي , أقول لا يكثر انثبري ونامي أحسن , يمكن نتأخر عند خالتي وانا مبسوط عند الشباب ومروق لا تخربين ترويقتي بمزاجك المعكر .
قالت بهدوء على غير عادتها : طيب , مع السلامة .
أغلقت الهاتف ببطْ وقد كانت تشعر بالنُعاس وأما الآن فقد فرّ النوم من بُنيَّه عينيها التي تُشبه القهوة الداكنة . مدّت جسدها على السرير وهي تتأمل السقف , ومازال قلبها يشعُر بالخوف وهي وحيده في هذا المكان لا لطالما كانت تكره الوحدة , ألا يا ليتها ذهب معهم ولتتحمل صلف وغِيرَة ميار وغيرها ولا تبقى وحدها بين اربعه جُدران لا تتنفس .
اسبلت اهدابها وهي تستغفر الله من الــ " ياليت " وهي لا تستطيع ان تمنع ما يُقدره الله لها .
كانت قد غفت فوق اللحاف دون أن تشعر وأفكارها تدور حول شيء واحد فقط , هي ان تُحافظ على نفسها مهما كان , لم تشعر بذلك الوقت يمُرّ وهي تغرق في غيبوبتها المؤقته .
والباب يُطرق بقوه ويكادُ أن يُحطم فوق رأسها من طرقه العالي , كان عقلها غارقاً في بحور بعيده , بحور الخوف والوحدة .

*****
في مكان بعيد أبعد من البحر والسماء , في ذلك المكان تجتمع الشياطين وتنفر الملائكة من تلك المشاهد المُزرية أمامها , حيثُ الفساد والمجون . كان يجلس بخِيلاء في المُنتصف بين مجموعه من القذرين أمثاله , بينما إحدى *** تقوم بتدليك كتفيه من الخلف حتى يسترخِ تحت مفعول اناملها البارعة .
دخل إليه أحد رجاله يهرع وهو يقول عند اذنه : يا زعيم ترى خلاص الولد الكنت تلاحقه من شهرين طاح بين إيدينا وهو الحين هنا , بس تراه خواف وما رح يسمع الكلام بالطيب .
فرك ذقنه بكفه وهو يقول باستفسار : أي ولد قصدك ؟؟!
قال : سيف سعد الكاسر !!!
الزعيم : ولد عمّ الفهد يعني ؟؟؟ أنا يا أغبياء موق لتلكم أبي اخوه .
قال بهدوء يشرح له : يا زعيم اخوانه كبار وفاهمين وما رح نقدر نخدعهم واحد عمره 30 وهذا مستحيل نقدر عليه كل همه البحر والصيد والمقناص و الثاني مسافر يدرس لأمريكا وواعي وفاهم كل شي , حتى ولد عمه فيصل دكتور وفواز خوينا ما قدر للحين يجيب راسه , فمالنا غير ذا البزر حقّ الثانوي .
أومأ برأسه وهو يقول : أجل خلاص دام كذه اتصرف معه أجل وخليه يدمن , ما يحتاج اعلمكم الطريقة شلون اعتقد صرتوا فاهمين .
رفع جسده المُنحني وهو يقول بابتسامه صفراء : افا عليك يا زعيم تربيتك .
خرج وهو يتوجه إلى حيث ترك سيف , فلقد تركه في مكان عادي جداً غير مشبوه و عازل للصوت , حتى لا يشُك بأمرهم . دخل عليه وفزّ الآخر وهو يقول بلهفه : ها جبت شريط جراند ؟؟
ابتسم بخُبث : ايه أفا عليك , وعدتك وما اخلف بوعدي .
اخرج من خلف ظهره تلك اللعبة التي تخُص البلاي ستيشن وكانت ممنوعة من دخولها إلى المملكة العربية لبعض المشاهد فيها ومؤذية للعين , ويقوم بعض الشباب بإدخالها تهريباً .
قال وهو يهمهم : لا لا لا , اجلس وجربها طيب , وين بتروح وتاخذها معك .
قال سيف بلهفة : أبجربها في البيت عندي سوني , بس اعطيني ياها انت , وكم بتبيعني ياها ؟؟
قال باصرار وهو يرى الحماس يلمع في عينيه : ما في اول اجلس وجربها , وبعدها يصير خير .
جلس سيف مُرغماً ولا يعرف لماذا لا يشعُر بالراحة في هذا المكان الهادئ ؟؟!
بدأ اللعب بحماس وكان صديق السوء الذي يكبُره بعامين ويرتاد الجامعة , يسكُب له العصير او الماء ومع كل كأس كان يدُس له إحدى حبوب الممنوعات .
حتى تجاوزت الساعة منتصف الليل , وصدح هاتفه النقال بإتصال من والده الغاضب الذي هدر على اذنه كالرعد الصاعق
: انت يا الخسيس وين تسربت آخر الليول , ما عندك بيت يُضفك ؟؟
كان يشعر بنفسه مُخطئاً مع عدم الراحه التي يشعر بها وقال بهدوء : طيب يبه لا تعصب , كاني جاي الحين .
قال لصديقه وهو ينهض : يلا عن اذنك بطلع وباخذ الشريط معي , وبعطيك فلوسه .
قال الصديق بقذارة : الله معك يا الحبيب , والسالفة مو سالفة فلوس تدري انه الكل يبي هالشريط وهو استثمار لي لأنه ما عندي غيره تبي تلعب فيه تدفع وتلعب هنا وتروح بس تاخذه لك لا .
سيف وهو يُهدل اكتافه : ما اتفقنا كذه احنا !!! قلت انك بتبيعه لي وانا ما حبيت ذا المكان .
كانت يطرُق الشريط على باطن كفه ويقول : والله كذه تطلب الموضوع يوم فكرت بمصلحتي , مثل ما تفكر بمصلحتك ولو موع اجبك المكان بكيفك ما حد ضربك على ايدك تجي .
تأفف بضجر : طيب خلاص بكره بجي العب , لين ألقى حل واشتري الشريط , مع السلامة لسه الطريق طويل قدامي قالعني بآخر الدنيا انت .
غادر سيف وذاك ينظر في أثره وقد تحقق مُراده فسيأتي هذا الساذج ويدُس له هذا السُم تدريجياً حتى يُدمنه ويُنفذ له مطالبه , ومن أهم هذه المطالب استدراج عدو الزعيم الذي يُسمى الفهد !!!!! .

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 11-07-16, 09:39 AM   المشاركة رقم: 83
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 
دعوه لزيارة موضوعي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

فصول دسسسمة

استمتعت بقرائتها مجتمعة

يا سلام اخيرا فهد حس بصدق ميرال وطلعها من دائرة الشك..
حزني حظه المعتر مع النساء قبلها.


سميرة الله يستر عليها وما يصيرلها شي من ورا اخو زوجها النذل
بس اكيد رح تصير مشاكل بينها وبين طارق بسببه
واحتمال يتهمها فيه.


اسيل يبعتلها حمى ع قلة ضميرها وانعدامه
و زياد يستاهل ضربة ع راسه ضعيف الشخصية .



ميس الله يستر من اخوها وعيلة زوجها بقيادة امه واخته الشيفة .

متشوقة للقادم كتير
يسلمو ايديك يا قمر

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 14-07-16, 03:07 PM   المشاركة رقم: 84
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2016
العضوية: 318118
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام عبدالله نعمان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام عبدالله نعمان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 


عاشت ايدج قصة اكثر من رائعه
بس الله يخليج نزلي باقي الرواية بسرعه وكمليهة اسرع
لان خليتينة انعيش باجوائهة الحلوة
ربي يرضا عليج ويرزقج كل الي تتمني
وكل عام وانت بالف خير

 
 

 

عرض البوم صور ام عبدالله نعمان   رد مع اقتباس
قديم 16-07-16, 05:07 AM   المشاركة رقم: 85
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2016
العضوية: 318538
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: Um Rozy Mohamad عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Um Rozy Mohamad غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 

يسلمو ايديك بانتظار التكمله يريت ما تتأخري علينا

 
 

 

عرض البوم صور Um Rozy Mohamad   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
#aurora, البشر, الطبايع, اجتماعية, دراما, رومنسية, رواية خليجية, رواية طويلة, رواية#أورورا, فهد
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t199807.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
(ط±ظˆط§ظٹط©) ظ†ط¸ط±ظ‡ ط§ظ„ظپظ‡ط¯ ظˆط³ط­ط± ط¹ظٹظ†ط§ظٹ / ط¨ظ‚ظ„ظ…ظٹ | Bloggy This thread Refback 24-10-15 08:17 PM


الساعة الآن 02:32 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية