كاتب الموضوع :
إِنسيَابُ
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
قصة الرواية تتحدث عن مشعل اللي مملك على بنت عمهُ وعد و مغترب يدرس برآ ، و بيوم من الأيام يدبر لهُ حادث و جثمانهُ يوصل للسعودية على شكل جثة محترقة ، الجميع أعلن الحداد و الحزن لكن ما لم يخطر بالبال أنهُ ولد عمهُ و أبوه قد إشركوُا بهذا الحادث و تأزمت الأمور من بعد ذلك
و بالإضافة أنه بين العائلتين سالفة إنتقام و آل عبد الرحمن ينتقم من آل ناصر ببناته و أولادهُ كلهم
وعد : قتل زوجها و ولد عمها اللي قرب موعد زواجهم !
رتيل : لعب عليها و ضيع شرفها
فاتن : الضحية القادمة له و اللي ملفها ضايع و مفقود
يوسف : إشتراكه بدنائة عملهم
...
و الحين نبدأ مع البارت الخامس
قراءة ممتعة لكم
البَــآرت الخامس
بو يوسف و هو يرفع نظره لابنه و باستغراب : وش تقصد فيه بكلامك ؟ وضح لي منُو المذنب !
بصوت متهجد تكلم: أَنـا !
بو يُـوسف و هو يقرب منهُ : يُــوسف بلآش تخريف ، و أنـتَ وش دخلَـك !؟ آنـتَ أصلا مـآ تدري وين الله حاطك !
يُــوسف بصوت هادئ و عيناه على الأرض : أنَــا كملَــت الشغَـل عنَـكْ ! بالمُـختصَـر آخذت مكانك بعمَـلك !
اقترب منهُ أكثر : أي عمَـل ؟! أي خرابيـط يا ولدي لا تفجعنـي أنتَ الثاني الهم اللي فيني يكفيني ! لا تزيدني مواجع .. وش سويـت !؟
يوسـف و صوتهُ يختفـي بخفوت : أشتغل مع آل عبد الرحمَــن !
بو يُــوسف بصرخَـة : شُـنـو " صفعهُ بقَـوة " أنــتَ تدري وش صعوبة الكلام اللي تهذي به !
يوسف بنفس وضعيته الساكنة : يبه أنا مو جالس أهذي ، هذه هي الحقيقة ما أقدر أكتم أكثر من كذا !
صفعُــه مرة ثانية و هو يصرخ به بإنهيـآر : تبغَــى تذبحني يا الخَـبل ! تبغَــى تموت أبوك و تمَـوت خـوآتك ! ، يا الخَــآيس هذه هي تربـيتي لك !! ليش تحشر نفسك بالوسـطْ " ليدفعهُ نآحية الجدار بقوة " يَــا يوسف اللي يدخُـل معهـم ما يخلوه بحال سبيله !! يا بني ليش تكرر خطـأ أبوك ؟! وش حدَك تســوي كذا ! .. ضربُـوك ، أجبروك ؟! " ليصفعهُ مرة ثالثَــة بقوة أكبر يشفي الغليل بداخله " عنبُـوك من وَلَــد يا سواد تربيتي بك ، ليش تبيع أرواح عائلتك بالرخيـص هآ ! ، الحيـن شف وش استفدت من فعلتَـك قتلوا ولد عمَـك يا الكَـــلب.. ياللي مـسوي فيهآ الفهيـم تتبع هوى سبيـلك ! " صَـرخ عليه بشدَة " الله لا يبارك فيكْ مِــن ولد !
يوسف و الدموع تلمع بمحَـاجره ليردف : و الله يا يبه مو بإرادتي ، هددني بمشعل و بأنه بيأذيه و يؤذيكـم كلكم ، هددني بك يا يبـه ! يحمَـل عنك شيء يخليـكْ تقضي باقـي عمرك كله بالسجَـن.. تَــوقيعَــك على العقد هُـو اللي حدني أتعامل معهم تبيني أتفرج عليهم و هم يرموك بالسجن !!
بو يوسف : مُـو كذآ يا المجنُـون ! أنت مو عارف عنهم شيء بس دآمك لزقت معهم بالزفت تبعهم بنروح كلنا بداهية ، اليوم يلوُون ذراعك بتوقيع أبوك و بكرة بولد عمك و بعده أخواتك و أنت مو حاسس أنـك بتغرق بزبالتهم !! يا بني إذا خلصت مصلحتهم معك بيودوك وراء الشمس !!
يوسف و دمعة قد تسللت من عيناه: بس عمي توفى من ورائهم ! وش سويت عشانهم يتحلفون بعائلتنا ؟ ليش قتلوه ؟
بو يُــوسف بصد كبير و بحدَة : و أَنـا شدرآنـي ليه قتلوه ؟ أنت تعرف أنهم ما يتركون أحد بحـال سبيله ! ليش أنَـا بايع أخوي أقتلهُ بأيدي و لا أسلمهُ لهم ! بايع الدم اللي نحملـهُ و الاسم اللي يجمعــنا بِــ تــراب
يوسف بإصرار: إلا هم مَــا يقربون من أحد ! بَـغيت تنسحب و هددوك بأخُـوك مُـو ؟ تركتـهم و تخليت عنهم !؟.. لعبـتْ عليهـم ؟! " بانهيار أكمل " انقلبت عليهم ؟! .. هددتهم ؟!
بو يوسف بصراخ : يُــوسف لا تجنني الحـين بكلامك ما يكفي سواد عملتك ! و تطاول بكلامك بعدْ .. ما يهمني شيء الحين أبيـك تنهي هذه المهزلة ! ما لكْ عمل معهم !
يوسف و هو يمسح على جبينه بعجز : مَــا أقدر سويتهآ مره و دفعَـت ثمنهـا غلطـ.. " بتر كلامه بتوتر، و هو يسب نفسه على تسرعه بالكلام و فضحه التام لنفسه "
ناظره باستفسار و هو يهز رأسه: وش سـويـت ؟! وش الثمَـن اللي دفعتـهُ ! و الله يَـا يوسف لأسطرك من عمـآيلك هذه ! أبيك تخبرني كل شيء الحين بدون لف و لا دوران !
يوسف و هو يهز رأسه و ينزل من جديد نحو الأرض, ليجيب بعد صمت طويل: هددوني مثلــك !
فتح عيناه بصدمة و دقات قلبه بتزايد مرتفع من الأفكار السوداء التي أصبحت تغزو عقله من كلام ابنه المريب: بِــمنْ هددوك ؟
يُــوسف بعد صمت طويل، متردد، خائف من ردة فعل أبيه التي ستكُــون بالفعل قويه عليه و لكن لا مجال لكتم المزيد فأوراقه مكشوفة: بمشعَــــل !
___________________
ناظره ريان بنظرات لم يفهمها مشعل : وش تقصد فيه بنلعب على الحبلين ؟ و وش تقصد بكلمة " نخليهـم " ليه تعمم و تجَمَع بكلامك ترآ آنا مو حقود و ما آشارك بلعب البزآرين ..بس وصلت أنك تقول خليني بعدْ أغدر باللي غدرني هذه وسوستني بيهآ ! كيف تغدر و مع من نآوي تغدر يا الشطور !!؟
مشعل بإبتســآمة واسعة : معَ آل عبد الرحمَــــــن !
فتح عيناه بقوة، ليقترب ناحية مشعل بسرعة و يدفعه بقوة جعلت مشعل يصطدم بالجدار بقسوة، صرخ عليه بحدة و تَــحذير كبير: إيَــاك ! إيَـاك يا مشعل و رأس أبُـوك لا تسوي شيء تندَم عليه ، لا تسـوي شيء يخليك تبكي دم بعديـن و تتحسر على كلام كنت تقوله بدون تفكير .. بلحظة غضَــب !
ابتعد عن الجدار و هو يضربه على كتفه بقسوة و عيناه السوداء الليلية تلمع بقساوة ، بثبات و إرادة : لا تخاف ما راح أسوي شيء إلا و أنـا متأكد منهُ ، أبيِ أَرد حقـيِ و حق أبوي من الجميـع ! ، صدقني هم اللي راح يبكون دم و حسرة.. يظنون قتل الأرواح مثل شرب المويه ، يدعسـون و يمشون و لا كأنه أحد ورآهم .. أنا دم أبوي ما يروح بالسهولة هذه و صدقني أي شخص اشترك بحادث قتله بنفيه من هذه الحياة، أطلع له روحه و هو بهذه الحياة !!
ريان بحدة: خبَــل ! طول عمرك خبل و ما تتغير ! ، لا تلعب على نفسك و تظن أنك بتأذيهم و تحرق قلوبهم لأنه بالأخير هم اللي يحرقون قلبك و يحرقوك بعدْ ، تتمسخر و أنت تدري أنك ما تقدر تهز منهم شيء و الضرر كله يرجع عليك صدقني ، إستفسر و أفهم اللي يحصل من حولك و بعدها تفلسف و انتقم ! لأنه الشيء اللي تسويه الحين يعتبر لعب صغار مو أكثر .. تتورط و يدفعها الشخص الغالي عليك..
مشعل بإصرار يتضاعف مع رفض ريان الكبير و صراخه الغير متوقف: مَــــا أحد رح يتورط و مَـــا أحد يدفع ثمن الثانـي ! .. إِذا أخـطأت رح أدفع ثمن خـطاي بس إذا هُـم خطئوا تــرآ الأمـر عادي و عَـايشيـن بنعيـم و سلام و مَـا عليهُـم من أحد و مَــا أحد يحَـاسبهم
ريان و هو يصرخ بشده و توبيخ غير واع لصوتـه الذي يضج الشقة بأكملـها و العمارة كلهـا: فيـــه اللي يـحاسب و لا نسـيت ربـك يا المغفَـل، نســيت اللي مَــا يضيع أجَـر أحد و اللي عينُـه لا تنَــام عن فعـل أحـد ؟ .. يعرف مَـا في الصدور و القُـلوب و مَــا يفوت عليه شيء !!
مـشعل بقهر و احمرار عينيـه الذي مَـا يدل إلا علَـى حريق يشب بقلبـه قبل عينيـه، حَـريق يدمي روحه و يقتلها و هِـيَ على قيْـد الحياة.. كبل ريان على الجِـدار و هُـو يصرخ بـه: جَــربت تسمع خَـبر مَـوت أبوك من أعَـز النَـاس علَـى قلبَـك، جَــربـت تفقد آخـر شخص تبقَـى لك ؟ .. جَــربت تـعيش بوسط نَـاس تعزهـم أكثر من نفسك تأكل من أكلهـم و تشرب من مَــشربهم، تَــبيع الدنيا و ما فيهـا عشان عيُـونهم.. تعتبـرهم عائلتك و أكثَــر .. تدفن حزنك و همَـك بقلبك و تقول الله كريـم و مصيرنا كلنا نموت و نرجع لرب العبـاد ! ، تملَــك على بنتـهم و تطلع بعثـه لبلد غيـر بلادك .. تغتَـرب و أنتَ مُـو قادر على بعد البلـد و العَـائلة اللي كانت تحتضنك ، بين ليلــة و ضحَـاها يوصلَـك مسج من رقم غريـب لا تعرفه و لا قدْ شفتهُ بحياتك كلها ، مِـسج يحرم عليك لذة النوم و الراحة .. يخليـك تهلوس و توسوس على شيء و لا شيء ، تنَــاقض نفسك و توافقها بنفس اللحظَــة .. مِــسج وصلني و يَــا ريته ما وصلني يا ريان ! علَــى الأقل أنَـا الحين مرتاح، مَــرتاح عند اللي يـرحم و يسَــامح.. مَـرتاح من حرقة القلب اللي تحـرقني بدل المرة عَـشر
ريان بتساؤل و علامات الاستفهام تغزو رأسه : طــيب وش فيـها ذيـك الرسالة ؟؟ منُــو بعثـها لك ؟ و لــيش غيــرت حيــاتك وضح لــيِ مُـو فـاهم شيء من كَــلامك ؟؟!!
تنهَـد مشعل بقهر و هو يخرج هاتفه من مخبأ سرواله و يعبث بين رسائل قديمه احتفظ بها مسبقا ، ضغط على الرسالة المعينة و هو يرمي الهاتف اتجاه ريان ليأخذه ريان بآلية و عيناه تقرأ المحتوى بذهول
" مَشعَلْ أتوقع اسمك كذا، خذ حذرك و أناَ أخُـوك هذه المرة الدور عليكْ.. يجهزون لكْ المكيدة ، ناويين يجيبُون رأسك من وراء عمايل عمك و ولدُه .. تأكد من كفرات سيارتك تراها خربـآنه بس إياك تتهورْ "
ليهمس بضياع : وش هَـــــذه المهـزلة ؟!
___________________
اتسعت ابتسامته السَاحرة .. ينصت لنداء الطائرة الذي تعلنُ بنزولها بعد دقائق عدائد ، لم يعدْ هُـناك ما يمنعهُ من فعل ما يريدهُ هُو .. لقد أصبح حُر، طليق غير مكبل و لا مقيد من أي شخصٍ
لقد أصبحَ متواجداً ببلاد لم تطأ قدمه عليها منذُ الصغَرِ ، بلاد لم يعرفها و لم يعرف من أصولها شيء .. كيف لا و قد تغربَ منذُ الصغر بسبب أبِ غيرُ مبَالي و لا مهتمٍ!
تنهد بتفاؤل، لم يحضُر من أجلِ الاستمتاع و لا الترويح عن نفسهِ الذي باتت ما تعرفُ من خبرات الحياة إلا القليل لكنهُ حضر لصفاء ضميرهِ، لصفاء فكره و اعتقاداته.. كيف لا و هُوَ ذلك الفتى المُـطيع لأبيه و العاصُ له !
يطيعهُ فيما يُرضي خالقه قبل نفسهِ ، يطيعه بكلامه الصحيح و العقلاني و يؤيد كلامه و لكن هذا لم يمنعهُ من رفضه القاطع لإنتسابات أخرىَ لا يُريدها و لا يريد خوض تجربة بها ..
يكفيه أنهُ حضى بقلب صافي ، مسامح و دءوب .. لا يعلم من أينَ اقتبس بهذه الصفات و لكن حتما ليست من أبيه الظالم ، المتجبر و الجآمد .. الذي لا يرضى بالتلاعب و لا بالتحدي.. يرمي ذاك و يقتل غيره بدون رحمة أو احتساب !
ربط حزامه بإحكام و هو يستمع لنداء النزول بمطار "جدة "، لقد بلغ محطتهُ المنتظرة ! .. محطَة سيبتدئ منها تصليح خطأه قبل إصلاح خطأ أبيه !
و لكن وجوده هُنا لم يكن و لن يكن بالأمر الهين فما هي إلا ساعات قليلة و سيحضر أعوان و متتبعيه بحثا عنه بكل شبر و وقتها لن يسلم من أبيه أبداً ، سيتحرك بسرعة و لن يتوقف .. لعلهُ يكسب بعد اللحظات و الدقائق !
أخذ الملف الموضوع فوق الطاولة بحذر شديد و عيناه تتجولان بين صفحاته بدقة و أهمية ليهمس: فاتن بنت سلطان ! الضحية القادمة.. !
_______________
انقلب مقر أبو فهد رأساً على عقبْ، الجميع يتراكضُ هنا و هناك دُون توقف !
ذلك يتعقب و يبحث و الآخر يتلقَى التوبيخ الصارم و غيرهُ يجري بحوث دقيقة لكشف مكان و آخر زيارة كانت لابن الجلمود هذا ، الذي حتماً لن يرحم أنفسهم فهذا ابنه الوحيد و العزيز عليه و لن يتهاون بذبح الجميع و إنهائهم من وجه الأرض لأجل إيجاده بسلامة
دخل أحدهُم و هو يحمل أوراق قد طبعتْ منذ ثواني، قلبهُ يرتعش و هو يقف أمام كتلة الصخرِ الهيجاءِ التي حتما ستنفجرُ بأي ثانية و على أي شخص كانْ: طال عُـمرك تحققناَ من المَعلوماَت !
رفع عينهُ بترقب ناحية العامل و هو يحاول الالتزام بهدوئه و برودة أعصابه: إيه ! و وش الاستنتاج ؟
أقترب منهُ بخطى قصيرة متوترة ، ليضع الأوراق التي بيده و ينسحب من بعدها بسرعة نحو الوراء ترقباً للهجومآت القادمة : ولدك مُـو بالسعودية !
آخذ نفس طويل، طويل للغاية.. يحاول التحكم بِ أعصابه و لكن لم يستطع ليلتقط القلم الرفيع و يرميه ناحيتهُ بقوة أصابت طرف جبينه، لينهض من مكانهُ مسرعا و هو يدفعهُ و يرمي بالأوراق عليه: تمزح معي !! ، كيف الولد مُـو بالسعودية ! .. حاتم خبرني بعظمة لسانه أنهُ فهد متوجه للسعودية وش هذه المسخرة ؟
تراجع نحو الوراء بخوف : بس طال عمرك أسم ابنك مُو موجود ضمن المسافرين المقلعين من مطار هيثرو و مو موجود ضمن المسافرين الواصلين بمطار السعودية !
صرخ بقوة: طيـــب وينهُ ؟ .. نادي لي حاتم بسرعـــة !
هز رأسه بالإيجاب و هو يركض ناحية الباب ، ليجد تجمهراً كبيرا أمام الباب .. يناظره بترقب .. ليتكلم بعد أن تنهد بقوة: الحمد الله ما زلت أتنفسْ
ليتكلم أحدهم: الحمد الله على سلامتكْ
خرج من مكتبهِ بترقب و هو يرمق بنظرات حادة جميع المتجمعين حول مكتب أب فهد ، ليتكلم بحدة : يلا كل واحد على عملهُ ! وش عندكم فيه تطالعون !
انسحب الجميع نحو مكتبه لإنهائه لعمله ، ليتكلم العامل الوحيد المُتواجد : طال عُـمرك بو فهد ينتظرك و شكلهُ معصب و منفجر على الآخر !
تكلم بهمس خفيف: سويت اللي قلت لك عنهُ ؟
أجابه بخفوت : إيه طال عُمرك بس أنتَ شايف النتيجَة ما أكلها إلا أحمد " و هُو يشير ناحية جبينه "
ضحك على الخفيف : الحمد الله أنها جاءت على طرف الجبين مُو بعينك ! يلا أنا بدخل و أنتَ بعدين ألحقني على مكتبي أنتَ و عُمر مفهوم ؟
هز رأسهُ بتفهم : حَاضر طال عُـمرك !
ابتسم له و هو يدخل بعد طرقه الباب ، يناظر القنبلة الموقوتة التي تتحرك يمينا و شمالا بقلق و حذر كبير ، رفع نظره : بو فهد وش فيك لا تقلق نفسكْ ! السالفة ما هيَ بطويلة و ولدك أكيد بالحفظْ و الصُّون !
هجم عليه مثل الذئب الذي كان ينتظر فريستهُ ، ليمسكهُ من طرف قميصه و يشدَهُ بقسوة و تحذير : هذاَ فهد مُو أحد ثاني ! ، وينـــــــــهُ يا حاتم.. أحمد خبرني أنهُ ما هُوَ بالسعودية !
أبعد يداي بو فهد من على قميصه باحترام و هدوء ، ليردف بعدها بثقة عمياء : بُو فهد ولدك أسبوع و هُو عندكْ .. لا تقلق عليه هُو خبرني أنهُ رح ينزلْ لعند أمهُ أسبوع و راجع
ضرب بكف يده على الطاولة .. ليصرخ بقهر : السالفة فيها أسبوع يا حاتم !!! الولد ما هُو بنازل للسعودية إلا و ببالهُ موال يبغَى ينفذهُ ! هذا ولدي و تربيتي و أعرفه أكثر من نفسي.. فهد ما هُو متعلق بأمه و لا هُو ساءل عنها وش حدهُ الحين ينزل عندها لا و بعدْ يريح عندها أسبوع كامل .. هذا الكلام مُو عليَ يا حَـــــاتم ! مُو عليَ !
أردف بهدوء و هو يجلس على الكنبة براحة: ولدك سَافر بجواز مزوَّر، و رجوعه ما رح يكون مثل دخولهُ.. الأمر يبي لهُ وقتْ
اتسعت عيناه بصدمة لجلس أمام حاتم: مُزوَرْ !!!! .. يبي يجنني هذا الوَلد ، ليش يسوي كذا ؟
ناظره حاتم بثقة : لأنهُ يدري أنك ما رح تسمح له يسافر لعند أمه لذلك التجأ يزور أسمه عشان ما يعرفوه هناك .. شفتْ يا بو فهد الولد ما تقدر تحرمه من أمهُ مهماَ كان حجم الكره لها بقلبه كايد ، بس هو يظل ولدها و هي تظل أمهُ و ما يقدر يعيش بدون ما يقر عيونه بشوفة أمهُ و العيش تحت حنانها
بو فهد و قد اقتنع بكلامه : بس أنا ما قصرت معاه بشيء !! كل شيء يبيه بدقائق يكون عندهُ .. كل شيء طلبه نفذته له ليه بسوي كذا ما يدري أنهُ خطر عليه ينزل للسعودية ! ، حاتم أنتَ أدرىَ أنه أعدائي هناك أضعاف مضاعفة ينتظرون بروز طيف من ممتلكاتي عشان ينهوه و يحرقوه فما أدراك لو عرفوُا أنه إبني بالسعودية و الله ما يرجع من هناك سالم !
تكلم حاتم بتأييد : صحيح الولد ما نقصه شيء و ما قصرت معاه بشيء ! بس الولد ما عاد صغير تحجزه بمكان محدد و ما تطلعه منه إلا و رجلك على رجله.. الواجب تعطيه حريته و تخليه يسوي هو بنفسه الشيء اللي يبيه و هو اللي يقرر أي قرار يتعلق به ، أنتَ كذا يا بو فهد طمست شخصيته و حسسته بالحرمان يكفي أنه أنحرم من أمه منذ صغره و أنحرم من أصحاب مثله مثل غيره ، أنحرم من ديرته و من حريتهُ .. لا يغرك أنه فهد ما هو بعاقل و متهور ! ، الولد عندهُ عقل و تفكير ما يحصلهُ أحد ! .. و إذا خوفك من أعدائك على إبنك فأخبرك أنه ولدك بالحفظ و الصون ما يمسهُ ريح !
هز رأسه و تفكيره بكلام حاتم عميق : إن شاء الله يكُون كذلك !
_______________
نهاية البارت الخامس .. أتمنى يكون نال على إعجابكم
و إن شاء الله البارت القادم رح يكون بعد يومين أو ثلاث
أبي أشوف توقعاتكم و ردودكم ، دمتم بخير
|