كاتب الموضوع :
إِنسيَابُ
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: خُذ عيوني معك لآ نويت تغيب بعدكْ مافيه من يستاهل أشوفهُ | بقلمي
السلام عليكم !
يومكم سعيد و مبآرك :) ، تقبل الله منا و منكم الصيآم و القيآم !
و ندعو الله أن نتمم صيآم الشهر الفضيل بصحة و عآفية ^^
تحديداً من هذاَ البارت بندخل بموضوع الروآية و المحتوى الأساسي بها
ما أطول عليكم بالكلام ، البآرت الرآبع !!
| قراءة ممتعة حبآيبــي ^^ |
| البَـــــــارت الرآبــــع ! |
إقترب من البآب بهدوء و عينآه ترآقبان مشعل الذي إنسحب نآحية المطبخ بسرعة ليعود و هُو يحملُ بين يديه سكين ، شهقَ ريآن : يمه !! نآوي تذبح الأخوُ بشقتي و تورطني معكْ !! وش ذاَ السكين من وين جبتهُ ! ، أعوذ بالله و كأنهُ سآطور
تنهد مشعل بملل و هو يتجه خلف بآب الشقة بسكون : شكلك مو نآوي توقف هرج إلا و بآب الشقة ينكسر من الدَق ، شف منو اللي عند البآب و إنكتمْ !
ريآن و هو يبتسم : مقبوله الإهآنة منك ، أنتَ لو تذبحنيِ فِـدآك يا عيونيِ !
مشعل و أعصآبه ما بدأت تنفلت مِن "" هبالْ " ريان الغير مناسب بموقف حسآس مثل هذاَ : تـرآ ما فيه مشكل إذاَ تبغى أخلصْ عليك الحين بهذاَ " و هو يأشر للسكينْ " ريآن و اللي يرحمكْ بطل هبآل و خليك جديِ لو مره بحيآتك !!
تنهد ريآن و هو يتحلطم من كلام مشعل : آوكِ الحين بوريكْ الجِدْ على أصولهُ " إقترب من البآب ، ليردفَ بلكنته الإنجلزية البحته " منْ هُـنآك ؟
لم يصلهُ رد من الطرف الآخر ، بل مجرد دق قوي على البآب آثار الريبة بأنفسهم ، همسَ ريآن لمشعل : يمكن آولاد الجيرآن يتمسخرون عند باب بيتي !!
نآظره مشعل بنصف عين : بالله هذاَ دق آولاد !! ، حشىَ و كأنه مطرقة مو يدْ ، خبرك البآب رآح ينكسر إستعجل شفْ منو الغبي هذا َ !!
ريآن آخذ نفس و هُو يكررُ بصوت حدٍ يظهرُ عليه الغضب : مَــن هــنآك ؟ مَـن الذيِ عِــند البـآبْ !؟
مشعل و هو يكتم ضحكتهُ من أسلوب ريان الذي لا يليق به : أبوك اللي عند البابْ ؟! خليكْ شوي وآقعـيِ أنت و أسألتكِ هذه .و حسن أسلوبك اللي زي وجهَك !!
ريآن و إبتسامة الغرور و الثقة ترتسم على وجهه : يـآ زين وجهي وش فيهْ ؟!
مشعل و هو يأشر لريآن بأن يصمت ، ليقرب أذنه عند الباب و ينصت لهمسآت خفيفة لم يفهمْ منهآ شيئاً : شفْ ريآن أفتح البآب شوي و إذاَ كآن فيه آمر مو عآدي ، سويِ إشارة بيدك و أنا بعدهآ آتصرفْ أوك ؟
ريآن و عيناه تتحولان على السكين الذي بين يدآي مشعل : و هذآ ؟؟ وش تسوي به ، تعوذ من الشيطآن يا آخوي يمكن يجي فرآسي و آروح فيها و أنا توي شبآب عزآبي !! و أمي تبغى تزوجني لبنت عمي و تشوف عيآلي بعد !!
مشعل و هو يضربه على كتفه بخفة : إفتح و خلصنآ ! صجيتنآ بكلامك ترآ آعرف إستخدم هذا اللي بيدي و إذا غلطتْ و جاء عليكْ فالله يرحمكْ ما رآح آنسى آقرأ عليك الفآتحة لا تشيل هم !! و آمك بدعِ لها بالصبر مع أنهُ ما آظن رآح تزعل بفرآق خبل مثلك !!
ريآن و هو يمثل البكاء و يدير مقبض الباب بهدوء : إلى اللقآء يا أخوي إذا غلطت عليك بشيء فسآمحني ، المُسآمح كريم !! و ترآ خبر العجوز ترضَـى علينا و تمطرنآ بدعوآتها !!
مشعل و هو يبتسم بين تركيزه و عينآه على المقبض ، فتح ريآن الباب بهدوء و أنفاس مشعل ما بدأت تتزآيد بتوتر .
إبتسم ريان بإرتباك و هُو يرى شرطيآن بزيهمآ الرسمي يناظرآنه ، تعمَـد أن يرفع من صوتهِ قليل ليسمعهُ مشعل : الشرطَــة !! عجبــاً كيف أستطيـعُ مسآعـدتكمـا ؟
تكلمَ الأول و عينـآه تتفحصُ ريـآن : هَـل أنــتَ ريـآن خـالد آل..
ريآن و هو يبلع ريقه و يشير لمشعل من خلف البآب بيده على رقم إثنين ، و قد كان يقصد عدد الشرطة ليجيب بصوت حاول أن يجعلهُ متزن : نعـم إنهُ أنــا !!
ليجيـبَ الشرطي الثـآني بشك : هل يمكـن أن نحصل على هويتك ْ !؟ للتأكـد فقط !
ريآن و هو يحآول رسم الإبتسامة على وجههِ ، ليخرجها بعد معاناة من البحث بجيوب سرواله : تفضَـــل !
أخذ الشرطي الهوية ليدقق بهآ بتعمق و بعد تأكده من المعلومآت ، أرجع له هويتهُ ليرفقها بأوراق متواجدة بملف : تفضل هذه الوثائق الذي وجدناها تخص صديقك المتوفي ، لقد نُسِيتْ أن ترفق مع جثته للسفآره ، تفضَل أتركهآ عندك بحكمك مرآفقه الوحيد .
ريان و هو يأخذ الأورآق بإهتمام : و ماذا عن الحآدث ! ما الذي حصل بالتحديد ، كيف حدث كل هذا و بهذه السهولة !!
الشرطي الثاني : إنقطاع بفرآمل سيارته قد أدى إلى الإصتدام و للأسف إحترقت السيارة و صديقك بهآ و أنت أعلمُ بالبآقي !!
ريآن و هو يهز رأسه : آآهــا شكراً يومكمــا سعيد !
الشرطيـان و هما يترآجعان نحو الخلف : و يومك أسعد
أغلق ريـآن البـاب ليتنهد تنهيدة قوية : الحمد الله !
ناظره مشعل بصمت و عينآه على الأوراق التي تتجمع بيدآي ريان بحسرة ، كلام الشرطي ما زآل يرن بأذنه دون توقف : مـآ عاد له وجود مشعلْ !! ميتْ بعيون الكُـل !
إقترب منه ريان و هو يربت عليه : إصبر يا مشعل يمكن فيه خير ؟! ما عهدتك بهذا الضعف !
مشعل و هو يجلس على الأرض بإستسلام و يضع رأسه بين كفي يدآه ليناجي ريآن بحسره ، ألم بنهش قلبهُ : أيْ صبر يـآ ريآن و عآئتك تسعى بموتك ، عمي يا ريـآن هُـو السببْ ! تصدَق أنه عمي من لحمي و من دمي يسلمنآ كضحايآ و مو دآري عناَ " يكمل بصرآخ قوي لعله يرتآح من الحرقة بقلبه " مَـوت أبوي كـان مِـن وراه هُـو ، حرق قلبي الله يحـر ..
قآطعه ريآن بحدة : مشعل لا تدعِ عليه !
مشعل بإنهيآر تام و هُو يفرغ ما تبقى من قلبه ، فالكتمآن قد يسبب من بعده ثورة إنفجآر : كـــــيف ما آدعِ عليه ! تصدَق أنهُ يشتغَـل معَــاهم يا ريـآن ، مـشترك معـآهم بالحرآم ، يتــاجر بالممنوعـآت و المخدرآت و مُـو آخذ شيء ببآله ، ليـش يسوي كِـذآ !! رزقهُ كثير وش حدُه يشترك معهم !؟ وش حدهُ يدخل بخرآبيطهم و هو يدري أنهُ ما يطلع منهآ سـآلم ! وش حَـدهُ يتـآجر بأرواحنا أنا و أبويْ .. ! يطعن أخوه بدل ما يحميه !! وين شفتْ هذا الشيء !.. يآ عسـآه يجيهم الدَور وآحـد وآحـد و ينحـرَق قلبه مثل ما حرقنـي بموت آبوي و أنا الأطرش بالزفة مصدق أنهُ أبوي صآبه حادث بالعمَل ، مصدقْ كذبهُ و تخآريفه علي ! .. الله لا يسـآمحهُ ، الله لا يـوفقـهُ الله لا يــ...
قآطعه ريان بصرآخ و هو يدفه على الجدآر : مشعَـلْ يكفـيِ ! وش هذه الدعاوي لو أنه من اليهود ما دعيتْ عليه بهذه الطريقة ، أعرف أنك محروق و مجروح من فقدآن أبوك الله يرحمهُ بس مو بذي الطريقة يا مشعل تصلح الآمور ، إسمع منه مآ يجوز تعرف من الطرف الأول و تصدق بدون ما تسمع من الطرف الثاني ، و بعدين وش هذه يجيهم الدور وآحد وآحد ترضآها على حرمتك بعد ..! سألت عنها الحين وش مسويه و كيف حآلتها ؟! ، تتوقعها ترقص و تغني .. عمك عمره ما يقدر يبيعك بالرخيص يكفي أنه إستقبلك ببيته و آمنك على بناته و ما شكك فيك ! و أنت آدرى بهذي السوآلف أكثر مني ما له داعٍ أفهمك من أول و جديد .. و معزتك دائما كانت من معزَّة يوسف و أكثر !!
مشعل و هو يبعد ريآن بقوة و بغضب لم يعهد أن يرآه ريان منه ضرب الجدآر بكف يدهِ بقوة : الحقــير ، الكـــلب لا تجيـب إسمهُ على لســآنك .. يا خسـآرة إسم ولد العم فيه ، يــآ خسارة الأيام اللي كُـنتْ فيهـآ آناديه بأخوي ، يــآ خسارة اليوم اللي كنتْ أشاركه سوآلفـي ، آفكـاري .. كل شيء ! الله لا يسلم فيه عظمْ ! بـآئع الدم و العِشْرَة ! الكَـــلبْ ، مستخسَــر فيه كلمـة " الكلـبْ " يــآ ناس حتى الكلب وفيْ لصــآحبهُ بس وش نـقول يوم يبيعك آخوك مقـآبل فلسينْ !
ريآن و هو يتنهد : يالليل ما آطولك ! و صآحبنا يوسف وش مسوي لك ؟! عشـآن هذاَ الكلام الخـآيس و الدعـآوي المُـباركه !!!؟ خــآيف نسمع خبر موتهُ بكرة من وراء دعـآويك ، حتى جدتي مآ تدعي مثلك !!
مشعَــل بصدق و هو ينآظر ريــآن : آآميــن يـآ رب عسـآني إسمع خبرهُ اليوم قبل بكره ، شفْ ريـآن أنا بسآمح الكذآب ، السـآرق و مــا أسامح الغدآر و الخائن ، تبتسم لهُ و تعيش بوسطه و من بعدهـآ يطعنك بظهرك يـآ آخوي !! لو أنـي كلب ما يسوون هذآ الشيء ، يدمـروني ، يقتلُــوني !! .. كيف ما أدعٍ عليهم و هم آشتروا لي المَــوت بطبق من ذهب .. ! كيف ما أدعٍ عليهم و أعرف أنه الحـآدث مدبَـر من يوســــف ، يُـــوسف يــآ ريــان !!
نآظره ريان بصدمة يحاول إخـفائها ، ما هذه الهموم الذي تحملهآ بدآخلك يا مشعل ؟ ، ما هذه الطعنات التي توجه لك يا أخي ؟ ، يهود هم الذين لا يعرفون من كتاب الله شيئا و لم يفعلوها ببعضهم البعض ،لم يقتلوا أروآح بعضهم البعضْ ! : آآآ مشعَــل يمكن الموضوع من أساسهُ غلط ، إسمع يا أخوي و بعدهـآ آحكُـم و قرر .. لا تظلمهم بدعوآتك حتى ما تقلبْ عليك ، شفْ إذا تبغى بمهد لهم الموضوع و بعدهآ أنــت تفآهم معهم !
مشعل بقسوة و هو ينفض ملابسه بقوة : مشعَــل بعيونهم ميتْ و هُـم بعيوني ميتيـنْ ! و إِذا فيه شيء بيننا ربنآ ما يضيع حق أحد يوم الحسآب !
ريـآن و هو يهمس بهدوء : حتَــى وعَــد !؟
إلتفت مشعل و هو يعطي ريآن ظهره ، ليغمض عينآه بشدة و ألم ! ، " جبتهـآ على الجرح " هذه مختلفة عنهم كلياً ، وعد إستثنائية ، مميزه لا يحلُ مكانها شخصُ ، ضحكتهـآ و صوتها الشجيُ يستوحشـني بشده ! ، مهما قسيتُ فلا يمكنني ممآرسة القسوة و طقوسهآ على ملكة قلب مشعل ، لا يمكنني فعل ذلك : هذه خليهـآ برآ الحِــسآب ، ودي آخذهـا و آهرب ما أدري لا عن ذيك العائلة و لا طوآيفها !
ريآن بسخرية : الله الله ! و كيف تأخذها يا الحلو إن شاء الله بشهآدة وفآتك و لا فجأة تجلط البنت بأنك عآيش !؟ يالله أتحفنا بإفكارك الغبية اللي مدري مِـن وين تجيك ! ، إذا كان حبك لها بهذا المفهوم فالحب يتعذرك يا صآحبي !!
مشعل و هُو يفكر بكلام مشعل كثيراً ، ليجيب بعد صمت : مو الحين يآ ريان بأخذ حقي و بعدهـآ يصير خيـر ! مو بهذه السهولة تقتل روح و تمشي بجنآزتها .. خليهم يذوقون من العذآب شوي يمكن تطفىء الحرقة اللي بقلبي ، و أدري أنهُ آل عبد الرحمَـن ما رآح يقصرون بعد !!
ريـآن بأسلوب مستفز يتعمدهُ لإغاضة مشعل و مسح جزء من الحقد الذي تملكهُ و آعمى عيناه عن كل شيء : حتَـــى وعد مـآ رآح يقصـرون معهـا !!
صمـت مشعل لحظات ليلتفت بغضب و هو يشير لريآن بسبآبته : ريــآن لا تستفَــزني بوعد مفهُــوم ؟! آل عبـد الرحمَـن ما يقربون منهآ !
ريــآن و هو يضحك بسخرية من تفكير مشعل السطحي أو من إقناعه لنفسه بأشياء وهمية : و أنــتَ شدرآك أنهم مـآ بيقربون لهآ ترآ مثلها مثل إخوانها و إخوتهـآ ، بنت عبـد العزيز " بو يوسف " وش يفرقهـآ بينها و بين البآقي " و بسخرية لاذعة و تنبيه " بعطيها لك من الآخر اللي بيجي عليهم يجي عليهآ هيَ الثـآنية !!
إقترب منه مشعل بهدوء و هو ناوي عليه نية سوداء من الكلام الذي صار يزرع شحنات القلق و الخوف على محبوبته الوحيده و الأخيرة من تلك العائلة ، ليدفعه نحو الوراء بخفة : آولا يا الحلوْ لا تتكلم على حرمتي لا أكسر لك رأسك و آوريك كيف تخلي لسآنك يبلبل بإسمها ، ثانياً ما له داعِ تعيد و تزن علينآ بالكلام و الإستفزاز .. ترآ ما تحرك فيني شعرة و اللي بفكر فيه و مصمم عليه ما تقدر تردني عنهُ .. و تأكد أنه وعد بالحفظ و الصون ، خافَ على حالك لا يجيك كف الحين يعدل وجهَك الزين
ريآن و هو يكتف يداه تحت صدره و برفعة حآجب : آفا بس هذاَ كلام تقوله لصديقك بس محشوم على كلِ .. بس حلفتك تخبرنا يا البطل كيف تخلي " بلع ريقه من نظرآت مشعل النآرية " خلآآص ما رآح آقول إسمها لا تطالعني بذيك النظرآت ما آحبها ، المهم نرجع لموضوعنآ .. كيف تخلي حرمتك بالحفظ و الصُون !
ضحك مشعل بخبثْ و بغموض : سهل ما فيه مشكلة بالموضوع .. نلعب على الحبلين شوي و نخليهم يذوقون الجحيم شوي .. خليني بعدْ أغدر باللي غدرني !
ناظره ريآن بنظرآت لم يفهمها مشعل : وش تقصد فيه بنلعب على الحبلين ؟ و وش تقصد بكلمة " نخليهـم " ليه تعمم و تجَمَع بكلامك ترآ آنا مو حقود و ما آشارك بلعب البزآرين ..بس وصلت أنك تقول خليني بعدْ أغدر باللي غدرني هذه وسوستني بيهآ ! كيف تغدر و مع من نآوي تغدر يا الشطور !!؟
مشعل بإبتســآمة وآســـعة : معَ آل عبد الرحمَــــــن !
____________________
صوت صرآخها قد هزَ أرجاء البيت بأكملهِ ، الجميع يترآكض ناحية غرفتها المنزوية بآخر الردهة .. هي تركت تقسيم شؤون الأعمال بين الخدم تحضيراً للعزاء .. هُو إنقطعت منآقشته مع أبيهِ بعد أن كان سيقدم على الإعترآف بكل شيء .. هي توقفت عن تلاوة كتآب الله لتغلقه بهدوء و تتبع الصرآخ و هي تدعي بصدق من سبب إهتزاز السكون بأرجاء البيت .. هُو قد أُثقل كاهله من كل ناحية و ضآقت به النفس و هي تطلب الخلاص من طريقة بدآيته خطأ صغير فكلفه خسائر جسيمة جعلته يذرف دموعا من دم و هو يشتري لأفراده الواحد تلوى الآخر حلة بيضآء تحت مُسمى " الكفنْ "
جميعهم يترآكضون نحو غرفة المدللة .. يتمنون أن لا تصيبهم صدمة أخرى بهذه الصغيرة ، إلتقت عيناها بعينآي أبيها المشتظة من الغضب ، الألم و حتى التعب : رتيـــل ما خبـرتك تريحيـن معـهآ ؟! ليـه تـآركينهـا لحالهآ !
رتيل و عينآها على بآب الغرفة المنفتح على مصرعيه بعد أن دخل منه يوسف : يبه و الله تركتـهآ نآيمه و مو دآريـه بشيء ، بس يمكـن رجعتْ إستـوعبت اللي صـآر !
عـآتبها أبوها بنظرآت آلمتها كثيراً .. هي التي تطلب الرحمة ، الحنان و لكن لا تجده إلا من أُمٍ فقدتهآ منذُ سنينْ ، رحمك الله يا أم من بعدكِ تهدمَـت العائلة كلياً .. إتبعَـت أباها بخطى صآمته ترجوُ الحل السريع و تدعوُ بخشوع لنزول الرحمة و الصبر على قلوب الجميعِ ، تدخل الغرفة لتنصدم بذهول و تسمح لتلك الدموعِ المتحجره بالنزول و الإنسيآب ..
من الجآنب اآخر تعتب الدرجآت صآعدة بسرعة ، صرخة واحدة جعلت قلبهآ يهوي لبطنهآ ، صوت وعد يرنُ بأذنها و هي تستحدثُ جميع الأفكار السوداء بعقلهآ ، هل من الممكن أن فعلت شيء بنفسهآ ؟ هل آذت نفسهآ ؟ أنا أخاف على هذه الفتآة فهي بمرحلة حسآسة قليلا و لا تدرك من خبرات الحيآة إلا القليل ، لن تستطيع الصمود و الصبر .. مثل ورقة الخريف التي تجرها الريآح العآتية بكل مكان هذه حآلة وعد ، تتأثر من الشيء و اللاشيء .. ! ، ركضَــت ناحية الغرفة لتنآظرها بحزن و ألم !
الجميع مجتمع بالغرفة ! وعد و إنهيارها التآم يبثُ الخوف بالأنفس صارت تتخبط و كأنها ترجو الخلآص ، خبر موتِ زوجها أو بمعنى آصح إبن عمها قد هزهآ تماما .. إقتربت منها رتيل و هي تأشر ليوسف بالإبتعآد عنها قليلاً بعد أن كان يحاول مواساتها و قلبه يتقطع آلف مره ..
ضمتها بقوة و هي تهمس لهآ : آآشش وعَـد وينه صبرك عند الشدائـد !؟ وين وعَـد القويه العـآقلة !؟ .. آعرف يا عيوني الخبر صعب عليك و علينآ كلنآ بس خليك صبورة و إدعِ له بالرحمة ، الميتْ ما يحتاج إلا دعائك و دموعك هذه تعذبهُ أكثر ! و أظن أنك ما تبين تعذبي اللي تحبيه مُـو ؟ خلآص مسحِ دموعك هذه و مآ يجوز تعارضي على شيء مكتوب من ربك ! اليوم هوَ و بكرة نحنـآ اللي نتبعهُ ! هم السآبقون و نحن اللاحقون .. مُرادُنا نرجع كلنا لله !
وعد و هي تتمسك بأختها بقوة : مَــا أقدر على فرآقــهُ يا رتيل !! صعبْ أعيـش من دونـهُ !
إقتربت فآتن منهما و هي تربتُ على ظهرِ وعد بحنية : وعَــد حبيبتـي ندري أنك مآ تقدرين على بعدهُ بس هذه الحيآة و هذا قضاء و قدر ما يجوز نعآرض عليهْ ، إِذاَ حقاً تحبيه و تبي تسعديه إدعِ له بصدق و هذا يكفيهْ
وعَـد و هي تهزُ رأسها إيجاباً لتحبس شهقآت ترآكمت بحلقها : اللهم لا إعترآض على ما كتبتهُ لنآ " إبتعدت قليلاً عن حضن رتيل و هي تمسح دموعها لتنزل أخرى بمكانها ،لا تستطيع التحكم بنفسها و حبس دموعها " آبغَـــى آصلـي بروح أتــوضأ
رتيل و هي تبتسم لهآ بحب و تمسح الدموع المتجمعة بعينيها : إيه هذا هوَ الكلام القويـم ! صدقينـي صلي و إدعي بترتآحين إن شاء الله !!
إكتفت وعد بأن تهز رأسها بصمت و تتجه نآحية الحمام ، أما بخارج الغرفة يستند على الجدآر بتعب و هو يخفي وجهه بين كفي يده و دموع تتسلل بصمت ، ها هُـو يفقد فردا من عائلته بدون حول أو قوة .. لا يمكنه التصرف و لا التحرك ، مكبل من جميع النواحي ..
قيدوه بدليل من نار ، يحرق قلبهُ بمجرد ذكر ما فقدهُ .. هو خطأ واحد إقترفه لكن يدفع بالمقآبل الكثير و الكثير ، يدفع ثمن دم أفراد عائلته .. يقتلون آمامه و لا يقوى على الحرآك ما أصعب ذلك الشعور ، لقد وفقوا بحرقهِ و تعذبيه بالحيآة تدريجياً ، كح بتعبِ و هو يمسح دموعا لا تزال منسآبة على خديه ليرى إبنه يوسف يخرج من الغرفة مطأطأ الرأس ، لينـآديه : يُـــوسـف !
توجه يوسف لأبيه دون أن ينظر إليه : نعم يبه ؟!
بو يوسف و قد أحاطت عيناه ولده : كيف أختك ؟ وش صآر عليها ؟!
يوسف و هو يمسح على جبينه بتوتر : بخيــــر ! طيب ليه ما دخلت عندها يمكن إذا شافتك بترتـآح ؟
بو يــوسف و هو يستند على الجدار كلياً و يغمض عيناه : مــآ آقدر يا يوسف ! أنــا غلطت بحقكـم كلكـم و الحيـن آبوكـم يدفع ثمن غلطهُ فيكم ! سامحوني يا آولادي آذيتكـم بدون مـا أدري !
يوسف و هو يتوجه لأبوه : يبه فالحقيقة مُـــو أنت الوحيد المُـشترك بالذنبْ !
بو يوسف و هو يرفع نظره لإبنه و بإستغراب : وش تقصد فيه بكلامك ؟ وضح لي منُو المذنب !
بصوت متهجد تكلم : أَنــــــــا !
___________________
يجلس على كرسي مكتبه بسرحان يفكر بكلام بو فهد القوي الذي صدمه للغآيه ، لا يستطيع إستوعاب شيء من الذي قالهُ .. بو يوسف مشترك بالعمل !؟
ما هذاَ ؟! لو لم أرى بعيناي توقيع أب يوسف على العديد من العقود التي جمعتهُ مع أب فهد لم أصدقهُ أبداً .. ما الذي فعلته يا أب يوسف بنفسك و من أين لك الفرار و قد وضعك بو فهد نصب عيناه ، يزين مكتبه قائمة تجمع بأسماء و معلومات عائلتك ، يشطب عليهم الوآحد تلوى الآخر ..
قطع سرحآنه هاتفه الذي يرن بشكل متوآصل ، أجاب بسرعة : هلا بو فهَـد !
بو فهد من الطرف الآخر : هلا بك .. من شوي وصلني ملف آل نـآصر بس يخصني ملف وآحد !
حـآتم و هو يعقد حاجبيه : أي ملـف ؟! العـائلة مكونة من الأب و ثلاث بنـات و يوسف !
بو فهد و هو ينآظر الأوراق و يتصفحها من جديد : هييه آدري بهاذ الشيء بس فيه ملف لأحد بناته مفقود !
حاتم : كيـف مفقود ! أنا راجعـت الملف بنفسي و بعثتهُ لك مع حمد ! يعني مستحيل يكون ناقص فرد منهم ! طيب أي واحد مو موجود ؟؟!
بو فهد و هو يقرأ الأسماء : وعَــد ، يُــوسف ، رتيــل ، بو يــوسف ! وش اللي يخص ؟
حآتم و هو يمسح على جبينه بتفكير : إيه عرفتهـا يمكن ذيك البنـت فـآتن و لا آفنـان دائما أنسى إسمها ! بس كيـف مو مـوجود هذه البنـت هي ضحيتنـآ القآدمــه !
بو فهد و هو يغلق الملف : بعدين شفْ لك نسخة عن ملفهـآ .. ! إيه تذكرت وينه فهد ما ينسمع له حس هذه الأيَــام !
حــآتم بتوتر و هو يطرق بأصابعه على المكتب : آآ ولدَك و الله ما يندرى عنهُ !
بو فهد بحدة و صرآخ : كيـــف ما يندرى عنهُ ؟! و أنــا ليش خصصت له بودي قارد يا الخبَــل ؟! حــآتم أدري أنك تعرف وينه .. لذيك خبـرني و إتقي الشـر لا تخليني آطلـع جنوني بك !
حــآتم بصوت مهزوز : فهَـــد بالسعُـوديه !
صرخ بعصبية و عيناه تتطيرآن من الشرآر : كيـــف !! وش يـسوي المجنُــون هنيك !!
________________
نهــآية الفصل الرآبع :$
أتمنى كلكم تعطوني رأيكم و توقعـآتكم للأحداث القآدمة :)
بليز بدون ردود سطحية و المتآبعين خلف الكوآليس شرفونا ما مليتوا من القعدة خلف الستآر ، إظهروا و أعطونا رأيكم بالروآية ^^
بالنسبة للبآرت القآدم للحين ما حددت موعده و ما أبغى أعطيكم موعد و ما أخلف به !!
يمــكن يوم الثلاثـاء و لا الأربعـاء بإذن الله !
قراءة ممتعة لكم حبايبي ^^
|