كاتب الموضوع :
حلم وسما
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: ستمطر فجر يوم ما
2
هي قد وأدت أحلامها وأمانيها وآمالها في ليلةٍ ما ،،
عندما كانت طفله كانت تحلُم ان تُمسك بيدي ابيها الكبيرة وتعبر الطريق
كانت تحلُم ان تغفو بين جنباته يحملها الى سريرها يقبلها لتنام بهدوء
كانت تحلُم ان تسلم لَهُ شهادة تفوقها فتعتلي عينيه نظرة الفخر
كانت ترسم وجه ابيها دون ملامح كانت تهذي باسم ابيها دون حروف ،،
كانت تبحث عن اثر عن رائحة لأبيها دون جدوى
بعد وداع والدتها الحافل بالمدامع والانهيارات
بعد بكاء أخويها الذي لازال ينخر طبلة إذنيها
همست بها متحجرشه مختنقه محتقنة ،، كم مره سألتك عن أبوي وينه فيه ما كنت تجاوبني
صرخ بها ثائرا مابقي الا انتي تحاسبيني عجيب والله
أردف قائلا ،،
ابوك كان كل فتره وفتره يرسل لك مصروفك
اللي ما يجي قيمة كتبك لكن له حدود السنه قاطع ولا يرد علي ودامك تبليتي على وليدي مالتس قعده في بيتي
أوجعها في الصميم أمسك بمطرقة من حديد وهشم بقاياها المتبعثرة ،،
يعني أبوي كان يعرف مكاني
ابتلعت غصلتها.. عمي تكفى قبل ما توصلني له فهمني قول شي كيف أب يرمي بنته ما يسال فيها واللي يسلمك قول
شارفت الشمس على المغيب كبهتان الحُب الكبير الذي بنته لأبيها كإشتمامها لرائحة عدم الرغبه بها
،، ابوك تزوج أمك شهرين ولأنها سعودية ما كانت كويتيه مثله اجبره ابوه انه يطلقها
عاد خذيتها انا وطحتو بكبدي انتي وياها،،
لا تعنيها جملته الاخيرة وليست من محور تفكيرها ،، زين كيف أبوي تواصل معاك ،،
،، اكمل على عجل أبد خاف من ابوه ان يعرف عنك
أعطاني مبلغ صغير ما كفى مصاريفك وقال ما أبغى اشوف وجهها
هُنَا اغتالت سهام كلماته أعماقها ،،
انسابت مدامعها بصمت قاتل مُريب
عبرو الحدود الفاصلة بين الدولتين لأول مره تشتم عبق الوطن ولأول مره تحتضن عينيها ارض الوطن
أوشك الليل على الانتصاف،،
اوقف سيارته المنتهية الصلاحية امام البوابه الكبيرة انزل حقيبتها الصغيرة فتَبعته
همست في أُذنيها أساتذتها ذات يوم انها تتمتع بشخصيه خياليه رائعه متميزة مزجت بين ألقوه واللين
الا انها هذا المساء تعثرت فقدت أتزانها وقعت فسقط قناع القوه وإلا مبالاة..
طرق البوابه الحديدية فتح لَهُ احدهم فاجترها وهو ممسك بيديها اللتي كاد ان يحتبس بها الدم من شدة قبضته
الحديقة كبيره ممتلأة الأشجار متسعة المدار حاول من فتح لهم الباب ثنيه عن الدخول بل منعه حتى يُسمح له ولكن
دون جدوى وصلوا الى الباب الرئيسي وهو لازال يجترها دون اكتراث ضرب الباب بكلتا يديه
فتحت احدى الخادمات لم ينتظر إذن الدخول ولم يأبه لتوسولاااات فجر المنكسرة لم يأبه لاياّ من كان رمى بها أرضا وسط صالون كبير يجلس به عدد لا باس به من البشر
بين ذهول واستغراب رسمت على وجوههم علامات تعجب كبيره
صرخ به احدهم ،،هي يا الاخو البيوت لها حرمه وش تبي
تحدثت الخادمه بلهجة قلق ،،دخل بالقوه ،،
نظرت فجر اليهم بعينين فارغتين من اي شي ومن كل شي
استشفت ان اكبرهم هو الجد يجلس في صدر المكان وتجلس الى جانبهِ امرأه عجوز قضم الزمن من ملامحها الكثير
هنا رجل وهناك الاخر هنا طفل وهناك امرأه بل رجل ثالث في الزاويه ،،
نظرت في الوجوه بحيره ايهم ابيها ايهم من تحمل اسمه خلف اسمها ،، ايهم من سالة دمائه في أوردتها
ماكانت تظُن لوهله ان للقاء الاول له رهبه كانت تحلُم وماكانت تعلم ان به من الخوف ما الله بهـ عليم
انا أبغى جاسم ،، قالها سالم في غضب في مشهد درامي. تمثيلي بحت
سأل الجد بعد ان وقف مستندا على عكازه ،، من انت !
انا سالم ال ،،،، هذي بنت جاسم انا متزوج امها ! اعتلت الوجوه صدمه تقطبت الحواجب وفُتحت الأفواه
اكمل سالم ،، بنتكم عندكم ما عادت تلزمني ولا لها مكان في بيتي ربوها من اول وجديد والوجه من الوجه ابيض سلام عليكم
هم بالخروج الأنظار متجه لها اغمضت عينيها مطولا انسابت مدّامعها كما المدرار الموقف اكبر من قوتها اللتي كانت تزعم اكبر من برودها الا منتهي صرخ الجد صرخه مدويه وقف مكانك
اثبت ان كلامك صحيح ،، اخرج سالم جوازها وشهادة الميلاد ورسائل من جاسم الى سالم كانت قبل عامٍ وأعوام ،،
وضع ما بيديه على الطاوله الزجاجية وعاد ادراجه الا ان احدهم استوقفه ،،
ان كلامك صحيح وش حقه ما جبتها الا في ذَا الوقت ،،
ابتسم سالم وهو ينظر لها بخبث ،، تحتاج تربيه ربوها
خرجَ وهو يبعث لها رساله قاتله بصوته الجهوري الكريه،، انسي ان لك ام ،،
ثانيه اثنتان ازداد اتساع العينان وارتجاف الشفتين فإنسابت مدامعها كما المدرار
واعتلت كلتا يديها تُمسح تلك المدامع بكبرياء مزيف تتمتم لنفسها
لا تبكين لا تنهارين كل شي بيسير زين كل شي بيسير أحسن وعندما ازداد ضغط تحديقهم لملامح بين جنباتها
أخفت وجهها الملائكي بكلتا يديها ودخلت في نوبةِ بكاءٍ مرير
وماكان هذا الا أسمى معاني الانكسار
كونوا هَا هُنَا ...
|