لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


قرفة | بقلمي .

. السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ و بركاته . ، من عَبقِ الحروف وعِطرِ الكلمات أزفُ لكم بعضاً من نبضِ المشاعِر ، مشاعِرٌ خطتها

موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-05-15, 08:20 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 296374
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: مشاعِر عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مشاعِر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي قرفة | بقلمي .

 


.



السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ و بركاته .


،

من عَبقِ الحروف وعِطرِ الكلمات أزفُ لكم بعضاً من نبضِ المشاعِر ، مشاعِرٌ خطتها أناملي علَّها تَصِلُ إلى سماءِ وِجدانِكُم .

هيَ التجربَةُ الأولى ، التجربة الأصدق والأعمق ، ما أظنُ أنني سأكتِب أصدق من هذا ، أعمق من هذا .... و ما أظن أن تكون هناك تجرِبَةً ثانِيَة شبهةٌ بهذه .
استنفذتُ مشاعِري كُلها ، قوايَ جميعُها ، أعاصير الحَرفِ والكَلِمِ جمعتُها فنسجتها ثمّ شاء اللهُ أن خرجَت "قرفَة" .
والقرفة - يا سادة - تلكَ النكهة الحلوة الطعم التي تَشوبُها المرارَة ، الطعم ذاته الذي يُشبه طعمَ الحياة . بدايَتُها كانت لغةً فصيحة ، لكنّي أبدلتُها غايةً في نفسي ، علّ اللهجة العامِية توصِلُ المشاعِر كُلّها بالصدق الذي كُتِبَت منه .

وقد قمت بطرح روايتي هذه فيمُنتديين آخَرين ، فمن يريد نقلها عليه تذييل إسمي بها
و اقبلوا بي أيها الأحبه كشخصٍ أحبّ الكِتابَةِ فكتب ، لكن لم يرقى بعد ليكون كاتِبْ !



مشاعِر .
13 / 11/ 2014 م

 
 

 

عرض البوم صور مشاعِر  

قديم 28-05-15, 08:25 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 296374
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: مشاعِر عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مشاعِر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي 1/ نبضٌ أزلي .

 

*





النبض الأول
نبضٌ أزلي






-1-
في ليلة باردة ، باردة لدرجة إذا الواحد زفّر يقدر يشوف نَفَسُه يتكثَّف أمامه ، أغلَق شاب في مُنتصف الثلاثينات دكانه و مشى في ممرات السوق اللي بدا يفضى من الناس ، ما غير أصحاب بعض الدكاكين .

صلّح التمصيرة اللي لافنها على راسه بعشوائية و تلثم بها لعلها تجيب له شيء من الدفى ، مشى بطوله الفارِع والمُلفت واللي يضفي على هيئته هيبة من نوع آخر ، دندن بصوته الحيوي ... بصوت يكاد يكون مسموع ومع عويل الريح يختفي تماماً .


وبين اللحظة والثانية يفرك يديه ببعضها يرتجي منها دِفى مفقود في ذيك الليلة

: محمد

توقف للصوت اللي ناداه و لقاه العم سعيد ، شيخ في الستينات ، جاره في السكن و جاره في السوق .
قال العم سعيد و هو يقفل دكانه : اصبر لي بخاويك
رد محمد بابتِسامة بانت فعيونه : حيّاك
حمل العم سعيد كم كيس ومشى باتجاه جاره الشاب
مد محمد يده ياخذ الأكياس عن العم سعيد : هات احملهم عنك
أجاب العم سعيد بصوت بردان : ما مشكلة
أصر محمد وأخذ الأكياس عنوّه : هات هات
مشى جنبه و فارق الطول بينهم كبير
: يا انه ذا البرد ينخر العظم نخر " قال العم سعيد وهو يفرك يديه ببعضها "
اكتفى محمد بهز راسه
سأل محمد بعد فترة سادْ فيها الصمت : ما سمعتوا أخبار عن عبدالله ؟
تنهد العم سعيد : لين ساعتك ذي وحنا ما نعرف عنه حاجة ، لا يتصل ولا شيء ، ما يسأل عن أمه اش مسوية والا عن ذيك القاصفة ( المسكينة ) هي وعيالها ، والا من وين ياكلوا والا يشربوا ؟
طبطب محمد على كتفه : الله كريم عمي والغايب عذره معه وان شاء الله يرد لكم سالم
همس العم سعيد : ان شاء الله


وصلوا للحارة اللي ساكنين فيها ، مشوا اثنينتهم لـ بيت شعبي بسيط حاله من حال كل البيوت في ذيك المنطقة ، دق العم سعيد الجرس وانتظر لين ما أحد يفتح له الباب

قال العم سعيد : عطني الأكياس و توكل لبيتك يا محمد ، ما زين توقف فذا البرد
رد محمد بحنيّة : ما مشكلة عمي ، هـنتظرك لين تدخل
همس العم سعيد : جزاك الله خير

فذيك الأثناء انفتح الباب وطلّت منه حرمة في العشرينات قالت بصوتها العذب : أبوي الله يهديك ليش تتأخر ؟ ، الليلة برد ما طبيعي لو تقدمت شوية
ما سمعت جواب من أبوها أو بالأحرى أبو زوجها اللي تعتبره فمقام أبوها ؛ لأنه بكل بساطة لفتها الشاب الطويل اللي يوقف مباشرةً ورا أبوها

أخفت نفسها على طول ورا الباب لمّا استوعبت الأمر وانها واقفة أمامه كاشفة وجهها في الوقت اللي قال محمد بصوته الجهوري : السلام عليكم
ردّت السلام بصوت هامس يا الله ينسمع
قال : كيف الحال يا أم علي؟
ردّت بنفس نبرة الصوت المنخفضة : طيبة طاب حالك
رد بابتسامة : عسى الحال مديم

التفت للعم سعيد وناوله الأكياس : يالله عمي ، أستودعك ربي ولا بغيت شيء ولا شيء ما يردك الا لسانك عدِّني مثل ولدك
أجاب العم سعيد بود : عز الله انك ولدي وغلاتك كبيرة ، الله يرحم ابوك اللي ربّاك وأدّبك ، ما تقصر يا محمد ... ما تقصر
رفع صوته موجه كلامه للي مخفية نفسها ورا الباب : وانتي يا ام علي لا يردش شيء
ما انتظر منها جواب وقال للعم سعيد : فمَان الله يا جار
رفع العم سعيد يده : حيّاك يا محمد ، جزاك الله خير

عدّل لثمة وجهه وهو يمشي متوجه ناحية بيته اللي ما يبعد عن بيت العم سعيد الا بضع خطوات ، مشى وهو يرجف مش من البرد ، يرجف من أمور كثيرة تدور فباله ، تدور وتدور وتدور وما توقف الا على شيء بشع ، بشع كثير ، يتقزز من عمره لمّا يطري هالشيء فباله ، يكره نفسه مليون مرّة وتراوده فكرة انه يستل اي شيء حاد يغرسه فقلبه لعله ولو شوي يهدأ ويستكين .


يحبها وهالشيء مو بيده ، مو هو اللي أخذ هالقرار ، قلبه قرر وخلص ، لمّا يشوفها قلبه يختبص ، كيف وهو يلمح وجهها بدون أي شيء يُخفيه ، كلّه يختبص ذيك اللحظة ... كله .


هو يعرف انه اللي يسويه أكبر خطأ ممكن يقترفه انسان على وجه هالأرض ؛ لأنه متزوج وبكذا يخون زوجته بالمشاعر اللي يكنها لغيرها ، ولأنه يكن هالمشاعر لوحدة متزوجة ، ذمتها بيد غيره ، وهالشيء يقتله ، يذبحه ، يحوله لرماد .

لكن كل هالشيء ما هو بإيديه ، لو كان كل شيء بيده لخنق المشاعر اللي يكنها لها ، أماتها بلحظتها و أخفى وجودها من قلبه .





-2-
حملت الأكياس ودخلت البيت
سألها العم سعيد : وين العيال؟ ما أسمع لهم حِس
ردّت سعاد : في بيت أبوي ، هروح أجيبهم الحين
قال العم سعيد : أجي معش ؟
ردّت : ما يحتاج
: طيِّب








-3-
طرق باب بيته وأخرج تنهيدة وجع ... وتعب ، وجع من قلبه ، وتعب من الشعور اللي يتلبسه لما يشوفها
انفتح الباب وظهر من وراه سعود ، ولده ، ابن الـ12 سنة ، باس يد أبوه وهو يقول : مساء الخير أبوي
ابتسم لولده اللي أخذ كل شيء منه ، ملامحة ، هيئته .... و طوله ، هو يعتبر أطول بكثير من أقرانه .
سأله : شسويت اليوم ؟
قال وهو يغلق الباب ويلحق ابوه : ما غير ماسك ذا الكتب
ربت على ظهره : الله يوفقك ، ذي السنة بعد الأول ان شاء الله
أجاب سعود بابتسامة : ان شاء الله
خلعوا نعلهم قدام الباب قبل عن يدخلوا داخل البيت
قال وهو يشوف أولاده متحلقين حول السفرة ينتظروا دخوله علشان يبدوا يتعشوا : بديتوا عني ؟
أول ما سمعوا صوته ، ركضوا له بحب
باس الأول يده : مساء الخير أبوي
بابتسامة رد : مساء النور والسرور يوسف

دفعت مها أخوها اللي يصغرها بسنة و
هي تبوس يد أبوها : مساء الخير باباتي
رد وهو يضحك على يوسف اللي يوجه لكمات لظهر مها لأنها دفعته : مساء النور ابوي انتي
ضحك وهو يوجه انظاره ليوسف و مها اللي بدوا سلسلة من المشاجرات اللي ما هتخلص بسهولة : بس ضرابة تو ما وقته

انفلتوا عن بعض لما ابوهم وجه لهم هالكلام

قال يوسف بغضب وتهديد : والله هتشوفي بعدين ، هراويش شغلش
قالت مها وهي ترفع حاجبها تغيظه : تـ ـبـ ـننننننن
كان هيتوجه لها ويلكمها لو انه صوت ابوه ما وقفه : بس انته وهي ، مش وقت ضرابة تو
توقفوا عن المضارب بس ما توقفوا عن اطلاق النضرات اللي يوجهها الواحد للثاني بشر


فذيك الأثناء خرجت القعدة مثل ما يسميها من أحد غرف البيت وراحت لعنده تركض بحب : باباااااااه
ضحك لها وشالها بحب ، وقذفها في الهواء وهي تضحك بمتعة ، نزلها وهي ما زالت تضحك
سألها وهو يوضعها فحضنه : كيف حالش باباتي ؟
جاوبت بدلع : خييييييير ( بخير )
باسها فخدودها بحب وهو يدغدغها : أبوي انتي .. أبوي
وهي تطلق ضحكاتها الطفولية بين يديه

خرجت سلمى ، أمهم ، من المطبخ وبين يديها طنجرة متوسطة : روضة والله العظيم ان ما سكَّتي هتشوفي
خرجت وراها روضة ، ذات ال9 سنة ، بوجه متذمر والدموع في عيونها : أمييييي ، ما اريد اتعلم ما غصب والله
قال بصوته الحنون : شفيها رواضي حبيبة أبوها ؟
تقدمت روضه منه بوجه حزين ، باست يده و قالت : امي غصب تبا تعلمني أخبز
ابتسم بود : وليش ما تريدي تخبزي ؟
قالت بصوت متحشرج : ما احد من صديقاتي يخبز وبعدين انا صغيرة
قال سعود بنذالة بعد ما سمع نبرة بكاء فصوتها : صاحت صاحت ، صاحت صاحت
واخوانه يوسف و مها يرددوا معه


وهي فعلاً لما سمعتهم كذا صاحت ، كلهم نقعوا يضحكوا لما صاحت ، أسكتهم أبوهم بنظرة وهو يضمها لحضنه وابتسامة ارتسمت على شفاهه من رقتها : افا عليش بس افا عليش ما غصب تخبزي... اششش خلاص


استكانت وهدأت فحضن ابوها ، سحبها للسفرة وجلسوا الجميع حولها
تعشوا بهدوء ما غير صوت الأولاد وهم يحكوا لأبوهم حكاياتهم اللي صارت في النهار ويكتفي هو بالرد عليهم بابتسامه او بهز رأسه أو أحياناً يجاوبهم بكلمة أو كلمتين .






-4-
واقفة قدّام أبوها الشيخ الكبير ذو الهيبة والوقار والمكانة العالية عند أهل بلدته ، سألها : وينه أبو عيالش ما بان من زمان ؟

أشاحت بوجهها عنه لا يشوف الدمعة اللي تتدلى فطرف عينها وقالت بصوت يكاد يكون طبيعي : في شغل
سألها بشك وهو يوقف بمساندة عصاته : وأي شغل هذا اللي ياخذ سنتين بدون لا يتصل عليكم ويكلمكم
قالت بدفاع وهي تبلع ريقها : هو يتصل دايما
صرخ فيها : لا تكذبي
غمضت عيونها مع صرخته اللي دبت فقلبها الرعب ، مسحت دمعة خانتها وطاحت
هز راسه وقال بحدّة : أنا أعرف انه ما اتصل غير مرتين من يوم ما راح
صدّت سُعاد ناحية أمها تلومها بنظراتها ؛ لأنها خبّرت أبوها باللي قالته لها

خذت نفس عميق وهمست : الغايب عذره معه يبه
صرخ فيها وهو يلوح بيديه : هو عذره معه لكن أنا شسوي بالناس اللي تتكلم فيش
سكتت وما ردّت ودموعها- ما زالت- تسكب
أكمل وهو يحاول يهدّي نفسه : اسمعي يا بنت ، تلمّي أغراضش وتجي بيت أبوش
رفعت راسها بصدمة وقالت بهمس : لا لا
صرخ فيها : الا ، لازم تجي عشان تقطعي حلوق الناس

ردّت سُعاد براس مرفوع وعيون دامعة : اسمح لي يُبه أطيعك بكل شيء الا هذي و الناس مصيرها هتسكت فيوم ؛ لكن أنا مُستحيل أترك أمي موزة وأبوي سعيد ( أبو وأم زوجها ) وحدهم وأجي أنا وعيالي هنا عندكم
مسحت دمعة سقطت عنوة ثم أكملت : غايب عنهم ولدهم وأجي أنا وأزيدها عليهم ، لا والله ، أنا ما قليلة أصل علشان أسويها !


نظر لها أبوها بعد ما أخرسته كلماتها ، نظروا لها أخوانها ، نظرت لها أمها ، نظروا لها عيالها علي ذو العشر سنين ومريم ذي الست سنين !
وتأكدّوا ، وأيقنوا ، وعرفوا أن ما في شيء ممكن يخليها تتراجع عن اللي قالته ، وأيقنوا – أيضاً – أنها أصيلة .


تقدّم أبوها منها بوجه به خجل ، باس راسها : أنا أشهد انش حرّة و أصيلة ؛ فتحتي عيوني على شيء ما كنت أشوفه
تنهد : سوّي اللي تشوفيه مناسب يا سُعاد
باست يده : الله يعزك يُبه ويخليك فوق راسنا









-5-
على الساعة عشر كانت سكينة تغمر البيت بجدرانه العتيقة ، الكل نيام عداه هو و سلمى
همس بغضب للكلام اللي تفوهت به : ايش قلتي له ؟

تفاجأت من الغضب اللي تلبسه إثر الكلام اللي قالته : ما قلت شيء ، قلت بس عاود تتصل بُكرا الصباح
همس بشر : من سمح لش تقرري على كيفش ؟ ، ليش تعطيه كلمة بدون لا اقول لش ؟ " سكت للحظة وهو يضغط على كفوفه بعنف "
أكمل والشرار يتطاير من عيونه : سلمى ... سلمى انتي تعرفي انه أنا ما اريد اتكلم معه ، تعرفي ذا الشيء والا لأ ؟
همست بسرعة : أعرف أعرف
قال بعصبية : إذا عارفة ليش تسوي كذا ؟ ، تبي تتعبيني بس ؟
احنى راسه وهو يزفر بغضب

مرت لحظات وهي واقفة متسمرة مكانها وهو مازال على وضعه ذاك ، لكن اخيراً قررت تتقدم وتروح ناحيته ، مشت بتردد وكلها تنتفض من الخوف ، عارفة هي اذا عصّب يعصب من خاطره .

جلست جنبه ما يفصلها عنه الا بضع سنتيمترات ، مسكت كفه وباستها وهمست : أنا آسفه والله ما كنت أقصد

رفع راسه والعقدة اللي بين حواجبه ما انفكّت ، مدت يدها ومسدّت ذيك العقدة بإبهامها بكل برقة : خلاص عاد والله ما حلو شكلك وانت معصب
حاول يبتسم شوي علشان خاطر الكائن الرقيق اللي أمامه ، سألها : وايش قال بعد ؟
قالت وهي تلعب بأظافرها : ما قال شيء غير انه يبغا يكلمك

هز راسه وما علّق

قالت بتردد وهي ترفع راسها : أقولك شيء وما تعصّب
ابتسم لوجهها البريء وهي تنطق كلماتها ذيك : قولي
ردّت له الابتسامة بأجمل منها : ترا والله هالقطيعة ما زينة ، مهما يكون يعني هو أخوك الكبير وملزوم عليك تبره ولو تلف الدنيا كلها مالك أحد غيره
سكت لفتره وكلامها يدور فباله
قال بهمس : هو يريدني اشتغل معه ، وانا والله ما لي رغبه اترك ذا المكان وانتقل معاه العاصمة
مسكت يده وهي تشد عليها : امكن خيره لنا وش يدريك ؟ ، عساها بعد تتصلح اوضاعنا بشغلك معه بدل ما انت مقابل الخضرة في الدكان
قال بقوة وهو يفلت يدينه منها : تعايريني بشغلي يا سلمى
قالت بدفاع : حشى والله ، ذا شغل وذاك شغل ما اختلف شيء "سكتت للحظة "


ثم أكملت وهي تقول بنعومة : محمد الدنيا محنا عارفينها بكرة إيش هتقدم لنا ، و تحتنا خمسة روس ( تقصد اولادها ) ع الاقل نضمن لهم مستقبل زين .


تأملها بنظرات كانت غريبة عليها وقبلها تأمل كلامها مليون مرّة ، معها حق الدنيا ما يندرى وش مخبيه باكر ، اللي تأكد منه لحظات تأمله ذيك ، انه الانسانة اللي أمامه ما تستحق أبداً إنه يخونها بمشاعر لغيرها ، أبداً ما تستحق .

رفع يده ومررها على كامل وجهها ، بدايةً من جبينها مروراً بعينيها ثم أنفها ، خدودها ، شفاهها إلى أن وصل إلى ذقنها ، اقترب منها ولثم جبينها بقبله حاره .

وظل دافن أنفاسه على جبينها للحظات قبل ما يقول بهمس : سلمى ... سامحيني
فتحت عيونها بثقل من المشاعر المحمومة اللي تدفقت عليها وقالت باستغراب : على إيش ؟
قال وهو يبعد عيونه عنها ، عيونه اللي تخبت فيها لمعة دمعة كانت ممكن تتسلل لخارج : على أي شيء ممكن يصير في المُستقبل ... ويأذيش .
مسكت وجهه بكفوفها وقالت وهي تقابل عيونه مباشرةً : محمد ايش يعني ذا الكلام ؟

رده كان انه دفن نفسه فحضنها ، كان يحس بذنب كبير تجاهها ، كبير جداً .... الصراع اللي يخوضه مع نفسه صعب وما هيطلع منه بسهولة ، وهيخسر فيه أمور ما يريد يخسرها ، لكن ما بيده أبداً انه يغيّر شيء .





يتبع ،

 
 

 

عرض البوم صور مشاعِر  
قديم 28-05-15, 08:31 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 296374
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: مشاعِر عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مشاعِر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي 1/ نبضٌ أزلي .

 


.






تابع / انبض الأول
نبضٌ أزلي




-6-
في بيت العم سعيد

غسلت المواعين ، ونظفت المطبخ وجات بتدخل الصالة لكن استوقفها كلام أم زوجها وهي تقول : ترا الناس بدت تتكلم في غيبة ذا الولد كل ذي المُدة
تنهّد العم سعيد : لا حول الله ولا قوة الا بالله ، الناس مخليين حد فحاله ؟ ، حد يسلم منهم ومن لسانهم ؟
جاه رد زوجته : أنا ماهد حيلي الا يوم انهم تكلموا على ذي المسيكينة " همست بشر " يقطع حلوقهم


استندت على الجدار وهي يا الله يا الله تشيل نفسها ، سمعت هالشيء من أبوها والحين تسمعه مرّة ثانية وهالشيء يتعب قلبها زيادة .

تسحبت لغرفتها وهي ما زالت تستند على الجدار ، تستمد منه شيء من القوة .
اختفى جسدها في ظلام الغرفة ، اندست تحت اللحاف جنب الجسدين الصغيرين اللي نايمين بكل هدوء ، بكل سكينة ، وما عارفين عن الصراع اللي تخوضه أمهم ذيك اللحظة .... واللي هتخوضه فلحظاتها القادمة .


اغرورقت عيونها بالدموع وخارت كل قواها و ما عاد بها شيء من القوة ، قرّبت رجولها من صدرها وانسدحت مثل الجنين ، تساقطن دموعها بسكون ، بدون أي صوت يصدر منها ؛ لأنّ صوت الألم اللي ينهش كل خلايا جسمها أخرس كل الأصوات .


تدور فبالها أفكار كثيرة ومع هالأفكار يطل الألم عندها و يتقاذفها شمال ويمين ، كأن ما فيه في الدنيا لعبة غيرها . ومع كل ذا غفت عيونها من التعب واستكان جسدها النحيل و رحلت لعالم النيام .

بعد مرور وقت يكاد يكون قصير ، فزّت من نومها على صوت الأذان وهو يتردد في المكان بكل قداسة وبكل روحانية ، قامت وابتسمت ابتسامة حزينة وهي تشوف أولادها مازالوا نايمين ، ممكن أجمل شيء بالنسبة لها في هالحياة هم أولادها ، وهم أغلى عطيّة ممكن تُقدم لها .

استقامت ، ومشت ناحية الحمام (تكرمون) بتثاقل ، رفعت عيونها للمراية أمامها وانفجعت للصورة اللي انعكست لها ، عيون متورمة من البكاء ، حمراء مثل الجمر ، وجه باهت كنه رماد ما فيه حياة وخشم أحمر يدل على انه صاحبته سكبت الدموع سكب البارح .

فتحت صنبور الماء وغسلت وجهها بعنف ، ما اهتمت أبداً للماء البارد ، المثلج ، اللي ملأ مسامات وجهها وشد عليها بلسعات قارصة .

توضت للصلاة وخرجت لغرفتها وجسمها يرجف من برودة الجو ويرجف من أشياء كثيرة تدور فدواخلها ، صلّت وهي تبث كل تعبها لخالقها ... كل ألمها خرج فصلاتها على شكل مناجاه ودموع وابتهالات ... عارفة هي انه ما احد يقدر يريحها من اللي هي فيه غير ربها اللي ما يصعبه صعب .

مضى الوقت ، وتوالت الدقيقة ورا الدقيقة وهي بين يدين ربها على سجادتها ، تبتهل له وتناجيه ، بعد ما ارتاحت نوعاً ما خرجت من غرفتها للمطبخ ، حصلت أم زوجها -أو أمها مثل ما تحب تناديها- تعد الفطور للعم سعيد اللي يخرج لشغله من صباح ربي بعد ما يصلي ويتناول فطوره .


: صباح الخير أمي " قالت وهي تفتح الثلاجة "
ردّت الأخرى : صباح النور ، غريبة ما صاحية من بدري اليوم ، استغربت يوم اني جيت المطبخ وما حصلتش فيه
همست : ما نمت البارح زين ، امكن قبل الأذان بس غفت عيوني شوية
قالت المرأة الأربعينية واللي تُنادى بأم عبدالله : الله يسهل يا سعاد ، الله يسهل
وكأنها عارفة كل شيء تمر به سعاد بغياب عبدالله ، تعرف عن مقدار الألم اللي يسدك عليها واللي سببه غيابه القاسي .
بعد ما اعدوا الفطور قالت أمها بحنية : روحي نامي لش شوية ، شكلش تعبانة
قالت سعاد : اي والله احس انه هيُغمى علَيْ .

مشت لغرفتها ببطء وبتثاقل وهي تجر رجولها جر ، وما لبثت ان انسدحت تحت اللحاف حتى غفت عيونها من التعب .

على الساعة هدعش صحت على صوت التلفون ، مشت له وهي ترتب شعرها المتبعثر على كتوفها بعشوائية.
ردت على التلفوت بصوت مبحوح من النوم : السلام عليكم
: .............................. " ما جاها أي رد "
قالت وهي ترفع حاجبها باستغراب : ألو ... من ؟
: سعــــاد "جاها صوته وكأنه جاي من أعماق مغارة سحيقة "
وضعت أطراف أصابعها على فمها وشهقت بدهشة ، البارح بس كانت تبكي غيابه ... واليوم يجيها صوته هدية ، سألت لتأكد لقلبها انه صوته : عبدالله ؟
بان انه ابتسم من صوته وهو يأكد لها : عبدالله
انسابت دموعها بسلاسة على خدودها الزهرية : عبدالله " شهقت ببكاء" انت وينك ؟
رد عليها والبسمة تبان فصوته : تو في الامارات
سكتت وما علّقت ، ايش تقول ؟ ، فداخلها عتاب عليه كبير ، كبير كثير ، على غيبته ، على عدم سؤاله عنهم طيلة ذيك الفترة ، على قسوته ... عليه كله .
ما غير صوت انفاسهم تنسمع ذيك اللحظة
قال بصوت هادئ : انتِ تصيحي ؟
هزت راسها وهي تقول : لا لا ما اصيح " مع ان صوتها يقول العكس "
قال بنبرة عذبتها : طيِّب مسحي دموعش ، حرام بشرتش تتأذى
مسحت دموعها بسرعها
قال بنفس النبرة : ما اشتقتي لي ؟
تصاعد الدم لوجهها وقالت : لا
ضحك ذيك الضحكة اللي زلزلت كيانها : كذابه ، طيب ليش مولعة ؟
وضعت يدها على خدودها المولعة وابتسمت ، حافظنها حفظ .
سكتوا لفترة يسمعوا أنفاس بعض
قال بشوق ما غاب عن نبرة صوته : كيف حالش و الوالد والوالدة ؟ والعيال كيفهم ؟
قالت بلهفة : منتظرين شوفتك
تنهد وهو يهمس : الله كريم
قالت برقة : ما نويت ترجع ؟
لامست نبرة الشوق اللي فصوتها أعماق أعماق قلبه
تنهد بحب : إلا والله ودي أرجع اليوم قبل باكر ، لكن الشغل .. الشغل يَ الحبيبة
يااااا الله كم اشتاقت لمناداته لها بِـ "الحبيبة"
همست بشوق وحزن : من زمااااااان عن الحبيبة
قال بنبرة تعذبها : ادعي لي الله يسهل الأمور هنا وأعود لكم ... واسمّعها لش كل يوم
همست : الله يسهل عليك يا رب ويوفقك
قال :أنا لازم أسكر تو ، سلمي لي على الكل وبوسي لي العيال الله يحفظكم
قالت بحزن : لا تقطعنا من الاتصالات
سكت وما وصلها رد منه
بعدها قال بنبرة غريبة عليها : محسوب عليّ كل اتصال ، ما أقدر أتصل دايماً
رغم غموض عبارته الأخيرة الا انها هزّت راسها بتفهم
: ربي يحفظك وينور دربك " قالتها من أعماق قلبها "
قال : مع السلامة
وصله ردها بمثل ما قال

وسمعت بعدها صوت قطار التلفون يعلن انتهاء المُكالمة اللي حسّتها سريعة ، سريعة جداً
على دخلة أم عبدالله وهي حاملة فيدها دلّة قهوة فارغة ، استُهلِكَت في تجمُّع الجارات اللي يُجرى كل صباح بمثل ذاك الوقت .
قالت سعاد بفرح يشع من وجهها : أمي لو تقدمتي شوي ، توني مسكرة من عبدالله ، يسلم عليش ويبوس راسش
انعكس فرح سُعاد فوجه أم عبدالله : الحمد لله يا رب الحمد لله ، زين انه اتصل أخيراً ، ايش قال ؟ ووين هو تو ؟
قالت سعاد وهي تجاري أم عبدالله في اللهفة : يقول انه في الامارات في شغل ويقول انه ما يقدر يتصل دوم
قالت ام عبدالله : أهم شيء انه اتصل وطمّنا عليه

ساد صمت في الأرجاء لوهلة قبل ما تسأل سُعاد : غريبة اليوم امي رادة مبكر من عند الجارات ؟ ما بالعادة !
قالت ام عبدالله وهي متوجهة للمطبخ : والله كلــنِّي بأسئلتهن اللي ما تخلص ، ما استحملت وجيت
ضحكت سعاد وهي تتبعها : زين سويتي والله
التفتت ام عبدالله لسعاد : سلمت عليش سلمى ، مريت عليها قبل ما اجي البيت
قالت سعاد بابتسامة : الله يسلمها من الشر ، من زمان عنها
: هزِيِــدِلْهُم غداء " قالت ام عبدالله وهي تقطع بصل "
كملت : وحليلها حصلتها تعابل في الغاز ، قلتلها هزيدلها غدا لها ولعيالها
قالت سعاد : زين سويتي ، مايقصروا معنا الجماعة " سكتت لوهله "
قالت بعدها : ما قالت شيء ؟
: ما رضت أول شيء ، تعرفيها انتي ..
ساد الصمت الأرجاء ، ما غير صوت السكين وهي تمر بحدة على شرائح البصل
فتحت سعاد الثلاجة : امي ما شيء طماط
قالت أم عبدالله : أمس قلت للشيبة (العم سعيد) يجيب وشكله نسى

ردّت سعاد وهي تتوجه لغرفتها : ما مشكلة أنا هسير أجيب ، وبالمرة هخطف (أمر) الخيّاط اشوفه اذا جهّز الثياب
وصلها صوت امها وهي تقول : زين

دخلت غرفتها لبست عباتها وبرقعها النحاسي اللون واللي يغطي معظم وجهها ، شافت بنتها وهي في بداية صحوتها ، فركت عيونها بكسل وشعرها الحريري الطويل منساب بعشوائية حوالين وجهها ، انتبهت لأمها الواقفة أمامها وهيئتها توحي أنها تريد تخرج من البيت
سألت : ماماه هين هتسيري ؟
ملامح وجه الأم دلّت انها تورطت ، ردّت بشبه ابتسامه : الناس الجميلين لما ينهضوا من النوم يقولوا صباح الخير ويبوسوا امهم
نزلت من السرير واستقامت بقامتها القصيرة واقتربت من امها ، نزلت الأم لمستواها ومسحت على شعرها وصلحته في الوقت اللي اقتربت فيه بنتها وباستها على خدها وهي تقول بصوت مبحوح من النوم : صباح الخير ، هروح معش
ضحكت سعاد : لا ماماه انا هروح وهرجع بسرعة
وكأنه ردها هذا ما ارضاها والدليل تقوُس شفتها السفلية وعيونها اللي امتلت دموع وطبعاً النهاية هتكون مُزعِجة ، مُزعِجَة جداً .
: لا لا لا هروح معش
بيأس ردّت سُعاد : يالله تحركي غسلي وجهش أول وتعالي علشان نبدل ملابسش
رفعت الصغيرة سبابتها وقال بتحذير : ما تروحي عنّي
ضحكت سعاد : ما هروح عنش يالله بسرعة

استجابت الصغيرة لكلام امها وانطلقت تمسح وجهها الملائكي بالماء ، كانت جميلة وما كان هالشيء مُستغرب ، لأنها نُسخة طبق الأصل من أمها ، الا ان جمال أمها أنثوي صارخ وهي طفولي بريء .








-7-
خرجت من عِند الخيّاط حاملة فيدها كيسين كبار وجنبها مشت بنتها وهي تتقافز شمال ويمين
همست : مريم امشي عدل
لكن ولا كأنها تسمع
: مريم بس عاااد ، إمشي عدل ... ماكان ناقص عاد الا ذي الزحمة
مسكت يدها بعنف بيد وبيدها الثانية الأكياس الثقيلة
صرخت مريم رافضة
جرّتها سعاد بقوة وهي تهمس من بين أسنانها بعصبية : مريم خلاص عاد والله ما هجيبش معي مرة ثانية
صرخت بعناد : ماماه اتركي ايديييي تعوريني ، خوزي خوزي (ابتعدي)


الناس التفتوا لها ، وأصلاً من ما يقدر ما يلتفت لذاك الصوت المُزعج اللي يخرق طبلة الأذون
قدرت بصعوبة تفلت من يد أمها ، وركضت بين الناس بسرعة ، التفتت وراها تشوف اذا امها تبعتها أو لأ وما وعت الا وهي مصطدمة بجبل أو كذا اعتقدت في البداية حسب تفكيرها الطفولي ، بس ما كان جبل .


التفت ذاك الشخص للشيء الصغير اللي صدمه ، كانت صغيرة كثير مقارنة فيه ، عرفها وعرفته ، نزل لمستواها وابتسامة فرح ارتسمت على شفاهه
أصلاً كيف ما يعرفها ، والعيون دليله ، عيون أمها ، عيون المها الكحيلة الواسعة ، يا الله ع رسمة العيون اللي تعذبه وتوقد أشواقه .

سألها : انتي ايش تسوي هنا ؟
ردّت وهي تلتفت وراها تترقب امها وهي تجي علشان تضربها : عمي محمد ماماه هتضربني
قال والمتعة بانت فوجهه : وليش ماماه هتضربش ؟
شرحت بطفولة وهي تحرك يدها اليمين : لأن السوق متروس ناس ، وهي كانت تبا تمسك يدي بس انا ما طعت ، هي لما تمسك يدي يجي فيها مثل الماي ، انا ما احب كذا
هز محمد راسه بتفهم بعد ما فهم انه " مثل الماي " هو نفسه العَرَق
أكملت : بس مسكت يدي غصب ورصّت عليها ، عوّرتني ، وانا فلت عنها وركضت بعيد
كانت هتكمل كلامها لو انه امها اللي نادت عليها من وراها اخرسها وأشعل فيها الخوف من العَلقة اللي راح تاخذها بسبب اللي سوته
اندست بسرعة ورا محمد وكأنها تطلب الحماية منه ، استقام وهو يشوفها تتقدم ناحيتهم ، مع كل خطوة كانت تخطوها وخزات ابر تُطعن فقلبه ، قلبه اللي اضطرب بشوفتها وحالته حاله بسببها .
يا رباه هالإنسانة شسوت فيه ، ليش كذا يصير فيه لما يشوفها ؟
رمت السّلام عليه وقالت تخاطب بنتها : مريم تعالي بسرعة
هزت مريم راسها بنفي : لا لا لا انتي هتضربيني
قالت سعاد بنفاد صبر : ما هضربش تعالي
قالت مريم : قولي والله
ردّت سعاد بملل : والله
: والله ايش ؟ " قالت مريم "
كانت هتصرخ فيها لكن مسكت عمرها وهي تهمس بغضب : والله ما هضربش يا الله تحركي قدامي اشوف
قالت مريم من دون ما تتحرك خطوة : ترااا حلفتي
قالت سعاد وبان من صوتها انه وصلت حدها : يا الله
ردّت مريم وهي تتشبث بمحمد من ورا : لااااااا انتي هتضربيني
تدخل اخيراً محمد و بحنان قال : مريم باباه عيب روحي مع أمش
رفع راسه لأمها والتقت عيونهم ، كل شيء ضاع ذيك اللحظة ، كله تبعثر ، صلابته وقوته في التحمل على انه ما يظهر مشاعره قدامها خارت ذيك اللحظة ، ذيك اللحظة بس كانت كفيلة انها تنزع قناع الجمود لمّا يشوفها ، انتُزع سلاحه منه وبان كل شيء .... كل شيء .

كسرت نظرتها بحياء الأنثى بعد مرور أجزاء من الثانية ، توترت وارتبكت ، ما انتبهت لبنتها واللي تقوله وما انتبهت اصلاً انها اصبحت جنبها وتخلت عن عنادها ، نظرته كانت تقول كثير أشياء ما قدرت تترجمها ، استغربت ، أصلاً هم ما بينهم كلام ، ايش ذيك النظرة اللي ارتسمت على عيونه ؟ وايش كانت تحمل ؟ والكثير من الأسئلة اللي دارات ودارت في بالها وما لقت لها جواب .

مسكت يد بنتها ومشت بضياع ، تمالكت نفسها شوي وهي تمشي وحاولت تبرر لنفسها الشيء اللي شافته و قدرت بعد مرور شيء يسير من الوقت انها تستعيد نفسها .

دخلت محل الخضار ، طلبت من الهندي يسويلها كيلو طماط ، في الوقت اللي الهندي يملي لها الكيس بالطماط ، فيه شخص حجب ضوء الشمس اللي يتسلل من الباب ، عرفته بدون لا تلتفت ، أصلاً ومن غيره يقدر يملي بطوله الباب ويحجب الضوء ؟ ما أحد غير صاحب النظرة الغريبة ، استغربت... وخافت ، وتساءلت ، هو ليش يتبعها ؟؟ ، بعدين تبدد الخوف والاستغراب لما تذكرت انه هالدكان دكانه ، لكن بعد تحس انها مو مرتاحة ما تدري ليش ، شيء يكتم على نفَسْها ، نظراتها تستعجل الهندي انه يخلص شغله بسرعة ويناولها ذاك الكيس علشان تطلع بسرعة ... علّها ترتاح شوية .

من جانب آخر توقفت مريم قدام باب الدكان ، لفتها الولد الطويل اللي جالس على الدرج ، لا لا لا ما الولد اللي لفتها هههه البنت بعدها صغيرة ع ذا الأمور ، أقصد الشيء اللي في يد الولد لفت انتباهها ، اتسعت عيونها - على اتساعها ، كانت منبهرة بالشيء اللي يعكس الوان كثيرة لما تضرب الشمس فيه ، كأنه شيء مثل المروحة فيه الوان كثيرة .
تقدمت منه وبدون اي مقدمات قالت وهي تمد يدها بشقاوة : عطني أجرب
رفع راسه باستغراب ، تفحص البنت الصغيرة اللي قدامه وقال بجمود : لا
نزلت يدها وقالت بحسرة : ليش ؟ ، والله ما أخربها
رجع رفع نظره صوبها ، واجبرته الدموع اللي لمحها في عيونها انه يوافق ، مد المروحة لها وقال : تعالي اجلسي هنا " وأشار لمكان على جانبه اليمين " وخلي الشمس تضرب في الألوان علشان تنعكس ، ودوريها شوي شوي علشان ما تكسري المروحة
ارتسمت الفرحة فوجهها ، ونفذت كل اللي قاله ، لفت انتباهها شيء مكتوب على احد اطراف المروحة فسألت : ايش مكتوب هنا ؟
: سعود
قالت باستفسار وهي تلتفت صوبه : هذا اسمك ؟
هز راسه
اتسعت ابتسامتها : من وين شريتها ؟
قال : انا صانعها
اتسعت عيونها وقالت بدهشة : انت صانعها ؟
هز راسه
قالت وهي تتأمل المروحة اللي بين يديها : الله ، إنت تعرف تصنع أشياء حلوة
ابتسم شبه ابتسامه وقال : أصنع لش مثلها ؟
بانت فرحة عارمة على وجهها : لا انا أبغى ذي
قال : بس ذي فيها إسمي
قالت ببساطة : عادي أشطِب إسمِك واكتب إسمي
: زين لاكن بشرط !! " قال سعود "
قالت ببراءة : ايش ؟
: ابعدي ذا الشعَر عني
كانت كل ما تمر نسمة هواء تحمل خصلات من شعرها صوبه وتداعب وجهه
استقامت و لمت شعرها لورا ظهرها
قالت : زين كذا ؟
اجاب وهو يرفع عيونه صوبها : واجد زين ، تو عدت اكتب اسمش
أخرج من جيب دشداشته قلم اسود عريض ، وسألها وهو يفتح غطا القلم : ايش اسمش ؟
: مريم
ابتسم ، وضع الغطا على طرف فمه وكتب اسمها وهو يقول : مر – يم
رفع راسه عن المروحة ورفعها امامها وقال : شوفي اسمش
قالت باستغراب : ليش ما مسحت اسمك ؟
قال بفخر : علشان اذا احد سألش من سعود ؟ تقولي له هذا اللي صانع المروحة
جاوبت بابتسامة : زين


وقف لمّا ناداه أبوه : سعود
اتجه ناحية الصوت اللي خرج لمسامعه من داخل الدكان
قال له أبوه لما لمحه عند عتبة الباب : شيل ذا الأكياس عن أم علي
قالت بسرعة : ما يحتاج والله ، اشلهن وحدي
رد بنبرة غريبة عليها : ما عليه ، هو أصلاً رايح البيت
همست : ما تقصر
كانت تكلمه من دون ما ترفع عينها صوبه ، خافت من انه ذيك النظرة تتكرر مرة ثانية ، خافت من واجد أشياء .
مشت بخطوات متعثرة ناحية الباب ، خذت نفس عمييييق أول ما وصلت عتبة الباب وكأنها كانت مكتومة داخل.
كانت مريم توريها المروحة الملونة وكانت تقول كلام كثير ، مرة يكون موجه لها ومرات كثيرة يكون لسعود ، من دون ما تعير آذانها للي تقوله .
وصلت بيتهم ، التفتت لسعود ، حملت الأكياس اللي كان شايلنها و بابتسامة قالت :مشكور سعود ما تقصر
رد بابتسامة : العفو
قالت مريم بشقاوة وهي تلوح بمروحتها الملونة : مشكور سعود ما تقصر
اتسعت ابتسامته : العفو
رفع يده وهو يخطو بضع خطوات : في أمان الله
همست سعاد : الله يحفظك










-8-
على الساعة وحدة ونص الظهر ، مشى رايح لبيته بتعب ، لمح هيئة شخص يلبس الأسود قدّام باب البيت و لمّا اقترب اتضحت الرؤية عنده أكثر ، عرفها ، كيف ما يعرفها وقلبه دليله ، تزيد النبضات عنده لما يشوفها هي بالذّات ، تتسارع وكأنها في سباق ... و هالتسارع يُدمي قلبه و روحه و ... كِلّه .


عشر خطوات تفصله عنها ، تسع خطوات ، ثمان ، سبع ، ست ، خمس ، أربع ، ثلاث.. ثمّ توقف
انتبهت له ، وبسرعة قالت وهي تمد له الطاسة الكبيرة اللي بين يديها : تفضل ، بالعافية واسمحوا لنا ع القصور
: ما من قصور يجي منكم " رد محمد "
ابتعدت عنه بسرعة باتجاه بيتها ، خطواتها كانت سريعة ومتعثرة ، و بان له انها تهرب ، تهرب منه !!


اضطرب لمّا عرف انه نظراته أكيد فضحت كل اللي يحمله لها من مشاعر ، لكن أبداً مو مثل ما هو يفكر ؛ لأنه في الحقيقة هو ما عارف انها ما فهمت نظرته ذيك ، ما فهمت الشيء اللي تحمله نظراته وبكذا هي تهرب منه ؛ لأنها حاسة انه نظرته تحمل كثير أشياء ممكن تتعبها وهي ما ناقصة تعب و بكذا هي تهرب .


ظهرت بسرعة امامه وغابت أو بمصطلح أصَح هربت من قدامه بسرعة ، لو ما الطاسة اللي بين يديه واللي تأكد له انها كانت حقيقة قدامه ، كان هيصدق انه طيفها يتهيأ له ، ظهر أمامه فجأة وغاب بثواني معدودة .

تنهد بتعب و هَم من هالمشاعر اللي تُدمي روحه ، دخل بيته ، استقبلوه أولاده كالعادة ، أكمل طريقه ناحية المطبخ ، حط الطاسة على الطاولة في الوقت اللي دخلت فيه سلمى للمطبخ ، سلمت عليه وانتبهت للطاسة و قالت : جزاها الله خير أم عبدالله ، ما تقصر والله
قال بتساؤل : ليش راسلة غدا ؟
: مرت عليْ اليوم و شافتني أعابل الغاز فحلفت انها هترسل غدانا من عندها " ردّت سلمى "
احتقن وجهه بالدم ، نظراته مسلطة عليها بدهشة ... فعرفت انه عصّب ، لا لا لا ما عصّب وبس وصل لجنون الغضب
همس بفحيح غاضب : وليش ما تقولي أنه خربان ؟؟
ردّت بنبرة متوترة : ما كان فيه شيء اليوم الصبح ، لمّا جيت أركِّب الغدا ما رضا يشتغل
زمجر بغضب : حتى لو ، كان بإمكانش تقولي لي
غمَّضت عيونها لمّا كان يصرخ فوجهها ، قالت بخوف وعيونها ما زالت مسكره : انت تبغا أي سبب علشان تعصّب وتحطه كله فوق راسي
صرخ : لا تجننيني ، هذيلاك النّاس وحدهم فقارى ، حالنا من حالهم ، يا الله يا الله يأمنوا لقمة يومهم ، وجيتي انتي علشان تزيدي عليهم
ما تحملت ، فخرجت من الهدوء اللي كان يحيط بها وقالت بغضب : ما دقّيت بابها و قلت لها ارسلي لنا غدا ، وحدها الحرمة جات لين هنا وعرضت علي هالشيْ


قال بقوة وهو يمسك ذراعها بعصبية : ويعني ما استحيتي وانتي تقولي لها ارسلوا لنا غدا
ردّت بصوت متألم وعيون تذرف الدمع: إلّا استحيت لمّا أصرّت عليْ و أنا كله أرفض


ركّز أنظارُه ناحِيَة الباب و هدأ ، حاول يرسم ابتسامة للي واقفة تناظرهُم باستغراب... لكن فشَل فهالشيء ، مدْ لها ذراعه وقال : تعالي
التفتت سلمى لبنتها الصغيرة سارَة ، و مسحتْ دموعها بسرعة
اقتربت من أبوها بخطوات قصيرة ، حملها وباسها بحب وهمس : أبوي إنتي
التفت لسلمى وسأل بجمود : ما اتصل عبدالعزيز ؟
قالت باختصار وبصوت مبحوح من دون ما تناظره : رقمه تلقاه في الدفتر جنب التلفون
خرج من المطبخ وبين يديه القعدة ، مسح على شعرها وسرح بفكره بعيد ، لمّا دخل الصالة انفض تجمع أولاده و كل واحد دخل لغرفته ؛ وما في شيء هيجمعهم غير الصراخ اللي حصل قبل ثواني بين أمهم و أبوهم .
تنهد وهو يشل سماعة التلفون ويضغط على الأرقام اللي مكتوبة قدّامه .








-9-
في العاصمة ، في بيت من البيوت اللي يظهر عليها أثر النعمة

نزلت فتاة في العاشرة من عمرها من الدرج بخطوات طفولية على صوت التلفون اللي ملا المكان برنينه الحاد ، مشت تجاه مصدر الصوت ، حملت السمّاعة وردّت بصوت طفولي رقيق : السلام عليكم
جاها صوته الرجولي وهو يقول : عليكم السلام والرحمة ، موجود أبوش ؟
: موجود ، من أقول له ؟
: قولي له عمي محمد يبغاك

وقفت قدّام أبوها اللي يشرب قهوته ويسمع الراديو ، قالت : أبوي ، عمي محمد يبغاك ع التلفون
رفع راسه ، نظر لبنته بعدم تصديق وبعدها فز بسرعة واتجه ناحية التلفون ، تتبعه نظراتها اللي تحمل تعجب ودهشة
رفع سماعة التلفون وقال : السلام عليكم
رد محمد بعد فترة ساد الصمت فيها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
: كيف الحال يا بو سعود ؟
بجمود رد محمد : بخير ، بغيتني ؟
تأمل صوت أخوه ورد بخفوت : أنا نازل البلد بعد يومين
رد محمد بنفس النبرة : حيّاك
ودّعه وبعدها أغلق سماعة التلفون ، كان هيتفاهم معه بالتلفون لكن صوت محمد الجامد ما سمح له بهالشيء.
رجع بذاكرته لأيام مضت من سنين ، وراح يقلّب فذاكرته والألم ينهشه من كل صوب .








انتهى
تعليقاتكم / توقعاتكم =)



:..:

 
 

 

عرض البوم صور مشاعِر  
قديم 28-05-15, 08:53 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: قرفة | بقلمي .

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


بحب ارحب فيك واقلك نووورت بوجودك معنا


بداية قوية وجذابة وبصراحة سرقني الوقت في قرائتها واستمتعت فيها ولكن قبل ما خلص حبيت احط اول تعليق وارحب فيك

وارجع اكملها برواقة .


تقبلي مروري وخالص ودي
MaYa

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 30-05-15, 06:26 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 296374
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: مشاعِر عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مشاعِر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: قرفة | بقلمي .

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


بحب ارحب فيك واقلك نووورت بوجودك معنا


بداية قوية وجذابة وبصراحة سرقني الوقت في قرائتها واستمتعت فيها ولكن قبل ما خلص حبيت احط اول تعليق وارحب فيك

وارجع اكملها برواقة .


تقبلي مروري وخالص ودي
MaYa

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ,
أهلا عزيزتي ، سعيدة بتواجدش جداً ، ربي يحفظش
وبانتظار ردش و تعليقش على الأحداث

لا حُرمنا من طلتش
:)

 
 

 

عرض البوم صور مشاعِر  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلمي, قرفة
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:31 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية