لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-15, 06:02 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 296374
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: مشاعِر عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مشاعِر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: قرفة | بقلمي .

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   مشاعر شرريييييرة شو هالقفلة الله يسامحك T_T


سوري فايتة مدرعمة لا سلام ولا شي لووول

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


الله يسامحك يعني مها تظبط الأنتقام ويجي سلطان يوقع فيه ؟!!!

عن جد معتر هالمسكين واحتمال يكون فيها حبس الشغلة ﻷنه في اصابة اكيد . إلا لو اتدخلت مها وشهدت انه محمود اخوها السبب.


يسلمو ايديك عن جد مبدعة

متشوقة للجاي

لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

و عليكم السّلام و الرحمة ,
يا هلا حبيبتي ، و ربي منورة مليوون !
هههههههههههههههه ، ما بعد فرّغت شروري
القادم أعظم * فيس شرير *

..

اممم شما غلطت لكن ما كان بقصدها هالشيء
بالنسبة لـ سلطان حظه ردي والا من كان يتخيّل أنه عزوفه
عن الكل يخليه يبتعد عن أهله بذاك الشكل المُقيت ؟؟
و محمود ، راح ياخذ جزاه أكيد ..
,
ربي يسلمش الغالية
وما حُرمنا من هالطلّة

:)

 
 

 

عرض البوم صور مشاعِر  
قديم 09-06-15, 06:22 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 296374
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: مشاعِر عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مشاعِر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي 5/ أحتاجُكِ أمي !

 


النبض الخامس
أحتاجُكِ أمي !




-66-
مع تعامد الشمس على الأرض و إنسياب أشعتها المُمتدة مُقـبِّلة كُل شِبر من مساحتها ، ومع إرتفاع حرارة الجو اللي يخلّي المشاعر تزيد حِدّة ، مَشى بتثاقل وهو يعرج ، و بين اللحظة والثانية يلتفت خلفُه بتوتر ، يشوف إذا فيه أحد يتبعُه ، لكن الطريق في الساعة الثالثة من ظُهيرة كل يوم يكون خالي من البشر تقريباً !
دخل أحد المساجد بتعب ، وحاله يُرثى لها ، ملابسه مغبَرَّة وكلها دم ، و وجهه تشوّه من كثر الضرب .


فتح صنبور الماي وبدأ يغسّل وجهه والجروح اللي فيه تحرقه مع كل لمسة ماي ، ثمّ أخرج ملابس نظيفة من الكيس اللي بين يديه وإرتداها بصعوبة من الوجع اللي يُحيط بجسمه

إنتهى من مهمته الصعبة ودخل المسجد وإرتمى في أحد زواياه وأنين قلبه ما سكت
تذكّر كل اللي صار له في الصباح ، تذكّر القهر اللي صَرَع قلبُه ، تذكّر الألم والوجع اللي احتواه ، تذكّر الظلم اللي واجَهه .
ومع أنين الذِكرى بدأ يبكي ، يبكي بحرقة ووجع وقهر وألم وظلم ، يبكي على نفسُه الضايعة والمُشتتة .
استعاد كل اللي حصل له بالتفاصيل الصغيرة ، بالتفاصيل الموجِعَة .







-67-
سلطان بن ناصر

والله العظيم أنهم ما عاد يشوفوا وجهي ، والله
اللي صار شيء يفوق المُستحيل ، ما أدري إيش اللي صار ؟؟ ، كل الأحداث صارت بسرعة صاروخية ، بس اللي أعرفه إنّي انظلمت والبيت ذاك ما راح أدخله لو أنام بالشارع ، ولا راح يشوفوا وجهي من بعد اليوم !!
مسحت دموعي بقهر وشهقة تصاعدت من الأعماق نتيجة إنتفاظ ذا القلب اللي ما عاد يتحمل أكثر من كذا .


كنت جالس تحت السُمرة وكافي شرِّي وسمعت صوت صياحها ومحمود النذل أخوها يضربها ، ركضت ناحيَتهم وشفت إبتعاد محمود عنها ، ولما اقتربت منها زاد صياحها فالتَمُّوا علينا الناس وهجم عَلَيْ أبوها بدون حتى ما يعطيني فرصة أشرح أو أبرر ، وفي دوَّامة كل هالأحداث عقلي اللي مو قادر يستوعب اللي حصل .

لا و الأدمر من كذا لمّا عرَف السيد الوالد باللي صار ، ما خلّى ضِلع فيني صاحي ، ضربني ضرب عمري ما راح أنساه !

مسحت دموعي اللي زاد مجراهن

حاول عمي عبد العزيز يبعده عني ، وحاول طارق ، وحاول سعود ، وحتى خالد و حمد أولاد عمي عبد العزيز واللي المشاكل بيني وبينهم ما تنخمِد حاولوا يبعدوا أبوي عني لكن ما قدروا !
القوّة العجيبة اللي تلبسَتُه ما استطاع أي أحد أنه يثنيها .

بعد ما فرّغ غضبه رماني في المستودع اللي دائماً يرميني فيه ، رماني بدون لا يسمع اللي أقوله ، رماني وهو مُغلق آذانُه ، رماني وهو مصدِّق كلام الناس بدون ما يعير كلامي وتبريري أي اهتمام ، صار أعمى وما عاد شاف الحقيقة ، صار أعمى وما شاف البراءة في كلامي وأنا أبرر له سبب وجودي فذاك المكان .

مسحت دموعي وأنا منقهر من حالي ، منقهر من هالدموع اللي مو راضية توقف .

وبعدها قفَلْ باب المُستودع الموحِش ، وسمعت أصواتهم تبتعد وفــ ذيك اللحظة بدأت شهقات الظُلم تعلو وبدأت الدموع تأخذ مجراها وتعبّر عن كل اللي يجول في داخلي .
بعد فترة ، سمعت صوت الباب ينفتح ، والضوء القادم من الخارج يسلك مساره باتجاهي وينير وحشة المُستودع المُظلم .
دخلَت وهي تُغلق الباب ، عرفتها هذي اللي بسببها صار اللي صار ، اللي بسبب خُطتها الغبية انظلمت ، هذي مها !

مشَت باتجاهي بخطوات قصيرة والتردد و الأسَف واضح في وجهها

احتقن وجهي بالغضب وصرخت ببحة وحِدَّة : اطلعي برااا
ومع الصرخة اللي صدرت مني صاحت بصوت عالي
قالت ببكاء تبرر اللي حَصَل : والله العظيم إنّي ما أدري أنه هيصير كذا
صرخت مرّة ثانية و بغضب قلت : اطلعي برا ، إنتي ما تفهمي ؟؟


ابتعدت عني وقبل ما تطلع قلت لها : اطلعي غرفتي بدون ما تشوفش شعشبونة وجيبي لي ملابس نظيفة و محفظة الفلوس هتلقيها فدرج الكمدينة
وسكّت بتعب وأنا أحس أنه الكلام يستنزَف الطاقة اللي ما زالت باقية فيني

إلتفتَتْ نحوي بدون ما تقول شيء ، ثم خرجت وهي تغلق الباب.

رجعَت بعد مُدة وفي يدها كيس بلاستيكي بداخلة الملابس ومحفظة الفلوس ، نَفّذت طلبي بهدوء وبدون ما تسأل عن سبب طلبي لـ محفظة الفلوس على وجه الخُصوص وهالشيء مُريح جُزئِياً ، أعطتني الكيس وهي تلهث من التعب ، أخذتُه منها بدون صوت ، وإتجهَت هي ناحية الباب وخرجَتْ بهدوء مثل ما دخلت .

مُستحيل أنسى اللي سوته فيني ، مُستحيل !


حاولت أوقف مُستند بالجدار لكن ما قدرت من قوة الألم ، حاولت مرة ثانية و أنا أجاهد نفسي وبعد استنزاف الكثير من الجُهد قدَرت أتجه نحو الباب ، خرجت وأنا أمشي بصعوبه ، وابتعدت عن ذاك البيت بدون ما يرف لي جفن ع فراقه أو فراق أهله بعد ما ظلموني ، ابتعدت عن ذيك الحارة اللي شَهَدت فيها الظلم والقهر والوجع والذل بأنواعه .

وُجهِتي كانت مجهولة ، ما أدري وين مُمكن أروح ، بس اللي أعرفه زين إنّي لا يُمكن أعود لذاك البيت من جديد ، لا يُمكن .






-68-
مشَت بسرعة ناحية بيتهم ودموعها تركض على خدها ، بكل اللي سوته كانت راح تنتقم لــ سلطان من ريم و أخوها ، كانت راح تنتقم له ، بس كل شيء انقلب على راسها وعلى راس سلطان !

ليت كل شيء طاح في راسها ، ليته ؛ لأنها السبب بكل اللي صار ، سلطان ما له ذنب ولا له يد بالموضوع ، الخطة كانت خطتها رسمتها هي و ابليس مع بعض ، سلطان ماله دَخِل بهالشيء .

ايش تسوي ؟؟؟
ايش مُمكن تسوي علشان تصلّح كل اللي صار ؟؟؟

اتجهت ناحية غُرفتها وهي تمسح دموعها في حين خرج سعود من غرفته ، رفع راسه وشافها باستغراب وتعجُب للدموع اللي لمحها في عيونها ، وقّفت وهي تناظره بحزن وبتردد ، أرخت نظرتها ع الأرض وهي تفكّر .

تقول له عن اللي صار ؟؟؟
بس والله هيذبحها
لكن لازم أحد يفكر معها علشان تظهر براءة سلطان ، هي لو فكّرت لحالها أكيد راح تحط على راسه مُصيبة ثانية أكبر ، ما عادت تثق فنفسها و بخططها !
راح تقول له واللي فيها فيها ، سعود يفكر بعقل ومُمكن يخرّج سلطان من هالمُصيبة

سألها بعد ما شاف التردد اللي في عيونها وعقدة مرسومه بين عيونه : ايش فيه ؟؟
تجرّعت مها ريقها ، رفعت نظرها وبصوت باكي قالت : أبغا أقولك شيء

دخلت غرفته ودخل سعود وراها وأغلق الباب ، جلست على السرير الكبير اللي يتوسَط غُرفة شبابية الألوان تمزج بين الأزرق والأبيض والأسود ، فركت يدينها بتوتر وهي تناظر الأرضية البيضاء والعِبرة تخنقها .

جلس على مكتبُه المُقابل لها وسأل ونظره الفضول فعينه : مُصيبة جديدة صح ؟
لمّا قال كذا صاحت بصوت عالي وهي تغطي وجهها بكفوفها

صياحها أكّد له أنها مسوية مُصيبة ومُصيبة كبيرة هالمرّة ، قال بغضب : تكلمي إيش فيه ؟؟
ما ردّت عليه وصياحها يعلو
ضرب قبضة يدّه على الطاولة البيضاء بنفاذ صبر وصرخ بصوت مُراهِق غليظ : قسماً بالله لأكسِّر راسِش لو ما قلتي إيش مسوية

حاولت تهدا وقالت بنشيج : أبغا منك وعد قبل علشان ما تضربني
حاول أنه يهدا ، عض شفته السُفلية بقهر وهو يشيح نَظَرُه عنها ، أعاد نظرته ناحيتها وقال بنبرة أهدأ من اللي قبلها : وعد


رفعت راسها تنظر لعيونه ، تنظر لصِدق وعدُه ، ولمّا تطمنَت بدأ لؤلؤ الكلام يتناثر ، حكت له كل شيء ، كل شيء ، وبين الكلمة والثانية دمعة تسقط و تمسحها على طول ، حكت له كل شيء من يوم ما تضاربت مع ريم إلى الضرب اللي تلقَتُه ريم من أخوها !


أما عن سعود فالصدمة ألجَمَتُه ، شلّت لسانُه ، ما هو قادر يتكلم من الشيء اللي يسمعه ، عيونه متسعه بصدمة ، وحَدَقة عينه زاد سوادها من شدة الغضب .
لمّا أنهت حديثها ، ناظر حوله والصدمة تلف وجهه ، يبغا يفهم الكلام اللي توُّه انقال ، يبغا يفهمه ، رفع عيونه ناحيتها علشان يستوعب ، دموعها ونظرتها الخائفة أكّدت له صِدق اللي سمعه .
بفحيح غاضب وبنبرة حادة قال : إنتي كم عُمرش ؟؟
صرخ وهو يعيد السؤال مع أنه على عِلم بالإجابة : كم عُمرش ؟؟
لو ما الوعد اللي أخذَتُه منه والا كان راسها اللي يحيك هالخطط مكسَّر ، كان راح يكسِّر راسها اللي يتفنن برسم المصايب بكل ذكاء ودهاء ومكر !!


أغمضت عيونها لمّا صرّخ ، قالت بهمس خائِف : عشر ، عشر سنين
صرخ وهو يوقف ويمشي ناحيتها : إنتي طِفلة ، مها إنتي بعدش طِفلة
سكتت وما ردّت عليه ونظرة الخوف ما زالت في عيونها ، ما استوعبت الرابط اللي يربط بين الكلام اللي يقوله وبين الحكي اللي حَكَـتُه له !
يروح ويجي في الغرفة بتفكير وعقله مو معه ، مو قادر يستوعب أنه الدهاء مصدَرُه هالطفلة اللي أمامه الآن . مرّت أكثر من دقيقه وهو يلف حول الغرفة بتفكير لكن صوتها قطع عليه حبل أفكاره لمّا قالت بهمس : سعود دخيلك ساعد سلطان ، هو ما له ذنب


قال بغلظه وهو يلتفت لها : لا والله بالزمان عليش ، تو الناس ، توش تعرفي أنه ما له ذنب
صرخ : قومي إنقلعي خارج لا أشوف وجهش قدّامي ، عنبو شيطان إنتي شيطان !!


ركضت خارج وهي تصيح بنشيج عالي !!

-69-
في أحد أكثر المُدن ضجيجاً وحَركة ، في العاصمة البريطانية ، مشى بطوله المُلفت وهيئته اللي تُعطيه أكبر من عُمره ، مُرتدي جنز أزرق قاتم و قميص أبيض عاكس ملامح وجهه المُلفِتة بشكل كبير وفوقه جاكيت رسمي أنيق وحول عنقه شال قُطني خفيف أزرق !


ملامحه جذّابة بشكل كبير ،عيون رمشها طويل وفوقها حاجبين كثيفين وشعر كثيف ناعم مُسرحنّه بعناية و خشم يَحمِل أصالة وعَراقَة عَربية ولِحيَة كثيفة مُهمَلة زادته وسامة ، مشى بثقة وعيون المارّة عليه وبخاصة النساء .

دخل نفس المقهى اللي دخله البارحة ، حيّا المرأة العجوز بحركة من راسه و بابتسامة فاتنة ، ردّت الإبتسامة له وهي تمشي نحوَه . قالت بإنجليزية ودودة : أهلاً بكَ أيها الوسيم ، سعيدة لأنك جئتَ مُجدداً

يَ العجيّز النشبة ، ما زالت تتغزّل فيه !

ابتسم : الحقيقة أن قهوة البارِحة أعادتني
قالت وهي تبتعد عنه : تفضل إذاً لأُعِدُها لك
سألت من وراء الطاولة : أتود أن تأكُل شيئاً مع القهوة ؟
رد وهو يجلس على نفس المقعد اللي جلس فيه البارحة : كرواسون بالجبن من فضلك
هزّت رأسها بلطف

نظّر لساعة معصمه ، الساعة ثمان إلا ربع صباحاً ، موعده مع جون بعد ربع ساعة ، تنهد وهو ينظَر للخارج من النافذة الكبيرة اللي على يمينه وسرَح في عدنان مصدر مشاكله .
لمّا خرج من الشقة اليوم كان ما زال على وضعيته اللي من أمس ، ما زال على الأرضية الباردة ونايم بعمق ، السُكر يُثقل نومه لدرجة أنه ما حَس أبداً أنه نايم أمام باب الشقة وعلى الأرض ، وضعُه كان مُهين لدرجة كبيرة !
لازم يلقى له حل معه ، ما هي حالة كل يوم يسكر ويزعجه و يزعج الجيران معه .

تنهَد مرة ثانية وهو ينظر ناحية العجوز المُبتسمة القادمة نحوُه وبين يديها طَلَبُه .

-70-
خرجوا من المسجد بعد ما صلُّوا العَصر ، مشّى عبد العزيز وعن يمينه ولده الأكبر طارق ( 26 سنة ) وعن يساره حُذيفة ( 23 سنة ) وهم - ما زالوا – يتناقشوا باللي حصل مع سلطان اليوم ، وبإختفاء ناصِر عن الأعيُن من لمّا ضرب ولده ذاك الضرب المُبرح !

وخلفهم مشى خالد بن عبد العزيز ( 14 سنة ) و حمد بن عبد العزيز ( 11 سنة ) و يوسف بن محمد ( 9 سنين ) و أخوه سعود اللي ما زال يفكر بحل يُنقذ سلطان من الظلم اللي وقع فيه .

نَظر سعود ناحيَة عمُّه عبد العزيز ، اقترب منه وقال : عمي بغيتك بكلمة
توقف العم والتفت ناحية ولد أخوه ، وتوقفوا طارق و حُذيفة و نظروا له باستغراب ، قال أبو طارق باهتمام : خير يا سعود ؟
قال سعود بثقة : عمي سلطان انظلم اليوم ، اللي ضرَبَ البنت أخوها محمود لأنها كَسّرت البلاستيشن ، والبلاستيشن ما زالت هناك في المكان اللي انضربت فيه

الكل نظَر له باندهاش

طارق بتساؤُل : لكن سلطان هو الشخص الوحيد اللي كان فذاك المكان لمّا كانت هي تصارخ !!!
رد سعود بثقة أكبر : كان قريب من المكان وقتها ولمّا سمع الصوت اقترب وشاف محمود يضربها وذاك النذل لمّا شفى غليله تركها ، وعشان كذا الناس ما شافوا غير سلطان اللي ما كان له ذنب

نظروا ناحيته بصدمة

قال حُذيفة : علشان كذا كان سلطان يحلِف أنه ما له ذنب وقت ما كان عمي ناصر يضربه
وجّه حُذيفه نظره ناحية سعود وقال بتساؤُل : بس إنت كيف عَرفت ؟؟
كَذب لمّا قال بصوت متزعزع : مها أختي كانت تلعب قريب وشافت اللي صار

أبو طارق ما زال ساكت يحاول يستوعب ، مسح على وجهه وهمس : يا الله

تأكدوا من كلام سعود ، آثار البلاستيشن المكسرة فنفس ذاك المكان أكّدت لهم الكلام اللي قاله ، وعلى طول توجهوا لبيت أبو محمود الفخم اللي يُشابه أغلب البيوت فذاك الحَي الراقي ، استقبلهم وعلامات الغضب ما غابت عن وجهه ، تصدّر أبو طارق المجلس العربي الكبير و قال : كيفها بنتك يا أبو محمود ؟
رد بقهر : والله حالتها ما تسر ، واسمح لي يا أبو طارق على هالكلام لكن والله لو ما الجيرَة و لو ما معدنكم الطيِّب اللي أنا عارفه والا كان ما بيني وبين وَلَدكم غير الشرطة .
قال أبو طارق بثقة : ولدنا انظلم يا بو محمود و أكيد أنت ما ترضى بالظلم ، اللي حصل كان مُجرد سوء فهم

و حكى له اللي صار

ما كان فيه مجال لأبو محمود أنه يشك بصحة الكلام اللي يسمعه ؛ لأنه ببساطة لا يُمكن أنه أبو طارق يكذب في الحَق ، وما مُمكن أن يظلم أحد ، ويشهد له الكل على هالشيء !!







-71-
دخل على بنته اللي منسدحه على السرير بتعب و آثار الضرب باينة فكل وجهها ، وبجانبها أمها اللي حاضنتنها بحنان ، جلس بجانب بنته الحبيبة وعيونه تُشفق عليها ، فتحت عيونها بثقل لمّا حست بأحد يجلس بجانبها . هذا أول لقاء بينهم بعد ما انضربت وبعد اللي صار لها اليوم الصبح !
مسك يدها وقال بحنان : كيفك بابا الحين ؟؟
قالت بصوت باكي لمّا سمعت صوته الحاني : بابا لا تخلي محمود يدخل هنا ، ضربني اليوم بقوة


بعدها دخلت فنوبة بكاء عميقة ، صحَت الأم لمّا حسّت ببكاء بنتها العنيف وضمتها ناحيتها بقوة وهي تهدّي فيها .
خرج أبو محمود بعد ما تأكد من صِدق الكلام اللي سمعه قبل شوية من أبو طارق ، محمود ولده هو اللي ضرب ريم بنته ، وسلطان انظلم بسبب هالشيء .
يا ربييي ، كيف الواحد لمّا ينعمي عن الحقيقية ، يتصرف بدون عقل و بعدين يندم ببساطة ، يندم بعد ما ظلم ناس وشوّه سُمعتهم وقهرهم وذلهم .
يا الله كيف جانب الشر عند البني آدم حقير ، حقير !!

توجّه ناحية غرفة ولده والغضب يحتويه ، بيده عصا رفيعه تفي بالغرض اللي رايح عشانه ، وهو يحلف بالله العظيم أنه راح يأدب هالولد اللي صغّر قدرُه بين الناس .






-72-
إلتفت جون وهو يدور بوجهه ذا الملامح الغربية والبشرة البيضا المُحمره والعيون الزرقا والشعر الذهبي ، قال بانجليزية لعمر بعد ما سلّم عليه وهو يتأمل ديكورات المقهى الخشبية : مقهى جميل
جلس مُقابل عُمر وهو يقول : ما الجديد يا عُمر ؟ ، لستَ على ما يُرام
قال عُمر بنبرة جادّة مُتذمرة : جون الوضع سيء جداً في البيت ، ما عُدت أتحمل عدنان وأنا أراه بتلك الحالةِ يومياً ، نَفُذ صبري
خَتَم كلامه بتنهيدة

أشار جون للعجوز وهو يطلب منها قهوة سادة
ضحك جون باستغراب ونظرته ما زالت نحوَ العجوز : أنظر كيف تنظُر لَكَ تلك المرأة ، أظنُها أحد المُعجبات
قال عُمر بعصبية : دعك منها و ركِّز معي
قال جون وهو يحاول يمسك ضحكته : أنت لا تعرف سِوى الشكوى والتذمر ، ستُصبح في الغد محققاً يا بُني هل ستظل هكذا عديماً للصبر ، الصبر مُهم لعملِنا !
التفت عُمر ناحية النافذة وما رد عليه
قال جون وعلامات الجِدِيّة تكتسي ملامحه : إسمعني الآن هُناكَ ما هو أهم
اعتدل عُمر في جلسته ونظر لجون بترقُب

اقتربت منهم المرأة العجوز ووضعت قهوة جون على الطاولة وقالت بنبرة حلوة : بصحة وعافِية
شكرها جون بابتسامه ، رشف رشفة من قهوته اللي أسكرتُه ريحتها ، وزادُه طعمها سُكر ثم قال بتلذذ : امممم يا سلام ، مَذاقُها طيّب !
قال عُمر بعصبية وهو يقوم : سأتركك الآن إن كُنت لا تُريد التكلُم
رفع جون نَظَرُه لعمر وقال باستغراب : اجلس الآن أيها العربي البَدوِيْ ، يا لك من نار مُشتعلة !
جلس عُمر وهو يزفِّر بغضب
قال جون قاصد يغيضه وهو ياخذ رشفة من قهوته : إنها لذيذة حقاً ، أطلُب واحدة يا عُمر كي يَعتَدِلَ مِزاجُكَ السيء
قال عُمر بتهديد و نظرة نارِيّة في عيونه : جوون
ابتسم جون ثمَّ قال بجدِية ونبرة صوته تخفُت بشكل واضح : وَصلنا بلاغ أنّ واحداً من الأشخاص المشكوك فيهم ومن ضِمنهم عدنان سيُسافر نهاية هذا الأسبوع إلى مكان لم يُحدد بالضبط ، سيتم تهريب شُحنة كبيرة مِن المُخدرات !
أخذ جون رشفة من القهوة ، أكمَل بنفس نبرة الصوت الجادَّة والخافتة : راقبه جيداً يا عُمر ، عملُكَ الحقيقي يبدأ اليوم

هز عُمر راسه بفهم

أشار جون مرة ثانية للعجوز صاحبة المقهى وهو يطلب فنجان قهوة ثاني بعد ما أنهى فنجانه الأول ، قال بمرح وهو يرمق عُمر : عُمر صدِّقني إنك وهذه العجوز مُناسِبان لبعضِكما جداً

أشاح عُمر نظره عن صديقه وهو يضحك بعد ما تخيّل نفسُه معها
جون هو الوحيد اللي مزاجه مَرِن بشكل عجيب ، يقدر بسرعة جنونية ينقلب من شخص جاد إلى مَرِح ومن مَرِح إلى جاد !









-73-
مشى سلطان ناحيَة مكتب باصات النقل العامة ، سأل عن أقرب باص يمشي لـ صلالة ، و حس بشوية راحة لمّا عرف أنه فيه باص راح يتحرَك بعد ساعتين ، يعني بعد المَغرِبْ مُباشرةً !
ما يريد يجلس فــ مسقط أكثر ، يكره كل شيء فيها ، كل شيء ضاق عليه هنا ، نفسيته متدمرة لأنه هنا .... فــ أحسن حل أنه يبتعد .

سمع صوت معدته الفارغة تصدر صوت ، ما أكل شيء من الصبح ، من لمّا انظلَم ، اتجَه بوجه مختفيه ملامحُه الحلوة من كثر الرضوض اللي فيه ، عيونه الحادّة متورمة ومنقلب لون جفنه بنفسجي ، باختصار وجهه يخوّف من الضرب !

طلب ساندويش وبيبسي وجلس يأكل بصعوبه ؛ حتى ما هو قادر يبلع اللقمة من الألم ، زفّر بتعب وبقلّة صبر وهو يحس أنه الوقت يمشي ببطئ .







-74-
حَمَد الله في سره أكثر من مرّة ، استبشر وجهه لمّا اتصل عليه حُذيفة ولد أخوه وقال له أنه سلطان انظلم ، سلطان ولده انظلَم ، سلطان ما اعتدى على البنت ، وعشان هالشيء حلف أنه يذبح عشر خواريف ويوزعهن ع الفقارى !

اتجه بسيارته ناحية بيته والراحة تحف قلبه بعد ما خَرَج قبل ساعات وجبال الهموم على ظهره ، خرج من الحارة بكبرها لأنه استحى من نظرات الناس ولمزاتهم بعد ما كان يظن أنه سلطان وطّى راسه بين الناس .
شاف أخوه أبو طارق و أولاد أخوه أمام بيته ، نزل لهم وهو يحس بتوتر بعد ما شاف وجوههم ، سأل : إيش فيكم ؟؟
رد طارق : عمي ، سلطان ما هنا ، مافي البيت لفينا بالسيارة على المنطقة كلها بس ما حصلناه
قال ناصر بفزع : كيف يعني ؟ وين راح ؟؟
قال عبد العزيز ( أبو طارق ) بحزم ونظرات القهر في عيونه : لو صار فهالولد شيء يا ناصر ، ذنبُه في رقبتك ليوم الدين ثمّ إتَّجه أبو طارق بهامة مُستقيمة مُهيبة لبيته الفخم واللي يعكس مستوى معيشي عالي .

قال حُذيفة لعمُه اللي يناظر أبو طارق بأسف : عمي اتصِل على خواله وخالاته يمكن يعرفوا عنه شيء

تحرَّك ناصر لداخل بيته بأرجل راجِفَة وهو يبلَعْ صَدمة غِياب ولده شوي شوي مع كل خطوة يخطوها ، وفي باله ينفِّذ الكلام اللي قال عليه حُذيفَة .








-75-
مشى بتعب راجع من الجامعة ، الجَو خانِق من زحمة لندن ، والسماء بدت تتلون بألوان الغروب الحالِمَة والمدينة تصدر موسيقاها الخاصة اللي ما تسكت طول اليوم .
صعد بالأصنصير متجِه لشقته ، قابله جاره فادي ذا الملامح الغربية والشعر اللي بدا الشيب يغزوه ، كان ينقل عفش بيته للخارج ، سلّم عُمر عليه وسأل : أشوفك تنقل العفش راح تنتقل من هنا ؟
رد فادي وهو يهز راسه بإيجاب : بدنا نروح على بيت أكبر
إبتسم عُمر : بالتوفيق يا فادي ، واذا احتجت حاجة أنا موجود
رد فادي الإبتسامه وهو يشكره

فتح باب الشقة ودخل ، صاروا جيرانه يهربوا من جيرته والسبب معروف طبعاً ، بسبب عدنان وقرَفه ، دَخَل غرفته ، أخذ ملابس نظيفة ثم دخل الحمام ياخذ دش بارد يهدئ أعصابه التالفة من عصبيته الزايدة .
خرج ، سرّح شعره بعد ما نشَفُه و رش عطر ثم وجَّه للصالة بديكوراتها الإنجليزية و ألوانها العصرية الباردة
قابَلَه عدنان اللي منسدح ع الكنبة ويطالع التلفزيون ، سلّم عُمر وهو يجلس على الكنبة المُقابلة له ، رد عدنان السَّلام بملل وهو يقلّب في قنوات التلفزيون بدون هدف مُعين .
قال عُمر بهدوء : مُمكن أتكلم معك بهدوء وعقلانِيّة و رجال لـ رجال
إعتدَل عدنان فجلسته ، أحنى ظهره وهو يرفع حاجب : حبِّيتها هذي رجال لرجال ، سكت للحظات ثم أَكمَل باستنكار : أوكي قول اللي تبيه بس مو قبل لا تقول لي سبب الحركة السخيفة اللي سويتها اليوم الصبح !!
عقد عُمر حواجبه باستغراب ، سأل : أي حركة ؟
رد : يوم مشيت من الشقة وأنا مسدوح على الأرض بذاك الشكل
ضحك عُمر بسخرية : رجاءً لا تضحكني عليك أكثر ، و إذا تكلّمت عن الحركات السخيفة فإنت على بعضك كومة سخافة وكومة غباء بعد
نظَر عدنان ناحية عُمر بعيون حادة غاضِبة وهو يحس بإحساس المهانة يتملّكُه ، فداخله توعَدُه بشر !
قال وهو ياخذ نَفَس ويحاول يتمالك نفسه : ما علينا ، إيش كنت تبي تقول ؟
صمت عُمر للحظات ثمّ قال بهدوء وهو يرفع عيونه : أبغا أعيش بهدوء وهالشيء من حقي طبعاً ، من اليوم ورايح مالي خِص فيك ولا لك خِص فيني ، كلن يعيش لحاله وبدون مشاكل ! وطبعاً هذا يتضمن أنّك ما تجيب شلتك اللي أمس لبيتي مرّة ثانية .
رد عدنان بمكر : بشرط ؟
تنهد عُمر : إيش ؟
قال عدنان بعيون خبيثة : تجي معي الليلة تتعرّف على شلّتي اللي مو عاجبتك ( غمز له ) وعلى فكرة فيه بنات أمس لمحنّك وطار عقلهن بك ، راح يحبهن قلبك صدّقني
ختم كلامه بضحكة تحوي جميع أنواع الشرور
سَكَت عُمر وهدوء ظاهري وجمود غريب احتواه بعكس أعاصير العصبية والغضب اللي تدور داخله ، قال بعد مُدّة صمت : أوكي ، أنا موافق

استغرب عدنان لكن في الأخير فرَح لهالمُوافَقة ، وافق عُمر لسبب واحد لا غير علشان شغله لازم يتقرّب من شلة الفساد هذي ، لازم يعرف إيش اللي يدور بينهم ، ويعرف الكلام اللي تتداوله ألسِنتهُم ؛ لأنه عدنان وحده ما يكفي !
وافق لأنه تذكر جون لمّا قال : " راقبه جيداً يا عُمر ، عملُكَ الحقيقي يبدأ اليوم "

في اللحظة نفسها عدنان يحبِك خطة توقِعْ عُمر وتمحيه من طريقه .
ضحك فداخله باستهزاء على عُمر وهو يتوعَدُه بشر !







-76-
قالت شمّا وهي تتربَّع على سرير روضة الكبير في غرفة بناتِيّة مُلونة بدرجات الزهري : متى راح نقابل النِذلة جِنان مرّة ثانية ؟
قالت روضة وهي ترتب كُتبها في المَكتبة اللي تُقابل السرير : ما أدري ، وأصلاً ما راح أروح معش خلاص ، تبي تروحي روحي وحدش
نطّت شمّا من السرير ناحية روضة وهي تقول باعتراض : لا روضة تعالي معي ، أخاف تاكلني ما شفتي أسنانها كيف كبار ؟!
قالت روضة بصرامه وهي تلتفت ناحيتها : ما زين تعيْبي على خِلقة الله ، و بعد اللي صار مع سلطان عِفت أسوي مشاكل
قالت شمّا بنبرة حزينة وهي تتوجه ناحية السرير : أوكي ، وأصلاً أنا لمّا رجعت أفكر قلت أنه ما عندي سالفة ، وأنه عقلي صغير لمّا أضارب بنت ليش أنها مُعجَبَة في ولد عمي اللي أنا مُعجَبَة فيه .
توجَهَت روضة ناحية صديقتها وبنت عمها ، مسكت يدها وقالت : صدقيني أنا ما أريدش تتعذبي بذا الحُب ...
قاطعتها شما بصرامه : أنا ما قلت أحبه ، هو مُجرد إعجاب بشخصيته القوية
وبتردد قالت : وبشكله .
إبتسمت روضة : أوكي ، أخاف عليش ، أخاف أنه يتحوّل هالإعجاب لـ حُب فيوم وتتعذّبي ؛ لأن سعود بارد وجامد وما وجه حُب .
تنهدَت شمّا بيأس
قالت روضة وهي تشد على يد شمّا : إنتي الحين مُراهقة وهالإعجاب طبيعي ، متأكدة أنه لمّا تكبري شويْ ما راح تشوفي سعود من أساسه
وكمّلت روضة بحدَة : وللحين ما عرفت إيش المُمَيز في شخصيته ما غير يصارخ علينا و يتأمّر ومسوي نفسه الشيخ اللي لازم يُطاع ، مالت عليه !

قالت شمّا بانزعاج وهي تلتفت ناحية روضة : اسكتي انزين انتي وهالصوت
قالت روضة بخبث : ليش ؟ ما ترضي على حبيب الألب ؟
قالت شمّا بضيق : جب
ضحكت روضة
استقامت شمّا وهي تقول : بروح بيتنا ، من كثر ما ألزّق فبيتكم أحس إني مشتاقة له ومشتاقة لأمي من زمان ما شفتها
ضحكت روضة : خبلة
توجهت شمّا ناحية باب الغرفة ، لكن إلتفتت لروضة وهي تقول بابتسامة : تعرفي روضة مرّات أحسش مثل أمي لمّا تنصحيني ، مع إنّه أنا وإنتي نفس العُمر
ردّت روضة بغرور : أصلاً إنتي ومها بدون نصايحي راح تضيعن ؛ لأني أعقل وحدة فيكن
رمقتها شمّا بنظرة نارية

نزلن تحت وشافن سعود وأمه في الصالة يتكلموا وحولهم سارة وحنين يلعبن وما داريات بالدنيا اللي تدور حولهن .







-77-
دخل لأمه اللي جالسة في الصالة المُصمَمَة بطابِع شرقي فَخم ، سلّم عليها وجلس جنبها بتعب
سألت : ايش اللي صار ؟؟ حصلتوه سلطان ؟؟
همس بتعب : لا
قالت بتوتر وخوف : وين راح هالولد ؟؟ الله يستر عليه
رد سعود وهو يغمّض عيونه ويرخي راسه ع الكنبة : عمي ناصر اتّصل بخواله وخالاته بس ما عندهم عِلم عنه
: الله يستر عليه ويحميه " رددت سلمى بخوف "

فتح عيونه بثقل وهو يسمع خطوات أحد نازل من الدرج اللي يتوسط البيت الكبير بديكوراته الشرقية الراقِية ، وكانت روضة مع بنت عمه شمّا ، شبح ابتسامه ارتسم على وجهه وهو يناظر الأخيرة .
خلُّه يجننها شوي
قال بصوت غليظ و عالي : ما شاء الله بنت العم عندنا
قالت شمّا وهي منقهرة من نبرة صوته الساخِرة : إيه والله قلت أجي أزوركم عشان يتبارك شويّة هالبيت
قال بابتسامة ساخِرة : تزورينا أجَل ، أنا أقول تنقلي أغراضش معنا عشان ترتاحي من الروحة والردّة

احتقن وجهها بغضب وهالشيء ما خفى عنه قالت بقهر : يَ الله مع السلامة
ضحك بصوت عالي علشان تنقهر أكثر
ردّت سلمى ( أم سعود ) واللي شهدت الصراع اللي دار أمامها والإبتسامة على وجهها: مع السلامة يُمه وما عليش من سعود البيت بيتش
ردّت شمّا : أدري عموه ما يحتاج تقولي

وصَّلَـتْها روضة للباب
همست شما بغضب : شفتي كيف ، يقهر والله
قالت روضة بنفس الهمس : وإنتي بعد ما قصرتي فيه
وأكمَلت تقهرها زيادة وهي ترفع حاجب : ويَ الله مع السلامة زودتيها عاد ، صِدقُه سعود أحسن تجي تسكني معنا
زمجرت شمّا : قليلة الأدب ، صدق ما تستحي إنتي وأخوش ، لا بغيتيني مرّة ثانية تجيني بيتنا ، والله ما أدخل بيتكم ذا أسبوع كامل وهذاني حلفت
ومشت مُبتعِدة ناحية بيتهم وهي تطرق الأرض بخطوات غاضبة
ضحكت روضة وصرخت علشان تسمعها : والله ما تقدري ، أسبوع كثير عليش

ما ردّت عليها ؛ مسوية فيها زعلانة !







-78-
صار له ساعتين من لمّا ابتعَد عن مسقط ، المدينة اللي شَهَد فيها آلامه و أوجاعُه ، و باقي تقريباً عشر ساعات عشان يوصل لصلالة ، يعني على الساعة سبع الصبح في الباكر راح يوصل بعون الله .
إلتفت لـ الهندي اللي جالس جنبه ومد له فلوس وهو يقول : عطني أكلّم تلفون
أخذ الهندي الفلوس و أعطاه التلفون
اتصل على رقم حافظنه زين ، رن أكثر من مرّة و أخيراً ردْ عليه صوت إمرأة : ألوو
قال بوهن : خالتي مزون هذا أنا سلطان
قالت بلهفة وخوف : يمّه خفت عليك سلطان ، إنت وينك ؟ ، أبوك أتصل فيني يدوّر عليك

أبوه يتصل على خالتُه !!! يسأل عنه ؟؟؟ ليش ؟؟؟ ، هو أصلاً ضاربنه ضرب قبل ساعات لين ما رجَّعْ العافية ، يسأل عنه ليش ؟؟؟

رد عليها : خالتي أنا جاي لش ، أنا جاي لصلالة إمكن على باكر راح أوصل تقريباً الساعة سبع
قالت خالته بخوف : ليش تسوي كذا يمّه ؟؟ ، أبوك خايف عليك ، ومع من جاي ؟؟

خايف عليه ؟؟ ، أبوه خايف عليه ؟؟!! نكتة حلوة

قال سلطان بتعب : لا تسأليني خالتي عن شيء ، أنا جاي لش أبي أرتاح
قالت بتفهم وحنان الدنيا كله يغلِّف صوتها : عيوني تشيلك ، إنت ولدي يا سلطان وحيّاك متى ما جيت
رد وهو يغمض عيونه بعد ما خنقته الغصّة من حنانها : راح أسكِّر الحين

أغلق بدون لا يسمع ردها ، أعطى الهندي تلفونه وهو يشكره ، بلع ريقه أكثر من مرّة لعل الغصة اللي فبلعومه تختفي ، لكن ما راح تختفي الا بالدمع اللي تعب منه .







-79-
لبس جينز أسود وقميص بنفس اللون وفوقه جاكيت رمادي ، لف شال قطني حول رقبته يمزج بين درجات الرمادي والأسود ، و أكمَل أناقته بساعة فِضية تُشير للثامنة والنصف مساءً بتوقيت لندن .
خرج للصالة و وجد عدنان فيها ينتظره ، علّق على أناقته بسخرية لكن ما أعاره عُمر أي إهتمام .


توجَّهوا ناحية أطراف لندن وبالتحديد لبيت ضخم يقع منعزل تقريباً عن باقي البيوت ، دخل عُمر وعن يمينه عدنان مُتجاوزين السور الحديدي بعد ما أوقف عُمر سيارته في المواقف المُخصصة ، تأمّل الحديقة الواسعة المُرتبة اللي تُحيط بالبيت ، و لمح أشخاص متفرقين فيها .

اقترب من بوابة البيت ، الضجيج الصادر من داخل كان عالي ، والموسيقى الصاخبة أزعجت سكون روحه .
تنهد وهو يدخل داخل البيت والحَذَر ما غاب عنه ، تأمّل المكان الفاخِر ، تأمل الحشد الكبير الملتمِّين في صالة واسعة جداً تتوسط البيت .
الإضاءة كانت خافته ومع الديكورات الإنجليزية الراقِية كان المكان أسطورة إلا أنه مع الأسف الناس اللي فيه أقذر من القذارة .

دخوله بطوله المُهيب ووسامته الطاغِية وحضوره اللي يسلب الأنفاس سبّب ضجّة كبيرة والهمهمات بينهم عَلَتْ ، ونظرات الإعجاب في عيون النساء تاكله أكل .
قال له عدنان بضحكة : عيش جوّك يا عَم ، عملت لهم بلبلة .
ما رد عُمر

إلتفت حوله ، لمح البار اللي يحتل مساحة واسعة عن يمينه ، و إتجه ناحيته بمشيته الرجولية الواثقة ، الرفوف أمامه كانت مليئة بزجاجات الخمر ، تأمل المكان وانقرف من نفسه وحس بخنقة تكتم على صدره ، أخَذ نَفَسْ وهو يجلس في أحد المقاعد الطويلة ، ثم طلب من الشخص اللي يخدم خلف الطاولة ماء عشان يبل ريقة بعد ما نشّف الجو حلقُه .

حَس أنه ندمان لأنه جاء لهالمكان الوَسِخ اللي ما يرتقي لذاتُه !







-80-
اقتربت من الشخص اللي معطيها ظهره بجسد فاتن وظهَر مُستقيم ، خطواتها ترن على الأرضية الرخامية بإيقاع طربي مُغري ، وشعرها البُني مُنساب على أكتفاها بفتنة و فستانها الجلدي القصير زادها فتنة على فتنة ونظرتها المُتسلطة ترمق الجميع وكأنها تقول لهم " هذا الشخص لي وحدي "

لمسَت كتفه وهي تنزّل راسها له وقالت برقة : مساء الخير سيدي
إلتفت لها بمفاجأة ونظرته تحولت مُباشرةً لــ تقزز ، أبعَد يدها بشيء من القسوة وما رد عليها ، رجع يتأمل كوب الماي اللي أمامه وفِكرُه يصول ويجول .
إيش هالمسخرة اللي تحصل ؟؟
لازم يطلع من هالمكان ، ما يتحمّل هالوضع !!

أما بالنسبة للفاتِنة اللي بجانبه ، فانقهرَت كثير وحسَّت بالإهانة لبرودُه رغم أن كثير رجال يتمنوا نظرة وحدة من عيونها إلا أنّ الشخص اللي أمامها الآن ما نظر لها إلا نظرة عابِرة كلها جمود ، وانقهرت أكثر لمّا ما رد عليها ، لاكنها في الأخير ابتسمت بتحدي وهي تهمس لنفسها : أعشق الرِجال المُمتنعين .
جلست على المقعد اللي على يَساره ، واتكأت على الطاولة وهي تتأمله بإغواء ، همست برقة : حسناً ، لا تتكلم دعنا هكذا صامتين و اترك لي المجال كي أتأملُك .
صمتت ونظرة الإعجاب في عيونها البنية اللامعة واضحة بقوة .

إلتفَت عُمر لها بعد تفكير طويل ، إبتسَم لها إبتسامة طيّرت عقلها من محله و أربكتها ، نظرت له بضياع وما فاتته هالنظرة أبداً
همَس لنفسه " إنتي اللي راح تكشفي لي كل الأسرار اللي أريدها "

لكن اللي ما يعرفه عُمر أنه كان فيه وميض أبيض يشع بين الحين والآخر ، يلتقط له و لِـ الجميلة اللي بجانبه تهديد على هيئة صوَر .






-81-
في أحد البيوت الشعبية في العاصمة العُمانية ، بالتحديد في بوشر ، في حيْ من أحياء الطبقة المتوسطة ، وقف أمام باب البيت الحديدي الأسود اللي لونه رايح مع مرور السنين ، تأمل البيت الصغير اللي يحوي على غرفتين صغار وصالة و مجلس ، رن الجرس فخرج علي ، الشاب المُراهق صاحب العيون الجذابة والبشرة الحِنطية و الأنف المُستقيم والطول المُتوسط .
قال علي بمفاجأة : عمي مبارك
هز مبارك رأسه وإبتسامة وَقورَة على وجهه : السلام عليكم
رد علي السلام والمُفاجأة ما زالت واضحة على وجهه

قال علي بعد فترة وَجيزَه وهو ينتبه لنفسه : تفضل عمي للمجلس ، وإسمح لي لكن تفاجأت بوجودك
قال مبارك وهو يتجه ناحية المجلس : لا تتفاجأ و لا شيء ، بس عندي لك كلمتين ودي أقولهن
عَقَد علي حواجبه بإستغراب : طيب ، عطني ثواني هروح أجيب القهوة و أرجع
هز العم مبارك راسه ويدينه مشغوله بالمسبح اللؤلؤي ، جَلَس على الجلسة العربية البسيطة وهو يحس أنه أربَك علي بمجيئة ، تأمل المكان البسيط اللي هو فيه بجدرانه العتيقة اللي تحمل لون بيج باهت و الفرشة المتهالكة اللي تدل على بساطة مستواهم المعيشي .

رجع علي وبين يديه صينية تضم قهوة عُمانية و تمر سُكري وضعها على الأرض وهو يقول بابتسامة : حيّاك عمي مبارك
رد مبارك : الله يحييك ، إسمح لي ياعلي لكن من يوم ما عرفت أنه أنت تشتغل في ذاك الدكان والفضول ياكلني .
سكت لوهله ثم سأل وهو يرفع عيونه ناحية علي : إنت ليش تشتغل ؟
رد علي وهو يرخي نظرته : علشان أصرف على البيت
سأل مبارك : ليش ما في رجّال غيرك في البيت ؟
رد علي وهو يتنهّد : لا ، ما غير أنا وجدتي وأختي
قال مبارك بضيق من حاله : و أهل أبوك ؟ وأهل أمك وينهم عنكم ؟
قال علي : أبوي كان وحيد أهله ، وأمي ( بلع ريقه ) أهل أمي في البَلَدْ وهم كانوا زعلانين عليها فانقطعوا عنّا و ما نعرف عنهم شيء .
كان راح يقول أنه أهل أمه متبرين منها لاكن سَكَت فآخر لحظة و أبدَل كلامه بلفظ ثاني يفيد نفس المعنى .
لكن ما فهم هو ليش يسأل كل هالأسئلة ؟؟

قال مبارك بعد فترة صمت : شوف يا علي ، إنت مُمكن تتقدم للعسكرية وتتدرب عندهم وأنا راح أتوسط لك
كرَه علي نبرة الشفقة اللي غلّفت صوته فقال بسرعة : لا ما يحتاج أنا مرتاح في الدكان وبعدين ما أقدر أبعد عن أهلي
قال مُبارك : فكّر يا علي بالموضوع إنت راح تتدرب عندهم وفـ نفس الوقت تكمل دراستك ، وفي فترة التدريب راح يعطوك راتب
وكأن الموضوع لقى استحسان ولو بسيط من علي ، لكن سأل بحيرَة : ليش تعرض عَلَيْ هالعرض ؟
رد مُبارك بامتنان : لأنك قدّمت لي جَميل ما راح أنساه ، والشيء اللي أعرضه عليك اليوم ما يجي شيء قدّام اللي سويته إنت
هز علي راسه : راح أفكّر في الموضوع
صَب له القهوة وهو يمد له الفنجان بذهن شارد .






-82-
بعد قُرابة 12 ساعة سَفر ، وصل صلالة ، المدينة الخلّابة اللي تتزين باللون الأخضر في فصل الصيف ، تنفّس سلطان بعمق وهو يغمض عيونه براحة و الرذاذ يلفح وجهه مع نسيم بارد أنعش روحه اللي أثقلتها الهموم .
يحس أنه مكسّر و مُتعب من كثر الضرب و من قلة الراحة و من السفر و من كثرة التفكير .

أخذ تكسي وتوجه للحي اللي ساكنه فيه خالته ، وقف أمام باب بيتها المتوسط واللي يعكس مستوى معيشي عادي ، رن الجرس وراسه يدور فيه بوجع ، مسح على وجهه و أنفاسه تتسارع ، رن الجرس مرة ثانية ولمّا انفتح الباب كان سلطان مغمى عليه أمام العَتبة والتعب هدّه وأسقطه طريح على الأرض .





-83-
فتح عيونه بثقل ولقى نفسه على السرير في غُرفة جدرانها خضراء ، شاف خالته مزون أمامه وهي تبكي بصمت و خوف على حالته وعلى وجهه اللي ملامحه أزالها الضرب .
لأول مرّة ، لأول مرّة حَس أنها تشبه أمه بشكل كبير ، بنفس ملامحها الناعمة وعيونها العسلية وبشرتها البيضاء وشعرها البُني ، نفس الملامح بالضبط .
شهق شهقة من أعماق روحه وهو يتأمل ملامح أمه بصدمة ، بعد الشهقة الأولى توالت الشهقات ، ضمته خالته بسرعة وبقوة ، ضمته بخوف من شهقاته المُميتة ، ضمته بقلق وماي عينها يجري على خدودها.
همَس وهو يضمها بتعب ودموعه تنزل : يمّه " كرر مناداته أكثر من مرة "
كرر نداءه وفي كل مرة ينفطر قلب خالته ، و أدرَكَت أنه اليوم جاء لها من بين الكل يرمي روحه فحضنها ، جاء لها على أساس أنها أمه اللي محتاجها بشكل كبير ، ما راح تخيّب ظنه ، و راح تكون له الأم اللي هو فاقدها .
بكت معه بصوت عالي وهي تسمّي عليه ، بكت معه وهي تدعي من كل قلبها أن الله يريّح قلبه .







-84-
ضحك عُمر وهو يدخل غرفته ذات الطابع الكلاسيكي ، جلس على طرف السرير ، فسخ جوتيه الأسود الجلدي و رماه في زاوية الغرفة وتمدد بتعب ، إبتسم وهو يتذكر اللي حصل قبل ساعات قليلة ، كانت المسألة جداً سهلة ، وعرف بواسطة ليزا كل شيء ، كل شيء .
استقام مرة ثانية ، ومثل ما دخل الشقة رجَع خرج ، اتجه لبيت جون ، كانت الساعة تُشير لـ الواحدة من منتصف الليل بس لازم يخبّر جون عن الأشياء اللي عرفها ، ما يقدر يصبر لباكر .
اتصل فيه ، رن رنين متواصل وبعد مدّة رد جون بصوت نعسان : آلو
قال عُمر بحماس : لكَ عندي أخبار ستُفرِحكَ يا جون
رد جون بغضب : أنت ، ماذا تريد مني الآن في هذه الساعة من الليل
قال عُمر بنفس نبرة الصوت : افتح الباب أنا أمام بيتك ، لنتحدث
أغلق بدون ما يسمع ردّه ، و بعد مُدة فتح جون الباب وعيونه كلها نُعاس و عليه بيجامة كُحلية فوقها روب بنفس اللون و شعره الأشقر مُبعثر .
قال جون وهو يتَجِه للصالة الدافية : ماذا تُريد الآن ؟ واختصر في الكلام ؛ لأنني ليومٍ كامل لم أنَم
أغلق عُمر باب البيت ومشى خلف جون ، جلس على الكنبة وقال بهمس متحمس : عرفت متى موعد السفر لتهريب المُخدرات
فز جون من مكانه وحس فجأة بالنشاط ، صرخ بفرح : بهذه السرعة يا رَجُل ، أنت بطل عُمر ، أنت بطل حقيقي .
ضحك عُمر لحماس صديقة المُفاجئ : ليس هذا فحسب ، بل عرفت أيضاً من هوَ الشخص الذي سيُسافر
تحمّس جون زيادة و زاد فرحه : هيا هيا ، أخبرني بسرعة كيف عرفت ؟؟
قال عُمر بغرور وهو يرخي ظهره على الكنبة ، غمز له : استغليت إعجاب أحداهُن بي
قال جون بنفاذ صبر : تكلّم بسرعة

( وبدأ عُمر يسرد اللي صار له قبل ساعات )





-85-
عُمر بن عبد العزيز


قلت لجون الجالس أمامي ويصغي بإنصات :مَشت باتجاهي وجلست بجانبي ، كانت جميلة جداً تِلكَ المرأة ( غمز له ) و مُثيرة
أسكته جون بعصبية وهو مُنقهر ؛ لأن حظ عُمر في النساء يفلق الصخر من جمالهن : اخرس ، لا داعي لأن تصف جمالها . وسكت بقهر
أكمل بصوت عالي غاضِب وهو يكلّم نفسه : نساء غبيات ، يلتفتن لرجُلٍ لا يُلقي لهنَّ بالاً
ما استحملت فــ ضحكت عليه
قال جون : هيا أكمل و دعك من الضحِك
قلت و أنا أعتدل بجلستي : في البداية لم ألقي لها بالاً ، لكن لاحِقاً أيقنتُ أنّ هذه المرأة هي من ستخبِرُني عن كل شيءٍ أريده فــ تبادلنا أطراف الحديث وضحكنا .
سكّت وأنا أرمقه بعيون حالمة ، أكملت بهمس قاصِد إغاظته : آآآآآه يا جون كم كانت ليزا جميلة ، جميلة ذلك الجمال الآسِر


قال بغضب بعيون نارِيّة : إن استمريت على هذا النحو ستكتبُ فيها شِعراً .
قُـلت : جمالها يستحق دواوين شِعر
أكملتُ بجديّة : كنت أناولها كؤوساً من الخمر بين الحين والآخر أثناء حديثِنا ذاك ، ومن كأس إلى كأس ، من كأسٍ إلى كأس حتى ثمِلَت ، فسألتها عن كل شيءٍ أريدُ معرفة إجابته فأجابتني بكل بساطة
اتسعت عيون جون بدهشة وقال : يا لكَ من داهِيَة ، ومتى موعد العملية ؟
قلت : الأثنين القادم أي بعد ثلاثَةِ أيّام بالضبط
هز جون رأسه بجدِيّة و عيونه ع الأرض بتفكير
سألته : فيما تُفكِر ؟
قال وهو يرفع عيونه : يبدو أنّ ليزا هذه شخص مُهم في العِصابة ، لو لم يكن كذلك لما عَرِفَت هذه المعلومات السرية .
أجبته و أنا أهز رأسي بإيجاب : فِعلاً هيَ كذلك ؛ لأن الجميع كان يهتم بها ، ولها سيطرة على الجميع كذلك .
قال جون بجدِيَة وحدقة عينه الزرقا تتسع : استمِر بمصاحبَتِها يا عُمر




نظرت له باندهاش وهمست : أجننت ؟ ، مُستحيل




إنتهى ,

 
 

 

عرض البوم صور مشاعِر  
قديم 10-06-15, 12:50 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 295614
المشاركات: 280
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليل الشتاء عضو على طريق الابداعليل الشتاء عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 173

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليل الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: قرفة | بقلمي .

 

بارت روعه
اتوقع ان سلطان هينتقم من مها لانه حاقد عليها وخالته مش هتعرف ابوه انه عندها
شما وسعود اتمني ان سعود يحس بيها
عمر واقع في شبكه عنكبوت
اتمني انك تسرعي في الاحداث عايزين نعرف الاحداث الجديده
بانتظار القادم

 
 

 

عرض البوم صور ليل الشتاء  
قديم 14-06-15, 04:50 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: قرفة | بقلمي .

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

فعلا بارت مميز كتير

حزنت ع سلطان اللي فاقد الحنية من اقرب الناس الو ...

ناصر اكتشف خطأه بعد فوات اﻷوان..

سعود انقذ سلطان لما كلم عمه عن سالفة مها .

علي انفتح له باب جديد للمستقبل بس كيف رح يكون وضع امه واخته ؟

يسلمو ايديك حبيبتي ويعطيك العافية

لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 15-06-15, 02:30 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: قرفة | بقلمي .

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي مشاعر اسمحي لي ان ابدي اعجابي بروايتك
روايه جميله واسلوب قصصي رائع تعرفنا على سلطنة عمان الحبيبه
والقريبه من قلوبنا وحدودنا
لهجة العمانيين في بعض كلماتها قريبه من لهجة اهل الاحساء
ثاني روايه عمانية اقراها وتعجبني
سلطان مسكين انظلم
كسر خاطري
سعود تحمل هم امه وخواته من بعد ابوه
وعلي الله يعينك على مسؤولية اختك وجدتك
عمر الله يعينك وتسلم من مخطط الكلب عدنان
ناصر غلطان في نربيته لولده دائما يعاقبه من دون مايسمع مبررات ولده
والنتيجه خسره وراح يبحث عن خالته اللي بمثابت امه
عندي توقع لو كانت خالته مو متزوجه اتوقع يتزوجها ابوه
لا حظت شيء في الروايه انها تتكلم عن التسرع في الحكم
في البدايه عبد الله ويتم عياله وعيال غيره
بعدين ناصر وابو البنت اظلموا سلطان بسبب التسرع وعدم سماعه من ولده

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلمي, قرفة
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:51 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية