لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-15, 06:50 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: قرفة | بقلمي .

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


وصدق حدسي اﻷول وطلع عبدالله ... فهم الموضوع غلط ولو انه اي حدا كان رح يفكر هيك .

عن جد ما تخيلته يقتلهم مو طبيعي هاﻷنسان بهالسهولة عنده ازهاق الروح ؟!!

سلمى الظاهر انه سمعت بعلاقة زوجها يسعاد وهادا سبب حسرتها وجرحها .


سعود و مريم شو رح يصير عليهم ؟! ما ظن عندهم أمل والتاريخ رح يعيد نفسه اكيد.


يسلمو ايديك مشاعر ابدعتي في التصوير ووصف اﻷحاسيس خليتيني اندمج فيها .

متشوقة للقادم كتير

مع خالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 05-06-15, 07:47 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 296374
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: مشاعِر عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مشاعِر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: قرفة | بقلمي .

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليل الشتاء مشاهدة المشاركة
   اتوقع ان سعود ومريم راح يعانو من الماضي
زعلت من موت محمد وسعاد بطريقه بشعه والناس ابتدت تطلع اشاعات
عبد الله مش عارفه ايه هيكون موقفه لما يعرف الحقيقه بصراحه مش قادره الومه ونفس الوقت هو اتسرع واظن ان ابطالنا الصغار هيكون لهم حكايات مع اولاد اعمامهم

أهلين ليل الشتاء ، فرحت كثير لمّا شفت تعليقش
ربي ما يحرمنا من هالطلّة الحلوة :)
,
بالنسبة لسعود و مريم .. فشيء طبيعي أنه يعانوا من ماضيهم
وخاصة أنه اللي صار معهم مو شيء عادي .
ومو هم بس اللي هـ يعانوا ، لكن كل اللي شهَد ذيك الحادثة المُرعبة وعايش تبعاتها .

والإشاعات لابد منها وخاصة أنه موتهم كان مو طبيعي .

عبدالله أساساً ، هل راح يعرف الحقيقة ؟؟
أتوقع بعد اللي سوّاه راح يصد أي شيء يخص سعاد و محمد و يصدق اللي هو شافه بعينه
،
شُكرا حبيبتي على هالرد الحلو
ربي يحفظش :)

.

 
 

 

عرض البوم صور مشاعِر  
قديم 05-06-15, 07:57 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 296374
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: مشاعِر عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مشاعِر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: قرفة | بقلمي .

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


وصدق حدسي اﻷول وطلع عبدالله ... فهم الموضوع غلط ولو انه اي حدا كان رح يفكر هيك .

عن جد ما تخيلته يقتلهم مو طبيعي هاﻷنسان بهالسهولة عنده ازهاق الروح ؟!!

سلمى الظاهر انه سمعت بعلاقة زوجها يسعاد وهادا سبب حسرتها وجرحها .


سعود و مريم شو رح يصير عليهم ؟! ما ظن عندهم أمل والتاريخ رح يعيد نفسه اكيد.


يسلمو ايديك مشاعر ابدعتي في التصوير ووصف اﻷحاسيس خليتيني اندمج فيها .

متشوقة للقادم كتير

مع خالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أهلين فيش الغالية ، سعيدة بتفاعلش حبيبتي :)
,
صحيح كلامش ، مو بالسهولة أبداً إزهاق روح !!
إلا إذا كان هالشخص متمرّس و قلبه ميّت و القتل عنده أمر عادي جداً > شوي وراح أكشف الأحداث القادمة ههههههه
،
سلمى مُمكن تصدق كلام الناس ؟؟
و يمكن ما تصدق لأنه يظل كلام الناس مو موثوق منه !!
والحقيقة وحدها ماتت بموت أصحابها
,
بالنسبة لـ مريم و سعود
هل فِعلاً راح يلتقوا بالمُستقبل ؟؟
و هل قصة آبائهم راح تنعاد ؟؟
ما أظن > أنا قايلة راح أكشف الأحداث عاجلاً أم آجلاً ههههههه
،
ربي يسلمش حبيبتي ، سعيدة لمتابعتش ، سعيدة جداً
ربي يحفظش وما يحرمنا من ردودش :)



.

 
 

 

عرض البوم صور مشاعِر  
قديم 05-06-15, 08:08 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 296374
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: مشاعِر عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مشاعِر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي 4/ فوضى .

 

راح أعرض الجُزء الرابع عشان يتزامن عرض الرواية في ليلاس مع عرضها في المُنتدى المُجاوِر




.

النبض الرابع :
فوضى








-46-
بعد ثلاثِ سنوات ، مرّت عليهم مثل لمح البصر ، وفي غضونها تغيّرت أحوال كثير من أبطال حِكايتنا ، خلينا نسمع أحوالهم بلسانهم .



سعود بن محمد

موت أبوي كان أكبر فاجعة مُمكن أتلقاها ، موته بذاك الشكل راسخ فذاكرتي بالتفاصيل الصغيرة ، ومع كذا مرَّت الأيام والحَسرة تغصِصْ مسير الحياة ، انتقلنا لـ مسقط أول ما خرجت أمي من عدِّتها وكان هذا لمّا انولدت حنين إختي .... أو بتعبير أصح بنتي !

أنا اللي سمّيتها حنين ؛ لأن فداخل كل منّا حنين لأبوي و فاض هالحنين لتجسده إختي الصغيرة .

أنا اللي رددت الأذان فأذنها أول ما انولدت ، وبقدومها إنولدت أحاسيس كثيرة وأولها كان إحساس بالمسؤولية

ومع كل ذا تستغربوا يوم إني أقول لكم إنها بنتي ؟؟!!!!!

اليوم عمري أصبح 15 سنة بس مع اللي مريت به صار عمري 51 سنة ، ما هو مُبالغة والله ، اللي شهدته بعيني يوم موت أبوي كبّرني كثيييير.... كثييييير .

انتقلنا لبيت فمسقط مُلاصق لبيت عمي عبدالعزيز ، بيت كبير مثل بيتنا اللي قبل عشرين مرة .
مع مرور الأيام قَدَر الكل أنه يضحك ويستكمل حياته إلا أنا الضحكة ما عادت ترتسِم فوجهي ، وما عدت أعرف كيف شكل الفرح !

أعمامي ما قصّروا معنا ، عليم الله لو ما هم كنّا هـنضيع ، وبخاصة عمي عبدالعزيز ، ما فيه أحن منه على أخوتي ، عَدْ نفسُه في مقام الأب – اللي ما أحد يرتقي مقامه .

فهالثلاث سنين انطويت على نفسي بشكل كبير ، كنت أطلّع حرتي وغضبي وألمي في الدراسة والمذاكرة ، نهاية كل سنة كان الكل يفتخر فيني ، يفتخر بنتاج مجهودي اللي ما أي أحد عادي يقدر يحصّل عليه .
كان الكل يفرح بتفوقي الا أنا ، ما كنت أحس إني أستحق الفرح ، اللي بس كان يبث فيني شوية أمل هو فخر أمي بي وسعادتها بنجاحاتي .





علي بن عبدالله

من ثلاث سنين اختفوا أمي وأبوي من الحياة فلحظة وحدة ، ما عاد شفناهم ، أتذكر يوم وفاة أمي ، أتذكره زين وخاصة هذيك اللحظة اللي اكتشفت فيها أنه أبوي قتل أمي و قتل معها عمي محمد اللي كان جارنا .

من ثلاث سنين انتقلنا لمسقط ؛ لأن جدي سعيد ما تحمَّل نظرات الناس و لّمَزاتهُم ، قطعنا كل الصِلات اللي تربطنا بالقرية ، باع جدي سعيد البيت والمزرعة الصغيرة و سدد اللي عليه من ديون ثم اشترى بيت شعبي بسيط ما يختلف عن بيتنا السابق ، كان فمسقط و تحديداً بوشر ، و ابتدت حياتنا من جديد هناك ، أنا ومريم وأمِّي موزة وجدي سعيد ، لكن مع مرور الأيام صِرنا ثلاثة ، أنا ومريم وأمّي موزة وبس ؛ لأن الموت وافى جدي سعيد وصَعَد لرحمة ربه .

ايش اللي صار بعد ذلك ؟ ما أذكر أو بتعبير أصَح ما أريد أذكر لأن نفس الحزن اللي حوّط على قلوبنا يوم وفاة أمي و يوم أُعدِم أبوي زارنا من جديد وحوّط علينا لمّا توفى جدي سعيد .

ما حزنت على موت أبوي كثر ما حزنت على موت جدي ، أبوي كان يغيب كثير و فغيابه الأخير كان غايب سنتين ، وإذا جاء يجي يومين ويرجع الغياب يحتويه من جديد ، فـ كِنا ما نعرفه غير أنه أبونا وبس !
أمّا جدي فكنا عايشين معه ، ناكل ، نضحك ، نفرح ، نحزن مع بعض ، جدي كان المعنى الحقيقي للأب اللي ما قدر أبوي يجسده .

وصفينا بدونه بدون سَنَدْ ، بدون مُعيل يصرف علينا ، وهنا جاء دور أمّي موزة ، كانت تقضي معظم وقتها في المطبخ ، ما كنّا ندري إيش تسوي بس بعدين عرفنا انها كانت تبيع اللي تطبخه علشان توفِر مصروف البيت ، المصروف اللي يعيِّشنا أنا وأختي .

مع كل اللي كانت تسويه ، والتعب والجُهد اللي تبذله إلا أن المصروف ما كان يكفّي ، فكَّرت بأني أشتغل فترة العصر بعد ما أرجع من المدرسة وأساعد فمصروف البيت ، وهذا اللي حصل .

من شهرين تقريباً وأنا أغيب العصر إلى الساعة عشر بالليل ، كنت أشتغل في محل للمواد الغذائية براتب 50 ريال ، إلى الآن والأمور بادية تتحسن ، 50 ريال كل شهر فادتنا كثير .

و مع كل ذا الحياة مُستمرة ما توقف لحزن أو موت عزيز !

وطبعاً جدي سلطان أبو أمي ، قطع كل صلاته فينا وتبرا من أمي
ليش ؟؟؟ ؛ لأنه بكل بساطة صدّق كلام الناس ، ومنع خوالي و جدتي أنهم يتواصلوا معنا .
لكن فيوم من الأيام راح يعرف أنه يغلط .
متأكد من هالشيء







-47-
متحلقين حول سفرة العشاء ، مَد يوسف يده لكن منعته أمه عن الأكل : اصبروا خل يجي سعود
قالت روضة : ويعني هذا ما يدري أنه وقت عشاء الحين
رد عليها سعود وهو ينزل من الدرج : بلا يدري والحين نازل
لَوَت روضة شفايفها
بدوا ياكلوا بهدوء

قال يوسف لأمه : أمي انا بروح ألعب كورة بعدين
قال سعود بحدة : ما فيه ، بعد العشاء تروح تنام
ردت أمه : مثل ما قال أخوك
رد يوسف بتذمر : انزين ليش ؟ ، الحين إجازة
قال سعود : ما شيء و خلاص انتهى الكلام
قام يوسف وطلع غرفته وهو يتذمر

قالت روضة لأمها : يمه ليش تخلي هذا يقرر أي شيء يخصنا ؟ " أشرّت على سعود "
ردّت أمها : هذا أخوكم الكبير
ردّت وهي تستقيم وتمشي ناحية الدرج : وخير يا طير أخونا الكبير عساه إن شاء الله أبونا

وجَّه سعود أنظارُه لمها اللي تاكل بهدوء : وانتي غريبة ما تكلمتي ايش صاير ؟
قالت مها : ما فاضية لك
: ايش مشغلنش حضرتش ؟
قامت : أوووووف

قالت له أمه : يمّه خف شويَّه على أخوانك ، ما زين كذا
رد سعود وهو يتنهد : هحاول






-48-
على الساعة حدعش في الليل ، كل واحد إتجه لغرفته وآخرهم كان سعود ، كان يصعد الدرج لمّا رن جرس الباب يُعلِن وصول أحدهم ، عاد أدراجه ، اتجه ناحية الباب ، فتحه ، تفاجأ بالبنت اللي فقدت توازنها وطاحت عليه ، صرخت بقوة وعلى صراخها إرتسمت عقدة بين عيونه ، مسكها من كتوفها و أبعدها عنه .


كانت متكيّة بجسمها على الباب وتفاجأت لمّا انفتح الباب بسرعة فطاحت ، استحت داخلها من الموقف اللي حطت عمرها فيه لكن خارجها ما كان مبين شيء
قالت : إبعد شوية بدخل
قال بسخرية : علومش طيبة ؟ يالله مع السلامة
كان هيغلق الباب فوجهها لو ما تقدمت ومنعته
قالت : اصبر ياخي ، ايش يضرك يعني لو دخلت ؟
قال: أحد يجي مع أحد فذا الوقت ؟
ردَّت وهي تكتف يديها : والله اذا جيت عندك هذيك الساعة تكلّم ، والحين بعّد عن دربي لو سمحت ما فاضية لك
قال يستفزها : واذا ما بعدت ؟
ردّت : نبعدِك غصب
حاولت تدفره بكل قوتها لكنه جبل ما تهزه نسمه ضعيفة ، كان معجبه الوضع ومستمتع وأموره عال العال

عرفت انها ما راح تدخل إلا إذا استخدمت سلاحها الخاص ، شمَّرت عن أنيابها وعضته في ذراعه ، إلتهى بالألم في حين كان من السهولة إنها تدخل البيت وتهرب من أمامه ، صعدت الدرج بسرعة وفي نصفه توقفت ، نظرت ناحيته بانتصار وقالت : ما يحتاج أخبرك طبعاً انه هذا بيتي مثل ما هو بيتك و انت عارف هالشيء .

معظم وقتها تقضيه مع روضة في البيت ، وعلى قولتها " بيت روضة بيتها "

أكملت دربها وهي تقفز على الدرج بخفه في حين كان سعود يمسِّد مكان العضة ، همس : حشا ما آدامية هذي .

راح يضل يتذكر هالموقف على طول ، وراح تضل هالبنت تحوم حول حياته ، كيف ؟ وليش ؟ الأحداث القادمة راح تخبرنا .








-49-
لمّا حسّت أنه البيت سَكَنْ ، خرجت من غرفتها ، مشت بخفه ناحية الدرج وهي تخطو بحذر ، سمعت أصوات خارجة من غرفة روضة فعرفت أنه معها شمّا بنت عمها عبدالعزيز اللي نفس روضة في العمر ، هذيلا ما منهن خوف ، الخوف من سعود و أمها إذا شافوها ، نزلت الدرج وهي تتلفت خلفها بخوف ، اتجهت ناحية الباب الخلفي وتسللت للخارج .

اتجهت ناحية بيت عمها ناصر اللي ما يبعد عن بيتهم الا شارع ، دخلت من الباب الحديدي الكبير ، تسللت لورا البيت وتحديداً ناحية مستودع خارجي ينحط فيه أدوات الزراعة ، سمعت أنين شخص يتوجع ، دخلت وهي تغلق الباب بحذر ، بدخولها انقطع الأنين .

سأل ببحة : من ؟
جاوبته : هذي أنا مها
رجع سألها بحدة : ايش تبغي ؟
قالت وهي تتأمل حاله : سلطان احنا لازم ننتقم








-50-
قبل ثلاث ساعات
كانت مها تلعب مع بنات الجيران الي فـ سنها ، فجأة – وكالعادة – اختلفت مع وحده منهن ، مع ريم ، و تقاتلن على مرأى من سلطان ولد عمها ناصر اللي كان خارج من بيتهم ، تدّخل و أبعَد مها في حين جته لكمة من ريم على ظهره ، وقالت : انت ما لك دخل ، إبعد من هنا .


قال سلطان باندهاش : أيا بنت اللذينَ ، ما تردد في ضربها : هذي علشان مرة ثانية تتأدبي ، يالله انقلعي لبيتكم .

ابتعدت ريم عنهم وهي تصيح بوجع وتتوعدهم بشر
لحظات قليلة مرّت قبل لا يجي أخوها ، ويضرب سلطان ضرب مُبرح ويقول : هذي آخر مرّة تمد يدك على بنات الناس فاهم والا لأ ؟

وبعدها راح وهو ينفض يدينه .

قام سلطان من على الأرض ، نفض التراب من على ملابسه وهمس بوعيد : أنا هطلّع منك يَ الدجاجة ، إلتفت لمها اللي كانت تراقبه باستهجان : إدخلي بيتكم أشوف

استجابت مها ، في حين توجه هو لبيت ريم ، إعتلى الجدار وكان ذاك على مرأى من مها اللي تبعته بدون لا يحس ، تسلل للفناء الخلفي ، أتلف إطارات دراجة ذاك الأخ ، وبنفس طريقة دخوله خرج ، الا ان خروجه صادف مرور أبوه بالسيارة ، شهقت مها وهي تشوف عمها ينزل من السيارة ويتوجه ناحية سلطان ويصرخ : سلطان
فز سلطان لصوت أبوه ، وتفاجأ لدرجة انه سقط من الجدار سقطة موجعة ، مسكه من دشداشته وصرخ فيه : ايش تسوي فوق جدار العرب ؟

النتيجة كانت مُؤلمة جداً ، جداً .







-51-
سألت مها : فهمت الخطة ؟
هز سلطان راسه و سأل : بس أنا إيش دوري من ها كله ؟
قالت : إنت ما تسوي شيء ، أنا راح أنتقم لك ؛ لأنك بسببي تأذيت وأبوك ضربك

التفتوا فجأة ناحية الباب وهم يحسوا أنه خطوات شخص تقترب
همس سلطان : فيه أحد جاي ، تخبي بسرعة ورا الكراتين
تسللت مها بخفه خلف الكراتين ، ومع جسدها النحيل قدرت انها تندس بدون لا أحد يلحظها

انفتح الباب بدفاشة ، دخلت حرمة في الثلاثينات من العمر ، قالت بلهجة سخرية : إنهض يالله روح نام في البيت ، زين مني إنّي أشفقت عليك وطلبت من أبوك أنه يسمحلك تنام في البيت بعد قلة الأدب اللي سويتها .

كالعادة حقرها وما رد عليها

عصبت : شو انت ما تسمع ؟
قال ببرود : إن شاء الله أنام في الشارع انتي بالذات ما يخصش ، و بيت أبوي " شدد على هالكلمتين " متى ما أبغا هـدخله
: علّك ما طلعت من هالمزبلة ومن هالحال و أردى ، هذا اللي يبغا يسوي خير معك
طلعت وأغلقت الباب وراها بعصبية
همس بوجع : كلبة

طلعت مها من مخبأها وتوجهت ناحيته وجلست أمامه ، سألت : هذي تعاملك كذا دائماً ؟
ما رد ، أخذ نفس وهو يرفع راسه لها وببحة قال : أيوة ، وقدام الناس تسوي نفسها الطيبة اللي تعتبرني مثل ولدها وتحبني وتهتم فيني ، حتى إنها قبل شوي طلبت من أبوي انه يسمح لي أنام في البيت بس علشان تبيّن له إنها مهتمة فيني وتطلع بهيئة الملاك الطاهر اللي ماله مثيل .

هذا أطول شيء سمعته مها يقوله ، دائماً هو فنظر الجميع الداشر اللي يسوي مشاكل واللي يسكت دائما وإن تكلّم فكلامه قليل .
تأملت وجهه وقالت بطفوله : وجهك واجد منعفس من الضرب
ضحك بدون نفس : عادي ما أول مرة ينعفس

هذي أول مرة ياخذ ويعطي في الكلام مع أحد !! ؛ أول مرّة يتكلم عن وضعه بصدق !!
اللي يشوفهم ما يقول بينهم بضع سنين ! ، كأنه بينهم سنوات وسنوات ، مع ضخامة جسده وطوله الفارع اللي تتوارثه هالعائلة و جسدها النحيل الضعيف .


قالت وهي توقف وشعرها يحتوي وجهها بعشوائية : أنا هروح البيت
هز رأسه : طيِّب
ابتسمت له ، حس بالقوة يستمدها من ذيك الابتسامة .
خرجت ، ومع خروجها حس بالوحشة مثل ما يحسها دائماً لمّا يطرده أبوه من البيت لـ هالمكان .






-52-
سلطان بن ناصر

اسمي سلطان و أنا في الحقيقة ما سلطان وخاصة عند أهلي ، عمري 14 سنة وكثيرين يقولوا إنّي أكبر من عمري بكثير بالطول وضخامة الجسد طبعاً مش بالعقل ، فاشل دراسياً ؛ رسبت سنتين و ان شاء الله الثالثة ع الطريق ، متمرد ، عنيد ، أدوّر المشاكل من وين ما تكون ع حسب ما يقول أبوي و ........ وحيد !

جيت على الدنيا لمّا كانت أمِّي تلفظ أنفاسها الأخيرة ، وأصبحت مع الأيام طفل بدون أم ، بدون لا أحس بدفاها راحت و بدون لا أشعر بحنانها ابتعدت ، أمسيت يتيم مع أنه أبوي عايش ، بدونها أنا يتيم ، لما أتأمل وجهها في الصور و أبصِر عيونها اللي تشع منها الطيبة أعرف لحظتها إنّي ما أخذت منها شيء ، ملامحي ما تشبهها ولا حتى تصرفاتي .

ولأن الحياة مُستمرة وما توقف تزوج أبوي ، تزوج قبل سنتين تقريبا من حرمة اسمها نورة عندها مليون وجه ، قدام أبوي تعاملني بطيبة وحنان وتبيِّن له انه ما أحد أحسن عنها وقدام الناس كذلك ، وطبعا لما أكون وحدي يطلع الوجه الحقيقي ، تسب وتشتم و كأني ماكل حلالها وطبعا ما تلقى مني إلا البرود وهذا الشيء يستفزها واذا تكرمت وردّيت عليها فأرد بردود تستفزها أكثر ، والأكيد الأكيد إنها ما تقدر تمد يدها علي ولا تتجرأ .

عندي أخوات توأم إسمهن جُمان وبيان عمرهن سنة وكم شهر ، أحلى شيء فهالبيت الكئيب إلا أنه للأسف الساحرة تكون أمهن .
طبعا ، مستحيل ألمسهن وهذا حسب أوامر أمهن شعشبونه ، لكن لمّا يكون أبوي موجود هذيك اللحظة أقدر أشيلهن وألاعبهن وسط نضراتها الغاضبة ، أسوي اللي أسويه بس علشان أغيظها و أقهرها لا أكثر .


ما ألوم أبوي ولا راح ألومه في المُستقبل ع الشيء اللي يسويه فيني ، أساساً أنا أستاهل ، من يتشرف أنه يكون عنده ولد فاشل دراسياً وما يُرتجى منه أي فائدة ؟ أكيد ما أحد .

صرت ما أحس بالكلام اللي دائماً يقوله لي ، أو أحس بس أتغاضى و أسكت ، وأحاول أتقبله ، أتقبل أنه دائماً راح يقارنني بأولاد عمومتي ودائماً راح يظل يضربني مع إنّي راح أوصل طوله عمّا قريب .
بالأصل كل شيء ما عاد يهمني ، صدق ما عاد يهمني !

و مع الأيام صار الصمت صديقي ، و هالغرفة اللي أنا فيها الآن ملجئي .






-53-
قال وهو ينتعل نعاله : يمه أنا طالع تبغين شيء ؟
ردّت : لا حبيبي ، روح الله يحفظك و يستر عليك
قالت مريم بزعل : إيه بس هو حبيـبش و أنا بنت البطة السوداء
ردّت وهي تضحك : انتي نور عيوني
ضحك علي و قال لأمه موزة : عَقليها هالخبلة
طلعت مريم لسانها بطفوله

خرج وهو مبتسم ، تغيرت الحياة عليهم فجأة لكن مريم تظل مريم ما تطمس الحياة طفولتها و براءتها مهما كبرت ، وراح تظل تضفي للبيت جو خاص !

بما إنهم أجَّـزوا من المدرسة ، أصبح علي يشتغل في الصباح و في فترة العصر وهذا كله علشان يعيشوا حياة كريمة بدون لا يحتاجوا لأي أحد ، هذا تفكير علي ، علي ذو 13 سنة ، لا تستغربوا فالحياة – يا كِرام - تكبّر الطفل ، وتعقل المستهتر ، و تجنن العاقل وهلُمَّ جَرا .






-54-
كانوا سعود و روضة و سارة و حنين و أمهم مجتمعين في الصالة حول التلفزيون ، وطبعا مها ويوسف كـ العادة ما يجلسوا في البيت ، دائماً برا .

في حضن سعود حنين ، سألها : حنين من أنا ؟
ردّت بابتسامه طفولية : ثاعود إنت
ابتسم : لا مو ثاعود ، سعود
قالت : ثعود
قال لها بحب : مو ثعود ، مو ثعود
وبدا يدغدغها وهي بين يديه تضحك

كانت أمهم تتأملهم وهي تستذكر موقف مشابه في حياة ماضية ، كان فيه محمد مكان سعود !
يوم عن يوم يكبر سعود أمامها ، وتتضح فيه ملامح الرجولة ، ملامح أبوه .

تنهدت ، ابتسمت وهمست : الله يرحمه

مع أنه كلام كثير انقال في حق حبيبها و أبو عيالها إلا إنها ما صدقت ، ومستحيل تصدق ، وما زال قلبها يوم بعد يوم ينضح شوق و حنين وحب له ، له وحده .









-55-
في أحد محلات بيع المواد الغذائية ، واقف علي يحسب مشتريات رجل في الخمسين من العمر ، قال الرجل بفضول وهو يتأمل علي : إنت شـسمك يا ولدي ؟
رد علي : علي بن عبدالله الـ.... طال عمرك
رد وهو يهز راسه : والنعم
ابتسم : ينعم بحالك
: ما ظنتي تجاوزت الخمس طعش ، وش حادّك ع الشغل ؟
: الظروف
قال وهو يتناول الأكياس : الله الكريم والمعين

هذا ما هو أول شخص يسأله ، تلقى من قبل أسئلة واجد !

توالت الثواني ، الدقائق ، الساعات ، وخلّص دوامه فخرج من المحل ، لكن فجأة توقف ، تفحص أحد زوايا المحل ، اقترب منها ، كان فيه محفظة ، تناولها وقلّبها بين يديه ثم فتحها ، ضمّت فلوس ، وبطاقة بنك ، وبطاقة الشخص المدنية والعسكرية
قرأ اسم ذاك الشخص بصوت خافت : مبارك جمعة الـ
تأمل صورته وتذكره ، كان الشخص نفسه اللي سأله قبل ساعات

الأكيد أنه هالشخص من أهل المنطقة لأن فقط القريبين من الدكان يجوا يشتروا منه ، مشى بضعة أمتار إلى أن وصل لأحد البيوت ، رن الجرس فخرج له شاب فبداية العشرين
سلّم عليه وقال : تعرف وين بيت مبارك جمعة الـ ؟
رد عليه الشاب : بيته آخر هالشارع دورين ولونه أبيض
رد علي بابتسامه : مشكور ما قصرت

مشى ناحية البيت المنشود ، رن الجرس فخرجت له بنت عمرها 10 سنين
سألها : هذا بيت مبارك جمعة الـ
ردّت باستغراب : أيوه
قال علي : ممكن تناديه ؟
ردّت : طيّب

خرج الرجل الأربعيني وتفاجأ بعلي ، سلّم عليه وعلامات الاستغراب يضج بها وجهه
سأل : خير يا ولدي ؟
قال علي بابتسامه : كل خير ان شاء الله ، ما فقدت شيء اليوم ؟
رد مبارك : لا ويش أفقد ؟
أخرج علي المحفظة وناوله إياها : ما فقدت محفظتك ؟
تفاجأ : والله توني أنتبه لغيابها
باس راس علي وهو يقول : عليم الله لو حد غيرك ما رجعها ، أشهد انك أصيل
قال علي بابتسامة : تسلم عمي ، ما سويت شيء هذا واجبي
قال مبارك : تفضل ادخل
رد علي : لا الوالدة تنتظرني ، مرة ثانية ان شاء الله
قال مبارك : حلفت عليك تدخل

وماقدر علي أنه يرفض .







-56-
في مدينة الضباب ، لندن
مشى عُمر (19 سنة ) ناحية الشقة اللي يتشاركها مع زميله عدنان ، راجع من الجامعة
سمع صوت ضحك ، وموسيقى صاخبة وازعاج خارج من الشقة فاستغرب وتساءل : ايش اللي صاير ؟
فتح الباب ، وشاهد أنواع الخمور ، أنواع البنات ، أنواع الجهل
كانوا محولين الصالة لحلبة رقص ، ومن بين الجمع الغفير الراقص شاهد عدنان اللي واصل أقصى دراجات السُكْر .

انتبه عدنان للهامة الطويلة اللي تناظرهم باستغراب وغضب ، مشى اتجاهه بعدم اتزان
مسكه عمر من ذراعه ومشى به ناحية الغرفة ، قال بغضب : إنت جنّيت ، وصلت بك الوقاحة تجيب قذارتك لبيتي
رد عدنان : ريلاكس حبوب ، ريلاكس ... أنا ..ما سويت ... شيء خطأ ... أوكي ؟
صرخ عمر : إنت بكبرك أكبر خطأ
رد عدنان وهو يلوح بيديه : ريلاكس ، قلت لك ريلاكس
مسكه عمر من قميصه وبفحيح غاضب قال : لِمْ قذارتك لا والله العظيم ما يحصل لك طيِّب !

قال عدنان بهديد : رقبتك بيدي لا تنسى هالشيء ، أوكي ؟
وتوجه ناحية الباب علشان يخرج ، قبل ما يخرج إلتفت ناحية عُمر وقال : تعال شاركنا إذا تحب ، ثمّ ضحك ضحكة بشعة فيها من السخرية الكثير






-57-
عمر بن عبدالعزيز

تابعته وهو يمشي بترنح بعد ما رمى كلمته ، كوّرت يدي وضغط عليها بقوة ، حسيت أنه شوي وهيتدفق الدم منها من كثر ما شدّيت عليها .
ومثل ما دخلت الشقة ، خرجت منها لأني هعدم هذاك الإنسان إذا بقيت أنا وهو في نفس المكان

مشيت لأقرب مقهى ، طلبت قهوة مُرة ، عساني أصحصح وأفكر عدل بالمصيبة اللي أنا فيها
المصيبة اللي رميت نفسي فيها بدون تفكير
امممممم ايش كانت بدايتها ؟؟

البداية قبل تسع شهور ، أول ما جيت لبريطانيا أدرس التحقيق الجنائي
الحقيقة أنا ما اخترت هالتخصص هو اللي اختارني ، كيف ؟ ما أدري
بس اللي أعرفه إنه ما كان شغفي التحقيق الجنائي أبداً
لكن مع كذا حبيته جداً ، استمتعت وأنا أفك الألغاز والشفرات للوصول لنهاية قضية أو جريمة

بعد أربع شهور من وصولي لبريطانيا تعرفت على مستر جون ، محقق جنائي معروف ويعطينا أحيانا دروس بين الأسبوع والثاني ، الغريب كوني شديد الحذر فعلاقاتي لكن علاقتي مع السيد جون كانت قوية ، صرنا أصدقاء ، نطلع مع بعض وكذا مع أن فرق السن كبير نوعاً ما .
وهالراحة كانت مُتبادلة ، في يوم قال لي عن عصابة تهريب مخدرات معروفة ولها فروع ممتدة لدول كثيرة ، كانوا يشتغلوا فقضيتهم من زمان .

وقالوا أنهم شاكين فطالب عربي يشتغل مع هالعصابة وبكذا عرض عليي أشتغل معهم بهالقضية .
تفاجأت أولاً أنه يحكي لي شيء عن شغله اللي المفروض أسراره ما تطلع لأيٍ كان ، ثانياً تفاجأت بالعرض اللي قدمه .

و قال : اسمع عُمر بيدِكَ الخَيار ، لكن فرصة كهذه لا تُعوض وخاصة أنك ستُكرّم من جنائيات بريطانيا على هذه الخدمة ، و أنت تعرف من جنائِيات بريطانيا وستتقلّد من بلدك رُتبة عالية لا يصلها من هُم بعُمرك ، عِوضاً عن ذلك ستتسلم راتباً طالما أنك تعمل معنا .
سألته : لماذا اخترتني أنا بالذات سيد جون ؟
قال : لأنني أثق بِك ولأنكَ ذكي وحَذِر و تُحسِنُ التصرُف مع الناس .

ومع هذا العرض المُغري الرفض مرفوض .
وبكذا صرت أشتغل معهم براتب مُغري ، مكَّني من إني أشتري الشقة اللي أنا فيها الآن !

وبديت الشغل بصدفة ( متعمدة ) علشان أتعرَّف على الطالب اللي كلّمني عنه مستر جون ، ولمّا عرف إني مُحقق جنائي أصبح حَذِر فمعامَلتُه معي وهالشيء أبداً ما فاتني .

هالشاب العربي / الخليجي / العُماني اللي من ثوبي ، اللي قهرني لمّا عرفت أنه عربي ويشتغل بهالشغل الوسخ وقهرني أكثر لمّا عرفت أنه عُماني ومُبتعث ، مع العلم أنه ما أي شخص عادي مُمكن أنه يُبتعث إلا إذا كان مُتفوق فدراسته وهالشيء يزيد القهر قهر .

خليته بأسلوبي يثق فيني وعرضت عليه يشاركني في السكن وبعد تردد وافق ؛ لأني أدري أنه أكثر شيء يحاتيه الشاب المُبتَعث السكن والمصاريف .

لكن بعدين بدأ يهددني لمّا بديت أتدخل فحياته ، فشربه للسم الهاري وعلاقاته الوسخة
ما تدخلت فيه إلا لأني ما أقدر أسكت على خطأ يصير قدّام عيني ولأن حاله ما هو حال .

لكن ومع كل تهديداته ما يقدر يحرك فيني شعره ولا هيقدر ؛ لأنه مو عُمر اللي يخون ثقة أهله وديرته .... ويخون نفسه !

( ورجع بذاكرته لخمسة شهور مضت و بالتحديد لذاك الموقف اللي للحين فباله )







-58-
الماضي / قبل خمسة شهور
في منتصف الليل قرابة الساعة الثانية

يرن الجرس رنين متواصل أزعج ذاك اللي ما غفت عينه الا من ساعتين ، قام بتثاقل وانزعاج وبين عيونه عقدة ، مسح وجهه وتوجه ناحية الباب ، فتحه وهو يشوف عدنان يرتمي في الأرض بعد ما اختل توازنه
مسكه عُمر من ياقة قميصه بغضب ، أدخله الشقة وهو يالله ماسك عمره لا يذبحه
قال بفحيح غاضب وبصوت جهوري وهو يسحبه ناحية الحمام: فضحتنا يا ******* ، الله يلعن الساعة للي قبلت فيها بذا الشغل والساعة اللي شفتك فيها .

و عدنان ، هِهْ عدنان فعالم ثاني ، بعيد ، وسخ !

رماه ع البانيو ، فتح الدش البارد عليه ، وخرج من الحمام : والله كأنِّي البيبي سِتر تبع حضرتك ***** .
ياكثر السب اللي طاح ع راس عدنان .

أخذ عُمر منشفة ودخل الحمام مرة ثانية ينتظر حضرة جنابه يصحى من سكرته ، نظر ناحيته بسخرية وهو يشوفه يلهث ، ما عارف ايش اللي يتساقط على راسه .
مرّت خمس دقائق وعُمر ما زال على وقفته وينظر لعدنان بنفس النظرة الساخرة .

بدأ عدنان يستوعب اللي يدور حوله ، نظّر ناحيَة عُمر باستفهام ، نظَر للأعلى يشوف ايش اللي يطيح ع راسه ، وأخيراً فهم أنه كان سكران .
استند ع الجدار وحاول أنه يقوم لكن راسه كان يدور ، أغمض عيونه بقوه وحاول أنه يقوم مرّة ثانية مستند ع الجدار .... و استطاع بعد جهد ، أغلق دش الماي ، مسح على وجهه وشعره بيديه .
نظر باتجاه عُمر اللي رمى له المنشفة
النظرة الساخرة ما زالت على عيونه وبفحيح غاضب قال : صباح سعيد مستر عدنان

قال عدنان وهو يمسح نفسه بالمنشفة : عندك كلام أجله لبعدين ؛ لأني تعبان وأبغا أنام
أفسح عُمر له علشان يخرج من الحمام والسخرية ما زالت تلف نبرة صوته : تفضل حضرتك روح نام و ارتاح لا تتعّب نفسك .

مر عدنان من أمامه وتوجه ناحية غرفته لكن قبل ما يدخل قال عُمر بصرامة وبدون تفكير : إسمعني زين وحط هالشيء فبالك تبي تجلس هنا تجلس باحترامك أما أنك تجي أنصاف الليالي وتزعج خلق الله بك فهالشيء مرفوض عندي . صرخ بصوت جهوري : فاهم والا لأ ؟

رد عدنان بتحدي وهو يقترب من عُمر : لا ماني فاهم ، ايش بتسوي يعني ؟
ضحك عُمر بدون نفس : أبد والله حضرتك بس تشل قشك والبيت ذا يتعذرك
نظر له عدنان بسخرية وبعدها ضحك ضحكة عميقة ، ضحكة أشعلت جنون الغضب عند عُمر
قال عدنان وهو يالله يتمالك نفسه من الضحك : ما تقدر
سأل عُمر بتحدي وهو يشوفه من فوق لتحت : ما أقدر ؟
رد عدنان بثقة : إيي نعم ما تقدر

قال عُمر : فوق شينك قوات عينك ، و من وين لحضرتك (بسخرية قالها) هالثقة الزايدة ؟
قال عدنان وهو يتجه ناحية غرفته : أنا مجنون وإنت تعرف هالشيء ، طلِّعني من البيت علشان أرسل لأهلك صور البارات اللي أروحلها والبنات صاحباتي ( غمز له ) و الأشياء الثانية اللي إنت عارفها .

دخل عدنان غرفته وأغلق الباب بقوة ، تارك خلفه عُمر المذهول من كلامه ، مذهول من حقارته ، مذهول من وساخته اللي تشبّع فيها لدرجة إنها تفيض للي حوله .

يهدده ، الحقير يهدده ، شد عُمر على قبضة يده بقوة وهو مازال مذهول ، هيرسل الصور على أساس أنه عُمر هو اللي يسوي كل هالأشياء الوسخة .
كييييف قذر !
وعلى أساس أنه أهله راح يصدقوا هالشيء ؟
ليش ما يصدقوا ؟
راح يصدقوا و راح تقوم وتقعد مليون سالفة و سالفة
خل يبعد عن الشر أحسن له .

توجه عُمر ناحية غرفته وأغلق الباب ، كان مُمكن يرد عليه ، مُمكن يطرده بدون ما يعير تهديداته أي إهتمام ؛ مو هو اللي ينهان بهالطريقة ، لكن بينه وبين عدنان هذا شغل لازم يكمله للآخر ، لازم يصبر ... لازم .
كانت لحظة غضب لمّا طرده من بيته ، لحظة غضب .
هو أساساً ما يريده يطلع من البيت لسبب واحد فقط ؛ علشان يراقب تحركاته ويكون قريب منه فلازم يصبر ع هالشيء .

أخذ نَفَس عميق ، عميق وهو يحاول يستعيد النوم اللي طرده عدنان من عيونه بكل بساطة .








-59-
الحاضر / الساعة 12 منتصف الليل

اقتربت من الشاب الطويل الوسيم اللي مستند على الكرسي براحة ظاهرية ويتأمل العالم الخارجي من النافذة الزُجاجِيَّة بعيون مهمومة
وقفت بجانبه بدون ما ينتبه لها ثم قالت بانجليزية مُهذبة : عُذرا سيدي لكننا سنُغلِقْ !

إلتفت ناحيتها ، ضيّق عيونه باستغراب وقال بهدوء : عفوا ؟
أعادت ما قالته بتهذيب وبابتسامة ساحِرة

قال وهو يستقيم : أووه عُذراً لم أنتبه للوقت
تناول معطفة من على الكُرسي ولبسه بعجل وتوجه ناحية الباب
أوقفه صوت المرأة العجوز صاحبة المقهى مرة ثانية
إلتفت ناحيتها : نعم سيدتي ؟
قالت والإبتسامة ما فارقتها : لم تدفع الحِساب سيدي
ضحك بانحراج وهو يخرج بوكه من جيب جاكيته : أعتذر مرةً أخرى
قالت : لا عليك أيها الوسيم
ناولها الفلوس

قالت بنبرة عميقة وبعيون خبيرة بالناس : لا تسمح للحياة أن تطمس وسامتك ، حسناً ؟

ابتسم ، ثم فلتت منه ضحكة بسيطة ، هز راسه وقال : حسناً ، ليلة سعيدة

خرج والإبتسامة ما فارقته ثمّ ضحك وهو يهز راسه بأسف
ما بقى إلا هي يعني ، حتى العجوز تغزلت فيه

" لا تسمح للحياة أن تطمس وسامتك "
" لا تسمح للحياة أن تطمس وسامتك "
" لا تسمح للحياة أن تطمس وسامتك "

عبارتها تتردد فأذونه ، الأكيد أنه ما راح ينساها فحياته

تنهد بتعب ، والإبتسامة تدريجياً تنكمش ، الساعة 12 والأكيد أنه السهرة الحقيقية الحين بتبدا في بيته .
أستغفر الله حتى بيته ما هو متهني يجلس فيه ، مكان مثل الخَلق ما لاقي علشان يرتاح .

اللي فيها فيها ، راح يروح للبيت و يكش المزبلة اللي هناك برا وينام ، مصدّع ويبي ينام !
هذي وحدها سالفة ، بيته وما يقدر ينام فيه !!! هزُلَتْ والله .

توجه للبناية ، صعد بالأصنصير للشقة ، وقابله عدنان ع الأرض قدام باب الشقة المفتوح ، مستند بظهره ع الجدار، بيده زجاجة خمر وبحضنه وحدة زبالة ، المنظر مقزز بشكل فظيع .

ضحكهم العالي وحركاتهم المقيتة أشعلت غضبه
همس عُمر بحنق والغضب وصل حده : الله يلوع كبدك ، ما بك حياء ولا خجل

عن يمينه خرج فادي من الشقة اللي جنب شقته لمّا لمح زول عُمر يقترب
قال فادي اللبناني الأربعوني بانزعاج واضح وهو يقترب من عُمر : يا عَمْ وينَك ، صرلي مِده آعِدْ عم بتصل فيك ، شوفلك حل مع رفيئَكْ ، عنّا عَـيْلِه وولاد لَك عُمر
مسح وجهه بكفيه وهو يالله ماسك نفسه : أنا أعتذر فادي ، أعتذر ، راح أتصرف الحين لا تحاتي .

دخل فادي من وين ما طلع
زفّر عُمر بقلة حيلة وهو يتوجه ناحية المرأة الشقراء اللي بحضن عدنان ، مسك يدها بقرف وهو يقوّمْها بقوة لدرجة إنها صرخت بوجع .
سحبها ناحية الأصنصير بدون ما يعير أي انتباه لعدنان اللي يصرّخ واللي يحاول يقوم على حيلُه لكن الخمره تدور فيه فيسقط من جديد !

في الأصنصير ، كانت تحاول تقترب منه بكل قذاره ، تغريه بكل وقاحه ، لكن كان صاد عنها بقرف .
انفتح باب الأصنصير ، تنفس من جديد بعد ما كان مخنوق في الأصنصير من القرف والريحة ، سحبها لخارج البناية ، رماها خارج بقوة بدون ما يهتم لوجعها .

أبداً ما انهانت إمرأة على يدُّه بهالشكل ولا راح تنهان ، لكن فباله أنه هذي ماهي إمرأة هذي زبالة جاية من الشارع فهو رجّعها مرة ثانية من وين ما جات .

صعد لشقته ، كان عدنان على حاله ، سحبه لداخل الشقة وقفل الباب بقوة
شد على قبضة يده بقوة وما تردد بلكمه على وجهه ، صرخ : الله يلعنك ، ماعاد لي وجه أقابل الناس من عمايلك ، الجيران مستحي منهم ، لو ماهم عاملين لي شوية تقدير والا كان الشرطة على عِلم بكل اللي يصير هنا .
صرخ وهو يلهث بتعب بعد ما ضربه مرة ثانية بكل قوته : ******

دخل غرفته وأغلق الباب بقوة تارك عدنان يأن بألم على الأرضية ، دخل الحمام و رمى روحه تحت الدش البارد ، بعد ما هدا شوية خرج ، لبس بيجامة نوم وانسدح ع السرير بتعب ، وسافر لعالم النِيامْ على طول .







-60-
مشى ناحية بيتهم بعد ما خرج من عند العم مبارَك ، دخل لبيتهم
سمع أمه موزة تصارخ على مريم : لو ما كلفتي على عمرش والله ، توش تعطيني إياها
قالت مريم والصيحة في صوتها : والله العظيم إنه كنت هعطيش اياها
قالت والغضب يلف صوتها : إيش ذا مريم ، متى هتتعدلي ؟ ، درجاتش زفتة والكل يشكي منش ، ومصايبش في المدرسة مالها أول ولا لها تالي !
قالت مريم وهي تحط سبابتها على فمها : والله والله هتصلَّح السنة الجاية ، وما هسوّي مشاكل بس إنتي ما تضربيني
رفعت أمها موزة يديها بقلة حيلة : أصلاً أنا تعبت من كثر ما أضربش بس إنتي ما يفيد فيش الضرب .

نظر علي لأمه موزة وهي تتوجه للغرفة ، نقل نَـظَرُه لمريم اللي تمسح دموعها وتشاهق باستهجان ثم سأل : ايش صاير ؟
رفعت مريم بصرها لأخوها : أبلة تماضر اللي فمدرستنا واللي ساكنة هنا في الحارة جابت شهادتي مال ذي السنة وشافتها أمي موزة وعصّبت
سأل علي : ليش ؟ إنتي راسبة ؟
قالت وهي تناوله شهادتها : بس في الدين والعربي
تناولها علي وانقهر : ايش ذا الغباء مريم ، فيه أحد عاقل يرسب في العربي والدين ؟
قالت مريم بقوة : إيه فيه أنا ، ما أحب العربي ولا الدين وما أحب الأبلوات وما أحب المدرسة خير شر ... والله

جلس بجانبها وشعور المسؤولية تملّكه ، هذي أخته الوحيدة وهي من ريحة أمه ، يخاف عليها ويحاتيها . ما كأنه بينهم أربع سنين بس ، كأنه سنوات وسنوات ، كأنه أبوها أحيانا !

ناولها الشهادة وهو يقول بنبرة حنان : ترا كل اللي تسويه أمي موزة لمصلحتنا ، لأنها تخاف علينا ، ما بقى لها من ذي الدنيا غيرنا واحنا مالنا أحد غيرها
تناول شهادتها مرة ثانية وهو يتفحصها : وإنتي ذكية وما ناقصش شيء علشان تتفوقي ، ما دام إنش متفوقة في الرياضيات فإنتي ذكية بدون شك فهالشيء
رفع نظره ناحيتها وباستغراب قال : لكن بعدني هذي ما فهمتها ، أحد يرسب في الدِّين ؟؟ العربي مو مشكله هَـنعدِّيها لش ، لكن الدِّين يا الظالمة إيش فيه صعب ؟؟

قالت بانزعاج : خلاص عاد زودتها ، هذي السنة خلّصت وعدّت ، السنة الجاية ما راح أرسب
بابتسامة قال : قولي إن شاء الله
قالت بهمس وهي تلعب بأطراف ثوبها : إن شاء الله
: والحين روحي لأمي موزة وحبّيها على راسها واستسمحي منها

قامت وتوجهت للغرفة لكنها وقفت وإلتفتت ناحية علي وكأنها تذكرت شيء قالت بمكر : وإنت ما جبتها شهادتك ؟
إلتفت علي ناحيتها وقال : إحم ، بلا جبتها
قالت : شافتها أمي موزة ؟
قال : إي شافتها
قالت وهي تكمل طريقها : عبالي بعد
قال باستنكار وهو يرفع يده ناحيتها : طاع هذي ، ع الأقل ماني راسب في الدِّين مثلش
أخرجت لسانها له وهي تصدر صوت مُضحك !
ضحك علي وقال : هذي الحركات من قلة الدين
قالت بانزعاج : جب ياخي ، جب زودتها تراك

أكمل ضحكه عليها : يا قليلة الدين ، فيه إخت تقول لأخوها جب ؟






-61-
في الصباح
لفّت حجابها على راسها ومشت بثقة لبيت عمها
دخلت من الباب الجانبي اللي يفصل بين بيتهم وبيت عمها ، مشت في الممر وعلى جنباته أزهار ملونة و أمامها إمتداد واسع لحديقة رائعة ، دخلت البيت : السلام عليكم
مشت للصالة وكان عمها متصدر المكان بهيبة تحبس الأنفاس ، بلحيته الطويلة البيضاء وملامحه الحادة وحظوره الطاغي : السلام عليكم عمي

نزّل الجريدة وهو ينظر ناحية الصوت اللي قاطعه ، نزّل نظارته الطبية وقال بحبور : هلاااا روضة ، هلا أمي وعليكم السلام والرحمة
حبته على راسه : كيف أصبحت ؟
رد : بنعمة الحمد لله ، كيفش إنتي ؟
ردّت بابتسامة : بخير الله يسلمك
سألها : أفطرتي والا بعد ؟
قالت : لا الحمد لله أفطرت في البيت ، وينها عمتي شيخة عنك ؟
قال وهو يتناول الجريدة من جديد : تلاقيها في المطبخ
قالت وهي تمشي ناحية المطبخ : بروح أسلم عليها عن إذنك
قال بابتسامة : حياش روضة

يحبها هالبنت ، وهالشيء واضح كثير فمعاملته الخاصة لها ؛ يُمكن لأنها تحمل إسم أمه أو لأنها هي نفسها تملك شخصية واعية بالرغم إنها ما تعدّت 13 سنة لكن الكُل يُعاملها مُعاملة المرأة العاقلة الراشدة ، الشيء الأكيد واللي مفروغ منه أنه لا يمكن أحد يعرفها وما يحبها ؛ لأنها قريبة من القلب بشكل كبيييير !

بعد ما سلّمت على زوجة عمها ، صعدت فوق عند شما بنت عمها ، قابلها حُذيفة ( 23 سنة ) قال وهو يصلّح التمصيرة على راسه : ما شاء الله مبكرة اليوم روضة
قالت بخجل : لا كل يوم أجي هالوقت
إبتسم : كيف حالش ؟ يصير تسلمي انزين !
صافحته بخجل وهي تقول : طيبة الله يسلمك

أخذ كتبه الجامعية وهو يشوف ساعته : أوووف تأخرت ، الله يغربل إبليس التعيس
نزل من الدرج على عجل وعيونها تراقبه

دخلت غرفة شما وقالت بصوت عالي : شموووه إصحي الساعة تسع
ما جاها رد من شما اللي مستغرقة في النوم
: شمااااا قومي يا الله بنمر على جِنان
ردّت شما بنعاس وعيونها ما زالت مصكرة : أووووف ايش تبي انتي ، أطلعي برااا
سحبت عنها اللحاف وقالت : قومي أشوف ، أقولش بنروح عند جِنان
قالت شما بانزعاج : رجعي اللحاف روضوه والا ما هيصير لش طيِّب
قالت روضة بنبرة لها معنى وهي خارجة من الغرفة : طيِّب على راحتش ، بس إن خبرت سعود عن ذاك الشيء اللي قلتيه لي لا تلوميني ، انزين ؟
جاها صوت شما العالي : طيب خلااااص تعالي بقوم ، أووووووف أستغفر الله العظيم ع ذا الصبح ، إنتي ما أحد يأتمنِش على سِر أبداً .... ...
وما سمعت روضة باقي التحلطم لأنها خرجت خارج الغرفة تنتظرها في الصالة عند عمها .







-62-
تجمعت مها مع بنات الحارة اللي قريبات من عمرها و كالعادة كل صبح وعصر يقضن وقتهن مع بعض باللعب ، ولأنها كما تقول زعيمة الشلة فأرغمتهن إنهن يقاطعن ريم وما يسمحن لها إنها تجي معهن تلعب ، وهذا الشيء ضمن الخطة اللي رسمتها مع سلطان !

قالت بتسلّط : لما تجي راح نبعد عنها ولا كأنه أحد شافها واللي تكلمها يا ويلها هتطلع من ذي الشلة فاهمات ؟
ردّن عليها باجابات متفرقة : أوكي ، طيب ، ليش انزين ؟ .... الخ
جاوبت ع السؤال الأخير : إنتن تعرفن اللي صار أمس لمّا سوّت نفسها الشيخة علينا ولما ضاربتها جا أخوها اللعين يضرب سلطان ولد عمي فأنا علشان كذا راح أنتقم ، فهمتن ؟

مر الوقت ، وجت ريم لعندهن لكن مثل ما قالت مها ، ابتعدن عنها ولا كنه أحد جاي عندهن
سألت ريم باستهجان : ايش فيكن ؟
ما أحد رد عليها
قالت بصيحة بانت فصوتها : ردن انزين

وقفت مها قدّامها ، تكتفت وميّلت راسها وقالت : احنا ما راح نكلمش من اليوم ورايح ، وإنتي برا الشِلة
قالت للبنات الباقيات : يا الله بنات نروح عنها مكان ثاني

صاحت ريم : خلاص انزين ، إذا عشان أمس أنا آسفة
قالت مها بتسلُط : لا حبيبتي كلمة آسفة وهالدموع ما ينفعن عندي
قالت ريم وهي تشاهق : خلاص انزين اللي تبيه أنا أسويه لش
ردّت مها بانتصار : أيوووا كذا الكلام الصح ، تعالي على جنب لا أحد يسمعنا

بعد ما ابتعدن شوي قالت مها : ايش يحب أخوش من الأشياء ؟
قالت ريم بعد فهم : كيف يعني ؟
ردّت مها بنفاذ صبر وهي تلوّح بيدها : يعني غير السيكل ايش يحب ؟
قالت : يحب البلاستيشن
قالت مها بشر : آها ، طيب روحي جيبيه بدون لا ينتبه عليش أحد فاهمة ، وألقاش ورا بيتكم
قالت ريم باعتراض : لااااااا والله هيضربني
قالت مها بقسوة : طيب على كيفش ، بس تذكّري إنش إنتي برا الشلة من اليوم ورايح

وراحت مها باتجاه البنات وهي تمشي بغضب
لكن وقّفتها ريم لما قالت : خلاص نزين راح أجيبها
ابتسمت مها بفرح : أوكي ، إنتي الحين راح ترجعي رسمياً للشلة






-63-
صعدت ريم درج بيتهم بحذر ، دخلت غرفة أخوها ، السرير كان فاضي ، سمعت صوت الماي في الحمام فمغصها بطنها زيادة ، وبسرعة البرق أخذت البلاستيشن وطلعت .
خرجت ريم بسرعة من الباب وعند الدرج الخارجي تعثرت من الربكة وسقطت سقطة موجِعة ، وطاحت البلاستيشن من يدها ، تمالكت نفسها وهي تشوف مها عند الباب الحديدي الكبير اللي تأشر لها علشان تقوم بسرعة

قامت بسرعة ، وأخذت البلاستيشن وطلعت لمها اللي قالت : بسرعة روحي ورا بيتكم وكسريها تكسير ولا تخلي فيها شيء صاحي
قالت ريم وهي تلهث بتعب : أوكي
لما ما مشت مها معها سألت ريم : إنتي ما هتجي ؟
قالت مها : لا هجي لكن بعد شوية الحين بدخل بيتنا هجيب شيء وبعدها راح أتبعش ، كسريها تكسِّير لا أوصيش
قالت ريم وهي تركض ورا بيتهم : انزين

ضحكت مها بنذالة وهي تتبع بنظراتها ريم








-64-
قابل أمه فدربه فسألها : أمي وين اختفت البلاستيشن ؟
قالت أمه بغضب : عافانا الله ، الناس يقولوا صباح الخير ، يسلموا ، شيء
لوّح بيده وهو يعطيها ظهره : ما متفيق أنا

نزل للصالة ، بحث عنها فكل مكان لكن ما كان لها أثر
طلع للحوش وشاف واير خاص بالبلاستيشن من وين ما طاحت ريم
هذا كيف وصل هنا ؟؟؟

شاف مها بنت جيرانهم تناديه من ورا الباب الحديدي ، قال بغضب : إنتي اللي ماخذة البلاستيشن ؟؟؟
قالت مها ببراءة : لا ما أنا ، بس أظن شفت ريم شالتنها وراحت فيها لورا بيتكم

تظن !!
قالت تظن !!
لاحظتوا معي هالشيء ، هالبراءة المُغلفة بالدهاء ، هالمِكر الطفولي الخبيث .

راح ركض لورا بيتهم ، وهناك حصل ريم تقوم بمهمة التكسير مثل ما قالت لها مها ، نفذت كل شيء بالحرف الواحد ، ما خلت في البلاستيشن شيء صاحي !!

نظر لها محمود أخوها بدهشة ، بمفاجأة ، بعدم تصديق ، من وين جات لها الجُرأة .
كأنه أحد يكسر قلبه من كثر ما يحب البلاستيشن

صرخ فيها بقوة : أيا قليلة الأدااااااب ، إيش تسوي ؟؟ ، يا ***** ، *********
من الفزع والرعب طاحت ريم على الأرض ، رجولها ما شالتها وهي تشوف محمود أخوها يتقدم منها وشرور الدنيا كلها في عينه
ضربها ضرب فظيع ، لدرجة أنها كانت راح تموت بين يديه ، تشققن ملابسها من قوة الضرب ، سال الدم على وجهها من كثر ما لكمها عليه .
وهي ما غير تصارخ صريخ ما طبيعي ، بوجع تصيح ، بحرقة تصيح وهي تحس انه روحها هتطلع ، بعد ما أشفى غليله راح عنها وهو يلهث بدون حتى ما يلتفت ناحيتها
وهو ما زال يتلفظ بأقذر الألفاظ ويسبها سب ما طبيعي !









-65-
فتلك الأثناء كان سلطان في مكانه المُعتاد ، تحت سُمره ... وحيد !

سمع الصريخ المُفزع ، فز من مكانه والتفت حوله
شاف محمود يضرب أخته ضرب ما طبيعي ، ركض ناحيتها ، شافه فجأة توقف عن ضربها وابتعد عنها وهي ما زالت تصيح صياح ما طبيعي وحالتها حالة ما هي طبيعية .

اقترب منها ، جلس قربها وهو يتأمل حالها اللي يُرثى له ، كانت تون ونين ينفطر له القلب ، حط يده على كتفها ومع لمسته علا صراخها مرة ثانية .
كانت تظن أنه محمود رجع مرة ثانية علشان يضربها

من غشاوة الدموع ما ميّزت أنه هذا ماهو محمود ، هذا سلطان !
ما ميَّزت أنه الناس تجمعوا حوالهم و أنه أبوها جاء ناحيتها والدهشة في عيونه من حالها
ما ميَّزت أنها بدون ما تدري رمت لسلطان تهمه بشعة وقذرة .
ما ميَّزت لمّا أبوها ضرب سلطان ضرب مُبرح ؛ لأنه ظن أنه هو اللي اعتدى على بنته !
ما ميَّزت الوجع اللي أحاط بالمكان فجأة واللي يتقاذفها هي وسلطان يمين وشمال .
ما ميزت أنه سلطان حاول يدافع عن نفسه بس الوضع اللي كان فيه ضده !

غابت عن الوعي تماماً ، لمّا كل أهل الحارة تجمّعوا في ذاك المكان واتهموا سلطان بالإعتداء عليها . لأنه ببساطة كان هو الوحيد فنفس المكان لما كانت هي تصارخ وتنوح بألم .







انتهى .

 
 

 

عرض البوم صور مشاعِر  
قديم 06-06-15, 10:49 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مشاعِر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: قرفة | بقلمي .

 
دعوه لزيارة موضوعي

مشاعر شرريييييرة شو هالقفلة الله يسامحك T_T


سوري فايتة مدرعمة لا سلام ولا شي لووول

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


الله يسامحك يعني مها تظبط الأنتقام ويجي سلطان يوقع فيه ؟!!!

عن جد معتر هالمسكين واحتمال يكون فيها حبس الشغلة ﻷنه في اصابة اكيد . إلا لو اتدخلت مها وشهدت انه محمود اخوها السبب.


يسلمو ايديك عن جد مبدعة

متشوقة للجاي

لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلمي, قرفة
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:06 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية