6))عِشق بِلا قُيود…
ظن انه حين تزوج من حبيبته انه تخلص من القيود التي من الممكن ان تنغص عليه ارتباطه بها ولكنه وجد قيوداً اقوى..
.
ظنت انها عاشقه محظوظه.. فأولى لقاءاتها معه كانت زوجته على سنة الله ورسوله..كل شي كان مثالياً في اللقاء الأول.. تأكدت من مشاعرها ..حسدت نفسها على ذلك البدوي الانيق.. لم تتوقع ماحدث ولكنه سحرها بقوة حضوره،
لكن يجب ان تعترف انها في ورطه بين زوجها وعائلتها التي تنبذ هذا النسب الجديد!!
**من قال أن هناك "عِشقٌ بِلا قُيود" !!
،
.
.
في استوديو تصوير يغلب عليه اللون الابيض والاثاث "العصري" والكثير من المرايا..ولوحات الرسوم التجريديه، هي عاشقه لهذا النوع من الفن..ترتدي بلوفر ابيض وبنطلونا ازرق و تربط شعرها بشكل ذيل حصان..
جلست تلتقط بعض الصور لزبونتها الحامل،وهي تنادي احدى موظفاتها/سيرييين هااتي البويه الورديه بليييز
الزبونه بابتسامه/بوويه ورديه؟!!وش تفكرين فيه
توق وهي تثبت الكاميرا وتغير عدساتها/مو تقولين حامل ببنوته؟ راح نسوي لك حركه بالصوره واعتبريها هديه مني بس نفذي كل اللي اطلبه منك
الزبونه ابتسمت/تمنيت اني اطلبك للبيت علشان تصوريني مع زوجي حابه توثقين لي هاللحظات بلمساتك
توق بابتسامه صغيره/سوري والله انتي عارفه ما اشتغل برا الاستوديو . بس عندي فريق تصوير محترفات يطلعون مناسبات، بس انا ما اطلع لاسبابي الخاصه.
الزبونه شعرت باحباط/ياليتك تطلعين كان والله بتطلع احلى صور .. بس ماعليه حابه احجز فريق تصويرك اكيد مثل شطارتك
توق بابتسامه مصطنعه/اوكي تقدرين تحددين موعد من السكرتيره، تنسق لك زياره خلال هالاسبوع اذا جدول مواعيد المصورات يسمح..
الزبونه/تسلمين حبيبتي
،
خرجت الزبونه بعد انتهاء جلست التصوير.. جلست توق وهي مرهقه.. هذه آخر زبونه ..ضغط اسبوع ممن تخلفت مواعيدهم..حاولت الاسترخاء قبل الاستعداد للخروج، تذكرت ان هاتفها معها ولم تسمع نغمته الا عند اتصال والدتها للاطمئنان عليها..!!
اخذت هاتفها الخاص بـ حاكم و ألقت عليه نظره وهي محبطه كامل الاحباط.. شعرت بغصّه وهي ترى صدوده عنها يطول.. ومع طول صدوده عنها تزداد به تعلقاً!!
بئساً لعشقٍ يجذبُ صاحبه على رأسه للهاويه..
رن هاتفها الآخر وهي صافنه ولكنها انتبهت له بعد برهه، فتحت لترد بدون نفس.. وهي ترى أسم منال"خيراً يا رب"/هلا منال
منال على الطرف الآخر/لا هلا ولا مسهلا..
توق اعتادت على وقاحة منال مؤخراً/خييير مناال وش عندك بعد؟
منال وهي تنفث سموم غضبها/منين بيجينا الخيير وانتي دخلتي حاكم في حياتنا.. حسسبي الله ونعم الوكيل.. اخوي مشاري بالسجن والسبب انتي وحاكم… قهرتيه بتركك له..لاااا ورايحه تتزوجين قاتل ابوه بعد.. وتبينه يتصرف بعقل.
توق بعصبيه غير معهوده بها/وانا من متى كنت مع اخوك علشان اتركه ..عيييب عليك.. واصلاً من متى تصرف مشاري مثل الرجال علشان يختلف اللحين!! لو فيه خير ماتركته<<<لم تعتد جرح احد ولكنها بلغت من السكوت ما لا ينبغي السكوت عنه..
منال بحرقه وكراهيه علنيه/اخخخ يالقهر ان مشاري ما قدر يصوبه حتى برصاصه وحده.. اخوي هاجمه بالسلاح لكن نفذ بجلده.
توق توقفت والخوف يعتري قلبها/قصدك ان مشاري رمى حاكم؟
منال/وليته ذبحه وريح قلبي وطفّى ناري ..لكن هالمره ماصابت… والايام قدام
توق اغلقت الهاتف بوجهها وقد بلغت من الخوف مبلغه، ليس لهذه الدرجه تبلغ الكراهيه!! كيف ستطمئن الآن على حاكم.. لابد وانه مصاب بأذى ..على الرغم من غضبها بسبب صدوده إلا ان اصابته جعلت خوفها يغلب غضبها "حالياً " فكرت في سؤال والدها عنه.. سيكون لديه علم بحالته..
اخذت هاتفها واتصلت بسائقها ليأتي و بعد ذلك اتجهت للشماعه اخذت عبائتها و بدأت بلبسها و جمعت مستلزماتها استعداداً للخروج..
،
.
،
.
نزلت من سيارتها وهي تتعكز على العصى مشت بعجله واتجهت للداخل..عجوز طاعنه في السن قد بانت على ملامحها المتجعده علامات الغضب.. وجدت الباب مفتوح على مصراعيه كعادة كرم صاحب المنزل..
يمشي بجانبها ويساعدها حفيدها "سطام" الذي اصطحبها من رماح الى الدمام/يا جده تركدي تراك بتطيحين اللحين.
الجده بغضب رفعت العصى و ضربت بها باب المنزل الداخلي، دخلت وهي تجهر بصوتها/ماعلييك مننني.. وين ولددي بس..
دخلت وهي تنادي/ يا فهههههددد....
لا احد يجيب…!
سطام وهو يشعر بالحرج/جده انا بروح لمجلس الرجال
الجده بنبرة أمر/خلللك هنياااا بسس...
نزلت بهذه اللحظات أم ناصر بابتسامه قلقه لأن دخول الجده بهذا الشكل يوحي بغضبها لابد وانها قد سمعت بما حدث لكن من اخبرها يا تُرى؟!.. اتجهت لها وهي تتغطى عن سطام/يا مرررحبا بعمتي يا مرحبا ومسهلا ..استريحي لبى قلبتس.. و حي الله سطام
سطام بحرج/الله يحييتس يا خاله..
الجده/لا مرحبا ولا مسهلا.. انتي ماتعلميني وش مسوي رجلتس؟!! وراااه مزوجن ولد ذباح اخوووه؟!!! ماعنده ناموس!! والا انهبل من تالي عمره!!
ام ناصر بهدوءها/خالتي الله يهديتس وش ذالكلام ذه.. اقعدي وبعلمتس باللي صار
لحظات ودخلت "توق" عائده من استوديو التصوير الخاص بها، وقد اسدلت الغطاء على عينيها من فوق النقاب/السلام عليكم
الجده بحده/الله لا يسلم في عدونا مغز أبره يا ..يا بنت فهد
سطام لم يحتمل الوقوف اكثر وهو يعلم نوايا الجده..خرج لمجلس الرجال فوراً..
توق فتحت نقابها و اتجهت لجدتها بابتسامه/اهلييين يا جده
الجده وهي تصدها/لا اهلين ولا سهلين..ابعدددي عنني وش سويتي انتي وابوتس؟ تبون تذبحوني؟.. مالقيتوا الا حاااكم البراك !! ضااقت بكم الوسيعه؟!!!
توق لم تعد تحب الخوض في هذا الحديث وقلبها الآن مثقل بالخوف على صحّة حاكم بعد اطلاق النار عليه من مشاري/الله يسامحك يا جده..
ام ناصر شعرت بضيق ابنتها لكن مالحل.. ليس بيدها شيء/خالتي تفضلي داخل وتقهوي وعيني خير، اللحين بيجي فهد ومعه عبدالرحمن تووهم متصلين بي.
الجده وهي تتجه لتوق بالحديث/وش سوا ابوتس ليه يزوجتس لولد البراك..هذوول قاتلين ولددي متعب واللحين بيذبحون احفاادي والله اعلم بصحتهم وتبووني امرر لكم هالزواج كذيااا لا وانا بنت عاامر ما يصير هالعرس. . حلفت بالله لو ما خلا "حفيد حاااكم" يطلقك… لا أنا أمه ولا أعررفه.
اهتز قلبها.. شعرت بخفقان وخوف من المجهول،فـ تدخل جدتها المتسلطه ستكون عواقبه وخيمه..لا يجدر بها ان تناقش جدتها في ما تقول..اكتفت بالصمت..!!
تركتها تريد الصعود لغرفتها في الأعلى.. ولكن سمعت صوت والدها يلقي السلام وهو يدخل بصحبة أخيها عبدالرحمن عائدين للتو ..
توقفت وهي تمسك بالدرابزين، شيئاً ما سيحدث.. قلبها ليس مطمئناً بالتأكيد سينزعج والدها بعد سماع حديث الجده.
ابو ناصر اتجه لوالدته بوجهه البشوش/أرررحبي يأم فهد.. الله حييييهاااا
الجده"ام فهد" بنبرة محتقنه تنم عن غضبها/ مابيني وبينك سلام يا فهد ولانت ولدي لييين تطرد حاكم ابن براك وتخليه يطلق بنتنا توق.
صمت رهيب من الكل.. اما عبدالرحمن ارتاح لتدخل جدته، فهي الوحيده القادره على ردع والده..!!
ابو ناصر حاول استيعاب حديثها الغير معقول.. كيف له ان يتراجع عن زواجٍ تم وانتهى امام الرجال.. هو قد اعطى توق لحاكم ولم تعد بيده.. اتجه لوالدته راجياً/يممه تعوذي من الشيطان.. الله يخليتس لي، البنت صارت حلاله.. معاد لي سلطه عليها وزواجها هالشهر..وحاكم كفو يمه ماهو حي الله رجل
الجده قاطعته بصراامه وكأنه بإسم "حاكم" يثير نيرانها من تحت الرماد/لو ما سوويت اللي قلت لك، وخليت حاكم يطلق بنتك.. لا انته ولدي ولا اعرفك ،و غضبت عليك ليوم الدين.. شلوون تزوج بنتك ولد ذباح اخوك، واللحين دور عيال خوانك
بو ناصر شعر بضيق تنفسه..لعجزه عن ردع والدته التي بطلبها الغريب هذا تهينه، وتساوم رجولته برضاها عليه، فلا أشد من قهر الرجال/انتي تجورين علي يمه،لا تذبحيني
قال هذه الكلمات بصعوبه وسقط مغمياً عليه..
صرخ الكل وفزع متجهاً اليه ومن بينهم توق التي كانت غارقه بدموعها حزينه لوجع والدها، ولحديث جدتها القاسي. .
الجده بقسوه دفعت توق بعيداً عن والدها/ابعدي عننا ..دامك على ذمة حاكم ابن براك فـ انتي غريبه
… لم تصغي لها.. رغم جرحها، فوالدها الذي قهرته جدتها وتسببت في إذائه الآن هو الأهم..
عبدالرحمن شعر وان الوضع لم ولن يمر مرور الكرام.. سقوط والده مؤلم وهو صمام الامان لهذه الاسره.. اتصل باخوته بسرعه واخذوه للمستشفى..
.
،
.
،
.
بين غرف أبناء عمه في المستشفى.. محاولاً الاطمئنان عليهم.. و لا تبدو له بوادر تحسن واضحه. كلا الطرفين اصاباتهم بالغه..ضاق ذرعاً بعمه "هاجد" الذي لم يأتي لزيارة ابناءه سوى مره واحده، وكأنهم ابناء الجيران!!
لكنه ارتاح بعدما عرف ان قريباً سوف يخرجون "صقر" بعدما يطمئن الطبيب على جمجمته المصابه وذراعه المكسوره.
اتجه صوب الاستقبال خارجاً لأخذ كوب قهوه..و تفاجأ بأنسابه يدخلون بصحبة والدهم مع الاسعاف ويتضح أنه في حالةٍ حرجه جداً لدرجة لم ينتبه له أحد منهم!!
من الواجب ان يذهب لهم ويقف معهم ويسأل عن حال والد زوجته.. مع حرجه منهم..
اتجه لهم ليجد عبدالرحمن و بجاد واقفان خارج غرفة الطوارئ/السلام عليكم
بجاد وهو يخفي حزنه/وعليكم السلام
عبدالرحمن التفت صوبه بضيق و رفع صوته/انت وش جاييك هاااه.. وووش جاايبك
حاكم استغرب عصبيته وفضل عدم الرد..
بجاد حاول تهدئة اخيه ونجح/معليه يا حاكم اعذره.. الوالد حيل تعبان وماندري وش صابه
حاكم عذرهم وقرر ان يضل ينتظر معهم/طهور ان شاء الله ..الله يشفيه ويعافيه
بجاد جلس بكراسي الانتظار،لا يعرف سبب سقوط والده، اتصل به عبدالرحمن واخبره ان والده سقط وفقد وعيه فقط.. لم يظن ان كارثة قد حلت/اميين
حاكم جلس بجانبه ..وهو يلاحظ نظرات عبدالرحمن الحاقده!!
مرت حوالي ساعه .. ليحضر سطام بالجده ومعها ام ناصر وتوق المنهاره…
بجاد اتجه لوالدته وهو غاضب/ليش جايين؟
الجده لم ترد عليه..
توق بلهفه اتضحت بصوتها/بجااد شلون ابوي تككفى طممني عليه.. صحى؟ كلمتوه؟ فتح عيونه؟
… ..كان يجلس بالجهه المقابله ولم تنتبه له..وهو عرف صوتها الذي يسستحيل ان ينسى نبرته، ورفع رأسه ليراها بكامل حشمتها المعهوده.. لكن من ذاك الذي اوصلها الى هنا؟!!..شعر بغضب من شدة غيرته..
بجاد وهو يحاول تهدئتها/ادعيله وانا اخوتس
الجده جلست وهي تخفي مشاعرها بسكوتها وانتظارها ..!
سطام بأسف على ماحدث/ماجورين يا بجاد.. سلامة الوالد
بجاد/الله يسلمك.. اتعبناك معنا
سطام لاحظ نظرات حاكم الذي لا يعرفه/شدعوه ماسويت شي..
ام ناصر جلست و جلست بجانبها ابنتها وانتبهت لحاكم الذي يجلس بالمقابل وبصوت لا يسمعه سوا من يجلس جانبها/حااكم!!
توق رفعت راسها تلقائياً تريد الاطمئنان على سلامته بعينيها وبصوت منخفض فيه بحة اللهفه واضحه/وينه؟
ام ناصر نغزتها بكتفها/اثقلي. شايفه هالمصيبه اللي حنا فيها،
توق شعرت بضعف و برغبه في البكاء في هذه اللحظه، انهيار والدها و صدود حاكم الذي احدث البعثره المفاجئه في حياتها ووقوف الكل ضد قلبها..!!
حاكم رغماً عنه اتجه بنظراته لها وسقطت عينيه بعينيها بنظرات صامته و يكتسيها الجمود، فقدومها مع سطام لا يستطيع تجاوزه، الغيره ستقتله !!
توق شعرت بخوف من نظراته لا تعلم لماذا.. لكن نظراته تحكي شيئاً ما..
اقبل راجس وهو ملهوف بانت على ملامحه المفاجأه/وش صاير يا جماعه…
لا احد يرد عليه…
راجس شعر بأن مكروهاً أصاب جده، هو من رباه بعد وفاة ابيه سلطان توأم ناصر الذي توفي مبكراً و بعد ولادة راجس الابن الوحيد بشهور/يا جماعه لا تخوفووني علااامه بو ناصر
لاحظته إنهار وهذا العزيز الغاالي اتجهت له و تمسكت بيده محاوله تهدئته/ابوي تعبان دعواتك له يا راجس
راجس ماتحمل ورفع طرف شماغه ليخفي عينيه التي غرقت بالدموع..
توق حضنته عن عيون الناس وهي تبكي بصمت.. لاحظت حاكم ينظر لها بحدّه و ويقف ليترك المكان ويذهب ..ازداد الضغط عليها اكثر ،و الامور تصبح اكثر تعقيداً.. لم تعد تحتمل مزيداً من اللوم.. و بنفس الوقت قلقه ماهو مصيرهما معاً بعد الآن..ومامصير والدها ذلك الرجل الغالي على قلبها كروحها!!
الجده لمحت حاكم وهو يقف ويغادر المكان، تبادرت لمخيلتها صوره قديمه لشخص لم تنساه مع مرور السنين.. ومشهد تلك الفتاه البارعة الجمال في ريعان الشباب على جال مورد الماء تودع حبيبها ذلك الفارس وتعاهده ان تبقى في انتظاره الى الربيع القادم ليأتي لخطبتها مع علمها بأنه متزوج ولديه ابن.. لكنه معشوقها وهي معشوقته و العرب تعرف قصتهم.. تذكرت وعد فارسها لها قبل الرحيل، وصوته الرجولي الذي تعشق نغمته( الربيع الجاي يا الجازي برسل لتس خويي ناصر بالمهر ويخطبتس لي هو وجماعه من ربعي، لجل اذا عودت لنجد يكون العرس.. وآخذتس معي)..
نفضت هذه الذكرى الجارحهه لقلبها.. والتفتت لبجاد مستفسره/بجاااد من هذا؟
بجاد/هذا حاكم البراك يا جده
الجده رجعت لتلتفت اليه وهو ذاهب ولم تعلق ..لم تستغرب انها تذكرت ذلك الحبيب الذي غدر بها وارسل صديقه ناصر ليعتذر عن الزواج منها ومن بعدها خطبها ناصر لنفسه ووافقت عليه مع انها كانت ترفض فرسان القبائل من اجل "حاكم راعي الصيت والمرجله"..
.
،
.
المساء..
في احد بيوت ال صارم..
بيت اجتمع فيه افراد العائله ماعدا توق ووالدتها التي تقف لجانب والدها الذي ينام في المستشفى..
وقع خبر وفاة اخيها كان شديداً على مها فهو وحيدهم من الصبيان.. لم تحتمل فقدانه.. ضلت بجانب والدتها المكلومه، باكيه بصمت تستعين بالله وقوّة ايمانها به على مصابها الجلل وتستقبل المعزيات..
وقفت لجانبها تلك الحاقده وكأنها تواسيها بعدما ذهب الجميع/احسن الله عزاك والله يرحمه..
مها و قد تورمت عيناها من بكاها/ جزاك الله خير
اكملت منال بكراهيه/والله ان ابن براك من دخل عايلتنا محد فينا سلم ..اخوي دخل السجن بسبته وعمي فهد طاح مريض واللحين ولد عمي توفي والثاني ما يندرا عنه
مها احتفظت بسكوتها واتجهت لوالدتها تواسيها.. لمعرفتها بتلميحات منال/..
منال اكملت/الله لا يوفقك يا حاكم البراك.. ولا يوفق اهلك
مها قاطعتها بغضب عارم وهي ترى أمها منهاره و تبكي بصمت/بسسس انتي ماتسكتين، من دخلتي تدعين على واحد ماله ذنب. كلنا عارفين ان سبب دخول اخوك السجن هو محاولة قتل حااكم .. وندري انه لهالسبب تسبب على ناس بريئه واللحين هالناس بين الحياة والموت… مدري ليه تتكلمين عن حاكم وكأنه قاتل مع انه عفى عن اخوك!! المفروض انك مديونه له بالشكر..
الكل/!!!
منال خافت من نظراتهم/بسسس نسيتوا وش سوااا ابو حاكم!!
مها ودموعها تنسكب بحزن على اخيها/محد نسى انه تم القصاص من قاتل ابوك.. و انتهت القضيه.. بس انتي "بسووس ثااانيه' تبين تشبين حرايب وبس..ترى ذبحتينا.. هذا انا اخوي الوحييييد انقتل ومعاد لي بهالدنيا سند ولا لأبوي ولد ..و مع ذلك ناري طفت لان اللي قتلوه ماتوا بنفس الوقت و رضينا بالقدر و احتسبنا مصيبتنا… شفيك انتي حقوده..انا متأكده انك وراء تحريض اخوك مشاري، ناويه تحرقين العالم كله بكراهيتك، لين متى يا مناال؟
منال اختنقت عيناها بالدموع وهي لم تتقبل حديث مها،فهي بنظرها تتكلم عن ثأر والدها بسطحيه!! اخذت عبائتها وخرجت مسرعه..
مها جلست براحه وهي تستعيذ من الشيطان لو كانت قد جرحتها..
ام مها بحزن مكبوت يتضح بصوتها/ضيقتي صدرها يا بنيتي
مها بضيق ودموع تنسكب/خليها تعرف وتفهم انه فيه ناس فقدوا غالين على قلوبهم ماهو بس هي.. وكأن محد انقتل غير ابوها..هذي جايه تعزينا والا تغثنا!!
امها سكتت على حزنها وهي تتفهم حديث ابنتها العاقل.. لقد كبرت مها..وكأنها بالتفكير أكبر من منال ..!!
.
،
.
،
.
في الليل..
اجتمع الكل عند صقر.. تميم بعكس ما كان متوقع منه هاهو يجلس بالقرب من اخيه وهو يشعر بغصة غضب ممن تسبب بالأذى لـ صقر ، هذه المرّه لم يُخفي خوفه من فكرة فقدان اخيه.. فـ صقر هو سنده بعد الله،ماذا لو حدث له مكروه كما حدث لأبناء عمه.. كيف سيكون وقع الألم عليه..
صقر ابتسم وهو يرى والدته تلمس يده السليمه/يممااه والله اني بخير لا تخافين
ام تميم ودمعتها تعبر خدها/شاايف يوومنك ماتسمع كلامي وش صار فيك. الله يصلحك ويخليك لي.. روعتني عليك..
صقر اخذ يدها وطبع قبله عليها/لبى قلبتس سامحيني يالغاليه
ام تميم التفتت على تميم وهي خائفه/شلون المصابين الباقين
تميم تنهد بضيقه/عيال الصارم توفي منهم واحد والباقين بخير بس اظن واحد مشلول.. اما عيال عمي هاجد توفوا الله يرحمهم.. ، حاكم وعناد راحوا مع اعمامي يسوون الاجراءات.. وبنصلي عليهم الفجر ان شاء الله.
ام تميم بكت رأفتاً بحال امهاتهم/ الله يصبر امهاتهم بس ويرحمهم..
صقر لم يحتمل الخبر و انهار يبكي،هؤلاء ابناء عمومته واصحاب طفولته.. اتجه له تميم وحاول مواساته/تعوذ من الشيطان وترحم عليهم.. انت رجال والرجال تصبر وقت الشدايد
صقر وهو يبكي بشكل محزن ويفكر بدون تركيز، تذكر حال اولاد عمه كانوا في غفله، غير محافظين على صلواتهم "الموت حق علينا" وهو مؤمن به، لكنه يبكي على مصيرهم كان ينصحهم دااائماً عن تأخير الصلاه و احيان يتركونها ولا يصلوون، زاد بكائه لانه كان يرجوهم يصلون وهم يماطلون.. و هذا القدر لا يُمهل احداً..ضل يبكي حزناً على وفاتهم وهم في غفله..
تميم امتلئت عيناه بالدموع وهو يحتضن اخيه المنهار تماماً ،قد يحتمل اي شيء ماعدا رؤية دموع صقر ، بالرغم من شدته وغلظته..!
ام تميم بحزن/لا حول ولا قوّة الا بالله، الله يغفر لهم ويرحمهم ويتجاوز عنهم
.