.
مر الوقت سريعاً..
غداً هو اليوم الموعود.. والليله المنتظره..
سيجتمع بها اخيراً..من اغلت نفسها ورفضت الملكه ومخططاته في الاحتفال .. سيكرمها بليلة زواج يتحدثون عنها كلا العائلتين طويلاً..هي تستحق.. وهو يعشقها..
اشرف على الجناح الذي سيجمعه بها.. كل شيء مرتب ومن تصميمه.. اخذ معظم الدور العلوي لها بإستثناء غرفة توق مازال يتذكر وقوف والده عندها وهو يصبغها اخر مره حين قال(توق محد يدخل غرفتها غيرها.. حتى لو تزوجت وراحت بيت زوجها)..
صعد راجس بصحبة توق وهما يريانه يقف في صالة الجناح المؤثث بالكامل بأثاث كلاسيكي عصري/ايييه الله لنا.. كل بيتزوج الا انت يا راجس..!
ألتفتت اليه توق وهي تضحك/راجس يقول المثل المصري "امشي في جنازه وماتمشيش في جوازه"..بصراحه انا أؤمن فيه.. اخاف بكرا اخطب لك وحده واذا طلعت عينك دعيت علي
امسك بيديها/يا عمه اووعدك ما ادعي عليك.. بس تكفين دوريلي عروس
ضحك عبدالرحمن/ياولد علامك مطيور
التفت راجس اليه بحقد طفولي/شعلييك بكرا زواجك، بتنام في حضن اريش العين
انفجرت توق من ضحكها وهي ترى عبدالرحمن يلحق براجس وهو يصرخ/قل ما شاء الله لاتطير البنت من عيونك ...انا للحين ما عقدت عليها
وقف راجس خلف توق وهو يتحدث/ما شاء الله.. خلاص الشكوى لله..
عبدالرحمن/ايه تعدل معي.. انا بنزل اشيك على كل الحجوزات.. وانتي يا توق سوي اللي قلت عنه بغرفتي، سلام
شاهد عبدالرحمن ينزل والتفت لتوق/وش بتسوين بالغرفه بعد.. بيدخل هنا اجل؟
حدثت نفسها هل تتدخل كما طلب منها عبدالرحمن اأم لا، ماذا لو كانت هي العروس، بالتأكيد تريد ان تشرف على غرفتها هنا قررت ((اصلاً بتجي الليله دلال و شيهانه يجهزون الغرفه مثلما طلبوا هم ومعهم كل شي))..
وكزها في كتفها/عمتي.. وين سرحتي يا بنت
التفتت اليه وهي تتذكر ماتنوي فعله لحاكم بعد الاربعين..فهو سمح لها بالبقاء حتى الانتهاء من زواج عبدالرحمن، لتكون بأحسن حال.. كان كريماً معها.. ستكافئ صبره الجميل.. وستحقق حلمه بليله كان يحلم بها/راجس حبيبي.. فيه حاجات ناقصه الجناح.. غلاية المويه و الخلاط وبعض اساسيات المطبخ واكياس الزباله وادوات التنظيف.. بكتبها لك بالاسم علشان تجيبها انا مقدر اطلع عندي شغل هنا..
شعر بالاحباط/يالييييل كل هذي؟!!
ابتسمت بخبث/ان كنت تبيني اخطب لك..
نظر اليها بحقد/ليه هالابتزاز حرام عليك.. مسكتيني بيدي اللي توجعني
اردفت بنفس ابتسامتها/اوكي خلاص كيفك
امسك بيدها/وين ورقة الطلبااات.. امري لله.
ضحكت وهي تأمره/تعال معي
مطبخ عبدالرحمن خلنا نشوف الناقص ونكتبه سوا..يلا قبل يقوم براك ويبكي.
لحق بها وهو يتذمر.. متى سيتفرغ احد ليخطب له.. جدته مازالت تراه طفلاً وأمه تقول بأنها لم تجد من تناسبه..
.
،
.
،
.
،
.
،
،
.
،
.
تقف وهي تلبس نقابها بتذمر/هاللحين مالقى عبدالرحمن يسوي دخله الا ببيت اهله..يعني لازم نروح ندخل بيت العرب ونقول معليش نبي نرتب غرفة بنتنا !!
صيته/يا عجووووز بلا هالحلطمه.. بردها لتس بالافراح
تخصرت بعدما لبست نقابها/نعم نعم!! .. انا ليلة دخلتي ماراح تكون هنا اصلاً
التفتت اليها شيهانه بعدما وضعت ابنتها في سريرها ابمتنقل عند صيته/اسكتي يا صيته دخلتها برا السعوديه.. بنزوجها واحد من كوبا.. وبنشحنها له ما يحتاج يكلف على نفسه..
صدت عنها بدلع/لا حبيبتي انا ما اتزوج من اوروبا بتزوج واحد استرالي
انفجرتا صيته وشيهانه من الضحك، واستغربت عدم توقفهما/وجع ماقلت شي.. ابيلي استرالي مملوح شعره طويل و معضل ..
هدأت شيهانه من ضحكها وهي ترد عليها/ماقلنا شي من مواصفاته.. بس وش حط كوبا في اوروبا يالخبله، كوبا في امريكا الجنوبيه
ردت باستهبالها/ماعلينا.. ع العموم انا ماحب علم الاجتماع
اخذت شيهانه عبائتها لتمسك باحدى حقائب صيته/اقووول يا دلال شيلي شنطة اختتس الثانيه.. الله يخلف عليه اللي بياخذتس يا عزتيله بس
صيته بتأييد/عز الله صدقتي
دلال بمزاحها/اسكتي ترى انتي قاهرتني ومحترره منتس.. ثاني مره تزوجين وانا جالسه اتفرج.. الحمدلله بفتك منتس
لحقت بها صيته وهي تقف عند اعلى السلم/انقلعي يالهذاره.. عمتي حرّصي عليها ماتتكلم عن اهل زوجي ثم اتفشل انا..
شيهانه من اسفل السلم/دعوااتتس لنا ماننفضح..
ابتسمت صيته وهي تراهم يخرجون.. لترى والدتها وهي تناديها وبيدها القهوه/يمه فاضيه يالغاليه
ام تميم بابتسامه/ايه تعالي عندي تحت وهاتي غند بسريرها علشان ماتبكي لحالها مانسمعها.
.
،
.
،
.
،
.
،
.
وقفت كل منهما بوسط الغرفه تدور نظراتهن بصدمه ايجابيه..
شيهانه برضا/ما شاء الله الغرفه تركض فيها الخيل.. وغرفة الملابس والخزانه فيها ..صراحه شغل ذررب
اتجهت دلال للتسريحه وهي ترى أطقم العطور الرجاليه والنسائيه و ادوات عبدالرحمن الشخصيه من ساعات وكبكات/ذالرجال اللي يسمونه انيق.. ناظري مرتب اغراضه ..لو تشوف سلهام طلقت تميم بالثلاث اخوي ماعنده الا حوسه
شيهانه بضحكه/دليّل كبي عني التعليقات وتعاالي خلينا نرتب اغراض صيته.. بسرعه مانبي نطول هنا..
بدأت بترتيب الملابس وتعليق الفساتين..وادواتها الشخصيه والمناشف الصغيره في تلك الطاوله الموجوده بجانب حوض الغسيل في الممر المؤدي لدورة المياه..
ألتفتت اليها بعدما فرشت مفرش السرير/دلال روحي ولعي جمر…
شهقت/يا ويلي تبيني انزل تحت عند العرب.. يا فضيحتي
شيهانه بجديّه/يا غبيه روحي هنا بالمطبخ حق صيته.. اخذي كيسة الفحم وولعي بالمطبخ خلينا نبخر الغرفه ونطيبها قبل نمشي..
اخذت كيسة الفحم وذهبت الى المطبخ...وقفت تتأمل تصميمه وموقع الفرن ..والاطلاله الجميله على الصاله..
سمعت عمتها تنادي" دلااااال استعجلي"
تذكرت ما اتت من أجله لتبدأ بالبحث عن قداحه للفرن..
،
بحث عن توق تحت ولكن اخبرته الخادمه انها فوق.. ليصعد ومعه بعض الأغراض..
صعد للأعلى واتجه للمطبخ..ليضع الاغراض التي بيده..
تفاجأ بصوت فتاه لم يسمعه من قبل.. هذه ليست توق..
ابتسم وهو يسمع طريقة حديثها في الهاتف..
"اقولتس رووعه يا صيته انا قررت اعيش معتس..وش هالبيت اللي ترثع به الخيل ..احمدي ربتس ان عبدالرحمن ماعنده اخوان عوانس والا كان نشبت بحلقتتس وقلت ماتاخذون صيته الا تزوجوني من اخوان عبدالرحمن
صيته بضحكه على الطرف الآخر/الحمدلله كل اخوانه متزوجين…فكه منتس
دلال وهي تمثل الحزن بشكل مضحك/الله كريم ياصيته بيرزقني واحد استرالي مزيون وسوف تندمين.. يلا انقلعي وراي شغل بتهاوشني عمتي هاللحين…"
، لم يستطيع الدخول بعدما تأكد من وجودها لكن شاهد انعكاس صورة قدميها في المرآه المقابله لباب وهي تتكئ بجانب الفرن وتتحدث.. ثم سمع صوت الأخرى تنادي/دلااااال وينتس سااعه علشان جمر؟
ردت/خلاص جييتك جيتك
..
ابتسم بعدما عرف من تلك التي تريد "استرالي مزيون".. نزل مسرعاً وهو يأخذ الاغراض معه لا يريد من احد ان يشك بشيء..خاف ان يكتشفه احد.. لم يراها لكن حديثها جعله يضحك،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
اليوم الثاني..
وصل مدينته بعد غياب… تمنى ان تكون كل اوجاعه كوابيس ليفيق منها وتنتهي كل مأساته..
لماذا لا ينسى..وكيف ينسى وكل مكان بهذه المدينه يذكره بها؟!
كل المشاوير القديمه..
وليالي السهر مع عيونها والقمر!!
كل ركن ميت فيه ذكراها حيّه!!
كل مكان خالي "ممتليء" رائحة الحنين.
..
أوقف سائق الأجره أمام منزل اهله حاسبه وذهب.. استغرب عدم وجود سيارات فاهد وابوه.. وجد السائق ينزل من سيارته ليسأله/من وين جاي انت؟
ابتسم السائق لرؤيته/مستر عناد.. كيف هااال؟
بادله الابتسامه،فقد نسي ان يحييه/اهلين كمال.. انا بخير.. كيف حالك انت ومن وين جاي
السائق/انا تو ودي ماما كبيره و سبرا اختي للزواج..
لم يهتم لعله زواج احد ابناء او بنات الجيران.. جلس في الصاله الداخليه ونزع جاكيته ليلقيه بجانبه وهو يلتقط الريموت ليجلس و يتابع التلفزيون…
تفاجئ بدخول فاهد الذي يتضح عليه الاستعجال.. فهو اتجه لغرفته ليلبس وينتهي من تجهيز نفسه ويخرج…ليرى عناد، تردد بعد رؤيته/عناد!! متى جيت.. السلام عليكم
وقف عناد وسلم عليه/قبل شوي وصلت.. اشوفك كاشخ ولابس المجند.. لا يكون واحد من عيال عمك تزوج وما قالي.. ليه ماخذ الفرد معك
تردد حقاً في اخباره/أ ا..ابي اعطيه صقر ..تعرف اليوم زواج اخته..
بهدوء يعاكس عواصف قلبه/صيته؟
هز رأسه بالموافقه/ايه..
عاد ليجلس مكانه.. ويلتقط الريموت/طيب روح لا تأخر على الناس..
لن يسأله الذهاب معه.. ليس غبياً حتى يطلبه ذلك/سلام..
سمع صوت اغلاق الباب فقذف بجهاز التحكم الذي بيده ليتحول الى قطع صغيره.. مع صرخه مكتومه..
..
.
،
.
،
.
،
،
.
،
.
الليله هي اجمل لياليها..
حلمها الابيض.. اغنيات العيد.. شموع الفرح..
رفعت يديها وهي ترى نقش حناءها ذو الخطوط الرفيعه ورسومات ورد دقيقه..
هي الليله عروس حقيقيه.. كما تمنت نفسها ان تكون..
بعد ان انقشعت السحابه السوداء من سماءها وذهب عنها ما لا تطيق له إسماً..
ابتسمت لدخول والدتها وسلهام احداهن بالبخور تزين طرحتها..
اتسعت ابتسامة ام تميم وهي تسمي على ابنتها/مبروك يا حبيبتي.. حصنتتس بأسم الله ..اقرأي اذكارتس
ابتسمت فهذا اقصى ماقد تعبر به والدتها/قريتها يمه
بخرت طرحتها وهي تبتسم/هاللحين زفتك يا عروس.. انا رايحه اشوف وين تميم؟
ارتبكت مع اقتراب الزفه..
،
خرجت لتجده يصل للتو لتبتسم وهي تغمز له/يا وااثق
استغرب كلمتها، وابتسم لغمزتها/ليه ماني بوسيم؟
اقتربت منه وهي تأخذ البشت من يده/كأنك ماخذه لايكون ناوي تلبسه في زفة اختك!!
عبس/ايه بزف اختي بالبشت هاتيه
اقتربت منه وهي تستغل خلو الممر، لتعانق شفتيها خده بقبله، ولتهمس بعدها/ماراح تدخل بالبشت؟
ابتسم/تغارين علي؟
هزت رأسها بالإيجاب/اذا كان هذا بيقنعك من لبس البشت.. ايه انا عليك اغار.. والود ودي ماتدخل معها.. بس علشان صيته انا ساكته.. لذلك حبيبي
ضل يستمع بسعاده/ايوه..
أردفت/لذلك عيونك بالأرض، لا تشوف اي جنيه..
ضحك/يكفي الجنيه اللي عندي مابي غيرها
ابتسمت بخبث/اوكيه يا عفريتي.. ادخل وزف اختك اشوف زانت لك السوالف
نظر لفستانها ولاناقتها وهو يهدء قلبه ويدخل..
.
،
.
زف عبدالرحمن أولاً..لتدخل هي ثانياً..
بخطوات حاولت ان تكون متزنه.. تشبثت بيد أخيها.. الذي همس لها/ترى حسيت برجفت يديك يا بنت.. سمي بالله
سمت في داخلها.. الاغنيه التي تسمعها..الكوشه الاسطوريه التي تراها.. شاشة العرض الخلفيه.. رفعت رأسها قليلاً لترى نفسها ثم ارخت رأسها لخطواتها.. لمحته يقف بابشت الاسود والشماغ الاحمر.. هيبة حضوره تربك انفاسها..
تقدم بها تميم ليضع يدها في يد عبدالرحمن بعدما سلّم عليه وبارك له/وصيتك صيته يا عبدالرحمن .. حطها بعينك تراها عزوتي،
اتسعت ابتسامته وهو يضغط على يدها برقه/لا توصي حريص..
خرج تميم مسرعاً وهو يحاول ان لا يبكي..ستبتعد من هذه العائله بعدما تزوجت عبدالرحمن..لن يراها دائماً..ستكون في ذمة رجل غريب… ليس ابن عم او قريب.. دعا لها ان تكون سعيده و إن كانت بعيده..
.
،
شاهد المصورتين احداهن بالفيديو والاخرى فوتغرافيه.. ليرفع بشته امام وجه صيته وهو يرفض التصوير/محد يصور صيته .
استغربت توق/ليه؟
عبدالرحمن بجديه/انا مابي تصوير يا توق خلاص..
ابتسمت/ابشر ولا يهمك… يلا انتي وياها شيلوا الكاميرات..
استغربت صيته تصرفه.. ولكن لن تعلق..
..
.
،
.
لاحظتها شيهانه تذهب باكيه لدورة المياه.. لتلحق بها.. وقفت بجانبها وهي تبتسم/دلووول.. تصيحين؟
صدت وهي تمسح دمعها لكنه ينزل بغزاره، الليله فقط شعرت انها ستفقدها.. فرحت من اعماقها وهي ترى اختها تُزف وهي سعيده.. استمرت ببكائها..
احتضنتها شيهانها وهي تبكي معها/وووجع يا دلال وووجع صيحتيني..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
القلب يصرخ والصوت صار مبحوح
والعين تدمع طامعه بالأماني
و وجهك بعيني ياعيني صار مفضوح
و الناس عرفت من اختيار الاغاني
خذاك مني شخص، وحرمني من الروح
وقال النصيب اقوى و عنك عماني
ياليتني في ليلة العرس كنت اقدر ابوح
او على الاقل زي أي شخص ثاني
ماكان نمت الليل والصوت مبحوح
ولا تمنيت ان مكانه.. مكاني
...
يقف بسيارته امام قاعة الافراح.. زواج حبيبته الليله تلك التي كانت زوجته سترتبط برجل آخر.. سيحتضنها غيره سيستصبح بوجهها وينام بجانبها.. سيستحوذ على اهتمامها وستحمل اطفاله..
اي وجع وحسره تنتابه الليله… اي حزن يكتنف اضلاعه، كيف سمح بحدوث ذلك؟!!
ليته لم يتحداها ذات يوم ولم يتزوجها ولم يعرفها..!
تمنى لو كان الليله تحت التراب و لا ان يراها تُزف لغيره..
تلك الطبول واصوات الرجال ينشدون الاناشيد الشعبيه في استقبال ضيوف زوجها.. كل مظاهر الاحتفال تلك كالملح الذي يُذر على جرحه..تسائل بحرقه لماذا جاء الى هنا؟!
،
شاهد عبدالرحمن يخرج في زفه بسيارته.. لتركب معه.. وليمنع تميم من قيادة السياره.. ويقودها بنفسه بعدما فتح الباب لصيته وركبت وخلفهما الزفه..
قرر بدون وعي منه ان يلحق بهما…
لمح حاكم سيارة عناد تتحرك و تلحق بزفة العريس.. يعرف وجعه ولكن لم يظنه بذلك الجنون اتجه لسيارته مسرعاً ثم لحق به ليمنع حدوث الكارثه وهو يتمتم (الله يستر، وش ناوي عليه؟)
أخرج هاتفه ليتصل به وهو يقود سيارته خلفه ولكنه لا يرد عليه!!
.
،
.
،
.
يقود السياره ببطئ وهو يسترق النظر ليديها المزينه بنقوش حناء فاتنه.. وتداعب خاتمها، تحدث بابتسامته/حي الله
زينة الاسم والصوره..
ابتلعت ريق الخجل، استغربت بطئ سير السياره..تريد راحة بعد كل ذلك التعب والارهاق،سهرت منذ البارحه.. خوف من هذه الليله.. ولكن شعور السكينه الذي يغشاها الآن بعد لقاءه وصوته يبعث في قلبها الطمأنينه..
نظر للمرآه العاكسه وهو يستغرب ازعاج ابواق السيارات الزائد عن حده/الله يصلحهم قايل لهم لا تزعجون خلق الله..
لاحظ وجود سيارة الـbmwتحاول اختراق سيارات الزفه بشكل غريب/يلا روح يا راعي البي أم، ازعجنا شكله يبي يتجاوز وانا ضيقت الطريق.. لكن وسعت الطريق وماراح.
فزعت مع ذكر اسم نوع السياره.. لتلتفت للمرآه التي بجانبها لتراها سيارته ،اتضحت ربكتها من حركة يديها وتعديل جلستها، تُرى ماذا يريد بها وقد اصبحت على ذمة رجل آخر.. اي جنون اصاب عقله؟!!
لاحظ خوفها وهي ترفع يدها وتضعها على صدرها قليلاً تنفست ثم اعادتها مكانها وهي تعبث في اصابعها..
اخرج هاتفه ليتصل بابن اخيه ناصر الذي يمشي خلفه بالزفه/الو ..تركي.. اسمعني زين ابيك تصور لي رقم لوحة راعي البي ام اللي وراي.. يبي له صرفه لكن ماني فاضي له الليله..
خافت لتلتفت صوب عبدالرحمن، تُرى ماذا ستكون ردة فعله حينما يعرف ان من يلاحقهم هو طليقها تمتمت بداخلها ( يارب سترك)
..
.
،
لحق بموكب الزفه الذي كان بطيئاً..اخترقهم ببراعه واستخدم مهارة رجال امن الطرق ليبعد سيارة عناد ويجعله يلف سيارته في اتجاه اجباري للدخول في احد الأحياء..
ثم أجبره على التوقف باعتراض طريقه، نزل غاضب وهو يتجه ناحية سيارة عناد وفتح الباب وهو يصرخ به/انهبلت خلاص طار عقلك يا عناد!! تبي تفضحنا فالعرب؟!
لم يلتفت حتى اليه.. ضل صامت.. وكأنه فقد السمع للحظه.. خسرها للأبد ذهبت مع غيره لن تعود اليه ابد..
نيران تشتعل بداخله…
زم شفتيه بغضب و قرر سحبه للخارج وهو يثبته على السياره لينصدم بعد رؤية وجهه هنالك احمرار و دموع تغص بعينيه و لكنها لم تنهمر،غضب/عناد!! افااا يا ذالعلم!!
لم يرد عليه ضل صامتاً بدون اي ردة فعل..حدث ما يخشاه ان يفقد عقله وهو بكامل وعيه!!
ضل حاكم يتحدث اليه ويتحدث ولكنه لا يرى منه اي استجابه خاف ان اصاب عقله شيء.. ليمد يده ويصفعه..
رفع رأسه وهو ينظر لحاكم بحزن وصدمه/ياخي انت شتبي ليه لاحقني!!
مسكه من ياقته بقوه وهو يهزه/تبيني اذكّرك وش بغيت تسوي قبل شوي.. علشان تعرف ليه انا لاحقك!!.. ليه ماشي وراء عبدالرحمن… وش ناوي عليه يا عناد؟! تبي تخرب على حياة بنت عمك
صرخ وهو يحاول يبعد حاكم عنه لكن لم يستطيع التخلص من قبضة حاكم/هذي زوجتي يا حااكم شلوون تروح مع واحد ماتعرفه؟!
اشتد غضب حاكم من جنون ابن عمه يبدو انه في حاله غير طبيعيه/البنت ماعادت لك… صيته تزوجت غيرك والله يوفقها ويستر عليها.. خلك عااقل احسن لك قبل اتصرف تصرف ثاني انت ماتبيه ولا انا ابيه يا عناد
إنهار باكياً بين يديه ، ليتركه حاكم وهو مصدوم من بكائه، دموع الرجال ليست رخيصه وهو يعرف انها لا تنزل الا لغالٍ..تذكر تلك الليله التي اجبره فيها بجاد على كتابة طلاق توق خطياً..حينها لم يتوقف حتى أشرف على قمة طويق.. ثم بكى لأول مره منذ وفاة والده..
جلس عناد على الرصيف وهو يضع يديه على رأسه ويبكي كطفل.. لم يبكي منذ اصبح رجلاً وهاهو يأتي بدموع السنين كلها.. عندما يعشق الرجل فهو يجن..وان كان عشق من طرف واحد فهو حسره و موت بالبطيء..!!
شعر حاكم بوجعه، فجلس بجانبه وهو يربت على كتفه، ليس لديه ما يواسيه به.. و لا يلومه لعشقه، فقد كاد ان يُجن لو لم يستعيد توق،
حقاً لكن ليس كلما نريده يتحقق دوماً..النقص ملازم للدنيا.. فليست كل
قصص العشق ورديه مكتمله..!!
.
،
.