.
،
ابتسم وهو يراها امامه لا تأكل كعادتها وتبدو خجوله ولا ترفع بصرها نحوه وهي تتحدث/شكل اكل هالمطعم ماعجبتس؟..ترى عادي اذا ما عجبتس قومي اوديك لغيره
رفعت راسها له/شدعوه.. لا عاجبني..
جمع يديه وشبك اصابعه تحت ذقنه وهو يتأملها بصمت… يعشق تفاصيلها،
لاحظت صمته وشعرت بنظراته لتأخذ كوب الماء وتشرب لتبل جفاف حلقها، لترفع ناظريها له/تميم لا تناظرني كذا
ابتسم وهو يرى شدة ارتباكها وخجلها/ماتعودت اشوفتس هاديه وساكته بهالشكل.. وين ذيك البنت العوبا اللي جننتني
ابتسمت وهي تتذكر الماضي/على حسب كلامك ماكنت تحبها
مازالت عينيه تراقبها/لو اني ما حبيتها ما شفتيني اتشفق شوفتها بالسرقه وهي زوجتي،كله لجل ارضي كبريائها
اخذت الشوكه لتلتهي بها في صحنها/وانت ماقصرت خذيت اللي تبيه وكسرت حصارها
ضحك تميم/ماهو بس هذا اللي ابيه.. انا ابيتس جنبي دووم،وش هالشرط اللي لازم فيه عرس ثااني
ابتسمت وهي تسمع تذمره من بعدها/عرس ثاني يجمعنا مع بعض نبتدي صح وبقلوب تبي بعض، عرس ثاني لذكرياتنا الحلوه،.. ع العموم هانت كلها كم يوم بس واطين عيشتك ليش مستعجل؟
تعجبه بردودها التي تحاول بها ابعاد توترها/انتي فعلاً شايفه نفستس ومغروره… يعني انتي مب مستعجله مثلي؟
هزت رأسها بالنفي لتغيظه/لا.. وش حلاتها العزوبيه
اسدل شماغه ثم أعاد ترتيبها بهدوء/وش حلاتها العزوبيه هااه!!
اسندت ظهرها وهي تراه يتوتر/انكر هالشيء بعد؟
يعرف مدى غرورها الذي لا حد له.. لكن ان تكون بهذه الصلابه ولا تعترف بحبها له ولا اشواقها رغم ان كل افعالها ونظرات عينيها التي تنطق عشقاً،..نظر لساعته وكأنه يستعجل/يلا خلينا نطلع لغرفتنا.. ناخذ لنا قيلوله شوي قبل نروح لاهلنا..
رفعت رأسها له بخوف وهي تراه يقف/نعم؟! انت اكيد تمزح صح؟..امي اتصلت كذا مره تسأل وانا اصرفها علشانك وتزيدها قيلوله..
جلس وهو ينظر لعينيها بابتسامه/ليه خفتي؟! ولا علشانه فندق يعني.. الظاهر مجالس اهلتس ازين صح؟
عبست في وجهه ثم اخذت نقابها لتلبسه/تميم بلا مزحك الثقيل.. ويلا رجعني البيت بلاش احراج اكثر مع امي
راقبها حتى انتهت ثم خرجا للسياره ليلتفت إليها بابتسامة خبث ليمازحها فقط/هاللحين سماح لان وراي اشغال.. لكن بنعوضها لا تشيلين هم.
يتضح توترها من طريقة امساكها بهاتفها والنقر عليه باظفرها/هذا اذا طلعت معك قبل الزواج… انسسى..
عقد حاجبيه ثم ابتسم وهو يلاحظ قلقها/اعصاابتس يا مغروره كل اللي بغيته.. اني افهمتس اني مشتاق لتس ومشتاق للحظه اللي بتجمعنا من جديد ..وانتي للحين مستكثره علي كلمة احبك!!
لا تعرف ماذا يصيبها من غباء الآن.. تريد الرد ولكن تعجز.. حتى رن هاتفها لترد عليه بسرعه/هلا يمه.. انا مع تميم يالغاليه.. تغدينا برا وهاللحين جايه ياقلبي.. ان شاء الله..
اغلقت الهاتف وهي تلتفت اليه/أمي تسلم عليك
استغرب/قلتي لها انتس معي عاادي.. وما زعلت
بهدوء/انا ما سويت شي غلط و ما اخبي عن امي شي
ابتسم بخبث/كل شي هااه.. كللل شي؟!!
فهمت مقصده وقررت الرد،فهو يتمادى/الاشياء الخاصه بيني وبينك تضل بيننا اكيد..محد يعرفها غير خالقنا.
احتضن يدها التي بالقرب منه بكفه لداعب اناملها الرقيقه،وطلاء الاظافر الذي يزينها بشكل متقن، ليرفعها ويقبلها ويضل ممسكاً بها..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
ازدان المساء بالإضاءه التي احاطت بمنزل ال صارم ..
مع الخيام الملكيه المنصوبه داخل ساحات المنزل والمعده لاستقبال الضيوف.. الذين توافدوا جميعهم من كل صوب بمن فيهم ال براك نجوم المساء.
ما كان يزيد الجو بهجه حضور طبول العرضه النجديه.. ومنبر شعري توالت عليه القصائد..
..
اخذه عبدالرحمن من صدر المجلس واستأذن من الرجال.. ليذهبا للداخل..
استغرب حاكم ما يفعله عبدالرحمن، لم يصدق انه يقحمه منزلهم وبهذه الابتسامه امام الرجال..وممسكاً بيده/يا عبدالرحمن وين؟
وقف عبدالرحمن في منتصف المنزل ليخبر حاكم بما يريد/اسمعني.. للامانه كان الوضع نرسل زوجتك معك.. بس فالحقيقه غيرنا الخطه.. او تقدر تقول توق خلتنا نغيرها.. هي تعبانه شوي وممنوع تفارق سريرها.. لذلك انت مجبور تدخل اذا تبي تشوف زوجتك طبعاً<<قالها بابتسامه
عرف انها ليست بخير منذ البارحه/وش فيها توق؟
اكمل عبدالرحمن/خلني اوصلك غرفتها وبعدها بتعرف كل شي،على فكره هي ماتدري اني بدخلك اقصى البيت
تبعه حاكم وهو يشاهد بأم عينه فخامة المنزل ورقي اثاثه وتوزيعات الاضاءه التي تعطي بعداً جمالياً آخر وانطباعاً عن رقي ساكنيه.. وصل امام باب غرفتها الابيض ..
شاهد عبدالرحمن يطرق الباب،لتأتي إيجابتها بصوتها المرهق/الباب مفتووح
،
داخل الغرفه ..
على طرف سريرها تجلس وبيدها ظرف مليء بالصور.. تحاول لملمته قبل دخول عبدالرحمن..
دخل عبدالرحمن وهو يبتسم ليرى صوره عند قدميه/هاه شلونك اللحين
تجلس بعبوس وشعرها منثوراً، لم تظن ان عبدالرحمن سيدخل هذا الوقت ،ظنت انها ذوق/بسم الله كنت بنام… شجابك وعندك رجال
اخدذ الصوره من الأرض لم يكن يريد رؤيتها ولكن رغماً عنه نظر إليها لثواني اي جميله و طويلة عنق تقف بجانب تميم، ابتلع ريقه لثانيه ليلف الصوره ويعيدها الى توق وقد تغيرت نبرته/انتبهي للصور ثاني مره
اخذتها توق وهي تتمنى ان لم يراها/شفتها؟
عبدالرحمن/ا..لا مانتبهت..
استغربت صدودها و تغير صوته/ماتقولي وش عندك بغرفتي؟ماهي بالعاده
حاول ان يركز ليتحدث بحماس/معي واحد يبي يسلم عليك.. ابو براك تفضل
فاجئها فهي لم تستعد للقاءه.. بل أمرها ان لا تغادر السرير ولم تظن انه سيدخل الى غرفتها مهما تخيلت ذلك.. ترتدي قميص حمل زهري كمه ربع ومزموماً من الصدر ويصل لنصف الساق..
دخل وهو يرى حجم ومساحة الغرفه الكبير.. وجمال الاثاث واناقة ذوقها في تناسق الالوان.. ليلتفت ناحية السرير حيث اشار عبدالرحمن بيده، سقطت عينيه في عينيها للحظه نسي العالم خلف ظهره، تبهره بكل اطلاله.. وهذه المره هي صافيه بلا رتوش.. بلا
زينة تذكر ماعدا سلسال يرى بريقه على نحرها..
لاحظت نظراته لها تفضحه امام اخيها لتشير بعينيها بأن هذا يكفي..
فهم نظرتها و استجاب لها وتحنحن وهو يحاول ازاحة عينيه عنها/السلام عليكم
حاولت النطق بدون ربكه،لم تستطيع النهوض/وعليكم السلام..
لم تفوته تلك النظرات بينهما… ابتسم بخبث/يلا اجل انا استاذن يا حاكم.. خذ راحتك.. ومثلما قلت اختي ممنوعه من الحركه.. و اي شي يصير لولد اختي ماراح احد يفكك مني
مازالت عيناه ترعاها.. وهو يستمع لعبدالرحمن.. حتى ذهب.. ليتجه الى سريرها بخطوات ثابته وهادئه ويأمرها ان لا تتحرك/مكانتس لا تحركين
نزلت دمعاتها فرحاً فهذه المره الاولى التي تراه فيها بعد الاصابه.. و تراه يجلس بالقرب منها.. ويرفع يده ويمسح دمعاتها بطرف اصبعه/شلونك اليوم.. ان شاء الله احسن
ابتسمت وهي تحاول ايقاف دموعها/الحمدلله دامك قدامي فأنا بخير لا تشيل هم.. انت شلون جرحك
بابتسامته الدافئه/جرحي طاب بشوفتتس..
خجلت وهي تبعد خصلاته لخلف أذنها بصمت..لم تتوقع من اخيها ان يفاجئها بإدخال حاكم الى هنا/ما توقعت عبدالرحمن يدخلك غرفتي، فاجئني
أدار ناظريه في الغرفه مجدداً وهو يلاحظ تفاصيل الدلال الذي تتمتع به، مادامت عاشت في هذه البيئه فيحق لها كل الدلال،حتى نظرتها للاشياء تختلف وتتجه للكمال،اذن لا عجب في بحثها عن الكمال في كل شيء/زين اللي دخلني..هاللحين عرفت سرك الدفين
لم تفهم/اي سر؟
ألتفت اليه وهو يلامس اناملها الممسكه بلحافها/اسرف ابوك في دلالك،كان معتس خطوه بخطوه، وحده عايشه بمثل هالغرفه.. مالها ذنب لا انصدمت بالدنيا بعدها
غصت عينيها بالدمع مجدداً..
اردف بحديثه/حاولتي تتعاملين بمثاليه مع كل مشاكلك.، كنتي تبحثين عن الكمال. ماتبين تخسرين زوجك ولا اهلك كذبتي علي احيان علشان تحميني.. ولكنك دفعتي ثمن غاالي ..اعدائك استغلوا حياك وخوفك وحبك ابشع استغلال.. وكنتي بتخسرين كل شي، ولكن ربك لطف وعلى نياتكم ترزقون..
ابتسمت وهو يشرح حالها، هو يفهمها كيف لا ينبض القلب بشده لرؤيته/توني عرفت ان المثاليه مالها مكان بهالعالم
قاطعها/مافيه احد مثالي يا توق.. لكن فيه صدق.. يكفي تكونين مثاليه مع امومتك لانها امانه ومع حبك لأمك لانه جنتك.. باقي الناس منتي ملزومه بهم.. حتى انا ما اطالبك تكونين مثاليه معي،يعني اذا زعلتك بيوم اعترضي وبيني لي زعلك وقوولي يا حاكم هالشي ما يعجبني…
لم تصدق ما تسمعه،عجيب بوحه كالنسمه الرقيقه على قلبها/انا ازعل منك انت!!
اردف/ توق بعض الناس يستغلك بدون ماتحسين.. كوني على طبيعتتس وبس. انا قابلك بعيوبتس وانتي؟
اكملت عنه/قابلتك كلك كلك..
.
،
.
،
.
عاد عبدالرحمن ليجلس بجانب تميم..وهو يبتسم لا يخفي ذهاب عقله لصاحبة العنق الطويل في الصوره.. حاول نسيان ما شاهده ولكن هيهات، تلك الملامح الباسمه يستحيل نسيانها وان لم تكلفه سوا لمحه..
ألتفت تميم لعبدالرحمن الذي يبتسم/وين الرجال اللي خذيته من عندنا قبل شوي؟
عبدالرحمن بضحكه/خويك انحبس عندنا خلاص
ابتسم تميم/لو دعيت ربي ما يفك حبسه بينبسط.. الله يوفقه
عبدالرحمن وهو يدقق في وجهه تميم،لعلها اخته/امين..
نادا عبدالرحمن احد القائمين على القهوه/جددوا القهوه
رن هاتف تميم ليرد/هلا عمي بو سلمان… وشوو ؟..انتم وين.. اي مستشفى..هاللحين وانا عندك
انتبه له عبدالرحمن وهو يقف/عسى خير يا بو خالد
بانت بوجهه ملامح الحزن وهو يستأذنه/ماهو خير يا عبدالرحمن.. خويي صار عليه حادث وحالته خطيره. انا ملزوم استاذن منك علشان ألحق اتطمن عليه
عبدالرحمن/الله يشفيه ويعديها على خير.. روح وبشرنا عن صحته
ذهب تميم و لم تذهب ملامح صاحبة الصوره..!
.
،
.
،
.
،
.
وقف امام مرسمها وهو مذهول، لم يتوقع ما يشاهده وهي لم تخبره، هنالك ركن خاص لمرسمها.. رف يعج بانواع الألوان والفرش.. واسفل الرف وألواح بيضاء بمختلف الاحجام، هذه ادوات لا يمتلكها سوا شخص لديه شغف الرسم/انتي فنانه تشكيليه بعد؟
ابتسمت بذبول وهي مازالت تجلس على سريرها،مضى وقت طويل لم ترسم/مجرد هوايه ماتتعدا غرفتي وجدران استوديو تصويري فقط.
لاحظ الألواح المرسومه الجانبيه.. لم يفهم معظمها.. ولكن شدته رسمه لم تكتمل بعد ومركونه في الركن بعيداً ليعرف انها رسمة لوالدها ،رفعها قليلاً/ليه ما كملتي هذي؟!
شعرت بالغصه وهي ترى وجع الغياب الأبدي/كنت ابي اقدمها له بعدما اخلصها علشان يعلّقها بالمؤسسه، هو كان دايم يقولي ارسميني بألوانك وبنظرتك لي .. لكن خذاه الموت قبل اخلص الرسمه و قررت معاد اكمل رسمها.
ترك اللوحه وهو يرى بريق دمعتها ليتجه اليها/افاا ليه هالدموع اللحين؟..معااد نبي دموع تكفيين
حاولت ان تبتسم وهي تراه يجلس بالقرب منها ويمسح دموعها، امسكت بيده وهي تضعها على خدها بصمت/ماني مصدقه عيوني.. انت قدامي،وبغرفتي اوصحتك زينه،واهلي كلهم اعترفوا بك زوج لبنتهم ،معاد فيه زعل ولا قلق الحمدلله
فهمها و اقترب واحتضنها باحتواء/انا اللي احمدالله اللي حفظك لي وحفظ لنا هالنونو…
أردف وهو يحتضنها/اسمعيني لازم تشدين حيلك معي شوي.. نبي نرجع بيتنا بكرا، صعبه نقعد ببيت اهلك،افهميني
ابتعدت عن حضنه قليلاً وهي ترمقه بحده/الليله بتقضيها بغرفتي.. وبتقول لي كل شي صار معك بغيابي مالي شغل
ابتسم وهو يداعب انامل يدها، ثم نطق بلا مقدمات وهو يرى ابتسامتها مع اثار الدمع/
ويلهم من الله مفرقت الولايف والعيون،،
ما رحموا دموعك ولا فكروا ابد بأوجاعي!
ردت بتنهيده/
بعدما خذيتك تساويت أنا باللي يخون!!
لكن وربي ابي قربك لو كان سبة اوجاعي.
ابتسم ليستجمع ما يريد قوله ويجاريها/
كيف عشتي بلا حاكم يا ديرةٍ كلٍ تمناها
كيف نفيتي حاكم بلا دوله هايم بكل ديره!
ردت بدمعه/
لا تسأل عن الاحوال في غيابك وشهو عناها
كيف اصوّر لك نزعات روح و دموعٍ مريره؟!
ألتزم الصمت وهو يرى دموعها تنساب امامه.. لم يقترب منها كل مافعله هو ملامسة اناملها فقط ثم الابتعاد.. لكن غزارة دموعها دعته للاقتراب احتضنها وهو يمسح دموعها/يخسي الدمع..
،
.
،
.
.