31))عِشق بِلا قُيود..
.
..
هذا الفصل إهداء..
لرمز الصداقه ونبل الوفاء ..للصديقه التي افخر بصداقتها وأخوّتها ((العنود المري.. من قطر)) أحبك♥
عجباً كيف لشخص واحد يجعلك تحب دوله بأكملها..
تحياتي لكم ياهل قطر ..
،
.
.
بداية الفصل..
هو;
عاد ليرى كيف فعلت بها السنين..و بعد كل هذا العمر..
قادته اليها اشياء تعني له الحياه تلك الذكريات التي تساوي كل الاشياء الثمينه في نظره ، هي رصيده المتبقي من السعاده لأناس أحبهم ولكنهم خرجوا من حياته..
من قال ان المشاعر تشيخ عليه ان يراجع نفسه..فكلما كبر الانسان وتقادم في سنه كلما زاد تقديره للناس وللاشياء من حوله وللاماكن ..
هي:
لو أنها لم تعشقه.. لكانت نسيته مع تساقط السنين ولكن عشقه جعلها تحفظ له عداوته!
وبعدما عرفت ما كان مخفياً عنها من حقيقه إنهارت قواها، ليس هنالك اصعب من ان تعيش عمراً كاملاً وانت "مخدوع"..
،
ابتسم وهو يرى حالهما بعد كل تلك السنين/كيف حالتس ياجوازي..
ابتسمت تحت لثامها و هي تثبت رداءها العريض،لم تعد تشعر انها بخير وتنفسها يضيق،مع هذا هي سعيده برؤيته/حالي يسرّك. عسى حالك يطيب
هز برأسه وهو يؤيدها،عجباً لصوتها كيف يخطف انفاسه.. ضل صامتاً وهو ينظر إليها وكأنه ينظر لفاتنة القبيله ذات العشرون ربيعاً قبل 45عاماً، لم يستطيع كف بصره.. ثم شعر بما يفعله ليصد..آه كانت له لولا النصيب الذي ذهب بها الى غيره!
ماذا لو انه تزوجها لعاش في نعيم وشاب في نعيم.
شعرت وان اكسجين الحياه يفارق صدرها شيئاً فشيئاً، اضطرب تنفسها.. وهي تراه يقف امامها كالغريب بعدما كان الحبيب المقرب،آه ليتها لم تراه الآن،ليته لم يعود للقائها مجدداً، لا أيها "الحب" لم يعد في العمر متسع!
تمنت لو انهما عاشاً معاً ليشيبا معاً.. لما كانا يقفان الآن هكذا كالغريبين بعد كل تلك السنين..!!
لاحظ انحنائها فجأه وهي تضغط على صدرها بيدها ،ثم ارتفع صوت تنفسها وهي تبحث عن اكسجين..لا يعرف كيف سيتصرف في هذا الموقف.. هل مازالت تحمل حقدها أم ماذا جرى لها،اتجه اليها وهو يمسك بيديها.. ثم جهر بصوته منادياً/يا خاااااالد تعااال وانا ابووك افززعلي.
.
،
.
،
.
في الساحل الشرقي..
بأمل جديد ..هاهي تبدأ يومها باكراً،لم يصدر اي قرار بتوظيفها بعد.. ولكن ثقتها بنفسها وبتوفيق الله اولاً يرافقانها..تعودت ان تكون إيجابيه هكذا ديدنها وهذا اسلوب حياتها.. "ما تريده تسعى إليه لا تقف تنتظره!!"
نزلت تراقب اخوتها سامي طالب الصف الاول ابتدائي وعادل طالب الصف الخامس.. جلست تراقبهما بصمت وهما يحتسيان حليب الصباح..
لمحها عادل تبتسم،فبادلها الابتسام،هي عدوى ايجابيه تحملها معها/سلهام..
ردت بسعاده،اشتاقت للجلوس معهم ولرؤية وجهوههم/عيون سلهام..
بفضول/صدق انتي سكنتي في البر مع جدي؟
اعحبها تساؤله البريء وردت عليه بنفس نبرته/ايه صدق كنا نسكن خيام.. وفيه جماال وش كثرها بعد.
تعجب ببراءه/يعني دايم كاشتين؟!!
انفجرت ضحك/والله انك جبتها… ايه داايم كاشتين..
تكلم ذلك الصغير الذي فقد اسنانه الاماميه/يا ثلااام.. انا ابي اروح معك
خفت توهج ابتسامتها/ماظنتي يا سامي برجع للبر مره ثانيه..
فكر عادل قليلاً ثم ابتسم وهو يجد الفكره/اتصلي بتميم خليه يجي يودينا نبي نروح كشته
استضاق أفقها من اسمه/يلا شباب تأخرتوا على المدرسه روحوا السايق ينتظركم..
زاد تساؤله/تميم متى يجي ياخذك..؟ انا تراني بروح معكم.
نزلت من الاعلى تضحك وهاتفها بيدها/خلااص معادهي برايحه بتقعد عندنا.
شعر عادل بإحباط وهو يهم بالخروج/حساافه كنت ابي اروح البر.
لحق به سامي.. وضلت هي جالسه صامته،لا تعرف الى متى سيضل أسمه يبعثرها كلما ذُكر أمامها..!
تركت هاتفها وسماعات الأذن وهي تسكب لنفسها كوب حليب وتلاحظ سرحان اختها/هيييي ووين وصلتي؟
انتبهت لها وهي تحاول ان لا يتضح تأثرها/ليه ما داومتي انتي؟!
اخذت رشفه من كوبها وهي تتكئ على الطاوله/اليوم عنديoff
لاحظت هاتفها بيدها و "السماعات" في هذا الوقت الباكر/الساعه6ونص و نازله لي بالجوال والهدفون!! لهالدرجه ادمنتيه؟ من جيت لهالبيت ماجلست معك مثل قبل.. 24ساعه مقابلته.. ريمي انتي ماكنتي كذا
تأففت من عتابها الفارغ بالنسبه لها/ملل ،طفشش انحديت عليه
استغربت اكثر/اي ملل وطفش وانا وامك واخوانك هناا نجلس ماتكونين موجوده!! نزور ابوي منتي معنا، يانوم يا جوال ..يا كُليه حتى الكليه مـ..
قاطعتها بملل/وش فيها الكليه بععد؟!!
اكملت بغضب وهي تنتقدها لمصلحتها/تسحبين عليها وتغيبين، علبالك انك وااو وحده فلّه وما يهمك الدوام،،لا يا ماما ماهو بكشخه ترى انك تغيبين،اصحي لنفسك
قررت ترك الطاوله والذهاب لغرفتها وهي تتذمر/اووووه،
وقفت في وجهها وهي تعترض طريقها، قد قلّلت من أدبها هذه الاخت الصغيره/انا لامني جيت اتكلم معك..اجلسي و اسمعيني بأدب لا تقطعين كلامي وتمشين بهالوقاحه!! عدلي نظامك يالفاشنستا..!!
وقفت بتملل وبكل وقاحه/افف من رجعتي لنا 'مطلقه' وانتي صايره ممله.. والله مالومه تميم يوم يطلقك
اخرستها بصفعه قويه، لم تستطيع احتمال حديثها وهي تنتقصها بدون وجه حق ، لم تأتي مطلقه بل هي من طلبت الطلاق،مابالها اصبحت عديمة اخلاق/اصص ولا كلمه ثاانيه،اذا ماتبين تجلسين معي باحترامك،لا تقولين كلام ماله داعي انقلعي من وجهي منتي مجبوره.. بالنااقص منك ومن الجلسه معك يلااا
ذهبت ريم مسرعه وهي تبكي.. لم ترد عليها..
أما هي جلست منهاره من بكائها.. لماذا يحدث هذا لها.. ريم لم تكن قليلة ادب بهذا الشكل من قبل! .. كانت مطيعه وتحترمها.. لم تحب أبداً ان ينحدر بينهما النقاش الى هذا المستوى المتدني!..
اخذت هاتفها تريد سماع صوت شيهانه علّها ترتاح قليلاً..
تريد رؤية جدها.. تريد تلك السكينه التي كانت تشعر بها بقربه،..
رن هاتفها لم تعرف رقم المتصل.. لن ترد عليه.. ظنت انه تميم يتصل من رقم آخر.. ولكنها تفاجأت برساله نصيّه مضمونها [صباح الخير… انا وصايف اخذت رقمك من دلال… ردي علي]..
ابتسمت وهي تتذكر تلك الهادئه.. منذ تزوجت هزاع لم تلتقي بها سوى مرتين، ماذا من الممكن ان تريد منها، في هذا الوقت!!
تلقت اتصالها.. وهي ترد عليها بسعاده/هلا بوصايف..
على الطرف الآخر/السلام عليكم ،كيفتس سلهام
ابتسمت/وعليكم السلام.. انا بخير.. شلونك انتي شخباارك يالقاطعه
ضحكت/حيلك علي.. اشغلني الزواج.. الله لا يشغلنا الا بطاعته..
ضحكت على ردها/ااميين.. هااه كيف طرينا عليك مع هالصباح..!!
وصايف/طريتي علي قلت خلني اتصل قبل انسى في زحمة الشغل،مابيك تتعذرين بضيق الوقت..بكرا عندي عزيمه و حياك الله انتي والوالده، ودي تحضرين،مع بنات عمي.. انا هاللحين بالدور بكلمهم.
ترددت في القبول/بس يا وصايف ..
تكلمت برجاء/طلبتتس لا تفشليني.. ابي اتجمل بكم عند ربعي.. هااه وش قلتي انفداتس؟
تنهدت/اوكي.. تم ..
اغلقت الهاتف بعدما ودعت وصايف.. وضعت هاتفها جانباً وتركت المكان بتملل واضح...
ما هذا الفراغ الكئيب الذي تشعر به مع زحمة انشغالها حتى مع وجودها بين عائلتها.. دعت الله ان يُعجل بوظيفتها لترتاح من تفكيرها الذي يكاد ينهيها...!
،
.
،
.
،
.
على جال ذلك الطريق السريع الرابط بين وسط السعوديه وشرقها.. في احد مراكز "امن الطرق"…
صرخ وهو يركل باب الغرفه الذي يُحبس فيها منذ اسبوع،قذف كل شيء عنده باتجاه الباب ولكن لا مجيب
جلس بقلّة حيله وهو يشعر بأنه سينهار من غضبه المكبوت،..
لحظات لينفتح باب تلك الغرفه.. ويدخل العسكري المناوب/قم وااقف ..يللاا
لم يقف.. ضل جالساً وهو يحدق فيه بغضب/وش عندك بعد؟
العسكري/جانا أمر من الرائد حاكم البراك بإخلاء سبيلك
شعر بنيران تشتعل في صدره،سيرد هذه الاهانه اضعافاً،لماذا يُحجز اسبوعاً بلا سبب وااضح/اخيراً
خرج وهو يتوقع ان يمضي على اوراق خروج او ما شابه ولكنه صُدم بان احداً لم يقم بأي شي يتوقعه،إلتفت للعسكري وصاحبه الواقفان هنالك ويبتسمان بسخريه وهو يستفسر/مافيه اوراق خروج تثبت اني بطلع او اي شي؟او سياره
ضحك العسكري وهو يشير للباب/اقوول خذ قشك و روّح اركب مع اوول كداد يوقف لك برا و ذب الريع ازين لك ولا تقعد تنشد.
عرف انه تمت السخريه منه ،فهم مافعله حاكم به،اخذ هاتفه ومحفظته وخرج غاضب لن يهدأ حتى يؤجج النيران حول ذلك المعتد بنفسه..
فتح هاتفه ثم حاول الاتصال بأخيه،ضل يتصل حتى رد عليه/الووه سلطاان…اسمع وش بقولك ونفذه..
ضل يتحدث معه وهو خارج،لمح سيارة نقل صغيره "نيسان" قديمه تمر أمامه اشار بيده لتقف ويركب/للدمام يالحبيب..
ابتسم بخبث/قداااام
التفت اليه ليس مصدقاً ما يراه/حااكم!!!
زاد في سرعته بشكل جنوني وهو يربط حزام الأمان ويتحدث بهدوء اعصاب/تقوول لي تبي اوصلك للدمام هاه؟
خاف حقاً وهو يرى الجديّه على محياه/حاكم علامك مسرع كذا؟..بهالسرعه بنموت قبل نوصل
شعر بالحرقه وهو يتذكر حديث توق عن مافعله بها سطام وكيف اسقط أبنه/وليش خايف من الموت!! كلنا له.
ضل متشبثاً مكانه وهو يشعر بالدوار والغثيان فالسياره قديمة الطراز و غير مريحه/يا رجل ترركد طلبتك تركد نزلني مابيك توصلني خلاص
هنا قرر حاكم ان يتوقف بشكل مفاجئ،ليذيق سطام مرارة الوجع الذي سببه لتوق، سحب مكابح السياره لتقف فجأه.. وليرتطم سطام في "التابلون" بشكل قاسي.. وينزف فوراً من رأسه.. وهو يصرخ/اعدمتنااا يا خي
اسرع حاكم مجدداً..وتوقف كالسابق بشكل مفاجئ.. اعاد الكره ثلاث مرات حتى ابتل سطام من دماءه وخارت قواه و احدث صدعاً في الزجاج الامامي للسياره..!
توقف بجانب الطريق واتجه نحوه ليفتح الباب ويخرجه بكل قوه ويلقي به أرضاً بكل ما اوتي من قسوه وهو يصرخ بوجهه/هالدم هذا ..رد دين بسسييط مع انك ماتسوى مواطيء أقدامي، لكن لو اني ما سويته ماسامحت نفسي طول عمري … وبااقي يا سطام.. حسابي معك ما خلّص.. بنتواجه مره ثانيه، وكلما فكرت تسوي شي لاهلي تأكد اني دااعسك داااعسك.
توقفت سيارة حاكم هنالك ونزل منها احد العساكر وهو يتجه لحاكم بالمفتاح/سيارتك طال عمرك
اخذ حاكم المفتاح وهو يشير الى سطام/اخذه معك للدمام يا محسن.. والله يعينك عليه، هالسياره تصليحها علي وابشر بالعوض
العسكري/ابشر طال عمرك.. اي خدمه؟
تركه وهو ينفض يديه وكأنه تخلص من قذاره/مشكور..
حاول النهوض مجدداً وهو يشعر بالتعب والدوار… بداخله حرقه وندبة قد أحدثها حاكم، لن يرتضي بهذه الاهانه وسيرد عليه بدماره ودمار عائلته..
،
.
،
.
تقف تحت المياه البارده المتدفقه من الدش تحاول بذلك إخماد نيرانها التي تتقد في داخلها.. منذ ذلك اليوم وهي تشعر بالانكسار.. إحساسها بالضعف يزداد كلما تتذكر معاملة عبدالرحمن لها.. اصبح يعاملها كأداة تفريغ غضب فقط..
لم تتوقع يوماً ان تُعامل هكذا.. كل ما ارادته تعاسة حياة توق لا دمار حياتها هي.. لكن يحدث لها مالم تخطط له أبداً..!
اليوم ستعود ام ناصر للمنزل.. و لربما تحدث الكارثه لو كانت فعلاً سمعت كل ما تحدثت به هاتفياً مع رفيقتها "ساره".. حينها سيقتلها عبدالرحمن ولن يتوانى عن ذلك..!
سمعت صوته يناديها ولكنها لم تجيبه.. تجاهلت صوته وهي تُكمل إستحمامها.. لحظات ليطرق باب الحمام بقوه/يااا بنت ماتسمعيين؟ اطلعي
خرجت وهي غاضبه وتلتف بروب الاستحمام الطويل/شفيك علي انت؟
أمسك بشعرها وهو ينفضها/اسمعييني ززين، تروحين لغرفة أمي وتنفضينها نفض… ابيها تجي هالاسبوع وتلقاها تلق لق فاااهمه
بكت من شدته/من قلة الخدم فالبيت ،جاي تطلب مني انظف؟
زم شفتيه بغضب وهي تناقشه في اوامره/زيادة كلام مابي يلا ألبسي واطلعي سوي شغلتس
تحركت شفتيها ببكاء وهي تمسك بيده برجاء/عبدالرحمن ليه تغيرت علي؟
للحظه رحمها تمتلك ملامح جميله لولا أنها تخفيها تحت عبوسها الدائم.. إرتخت يديه وهو ينهار أمام رجاءها بعد هجره الطويل لها.. لاحظها ترتمي في حضنه وتعانقه بشده وهي ترتجف كمن سقطت في بركة ماء متجمده وخرجت منها،بادلها الاحتضان بصمت وهو يحاول تهدأتها ..مازال غاضباً، هنالك شيء ما يمنعه من تقبلها..
.
،
.
،
.
،
.
ضل جالساً على صفيفها الخشبي وهو ينتظر خبراً من الداخل.. ينظر للسماء الملبده بالغيوم.. لعلها ستمطر لقاءاً بعد هذا الغياب..
شاهدته وهي قادمه من بعيد و بيدها القهوه .. صعدت الصفيف وهي تلقي التحيّه/السلام عليكم..
مازال قلقاً/وعليكم السلام بشري يا بنتي.. شلون جدتتس؟
ردت بابتسامه وهي ترى لهفته،ما اجمل العشق القديم/بخير ابشرك.. هذي بس نوبة ربو عاديه لا تخاف، انا تعودت عليها
تسائل لماذا لم تخرج اليه إذن/وينها طيب؟
سكبت له فنجان قهوه وهي تمده له/سم يا جدي.. هاللحين بتجي جدتي..
أشار بيده علامة الإكتفاء/بس يا بنتي لا تصبين لي قهوه انا ما جيت إلا علشان جدتس
ابتسمت/افااا يا جدي وترد فنجالي؟
قرر اخذ القهوه من يدها و هو يحتسيها بذهن مشغول بتلك!
رتبت حجابها جيداً وهي تجلس بالمقابل له، لم تتحدث معه سابقاً ،تشعر بفضول تجاه هذا الرجل الذي يقدسه احفاده.. ولم تنساه حبيبته بعد كل تلك السنين/عاش من شافك جدي..تو مانورت الديره
التفت اليها بابتسامه أبويه يغطيها بياض الشيب/بنور اهلها يا بنتي، هاه شلون صحتتس؟عساتس بخير؟
بنفس ابتسامتها/بخير الحمدلله.
تسائل بفضول/يابوتس ماعينتي حاكم؟ ما جاتس قريب؟
تفاجأت بسؤاله،ولكن اتفقت هي وحاكم ان تضل علاقتهما سريّه حتى يتم ما يريدانه،ترددت/لا ماشفته..
استغرب عدم مجيئها حتى الآن/توق وانا ابوتس روحي شوفي جدتتس، تأخرت بالحيل،اغديها تعبت مره ثانيه!!
ترددت في إخباره ان الجده ترفض لقاءه،لكن لابد من إخباره/بصراحه يا جدي.. هي رفضت تطلع لك!
صمت وهو يحتار من جوابها..لم يتحمل مشقة الطريق الا لرؤيتها و هاهي تتهرب من مواجهته،ماذا تريد منه إذن/ هي مير بخير وصحتها زينه؟
لاحظت تأثره/بخير جعلك تسلم
استقام واقفاً وهو يحتفظ بوقاره وهيبته/دامها بخير وصحتها زينه.. اجل انا بتيسر.. سلمي لي عليها كثير السلام.. ترى والله ما جيت وتعنيت الا علشانها تبقى عزيزه وغاليه ام فهد..
وقفت معه تودعه وهي يعز عليها رجوعه خالي الوفاض،لا تعرف لماذا رفضت الجده لقاءه،كادت ان تموت فرحاً لرؤيته وهاهي تختبئ في غرفتها وترفض لقاءه/يوصل يا جدي..
استدار وهو يقرر الرحيل، هذه أول مرّه تأبى لقاءه، لطالما خرجت وقطعت المسافات لرؤيته في السابق، أما الآن هي ترفضه!
تمنى لو تخرج الآن وتمنعه من الذهاب.. لكنها لم تفعل..
وصل الباب ثم التفت بنظره اخيره لعلها تجود عليه بنظره.. ولكنها لم تفعل...
خرج الى خالد وركب السياره وهو يشعر بنار تشتعل في صدره أحرق لضاها شرايين قلبه..
.
ضلت في فراشها موجوعه.. رئتيها غير قادره على التنفس بانتظام مازال تأثير رؤيته يغزو جسدها الضعيف.
لم تعد تمتلك تلك القوّه لتواجهه.. ظلمته كثيراً ..تعرف أنه خاف عليها ..تذكرت قبل لحظات وهي تسقط كان يناديها جوازي.. سمعتها منه قبل ان تفقد وعيها..
أتى ليجدد الماضي.. ولكنها لم تعود كالماضي قد دعستها عجلة السنين، كبرا واصبحا مسنيّن، يجب ان تنتهي هذه المعاناه بوفاتها..
تمنت الموت في هذه اللحظه حتى تتخلص من شعورها بالضعف .. استغفرت الله كثيراً و اتجهت لدورة المياه ستتوضأ وتصلي ماتيسر لها، كعادتها كلما داهمتها ذكرياتها تغسلها بماء الوضوء وتداويها بالصلاه..
..
،
.
،
.