.
،
تركت البحث عن وسيلة اتصال بحاكم.. حتى انها رفضت عرض ام عساف في استخدام هاتفها…هي الآن اصبح لديها هدف آخر هنا.. اكتفت من صمتها .. ستدمر من تسبب في قتل ابنها وسلب سعادتها، لن تعتق سطام من انتقامها.. ستنتظر الفرصه المواتيه ثم ستحكم قبضتها،
هاهي هناك في منزل الجاره تجلس تراقب اطفال تلك الجاره اللطيفه ام عساف.. وهي تستغرب هذان الصغيران بما انهما توأم و لكن ليسا يتشابهان البته!! وبالأخص الولد وكأنه ليس أبناً لأم عساف.. واسع العينين كثيف الرموش لون بشرته افتح من بقية اخوته، شعره مموج جميل..اخته التوأم شعرها ناعم ولكن درجة بياضها اقل منه..هي قصيره مع انها بنفس عمره!!
اقبلت ام عساف بيدها ابريق الشاي وهي تجلس،لاحظت الغرابه على وجه توق وابتسمت/وين وصلتي؟
ابتسمت وهي تشير للاطفال/يجننون بسم الله عليهم،
سكبت الشاي في الكاسات وهي تبتسم بفتور،بداخلها هم، وكأنها تتعرض للضغط/فهد و رنيم ما يشبهون بعض مع انهم توأم، صح؟
توق وهي تأخذ كاسة الشاي بضحكه خفيفه/طبيعي الولد ماراح يشبه البنت
ام عساف بنبره اقل وهي تلتفت لفهد، بحزن الأم ونبرة الشفقه/اصلاً واضح ان فهد ما يشبه بقية عيالي،صح؟
استغربت توق نبرتها فهي كالتي لديها شيء تود قوله/يمكن يشبه ابوه اكثر
ام عساف وكأنها تريد إزاحة هم هذا السر الذي تخبئه منذ سنين، لم تعرف له حلاً/لأول مره اثق بأحد يا توق.. واقوله سري..اللي محد يعرفه غيري انا وزوجي الله يخليه لي قد ماهو شايل بقلبه وساكت،انا اللي ورطته.
خافت اكثر.. واخذتها ظنونها،لا تستهويها الاسرار،ولكن من الواضح ان قلب ام عساف ضاق بسره.. وكأنها تريد من يحمل عنها جزء من الهم/حيرتيني يام عساف.. فضفضي لي ..انتي عارفه وش قصتي وما يخفى عليك امري… قوليلي وش قصتك.
لمعة عينيها وهي تنظر لفهد/فهود ماهو ولدي يا توق، لكن من ولادته وهو معي،
زادت حيرتها وشعورها بالغموض يزداد، فهي تراها دائماً تدلل فهد اكثر من بقية اخوته/مافهمت..!!
ام عساف وهي تمسح دمعتها التي سقطت/بقولك قصتي كامله ،لأني خايفه اكون ظلمت احد وانا ما ادري،ضميري يصرخ بي دايم..
خافت توق اكثر/وش السالفه.. لا يضيق صدرك وانا معك..احكي لي
قررت الحديث عما كبتته سنين،لعلها ترتاح،فشبح والدة فهد يطاردها دوماً/قبل كم سنه، بليلة ولادتي بـ رنوم بنتي كنت بالمستشفى هنا فالديره.. و شوي إلا دخلت علي وحده وكانت متحجبه ومتستره بشكل مايوضح لي من هي وتحمل بين يدينها مولود..! كانت تبكي وواضح مهمومه،قالت لي بالحرف الواحد.. يا بنتي..ابي مساعدتس.. و قلت ابشري يا خاله..وأنا ساعتها كنت فرحاانه ان ربي رزقني ببنت بعد هالاولاد..
استمعت باهتمام/ايووه كملي..
اكملت بحزن/قالت لي ان بنتها توفت وهي تولد بالبيت وهي من برا هالديره، تبغاني ارضع الولد.. واخليه عندي كم يوم لين تروح تجيب اغراضها وتجي،..وراحت الحرمه وضل معي فهود، كانت تقولي كذا اسمه..
توق خافت/لا تقولين انها معاد رجعت تاخذه..
ام عساف/بالعكس جاتني ثلاث مرات ، واللي عرفته ان الولد اسمه فهد سليمان.. لانها كانت تقول له وهي تلعبه لبى قلبك يا ولد سليمان يا ريحة الغالي!!
بعدها راحت من عندي اخر مره ولا عاد شفتها ابدددد!!
لو هو ولد حرام كان ما ذكرت اسم ابوه ولا جات تزورني ثلاث مرات وكل مره معها المبلغ الفلاني.. لبسه كان رااهي ومن الغالي.. هي بين عليها راعية عز ..
سكتت توق وهي تفكر بالقصه التي سردتها ام عساف، ثم نطقت/يام عساف. هالولد ماهو ولد بنتها..!
استغربت/بس هي قالت لي كذا
توق بابتسامه جانبيه/لو انه ولد بنتها ما قالت "لبى قلبك يا ولد سليمان وريحة الغاالي" كان ذكرت اسم بنتها بدال زوج بنتها..صدقيني فهود يكون ابن ولدها ماهو ابن بنتها
ابتسمت على ذكائها/اي والله شلون طافتني، وليه كذبت.. اللي محيرني ووين رااحت من سنين.. معاد شفتها!!
توق بحماس/القصه فيها إن!! يعني اكيد جدته توفت او صابها شي منعها تجي ، مستحيل تكون عايشه وما تجي تدوره!!.. طيب انتم ليه ما بلغتوا؟!
ابتسمت ام عساف على تحليلاتها/يختي شدراك اننا مبلغين من بعدما اختفت باسبوع وبدوون فايده، اللي يقهر اني ماعرف اسم ام فهد كل اللي اعرفه انه فهد سليمان وبس!
سرحت بعيد واتجهت لفهد وحملته على يدها وهي تتأمله/ما شاء الله.. الله يحفظك ويجمعك باهلك.
ام عساف بخوف/كلما افكر انه ممكن يطلعون اهله بأي لحظه يوجعني قلبي..هذا ولدي يا توق.. من عمره يومين وهو معي..
تذكرت توق مشاعر حزنها بفقد جنينها الذي لم يتعدا الشهور الاولى لحمله وتكلمت بعاطفه وهي تنزل فهد وتعيده للعب/انتي عارفه مشاعر الأم يا ام عساف.. لو كان وراء فهد قصه غريبه.. يمكن أمه عايشه وقلبها موجوع عليه بعد، يمكن حرموها منه بعد.
ام عساف اتجهت لفهد واحتضنته/ماحد بياخذ فهود مني
ابتسمت توق وعينيه تلمع/اكيد انتي أمه اللي رضعتيه واللي ربيتيه.. مافيه شك ابد ، يحق لك ترفضين.. بس هذا اذا طلعوا اهله،اشك انهم يطلعون بعد هالسنين.
ام عساف/تهقين يطلع لي احد يدوره
اخذت توق عبائتها وهي تنوي الخروج/ماتدرين يام عساف لو أمه عايشه وتدعي ليل نهار انها تشوفه،
صمتت ام عساف وهي تراجع نفسها/…
لاحظت بريق عينيها وهدوءها بعدما فضفضت عما بداخلها/يلا واناختك تأخرت انا راجعه لجدتي وباخذ رنوم وفهود معي عادي؟
ام عساف/اخذي واحد.. تراهم بيأذونتس بازعاجهم.. خابره جدتتس ما تداني صياح البزارين
ضحكت توق/بهذي صدقتي.. اجل باخذ فهود حبيبي طفشت لحالي..
ام عساف/اجل انتبهي عليه تراه بامانتتس
توق/بعيووني اكيد.. سلام
اتجه اليها وهو يخرج معها بسعاده.. امسكت بيده وهو يمشي ويبتسم ببراءه لا يعرف ماتخبئه له الأيام، يظن انه بين اهله.. فكرت فيما حدث لها وحينما تعرفت بأم عساف لم تظن انها تخبئ سر كهذا في منزلها.. فعلاً البيوت اسرار وقلوب الناس كالصناديق المقفله فيها ما يكفيها،ومن طرقها سيرى العجب العجاب…
**وصلت بيت جدتها المحاذي لبيت ام عساف ،كانت ستدخل وتفاجأت به امامها، تجاهلته وهي تمشي/تعال فهودي..
نظر بعبوس وهو يسألها بغضب، قد نصّب نفسه ولياً عليها/ويين راايحه انتي؟
تجاهلته، فـ مثله لا يستحق إضاعة الوقت والحديث معه..
رفع صوته قليلاً و بنبره حازمه/ماتعلميني وين رايحه و ليش؟، والا بحياتتس ما شفتي رجال !!
هنا يجب ان ترد،فهو تطاول على اخوتها وزوجها، وقفت ثم استدارت ناحيته/لا وانت الكاذب يا سطام، أنا شايفه رجال وكفو بعد، و ياطون على رقبتك لو تعزويت بهم، بس ما عمري شفت انذال قبل اشوفك!!..
قاطعها صارخاً/ان طلعتي ثاني مره…
بدورها قاطعته بصرامه وقوّه وهي ترفع يدها باعتراض/مــــــــالك علي حق يا سطام ولا الله قاله وبتموت ما وصلت للي براسك.. انا كنت اسكت عنك لجل الحياء والدين.. لكنك نذل و الانذال ماتعرف لا حياء و لا دين..من اليوم ورايح ماتعترض طريقي.. وحسابي والله لأصفيه معك قبل ارجع لزوجي..
ضحك بتهكم/وش بتسوين يعني؟!
ردت بثقه/سواياي بتشوفها ما يحتاج اعلمك وش بسوي.. مير صبرك علي
تركته متفاجئ و مصدوم بما قالته.. قد مسحت به الارض!! ومشت.. للحظه سيضحك من تهديدها.. فهي هنا لا تملك القدره على فعل اي شيء يضره، استغباها وقلل من شأن وعيدها وخرج ضاحكاً!!
،
.
،
.
وصل الفندق ..،
دخل وهو ينزع نظارته من عينيه واتجه للمصعد وهو يبتسم سيلاقي ابنة اخته التي لم يراها منذ اكثر من عام، لكم اشتاق لتلك المشاغبه لم يصدق انها تزوجت لطالما كانت طفله في نظره، لن يصدق حتى يراها بصحبة زوجها الذي تتآمر عليه (ادعي لك وانا ماعرفك ،الله يعينك على زعلها يا تميم)…
اتجه لباب الجناح وهو يُخرج هاتفه ويتصل بها لتفتح له/الوه سلهام.. انا عند الباب.. افتحي..
اغلق هاتفه.. وتفاجأ بأحدهم يقف بجانبه واستغرب نظراته الناريه، عرف جيداً انه زوجها.. كتم ضحكته (مبين عصبي الله يستر لا تورطني معه سلهام،) /خير يالاخو وش موقفك هنا
ابتسم تميم بسخريه/انت اللي وش تبي هنا… شكلك مضيع!
كتم ضحكته، وهو يراه يعقد حاجبيه (معقوله جالس قدام باب غرفتها من البارح، والله ان هالبنت صدق عنيده ماتغيرت!!) لم يرد عليه وهو يقف امام باب الجناح،..
تقف بعبائتها ونقابها خلف الباب كانت تنتظر خالها..نظرت من العين الساحره للباب ووجدتهما يقفان بوجه بعضهما.. قررت الانتظار قليلاً لترى ردة فعل تميم حينما يتحدث خالها بما قالته له..
تميم امسك به/انت ماتقولي من انت؟ ووش تبي عند باب جناحي؟
ابتسم بخبث/ودانه جناحك ليه جالس برا هااه
حاول ان يكون اكثر هدوءاً ويثبت لسلهام انه تغير للافضل،تحدث من بين اسنانه وكان بوده لو قتله/مالك دخل.. بتقولي من انت والا توطيت في بطنك
التفت اليه ياسر بتملل/انا رفيقها خويها، انت وش عليك مني؟..انقلع عن وجهي مالك دخل.
فقد عقله، "تذكر هيثم، ظن انه هو" لم ينتظر ثانيه واحده حتى لكمه في وجهه واستمر بوحشيه…بتصرف سريع فتحت سلهام الباب وهي تبعده عن خالها/بسس تمييم خلااص..ابعد عنه..
ذُهل تميم مما تفعله امامه!! وهو يراها تعانق الرجل وتبكي..!!
حاول ايقافها عن اخذه للغرفه ولكنها لم ترد عليه،يكتسيه غباء مؤقت حينما تكون سلهام طرفاً في موضوع/سلهااام
ادخلته الغرفه و جلّسته و هي تبكي و تلاحظ الكدمات على وجهه/اسفه لبى قلبك.. ما توقعته يسوي بك كذا
ياسر بضحكه/كل هالشر بوجهه ولا توقعين.. يا شيخه ظنيته بيذبحني بنظراته قبل يدينه..
التفتت الى تميم الذي يتجه اليها و امسك بها بكامل قوته وأدارها نحوه .سبقته بالحديث وعينيها تقدح شرار/كسر بيدك ان شاء الله.. قل امين وش سويت بخالي؟
تفاجأ بما تقول.. "خالها"..!! هذا مقلب آخر بعد مقلب البارحه! اعتقها من قبضة يديه، سيُجن منها ومما تفعل به، عرفت كيف تذلّه مجدداً، والآن امام خالها!!
وقف ياسر بعدما شعر انه يجب ان يذهب ثم يهم بالخروج/انا انتظرك تحت لا خلصتي،انزلي
شاهد ياسر يخرج و رد عليها بغباء/اسف يا سلهام ظنيته واحد من..
تكلمت بدمعه حارقه وهي تقاطعه فقد فشل في هذا الاختبار، لطالما كانت تريد اي ذريعه لتسامحه ولكنه لم يتغير مازال يشك بها/اصصص ولا كلمه،واحد من حبايبي المليون هاااه!!! ، للحين يا تميم تشك فيّ وللحين ماتتحكم في اعصابك..!..دام عمرك ماراح تثق فيّ، اجل ليه تلّح انك تبيني، ليه؟
اغلق باب الغرفه جيداً واتجه اليها/ليه ابيتس هاه؟! ماتدرين ليه؟
ابتعدت عنه وهي تتصنع القوه رغم هشاشة داخلها/ابعـــــد انا حلفت انك ما تقرب مني
اقترب منها وهو يراها تقف لم يعد خلفها سوا حائط يمنعها من التراجع اكثر ،تحدث وعينيه تغزو عينيها وتروي
قصص الشوق ،"سلهام عينيها مختصر الملذات"/وش سويتي بي يا سلهام؟!
حاولت ان تصد بوجهها لتشيح بعينيها عنه ولكنه أعادها بطرف اصبعه، وبصوت مبحوح/بعد بتحرميني من لذة النظر في عيونتس؟!
ابتلعت ريق الشوق بين يديه.. وهي تغص بالغيره/من حرم الثاني اكثر… من اللي جار على الثاني اكثر؟! ،من اللي ظلم الثاني اكثر؟!..من يا تميم.. من؟!!
لا يعرف كيفية التنازل ولكنه سيحاول/انا قدامتس هاللحين.. سوي بي اللي تبين عاتبيني اضربيني قولي اللي في خاطرتس
تذكرت زواجه عليها من دون وجه حق و زفته امام الناس لأخرى غيرها.. و إذلالها بتحديه لها بالرقص في زواجه الاخر..و اهاناته لها امام العائله، رفعت رأسها للاعلى حتى لا تنزل الدمعه وهي تبتسم بذبول/مافيه عتب بين العاشقين.. ولا ضرب الا للحمير ..وانت محشوم عن الثانيه و ما لك حق بالأولى..انا وانت متى حبينا بعض علشان نرجع نعتذر ونعيش تحت سقف واحد، حتى اني ماقدر ارجعلك بعدما لمست وحده غيري<<قالتها بمراره.
عذبته بمبرراتها،لا يريد اي تعقيد، سيتخلى عن شخصيته لو وافقت وعادت اليه/بس انتي عارفه اني كنت متزوج قبلتس. وما قلتي شي،ليش هاللحين ترفضين ألمس غيرتس
رفعت حدة صوتها وهي تقاطعه بغضب ونبرة الغيره تغلب/هذاك قبل نعرف بعض،وقبل تتزوجني ومالي حق اعترض عليه.. لكن زواجك من نوير كان بعدما عرفتني وما كان لك اي حق تتزوج علي بدون تعطيني حق واحد من حقوقي..تكفى تميم ريحني منك انا مقدر استقبلك بعدما رحت تلمس وحده غيري أنااا.
قرر الاعتراف لأجلها فقط، حتى لا يخسرها وتذهب لغيره/انا بعدما لمستك هذيك الليله مالمست غيرتس.. ارتحتي؟
دققت في جملته وفهمتها ولكنها لم تصدق/تظن اني الغبيه اللي بصدق انك تتزوج بدون تسوي شي
تكلم من بين اسنانه بغصب/انتي وش تبين مني بالضبط
نطقتها بلهيب يشتعل داخلها ،يحرقها هي قبل ان يحرقه/انت عارف وش ابي منك.. وقد طلبته من قبل وللحين انا مصرّه عليه
سحبها اليه بكل قوه.. تأمل ملامح وجهها كثيراً،واطال النظر بعينيها بصمت ثم ختمها بقبلتين على عينيها وكأنه يستودعهما الله ان لا ترى من الرجال غيره احد/انا كل مناي انتس ترتاحين، و ان كان راحتتس بفرقاي.. ابشري بها..
**عاد ليتأمل عينيها اللامعتين بعشق ،لطالما عشق هذه العينين الضاحكتين، همس بحب/مابي هالعيون تبكي الا فرح يا سلهام
خافت من تلك اللحظه التي تمنتها طويلاً..ها هي تأتي الآن تسائلت هل سيفعلها ويطلقها؟..تريد ذلك ولا تتمناه! ..
احتضنها بكل ما أوتي من لهفه وعشق في محاوله يائسه ليسكنها صدره، ثم همس في اذنها/انتي طالق..
تركها بهدوء..وهو يخرج من الغرفه بدون ان يلتفت اليها او حتى يلقي نظره اخيره...!
شعرت وكأنها تقف على ركام...
الآن ربحت معركتها ولكن لماذا تشعر بالبعثره؟، لماذا اشلاء قلبها متناثره هنا وهناك؟، وبعض اشلاءها علقت مع ذلك الحبيب ورحلت معه!
..حافظت على كبريائها وغرورها على حساب قلبها،
"هذا القلب الشقي لا يفكر حين يعشق"وذلك الغرور لا يقبل الانحناء.. و ليس قابل للكسر"!
جلست تضحك بخيبه.. لم تفرح ابداً بهذا الطلاق الذي لطالما سعت له بكل ما أوتيت من غرور وكبرياء..!
لحظات انكسار قلب لكنها لم تخضع لدموعها كثيراً… اخذت نفسها وهي تخرج لخالها في الاسفل.. لن تدع الطلاق يؤثر عليها وهي من سعت له وعليها ان تتحمل تبعاته..
خرجت من تلك الغرفه وهي تعد نفسها بأنها لن تبكي اكثر.. سيكون تميم صفحه وانطوت..
.
،
.
،
.
،
.
خرج من عندها وهو يتجه لمنزل عمته شيهانه.. لن يرتاح حتى يتحدث اليها.. يريد ان يبكي.. لكن ماذا يفعل بغروره ورجولته… قد جعله حب سلهام ينحني ويفكر في البكاء!! ،
أذل نفسه بتتبعها.. ترجاها كثيراً..لم تصغي له ..لم ترتاح الا بعدما نالت حريتها التي أسرته..
ارسل رسالة واتساب بأنه قد اقترب من منزلها.. ثم نزل و ضرب الجرس ..
لحظات ويفتح له وافي الذي كان يستعد للخروج/الله حييه.. اقلط يا مرحبا
شعر بالحرج وهو يقف امام منزلهم هكذا بلا عزيمه/الله يبقيك.. والله مستعجل… جاي اخذ عمتي وماشي..
ابتسم وافي وهو يمسك بيده/يا رجل فنجااال قهوه
باعتراض/والله ما اذوقها.. انا رجالن مستعجل.. خلها مره ثانيه
فقد الامل به/الله يسامحك.. اجل لازم تعوضني
"ضلا يتحدثان..
.
.
في داخل المنزل.. نزلت من الاعلى بعبائتها بعدما استأذنت من ذيب للخروج مع تميم.. اتجهت لغرفة أم ذيب وطرقت الباب.. وانتظرت الاذن..
ام ذيب التي كانت تجلس امام صندوق خشبي وترتب اشيائها/الباب مفتوح يا بنيتي
دخلت وو جدتها تبدوا تعيد ترتيب اشيائها،وابتسمت/خالتي تبين مساعده؟
ام ذيب/لا يا بنيتي ماتقصرين هذي شغيلاتي ماعندي غيرها.. ابي ارتبها بنفسي علشان ماضيع اماكنهن.. انتي شكلتس طالعه؟
اقتربت شيهانه وهي تقبل رأسها/اي والله طالعه لبيت اخوي مسيار وراجعه تخبرين زواج بنت اخوي بعد بكرا وكذا… تبين شي يا خاله قبل اطلع؟
ابتسمت برضا/لا يا بنيتي ..ماتقصرين ..روحي واستانسي.. وسلمي لي على اهلتس لا جيتيهم
شيهانه/الله يسلمتس..يلا سلام
ام ذيب/الله يحفظتس..
..
خرجت شيهانه مستعجله.. فصوت تميم لم يكن مريحاً..وكأن كارثه قد حدثت.. طلبها بإلحاح.. وجدته واقفاً امام سيارته.. شاهدها وفتح لها الباب.. ثم ركب هو وتحرك مسرعاً..
شعرت بالحيره/يا ولد لا تسرع.. علامك.. وش صاير.. لا تروعني اهلك فيهم بلاء؟
رد بضياع/ البلاء في أنا.. ماهو في غيري يا عمه..
خافت هو لم يشتكي من بأس أبداً لماذا يكون الآن بهذا السوء/بسم الله عليك.. وش بلاك
نطقها بألم وقهر/طلقت سلهام
شهقت مستنكره الخبر، لم تتمنى هذه النهايه مع أنها توقعتها بعد موقف سلهام وحديثها الاخير معها..!!
.
،
.
،
.
،
.
،
.
في ميدان عمله.. ترك مكتبه وخرج لزملاءه في الميدان.. سيراقب الوضع.. فقد ملّ، لم يعتاد على عمل المكاتب.. لطالما كان شغفه دائماً في ميادين العمل..
اتجه لزميله الرقيب/كيف العمل يا عسكري
الرقيب محسن بالتحيه العسكريه/تمام طال عمرك..للحين ما شفنا احد من المطلوبين والوضع مستتب.
تحدث وعينه تراقب السيارات كبقية العساكر/في اوامر عليا بالتركيز لان الخليه خطيره.. لازم يلقى القبض عليهم قبل على الاقل شهرين..
لاحظ سياره ليست غريبه عليه هذه سيارة زوجته، أمر العسكري بإيقاف سيارة "الرنج البيضاء" والتقصي عنه..
اوقف الرقيب محسن السياره بأمر حاكم/الهويه والاستماره لو سمحت
ارتبك سطام وهو يشعر بالورطه لطالما كان يكره نقاط التفتيش، الان هذه السياره ليست له ماذا سيفعل!
الرقيب بنبرة امر/يا رجل خلصنا وراك عالم واقفه..
تعرّق من شدة الارتباك و اتضح ذلك عليه في حديثه/طي.. طيب ياخي
بانفلات اعصاب أمره الرقيب بأن يقف جانباً فقد استشك في أمره وهنالك من يريد العبور خلفه/اصفط على جنب اصفط انت سالفتك مطوله..
ابتعد بالسياره عن الطريق ليتنحى و يقف جانباً، لكنه ضل في السياره، ندم على اخذه سيارة توق، ليثير غضبها( وش هالورطه اللي حطيت نفسي فيها..)
الرقيب وهو يرفع صوته بغضب فقد افقده هذا الأبله اعصابه وهو يماطل في اخراج اثباتاته/يا اخي انت ماتفهم!! والا وراك مصيبه…
اتجه اليهم هو بصوته المملوء رجوله وثقه بالنفس/خير يا عسكري وش العلم؟
التفت لصاحب الصوت وإذا به غريمه،ابتلع ريقه بصعوبه وهو يرى رتبته العسكريه،لابد وانه سينتقم لأن هده سيارة طليقته..
وقف وهو يأمر سطام/انززل مثل الرجال لا تخاف
استفزته الجمله ونزل وهو يحاول كبت نفسه،ليس من الصح ان يعصي أمر رجل الأمن، هو ايضاً خائف..
أمره بصرامه/طلع الهويه والاستماره بسرعه..
حضر في هذا الوقت وهو يمشي بهيبته وكأنه لم يرى سطام،وبصوت فخم/خير يا عسكري وش المشكله هنا؟
ألتفت لصاحب الصوت وهو يبتلع ريقه بصعوبه بعدما شاهد الرتبه، ماذا سيفعل به وهو يراه يركب سيارة زوجته،لم يستطيع الحديث..
الرقيب وهو يلتفت لحاكم/طال عمرك يرفض ابراز الهويه والاستماره،عطل عملنا ووقفته
أراد الحديث بما يجول في خاطره تجاه ذلك السطام.. ولكن لن يفعل ذلك وهو يرتدي البزه الرسميه، سيكون انتقامه بدون البزه العسكريه وبدون مسميات مناصب، التفت لسطام وكأنه لم يراه سابقاً/لو سمحت الهويه.. لأن رفضك لهالأمر يدعينا نلقي القبض،عليك بتهمة الاشتباه وبذلك راح يتم التحقيق معك.. وسالفه طويله ما انصحك فيها
انصاع لأمره بسرعه وهو مرتبك فالحديث عن التحقيق يجعله ينتفض خوفاً،اخرج بطاقته بيدين مرتجفتين ومدها لحاكم/سم
لاحظ يده المتعرقه، يبدو أنه مرتبك لابد وانه يخفي شيئاً يخاف فضحه، لاحظ اسمه ليس بالغريب عليه ثم نطقه/سطام فايز الصارم؟!
تكلم اخيراً/نعم .
أمر حاكم العسكري بالانصراف ثم نظر الى سطام وهو يكاد يحرقه بنظراته/وين رايح
شعر وكأن حاكم يستفزه/وان ما جاوبتك وش بيصير..
ابتسم حاكم وهو بداخله نيران متقده،لمح له بما يستطيع فعله،ليخوفه فقط/فيه ناس يموتون في هالخط.. من مداهمه او مطارده.. او حتى حادث ..انت اكيد ماتبي يكون مصيرك مثلهم
تكلم رغماً عنه/رايح لرماح..
التفت لسيارة حبيبته وهو يتخيلها، استشاط غضباً/وليه راكب سياره ماهي بـ لك؟
ابتسم ليغيضه،فهو يعرف جيداً ما حدث/طلبتني شخصياً اجيبها لها؟
حاول كبت اعصابه قدر المستطاع.. غيرته تكاد تحرقه/اها.. طلبتك شخصياً؟! حلو.... انت دريت انك راح تتوقف اسبوع كامل عندنا؟
خاف وهو ينفعل/وليش ان شاء الله.. انا..
قاطعه بصرامه وصوته يرتفع/بتهمة التسبب بازعاج السلطات.. ساعه كامله علشان نشوف هويتك.. وسااعه علشان تسفط على جنب…!!
حاول سطام الحديث ولكن حاكم قاطعه/يااا عسسسكررري..
العسكري حضر مسرعاً من بعيد/أمرررك
غمز له حاكم/اخذ هذا وحطه بالتوقيف.. اسبوووع.. اهتم بموضوعه
فهمه العسكري ثم اخذه وذهب به للمركز..
نظر لساعته وهو يبتسم/بقي نصف ساعه على تسليم مهمته..
اتجه لسيارتها وبقلبه من اشواقه ما يجعله يطير شوقاً..
جلس في المرتبه الخلفيه فهي تجلس هنا دائماً..جعلته يهيم بها ويحلم بها حتى في صحوته!
.
،
.
،