كاتب الموضوع :
رُؤىَ
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: طـيشُ فتَــاة .. ! | رؤى :$
السَــلامُ عليـكُـم :)
كيفكُـم ؟! إن شاءَ الله بخير ؟!
الطَـيش الثَـالث بأتَـم الجَـاهزيـة وَ هُـو بدايـةُ جُـزء و أحداث جديدَة ..
أتمَـنى أن يستَـحسن ذائقَـتكم و أن يكُـون بالمُـستوى ^^
أنتظر ردودكُـم و نقدكم برحابة صَـدر :$
قـراءة ممتعَــة .....
هذا الطيش إهداء لــ " غربة الخريــف "
| الطـيشُ الثَـــالث ... ! |
مَـا أجملـهُ مِـن نوم بينَ أحضَـان الطبيعَـة الغنـاءِ ، عُـشب نديُّ يلامِـس أطرافهَـا ليغمُـرهَـا بنشوة الراحَـة و الإسترخَـاء ، هَـواء صباحيُ خفيفُ مُـحمل بعطُـور الأزهَـار الفتية يدَاعبُ أنفَـاسهَـا بحفَـاوة و رقَـة لتَـسمتع بنومِ لَـم تذقـهُ منذُ إثنَـى عشر شهراً ...
لا كـوابيس ترافقهَـا و لا ذكريَـات مشؤومَـة تلاحقهَـا .. و لَـكن هنَـاك ضربَـة قويَـة على خَـصرهَـا جعلتهَـا تقفِـز من مكَـانهَـا ألمًـا و تُـوقظهَـا من أحلامهَـا الهنيئَـة لتصَـرخُ بِـ آهَـات الألَـم و هي تضَـع يدهَـا مكَـان التَـوجع ...
صَـرخَـت بغضَـب و هي تُـحَـاول فتحَ عينيهَـا بصعُـوبة بسببِ أشعَـة الشَـمسِ الحَـارقة التي استقَـرت على ظلهَـا مبَـاشرة مانعة إِيَـاهَـا من الرؤيَـة الوَاضحَـة و السليمَـة ، فقَـد باغتهَـا النومُ لفترَة دامَـت أكثَـر من ساعتين و وقتُ الظهيرة قد حَـل معلنـاً حضُـور موجَـة من الحَـر معهُ : مَــــــــــــــا هذَا !! سحقــاً لك أيهَـا الغبيُ الأبكَـمُ هَــــــل أنتَ ضعِــ " لتفتَـح عينيهَـا ، فتصرُخ بذعرِ و هي تترَاجَـع نحوَ الوراءِ بسرعَـة و دقَـات قلبهَـا تتفَـاوت " مَـــــن أنت ؟! و كيـفَ دخلـتَ القصرَ ؟! و متَـى حضَـرت ؟! و مـــاذا تفعـل هنَـا ؟!!
◙◙◙◙◙◙◙◙
يَـا لسخريَـة حظـكَ يَـا ثَـائر ..! آخرُ شخص أردتَ مقَـابلـتهُ بهذَا المكَـان البَـائس حَـاضِـر لإستقبَـالك ..!
يَـا إلهيِ مِـن أيِ مكَـان خرجَـت هذهِ الشيطَـانة الخبيثَـة ؟! .. هَـل من الجحيِـم أو مِـن عريِـن الشيَـاطين !!
أيُّ قـلبِ تحمـلهُ هذه البلهَـاء ؟! ..هَـل هُـو مِـن حجَـر أو مِـن جليِـد !!
هَـل أُخرجُ المُسدس و أُفرغُـه برأسهَـا دُون رحمَـة .. !! هل أرتكُب بهَـا جريمَـة تجعلهَـا تدركُ معنَـى هدرِ الأروَاح بتلك السهُـولة .. !! هَـل أُوقِـظ ضميرهَـا المدفُـون و المُـغشَـى بالخبثِ و الدنَـاءة .. !!
لالاَ .. لا تستَـعجل يا ثَـائر إنهَـا البدايَـة لن أعتَـمد على العجلَـة.. سوفَ أطبخُ القِـدر على نَـار هَـادئة دون تَـسرع حتى أجعلها تعضُ أظَـافرهَـا من النَـدم .. ! تطلبُ المَــوت و هيَ من فئة الأحيَــاء .. !
" مَــــــــــــــا هذَا !! سحقــاً لك أيهَـا الغبيُ الأبكَـمُ هَــــــل أنتَ ضعِــ " أخبرُونِـي هل هذهِ كلمَـات تقتنيهَـا فتَـاة مؤدبَـة تَـعرفُ السلوكَـات و الكلاَم الحَـسن ، مُـجرد ألفَـاظ بذيئَـة تهذيِ بهَـا .. أُبصِـمُ لكُـم أنهَـا تستعملُـهَـا مِـثل شُـرب المَـاء بسهُـولة و إعتيَـادية تامَـة ، حقـاً لأنهَـا فتَـاة أخذهَـا العِـزُ و التَـرفُ و أنسَـاهَـا جميعَ مبادئهَـا ..
يا إلهِــي إنها تكلـمنيِ و كأنهَـا تستَـجوبنيِ ، ألاَ تَـفهَـم أننيِ لا أستحمـل النَـظر إليهَـا حتى !! ، فمَـا أدرَاك بسمَـاع صوتهَـا المُـزعج ..
نَـاظرتهَـا ببرُود مُـعتَـاد عليه و أنَـا أُخبىُ يديَ بجيَـبِ البنطَـلون و أتَـأكَـد مِـن تخفِـي صُـورة عائلتي على ناظريهَـا ، أشحـت بنظريِ بعيـدا و أنَـا أشعُـر بالخزيِ و تلوث الهوَاء بتواجدهَـا ، أخرجَـت الكلمَـات بصعُـوبَـة و أنَـا أمُـد بالحرُوف : السَـــــلام عليكُـــم أُخـت ملاَك !! أظُـن أنه السلام واجِــب ؟! معَــك ثَـائِـر مسَـاعدك الشَـخصي و المُـستقبَــلي و مُـرافقَـك !! أتوقَــع أنه السيد عبد الرحمَـن " أب ملاك " قَـد أخبركِ عَـن حضُـوريِ مسبقـاً ، فرصَـة سعيدَة !!
إبتَـسمت بسخريَـة و أنَـا أُوليهَـا ظهري و أبتَـعِـد عنهَـا بهُـدوء و بخُـطى واثقَـة أمَـا بداخلي نَـار تتقِـظُ و تَـشُـب مخلفَـة لهيبـاً حارقـا يمسَـح آخِـر صفَـاتي الطيبَـة ، إبتعَـدت خطوة و خطوَتيـنِ و إذَا بشيءِ حَـاد يرتَـطم و يضرب ظهري بقوة كبيرة جعلتنيِ أتوقَـف متألمًـا
◙◙◙◙◙◙◙◙
نَـاظرتهُ و الصدمَـة قد إلتحمَـتني ، أُقسِـم لكُـم أنهُ نسخة طبق الأصـل من تلكَ الفتَـاة !! .. نفسُ الأعيُـن اللوزيَـة الوسيعَـة و الشَـعر الأسود الليليِ بملامحَ حَـادة عكسَ ملامحهَـا البريئَـة !! .. عينَـاه تخفيَـان بريقـاً غريبـاً أعجُز عَـن فَـهمـهِ .. ! نظراتُـه تختَـرقني و تبثُ الذعرَ بداخلِـي .. !!
أمَـا صوتُـه فلم يزد إلا من دقَـات قلبِي و إرتجَـاف أطرافيِ .. ! سحقـاً لقد أصبحـتُ مثـلَ القطَـة المُـرتجفة التي فقَـدت مخالبهَـا و شراستهَـا .. تبتَـلعُ كلمَـاته التي كَـان يهذِي بهَا بسخريَـة و كأنُـه يكلمُ خادم لَـه دُون أدنَـى إهتمَـام .. ! ، الأحمَـق ألاَ يُـدركُ أنهُ هُـو الخَـادمُ أم أنهُ يريدُ تجربَـة دور الرفَـاهية و الحدة أمَــاميِ .. ؟!
ألَـم يَـجِـد أبيِ مرافقـاً مِـن غَـير هذَا المُـتعجرف ، الأحمَـق ، الأعمَـى ، الغبي ، المُـتكبِـر .. ! ، لَـن أستطيعَ حتَـى التجَـاوب معَ أمثَـالهُ فكيفَ سيكُـون مرافقـاً ليِ ؟! ، و كذَلك بالمُـجرد النظَـر إليه و تحديداً لعينيهِ ذَات النظرات الصقريَـة الحادَة يولِـدُ الرعبَ و الذُعـرَ بداخليِ .. !!
لقَـد تغاضيُـت عن أسلُـوبهِ بالكَـلام و الرَد من ناحيَـة السخريَـة و التعجرُف التيِ لمحتُـها من نبرَة صَـوتهِ ، لَـكنـهُ تمَـادى بتصرفَـاته البذيئَـة و تجَـاوز جميِـع الخطُـوط بطريقَـة معاملتِـه .. بحيثُ أنه إستدَار ذَاهبـاً بعدَ أن أطلَـق كلامَـهُ السخيفَ و البعض من مواعِـظه .. دُون أن أعطيهِ الإذنَ بذلكَ و دُون أن ينتَـظرَ إجابَـة أفرغَ فيهَـا جميعَ شُـحنَـات الغضَـب و الغيضِ المتكدسَـة بأعمَـاقي .. بَـل إتجَـه بخُـطى واثقَـة يفرضُ شخصيَـتهُ أمَـاميِ و يستَـحقِـر من مقَـامي دُون إهتمَـام .. !!
هَـل تُـصدقُـون أنهُ أحقَـرُ و أغبَـى رجل عرفتُـه .. لقد إمتـلىء الكأس عَـن حدِه .. إذن سينقَـلبُ ضِـده.. !! ، لم أستطع كبحَ إرادتي و ردعَ أفكَـاريِ الشيطَـانية التي إحتلت جُـمَّ تفكيريِ ، فإلتَـفت يمينـاً و يسَـاراً أبحَـثُ عَـن شيء أستَـرِدُ بِـه بعضَ من شتَـات كبريائِـي الذي حطمَـهُ هذَا الأهبَـل ، لتقَـع عيناي على حذائي ذي الكعب العَـالي ، حمَـلته بسرعَـة و عينَـاي تحدثَـان بريق الخُـبث و المُـكر .. !!
همُـست ضاحكَـة و أنَـا أُحَـاول تحديدَ نقطة الرميِ : لَـم أكُن يومـاً بارعَـة بالرمي و القذفِ لكِـن سأجَـرب حظي اليُـوم لعلِـيَ أُحـرزُ الهدَف برأسِـه !!
ضيقتُ مِـن فتحـة عينَـاي و أنَـا أزُّم شفتَـاي مستعدةُ لإصَـابتهِ ، و رميـتُ الكَـعب بأقـوَى مَـا عنديِ و أنَـا أراهُ يتَـجِـه نَـاحيتهُ كالصَـارُوخ ليرتَـطم بظهرهِ .. !!
إبتَــسمت بفَـرح و نشوَة النصرِ قد خالجتنيِ و كأننيِ حِـزتُ و أنجـزت شيئـاً عظيمـاً .. لكنَ سُـرعَـان ما بدأت تلك الإبتسَـامة بالتقلـص حتَـى إختفَـت تمامـاً من معالم وجهيِ و أنَـا أراهُ يلتَـفتُ نحوِي و يرمقنيِ بأحد نظراتِـه النَـارية القاتلَـة .. !!
حاولـت تلبُـسَ رداءَ الثقَـة و القُـوة و أنَــا أُبَـادلُـه نفسَ النظرَات لكِـن بطريقَـة مهزُوزَة داخليـاً أتجَـهتُ نَـاحيتُـه بكبريَـاء و إزدراءٍ و أنَـا أرمُـقه بنظرَات إستحقَـار و إنحطَـاط لعَـلهُ يُـدرك مِـن مكَـانتُـه ، تَـوقفـتُ بهُـدوء و تكلمـتُ بطريقَـة أستفـزهُ و أسخُـر منه بهَـا بدُون أن ألتَـفِـت نحوَهُ : إسمَـع يَـا أنت !! أولاً لَـم تتأسَـف عَـن ضربِـك لقَـد كدتَ أن تَـكسرَ خصريِ بركلَـتك تلكَ و أيقَـظتني مِـن عِـزِ النَـومِ بدُون مبَـالاة .. ! ثَـانيـاً أحذرك أن تكلمَـني بطريقَـتك الساخرة تلك و أسلوبك المُنحَـط مرة أُخـرَى .. ! و أخيراً لاَ تُـصَّـعِـر خدَك على سيدَتِـكَ و تتحرك من مكَـانكَ دُون طلبِ الإذنِ منهَـا و هذَا " تُـأشر نحو الكعب العالي " مُـجردُ دَرس لكَ .. !!
أخذت حذائهَـا بين يديهَـا و هي تنفَـخُ ريشهَـا مُـتجهةً نحـوَ المَـدخل بعدَ أن أرضَـت كبريَـائهَـا و إسترجَـعته من جديدٍ و أفرغَـت جُّـل حقدهَـا و ضغنهَـا عليه .. ! صحيحُ أنهَـا لَـم تُـردهُ مرافق لهَـا لكِـن قد غيرَت رأيهَـا تمَـامـاً ، تُـريد فقط أن تذلَـهُ و تتأمَـر عليهِ حتَـى يطلُـب بنفسِـه الإستقَـالة عن العمَـل .. !
◙◙◙◙◙◙◙◙
ألتَـفت بقوة و حَـاجبيه ينعقدان كنَـاية عَـن ألمِـه و إستغـرَابِـه بنفسِ الوقت ، لتقع عينَـاه على الحذاء " أكرمكم الله " المُـرتميِ أسفَـل قدميـهِ ، زمَّ شفتيـهِ بإستنكَـار و هُـو يحَـاول تفسيرَ أمر وصُـول ذلك الكَـعب العَـالي الأُنثوي لمكَـانهِ و الألَـم الذي يتزايدُ بظهرهِ .. ربطَ الأحدَاث بسرعة بديهيَـة ليرفع رأسهُ بعصبيَـة و عينَـاه تجسدَان حجمَ النيرَان التي تشُـب و تتآكل بأعماقهِ .. تصرفهَـا هذَا لم يُـنِـم إلا عَـن بذائة تصرفِـها و وقَـاحة أسلُـوبها ، و حاليا أبصم أنهَـا أوقَـحُ فتَـاة عرفتُـها ...!
رأيتهَـا تتجِـهُ ناحيتي و تبتَـسم ببشَـاعة و الثقَـة قد أعمتهَـا كليـَّا ، كلامات أردفَـت تهذيِ بهَـا .. هل كَـانت تقصدُني بهَـا أم ماذَا ؟!
إستوعبتُ الموقف و أنَـا أراهَـا ترمقنِـي بنظرات لَـم تكُـن إلا إستحقَـارًا ، و كلمَـات من هنَـا و هنَـاك تتعَـالى بهَـا ، لَـم تعرف أثنَـاء كلامهَا مجالا للصمتِ أو التوقُـف .. بَـل كَـانت تُـضيف من العيَّـار و تَـستنزفُ حجمَ الصبر الذي أمتلكُـه .. أنـا لستُ عبدهَـا و لا خَـادمهَـا ! فأين أُصنف هذه الإهَـانات .. ضَـاقت عينَـاي بضيقَـة صدري ! و كلمة تتَـردد بِـمسامعي ألا و هي " سيدتك " .. و بذلك إندثر جميع الصبر الذي كنتُ أجمعهُ و أمتلكهُ ليرحلَ مودعـاً ! .. مستقبلا بذلك عصبيَـة لطالمَـا وُجب إستعمالهَـا لمثل هذه المخلُـوقات التي لا تعرفُ سُـبلَ الإحترامِ .. و بحضُـور العصبيَـة و فقدَان الأعصَـاب تحضُـر الشيَـاطين المُـرافقَـة فما تزيدني إلا حب للإنتقامِ و تمسحُ آخر ذرَات حسنة أمتلكُـهَا .. !!
رأيتهَـا تتجِـه نحو البَـاب الوسيعَـة الرئيسيَـة و قَـد أخذ الغرُور مبتغَـاهُ منهَا و آن أن تأخُـذ عصبيتي مُـبتغَـاها بالسَـاحة .. فلا هجُـوم بدُون ردٍ ! و لا كلامَ بدُون صدٍ ! .. إقتحمنيِ شعُـور يحثُـني على إنهَـاء هذهِ المهزلَـة قبلَ أن تبدأ .. ! مُـستحيل أن أتعَـامل مع هذهِ الفتَـاة ، إذ مِـن البدايَـة إحتدَم الكلامُ بيننَـا فكيفَ سَـيكُـون القادم ؟!
صدقًـا لم أتردد لحظَـة بإخراج المُـسدس و إفراغِ جُّـم الرصَـاصات برأسهَـا لعلي أُشفي غليليِ ..! و بالطبعِ إمتَـدت يديِ اليميِـن نحوَ حقيبَـة السفَـر التي أسندهَـا على كتفيِ ... ! أمَـدُ أصَـابعيِ باحثـا عنهُ بينَ كومَـة الملابِـس بهدُوء .. و عينَـاي تراقبَـانهَـا بحذرِ و تجُـولان بأنحَـاء الحديقة لرصدِ أيةِ تحركَـات .. فالمكَـان شبهُ عَـام و الحراسُ يحيطُـونه مِـن جميعِ النواحيِ .. !
إتسعَـت إبتسَـامةُ الخبثِ لتخُط ملامح وجهيِ و أنَـا ألتمِـسُ أطرَاف المسدسِ الصلبَـة و حوافِـه بدقَـه ، جَـذبتهُ بسرعة لإخراجِـه من بينِ الحاجيَـات التيِ أحضرتها معيِ .. ! لكنهُ علَـق بشيءِ مَـا لم يسمَح لهُ بالخرُوج مؤكدٌ إنهَا إحدَى علبَـات العطُـور الغبية تلكَ .. ! أبعَـدت يدي من المسدس و أنا ألتمِـسُ هذا الحَـاجز اللعيِـن لأبعِـدهُ .. ! و يا لغبائيِ لقد سقطَ المُـسدس مرة ثانيَـة بينَ كومَـة الملابس و القشِ تلك !! .. ما هذا الحَـظُ ؟!
زفَـرت بحنقِ و قهرٍ و أنَـا أراهَـا تختفيِ عَـن ناظريَ و تدخُـل ذلكَ البَـاب لتردفَ بَـابهُ مِـن ورائهَـا .. رميتُ الحقيبَـة على الأرضيَـة العشبيَـة و أنَـا أمسحُ على وجهِ ذرات العرَق و التعبُ مَـا بدأ يتملكُـنيِ و لكن السؤال الذي يُـطرح .. " أين أجدُ الراحة بجنبات هذا المكَـان القذر ؟! " .. سمعتُ صَـوت الحَـارسِ الذي إستقبلني و هُـو يردد : مابك يا بني ؟! السيد عبد الرحمَـن سيغَـادر القصر بعد دقائق ! أسرع باللحَـاق بهِ !!
إبتسمتُ بوجهِ العم و أنا أردف : لا شيء يا عم ! مُـجرد إرهاق من السَـفر .. سأتوجه لهُ حالاَ أشكرك على إهتمامكَ !
إبتسم العم بهدُوء و هُـو يُـغادر راحلاً : لا شُـكر على واجبٍ !!
تنهَـدت و أنا أحمُـل حقيبة السفرِ متجه نحوَ المواجهَـة الثانيَـة .. السيد عبد الرحمَـن !! المُـشارك بالحادثة .. طبعا هذه إبنتهُ و الإبنة غالبا ما تكُـون نسخَـة طبق الأصلِ من أبيهَـا .. ! كان الله بعونكَ يَـا ثائر على مقابلة أفرَاد هذه العائلة ! .. صحيح أنه ليست المرة الأولى التي أقبال فيهَـا أب ملاك فقد سبقَ و أن حضرت من أجل التوظيفِ مسبقًـا و إتفقنا على ذلك .. ! لم يكن بذلكَ التعجرف و لكن شخصيتهُ غامضَـة ! .. غامضة لدرجة الإستغراب من تصرفاته و كلامه أحيانا ! .. هل يخبىء شيئا ثانيا أم ماذا ؟!
و الأغرب من ذلك .. إختفاء الأم ؟! .. يمكن أن توفت أو يمكـن ... ؟!
توقفت عن التفكير و أنا أرى السيد عبد الرحمن خارج يتجه بخطى متزنة نحو سيارته المحضرة مسبقا من طرف حراسهِ و هُـو يرفع هاتفه متصلاً ، إقتربت بهدُوء و أنا ابتسم بثقَـة و هُـدوء : السلامُ عليكم سيد عبد الرحمَـن !
ألتفت نحوي و هُـو يبعد هاتفه بسرعة و يخفيه و يبتَـسمُ مرحبا : و عليكم السلام ! أهلا بك ثائر لقد حضرت بسرعة ! .. حقا أنا أعتمد عليك يا رجل ! لقد وفيتَ بكلمتِـك و لم تخذلني أبدًا ! إرتح بالملحق المجهز خصيصَـا لك بجانب القصَـر .. الشيء الأهم أنه تَـم الإتفاق و الأوراق المخصوصة بالعمل .. ! و يمكنك بدأ عملك من يوم الغدِ .. حظا موفقا لك !
إبتسمت ظاهريا و أنا أنَـاظره بدقة : أشكرك ! و يسعدني أنك تعتمدُ و تثقُ بكلمتي ! صدقني يا سيدي لن أخذلك يومًـا و بإذن الله سأكون عند حُـسن ظنك ! " أردفتُ بثقة لأزيحَ أيُ ظن أو شك " و إبنتَـك أمَـانة و سأحافظ عليهَـا .. !
إبتسم بوثُـوق و هُـو يهز رأسه برضى و يبتسم : حتمـا أثق بكَ !
و ألتفت راحلا و متجها نحو سيارته و هو يرتدي نظارته الشمسية و يرفع هاتفه من جديد .. ! إبتسمت بسخرية و أنا أراقبه يرحلُ بسيارته و حراسه يتبعونه : هه بكلمتيـن صدق جميع تخاريفي ! لم أكن أعتقد أن الأمر بتلك السهولة التامة ...! إبنتك جحيمٌ سأتخَـلص منهُ للأبد .. !! و الثقة التي أعطيتني إياهَـا إجعلها ذكرى بحياتك ! رجُـل سخــيفٌ .. !! هه " ألتفت أبحث عن الملحق " فليغــفر الله كذبــاتي !!
◙◙◙◙◙◙◙◙
نهــاية الطيش الثَــالث !!
نقــدكم و توقعــاتكـم :)
بإنتظاركــم :$
|