كاتب الموضوع :
أمل لا ينتهي
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: الأقزام البيضاء ..
.... ندى ....
في سيارة محمد أنا وسناء وأمل وام محمد ... رايحين السوق نشتري كم غرض لبيتنا الجديد الي لقيه لنا أبو محمد وشافتها ام محمد فرصة انها هي كمان تشتري حاجات ناقصتهم .. كنت جنب امل .. تقريبا لاصقة فيها بس هذه اول مرة أحس إنها بعيدة عني لهذه الدرجة .. من وقت ما عرفت حقيقة البيت وهي مقاطعتني ما تبغى تكلمني ولا تشوف وجهي .. كيف جاها قلب تحرمني منها !! ما تدري ان هذه الساعات البسيطة الي ما كلمتني فيها مرت عليا كانها دهر !! .. ما تدري إنها الهوا الي اتنفسه !! .. أنا حتى وهي في دوامها وانا في شغلي لازم ادق كل شوية أطمن عليها .. قلت لها بصوت واطي : أمل لسى زعلانة !!
سحبت نفسها عني ولصقت في باب السيارة حتى إني خفت لا يتفتح .. شديتها ليا وقلت لها وانا أأمن الباب : ارجعي شوية لا تطيحي !!
محمد قال : لا ما حتطيح مأمن البيبان .. لا تخافي ..
همست سناء في إذني : خيلها الآن على راحتها .. وهي حتهدأ لوحدها ..
ما كان قدامي إلا إني اسكت وأصبر .. انا سويت كل هذا عشانها وحتى زعلها مني راح اتحمله كمان عشانها !! .. كنت كل شوية التفت لها وهي صادة عني للجهه الثانية كأنها قطعة حديدة جنبي مو اختي امل الي اتعودت تتدلع عليا وتبوسني وتترمي في حضني طول الوقت !!
:ندى كنت أبغى أسألك !!
كان هذا صوت محمد .. جاوبته : إسأل !!
: إنتوا ما عندكم أقارب هنا في جده ... أو حتى برى جده !!
جاوبته : لا .. ليه !!
همست سناء في اذني وهي تضحك : شكله بيخطب .. !!
دقيتها بكوعي عشان تسكت .. كمل هو : يعني ابدا ما عندكم أقارب رجال بالمرة !!
جاوبته : إلا في .. إنت وعمي أبو محمد !!
طالعني من مراية السيارة وابتسم وسناء اخته همست : احلى شيء !! يخطبك من نفسه .. يزوجك ويتزوجك .. فله .. !!
أم محمد : إلا يا ندى .. افتكر إن أبو محمد مرة قالي إن عندكم عم أظن عايش بالرياض !!
جاوبتها : صح كلامك بس علاقتنا مقطوعة فيه من زمان .. حتى أظن إنه مات قبل ابويا الله يرحمه
محمد : وعمكم هذا ما عنده أولاد !!
جاوبته : والله ما أعرف !!
: تعرفي عنوانه بالرياض .. شغله .. أي شيء عنه !!
: لا ما أعرف عنه ولا شيء .. ولا عمري شفته بحياتي !!
: إيش أسمه !!
: زكريا !!
***
.... يزن ....
مافي أحد ممكن يحس بالي أنا حاسه الآن .. كأني معلق بين السما والأرض .. نصي خايف عليها و ميت رعب .. ويبغاها تقوم بالسلامة ونصي الثاني يقول هي أصلا ميتة بالنسبة لكل الناس الي يعرفوها وياريتها تموت من جد وكل هذه القصة تنتهي .. بس كأن فيا نص ثالث جالس يقاوم الامنيتين .. فلا أنا قادر أتمنى لها الموت ولا قادر أتمنى لها الحياة وهذا الي خلاني في هذه اللحظة إني اتمنى شي ثاني .. تمنيت إني انا الي ما كنت موجود وأتعذب كل هذا العذاب ..!! أخيرا اتفتح باب العمليات وشفتها قدامي على السرير الأبيض كانت غايصة في طبقات من الاغطية مو باين منها إلا وجهها التعبان .. مع إنها كانت لسى تحت تاثير البنج بس حسيت إنها كانت تتألم وحسيت إنها تشتكي ليا أنا لانها فتحت عيونها طالعتني ورجعت قفلتهم ... قربت منها كثير شفت دمعة بطرف عينها ... حسيت بقلبي يعتصر بقوة وعنف .. مسحتها بيدي وملت على راسها وبستها ..
" الحمد لله على سلامتها "
.. هذه الكلمة كنت اسمعها على طول الممرات في طريقنا واحنا راجعين من العمليات للغرفة .. وكل ما قالها أحد حسيت اتجاهه بامتنان وحسيت فعلا إن الشيء الوحيد الي أبغاه هو سلامتها ... أما سلامة أولادها فهذا الشي أبدا ما اهتمت فيه .. ولا تمنيته .. قالولي إنها جابت بنت وولد وان حالتهم ممتازة و هم الآن بالحضانة .. خليهم بالحضانة حتى يجي طلال ويستلم أمرهم .. أما أنا فما ابغى أشوفهم خير شر ..
في الغرفة كان قناع الاكسجين على فمها .. تفتح عينها من وقت للثاني وترجع تقفلهم وتغيب عن الدنيا .. جلست أتأملها والف سؤال يمر في راسي .. هذه أمي !! ... هذا الشي فعلا حصل !! ... يعني صار واقع وصار عندي اخوان ومين أبوهم .. حسن !! ... سمعت همهمتها من تحت الماسك رحت وقفت جمبها قالت بتعب وهي تطالعني بعيون زايغة : شيلها
: سألتها : إيش هيا !!
أمي : الحجرة الي على بطني !!
: ما في شي على بطنك يا أمي ..
مسكت يدي وحطتها على بطنها وقالت بترجي : شيلها الله يخليك
: يتهيأ لك بس عشان هذا محل العملية !!
: لا تكذب عليا ... شيل الحجرة !! .. الله يخليك شيلها !!
وقفت محتار مو عارف ايش اسوي وهي تتألم وتسحب الاغطية عن بطنها .. في النهاية حطيت يدي على راسها وجلست ارقيها .. كانت تئن بتعب .. لقيت نفسي ابكي عندها مثل الأطفال .. حاسس إن ثقل الدنيا كله على صدري وشوفتها بهذا المنظر هدتني أكثر .. من لما عرفت انها راح تعمل العملية وانا حاسس إني ابغى ابكي .. والحين بس سمحت لدموعي إنها تنزل .. اكتشفت إن خسارتها شيء ما راح استحمله على الرغم من كل الي سوته فيا وفينا كلنا.. مسكينة يا نجوى كيف تعايشت مع موتها .. قد إيش خليتك تعاني لما حرمتك منها !!
: ليه سويتي فينا كذا يا أمي !!
طالعتني بعيون نصف مفتوحة و قالت كلام ما فهمته .. بعدين دفت يدي عن راسها ورجعت غفيت .. تركتها ترتاح و تسطحت انا على السرير الي قربها يمكن اقدر انام لأني من أمس ما غمض لي جفن ولا هني لي بال .
***
... ندى ....
غضبي من يزن لما تبخر تبخر معاه غضبي من منصور بشكل تلقائي.. وأصلا بعد كل الي حصل تأكدت إن منصور فعلا ما كان يتجسس علينا لصالح يزن بس كان لازم اعرف ايش الي خلاه يشتغل عنده ؟ .. هذا الشي الي سألته له أول ما شفته .. بعد ما جات أمه وتوسطت له .. ولأني أحس إن أم منصور فيها حاجات كثير تشبه أمي فأنا احبها جدا وأقدرها جدا و مستحيل أرد لها طلب
: يزن هو الي طلب مني اشتغل عنده
: ليه ؟
: أنا لغاية الآن مو فاهم السبب بس على حسب كلامه إنه محتاج شخص مثلي لما عرف الحق والباطل صف مع الحق
: ولا طلب منك شي ثاني
: أبدا .. وكلمة حق حقولها من يوم اشتغلت معاه ما عمري شفت شي عليه الواحد يقدر يعيبه أو يبغضه والكل يحبه مع إنه عصبي شوية .
قالت ام منصور : والحين بعد ما عرفتي الحقيقة يا ندى .. ليا عندك طلب !!
جاوبتها : أنتي تأمريني يا ام منصور
حسيت ملامح منصور تغيرت ووجهه صار أحمر ... انا في هذه اللحظة قلبي صار يدق بسرعة .. معقولة أم منصور راح تخطب أمل لمنصور الآن ؟
: الله يعلم يا ندى إني حبيتك إنتي وأمل مثل بناتي ولا ارضى عليكم بأذى ولا مضرة
" حتخطبها .. حتخطبها " هذا الي كنت أقوله لنفسي وانا اسمع كلامها ولولى الخجل كنت قاطعتها وقلت إن أمل موافقة
كملت أم منصور : و إنتي عارفة إن منصور وحيدي على 3 بنات و ابغى أزوجه وما حلقى له ولا هو حيلقى أحسن منكم ..
حسيت إني ابغى اصرغ من الفرح .. ولولى الخجل كنت قمت وضنتها وبستها ..
كملت : عشان كذا ابغاكي لمنصور .
!!!!!!!!!!
كأن السما أنهدمت على راسي وأنا تحتها أحاول القى لنفسي مخرج والحياة جالسة تنسحب مني قطرة قطرة .. طالعت لمنصور بشكل تلقائي كان منزل عيونه على الارض .. حسيت بضيقة .. نفسي أنقطع
: عن إذنكم
هذا الي قلته وطلعت من الغرفة .. مستحيل .. طول هذا الوقت منصور يفكر فيا وانا افكر فيه زوج لأمل ؟ .. إيش هذه المصيبة الجديدة كأنه ناقصني .. !!
*****
.... يزن ....
تركت لطلال وخالد الجمل بما حمل و طلعت من المستشفى مو قادر أستحمل اجلس معاها ومع أولادها ولا حتى دقيقة وحدة .. انا وهم لسى ما خرجوا للدنيا كنت مو متقبل وجودهم كيف الآن ؟ ..
لما رجعت للمكتب لقيت أبو محمد مستنيني هناك بعد سلام بارد منه حط المفتاح قدامي على المكتب وقال
: وهذه الأمانة وصلت .. يد بيد مثل ما طلبت ندى ..
: يا أبو محمد كيف تطاوعها في شيء زي كذا !!
: انت ما تعرفها .. إذا صممت على شي مستحيل تتراجع عنه .. وبعدين هذا الي انت تبغاه من الأول !!
: الله يشهد إن مو هذا الي كنت ابغاه .. المهم هم فين حيسكنوا وكيف حيعيشوا !!
: لهم رب ما حينساهم !!
طالعته وأبتسمت .. جوابه المتحفظ يقول إنها هي الي طلبت إني ما اعرف عنوانهم الجديد : هي ليه خايفة مني !!
: وليه ما تخاف .. ورجل في مثل سطوتك يتحداها هي واختها المسكينة .. بنتين مقطوعين في هذه الدنيا لا لهم اخ ولا عم ولا قريب يدافع عنهم ..
: أنا عارف و مـ ..
قاطعني : لا انت ما تعرف شيء .. إسمع يا يزن .. انا ما اعرف الي بينك وبين حسن الله يرحمه ولا اعرف ايش مأخذك عليه وايش الي يخليك تتجبر على بناته بهذه الطريقة .. بس لازم تفهم ان بناته هذول بناتي و ما راح اسمح لك تسوي فيهم اكثر من الي سويته .. !!
عنده حق في كل كلمة قالها .. ولو قال اكثر من كذا كمان ما راح اقله شي .. فما رديت عليه .. كل الي سويته إني حطيت قدامه شنطة مفتوحة مليانة فلوس كنت قد سحبتها من اول عشان أعطيها لندى وأختها .. هو سالني
: إيش هذه !!
: انا عارف إن ندى مستحيل تتقبل أي مساعدة مني .. بس ممكن تتقبلها منك !!
: خلي فلوسك عندك .. ندى ما راح ترضى تاخذهم حتى لو قلت لها إنها مني .. بنات حسن نفوسهم عزيزة ..
: طيب كيف اقدر اساعدهم .. !!
: إنك تبعد عنهم وتتركهم بحالهم .. وربك يتولاهم .. هو رب الظالم والمظلوم ..
قال كذا وطلع من عندي .. كان يتكلم بتأثر واضح .. له حق الي حصل لهذول البنتين بسببي ما يرضاه لا الدين ولا المروة ولا الرجولة .. تنهدت بضيقة .. ليه الأمور كل ما جا لها تتعقد !! ... البنتين تشردوا من بيتهم بسببي .. هم ناقصين هم جديد على همهم عشان يتحملوا تكاليف اجار ووجع قلب .. ليه ما فكرت في كل هذا قبل ما اقتحم حياتهم وادخلهم في الي بيني وبين ابوهم .. !!
***
... ندى ....
كنا جالسين نرتب الشقة الجديدة بعد ما نقلنا فيها وخليت عمي ابو محمد يرجع المفتاح ليزن .. بمجرد ما انفردت بسناء حكيت لها كل شي حصل معايا ومع أم منصور وكانت صدمتها مثل صدمتي ..
قلت لها : بس هي كانت تسال عن أمل .. كأنها كانت مهتمة فيها !!
سناء : حتى أنا لاحظت إهتمامها بس ما ادري !!
: مو قادرة افهم .. ما توقعت ابدا إنها بتخطبني أنا ؟
: يمكن خطبتك لانك الكبيرة .. اقصد إن منصور ما يفرق معاه .. بس بحكم معرفته فيك كان الإختيار عليك
: تتوقعي ؟
: والله أظن .. يعني مافي أي تفسير ثاني .. إلا لو كان يحبك !!
طالعت لها بصدمة : معقول ؟!
: الله وأعلم !!
: طيب ليه كانت أمه مهتمة بأمل ؟
: يمكن كانت تسأل عنها تبغى تفهم أمل بعد ما تتزوجي إيش حيكون مصيرها !!
: وأنا كنت ناوية اخطبه لأمل ؟ ..
سناء وهي تمسح على ظهري بحنية : قولي الحمدلله إنك ما تهورتي .. !!
: والله ما أدري إيش المفروض اسوي الآن ؟
سناء : خلاص إنسيه الله يرزقها بالي أحسن منه إن شاء الله .. أنا من البداية قلتلك إنه ما يستاهل أمل .
: الحمد لله على كل حال .. بس بإيش أرد على أمه والله ما اقدر ارد لها طلب !!
: عادي قوليلها إنك مخطوبة
: من كيسي ؟
: لا يا حبيبتي من كيس محمد ما شفتيه اليوم كيف يلف ويدور بالكلام ؟ ..
: وأخوك ما تعب من اللفة والدورة ؟ لسى يلف ويدور!! .. شكله ما يبغاني !!...
: لا طبعا ... هو الود وده يتزوجك اليوم قبل بكرة .. عموما خلال اليومين هذه بإذن الله راح نجي ونخطب عندكم
قالت كذا ودفت كتفي بكتفها وهي تضحك .. بس انا ما ضحكت .. من فين اجيب قلب أضحك ؟ .. قلقي على أمل ومصيرها وخوفي من يزن الي تعلمت كويس إني ما أأمن تصرفاته وممكن في أي لحظة يباغتنا بتصرف يدمرني أنا وأختي !! .. وبعدين متى حتخلص هذه الهموم والمشاكل ؟
.........
... يزن ....
دوبي انتبه لغيابها اول ما دخلت المطبخ .. قبل كذا طول الاسبوع ما كنت منتبه لغيابها .. كنت غرقان مع امي وحالتها و بنات حسن والي سويته فيهم .. لكن الآن حسيت بغيابها لما دخلت المطبخ ولقيته بارد .. حتى لونه غريب باهت .. ياترى إشبها .. فينها مختفية ؟ ... لما سألت نجوى قالتلي إنها فكت الجبيرة والطبيب طلب منها إنها تريح نفسها على الأقل اسبوع .. الحمد لله إنها اخيرا فكتها .. كل ما شفتها تشتغل فيها احس بالحزن عليها .. مسكينة لولا الحاجة ما كانت اشتغلت وهي في هذه الحالة .. تركت المطبخ وطلعت غرفتي .. بعد غياب حوالي اسبوع أخيرا رجعت لها ... بس مو لوحدي .. بصدري هم كبير وغضب لو انثره من صدري يمكن يحرق الاخضر اليابس .. الان في سؤال يدور ببالي مو قادر القى له جواب . هل انا معترض على فكرة زواج امي وانا في هذا السن ولا محتج على المبدأ نفسه ؟ .. يعني انا لما شفت الشريط ورحت واجهت امي فيه عرفت منها انها متزوجته .. طيب لو ما شفت الشريط ؟.. هل كنت تقبلت زواجها من حسن .؟ .. حسن الانسان الطيب الي كنت احبه و أحترمه ... كان لما يناديني يا ولدي أحس براحه غريبة ... كيف الإنسان يقدر يتبدر بهذه السرعة وبهذه الطريقة العجيبة ؟
......
..... ندى ......
عدى أسبوع و لسى الجمرة الي في قلبي ما بردت .. حتى لما تبرد حتخلف رماد .. الي سواه أبويا في يزن واهلي راح يظل يطاردني طول حياتي .. وفي نفس الوقت مو متأكدة مية بالمية إن أبويا ممكن يسوي كذا .. وهذا الشي الي متعبني ... ومرهقني من طول التفكير .. من يوم ما عرفت الي عرفته وقلبي مقبوض حاسة إن في شي راح يحصل .. شي مو كويس .. وخطبة منصور ليا اليوم زودت الطين بلة ... خوفي وقلقي زاد .. كأن في خلف كل باب اقفله ريح تعاندني وتفتح الباب على كبره .. !!
يتبع ... !!
|