كاتب الموضوع :
أمل لا ينتهي
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: الأقزام البيضاء ..
....... يزن ........
ليه اتعدل مزاجي بلحظة !! ... كيف قدرت رنة صوتها المرحة انها تريحني !! ... طالعت لنفسي بالمراية كنت مبتسم ... بس ابتسامتي اتلاشت بالتدريج وانا افكر بالي يحصل معايا ... مين تكون ندى هذه الي تأثر فيا لهذه الدرجة !! .. ما عمر دموع اي انسان اثرت فيا الا دموع نجوى وامي .. حاولت ابعدها عن افكاري ... فتحت الدولاب ادور على الورق الي جيت من الشركة عشانه .. شفت لوحة الرسام البرطاني كانت موجودة تحت الملفات ...طلعتها و تاملتها وكاني اشوف ندى قدامي ... نفس النظرة الصافية ... نفس النعومة .. نفس كل شيء .. كانه رسم ندى مو غيرها .. تذكرت فرحتها بالجلابية ... تذكرت وانا اساعدها عشان تغسل عيونها من الفلفل .. تذكرت بكاها في حضن ستي ... نظراتنا في المطبخ ... اشمعنى ندى البنت الوحيدة الي مو راضية تغادر افكاري مع اني ما عرفتها الا من كم يوم ... وما شفتها الا مرتين .. ياما بنات احلى منها وجرأ منها حاولوا يلفتوا انتباهي .. بس ما عمر انثى اثرت فيا زيها ... انتبهت لشي طاح من ايطار الصورة .. انحنيت اشيله كانت صورة بارعة بابتسامتها الملائكية !! ... بارعة !! .. طالعت للصورة بصدمة .. انا الي حطيتها هنا والان نسيت ... ما عمرها غابت عن بالي ... لكنها اليوم وفي اللحظة الي فكرت فيها بندى غابت .. كانها ما كانت موجودة !! ... طالعت للوحة وقلت بعصبية " ايش تبغي مني !! " وكاني اكلم ندى مو لوحة مرسومة !!.. ورجعت رميتها في الدولاب .... طالعت لصورة بارعة بخجل .. حاسس كانها شايفتني و زعلانة مني ..
: انا اسف ... لا تزعلي مني يا كل يزن ... ولا تفهميني غلط ... انتي كل شي انتي الماضي والحاضر وبكرة ... ادري اني خاين .. انتي ضحيتي بحياتك عشاني وانا ايش سويت !! .. رحت افكر بانسانة ثانية ماتسوى حتى ظفرك .. !! .. اصلا مافي مقارنه بينك وبين اي انثى ثانية لا ندى ولا غيرها ..
**********
...... ندى .......
طالعت للاسم الي ظاهر على شاشة جوالي بخوف ... ايش يبغى محمد داق في هذا الوقت اكيد حصل شي .. دخلت غرفتي الي اجلس فيها .. قفلت الباب ورايا ورديت عليه
محمد : السلام عليكم
: وعليكم السلام ورحمة الله .. هلا محمد
: ازعجتك !! ... اسف بس كان لازم ادق واكلمك
: خير !! .. اقلقتني
محمد : لا تقلقي ... بس ....
: قول يا محمد ... يزن كلم عمي !! .. قالكم شي .. ابو ناصر هد الغرفة !!
: ليه انتي مو بالبيت !!
ارتبكت ما عرفت ايش اقله كشفت نفسي بنفسي ..
: لا انا بالمستشفى .. ايش في !!
محمد : الموضوع يخصني ما يخص اي انسان ثاني ..
قلبي دق بسرعة حسيت هو يبغى يتكلم عن ايش .. سالته بهدوء : موضوع ايش !!
: الموضوع الي انتي تتهربي منه دايما ..
ما كان عندي رد ... اذا محمد قرر انه يفتح موضوع الزواج اليوم وفي هذا التوقيت فهو اختار اسوء وقت .. انا جالسة على اعصابي وافكاري تودي وتجيب و هو يتكلم في زواج !!
: انت شايف ان هذا الوقت مناسب يامحمد !!
محمد : ماعمري قادر القى الوقت المناسب .. واعتقد ان هذا انسب وقت .. على الاقل ...
سكت ما كمل
جاوبته : كمل ... على الاقل ايش !! .. تأويني انا واختي عشان ما نترمي في الشارع ... صح !!
محمد : مو قصدي كذا ياندى .. بس انا تعبت .. اذا ما تبغيني خليني اروح في حالي !!
: الله يوفقك !!
: يعني ما تبغيني !!
: ما ادري .. انت اخترت اسوء وقت عشان تكلمني فيه .. انا متلخبطة يا محمد .. مو قادره افكر غير في البيت الي ممكن يتهد على روسنا في اي لحظة .. او اننا ننطرد منه .. و امل .. ونفسيتها وكمان صحتها الي مو عاجبتني .. موت ابويا الي كسر ظهري .. ما ادري ايش لسى متخبي .. من فين اجيب عقل او قلب اني افكر فيك او في غيرك !! ...
ما جاني منه رد .. ولا انا ابغاه يرد ... لما طال الصمت قلت له : محمد جا دوري لازم اقفل ..
قفلت عيوني بتعب ... ناقصني هم محمد كمان ... مو كفاية الي فيا .. !! .. رجعت اخذت الجوال ودقيت على سناء .. ابغى افهم ايش حصل مع ابو ناصر ..
سناء : هلا حبيبتي !!
: سناء .. ابو ناصر ايش سوى !!
سناء : اهدي .. لسى ما سوى شي .. دوبي كلمت ابويا !!
: متى حيهد البيت !!
: اذكري الله .. انا متفائلة .. دام مر هذا الوقت كله حاسه انه غير رايه .
: ياريت ..
سناء : اشبك صوتك مو عاجبني .. في شي ثاني !! .. يزن سوالك شي !!
: محمد اتصل !!
سناء : يوووه مع اني نبهت عليه
: يعني عارفة ايش كان يبغى !!
سناء : امس اتكلم مع ابويا وامي في موضوعك .. و كلنا قلناله مو وقته بس هذه الايام صار مصر بشكل غريب !! .. المهم ايش قالك وايش قلتي له !!
: لما اروق اقلك .. لازم اقفل الحين .. لو حصل شي كلميني ..
قفلت منها ورجعت المطبخ .. ما بيدي شي الا اني استنى ..
************
..... يزن .......
راجع من الدوام مرهق ... رحت للمطبخ بس تباطأت خطواتي ووقفت عند الباب ... ما عاد ابغى حتى المح ظلها ... حسيت بحقد عليها وبنفور منها لاني سمحت لنفسي اعطيها اكثر من قيمتها واكثر من حجمها .. ناديت على نجوى ..
: هلا حبيبي !!
كانت لابسة عبايتها و ماسكة شنطة كبيرة بيدها ... سالتها : على فين !!
نجوى : رايحة بيت غادة نسيت ان اليوم زواجها !!
: ايش الي يوديكي بيتها الظهر !! ... الزواج بالليل !!
: الشلة كلها اتفقت تجتمع هناك .. حركات بنات ما تعرفها ...
قلت لها : طيب قبل ما تروحي سويلي كاست شاهي وخلي الشغالة تطلعه ليا بغرفتي .. ..
: طيب الحين اقول لندى تعمله .
اول ما سمعت اسم ندى فار دمي .. ندى ... ندى .. ندى !!! .. صار اسمها يتردد بالبيت كثير وصرت اشوفها في كل مكان ... قلت لها بعصبية : من متى انا اشرب او اكل من يد احد غيرك !!
نجوى : حبيبي والله البنت نظيفة و حتـ...
وقفت وقاطعتها : خلاص يا نجوى .. ما عاد ابغى شي ...
وتركتها وطلعت .. ما عاد ابغى حتى اسمع اسمها .. حاسس اني مو طايق نفسي بسببها ...
رميت الشماغ على طول يدي .. ودوبي بخلع ثيابي عشان اخد دش الا على دخلول نجوى شايلة بيدها تبسي عليه كاسة شاهي .. قالتلي : انا اسفة .. لا تزعل مني !!
رحت لها بسرعة واخذته وقلت لها : ليه عملتيه قلت لك خلاص ما ابغى ..
تكدرت ملامحها وقالت بحزن : يعني زعلت !!
مسكت وجهها بسرعة وقلت لها : انا لو ازعل من العالم كله ما ازعل منك .. تسلم يدك ..
ابتسمت ابتسامة حلوة وقالت : طيب حبيبي انا حروح .. تاخرت على البنات ..
: اوصلك !!
نجوى : لا لسى بعدي على افنان .. آيوش بيوديني .. وحيرجع ياخد ستي بالليل .. في امان الله
: الله معاكي ..
طالعت للشاهي و ابتسمت .. نجوى مافي اطيب ولا انظف من قلبها .. الله يسعدها .. شربته ودقيت على المطبخ يجوا يشيلوا الصينية .. ندى هي الي ردت عليا .. صوتها خلاني اتنرفز من جديد ... شكلي بخلي نجوى تطردها او بطردها انا بنفسي .. وجودها صار مزعج بالنسبة ليا .. حكلم نجوى اول ما ترجع من الزواج .. ودخلت الحمام عشان اخد دش .. ابغى اشيل عني كل تعب وارهاق اليوم ..
***********
.... ندى .....
رن التلفون بالمطبخ ... ما كان في احد غيري .. فاضطريت ارد ...كان يزن ...
: ليه انتي تردي .. هذه مو شغلتك !!
: مافي احد في المطبخ غيري فرديت !!
يزن : فين الشغالة !!
: ما اعرف .. قلتلك مو بالمطبخ ..
كان يكلمني بغلظه .. ليه قلب فجاة وصار جاف معايا .. ولا هذه اصلا عادته ... حيرني هذا الانسان ..
: خلي الشغالة تجي تاخد التبسي ..
وقفل السماعة ..
ايش هذا المجنون !! ...ساعة طيب وساعة ما ينطاق .. وما ادري فين اختفت هدي الثانية .. كان لازم اسمع لي كلمتين ترفع ضغطي !! .. خلاص شكلي لازم امشي من هدا البيت .. اليوم بالليل بدق على نجوى و بقلها اني ما عاد بشتغل عندهم ... طلعت من المطبخ ورحت اجلس مع امي خديجة .. لما سمعت صوت سيارة ... طالعت من شباك الغرفة كانت سيارة يزن ... ايش يعني !! .. مافي احد في البيت غير امي خديجة وانا !! .. فرصة وجاتني لحد عندي على طبق من فضه .. لازم استغلها ...
..............
فتحت الباب بهدوء .. مع اني عارفة ان ماحد بيدخل عليا الا اني ميتة خوف .. لو انكشفت حروح في ستين داهية .. دخلت وقفلت الباب ورايا بشويش قربت اخدت التبسي و لسى باخطي خطوة وحدة بالتجاة دولاب يزن لمحت صورة على الطاولة .. قربت واخذتها ... كانت صورة بنت زي القمر ... وابتسامتها ناعمة زي الملاك ... مين ذي ... يمكن اختهم !! .. بس هده ما تشبهم مشاء الله هدي العيلة كلها شبه بعض .... وبعدين امي خديجة قالت لي ان يزن ما عنده غير اخته التوام نجوى ... من تكون هذه طيب !! .. يمكن حبيبته !! ... اكيد ولا ايش جاب صورة بنت عنده ... الله واعلم يزن هذا غامض و مخفيف .. بس هذه شكلها ناعمة مرة ... كيف بنت بهذه البراءة والجمال تحب شخص زي يزن !! ... صح هو وسيم .. بس اخلاقه صعبه ونفسيته اصعب .. او يمكن انا الي شايفته غلط .. ايش جالسة اسوي !! حبكت احلل نفسيه يزن الحين .. واصلا ليه افكر فيه من الاساس .. هو حر يعرف الي يعرفها ... حطيت الصورة مكانها وقبل ما اتحرك من مكاني اتفتح باب الحمام وظهر يزن قدامي كان الارض انشقت وطلعته ليا .. كان مو لابس ولا شي تماما ... حسيت الدنيا ظلمت بعيوني من الخوف ومن المنظر الي شفته .. صارت الدنيا تلف حولي و السواد كان هذا اخر شي شفته قدامي ..
**********
[COLOR="rgb(72, 209, 204)"].... يزن .....[/COLOR]
وقفت ماخود بالي حصل وانا اتامل جسمها الطايح قدامي ... مو مستوعب شي .. هدي ايش جابها غرفتي ... وايش الصدفة السيئة الي تخليني ما القى الروب بالحمام وحتى ما اخدت معايا فوطة استر فيها نفسي ... رحت بسرعه لبست اول بنطلون وتيشيرت طاحو بيدي وانا اطالع لندى المغمى عليها قدامي .. قربت منها بسرعه وشلتها ومددتها على السرير .. شلت الغطى عن وجهها عشان تقدر تتنفس .. ناديتها
: ندى !! .. اصحي !!
ماجاني منها رد .. وبعدين ايش حصل لها ذي !! ... رجعت اناديها بصوت اعلى
: ندى اصحي يا بنت الناس .. ندى !!
حطيت يدي على يدها اتاكد من البض .. الحمد لله النبض سليم بس يدها باردة زي التلج .. حطيت يدي على خدها وصرت اضرب عليه بخفه وانا متردد ما ابغى اسوي كذا بس مضطر .. حتى خدها كان بارد .. ايش حصل لها ... !! .. ايش اعمل الحين !!
*************
.... ندى .....
فتحت عيوني بتعب للحظة ما استوعبت المكان او انا فين .. فجاة شفت وجهه قدامي صرخت وتراجعت لورى كنت اطل عليه بخوف ...
:اهدي .. لا تخافي ما حسويلك شي !!
وقام بعد عني .. كان لابس ثيابه ... تلمست نفسي لقيتني لسى لابسة ثيابي ... حطيت يدي على وجهي لقيته مبلول .. طالعت ليزن مرة ثانية كان ماسك كاسة موية بيده ..
جاني صوته: لما غبتي عن الوعي اضطريت اشيل الغطا عنك خفت تختنقي او يحصل شي لا قدر الله ..
اعصابي بعد كل الي حصل تلفت لسى مأخوذه ومفجوعة من الموقف .. صرت ابكي بصمت
حط كاسة الموية من يده وقرب مني
قلت بخوف : لا تقرب مني !!
: ليه خايفة مني ما حسوي لك شي والله !!
كنت امسح الدموع عن وجهي وكانت تنزل من جديد ..
: اهدي .. انسي الي حصل .. !!
طالعت لنفسي كنت نايمة على سريره .. قمت بسرعة و قلت له وانا متوترة :انا اسفة ... بس مالقيت الشغالة قلت اطلع اخده واغسله قبل لا امشي .. عشان ... انا اسفة ...
يزن: ندى .. اهدي جالسة تترعشي ... ليه هذا كله !! ... خايفة مني !!
طالعته بنفس نظراتي الخايفة .. كنت زي الطفلة قدامه وهو جالس يهديني ويحسسني بالامان .. عيونه كانت مريحة .. لدرجة ووترتني اكثر .. شفت الكاسة مكسورة على الارض ... رحت بسرعة ووطيت اجمعها عن الارض .. ابغى اترب من اني اطالع بعيونه .
جاني صوت يزن : اتركيها
كنت اسمع صوته بس مو قادره احط عيني في عينه ..
حسيته قربي وبسرعة سحب القزاز من يدي.. انا انصدمت لما حسيت يده جات على يدي وانجرحت بالقزاز ..
صحت بوجع : اي !!
مسك يدي بسرعة وقال بخوف : انجرحتي !!
سحبت يدي بسرعة وقمت بعدت عنه ..
صار يجمع القطع المكسوره في الصينيه وهو يقول : صبحتي بوجه مين اليوم !!
وطالعني وعلى وجهه شبح ابتسامة .. انا طالعت له و عيوني مليانة دموع ..
: انا والله اسف انك شفتي الي شفتيه ... بس فكرت انه من حقي اخد راحتـ ..
وبتر كلامه وابتسم ابتسامة ناعمة وقال برقة : امزح معاكي !!
كانت في نظرة حنونة في عيونه .. اول مرة اشوفه مبتسم .. ما توقت حيكون حلو بالشكل هذا لما يبتسم
!! ... حسيت نفسي دخت اكثر ..
: لا تكفين .. اجلسي لا تدوخي ..
: لا انا كويسة .. حمشي الان !!
وقبل ما اتحرك قال : ندى .. على فكرة قست ضغطك لما كان مغمى عليكي كان منخفظ .. من امس وانتي مو في وعيك وتنسي حاجات غريبة .. واليوم كنتي تـ ..
قطع كلامه ولمعت عينه بلمعة غريبة ولانت ملامح وجهه اكثر .. بعدين كمل : لازم ترجعي ترتاحي .. شكلك مرهقة .. او زعلانة من شي ... هونيها وتهون !!
هزيت راسي يعني طيب
يزن : يلا حوصلك للببت السواق مع نجوى ومستحيل اتركك تركبي تاكسي وانتي بهذه الحالة
قلت له بسرعة : لا ما ابغـ ..
قاطعني : مو بكيفك .. انزلي استنيني تحت .. بغير ثيابي وبطلع السيارة الثانية من الجراج .. خالد شال سيارتي ... يلا ثواني واجي ..
وقفت اطالع فيه بصدمة ... ايش هدي الطامة الي نزلت على راسي .. مستحيل يزن يوصلني .. حروح هالمرة في ستين داهية .. ومستحيل اوديه بيت ابو محمد لانه يعرف البيت .. ياربي ايش هدي المصيبة !!
...............
ايش حيكون تصرف ندى !!
و ابو ناصر يا ترى ايش عمل !!
ويزن ايش ناوي يعمل مع ندى وندى
ايش حكاية محمد وليه مصر هذه المرة !!
امل ايش حيكون دورها في الاحداث الجاية وكيف حتاثر على امل !!
.... يزن .....
لاي درجة هذه الصدفة كريهة ... الموقف بحد ذاته صعب ... وهي صعبته عليا اكثر بردة فعلها ... حزنت عليها لما اغمى عليها .. ولما بكت ... حسيتها بريئة .. خوفها زي خوف الاطفال .. جلست طول الوقت تتاسف ... اظن لساتها خايفة مني ... بس على الرغم من تعاطفي معاها الا اني متضايق من نفسي ومنها ... هي ملقوفة ايش دخلها غرفتي ... انا طلبت الشغالة تجي مو هي !! ... يعني لو الشغالة هي الي دخلت وشافت الي شافته عادي !! ... الا الحمد لله انها جات بندى .. الله وعلم الشغالة ايش كانت قالت او ألفت !! ... يعني ندى هي الي ما راح تألف !! . يمكن تقول اني تعمدت اطلع كذا عشان الشغالة تشوفني ... يمكن تقول اي شي ... لازم تفهم حقيقة الموقف ... !! ... مو ناقصني فضايح في البيت ..
شفتها جاية من بعيد كانت تمشي بصعوبة وبطئ .. بعكس دايما ... نزلت من السيارة وفتحت لها الباب الخلفي .. هي بدون ما تطالع فيا هزت راسها وتمتمت بكلام ما سمعته ...
سالتها : اساعدك !!
هزت راسها بمعنى لا .. وسندت جسمها على العكاز ولما تأكدت إنها دخلت واستقرت في جلستها ناولتها العكاز وقفلت الباب ...
سالتها قبل ما احرك السيارة : متأكدة انك بخير ..!!
ما ردت بس شفتها من المراية الامامية تحرك راسها بمعنى ايوا ..
رجعت سألتها : اشوف الاحسن اني اوديك المستشفى نطمن على رجولك .. يمكن تاثرت من طيحتك !!
هزت راسها بمعنى لا ... انا تضايقتك من سكوتها ... التفت لها بكل جسمي .. حسيت نفسي صرت قريب منها كثير .. هي خافت مني و حشرت نفسها في طرف السيارة ... بعدت نفسي عنها وانا العن غبائي .. بدل ما اطمنها خوفتها مني اكثر !! ...
قلت لها : ما راح اعملك شي .. ليه كل هذا الخوف !! ... ابغى افهمك اني مو متعود اطلع .. اقصد انه الي حصل كان صدفة بحتة .. ما حصلت روب الحمام ولا حتى منشفة استر فيها نفسي ... لسوء حظك انها جات فيكي .. بس لا تحملي الموضوع اكبر من حجمه .. و ياريت تنسي كل الي حصل ..
هي هزت راسها مرة ثانية ..
انا هنا وصلت معايا وقلت لها بعصبية ما قدرت اخفيها : بطلي تحركي راسك ... !! .... فهمتيني ولا لا ... ولا تحركي راسك .. !!
ندى : ايوا !!
سالتها بصدمة : لسى تبكي !!
فضلت ساكتة ما ردت ... طفشت من سكوتها ومن ردت فعلها المبالغ فيها .. ومن كل الموقف .. رجعت عدلت جلستي و سالتها بضيق : هاتي العنوان ...
مافي فايدة من الكلام معاها وهي في هذه الحالة .. ففضلت اني اسكت ..
***********
..... ندى .....
ما ادري ايش حصل لي .. لسى ارتعش ... حاسة اني مو قادرة اشيل نفسي .... هو كلامه صح .. بس ردة فعلي هدي غصب عني !! .. وكمان اصراره انه يوصلني وترني اكثر .. ليه رضيت اركب معاه .. يارب ما انسى العنوان ... ولا حروح في ستين داهية ... ولو يزن متعاطف معايا الان .. ماراح يرحمني لو عرف الحقيقة ...
جاني صوته : اي واحد فيهم بيتك !!
للحظة ما كنت مستوعبة المكان .. معقولة وصلنا بهذه السرعة !! .. حاولت استرد افكاري واستوعب المكان بسرعة وجاوبته : هدا الباب الازرق الي عليه بويا حمرا ...
قبل ما انزل قالي : حاولي ترتاحي و انسي الي حصل .. هذه المرة العشرين الي اقول فيها نفس الكلام ..و اتمنى تفهميه ..
كنت ابغى اتاسف .. اعتذر .. احاول الطف الجو المشحون بس ما قدرت ... الكلام ما طلع مني .. فتحت الباب ... وهو نزل قبلي اخد العكاز ووقف بعيد عشان اخد راحتي في النزول .. و قبل ما اتحرك خطوة ثانية اتفتح باب البيت الي قلت ليزن انه بيتي ... طالعت للبيت بصدمة .. !! ... شفت ثلاث اطفال جاين منطلقين باتجاهي انا ويزن ... واحد فيهم قال بحماس طفولي : ندى !!
كانت وراه طفلة اصغر منه يمكن 4 او خمس سنوات تقود طفلة ثانية يا دوب تعرف تمشي .. كانت تقول بحماس : ماما !! ...
و الطفلة الصغيرة الي في يدها وقفت قدامي و صارت تشدني تبغاني اشيلها ...
التفت ليزن اشوف ردت فعله على الموقف الي ما كنت متوقعته ابدا !! .. كان يطالعني و يطالعهم باستغراب .. بعدين شال الطفلة الصغيرة الي اتفجرت تبكي في يده وصارت ترفع لي يدها تبغاني اشيلها ..
حسيت اني ارتحت شوية .. وصرت ممتنة لهذولا الصغار على الي عملوه حتى وهم مو عارفين هم ايش عملوا ... بس انجدوني ..
مديت لها يدي بس هو قال : لا انتي تعبانة .. حتطيحي انتي وياها على الارض
ومال للولد وقال له : حتعرف تشيلها .. !!
جاوبه الطفل : ايوا ..
مد له الطفلة وبعدين التفت لي وقال : سلميلي على الوالد .. وانتبهي على نفسك ... الله يحفظكم ..
و رجع سيارته .. وقفت مكاني اراقبه لغاية ما حركها ومشي وانا افكر .. ليه وجهه تغير و ملامحه لانت اكثر لما شافني وسط الأطفال .. اليوم شفت وجه ثاني .. ابدا مو وجه يزن .. كانه شخص ثاني ما عمري قابلته .. واليوم قابلته لاول مرة ..
: ندى !!
كان هذا الطفل الي ناداني اول مرة !! .. التفت له باستغراب وملت عليه وسآلته : ايش اسمك !!
طفل : منصور الصغير ..
: والحلوة الي في يدك ايش اسمها !!
منصور الصغير : شهد .. وهذه عهد ..
رجعت سالته : و منصور الكبير فين !!
منصور الصغير : خالي منصور داخل وستي كمان .. واقفة مستنيتك عند الباب ..
واشر باتجاه البيت .. شفت وحدة كبيرة في السن واقفة على طرف الباب .. مشيت باتجاهها وهي اول ما قربت منها سندتني وقالت : بسم الله عليكي .. على مهلك حبيبتي ..
اول ما دخلت حضنتني ... كان حضنها دافي ... و مريح .. بعدين بعدتني عنها و قالتلي : منصور حكالي كل شي ... ومن يومها وانا نفسي اشوفك ...
ورجعت حضنتني مرة ثانية وقالت : الله يبارك لك في شبابك يابنتي ويستر عليكي ..
شهد كانت لاصقة فيا و مصرة اني اشيلها .. انا سندت جسمي على الجدار وشلتها مع اني من جد كنت حاسة اني حطيح انا وياها على الارض .. وهي استسلمت ليدي وصارت تحاول تشد الغطا عن وجهي ..
ام منصور : شيلي الغطا يا بنتي .. منصور داخل ما راح يطلع !!
في نفس اللحظة الي شلت الغطا عن وجي شهد انفجرت شهد تبكي .. وصارت تدف جسمها عني ..
ام منصور شالتها وهي تضحك وقالت : منصور الله يصلحه فهمها انك امها .. هو سوى كدا عشان يصرف بلى يزن هذا عنك !! .. الله يصرفه عنك وعنا يارب ..
وقربت مني اكثر و مسحت على وجهي وقالت : اشبك حبيبتي .. وجهك احمر .. وجسمك حار .. شكلك تعبانة .. ادخلي ارتاحي ..
لسى ارتعش .. ابغى ارجع البيت ... ابغى انام .. ابغى انسى الي حصل اليوم .. .. حطيت يدي على خدي حاسة من جد اني مسخنة .. ومو قادرة اشيل نفسي ... بعد شوية ام منصور جابت ليا كاسة مويا ... شربتها كلها في نفس واحد .. هي كانت تطالعني و قالت : بسم الله عليك شكلك مفجوعة من شي !!
في هذه اللحظة جانا صوت منصور : يا امي !!
ام منصور : ايوا يا منصور .. خليك مكانك .. البنت هنا ..
منصور : كيف حالك يا ندى !!
جاوبته : الحمد لله بخير ... مشكورين ما قصرتوا معايا ..
منصور : لا تقولي كذا اهم شي ان يزن ما شك بشي !!
جاوبته :مستحيل يشك بشي بعد اليوم ..
وابتسمت لمنصور الصغير الي كان يطالعني طول الوقت وهو مبتسم .. وبعدين رفع ابهامه لفوق وغمز بعيونه في حركة مرحة ..
منصور : طيب انا مستنيك في السيارة بره .. امي طلعيها من الباب الثاني ..
ام منصور : لا ما بتروح لغاية ما تتغدى معانا ..
منصور : يا امي ما تقدر تتاخر على اختها الصغيرة .. لا تمسكي في البنت ..
ما كنت مستغربة انه عارف كل شي عننا .. لانه قالي بنفسه انه كان يراقبنا .. مسكت يد ام منصور وبستها وقلت لها : اوعدك مرة ثانية ان شاء الله اجيك ومعايا امل اختي .. وناكل من يدك الطيبة هذه .. الان سامحيني يا امي .. !!
هي قربت اكثر وحضنتني بنفس حضنها الدافي وقالت : والله اني حبيتك زي منصور وخواته .. وخايفة عليكي من يزن هذا .. منصور حكالي على كل شي وعلى خطتك .. ابعدي عنه يا بنتي و وكلي امرك لربنا..
جاوبتها : لا تخافي عليا .. بس ادعيلي .
ام منصور : لله يحفظك وينصرك عليه ..
.......
بالقوة وصلت البيت ودخلت .. شفت سناء واقفة في المطبخ ... سندت جسمي على الباب ... كنت ابغى اسالها عن امل وصلت ولا لسى . حاولت اتكلم .. بس ما قدرت ... كاني كنت منتظرة اللحظة الي اوصل فيها البيت عشان اعلن استسلامي و انهار .. تركت ثقل جسمي هو الي يقودني هذه المرة .. وطحت على الارض بدون مقاومة .. اخر شي سمعته كان صراخ سناء ... وبعدها انفصلت عن ااواقع ...
..................
حسيت بيدها تحط شي بارد على جبهتي .. فتحت عيوني بتعب و سحبته ... كانت قطعة قماشة مبلولة بموية .. سحبتها من يدي وثبتتها مرة ثانية على راسي وقالتلي : اتركيها حرارتك واصلة للاربعين يمكن !!
كنت لسى ارتعش قلت لها : سناء بردانة ... غطيني ..
غطتني ببطانيتين ... ومع هدا حاسة نفسي لسى بردانة .. ضميت نفسي بتعب وارهاق و سالتها : امل رجعت !!
: ايوا ... بس لا تخافي ما شافتك قلت لها انك نايمة ..
هزيت راسي و غمضت عيوني مرة ثانية ... حسيت بالسخونة الي كانت في جسمي تجمعت كلها في عيوني ... لدرجة ان الدموع نزلت على خدي زي الجمر
سناء : ايش الي حصل لك فجاة ... كنتي كويسة اليوم الصبح !!
درت وجهي للجهة الثانية وقلت لها : انا سويت اثم كبير يا سناء .. وخايفة ربي ما يسامحني !!
مسكت وجهي بقوة وسحبته لجهتها وقالت بصوت يرتجف وعيون زايغة : طلي عليا وقولي ايش سويتي !!
اتملت عيوني دموع وقلت لها : والله كنت ناوية اترك الشغل اليوم ... قبل ما يحصل الي حصل ..
: ندى لا تجننيني ... قولي ايش حصل !!
: دخلت غرفة يزن ... ما كنت احسبه انه في الغرفة .. و ...
حطت يدها على فمي بخوف وقالت : لا تقوليلي حصل بينكم شي !!
طالعت لها مصدومة من تفكيرها و سحبت يدها عن فمي وقلت لها : لا طبعا !! ... جنيتي ... كيف تفكري فيا بهذا الشكل !!
: طيب فهميني ايش حصل و ايش الي قلب كيانك بالشكل هذا ... وارحميني و احكي بدون الغاز .. والله العظيم قلبي راح يوقف ..
حكيت لها كل شي حصل ... هي كانت تطالعني كاني كائن جاي من عالم ثاني .. بعد ما خلصت ضلت ساكتة و تطالع فيا و بعدين قالت : وبعدين !!
: ولا شي هدا كل الي حصل ...
فجاة غطت وجهها بيدينها و نزلت راسها .. بعد لحظات بدا جسمها يرتعش ..اول مرة افتكرتها تبكي .. لاني كنت احكي لها وانا ابكي .. انصدمت لما شفتها رجعت جسمها لوى وصارت تضحك بصوت عالي ... لدرجة ضايقتني ... سحبت الكمادة عن راسي ورميتها عليا وجلست بعصبية وقلت لها : جزاتي اني حكيت لك !!
و هي لسى تضحك قالت : لو انا مكانك كنت ناولته منشفة وسترت عليه او حتى غطى السرير و ثاني يوم حجيب له روب حمام ..
ورجعت تضحك بطريقة مستفزة ..
: انتي قليلة ادب ... استاهل اني حكيت لك ..
سناء : انتي مستحيلة على فكرة ... والله حزنت عليه اكثر منك ... !! ...ضربني وبكى سبقني واشتكى !! ..
: سناء ... بجد الموضوع مو مستحمل مزح وضحك !!
: خلاص .. ما حضحك ..
وقبل ما تكمل كلمتها انفجرت تضحك مرة ثانية
: اطلعي برة ...
وحاولت ادفها بس حسيت راسي ثقيلة و دايخة .. رميت جسمي على السرير و لسى دموعي ما وقفت..
قربت مني و مسحت على راسي وقالت :خلاص انا اسفة ..
دفيت يدها عني : من جد ما ابغى اشوفك ..
سناء : ليه هذا كله يا قلبي ... الموضوع مو مستاهل !!
: اول مرة ما تحسي فيا ... وكمان قلبتيها مسخرة !!
سناء : وانا اول مرة اعرف انك بريئة لهذه الدرجة ... !!
: اي بريئة .. بعد الي شفته !!
رجعت تضحك و قالت : عندك حق .. كنتي بريئة ..
قالت : شوفي طيب ايش تقولي وما تبغيني اضحك او اعلق !!
: انا خلاص ما راح اروح هذا البيت مرة ثانية ..
سناء : والاوراق ... و خوفك من يزن !!
: بعد ما قال انه نسي موضوع البيت اظن ماله فايدة الي اسويه .. وبعدين هو مو سيئ للدرجة الي كنت اظنها
سناء : يا سلام !! ... شكل ال
وقبل ما تقول اي تعليق بايخ ضربتها على فمها وقلت لها : انطمي ... ولا كلمة .. اليوم الليل حكلم نجوى و بعد كذا خلاص صفحت يزن انطوت وما راح افتحها مرة ثانية ..
: انتي حرة ... مع اني ضد فكرة انك تشتغلي ببيته من البداية .. الا اني الحين ضد انك تتركي الشغل فجأة
: ليه !!
سناء : لانك لما تتركي البيت بعد الي حصل حتخليه يحس بذنب .. وحرام هو ماله ذنب .. بالعكس هو يمكن موقفه حساس اكثر منك ...
سالتها بحيرة : بس كيف ححط عيني في عينه مرة ثانية !!
سناء : لا تكبري الموضوع يا ندى .. انسي الحكاية وخلاص ..
جاوبتها : انتي شايفة كذا !!
سناء : ايوا .. بعد ما يعدي كم يوم على الي حصل ..اذا تبغي تتركي الشغل ساعتها حتتركيه بدون ما تجرحيه وتحمليه ذنب ما سواه !!
: كلامك صح ... الحين قوليلي ايش عمل ابو ناصر .. !!
............
يزن .............
حط المفتاح على الطاولة وقالي : نخدمك في الافراح
سالته : ما قلتلي ايش حصل لسيارتك !!
خالد : ما اردي .. كل يومين موديها الورشة .. بغيرها
: انت تعاملك مع السيارات غبي ..
خالد بجفاء غريب ما تعودته منه : وانت تعاملك مع البشر غبي ..
قلت له بحده : خالد !!
خالد : شوف ما راح اصفق لك على الي انت تسويه في هذول البنتين زي ما طلال يسوي ..
قلت له : بما انك انت الي فتحت موضوع بنات حسن فاجلس خلينا نتكلم !!
خالد بضيق : قلت لك مالي دخل بالي تسويه ... بس افهم شي واحد الي انت جالس تسويه حيخليني اعيد حساباتي في حاجات كثير !!
: كانك تهدد !!
خالد : انت اخويا .. قبل ما تكون ولد خالتي وصديقي .. والي يضرك يضرني قبلك .. ولو هددتك كاني اهدد نفسي !!
جلست على كنبة قريبة من الباب مسحت وجهي بتعب وارهاق وقلت له بضيق : انا تعبت من كل هذا !!
جلس قربي وقالي : لانك مو انت .. شخص غيرك ما اعرفه سوا كل هذا !! .. انهي هذا الشخص وارجع يزن .. وارحم نفسك وارحم هذول الايتام !!
: طلبت من ابو ناصر يرفع يده عن بيتهم ..
خالد بشك : ايش عدا ما بدا !!
سكت ما جاوبته ... لاني انا نفسي مو عارف ليه طلبت من ابو ناصر يسوي كذا !! ..
جاوبته : لان الكلام الي قلته لندى كان حقيقي .. انا مو مستفيد من اذيتهم ..
خالد : ما يكفي !! ... انت ماسك البنتين من رقبتهم ...
جاوبت بملل : ايش اسوي لهم يعني !!
خالد : انت عارف ايش تسوي ... لا تكذب على نفسك يا يزن .. اول ما يحصل معاك شي جديد حتقوم وتصب غضبك على البنتين هذول .. وكان ما حد اذاك الا ابوهم !! ..
قلت بحقد : ماحد اذاني مثل ابوهم ..
خالد بملل : الكلام معاك ضايع .. انا طالع ..
قبل ما يطلع اشر على الارض وقال : ليه غرفتك كذا وسخة !!
طالعت لمكان ما اشر .. شفت كاسة الشاهي المكسورة على الأرض والسكر منثور هنا وهناك .. غصب عني ابتسمت .. وانا اتذكر خوف ندى .. جسمها الصغير لما كانت مغمى عليها وطايحة على الأرض .. دموعها لما صحيت .. شكلها وهي واقفة وسط اخوانها ... ايش حصل معاها كانت تعبانة ... كيف اطمن عليها !! ... من فين اجيب رقمها .. طبعا مستحيل اطلبه من نجوى .. عموما هي بكرة ان شاء الله جاية واطمن عليها ..
.....................
ندى ........
سالتها بالستغراب : ما قال ليه !!
سناء : لا ... قال انه ما عاد يبغى شي ... مسامحكم ..
: مسامحنا !! ... هو ماله شي عندنا ..
صرت اروح واجي في الغرفة وسناء تراقبني .. كنت افكر في الي قالته .. ايش خلى فحاة ابو ناصر يغير رايه !! ... مو مقتنعة انه رجع لضميره .. لانه لو ضميره صحي كان طلع الورق الي يثبت انه ماله شي في الببت .. مو اننا نكون كذا تحت رحمته .. مستنين متى يغير رايه ويهد البيت فوق راسنا !!
سناء : اشبك .. جبتيلي دوخة ...
جاوبتها : مو مرتاحة لابو ناصر ... في راسه شي !!
سناء : يا بنتي انتي ما تعرفي تريحي نفسك ابدا !! ... قلنالك خلاص الموضوع انتهى !!
: كيف يعني انتهى !! .. ابو ناصر لو جا بكرة وقال يلا اعطوني نصيبي مين بيمنعه !!
: لو يبغاه كن اخذه اليوم !!
: صرت اخاف من المفاجات .. في شي مو مطمني في الموضوع ...
سناء : اتركي عنك الكلام والشكوك ... وتعالي عشان تنامي .. لسى شكلك مرهقة ...
جاوبتها وانا اطلع من الغرفة : حروح اشوف امل ..
.............
كانت نايمة كالعادة واللمبات مفتوحة ... جلست بقربها وانا اتامل وجهها .. خايفة عليها من كل هذه التغيرات الي تمر في حياتنا .. كيف اضمن لها الامن !! .. كيف اطمن عليها !! .. ما اعرف ايش راح يحصل بكرة ... كيف اتاكد ان ما راح يحصلها شي في وجودي او بغيابي .. وانا حية وانا ميتة !! .. رجعت شعرها عن وجهها وبستها بحنية ....
: ندى !!
كان هذا صوتها ... طالعتني بعيونها الصافية وانا قربت منها اكثر ومسحت على وجهها بهدوء وهمست لها : صحيتك من النوم !!
هزت راسها يعني لا وقالت : كنت مستنيتك تصحي من النوم. بس غفيت ..
: تعشيتي !!
امل : الحمدلله ... ندى !!
: هلا حبيبتي ..
اعتدلت في جلستها وقالت : ابو ناصر ما راح يهد البيت ..
ابتسمت وقلت لها : ايوا عرفت ... !! ... فرحانة !!
هزت راسها وقالت : لا ... اخاف يرجع بكرة يغير رأيه
وتجمعت الدموع في عيونها .. انا مسكت وجهها بسرعة وقلت لها : لا تخافي ما راح يسويها ... اكيد ما هان عليه يسوي فينا كذا .. احنا جيرانه ...!!
امل : بس هو ماله حق اصلا ... !!
: ولانه ما له حق ما راح يقدر يسوي شي ...
امل بخوف : ومين راح يمنعه !!
جاوبتها : الي منعه هذه المرة .. حيمنعه المرة الجاية وكل مرة !!
ستها على جبينها و قلت لها : ابغاكي الان تريحي نفسك ... لان كل شي زي ما هو .. و من بكرة راح نرجع كل شي غرفة ابويا الله يرحمه ..
حضنتني وقالت : انا احبك كثير يا ندى ...
ضميتها بكل قوتي وغمضت عيوني .. ابغى اتاكد انها بحضني وما راح تضيع من يدي ... جسمها الصغير يمنحني قوة ما تهزها جبال .. ابتسامتها تخليني مستعدة اواجه العالم كله ..
....................
يزن....
بستها على راسها وقلت لها : ما شاء الله قالولي غطيتي على كل المزز اليوم !!
ضربتني على كتفي بخفة وقالت وهي تضحك : اسكت يا ولد !!
ضحكت وقلت لها : ما امزح .. ايش هذا الزين كله !!
ستي : اي زين .. خلاص انا راحت عليا ...
جلست قربها وحضنتها بيد وحدة وضميتها ليا بقوة وقلت لها : مين هذه الي راحت عليها .. تراهم يخطبوكي مني الى الآن !!
احمر وجها وانا ضحكت وقلت : الله يا ستي لساتك تخجلي !!
ستي وهي تدفني : ما تترك عنك هذا الكلام ...
اخذت يدها وبستها وبعدين قلت لها : الله يا ستي ريحة يدك طيبة !!
ستي : هذه ريحة الحنة .. ندى الله يسعدها حطتلي هو اليوم الصبح !!
ابتسمت وانا اتخيل اصابع ندى الصغيرة النحيفة وهي تحط الحنة على يد ستي .. رجعت بستها وشميتها .. ما ادري ليه هذه المرة ريحة الحنة صارت احلى ..
انتبهت لستي تقولي :يزن اختك حالها مو عاجبني .. اليوم اغمى عليها بالزواج .. !!
وقفت بسرعة وسآلتها بخوف : وليش ما حد كلمني .. هي كيفها الحين !!
ستي : لا تخاف .. صارت كويسة .. انا قلت لك عشان تشوفلك معاها صرفة .. هي ما تسمع كلام احد الا انت ..
.................
اول ما فتحت باب الغرفة مسكت وجهها وسألتها بخوف : نجوى انتي كويسة !!
نجوى : الله يسامحها ستي .. مع اني قلت لها ما تقلك !!
دخلت الغرفة وسآلتها : فين عبايتك !!
نجوى : ليه !!
: بوديكي المستشفى ...
ابتسمت وقربت مني مسكت يدي وضمتها بحنية : حبيبي انا كويسة ... لا تخاف ..
: نجوى .. مو بكيفك .. دقيقتين تكوني في السيارة !!
نجوى : يزن .. عشان خاطري .. لا تحسسني اني مريضة بالقوة .. دوخة بسيطة وخلاص .. انا كويسة ..
: ستي قالت اغمى عليكي !!
ضحكت وقالت : هي حبيبتي اتفجعت و كانت بتدق عليك .. والله كانت دوخة مو اكثر .. بس من خوفها عليها بالغت !!
: متأكدة انك كويسة !!
نجوى : ايوا حبيبي ... والله مافيني شي ..
ضميتها ليا وقلت لها : الله يخليكي يا نجوى انتبهي على نفسك !!
مسحت على صدري بهدوء وقالت : ان شاء الله
.................
كانت معطيتني ظهرها ... وقفت اتاملها وانا مبتسم ... ما اتوقعت ان شي زي كذا ممكن يحصل معايا في يوم من الايام ...
: يزن ؟؟
كان هذا صوت سندس. بدل ما التفت لها فضلت اطالع لندى الي التفتت بسرعة اول ما سمعت اسمي ... قدرت اشوف الخجل في وجهها الي تحول للون الاحمر .. ولفت بسرعة للي كانت تسويه وانا التفت لسندس
الي سألتني : تبغى شي !!
طالعت فيها ببرود وسالتها : وليه تسألي !!
سندس : لانه غريبة جاي المطبخ .. !!
: وايش الغريب ؟ ...
طالعت لندى بارتباك بسبب برودي الواضح في الكلام معاها وقالت : لانك عادة لما تبغى شي تطلبه من نجوى او مني !!
جاوبتها بسخرية : ما افتكر اني قد طلبت منك شي .. !!
انصبغ وحهها بالون الاحمر و انا ضحكت في سري عليها ... احسن تستاهل .. قرفتني في عيشتي .. طالعت لندى شفتها لسى معطيتني ظهرها ...
قلت : ممكن كاسة موية ..
ما التفتت
: ندى لو سمحتي .. كاسة موية !!
طالعتني باستغراب واضح على عيونها وطالعت لسندس وقالت : ان شاء الله.
ما كنت حتى شايف سندس او فارق معايا وجودها .. كنت اتابع حركاتها وهي تغسل الكاسة وتمليها موية .. حسيت بمتعة غريبة وانا اراقبها ... بعدين قربت مني ومدت الكاسة ليا و قالت : تفضل ..
طالت نظراتنا ... لمحت حمرة حلوة على وجهها حسستني بالراحة بعد ما شفت شحوب وجهها امس الي حسسني بالخوف والقلق عليها ..
نزلت عينها عني ومدت لي الكاسة اكثر
طالعت للكاسة في يدها .. شفت اطراف اصابعها مصبوغة حنة بلون فاتح ابتسمت واخذت الكاسة منها وقلت لها : مشكورة
وقفت على جمب تستناني اشرب .. شربت وانا اطالعها ... بعدين مديت لها الكاسة الفاضية هي اخذتها مني وقالت بصوت شبة هامس : صحة ..
جاني صوت سندس المزعج : يلا روحي شوفي ستي .. يمكن تبغى شي !! ..
قبل ما تتحرك دخلت الشغالة ناديتها : ماريا
ماريا : يس مستر يزن !!
: كم مرة اقلك لاتشيلي روب الحمام من مكانه الا لما تحطي بداله واحد جديد !!
كنت اكلمها وعيوني على ندى .. الي زادت حمرة وجهها وارتبكت نظراتها
ماريا : ايام سوري مستر يزن
: كل مرة تقولي اسفة وترجعي تعيدي نفس الحكاية .. لو تكرر هذا الشي راح اطردك .. فاهمة !!
تغيرت نظرات ندى وصارت تطالعني بنظرة غريبة و مشت من جمبي وهي ساكتة ... اشبها ... ايش الي زعلها معقولة مافهمت الي قلته .. سكت وانا اتابع خطواتها تبتعد عني ...
...............
شفتها ماسكة في يدها صحن فيه فاكهة وماسكة بيدها الثانية كاسة موية بتدخلهم لستي .. ناديتها : ندى !!
وقفت بدون ما تلتفت لي .. سالتها : ممكن افهم ليه تضايقتي قبل شوية في المطبخ !!
لفت جسمها كله باتجاهي وقالت :لا ما التضايقت .. بس فعلا امي خديجة كانت تبغاني !!
جاوبتها : خلاص روحي شوفيها ...
وقبل ما اتحرك قالت : الا اتضايقت !! ...
:من !!
نزلت عيونها في الارض .. كانها مو لاقية الكلام ... كنت اتاملها بصمت .. رجعت طالعتني وقالت : اكثر شي ياذي الناس انهم يحسوا بعدم الأمان .. وهذه المسكيتة شغلها في بيتك هو مصدر الامان لها ولعائلتها ... اتضايقت لما هددتها بسببي ...
كانت تطالعني بعيونها الصافية كانها تترجاني بشئ خفي ما فهمته .. ابتسمت لها وقلت : بس انتي عارفة انه مجرد كلام ... وعارفة ليه قلته !!
ندى باندفاع: انا عارفة انك قلته عشاني ... و ...
اتسعت ابتسامتي وانا اسمع كلامها هذا .. هي سكتت فجاة وطالعتني بصدمة ورجعت لورى .. لما تراجعت لورى طاحت من الصحن تفاحة انحنيت عشان اخدها بس هي قالت بسرعة : معليش .. انا حرفعها
و ميلت جسمها بسرعة خلت كل الموية الي في الكاسة تنكب على الارض .. وعليها ... وطاحت كل الفواكة الي في الصحن ... ضحكت في سري وانا اراقب توترها وارتباكها وخربطتها ... وقلت لها بمزح : انتي دايما كذا حالتك معفوسة !!
جلست على الارض تلم الغواكة وجلست قربها اساعدها .. طالعتني بصدمة وقالت : استاذ يزن حلمها انا لوحدي .. مو مشكلة ...
تجاهلت كلامها و لميت معاها الفواكة .. لغاية ما رفعت بيدها اخر حبة تفاحة ووقفت وقالت : مشكور ..
قربت منها واخذت التفاحة من يدها و فضلت اتامل عيونها ... ليه اتوه كل ما طالعت لهذه العيون الواسعة !! .. هي نزلت عيونها عني بتوتر .. تركتها واقفة ومشيت .. وقبل ما اترك المكان قلت لها : شكرا على التفاحة ..
.................
...... ندى .. . .
لما رجعت البيت بلغت سناء و امل ان ام منصور عازمتنا اليوم عندها ... حسيت ان هذه العزومة جات بوقتها عشان امل تغير جو وتطلع من التوتر الي عاشته هذي اليومين .. شي خفي داخلي كان يبغى امل تعجب ام منصور و اهله ما اردي ليه ...
: هذا حلو !!
طالعتلها وابتسمت .. كانت زي الملاك .. تاملتها .. كانت لابسة فستان ازرق لونه زاهي ناعم لتحت الركبة بشوية لون الفستان مع لون بشرتها البيضا وشعرها البني الناعم الي جدلته ورمته على كتفها صار واصل قرب خصرها اعطاها انوثة وبراءة ..
في بيت ام منصور تعرفت اخيرا على اخوات منصور .. اخته الكبيرة جميلة ام منصور و اخته الثانية شريفة ام شهد وعهد .. واخر العنقود نهلة بعمر امل اختي .. وكمان طلعت معاها في الجامعة بس بكلية ثانية ... ارتحت لهذه الصدفة ولصداقتهم الي بدآت اول ما دخلت امل البيت .. كنا جالسين مبسوطين وحكايات و سوالف .. اخوات منصور كانوا فرحانين فينا كثير ..
: ندى امي تبغاكي بالمطبخ !!
كان هذه نهلة .. دلتني للمطبخ ورجعت تسولف مع صديقتها الجديدة .. كانت ام منصور واقفة تقطع خضار وحاجات للعشا.. قلت لها : تعبتي نفسك يا امي ..
ام منصور : تعبكم راحة يا ندى . والله اني مبسوطة اليوم بجيتكم ..
جاوبتها : واحنا مبسوطين كثير ..
جلست اقطع خضار السلطة واسولف انا وياها كانت تتكلم من وقت للثاني عن موضوع يزن .. وكيف انها قلقانة عليا .. و لما احد من البنات يدخل تغير الموضوع على طول ... بعدين سألتني : ما شاء الله امل كم عمرها
جاوبتها : 19 سنة ..
ام منصور : ما شاء الله عليها الله يحفظها ويبعد عنها عيون الناس ..
جاوبتها : امين يارب ..
ام منصور :حتى منصور الله يحفظه بدأ يداوم الجامعة انتساب ... يقول بيكمل دراسته
: ما شاء الله .. هذا احسن شي سواه ...
ام منصور : وامل الله يحفظها كيف تروح الجامعة !!
جاوبتها : مشتركة بباص .. مع بقية زميلاتها ..
ام منصور : ليه ما تداوم مع نهلة ... منصور اخوها يوديها ويجيبها .. وبيتكم مو بعيد عنا !!
جاوبتها : ما ودي اتعبه واكلف عليه يا امي ..
ام منصور : الا احب على قلبي .. وقلب نهلة ومنصور ما راح يقول شي !!
جاوبتها : الله ما يحرمنا منكم يا غالية .. هذا الترم قديه بيخلص .. بداية الترم الجاي ان شاء الله يصير خير ..
في قرارة نفسي كنت بوافق .. بس ما حبيت احرج منصور .. وانا عارفة انه يشتغل ويدرس .. بس كنت مبسوطة لاهتمام ام منصور الزايد بامل ... هذا الشي نور لي شمعة في مستقبل امل ... ما اظن بلقى لها احسن من منصور .. !! .. ولا ام زوج احن من ام منصور ..
.....................
كنت في ساحة البيت ... اتامل النجوم ...كانت تلمع بشكل يفرح النفس .. كل ما اشتد نورها حسيت شي بقلبي يتفتح وشي بعقلي يضوى ..حاسة برضى وانا افتكر نظرات ام منصور الي ما نزلت عن أمل .. و اهتمامها فيها .. ما بطلت اسئلة عنها ...
: جعلها دوم يارب
كان هذا صوت سناء ... سالتها : ايش !!
سناء وهي تنام على ظهرها بقربي وتقول : ابتسامتك !!
سكتت وما رديت .. كنت افكر كيف اجمع منصور بأمل ... افكر اخطبه لها .. ما فيها شي ياما رجال يخطبوا لاخواتهم .. وامل ما عندها اخوان .. بس عندها انا .. امها وابوها واخوها واختها ... ومنصور ولد حلال .. وحيقدر يحافظ عليها ويصونها ...
سناء : اعرفك لما تسرحي هذه السرحة .. لايش تخططي !!
جلست وسألتها : ايش رايك في منصور !!
جلست هي الثانية وقالت : من اي ناحية !!
: من كل النواحي !!
سناء : ما اعرفه .. بس ليه تسالي !!
جاوبتها : حزوجه أمل ..
سناء : نعم يختي !!
: الي سمعتيه .. ابغاه عريس لأمل ...
قالت : لا حول لا قوة الا بالله ... يا بنتي ارحميني كل يوم لك تصنيفة جديدة ويقولوا عدد المستحيلات بس سبعة .. يجو يعيشوا معاكي بس سبعة ايام كل يوم حيكتشفوا سبع عجايب جديدة تطلع من راسك هذا !!
: الحين فين المستحيل ان منصور يتزوج امل !!
سناء : المستحيل انك انتي قررتي و نفذتي انه بيتزوج اختك ..
: طيب اسمعي الي انا افكر فيه وبعدين اتكلمي ... انتي ما شفتي ام منصور كيف حبت امل ... عيونها ما شالتها عنها !!
سناء : اهااا .. حتروحي تقولي للولد .. لو سمحت امك عيونها ما شالتها عن اختي .. لازم تتزوجها ..
: لا انا حقله العبارة الاخيرة بس !! ..
ضحكت بصوت عالي وقالت : حلوة !!
طالعتلها وانا ساكتة ... شافت الجدية في عيني وقالت : من جدك تتكلمي !!
: اكيد من جدي ... شوفي .. انا ابغى احط امل في يد امينة .. انسان يحافظ عليها ويصونها .. وماني شايفة احسن من منصور ..
سناء : بس منصور ... انتي عارفة !!
: قصدك الي سواه !! .. انا مو خايفة من هذا الشي ابدا .. بعد ما شفت امه واخواته اطمنت وبعدين حخلي ابوكي يسال عنه ... بس كل ما شفته احس انه هو احسن واحد مناسب لامل .. امل صغيرة ومسكينه و طيبة تبغى واحد زي منصور .. طيب وفي حاله بس في نفس الوقت مو سهل وقوي ... هو الي راح يحبها ويقدرها ويسعدها ..
سناء : ولو هو ما يبغاها ...
ابتسمت وجاوبتها : اقطع يدي من هنا ان ما كانت الان ام منصور جالسة تمدح في امل قدامه ... يابنتي امل دخلت قلوبهم كلهم ... !!
كانت ساكتة تطالعلي .. سالتها : اشبك !!
سناء : حاسة اني جالسة مع عجوز عمرها 55 سنة !!
ضحكت وجاوبتها : شي كويس .لان العجايز اذا حطوا براسهم شي نفذوه ...
سناء : طيب وانتي .. ما فكرتي بنفسك !!
: اشبها نفسي !!
: انتي موضوعك عكس امل انتي محمد خطبك بس انتي ما تبغيه ... !!
مسكت يدها بين يدي الثنتين وسالتها : سناء لو في يوم انا رفضت اخوكي ... راح تتخلي عني وتزعلي وتقاطعيني !!
سناء : لا طبعا ايش الغباء الي تقوليه ... انا اليوم الي فهمت ايش يعني اخوه شفتكم انتوا الاثنين .. اللحظة الي استوبت فيه ان محمد اخويا هي نفس اللحظة الي استوعبت فيها انك اختي وصاحبتي ... الي يحصل بينك وبين محمد انا مالي علاقة فيه ... ما انكر اني اتمنى انك تكوني زوجة محمد لاني عارفة انه ما راح يحصل زوجه زيك ... وهذا الشي سواء حصل او ما حصل عمره ما راح يفرقني عنك .. انتي اختي يا غبية ...
جاوبتها براحة : طمنتيني
سناء : بس افهم من كلامك هذا انك ما تبغي محمد !!
قلت لها : موت ابويا الله يرحمه هزني ... في هذيك الفترة حسيت اني احب محمد ... حتى كنت دايما ابغى اقلك اني موافقة ... بس قررت اني اصبر .. واتجاوز ضعفي الي كنت فيه بسبب موت ابويا ... الحين كل ما فكرت بمحمد افكر فيه زي زمان بالزبط ... مو قادرة اشوفه زوج ... مع اني والله عارفة انه زوج مناسب وكل البنات تتمناه ..
سناء : ما عمري سالتك كيف مواصفات الرجال الي تتمني تتزوجيه !!
جاوبتها : عمري ما فكرت في هذا الشي ....
سناء بتريقة : صدقتك !!
جاوبتها : هدي الحقيقة .. انتي عارفة ان امي الله يرحمها مرضت كثير قبل ما تموت ... كنت انا اراعيها ما كان في وقت افكر في اي شي غيرها .. وبعد ما ماتت انشغلت مع امل وابويا .. والحين زي ما انتي شايفة .. من فين حلقى وقت افكر !!
سناء : ليه محسستني ان امل هذي بنتك الي عمرها 3 سنوات !! ...
: سناء ... امل لغاية الان ما تاكل الا من يدي .. لو ما جبت لها الاكل لحد عندها ما اكلت انا الي اكويلها ثيابها .. انا الي اشتريلها كل اشياءها .. انا الي اوديها المستشفى لو تعبت .. انا الي اعطيها الدوا بيدي .. انا الي اصحيها للجامعة ..
سناء بتريقة : اشوى ما قلتي بعد هذا كله انا الي اصحيها للروضة ..
ضحكت على تعليقها وكملت : لما تضحك احس اني عايشة و اتنفس ... لما تبكي احس ان الدنيا سودت بعيوني ... تدري لو خلفت بنت .. مستحيل احبها زي ما احب امل ...
سناء : الحمد لله يارب ما عندي اخت صغيرة ... تخيلي تتدلع عليا زي ما تدلع امل عليك .. !! ... قسم بالله لاخليها تمشي حولة ..
ضحكت على كلامها وقلت لها : امل ما حيجي قبلها ولا بعدها .. فطمني نفسك ..
سناء : طيب من جد الحين .. حتكملي شغل ببيت يزن .. !!
: لا حجلس في البيت اربي اولاد امل !!
اتسطحت على ظهرها تضحك بقوة وقالت : ارحمني يارب ... انتي مجنونة يا بنتي !!
جاوبتها : ليه ... حشرط عليهم كل سنة يخلفوا طفل او طفلة وانا حربيهم .. بناتها حيكونوا ملائكة زيها واولادها حيكونوا شياطين زي ابوهم ... ححبهم زي عيوني .. بس مو اكثر من امهم ..
سناء وهي تقوم : قومي .. قومي نامي .. خرفتي .. مليتي البيت بزورة واختك رايحة في ستين نومة بجمبك في الغرفة ... قومي يا شيخة رفعتي ضغطي .. !!
ضحكت عليها .. ودخلت انام وانا افكر في احلامي الوردية عن امل وحياتها ان شاء الله .. و ما عندي صبر متى حيطلع الصبح واكلم منصور في الموضوع ...
..................
ندى ......
بعد كلامي مع سناء ... طار النوم من عيني ... ليه كذبت ... وما قلت لها الحقيقة ... ليه ما قلت لها عن فارس احلامي !! ... اقولها ايش !! .. اني احب وهم ... احب انسان ما عمري شفته ومستحيل اشوفه .. ما ادري هو في اي مكان من هذا العالم الواسع ... ما ادري هو حي ولا ميت .. هو اصلا يعرف بوجودي ولا لا !! ... هو يفكر فيا الان ولا ما عمره فكر فيا !! .. كنت جالسة على الأرض في غرفة ابويا الي فضينا منها كل الآثاث .. ماسكة لوحة امي واتاملها بغيبوبة لذيذ .. و احاول اتخيل انسان ما اعرف له ملامح ولا صفات .. مهمة صعبة جدا !! .. بس تسيب في نفسي احساس حلو ... ابتسمت لوجة امي المرسوم في اللوحة وقلت لها : احبه !! .. اكيد عرفتي اني راح احبه من اول يوم اعطيتيني فيها هذه الصورة !! .. مستغربة ان بنتك كبرت وصارت تحب وتقولك هذا الكلام !! ... انا مو مستغربة ولا خجلانة لان ما حد غيرك يدري اني احبه ... من يوم ما حكيتيلي حكايتك المجنونة مع هذه اللوحة و الي صارت من اربع سنين حكايتي انا .. من يومها وانا افكر كل يوم فيه ... كل يوم احاول اتخيل شكله .. مواصفاته ... طباعه .... طيب حيكون سعودي ... احتمال يطلع اصلا مو عربي ... ولا مسلم ... ساعتها راح تطيح كل احلامي في الارض !! ... بس الرسام الي رسمك قالك انه راح يعطي هذه اللوحة للشخص المناسب !! ... عشان كذا انا لغاية الان مستنية هذا الشخص المناسب وحستناه طول عمري وانا حاضنة صورتك الغالية ..
***********
يزن ..........
من اربع سنين من يوم ما اشتريت هذه اللوحة و انا ما اهتميت فيها ... ولا اهتميت بالكلام الغريب الي قاله لي الرسام المجنون ...بس ليه الان ما ابغى الا اني اتاملها واسترجع الموقف الي صار بادق تفاصيله !! ...
ضميت اللوحة لصدري و غمضت عيوني ... ورجعت لاربع سنوات مرت لما كنت في برطانيا ... الكل نصحني اروح معرض الرسام المشهور دين كادمان لاني حشوف شي مستحيل اشوفه في اي معرض ثاني ... دخلت المعرض مثلي مثل اي متفرج مبور بكمية الابداع الي شايفها قدامه ... كانت كل لوحاته عبارة عن اوجه حقيقية مجسدة بالرسم .. للحظة تفتكر انها صورة حقيقية مو رسم متقن !! ... المعرض فيه من كل الاجناس والطبقات والاعمار .. اطفال بنات شباب و كبار في السن ... وقفت اتامل اللوحات باعجاب ... لاحظت ان الرسام كان متابعني من اول ما دخلت ... بعدين جا ووقف جمبي وقالي
: اAre you from Saudi Arabia
هل انت سعودي !!
جاوبته : yes I am !!
نعم
الرسام : I am Dean cadman , nice to meat you !!
انا دين كادمان .. سررت بلقاءك ..
: same here , I am Yazan Alzainy
وانا ايضا .. يزن الزيني
دين كادمان : mr. Alzainy , do you like the gallery ?
هل عجبك المعرض سيد يزن !!
: of course , the portraits are fabulous , but I Wonder about some thing ?
بالطبع ولكني اتعجب لامر ما ؟
دين كادمان : why all these portraits ?
لماذا كل هذه اللوحات المجسدة ؟
: Exactly
تماما !!
دين كادمان : every single portrait has own story with me ..
كل لوحة لها معي قصة خاصة ..
: I see
فهمت
دين كيدمان : do you mind if I show you a very special thing
هل تمانع ان أوريك شيء خاص جدا !!
: please show me ?
بالطبع ارني ما لديك ..
**********
ندى ..........
فتحت الباب عليا فجاة ... انا ارتبكت و خبيت اللوحة بسرعة ورايا وقلت لها : ما تعرفي تدقي الباب !!
سناء وعينها معلقة على الفراغ الي بيني وبين الجدار بشك : ايش الي خبيتيه الان !!
: مو شغلك .. لو سمحتي اطلعي و قفلي الباب وراكي !!
سناء : اوف .. اسرار عليا انا ... من جدك !!
: سناء ... لا تصيري ثقيلة دم ... اطلي برة ..
قالت بزعل : شكرا يا ندى انا ما عمري خبيت عنك شي .. وانتي الان حاطة اسرار بيني وبينك
: مو لايق عليك هذه الدراما .. يلا اقلبي وجهك ..
: اوكي ... ما حجبرك تقوليلي شي ..
وتحركت بتطلع وانا مو مصدقة انها زعلت .. بس بدل ما تطلع هجمت عليا وسحبت اللوحة بسرعة من ورايا .. وقالت وهي تشد اللوحة من يدي : بس حتقولي غصب عنك .. على بالك ما اعرفلك ... مو بكيفك ياماما ... !! وريني ايش فيها هذه اللوحة !!
: سناء !!!! ... يا غبية .. فكي !!
طالعت للرسمة باستغراب وقالت : رسمتك !!
طالعت لها بنص عين وانا ساكتة .. هي اعتدلت قربي وقالت : الحين انا افتكرت انه بعد الحوار الاليم الي حصل بيننا في الحوش وانتي دخلتي بعدها هنا واعتكفتي قلت اكيد تفكر في حبيب القلب لاني ما صدقت كلامك الفاضي الي قلتيه قبل شوي .. قال ايش ما عمري فكرت في فارس احلامي
و قلدت صوتي بطريقة مضحكة وكملت : على مين ياماما ترى ما صدقتك !!
:ليه !!
سناء : عيونك ... انتي تكذبي عادي متعودة عليك ... بس عيونك ما عمرها كذبت .. كل ما كذبتي عيونك زادت لمعانها كانها تقول للناس كذااااابة .. !!
ضحكت وقلت لها : طيب هاتي اللوحة .. يا كاشفتني
مدت لي اللوحة وقالت : خذي ... يا كذابة ... ويلا اعترفي ..
تاملت الصورة وقلت لها : هذي مو انا .. هذه امي الله يرحمها ..
سناء :سبحان الله كانها انتي ..
: انتي عارفة اني انا اصلا نسخة من امي الله يرحمها ...
سناء : ايوا من جد مرة سبحان الله .. بس اول مرة اشوف هذه اللوحة ..
: هذي اللوحة امي اعطتني هي من 4 سنين لما صار عمري 20 سنة .. ما عمرهم احتفلوا بيوم ميلادي ولا اعطوني هدية .. بس يومها امي اعطتني هذه اللوحة و حكتلي معاها حكاية غريبة ..
سناء : حكاية ايش !!
*************
يزن .........
صرنا نمشي بين اللوحات .. وهو يشرحلي باختصار عن تاريخ كل لوحة رسمها و الدول والمناطق الي رسمها فيها .. لغاية ما وقفنا عند لوحة كان حاطها في صدر المعرض .. على تاند ميز جدا وفخم .. انا اتعجبت واعجبت باللوحة في نفس الوقت .. كانت كانها ملكة وسط حاشيتها بعيونها ساحرة ... بنت متلثمة ما يظهر منها الا عيونها الواسعة يكسر عتمة سوادها اضاءة غريبة كانها تشع من داخل صاحبة الرسمة .. ولون بشرتها البيضا المعتدل الجذاب احاطها بهالة غريبة من نور .. ابتسمت وانا اتامل اللوحة ذي ..
دين كادمان : you like it ..
اعجبتك
: Her eyes have a wondrous magic ، I didn't see like them in my life
عيناها فيهما سحر غريب لم ارى مثلهما في حياتي !!
كادمان : the first time I saw this saudi woman , I felt in love with her forever , Iused to follow her every day , she is only who made My heart beats fastt
منذ المرة الأولى التي رأيت فيها هذه المرأة وقعت في حبها .. كنت الاحقها يوميا .. انها المرأة الوحيدة التي جعلت قلبي يدق بسرعة ..
: where is she now !!
اين هي الان ؟
كادمان : I don't know , Unfortunately she was married, in the end and after a big effort her husband Agreed to draw her . and What you have to know that the age of this portirat is 20 years
لا اعلم .. للاسف كانت متزوجة . في النهاية وافق زوجها بعد مجهود كبير ان ارسمها .. ويجب ان تعرف ان عمر هذه اللوحة 20 سنة !!
: awesome
مدهش
كادمان : it is It's a piece of my heart ..
انها قطعة من قلبي
: I see that clearly !!
ارى هذا بوضوح
كادمان :I lived my life with those eyes, I didn't see her face and didn't even know her name, I was afraied on her of her husband, for 20 years I can't create a relationship with any woman because I was search out of her eyes in all the women's eyes and didn't I find them ..
عشت حياتي مع هذه العينان . لم ارى وجهها ولم اعرف حتى اسمها لاني كنت خائف عليها من زوجها الغاضب ، لمدة 20 سنة لم استطع ان احضى بعلاقة ناجحة مع اي امرأة لاني كنت ابحث عن عيناها في عيني كل امرأة ولم اجدها ..
كان يحكيني وهو يتامل اللوحة وغايب في ذاكرة عمرها 20 سنة كانه بعد عن كل العالم مسافة عشرين سنة .. بعدين قرب ومسح عليها بحب وقال ..
You Arabs believe in the science of homogeneity of souls, isn't you ?
انتم العرب تؤمنون بتجانس الأرواح اليس كذلك ؟
: yes we do ..
كادمان : that what happened to me
هذا ما حصل معي ..
: you should to keep it with you ?
يجب انت تحتفظ بها اذن ؟
: I loved too ، but I have to sell it today for the right person
اود ذلك لكني سابيعها اليوم للرجل المناسب ..
سكت شوية .. وقفت أتأمل هذا الانسان الغريب الواقف قدامي .. جسمه النحيف عيونه الخضرا الي ما وقفت لمعان من اول ما تكلم عن هذه اللوحة وبشرة وجهه الحمرا الي احتقنت وزادت حمرة خشمه وخدوده كانه يبكي بدون دموع !! ... بعدين سألني : What is your field and where you live in saudi arabia ?
ماهو مجال عملك .. وفي اي منطقة تعيش في السعودية ?
: I am an engineer, I live in Jeddah city
انا مهندس واعيش في مدينة جدة ..
وسعت نظرت عيونه و حط يده فجآة على كتفي وقال بحماس غريب : you are the man
انت الرجل المناسب ..
...............
..... ندى .........
: زمان لما كانت امي الله يرحمها في عمري ... في واحد اجنبي كان يطاردها ... شافها اول مرة في السوق ... ولحقها للبيت ... وصارت تشوفه كل يوم ... وكل يوم يحاول يكلمها ... بس هي في النهاية خافت وراحة حكت لابويا الموضوع ... ابويا استناه في يوم ولما شافه مسح فيه البلاط ... وبهذله وضربه .. وطرده .. طبعا هو ما فهم ابويا ايش قاله ولا ابويا كان فاهم هو ايش يقوله ... بس كان عارف ان ابويا زعلان .. المهم ثاني يوم جا الرجل الاجنبي نفسه وجاب معاه مترجم ... وحاول يشرح لابويا الموضوع !!
سناء :وايش هو الموضوع ...
: الرجال هذا طلع رسام اجنبي مشهور ... وعنده معرض مشهور بس امي نسيت في اي دولة ... طلب من ابويا شي و اعطاه شي !!
سناء : ايش !!
: طلب انه يرسم لامي لوحة زي ماهي بلثامها ... واعطاه دبلة !!
:دبلة !!
: ايوا .. لان امي ما كانت لابسة دبلة !! .. فاشترى لها دبلة من عنده ..
وطلعت من جيبي دبلة امي الي احتفظت فيها عندي حسب وصيتها الله يرحمها قبل ما تموت ومديتها لنجوى وكملت : بس طلب انه الدبلة تكون بدون اي اسم ..
سناء : غريب هذا الانسان ؟؟
ضحكت وقلت : اظن انه من كثر حبه لامي حقد على ابويا ... وكره انه اسمه ينحط على الدبلة الي هو اشتراها لامي هذا راي الشخصي ... بس امي تقولي انها فهمت بعدين ليه ... !! المهم في النهاية وبعد جهد جهيد ابويا وافق ... وصار كل يوم الرسام يرسم امي ... كنت لسى انا معاها امل كانت لسى ما جات ... امي تقولي كانت عيونه تقول حاجات كثيره ... كانت في لمعة غريبة ... شافت في عيونه حب ما عمرها شافته في عيون ابويا ... و طول شهر كامل وهي المدة الي رسم فيها امي ماحاول يضايقها او يقولها كلمة ... كان يرسمها في وجود ابويا وفي وجودي كان عمري وقتها سنة او اقل ... في اخر يوم امي تحلف انه نزلت دمعة من عيونه وهو يطالعها .. كان متاثر جدا في اخر يوم .. امي صارعت حبه هذا فترة طويلة .. هي ما حبته بس حبه لها اثر فيها .. بس في النهاية ابويا هو الوحيد الي اسر قلبها ..
سناء بصدمة : هذه قصة من الخيال .. !!!
: المهم جا في اخر يوم ومعاه لوحتين لامي
سناء :كيف كذا !!
: اتاريه لما كان يرسم امي في بيتنا كان يرجع بيته ويرسمها مرة ثانية ...
سناء :ليه !!
: ابويا ساله هذا السؤال .. بس هو قال شي غريب ..
:ايش
: قال لابويا اني لما اكبر راح اطالع في هذه الصورة كاني حطالع في نفسي .. لانه شاف الشبة الغريب الي بيني وبين امي من لما كنت في هذاك العمر .. ويبغاهم يحتفضوا بنسخة معاهم ليا ونسخة بياخذها هو
سناء :فنان عاد ونظرته ما تخيب
: المهم هو طلب ان نص اسمي ينكتب في وحدة من اللوحات و النص الثاني ينكتب في اللوحة الثانية ... لما يصير عمري 20 سنة هو راح يعرض لوحتي هذه في معرضه وما راح يبيعها الا للشخص المناسب .. الانسان الي لما اقابلة لو شاء ربنا انا بنفسي الي راح اطلب منه يكتب اسمه على الدبلة الي اعطاها الرسام لامي لانه ساعتها راح احب هذا الانسان !!! ..
............
يزن ..........
سالته : I am the man for what ?
انا الرجل المناسب لماذا ؟
كادمان : for this portrait , where you will find happiness, happiness itself will search for you and come to you, and you will see it in front of your eyes, but you will not get it unless you fought for it andbegged to get it .., this is what I couldn't do ..
لهذه اللوحة ، حيث ستجد السعادة ، السعادة نفسها هي من ستبحث عنك و تأتي اليك ، ولكنك لن تحصل عليها حتى تحارب لاجلها وتتوسل لتحصل عليها .. هذا مالم اتمكن من فعله ..
كان كلامه خرافة بالنسبة ليا .. كله على بعضه كان انسان غريب ... كلامه غريب ... وحبه لهذيك اللوحة غريب .. كيف يحب انسانة كل هذا الحب ويجلس 20 سنة موقف حياته وهو حتى ما شاف وجهها ولا عرف اسمها ... ما فكرت بكلامه ولا افكر اني حتى اشغل بالي بس .. ليه الآن جالس اتذكر كل هذه التفاصيل ... !!
رفعت اللوحة وسالتها كاني اسآل صاحبة الصورة : ليه ابغى بس اطالع فيك ... !!
************
ندى ..........
سناء :يعني الرسمة اتباعت من اربع سنوات
: اذا الرجال لسى عايش ولسى فاكر الموضوع .. ايوا اتباعت للشخص المناسب زي ما قال ..ومن وقتها وانا مو قادرة اتخيل اني ممكن اكون لانسان غير هذا الانسان الي ما اعرفه ...
سناء بحيرة : بس هذا خيال علمي يا ندى .... بنسبة 99.99% انك راح تعنسي .. او تموتي قبل ما تقابلي هذا الرجل المناسب !!
: انا متمسكة بهذه النسبة الضئيلة جدا !!
قربت مني اكثر وضمتني وقالت : حاطة كل هذا بقلبك وساكتة !!
ما رديت عليها .. انا مستغربة كيف تجرأت وحكيت كل شي بصوت عالي !! لاني ما ابغى اسمع عقلي الواعي قصة حبي الخيالي .. كفاية عقلي الباطن الي يفكر فيه في كل لحظة .. مع اني عارفة اني عمري ما راح اطوله ... بالزبط زي الاقزام البيضا .. طول حياتي احبها واتاملها بس عارفة اني عمري ما راح امسكها او اوصل لها !! ... انا في الارض وهي نجوم عاليا في السما ..
سناء بصوت متأثر : وجعتي قلبي يا ندى .... ايش هذه الحكاية المعقدة .. لا تعرفي اسم الرسام ولا دولته ولا شي عنه ... كيف راح تلقي هذا الشخص !!
:لا ما اعرف ولا حاولت اسال ابويا لانه طلب من امي ما تجبلي سيرة ..
سناء :ياربي ايش هذا الحب المستحيل .. يارب يجمعك فيه يا ندى .. ويكون هو الشخص الي تحبيه وتقدمي له انتي الدبلة ...
ابتسمت وامنت في قلبي .. هي سالتتي
: وريني ظهر اللوحة بشوف نص اسمك
فتحت الخشبة حق برواز اللوحة و وريتها هيا كان مكتوب فيها
NA
سناء : يعني النص الثاني الي عند الشخص الي اشترى النسخة الثانية هو DA
:بالزبط .... !!
سناء وهي تضم يدينها وترفعها بتضرع للسما : يارب تتحط بيد انسان ولد حلال ... مع اني كل يوم كنت ادعي انك تصيري زوجة محمد اخويا ... بس خلاص من اليوم راح ادعي ان ربنا يجمعك بهذا الشخص اذا كان ولد حلال و يزرع بقلبه حبك ويصير ما يقدر يعيش بدونك .. ويتجنن بحبك
**************
يزن .....
شفتها طالعة من المطبخ شايلة صينية فيها فطور وموديته لستي ... رحت لها بسرعة وقلت لها : كيف شايلة كل هذه وانتي كذا ...فين ماريا ... ماريا !!
وسحبت التبسي من يدها وقلت لها : صحيح طلبنا منك تهتمي بستي .. بس كمان لا تجي على نفسك ..
ماريا : يس مستر يزن
: خذي هذه الصينية ودخليها لستي
شالتها من يدي ودخلت وقبل ما تتحرك ندى ناديتها : ندى
: هلا !!
: متى بتشيلي الجبيرة ...
ندى وعيونها على الأرض : يومين ان شاء الله
: اشوف تاخدي راحة في ببتكم لغاية ما تبرى رجلك
رفعت لي عيونها بقلق وقالت : اتضايقت مني بشي استاذ يزن ؟
: لا لا .. طبعا ما قصدت كذا ... بس ابغاكي ترتاحي !!
: امي خديجة خدمتها راحة و انت اول بوم قلتلي ممنوع اخد اجازة !!
ابتسمت وقلت لها : هذا اول يوم بس بعد ما شغتك كيف قايمة بستي فانا الي اطلب منك هذا الشي
ندى : وانا مقدرة هذا الشي ... بس انا كذا مرتاحة .... و بعد كم يوم راح افك الجبيرة
: ان شاء الله
قبل ما تتحرك سالتها بطريقة مباغتة : الطفلة الي كانت تناديك ماما .. ماهي بنتك .. صح !!
طالعتني اول شي باستغراب وبعدين نزلت عيونها للأرض وقالت : هدي شهد بنت اختي
: اهااا ... الله يحفظهم لك ...
و رجعت سالتها السؤال الثاني : ولا الثانية الي كانت تبغاكي تشيليها بنتك ... !!
مع ان عيونها كانت في الأرض بس حسيت فيهم ابتسامة خفية وجاوبت : لا هذي عهد اخت شهد كمان بنت اختي ...
وقبل ما اسالها قالت : ولا الولد ولدي ... هذا اخويا
قالتها وحطت عيونها في عيوني .. صوتها لما يصير فيه رنة فيها شيطنة يعجبني .. حسيتها كشفت في عيوني شي انا لسى ما كشفته ... هزيت راسي بهدوء و قبل ما اقول اي شي قالت : لا
طالعتها باستغراب .. هي قالت : ما عندي اولاد !!
استفزتني بمكرها الطفولي المتحمس .. قالتها بعفوية وبساطة .. قربت منها فجأة وهي تراجعت لوى بخوف .. قلت لها وان ابتسم لها ابتسامة حسيتها نفرت كل قطرت دم من عروقها وقلت لها : طبعا ماكنت حسال هذا السؤال لان نجوى قالتلي انك مو متزوجة ..
اختفت من قدامي في دقيقة .. انا وقفت اتاملها بسعادة .. ليه احس بالف احساس متضارب لما اشوفها ... ليه للكلام معاها متعة ... ليه لما تكون واقفة تتكلم معايا وتشيل عينها عني احس بشوق لعيونها واودي نها تطالعني دايما ... !! ليه صرت اكره المطبخ وهي مو فيه ... لما ادخله الليل احسه فاضي .. بارد .. بدون حياة .. احسه مظلم ... !!
*****************
ندى .............
كنت اشتغل بحماس في المطبخ ... ليه مبسوطة ما اعرف ... يمكن لاني راح افاتح اليوم منصور في موضوع امل .. اكيد هذا هو السبب .. جاني صوت نجوى : يا صباح النشاط !!
: صباح الخير والسرور ...
نجوى : كيف حالك !!
: الحمد لله ..
انتبهت لوجهها التعبان وسألتها : نجوى اشبك وجهك ذبلان وعيونك مرهقة .. مو عاحبتني !!
نجوى : انا كويسة .. بس هذه ملامح النوم والكسل .. ندى ممكن اطلب منك طلبين !!
:عيوني !!
نجوى :الاول وعدت البنات الي حذوقهم مقلوبة من تحت يدك و تلقيهم كلهم الان صايمين من امس من كثر ما مدحتها لهم ..
:احلى صحن مقلوبة لاحلى نجوى !!
: تسلميلي حبيبتي ... الطلب الثاني .... ابغاكي تجي معانا .. ابغى اعرف البنات عليكي .... صاحبتي عبير مرة تبغى تشوفك من كثر ما حكيتها عنك ... هي صديقتي الروح بالروح و اخوها ميسر كان صديق يزن ... كانو دايما مع بعض ما يفترقوا ..
:كانو ...!!
: قصة طويلة ... المهم الساعة 12 تطلعي مع السواق ... حنستناكي
:بس امي خديجة !! ...
: كلمتها وما قالت شي
: و الاستاذ يزن !!
نجوى : اممممم ما اظن حيقول شي ... لو تبغي كلميه مع اني اشوف مالها داعي هي كلها ساعتين !!
: الافضل اكلمه لانه من اول يوم نبهني اني ما اتغيب عن الشغل .... !!
نجوى : سوي الي يريحك .. المهم الساعة 12 تكوني هناك .. يلا يا سي يو ليتر ....
*****************
...... يزن .........
اليوم طويل .. اجتماعات .. ولازم اروح للمواقع و اشرح المقاولين وللعملا فكرة المشارع الجديدة ... بس مع هذا حاسس بنشاط جالس يتفجر من بؤرة خفية داخلي ..
: خالد .. ملف مشروع البسامي مالقيته
خالد : اظن نسيته بالبيت .. الحين اروح اجيبه !!
وقفت بسرعة وقلت له : لا انت خليك في المكتب راح يجيك المقاول ابو عمر روح معاه الموقع وانا راح اجيب الملف !!
خالد : تسوي في اخوك خير .. واحنا بنسبقك للموقع ..
ابتسمت في قرارة نفسي خالد يحسب اني سويت فيه معروف ما يدري انه هو الي سوى فيا المعروف لما نسي الملف .. !! ... بس ليش انبسطت كذا لاني راجع البت !!
................
ندى ......
ادق عليه تلفون !! ... لالا اخجل .. ايش اسوي ... طيب !! ... اخلي امي خديجة تقوله !! ... بس هي الان نايمة .. ما ابغى اصحيها .. اروح بدون ما اقله !! ... اخاف يسويلي مشاكل ... هو ما يقدر يزعل اخته نجوى بس راح يصب كل زعله عليا انا .... خلاص حكلمه .. ايش يعني !!
: محنونة انتي !!
وقبل ما استوعب اي شي لقيت يدي معلقة في الهوا بيده .. قالي : هواية عندك تشغلي الخلاط بدون غطى !!!!
طالعت ليدي المعلقة بيده و للخلاط الي كنت حشغله ... بعدين بعدت يدي منه بسرعة ورجعت لورى .. هو راح للخلاط ورماه في المغسلة بكل الي فيه .. انا قلت بخسارة : لااا !!
طالعني بقهر وقال : و حرمي هذا الشي في الزبالة كمان .. ما راح تبطلي تشتفغلي وانتي تفكري افرضي حصل لك شي ... !! .. ممكن افهم في ايش كنتي تفكري !!
كان يتكلم بغضب والكلام يطلع منه دفعه واحدة قلت له بسرعة بدون تفكير : فيك !!
كاني طفيت موية على جمرة نار .. تغيرت ملامح وجهه و ارتسم تعبير غريب على وجهه يقول قد ايش هو انصدم من ردي .. انا اصلا تصلب كل جسمي وطالعت له بصدمة من نفسي .
................
\\// يزن \\//
زي ما يكون كان في دوشة و فجأة أختفت ... كل الأصوات تضاآلت في مسمعي .. كل الأحجام تقلصت في نظري كل كل الأشكال تلاشت من قدامي .. كل شي صار شفاف إلا هي كل شي يبعد وينزلق من قدامي وهي تقرب وتقرب اكثر ... لغاية ما حسيت انها صارت قريبة مني بشكل خوفني .. إيش هذا السحر العجيب الي بعيونها ... ليه أحس بسلام لما أسمع صوتها !! .. عبارتها الأخيرة .. بمثابة تعويذه ... زلزلت كياني كله ... مع اني عارف ومتاكد مقصدها لاني قدرت في هذه الأيام القليلة أعرف شخصيتها نوعا ما .. ندى من النوع الي لما تسرح في شي او تفكر بشي تتوه عن الواقع و تضيع منها الكلمات .. أحب هذا العبط الطفولي الي كلنا مرينا فيه بس انتهى في فترات معينة من حياتنا لما كبرنا وطلعنا من طور البراءة بس ميزة ندى انه استمر معاها لانها مازالت بريئة و طفلة .. بس الفرق بينها وبين أي طفلة إن ندى طفلة تقدر تعتمد عليها .. طفلة تساوي الف رجل .. صحيح اني عارف العبارة الصحيحة الي هي تبغى تقولها .. بس بالرغم من هذا للحظة انطربت روحي لما تخيلت إن ندى تفكر فيا .. للحظة حسيت إني حكون محظوظ لو فعلا هذا الشي حصل .. بس لما لاحظت ارتباكها ما حبيت أحرجها أكثر ... قلت لها : فهمت قصدك .. اهدي مافي داعي لهذا التوتر !!
ندى : أمممم أنا ... !!!
: عارف ان قصدك انك كنتي تفكري بشي بتقوليه لي .... أهدي وقولي الي تبغيه .. أسمعك !!
\\// ندى \\//
غريبة !! ليه من بين كل الي موجودين في هذا البيت الوحيد الي يقولي هذا الكلام هو يزن ... يقول انه يفهمني !! .. والمخيف في الامر انه من جد قدر في هذه الفترة البسيطة انه يفهمني ويفهم الي براسي أجل ما راح يأخذ أي وقت في إنه يكشف حقيقتي !! ... وبعدين لفين رايحة يا ندى !! .. انتي جالسة تقربي من النار من دون ما تحسي او تفكري وما راح تلقي نفسك الا وانتي محترقة بهذه النار ..
: ندى !! ... قولي اسمعك !!
حطيت مخاوفي على جنب لانه مو وقتها ابدا وقلت له : نجوى طلبت مني اجي عندها الدوام عشان صحباتها وهي مسوين جمعة !!
يزن : وليه تسأليني .. روحي مكان ما تبغي !!
: بس أمي صفية كيف أتـركها لوحدها ... وكمان انت نبهتني ما اطلع وقت الشغل !!
: ستي لا تقلقي عليها أصلا الان خالتي جاية وبتجلس معاها ... أما الي قلته لك أول فهذا كان قبل ما اشوف قد ايش انتي مهتمة بستي و تحبيها .. راح تتأخري !!
: لا بس يا دوب اجلس مع البنات شوية ... !!
شفته يطالع للخلاط وسرحان زي الي يفكر بشي وبعدين سألني : انتي جالسة تعملي لهم الأكل !!
: ايوا يبغوا مقلوبة !!
معالم وجهه تغيرت .. وصوته اختلف وهو يقولي : سندس الي طلبت !!
: لا نجوى .. وبعدين ما فرقت مين طلب .. عادي !!
يزن : لا مو عادي ... الحين بدق على السواق يشتري لهم الي يبغوه بس انتي ما تطبخي لأحد !!
في هذه اللحظة شفت أبويا هو الي واقف قدامي ... ردة فعله تشبه ردة فعل ابويا الله يرحمه لما كان يعرف اني اطبخ شي لصاحبات سناْ أو أمل ... كان يتضايق ويقول نفس العبارة بس باختلاف حرف واحد بس .. بدل انتي كان يقول بنتي .. حسيت أني بردت وجسمي ارتعش ... حسيت فجأة بإن طرف جفني صار مبلول ... لفيت بسرعة قبل يزن ما يشوف دموعي !!!
\\// يزن \\//
تبكي !! .... ليه .. أكيد أحد زعلها ... انا عارف انها سندس ... ما ادري ليه حاطة دوبها ودوب البنت المسكينة هذه !!
ناديتها بحنية : ندى !! ...
جاني صوتها يرتعش : ايوا !!
: انتي متضايقة ... !!
: مو متضايقة لاني جالسة اسوي الاكل .. لا أبدا ... مو كذا الموضوع ...
: أجل ليه هذه الدموع !!!
طالتني بعيونها السودا الواسعة الي تشبه العقيق اليماني الصافي وقالت : حكون مرتاحة أكثر لو ما قلت !!
: على راحتك .. بس انا متاكد أنك متضايقة من هذا الشي
: أبدا والله ... اول شي نجوى لو مهما تطلب مستحيل ازعل منها .. مو عشاني اشتغل عندكم بس لاني احبها مثل أختي وبعدين احنا البنات متعودات على هذه الاشياْ ياما طبخت لاختي وصحباتها ولصاحباتي ...
سألتها وأنا أضحك :هذول كلهم !!!
: أيوا عادي !! ... بعدي-ن انا رايحة معاهم وحاكل معاهم فليش أتضايق !!
: يعني متصالحة مع نفسك !!
: الحمدلله
: كويس بس ودي اعرف شي واحد !!
: اتفضل !!
: ايش مشكلتك مع غطى الخلاط !!
شخصين بس بحياتي لما يضحكوا أحس بسعادة وراحة .. نجوى و بارعة الله يرحمها ... بس وأنا اشوف ندى تضحك قدامي بالرغم من دموعها .. حسيتها صغيرة .. ضعيفة .. كسرت خاطري .. حسيت إنها أحد يعنيلي أمره كثير .. وإني مسؤول احافظ على هذه الضحكة !!
******
\\// ندى \\//
بعد ما طلع يزن وقفت في المطبخ لوحدي .. ما ادري ليه لما أتكلم معاه احس اني مبسوطة ... رحت و اخذت الخلاطة بيدي وقفت اتامله وانا لسى مبتسمة ... بس ابتسامتي اتلاشت شوية شوية وانا اتذكره يقولي "صرت عارفك" .. يزن ذكي وحذر .. اذا قدرت اخدعه مرة .. ما حقدر اخدعه مرة ثانية .. صار لازم انسحب بعد ما هديت الأمور ... بس في شي أخير لازم اسويه ... عشان اترك لنفسي خط رجعة في حالة لو احتجت اني ادخل بيته مرة ثانية ..
كانت الساعة 11 ونص لسى بدري على موعد نجوى و في مشوار مهم لازم اعمله قبل لا أروح لها ...
أخذت الجوال ودقيت على يزن .. وانا أسترجع من ذاكرتي نبرة صوت ندى بنت حسن إلي يزن يعرفها و غمضت عيوني أول ما جاني صوته على الخط الثاني
: الو !!
\\// يزن \\//
هذه ليه متصلة الآن ... إيش تبغى !! ..
: الو !!
: السلام عليكم ..
: وعليكم السلام ورحمة الله .. نعم !!
:ممكن اكلم يزن !!
: يزن يتكلم .. نعم !!
: أنا ندى بنت حسن !!
: عارف .. إيش تبغي !!
كان خالد يأشر لي بيده يعني هدي واتكلم معاها بشويش !! ... بس غصب عني يتعكر مزاجي لما اكلمها و احس الدم يضرب براسي لاني أتذكر كل شي سواه فيا أبوها الي لا يمكن اسامحه
ندى : في موضوع مهم أبغى أتكلم معاك فيه !!
: ما اظن إن بيننا مواضيع مهمة !!
: أكيد بيننا وإنت الي اخترت إنه يكون بيننا
: إذا على البيت فقلت لك .. خلاص أنا نسيت الموضوع !!
: معليه .. ممكن نتقابل ونتكلم !!
: فين !!
: اقدر أجي لك الشركة !!
: طيب .. بس ما حقدر أطول معاك .. عندي أشياء اهم اسويها !!
: إن شاء الله .. ما راح أطول
بعد ما قفلت منها سألني خالد : إيش تبغى !!
: ما ادري .. أفتكر إني آخر مرة كنت واضح معاها وقلت لها مالي دخل بالبيت .. !! إصرارها إنها تقابلني غريب .. غريبة هذه البنت !!
: وانت ناوي تعمل كذا من جد !!
: ما ادري
: أجل لا تستغرب من تصرفها .. هي لسى حاسة بالخطر من جهتك !!
: في شي غريب دايما أحسه لما أسمع صوتها ... بس ما أدري إيش هو
خالد يضحك : إنت سيد العارفين !!
جاوبته بجفاء : ما تلاحظ ان هذه ثاني مرة تلمح لنفس الموضوع .. كأنك تبغى تذكرني فيه بالغصب !!
: ليه وإنت نسيته !!
: طبعا !!
: إذا نسيته ليه لسى الأوراق معاك !!
: إنت عارف إني دايما أحسب حساب المستقبل !!
: يعني راح ترجع تقلب عليها وعلى أختها !!
: ما ادري إيش ممكن يحصل بعدين !!
: اتركهم في حالهم يا يزن .. عشان الله يبارك لك في حياتك !!
******
\\// ندى \\//
طلعت من البيت ووقفت تاكسي ورجعت بيتنا .. قصيت الجبيرة .. ولبست أكثر من قطعة .. أحاول أغير حجمي وهيئة جسمي .. غيرت عبايتي ولبست عباية راس ولبست كعب ... جالسة أحاول أغير الاشياء الي اقدر أغيرها بس صوتي كيف حغيره !! ... يزن لو راح يكشفني فبسبب صوتي .. الله يستر .. وقفت قدام المراية أتأمل شكلي .. صرت ما عاد أشبه ندى الي تشتغل ببيت يزن بس بالرغم من هذا لسى حاسة بخوف من الحركة الي راح أعملها الآن ... ومع هذا لازم ما اتردد وهذه الخطوة لازم اعملها قبل ما اطلع من بيت يزن .. لازم قبل ما اترك بيته يشوف ندى بنت حسن من دون الجبيرة .. عشان لما يرجع يشوف ندى الي تشتغل في بيته بالجبيرة يزول أي شك بباله اني انا وندى شخص واحد ..
..........
أول ما نزلت من التاكسي طالعت للمبنا العالي قدامي ... حاسة روحي حتطلع من كثر الخوف .. سألت نفسي فجأة " أنا إيش جاية أسوي !! " ... غمضت عيوني وطلعت تنهيدة طويلة أحاول أنظم أنفاسي .. وأخيرا دخلت ..
" وجعلنا من بينهم سدا ومن خلفهم سدا " .. كنت أكرر هذه الأية ... ما كنت عارفة فين المفروض أروح المداخل كثير .. والناس تمشي بسرعة .. رفعت راسي اطل في الوجيه أبغى احد أسأله ... لغاية ما جمدت عيوني على آخر شخص أتوقعت أشوفه هنا .. قلت بصدمة
: منصور !!
قرب مني أكثر وقال بشك : مين !!
سكت واتسمر في مكانه وهو يقول بصدمة : ندى !!!
من هول الصدمة مو قادرة افتح فمي .. أو أسأله شي ... منصور يشتغل بشركة يزن !!! ... كان يخدعني !! ... أكيد يزن طلب منه إنه يراقبنا !! ... بس أنا قلت لمنصور كل شي .. أكيد قال ليزن !! .. يعني يزن الان عارف الحقيقة !! .. عارف إني أنا وندى بنت حسن نفس الشخص .. مستحيل كان طردني من زمان ..
: هذه الشغلة المحترمة الي لقيتها !!
: ندى .. خليني اشرح لك الموضوع لانك فهمتي غلط .. بس مو هنا !!
تركته واقف وتحركت بسرعة ... ما ابغى أسمع منه ولا أي كلمة ... الحمد لله إني كشفته على حقيقته .. لا وكنت ناوية اخطبه لأمل ... سناء عندها حق .. مو لازم اثق في واحد زي منصور ... والآن كيف ادخل على يزن .. بأي صفة .. ياخوفي إنه كاشفني طول هذه الفترة وأنا كنت مفتكرة إني قدرت أخدعه وشكلي أنا المخدوعة !!
******
\\// يزن \\//
كانت جالسة قدامي .. مو باين منها أي شي غير يدها ... ليه حاسسها متوترة .. طالعت لطلال الي جالس مقابلها .. كان الثاني يطالع فيها بطريقة غريبة ... كأنه يتفرسها .. حسيت بنزعة غيرة جاية من مكان بعيد تتحرك في قلبي .. يمكن لانها محسوبة عليا زوجة .. وفي النهاية إسمها على إسمي !! يمكن .. رميته بنظره هو فهمها ونزل نظره عنها .. أنا قلت لها
: نعم أسمعك ... !!
: ما راح آخذ من وقتك كثير .. بس قد كلمتك عن أبو ناصر والي يبغى يعمله !!
: إنه يبغى يهد البيت !!
: أيوا !!
: هده !!
: لا لسى .. تراجع في آخر لحظة .. من دون ما يقول إيش أسبابه !! .. ويمكن يرجع ويقول بيهده
: والمطلوب مني الآن !!
: تتكلم معاه .. يمكن تقدر تطلع منه بشي !!
: قلت لك من الأول ما عاد لي علاقة بالبيت .. فياريت تحلوا مشاكلكم بعيد عني !!
وقفت .. وانا لسى بمكاني .. ما ادري ليه رجع الإحساس الغريب الي أحسه إتجاهها يرجع .. شي يشبه الشك .. وعدم الراحة .. بس ليه !!
ندى : عموما .. شكرا لانك أعطيتني من وقتك ...
تابعتها لغاية ما طلعت وعلى طول التفت لطلال وقلت له بنبرة غضب غصب طلعت مني : ما تلاحظ إنك زودتها !! .. إيش هذه النظرات !!
خالد الي كان ساكت طول الوقت : طلال ما سوى شي .. بس ما ألومك .. غيرتك عليها طبيعية .. هذه في النهاية زوجتك !!
قلت له بقهر : مو ناقصك إنت الثاني ..
: ليه معصب انت الآن !!
: مدري .. هذه البنت مومريحاني ... تحت راسها مصيبة .. قلبي كذا يقول
ضحك خالد وقال : تلقاها تقول لنفسها نفس الكلام عنك !! .. صراحة أهنيكم على هذه الثقة العالية الي بينكم .. ونعم الأزواج !!
ليه أنا مصعبها على نفسي ... بدل ما أعيش في هذا التوتر و الخوف من أي شي ممكن تسويه أقدر ببساطة أكسر شوكتها واحبسها في البيت .. وفي نفس الوقت أتأكد إنها ما راح تقابل الي إسمه محمد .. لأن العلاقة بينهم شكلها سمن على عسل .. طبعا تقدر تسوي الي تبغاه لا حسيب ولا رقيب..
******
\\// ندى \\//
تغيرت كل خططي .. بعد ما شفت منصور هناك ... أول شي تأكدت منه إنه ما ينفع أمل ... أنا من جد غبية .. كيف حيلة زي هذه مرت عليا ... ويزن وبروده في الكلام معايا .. عكس كل مرة اتكلم معاه فيها .. زي الي يكون واثق ومتأكد إني بين قبضته .. بس باين إنه مو عارف إني أنا نفسي ندى !! ...
في هذه اللحظة كان منصور يتصل على جوالي .. هذه يمكن عاشر مرة يدق وأنا ما أرد .. بس خليني أرد أشوف إيش عنده
: نعم !!
: ندى .. والله العظيم كنت راح أقلك ... والله ما مر وقت طويل على شغلي عنده !!
: ما يهمني .. هو سؤال واحد وأبغى جوابه .. يزن يعرف حقيقة ندى !! .. إنت قلت له
: والله العظيم يزن ما يعرف شس .. ولا يعرف إن بيني وبينكم أي صلة .. يحسب إنها أنتهت في نفس اليوم !!
: تتوقع حصدقك !!
: لازم تصدقيني .. ليه حكذب !!
: إسأل نفسك .. إنت إيش مستفيد من هذا كله .. عموما هذا الشي مو مستبعد منك !!
: ندى لا تحكمي قبل ما تسمعي !!
قفلت بوجه الخط ... مشكلتي مو مع منصور ... مشكلتي الازلية هو يزن .. هدوءه مو مريحني .. حاسة إن تحت راسه مصيبة ..
*******
|