كاتب الموضوع :
صّبا
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
الجزء التاسع
الجزء التاسع
يجب ان اجد سبب .. لا يجعل لحياتي معنى !
.
.
.
فتحت عينيها بعد نوم عميق ..
النوم ! لم تذق لذته منذ ان فارقت منزلها !
نظرت إلى سقف السرير بستائره البيضاء و الرياح تداعب الستائر
و رائحة جميلة تفوح منها
شعرت بالسلام النفسي
و ظنت بأنها للحظة في الجنة !
.
.
.
اعتدلت بجلستها و هي تمسك برأسها
شعرت بألم قوي فجأة
صرخت بوجع و راحت تأن
ما زالت تعتقد بأنها في الجنة !
لدرجة انها حينما رأت وجه تلك المرأة التي بدأت تبعد الستائر احتضنت نفسها بفزع
أما المرأة فقد اشارت إلى الممرضة من خلفها و بقلق اخبرتها بأن تفحصها
كانت تحتضن نفسها بشدة كالجنين
ابتسمت الممرضة قبل ان ان تقترب منها و تربت على كتفها
: انتي بخير ؟ في شيء يألمك ؟
بالرغم من ان الألم كان بادً على وجهها , إلا انها حركت رأسها بـ لا !
لكن تلك الـ لا كشفت امرها فقد توجعت اكثر حينما حركت رأسها
بقلق اتصلت الممرضة بأحدى الأطباء
اما المرأة فقد نهرت الممرضة بغضب
: لمياء !!! قلت لك احنا ما نعرف هالبلوى من وين جابها غسان ! يعني بلاش فضايح !
همست لمياء لها
: لكن يا خالتي البنت في ضربة ف راسها و كدمات فجسمها و صارلها أسبوع عايشه عالمغذيات , لازم نعمل لها اشعة
صرخت مرة أخرى تلك المرأة
: تحملي مسؤوليتها اجل ! اخذيها و لا ترجعيها !
مع صرختها زاد الطنين في اذنها
شعرت و كأن عينيها ستخرج من مكانها
صرخت بكل وجع و هوت بجسدها على السرير
امسكت بها لمياء قبل ان تهوي على الأرض
رفعت الهاتف مرة أخرى على طبيب اخر
: دكتور سامي بليز ؟
انتظرت لخمسة دقائق ف المضيفة فالاستقبال اخبرتها بأنه نائم في استراحة الاطباء
: هلا دكتور , معليش اسفة لاني اتصل عليك بدري
: في حاله خاصة .. خاصة جداً ممكن تعتني فيها ؟
: بصراحة بنت عمرها بين ال11 و ال13 ممكن , - نظرت الى خالتها – لقيناها بالشارع و ما عندها وثائق
: في عندها ضربة بالرأس , كدمات في جسمها , و فقر دم على ما يبدو !
: معليش دكتور الحالة خاصة ماقدر استخدم الإسعاف لأن اكيد بتتسجل الحالة و هي ما عندها وثائق
: - بتردد اخفضت نبرتها و هي تنظر إلى وجه خالتها الغاضب – انا راح اتحمل المسؤولية
: عطني خمس دقايق و أكون عندك
.
.
.
كان الوقت يمضي ببطئ , ف غسان للآن لا يعلم بأنها اخذت هذه الفتاة
و هي تحاول إخراجها من الباب الذي يصل بين منزل غسان و خالته ام لمياء تفادياً لصديق غسان الذي يحرس الباب الامامي !
تنفست الصعداء حينما وصلت إلى سيارتها المهترئه , كانت تسند الفتاة لوحدها فخالتها قد رفضت مساعدة هذه الفتاة
مددت جسدها في الجزء الخلفي من السيارة
لكنها نسيت اخبار أهلها بخروجها .. أهلها الذين يرفضون عملها كممرضة بشدة !
كان المشفى الذي تعمل به يبعد مسافة ربع ساعة بالسيارة هذا سبب اقتناع والديها و اخوتها الكبار بالعمل كممرضة
كانت تسرع قليلاً و لكنها تخفض السرعة مرة أخرى حينما تتذكر بأن ما سيحدث بعد هذا لا يحمد عقباه !
.
.
.
كانت تشعر بأن الدقائق تجعلها تحتضر
باتت هذه ال 15 أطول بكثير مما كانت تعتقد !
اخيراً وصلت !
ها هي امام مدخل المشفى العتيق
ركنت سيارتها على جنب و هرولت إلى الداخل لتجلب كرسي متحرك
تشعر بأنها في حلم !
اخيراً وضعت الفتاة على الكرسي و راحت تسابق الريح إلى غرفة الطبيب سامي
ادخلتها مباشرة إلى غرفة الطبيب بالرغم من وجود مرضى في هذا الصباح الباكر , فالطبيب سامي مشهور بخبرته في مجاله و كثير من الحالات تماثلت للشفاء على يديه !
حضر الطبيب سامي بعد عدة دقائق
جلس امام كرسي الفتاة و امسك بذقنها ليرفع رأسها
شعر بأنه يعرف هذه الفتاة ! شعر بأنه رآها من قبل !
لا يعلم أين ..
لم يفكر كثيراً , اخبر لمياء بأن تمددها على السرير و تقوم بالكشوفات الاعتيادية
: نادي على ممرضة المختبر و اطلبي منها تعمل لها فحص دم
مضت نصف ساعة , قامت لمياء بمساعدة ممرضة أخرى بتبديل ثيابها
أصبحت جاهزة لأخذتها لغرفة الاشعة
و في منتصف الطريق صاح هاتفها ذو الطراز القديم
كان غسان !
اشارت الى الطبيب سامي و الممرضة
: اسبقوني
اجابت على غسان بهدوء
هي اكثر واحدة تعلم جيداً ما يدور في عقل هذا الانسان
لذلك لمدة عشرة سنوات جاهدت ضد أهلها لترفض الزواج منه
و النتيجة انها قد وصلت إلى سن العنوسة ! عمرها 32 الآن !
: السلام عل...
: انا ما اسمحلك تصرخ علي
: صارلي أسبوع اهتم فيها و تاركه اهلي و شغلي !
: اللوم عليك يوم ما جبتها البيت , كان المفروض توديها الشرطة, المستشفى , مش بيتكم !!
: انت تعرف هالبنت يا غسان ؟!
أغلقت الهاتف في وجهه , فـ صمته اكد لها شكوكها !
تنهدت قبل ان تهرول الى غرفة الاشعة
المثير للسخرية هو مرورهم بغرفة والد هذه الفتاة و عائلتها.. الرجل الغارق في غيبوبة منذ أيام .. هادف !
.
.
.
هز رأسه بلا حول و لا قوة
: اسعاف هالبنت كان غلط من البداية
: و الضربة على الراس الحمدلله انها ما سببت نزيف , لكن سببت كسر ف الجمجمة من هنا
" اشار الى الجزء الخلفي من الجمجمة "
: ماقدر احكم لحد ما تقوم بالسلامة و نشوف اذا تقدر تتعرف على هويتها و إلا لا ! يمكن نقدر نوصل لأهلها
|